رواية شظايا أنثى الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم بتول علي
رواية شظايا أنثى الجزء الحادي والعشرون
رواية شظايا أنثى البارت الحادي والعشرون
رواية شظايا أنثى الحلقة الحادية والعشرون
انهارت مريم وأجهشت بالبكاء بعدما مر أربع ساعات على اختفاء سلمى فهي قد ذهبت إلى المدرسة في الموعد المحدد حتى تحضر ابنتها ولكنها لم تجدها وعندما تم إفراغ سجل أقرب كاميرا مراقبة رأت سيارة قد قامت باختطــ ـافها.
كان من الصعب جدا الوصول إلى مالك هذه السيارة لأن وجهه لم يظهر في تسجيلات الكاميرا كما أنه نزع لوحة الأرقام من سيارته حتى لا يتمكن أي أحد من العثور عليه.
حاولت رانيا تهدئة مريم بعدما ارتفع صوت بكائها وأخذت
تلــ…ـطم خديها:
-“اهدي يا حبيبتي، إن شاء الله البوليس هيلاقي سلمى وهترجع لحضنك”.
نظرت مريم إلى رانيا وصاحت بصوت متحشرج ظهر به حدة القهر الذي يقبض على قلبها:
-“بوليس إيه بس يا رانيا اللي بتتكلمي عليه!! محدش فيهم هيتحرك ولا هيعمل حاجة غير لما يمر 24 ساعة على اختفاء سلمى”.
تدخل أنور في الحوار بعدما وجد أن رانيا قد فشلت في السيطرة على مريم التي لم تهدأ منذ معرفتها باختطــ ـاف ابنتها:
-“يا مدام مريم الوضع دلوقتي مختلف لأن كاميرات المراقبة جابتها وهي بتتخـ ـطف يعني غصـ ـب عنهم يتحركوا لأن كده بقى معروف أنها مخطـ ــوفة ده غير أن سلمى تبقى طفلة يعني مش شخص راشد ممكن يفكر يختفي شوية لما يز.هق من كل اللي حواليه”.
أكد شريف حديث صديقه بقوله:
-“أنور عنده حق يا مريم، أنا لسة مكلم الظابط المسؤول ووعدني أنهم هيعملوا المستحيل عشان يوصلوا لسلمى”.
أخذت مريم تلــ…ـطم خديها وكأنها لم تسمع كلامهم وقالت:
-“أنا عايزة بنتي يا شريف، هاتولي سلمى أنا مش قادرة أستحمل بعدها عني تاني بعد ما رجعت لحضني”.
احتضنتها رانيا وهي ترمقها بنظرات مشفقة وربتت على ظهرها وهي تردد بمواساة فهي تقدر حالة مريم لأنها أيضا لديها ابنة ولا يمكنها تحمل فكرة ابتعادها عنها:
-“إن شاء الله سلمى هترجع، قومي اتوضي وصلي وادعي ربنا يردها لحضنك”.
استجابت مريم لنصيحة رانيا وأدت الصلاة وتضرعت للمولى عز وجل وأخذت تدعوه أن يعيد إليها سلمى وألا يريها فيها أي مكروه أو سوء.
حك أنور ذقنه وأخذ يفكر قليلا قبل أن يوجه سؤاله لشريف قائلا:
-“أنت شايف إيه يا شريف؟ معقول يكون بهاء هو اللي عملها؟”
أومأ شريف برأسه وهتف بغيظ:
-“أنا واثق أن مفيش حد غيره هو اللي عملها لأنه عايز
يلـ..ــوي دراع مريم عشان تتنازل عن القضية ومفيش أي طريقة يقدر يضغط بيها على مريم غير نقطة ضعفها الوحيدة وهي سلمى”.
حك أنور جبينه قائلا بضيق كبير تملك منه بسبب أفعال بهاء التي لا تنتهي:
-”المشكلة أصلا أن مفيش قانون يدين بهاء في نقطة
خطـ..ــف سلمى لأنه في الأول وفي الأخر يبقى أبوها ومن حقه يشوفها بس السؤال دلوقتي هنقدر نلاقيه إزاي وهو بقاله أكتر من ست شهور مختفي والبوليس مش عارف يوصله؟!”
ضر.ب شريف حافة الكرسي وهو يهتف بعصبية:
-“ما هو أنا لازم أعمل حاجة لأن مينفعش أفضل قاعد كده زي خيبتها والحيو..ا..ن ده عمال يقر..ف فينا كل شوية”.
في هذه الأثناء رن جرس الباب فتوجهت رانيا لتفتح الباب لتتسع عيني مريم بعدما رأت الزائر والذي لم يكن سوى عزيز الذي اقترب من مريم وقال:
-“إزيك يا مريم عاملة إيه؟”
تجاهلت مريم سؤاله وهتفت بحدة وهي ترمقه بنظرات غاضبة:
-“أنت إيه اللي جابك هنا يا عزيز وعايز مني إيه بالظبط؟”
تنهد عزيز ثم أشار إلى من حولها وقال:
-“أنا عايز أتكلم معاكِ لوحدنا وصدقيني الموضوع اللي أنا جايلك عشانه فيه مصلحة ليكِ يعني أنا مش هضرك”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أخذت سلمى تتطلع حولها بر..عب شديد ثم بدأت تصرخ بشكل هيستيري:
-“افتحوا الباب، حر.ام عليكم أنا عايزة ماما”.
فتح بهاء باب الغرفة بعدما سأم من صوت صراخها ثم سحب كرسي وجلس عليه أمامها وقال:
-“مالك يا سلمى بتصرخي ليه؟ أنتِ نسيتِ أني أبوكِ؟!”
نظرت له سلمى بضيق، صحيح أنها لا تكرهه ولكنها لا يعجبها أفعاله في حق والدتها والتي كانت شاهدة على كثير منها:
-“أنا عايزة أروح لماما، هي زمانها خايفة عليا دلوقتي”.
ملس بهاء على وجهها بحنان قائلا بمكر حاول من خلاله أن يجعلها تتعاطف معه:
-“طيب هو مش المفروض تقعدي معايا وتشوفيني زي ما بتقعدي مع أمك وبتشوفيها”.
تراجعت الصغيرة للخلف وعقدت ساعديها قائلة:
-“لو عايز تشوفني تيجي عندنا البيت مش تخطـ…ــفني من قدام المدرسة”.
نجح بهاء في رسم أمارات المسكنة على وجهه ثم تحدث بنبرة أظهر بها بعض البؤس حتى يثير تعاطف ابنته:
-“ما هو أنا مينفعش أجي عندكم يا سلمى لأن لو جيت البوليس هيقبض عليا ويحبسني بسبب أمك لأن هي اللي بلغت عني وعايزاني أتسجن عشان تتجوز شريف”.
تطلع بهاء لسلمى واقترب منها خطوتين ثم أمسك بيدها مستكملا حديثه بنبرة هادئة:
-“أمك واحدة أنانية أوي يا سلمى، عايزة تخلـ..ـص مني عشان تعيش حياتها ومش فكرت فيكِ نهائي ولا في أنك لازم تتربي وسط أبوكِ وأمك ومينفعش راجل غريب هو اللي يربيكِ ويخلي باله منك”.
حركت سلمى رأسها وأخذت تنفي هذا الاتهام عن والدتها بقولها:
-“لا ماما مش أنانية ولو البوليس عايز يقبض عليك زي ما أنت بتقول فده لأنك أكيد عملت حاجة وحـ…ــشة وبعدين عمو شريف راجل كويس ومش بيضـ…ــرب ماما ولا بيزعلها زي ما أنت كنت بتعمل”.
أدرك بهاء أنه من الصعب عليه أن يستميل ابنته ويسيطر عليها فنهض وخرج من الغرفة ثم أغلق الباب عليها حتى لا تتمكن من الهرب.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
عادت نورا إلى المنزل بعدما تحسن وضعها واستلقت على السرير وانتظرت خروج كل من مروان وسميرة من الغرفة ثم أمسكت هاتفها وفتحت حسابها على الفيس بوك وضغطت على أيقونة المراسلات واختارت اسم أحد أصدقائها وأرسلت له رسالة قصيرة كتبت له فيها:
-“وحشتني أوي يا حبيبي، أنا الحمد لله ولدت وواضح أوي أن مروان زهق من وجودي في حياته ومبقاش طايقني وشكله ناوي يطلقني وساعتها أنا وأنت هنقدر نتجوز”.
انتظرت نورا قليلا ثم ابتسمت بعدما رد عليها صديقها برسالة كتب فيها:
-“أنا مش مصدق أن أخيرا يا حبيبتي هنقدر نهرب مع بعض ونعيش سوا، صدقيني أنا هعوضك عن كل حاجة و.حشة شوفتيها في حياتك على إيد الحقــ….ـير جوزك اللي مقدرش النعمة اللي في إيده وبهدلك بالشكل ده”.
شعرت نورا بالسعادة بعدما رأت كلماته التي أثلجت صدرها وتذكرت عندما أرسل لها هذا الشخص طلب صداقة قبل بضعة أشهر وعندما قبلت الطلب أرسل لها رسالة نصية قصيرة وكتب بها:
-“منشوراتك وصورة صفحتك الشخصية بتقول أنك إنسانة جميلة أوي وفي نفس الوقت قلبك حزين ومجـ…ـروح وده خلاني مستغرب إيه اللي يخلي واحدة حلوة زيك تبقى تعيسة كده؟”
استغربت نورا من الرسالة ولكنها كانت بحاجة إلى أي شخص تتحدث معه بعدما أعطاها مروان الهاتف وسمح لها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي:
-“وأنت يهمك في إيه إذا كنت حزينة ولا لا وبعدين أنت أساسا متعرفنيش عشان تسألني سؤال زي ده”.
رد عليها بعد بضع ثوانٍ برسالة أخبرها بها:
-“الجميلات اللي زيك اتخلقوا عشان يلاقوا الحب والاهتمام والدلع مش عشان يتعـ…ــذبوا ويتبهـ…ــدلوا في حياتهم وواضح كده أنك متجوزة وجوزك هو اللي جــ…ـارح قلبك وأن هو المسؤول عن الحزن اللي بتعبري عنه بكلماتك”.
انحدرت دموع نورا في تلك اللحظة وكتبت:
-“أنا كنت بحبه أوي واتخليت عن أهلي عشانه بس هو طلع بيكر.هني وبدأ يهــ…ـين فيا وأجبر.ني على خدمة أمه قصاد اللقمة اللي هاكلها”.
أخذ هذا الشخص يواسيها ويخفف عنها حزنها ومن هنا بدأت تتطور علاقتها به إلى أن وقعت في حبه وصارت تريد أن يتركها مروان حتى تذهب إلى حبيبها ليعوضها عما رأته من بؤس مثلما أوهمها.
على الجانب الأخر كان مروان يجلس داخل حجرته ويبتسم بسخرية وهو يتطلع إلى سجل الرسائل بينه وبين نورا التي سقطت في فــ…ـخه بمنتهى السهولة دون أن تتخيل أن الشخص الذي تحدثه هو نفسه زوجها.
غباء نورا جعلها لا تفكر أبدا ولو للحظة واحدة أن مروان لن يمنحها هاتفها ويسمح لها باستخدام الإنترنت هكذا بدون سبب بل هناك هدف وخطة وضعها في رأسه ويريد أن ينفذها حتى يتخـ…ـلص من وجودها في حياته دون أن يخسر طفله.
وضع مروان الهاتف جانبا وابتسم بانتصار وهو يتمتم:
-“كويس أوي لحد كده، كل اللي عليا هو أني أستنى لحد ما تخلصي الأربعين عشان أنفذ الخطوة الأخيرة وزي ما بهاء زمان اتسبب في أن أختي تتفــ…ـضح ظــ..ـلم أنا كمان هفــ…ـضح أخته بس الفرق هو أن نورا تستاهل فعلا أنها تتفــ…ـضح”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
دلفت مريم إلى غرفة الجلوس برفقة عزيز وجلست أمامه عاقدة ذراعيها أمام صدرها قائلة بجمود:
-“اتفضل يا عزيز، اقعد وقول أنت عايز إيه بالظبط وإيه اللي جابك هنا الساعة دي؟”
امتثل عزيز لأمرها وجلس على أقرب كرسي صادفه قبل أن يوجه لها الحديث بنبرة جادة:
-“جاي أتكلم معاكِ بخصوص بهاء وخطـ…ــفه لسلمى، زي ما أنتِ شايفة كل ما أنتِ تكوني على وشك تخلصي منه بيقدر يشوف طريقة ويخلص نفسه منها وطول ما هو عايش أنتِ مش هتقدري تعيشي حياتك لا أنتِ ولا بنتك”.
رفعت مريم حاجبيها قائلة باستنكار وسخرية:
-“يا سلام عليك يا عزيز، يعني أنت عايز تفهمني أنك مهتم براحتي وأنت أصلا كنت عارف أني بريئة ومع ذلك مكلفتش نفسك تيجي تشهد وتقول أن جه عرض عليك أنه يخد.رني ويجيبني شقتك بس أنت رفضت”.
شعر عزيز أنها تسخر منه بشكل غير مباشر ولكنه تغاضى عن تلك الإها.نة ونظر لها وهو يقول:
-“أنتِ قولتي بنفسك أهو يا مريم أني رفضت عرضه وبعدين أنتِ مكنتيش هتعرفي بالموضوع ده لو أنا مجيتش وقولتلك بعد ما خرجتِ من السجن وأظن أنتِ لو بطلتي تريقة وركزتي في الكلام هتعرفي ليه أنا مكانش ينفع أجي أشهد في صالحك”.
نظرت له مريم وأخذت تتذكر حديثه في المرة السابقة عندما أخبرها بهذا الأمر وتذكرت أمر في غاية الأهمية وهو أن عزيز كان مدمن للمخدرات ووالدته ماتت بحسرتها بعدما فشلت جميع محاولاتها في علاجه وكل ذلك كان بسبب بهاء لأنه المسؤول عن إدمان عزيز وإيصاله إلى هذه الحالة.
لم يتوقف الأمر على الإدمان فحسب فقد استغل بهاء حاجة عزيز للمخدرات وورطه في بعض الأعمال غير القانونية ولهذا السبب لم يتمكن عزيز من مساعدة مريم والشهادة في صالحها لأنه يعلم جيدا أنه إذا فعل ذلك سوف يعـ..ـاقبه بهاء بفضــ…ـح جميع الأمور السيئة التي قام بها.
تنهدت مريم وأومأت بتفهم بعدما تذكرت هذه الأمور التي من المنطقي أن تمنع عزيز من مساعدتها في محنتها وقالت:
-“تمام يا عزيز أنا خلاص فهمت أنت ليه مقدرتش تساعدني بس مش فاهمة أنت جاي ليه دلوقتي وهتساعدني إزاي وإيه علاقة ده كله بخطـ…ـف سلمى؟”
ابتسم عزيز قائلا بهدوء:
-“هقولك وهفهمك كل حاجة بس لازم تسمعيني للأخر وتركزي معايا كويس أوي ومهما قولت متقاطعنيش غير لما أخلص خالص وأنا واثق أن خطتي أولها مش هيعجبك بس نتيجتها هتخليكِ توافقي عليها”.
استغربت مريم من تلك الثقة التي يتحدث بها عزيز ولكنها أطرقت رأسها وبدأت تستمع له لتتسع عيناها في دهشة واستنكار فهي لا يمكنها أن تنفذ هذا الكلام الذي يقوله مهما حدث حتى لو كان الثمن هو حياتها.
استمر عزيز في الحديث وفي النهاية ابتسمت مريم وقالت:
-“برافو عليك يا عزيز، صحيح أنا هضطر أتنازل شوية بس مش مشكلة طالما ده هيخليني أخلــ…ـص من بهاء وأرتاح منه طول حياتي”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مر يومين على اختطــ…ـاف سلمى ولكن عكس ما توقع شريف فقد كانت مريم هادئة للغاية ولم تعد تبكي وتصرخ مثلما كانت تفعل عندما علمت بما جرى لابنتها.
استغرب شريف من تبدل حال مريم بعد زيارة عزيز فهي تتصرف وكأنها نسيت أمر اختطاف سلمى أو يمكن القول أنها واثقة أن بهاء سوف يقوم بإعادة الصغيرة من تلقاء نفسه ودون أن تبذل أي مجهود.
خرجت مريم من المنزل بعدما وصلتها رسالة على هاتفها من رقم مجهول فابتسمت لأنها تعلم أن هذا المُرسل هو نفسه بهاء.
أخذت مريم تسير في الشارع إلى أن توقفت أمامها سيارة قطـ…ــعت عليها طريقها ثم فتح راكبها الباب ليظهر وجه بهاء وهو يشير لمريم أن تصعد بجواره.
صعدت مريم بالفعل دون أن تخشى أي شيء لأنها كانت تحمل في جيبها سكــ…ـين حاد عزمت على استخدامه إذا حاول بهاء أن يلحق بها أي أذى.
أدار بهاء محرك السيارة وتحرك بها فعقدت مريم ذراعيها وتحدثت بهدوء خالف جميع توقعات بهاء الذي كان يتصور أنها سوف تثور وتغضب عندما تراه وتطلب منه أن يعيد لها ابنتها:
-“طلباتك يا بهاء، عايز إيه بالظبط عشان ترجعلي سلمى وتسيبني في حالي؟”
على الرغم من حالة الذهول التي سيطرت على بهاء بسبب هدوء مريم إلا أنه ابتسم قائلا:
-“واضح أنك بقيتي أذكى من الأول وفاهمة كويس أني مش هرجعلك سلمى غير لو كل طلباتي اتنفذت”.
زفرت مريم بضيق قبل أن ترد على حديثه فهي تشعر بالاشمئزاز ولا تحتمل وجود بهاء بالقرب منها لفترة طويلة:
-“أظن أنت مش جايبني هنا عشان نقعد نرغي مع بعض، اخلص قول أنت عايز إيه وبلاش تقول كلام ملهوش أي لازمة”.
نظر بهاء إلى الطريق أمامه وهو يجيب:
-“تتنازلي عن القضية اللي أنا هربان بسببها وساعتها بنتك هترجعلك وكل واحد يروح لحاله”.
كانت مريم تعلم جيدا أن بهاء صادق في مسألة إعادة سلمى ولكنها تدرك أنه يكذب عليها في مسألة تركه لها وابتعاده عن حياتها فهي تعرف بهاء حق المعرفة ولديها يقين بأنه لن يقبل الهزيمة بهذه البساطة بعدما ارتكب مجموعة من الفظا.ئع التي لا يمكن غفرانها.
صحيح أن بهاء لا يحب مريم ولكن فتحية علمّته منذ طفولته أنه لا يجب أن يترك أي شيء يخصه لأي أحد مهما حدث ومريم بالنسبة له تعد شيء من ممتلكاته وهو لن يتنازل عنها لشريف وإنما سوف يعقد معها هُدنة حتى يتخلـ..ـص من القضية وبعدها سوف يصب كامل اهتمامه على تـ….ــدمير حياتها.
حب السيطرة والتملك شيئان أساسيان في صفات بهاء ومريم هي أكثر من يدرك هذا الأمر وعلى الرغم من معرفتها لتلك الحقيقة إلا أنها نظرت له بثبات هاتفة بجمود:
-“موافقة يا بهاء، هخرجك من القضية قصاد أنك ترجعلي سلمى وتتنازل عن حضانتها وتسيبني في حالي”.
ابتسم بهاء بعدما سمع حديثها ولم يكن يدرك أن هذا الهدوء الذي يسيطر على ملامح مريم ليس سوى هدوء ما قبل العاصفة فمريم لم تعد تلك المرأة الضعيفة التي ستدعه
يـ….ـدمر حياتها وما ستفعله به سيجعله يتمنى لو أنها لم تتنازل عن القضية.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شظايا أنثى)