رواية شظايا أنثى الفصل الثامن 8 بقلم بتول علي
رواية شظايا أنثى الجزء الثامن
رواية شظايا أنثى البارت الثامن
رواية شظايا أنثى الحلقة الثامنة
-“قضية زنـ..ـا!! بهاء لبس لمريم وشريف القضية دي عشان يخليها ترجعله غصب عنها”.
جحظت عيني رانيا وكأنها أصيبت بصاعقة شديدة بعدما أخبرتها مساعدتها بما فعله بهاء مع مريم وشريف فهذا الخـ..ـسيس الحقـ..ـير أثبت لها أنه غرق منذ زمن طويل في مستنقع القـ..ـذارة والحقـ..ـارة.
مر يومين فعلت بهما رانيا كل ما بوسعها ولكنها لم تتمكن من إخراج مريم بكفالة مثلما كانت تريد.
ذهبت رانيا إلى قسم الشرطة والتقت بمريم وعلمت منها بكل ما حدث.
ربتت رانيا على كتف مريم التي تبكي بانهيار وقالت:
-“والله العظيم لهخليه يدفع التمن ويندم على اللي عمله”.
هتفت مريم بنبرة متحشرجة:
-“بهاء جه وقالي أنه ممكن يتنازل عن القضية اللي لفقهالي بشرط أني أرجع على بيته وأكون خدامة وأبوس جـ..ـزمة أمة وكمان عايزني أتنازل عن كل حقوقي وعن حضانة سلمى عشان لو اتطلقنا في المستقبل ميبقاش خسران أي حاجة وقالي أني لو رفضت عرضه فساعتها هتسجن وهيقدر يحرمني من بنتي ومش هيخليني أشوف وشها تاني”.
تابعت مريم حديثها من بين شهقاتها:
-“أنا مش هقدر أرجع على بيته تاني وأعيش في نفس الـ..ـذل اللي فضلت مستحملاه أكتر من سبع سنين ومش هتحمل خسارة سلمى ، اللي واجع قلبي هو أني حتى لو خرجت من هنا فخلاص أنا اتفضحت وسيرتي بقت على كل لسان ومحدش هيصدق أني شريفة”.
كادت رانيا تتحدث ولكن قاطعتها مريم التي تمتمت بمرارة بعدما ابتلعت تلك الغصة القاسية التي صارت ملازمة لها منذ تلك اللحظة التي ألقت بها الشرطة القبض عليها في منزل شريف:
-“عارفة يا مدام رانيا إيه هي أكتر حاجة واجعة قلبي ، سلمى بنتي اللي هتعاني طول عمرها بسبب اللي بهاء عمله فيا ، ده حتى مفكرش يتراجع عن الخطة الشيطـ..ـانية دي رغم أنه عارف كويس أن الناس هتعاير بنته لما تكبر وهيقولوا أن أمها واحدة مش كويسة ومشيها بطال”.
شعرت رانيا بالحزن على ما حل بمريم فهي امرأة لم يتجاوز عمرها الثلاثين ورأت من المصائب والمتاعب قدرا كبيرا يكفي لتحـ..ـطيم أي شخص.
غمغمت مريم بأسى وهي تغمض عينيها تاركة العنان لدموعها التي أخذت تهطل على وجنتيها:
-“شريف هو كمان ملوش ذنب في خلافاتي مع بهاء ورغم ذلك اتبهدل بسببي وسمعته بقت في الأرض قدام قرايبه وحماه وكل ده لأنه حبني في يوم من الأيام وحاول يقف جنبي في محنتي وعشان كده أنا مش هكرر الغلطة دي مرة تانية”.
عقدت رانيا حاجبيها بريبة قائلة:
-“قصدك إيه بالكلام ده يا مريم؟!”
نهضت مريم وهي تهتف بحزم:
-“أقصد أني مش هستنى لما أنتِ كمان تتأذي من بهاء بسببي وعشان كده أنا عايزاكِ تبعدي عني وأوعدك أني هتصرف وهختار حل يناسبني”.
اعترضت رانيا وحاولت أن تثني مريم عن هذا القرار ولكن منعها العسكري الذي أعلن أن موعد الزيارة قد انتهى ثم أخذ مريم وأعادها إلى الحجز مرة أخرى.
خرجت رانيا من القسم وأخذت تفكر فيما حدث وأثناء شرودها رن هاتفها برقم غريب وعندما أجابت سمعت صوت امرأة مسنة تقول:
-“ده رقم مدام رانيا المحامية مش كده برضه؟”
هزت رانيا رأسها قائلة:
-“أيوة ، مين معايا؟”
أجابت السيدة بهدوء:
-“أنا الحاجة إحسان خالة شريف وبكلمك عشان نشوف حل للمصيبة اللي حصلت مع ابن أختي بسبب بهاء وأمه”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“أنا كنت عارف أن البنت دي هتجيبلي العار بس أنا مش هيهدالي بال غير لما أقتـ..ـلها وأشـ..ـرب من دمها”.
صاح بها عبد الستار أمام عيني إيهاب الذي كان يشرب سيجارة الحشيش وينظر نحو والده ببرود شديد وكأن ما يُقال أمامه حديث عن شخص غريب لا يمت له بصلة.
استشاط عبد الستار غضبا من برود ابنه وصرخ في وجهه وهو يسحب السيجار من بين يديه:
-“سيب الـ..ـزفتة اللي في إيدك دي وفكر معايا وشوف هنعمل إيه في المصيبة اللي أختك حطيتنا فيها”.
زمجر إيهاب بعصبية وهو يستقيم في وقفته ويرمق عبد الستار شذرا:
-“أنا مليش دعوة بالحوار ده كله ومش ناقص وجع دماغ ولو شديت السيجارة مني تاني هروح أقعد مع أصحابي وهسيبك لوحدك في الشقة تكلم نفسك”.
ضـ..ـرب عبد الستار كفيه وتنهد بحسرة فحال إيهاب لا يَسُر عدو ولا حبيب فهو لا يتوقف أبدا عن تهديده بالرحيل وتركه وحيدا يتحدث مع جدران المنزل.
أخذ عبد الستار يلــ..عن أصدقاء ابنه الذين أضاعوه وجعلوه يدمن على شرب الممنوعات والذهاب برفقتهم إلى أماكن مشبوهة حتى صار لا يطيق منزل والده ولا يتحمل الحديث معه.
عجبا لحالك يا عبد الستار نبذت مريم وكرهتها ووصمتها بالعار وها أنت الآن تتوسل بقاء إيهاب الذي فضلته وأحببته أكثر من أي شخص أخر فقد صدق من قال لن ينال ابن أدم في شيخوخته إلا حصاد ما زرعه في شبابه.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
نظرت إحسان إلى رانيا وقالت:
-“أنا مستحيل أصدق أن شريف يعمل كده وعشان كده أنا خليت واحدة قريبتي تبعتلي بنتها عندي في البيت بحجة أني عايزاها تجيبلي شوية طلبات ولما البنت جيت قولتلها على اسمك وخليها تبحث عنك على النت والحمد لله عرفت أوصلك عشان نتحد ونعرف نقلب اللعبة على بهاء”.
كانت نظرات الانبهار في عيني رانيا واضحة كالشمس فهي لا تصدق أن تلك السيدة العجوز تفكر بهذه الطريقة وليس هذا فحسب بل تريد مثلما تبين من حديثها أن تنتقم من بهاء لأنه تجرأ على إيذاء ابن شقيقتها الراحلة.
أخفت رانيا اندهاشها بسرعة وقالت:
-“متقلقيش يا مدام إحسان ، اللي حصل مع مريم وشريف أنا هخلي بهاء يدفع تمنه غالي أوي ، هو ميعرفش أن اللي بيلعب معاها دي هي اللي هتجيب أخره ، هو غلط غلطة كبيرة أوي لما رفض يطلق مريم بهدوء ويديها حقها من غير مشاكل ودلوقتي جه الوقت اللي هيحصد فيه نتيجة غبائه وحقارته”.
سألتها إحسان باستغراب:
-“أنتِ ناوية على إيه يا أستاذة رانيا؟”
ابتسمت رانيا بمكر وقالت:
-“هوقع بهاء في شر أعماله وهستغل نقطة أنه جه وهددني في مكتبي قبل كده عشان أستدرجه وهحاول أتفاوض معاه”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ضحكت نورا بميوعة وأمسكت الهاتف جيدا وهي تقول:
-“وأنا كمان بحبك يا مروان وبمـ..ـوت فيك وعشان كده مستنية لما ظروفك تتحسن وتيجي تتقدملي زي ما وعدتني”.
هتف مروان بحزن مصطنع:
-“أنا نفسي نتجوز يا نورا يا حبيبتي ونكون تحت سقف واحد بس الظروف صعبة أوي وكل حاجة غليت ومش عارف أعمل إيه بجد”.
ابتسمت نورا بعدما سمعت منه كلمة “حبيبتي” وقالت:
-“متقلقش يا مروان ظبط أنت اللي تقدر عليه وتعالى اتقدملي وسيب الباقي عليا ، أنت عارف أني بحبك وعشان كده مش هتقل عليك في الطلبات”.
ارتسمت ابتسامة لئيمة على شفتي مروان قبل أن يردف:
-“أنا عارف يا حبيبتي أنك مش هتقلي عليا في الطلبات بس أمك مش هترضى بيا ولا هتتقبل بظروفي”.
قاطعته نورا بنبرة جادة:
-“سيبك من أمي يا مروان أنا هتصرف معاها بمعرفتي ، هي أصلا متقدرش تزعلني ، جهز أنت نفسك وتعالى وأنا هظبط كل حاجة”.
ابتسم مروان بسخرية على سذاجة نورا فقد استطاع أن يوقع بها بسهولة ودون أن يتكبد الكثير من العناء فهي فتاة لا يطيقها أحد بسبب طباعها وسمعة والدتها السيئة وإذا لم تتزوج في وقت قريب سوف تحصل على لقب “عانس” ولهذا السبب قرر أن يستغل ظروفها ويوهمها أنه يحبها حتى يتزوج مثلما تريد والدته دون أن يكلف نفسه الكثير من الأموال فنورا على استعداد لقبول أي شيء مقابل أن تتخلص من شبح العنوسة الذي يطاردها.
طال صمت مروان فعقدت نورا حاجبيها قائلة:
-“مروان أنت سامعني؟!”
ابتسم مروان قائلا:
-“أيوة يا قلبي، قولي لأمك أني هاجي أزوركم بعد المغرب”.
ضحك مروان بعدما أغلق الهاتف فنظر له عزيز الذي كان يجلس أمامه بدهشة وقال:
-“أنا مش مصدق نفسي يا مروان ، أنت كل البنات هيمـ..ـوتوا عليك ويوم ما تروح تتقدم لواحدة تكون البـ..ـومة اللي اسمها نورا!!”
رفع مروان حاجبيه قائلا:
-“الحريم كلهم صنف واحد يا عزيز وبعدين البومـ..ـة دي مش هتكلف في جوازتها غير شوية ملاليم لأن محدش أصلا بيعبرها وهي أما صدقت أن فيه واحد زيي شكله حلو وكل البنات بتجري وراه عايز يتقدملها ، اتفرج على أصحابنا كده وشوف كل واحد فيهم اتكلف قد إيه عشان يتجوز وكلهم واخدين فوق دماغهم ، فكر في الموضوع وهتلاقي أني حسبتها صح وأني هطلع كسبان من الجوازة دي وهيكون في البيت واحدة تخدم أمي وتشوف طلباتها وبعدين أنت ناسي الموضوع اللي حصل زمان ولا إيه يا عزيز؟ أنا غرضي الرئيسي من الجوازة هو أني أنتقم”.
ضـ..ـرب عزيز كفيه ونظر إلى صديقه بتمعن فقد فهم الآن لماذا يصمم مروان على هذه الزيجة فهو يريد أن يأخذ حقه من بهاء مستخدما نورا لكي يحقق غرضة:
-“أنا مش عارف أقولك إيه يا مروان ، أنت كلامك فيه جزء مقنع بس المشكلة أنك اخترت البنت الغلط لأن نورا مش سهل أنك تبهـ..ـدلها عشان تجيب حقك، أنا عارف العيلة دي كويس وبهاء أخو نورا أنا أعرف عنه بلاوي كتيرة أوي وعشان كده أنا خايف عليك منهم”.
تنهد عزيز وأخذ يقص على مروان كل شيء يعرفه عن بهاء وأخبره عن المخطط الشيطـ..ـاني الذي دبره بهاء لكي يوقع بمريم حتى يجبرها على التنازل عن حقوقها والعودة إلى منزله خادمة ذليـ..ـلة.
هز مروان رأسه وقال:
-“إذا كان بهاء تِعبان فأنا أبقى عقرب والكلام اللي أنت قولته ده خلاني أعرف الطريقة المناسبة اللي هخلص بيها من بهاء عشان ميبقاش لنورا ظهر ولا سند”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
وصل بهاء إلى مكتب رانيا ودلف إليه ثم جلس أمامها قائلا ببرود:
-“يا ترى بقى إيه الكلام المهم اللي أنتِ عايزة تقوليه يا مدام رانيا وخلاكِ تتصلي بيا وتطلبي أنك تقابليني؟”
استطاعت رانيا أن تتحكم في أعصابها بصعوبة وهتفت بهدوء مصطنع:
-“اسمعني يا بهاء ، أنت مش هتستفاد حاجة من حبس مريم وفضيحتها بعد ما لبستها قضية زنـ..ـا وأكيد ليك غرض من اللي عملته معاها ده وعشان كده أنا كلمتك لأننا لازم نتفاهم ونوصل لحل يرضي كل الأطراف”.
ضحك بهاء ونظر إلى رانيا باستخفاف قائلا:
-“أنا روحت القسم وقابلت مريم وقولتلها أنا عايز إيه بس ده ميمنعش أن أعيد الكلام قدامك مرة تانية بما أنك المحامية بتاعتها ، مريم غلطت غلطة كبيرة أوي لما أهانت أمي وسابت البيت ورفعت عليا قضية طلاق وده السبب اللي خلاني ألبسها قضية زنـ..ـا لأنها لازم تتربى وترجع لبيتي مذلولة ومكسـ..ـورة وملهاش أي حقوق ، أنا فهمتها أنها لو عايزة تطلع من السجن والمحضر يتحفظ كل اللي عليها تعمله هو أنها تمضي على تنازل عن كل حقوقها وعن حضانة سلمى وتنسى خالص فكرة الطلاق ومش بس كده دي لازم كمان تبوس رِجل أمي وتخدمها ومتفتحش بوقها لو شافتني
بخـ..ـونها قدامها في الشقة ولا تفكر تعترض أو تشتكي”.
تملك الاشمئزاز من رانيا وهي تستمع إلى كلمات بهاء التي تدل على مدى حقـ..ـارته وقالت:
-“اللي فهمته من كلامك هو أنك عايز تربي مراتك عشان عايزة تتطلق منك بس يا ترى شريف ذنبه إيه؟ ليه خليت رجالتك لما خطـ..ـفوا مريم يودوها على شقة شريف وبعدين خليتهم يخـ..ـدروه ويحطوهم جنب بعض في أوضة النوم ولما كل حاجة تمت دخلت عليهم الأوضة ومعاك البوليس؟!”
أجاب بهاء بنبرة يملأها الغل والغيظ:
-“لأنه بيحبها وهي كمان بتحبه وأنا واثق أنها لو اتطلقت مني هتروح تتجوزه زي ما كان هيحصل زمان لو أنا مكنتش اتقدمتلها ودفعت لأبوها دم قلبي عشان أخطـ..ـفها منه”.
رفعت رانيا حاجبيها قائلة:
-“واضح أنك مغلول أوي من شريف يا بهاء”.
الغل شيء قليل بالنسبة لما يشعر به بهاء تجاه شريف فهو يكرهه لأنه يتفوق على الجميع في كل شيء رغم أنه ليس ثريا ولا يمتلك النفوذ أو الواسطة التي تساعده في الوصول إلى مستوى مرموق.
نهض بهاء ووضع يديه في جيبي سرواله قائلا:
-“مريم مش قدامها غير اختيارين وهما إما توافق على شروطي وتكون خدامة لأمي وجارية ليا وقت ما أعوز أبص في خلقتها أو ترفض وساعتها هتتسجن وهتكون فضيحتها بجلاجل وبالنسبة لسلمى فأنا هحرمها منها ومش هخليها تشوف وشها مرة تانية”.
غادر بهاء بعدما ألقى تلك الكلمات في وجه رانيا التي ابتسمت بظفر وهي تخرج هاتفها من درج مكتبها ثم ضغطت على علامة إيقاف التسجيل وتمتمت بمكر:
-“فيه خيار تالت أنت نسيته يا بهاء وهو أن مريم هتخرج من القضية القـ..ـذرة اللي أنت لفقتها ليها من غير ما تخسر أي حاجة أما أنت فهتكون فضيحتك بجلاجل بعد ما كل الناس يعرفوا أنك راجل ناقـ..ـص وواطـ..ـي لبست لمراتك قضية زنا عشان تجبرها أنها ترجعلك”.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شظايا أنثى)