روايات

رواية شد عصب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية شد عصب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية شد عصب الجزء السادس والعشرون

رواية شد عصب البارت السادس والعشرون

شد عصب
شد عصب

رواية شد عصب الحلقة السادسة والعشرون


#السادس_والعشرون«طريق آخر»
#شدعصب.
ــــــــــــــــــ
خاب ظنه حين همست بإسم “جاويد” رفع كف يده عن فمها ورأسه من بين حنايا عُنقها وتسلطت نظرات العيون بينهم للحظات قبل أن تُخفض سلوان عينيها تذم شفاها بحياء،بينما جاويد إرتكزت عيناه على شفاها بتوق الليالى الماضيه، بلا إنتظار كان يُقبلها بشغف،تفاجئ من عدم إعتراض سلوان أو دفعها له أن ينهض من عليها كما كان قبل قليل،بل شعر بيديها على ظهره تسير بنعومه، ترك شفاه لتتنفس ونظر لوجهها وجدها مُغمضة العين، تبسم وعاد يقبل وجنتيها،ثم نظر لوجهها وهو يضع يديه على أزرار منامتها وبدأ بفتح أول زِر، شعرت سلوان بيده وفتحت عينيها نظرت لعيناه سُرعان ما إستحت وأخفضت عينيها، وإنصهر وجهها بخجل ولم تعترض لا على قُبلاته ولا ولا يداه الجريئه التى تقريبًا فتحت كل أزرار منامتها وبدأ تشعر بيداه على جسدها مباشرةً مستمثله للمساته؛ وهو كذالك حين لم يجد منها تمنُع كالعاده توغل بلمساته بجرآه، يشعر بشوق وتوق… شعر الإثنان كأنهما هائمان بين نسمة شتاء باردة كل منهم يحتاج لشعور بأنفاس الآخر كي يشعر بالدفئ المفقود فى قلبه…
لكن بلحظه بدأت تلك النسمه تثلج برودة حين سمعا طرقًا على باب الغرفه،يتبعه حديث توحيده بإخباريهم أن الفطور قد تم تجهيزهُ
للحظات تجاهل الإثنين ذالك ولم يهتم جاويد وتحكمت به رغبة إتمام زواجه من سلوان، حتى سلوان هى الآخري أرادت خوض ذالك معه، شعر الإثنين بشعور غريب رغم الشوق المُتحكم بهما؛ لكن فاقا من تلك الغفوه على صدوح رنين هاتفهُ لآكثر من مره،أرادت سلوان أن يتجاهل رنين الهاتف كما تجاهلا طرق توحيده،لكن رنين الهاتف أكثر من مره جعل جاويد يزفر أنفاسه بضجر على عُنقها ثم نهض عنها مُرغمًا لكن عيناه تنظر لها وهي تحاول إستجماع شتاتها وهى مازالت نائمه على الفراش تزم طرفي منامتها وتحاول إغلاقهما بيديها اللتان ترتعشان،
نهضت كآنها لاتشعر بخلايا جسدها كآنها ذابت، لم تنظر بإتجاه جاويد بصعوبه قررت أن
ربما الهروب الآن أفضل من هذا الضياع أمامه… بالفعل توجهت نحو الحمام
زفر نفسه بغضب وندم، ليته تجاهل الهاتف كما تجاهل طرق توحيده، خلل يده بشعر رأسه ينظر الى شاشة الهاتف، حاول الرد بثبات الى أن إنتهى ألقى الهاتف على الفراش بعصبيه،وهو ينظر نحو باب الحمام،بينما سلوان دخلت الى الحمام وأغلقت بابه شعرت بإرتخاء جسدها ذهبت نحو حوض الإستحمام وجلست على حرفُه، تضع يدها على قلبها تشعر بتسارُع خفقاته أغلقت عينيها وحاولت التنفس بهدوء تشعر بتشتُت سواء بعقلها أو بقلبها،الإثنين أصبحان يُريدان قُرب جاويد… لكن لحظة يتحكم العقل ويتذكر خداعه لها تشعر بتلك اللحظه أنه لم يفرق عن الآخرين بل هو إستغل ثقتها به ، ربما يرى خداعهُ لها بسيط لكن لو كان إعترف لها بهويته الحقيقيه تلك الليلة التى إستنجدت به ربما كانت تغاضت وأخذت الآمر مجرد مزحه،لكن هو إستمر بخداعه حتى بعد عقد قرانهم،سؤال يتردد بعقلها :
ليه خدعني من البدايه بإسم مش إسمه،وليه كان إسم أخوه ده بالذات،وليه الحجه يُسريه بتضايق لما بتسمعنى بناديه بالإسم ده،حاسه إنى ضايعه،كان لازم أسمع لتحذير بابا…بابا هو كمان معرفش إزاي صدق خداع جاويد ووافقه ؟.
ولا جواب لكل تلك الأسئله،فقط شعور السأم من كل شئ حولها.
إستغيب جاويد خروج سلوان من الحمام قام بالطرق على باب الحمام سألًا:
سلوان.
نهضت سلوان سريعًا قائله:
ثواني وخارجه.
بالفعل بعد دقيقتين سمع جاويد صوت مقبض باب الحمام،نظر نحوه تبسم حين رأى سلوان بـ مئزر الحمام تزم طرفيه على جسدها،لكن كان قصير قليلًا.
شعرت سلوان بالضيق من نظره نحو ساقيها وقالت بحِده:
بتبص على أيه؟.
تبسم جاويد بمكر قائلًا:
تعرفى إن البورنص ده أحلى كتير من البيجامه اللى كنتِ لبساها من شويه،وهيبقى كمان سهل الفتح.
ضيقت سلوان عينيها بعدم فهم سأله:
قصدك بأيه سهل الفتح.
إبتسم جاويد وإقترب من سلوان وهمس فى أذنها بنبرة خُبث.
خجلت سلوان من همسه وتوترت وحاولت الإبتعاد عنه،لكن جاويد وضع إحدي يديه على خصرها وضحك قائلًا:
للآسف عندي ميعاد شُغل فى المصنع بعد ساعه،نأجل الموضوع ده للمسا.
أنهى جاويد حديثه وإختلس قُبله من شفاها ثم تركها سريعًا وتوجه نحو الحمام،بينما سلوان ذمت ضعفها أمام جاويد الذى يستغله بسوء.
❈-❈-❈
بأحد المطاعم بـ الأقصر
وضع النادل بعض الأطباق كذالك كوبان من الشاي،شكره بليغ،ونظر نحو إيلاف الشارده تنظر نحو مياه النيل الذى يطُل عليه المطعم،إستغرب قائلًا:
إيلاف.
نظرت له إيلاف.
تبسم بليغ سألًا:
مالك سرحانه فى أيه عالصبح كده.
ردت إيلاف ببساطه:
مش سرحانه ولا حاجه.
تبسم بليغ قائلًا:
يمكن مش سرحانه بس حاسس إن فى حاجه شاغله عقلك،كمان إمبارح لما كلمتك المسا حسيت صوتك فيه حاجه غريبه.
زفرت إيلاف نفسها وقالت:
قولي إيه السر يا عم بليغ.
إستغرب بليغ السؤال قائلًا:
سر أيه!.
ردت إيلاف:
سر إنك حسيت إنى كنت فعلًا مضايقه وقت إتصالك عليا إمبارح المسا.
إبتسم بليع قائلًا:
مفيش سر فى الأمر،صوتك كان واضح إنه مخنوق،أو كنت بتبكي وقتها.
صدقت إيلاف تبرير بليغ وقالت بتأكيد:
فعلًا كنت ببكي وقتها.
شعر بليغ بغصه سألًا:
وليه كنتِ بتبكي؟.
تنهدت إيلاف تشعر بآلم طفيف فى قلبها وأجابته بما حدث بالأمس ووفاة أحد المرضى بتفاجؤ بعد أن كانت تحسنت حالته بدرجه كبيره.
تبسم بليغ قائلًا:
الموت فى لحظه بيجي وربنا أوقات من رحمته بيدينا لحظات قبل الموت نحس فيها براحه حتى من الوجع،زى ما نبجول إكده “سكرة الموت”.
تنهدت إيلاف قائله:
نفس اللى قاله جواد،بس معرفش ليه قلبي وجعني عالراجل ده،يمكن زى ما جواد قالي،عشان أول مريض يموت قدامي ومقدرش أنقذه.
تبسم بليغ قائلًا:
حديت جواد صح،ويمكن ربنا رحم المريض من آلمه،وبعدين المفروض تنسي وتتعودى الموت حقيقه صعبه،ويا اما ناس عايشه قلبها ميت،بس فى حاجه حصلت فى الفتره الاخيره أنا مبسوط منها.
تسألت إيلاف:
وأيه هى الحاجه دي؟.
رد بليغ ببسمه:
قُربك من جواد بعد ما حكيتى لى اللى حصله فجأه،حسيت إنكِ بقيتي أقرب له،جواد أنا أعرفه من زمان زى ما قولتلك وعيندى ثقه كبيره فى شهامته.
شعرت إيلاف براحه قائله:
فعلًا، بس ساعات بحس إن عنده ثقه زايده فى نفسه.
تبسم بليغ قائلًا:
والثقه دي عيب ولا ميزه بالنسبه لكِ؟.
ترددت إيلاف فى الرد:
مش عارفه،أوقات الثقه الزياده بتبقلب غرور.
ضحك بليغ قائلًا بتعجب:
جواد!…والغرور!
مستحيل يتفقوا مع بعض…تعرفي نفسى يبقى عندك ثقة جواد كده فى نفسك،أنا بحس إن أقل شئ ممكن يحصل بيهزك وبيخليكِ تخافي.
توترت إيلاف قائله:
يمكن بحُكم إن هنا غريبه.
رد بليغ بنفي:
لاء مش ده السبب إنتِ جواكِ غُربه من نفسك يا إيلاف،يعني قافله على نفسك جامد زي اللى خايف يقرب من الناس ليضروه،أو يكتشفوا عنه شئ هو بيحاول يخفيه.
نظرت إيلاف لـ بليغ بإندهاش وتوترت بالرد:
لاء إنت غلطان أنا مش قافله على نفسي ولا حاجه بس بحاول أبقى حياديه فى تعاملى مع الغير.
تبسم بليغ قائلًا:
دي مش حياديه،دى إنطوائيه،وفى فرق كبير بين الإتنين،يعنى إنتِ معاكِ بنات كتير فى دار المغتربين رغم إن مر وقت ليكِ فيها بس متوكد إنك يمكن متعرفيش مين اللى ساكنه فى الاوضه اللى جانبك،يمكن متعرفيش غير مديرة الدار وبعض الموظفين،حتى فى المستشفى يمكن لو مكنش اللى حصل لـ جواد مكنتيش قربتي من أى حد فى المستشفى،زى ما يكون جواكِ سر خايفه حد يعرفه.
إرتبكت إيلاف وقالت بتعلثُم:
وهيكون أيه السر ده،عادي أنا بس مش باخد عالناس بسرعه والدليل إنت قولته جواد فى الفتره الأخيره بقينا شبه أصدقاء.
تبسم بليغ وتلاعب بتوتر إيلاف مفاجئًا بسؤال:
وأنا ليه من أول ما أول ما إتعاملت وياكِ حسيت بثقه ناحيتي.
ردت إيلاف ببساطه:
هتصدقنى لو قولت لك معرفش السبب.
تبسم بليغ هامسًا:
بس أنا عارف السبب يا “إيلي”.
❈-❈-❈
بمنزل والد حسنى
تأففت حسني من زوجة أبيها التى أيقظتها من ذالك الحِلم التى كانت ترى والداتها به،صحوت بغضب قائله:
خير ما مرت أبوي بتصحيني دلوك ليه،أنا نايمه بهد الفچر بعد ما نضفت الدار وكمان چيبتلك عيش من المخبز اللى على أول الشارع،عاوزه أيه دلوك هو حرام لما أريح چتتِ،إنتِ بيصعب عليك إنى أنام ساعتين على بعض.
تنهدت ثريا بسخريه قائله:
أنا الحق علي إنى بفكر فى مصلحتك وعاوزه أطول رجابتك جدام أهل جوزك.
سئم وجه حسني وقالت بتسرُع:
بالعجل هتجوليلي أهل جوزي ده كان كتب كتاب عالضيق مش فرح وزفه.
زفرت ثريا نفسها قائله:
بشطارتك تخليه يعملك فرح وزفه فى أقرب وقت.
تهكمت حسني قائله:
بشطارتى أيه،وده أعملها إزاي بجي،أسحر له ولا أتهمه بالباطل كيف ما عملتي أنتِ قبل إكده،بالك لو مش الحجه يُسريه هى اللى أقنعتي أنا مكنتش وافجت،وشكلي هندم بعد إكده إنى طاوعتها وواجقت،ده ليلة إمبارح مبصش فى وشى حتى ما صدق الماذون كتب الكتاب وبعدها مشي مع أهلهُ.
ردت ثريا بسخريه:
وكان هيطلع فى وشك كيف وإنتِ وشك كان مطفي يطفش العفريت،حتى الكحل وشويه الأحمر اللى بالغصب حطيتهم،يلا همي جومي خلينا ننزل السوق نشتري شويه فاكهه ومعاهم كام علبة شيكولاته ونروح نرد لهم زيارة عشيه.
سخِرت حسني بتهكم قائله:
جصدك الاحمر اللى كان على شفايفي، أنى كنت حاسه إنى كيف البهلونات،
وفكرك دار الأشرف مستنين منيكِ رد الزياره،أنا بجول تسيبني أعاود النوم من تانى ووفري الفلوس اللى هتصرفيها فى الفارغ وإن كنتِ منمره على إيجار الدار بتاع چدي،بجولك إصرفي نظر أنا چيبت لى موبايل جديد بيه حتى فاضل عليا جزء من حق الموبايل جولت لصاحب السنترال الشهر الچاي هكملهم لك،وبفكر أشتري لاب توب بالتجسيط كمان وأتعلم عليه برامج
“Word and Excel”
عشان بفكر أشتغل بدل ما أنا شغاله فى إهنه خدامه ليكِ ولعيالك اللى ميعرفوش كلمة شُكرًا.
لوت ثريا شفاها بسخريه قائله:
وأيه اللى رطمتي بيه ده وهتشتغلى أيه بجي بحتة الدبلون بتاعك.
ردت حسني بثقه:
أنا جصدي برامج سطح المكتب، وهدفي أشتغل سكرتيره فى مكتب سياحه إهنه، والدبلون اللى بتتحدتى عنيه ده ياريت بِت من بناتك توصل ليه، بناتك الإتنين صيع يا مرت أبوي حتى ديك البرابر بتاعك هو كمان بيهرب من المدرسه ويتصرمح مع الصيع، بالك يا مرت أبوي لو تركزي إمعاهم بدل ما أنتِ مركزه إزاي تطفشينى من دار أبوي، كان إتصلح حالهم.
تضايقت ثريا وغضبت من حسني وألقت عليها دثار الفراش قائله:
إتخمدي، أنا غلطانه إنى صحيتك من النوم،هنزل لحالي مش عاوزاكِ إمعاي بس هاتي خمسميت جنيه من معاكِ.
ضربت حسني كفيها ببعض بوفاض قائله:
منين بجولك إشتريت موبايل جديد،بح إيجار دار جدي،أجولك البت بِتك الكبيره سمعتها بتتحدت عالموبايل بتجول إنها قبضت جمعيه وإمعاها ألف جنيه الحجيها قبل ما تصرفهم فى الهالك.
إستغربت ثريا قائله:
وجابت فلوس الجمعيه دى منين عاد.
ردت حسني:
ربنا بيسلط أبدان على أبدان يا مرت أبوي، زى ما كنتِ بتخنسري إيجار دار جدي كله، بِتك
كانت بتخنسر من وراكِ من مصاريفها، يلا مرت أبوى إنتِ هتوجفي إكده إلحجيها قبل ما تنزل وتصرفهم عالفاضي.
نظرت لها ثريا بغضب، وتركتها مُسرعه، وصفقت خلفها باب الغرفه، تبسمت حسني بظفر قائله:
يارب ما تلحجها، عشان تتحسر بعد إكده…. ما أعاود النوم، يمكن أمي ترجع تاني تتحدت وياي المره دي، توقفت حسني عن الحديث للحظه وتذكرت والداتها معها بالحلم، كانت سعيده وأشارت لها على باب كبير أن تذهب نحوه وتفتحه، فعلت مثلما قالت لها وفتحت الباب فى البدايه وجدت ضباب كثيف سُرعان ما إنقشع وظهر بعد ذالك الضباب باب آخر أشارت لها بفتحه، فتحه وجدت حديقه وأطفال صغار يلهون،ذهبت نحوهم بطفوله جلست على أريكه قريبه منهم وهى تنظر للهوهم بسعاده وسُرعان ما توجه هؤلاء الأطفال بعيدًا قليلًا،تتبعتهم بعينيها الى أن توقفوا يمرحون حول شاب يتدللون عليه،سُرعان من نظر نحوها وإبتسم.
شهقت حسني وتذكرت ملامح الشاب قائله:
مستحيل!
زاهر يضحك حتى فى الحِلم،بس بصراحه كان حلو جوي وهو بيضحك.
❈-❈-❈
بالبازار الخاص بـ زاهر
دخل عليه أحد العمال قائلًا:
زاهر بيه، المجاول اللى كان بيشطب المخزن الچديد جاب المفاتيح دي وجالى إنه خلاص إنتهى من تشطيب المخزن وبجي جاهز.
أخذ زاهر المفاتيح من العامل قائلًا:
تمام خد نسخة مفتاح أهو معاك وخد عامل كمان غيرك وإنقل البضاعه اللى فى المخزن الجديم فيه وحاذر حاجه تنكسر، وكمان فى بضاعه إتفجت عليها هنشونها فى المخزن ده، بدل المخزن الجديم كان ضيق.
أومأ له العامل وأخذ المفتاح وغادر، بينما نظر زاهر الى بقية المفاتيح وزفر نفسه بغضب قائلًا:
بسبب المخزن ده إتورطت فى بلوة معرفش إتحدفت علي منين، ومش عارف هتخلص منيها كيف دي كمان، مستحيل الجوازه دى تتم، لازمن أتقابل مع البت دي وأشوفها تاخد قد أيه وتحلني من كتب الكتاب،للحظه تذكر وجه حسني بالأمس،شعر بضيق قائلًا:
لاه والغبيه ملطخه شفايفها بأحمر كيف البهلونات،أنا لو مش إتحكمت فى غضبِ كنت لطشت لها على صداغها حمرتهم هما كمان.
للحظه توقف خيال زاهر وهو يعاود رؤية وجه حسني،للحظه تبسم وشعر بهدوء،لا ينكر ملامحها كانت رقيقه بالأمس،تنهد قائلًا:
صحيح الحلو مش بيكمل،هى لو لسانها يتقطع منه حته وتبطل رغي وكدب يمكن كنت…
توقف زاهر قائلًا:
يمكن أيه كُنت أيه يا زهر ده مستحيل، فى أقرب وقت هتخلص من كتب الكتاب اللى رابطنى بالرغايه الآفاقه.
❈-❈-❈
ليلًا
بحديقة منزل الأشرف
توجهت سلوان بذالك الطبق الموضوع عليه بعض قطع اللحم النيئه وذهبت الى ذالك المكان أسفل إحدي الأشجار، تبسمت حين رأت ذالك القط، إقتربت منه وإنحنت تجلس القرفصاء ووضعت أمامه طبق الطعام على الأرض قائله:
جبتلك أكل أهو زى كل يوم.
بسرعه بدأ القط فى إلتهام الطعام،تبسمت سلوان ببتلقاىيه من سلوان مدت يدها تضعها على فرو القط للحظات إتمزج القط من لمسات يدها على جلده لكن سلوان تعجب من ملمس فرو القط،شعرت كآنه ليس فرو ناعم بل خشن يُشبه حرافيش القُنفد رفعت يدها،ونظرت للقط بإستغراب قائله بشفقه:
أكيد سبب خشونة جلدك إنه إتحرق وووو
للحظات إبتعد القط عن سلوان لخطوات،نظرت له سلوان قائله:
متخافش أنا مش هأذيك.
قالت هذا ونهضت تقترب من القط،لكن بنفس اللحظه سمعت نداء يُسريه عليها من إحدي شُرفات المنزل،نظرت لها ثم للقط قائله:
تعالى كمل أكلك وأنا هشوف الحجه يُسريه عاوزنى ليه وأرجعلك.
للحظه زمجر القط حين سمع إسم الحجه يُسريه،تبسمت له سلوان قائله:
هرجعلك بسرعه قبل ما تخلص الأكل.
للحظه أثناء سير سلوان شعرت كآن نفس ساخن لفح وجهها،إستغربت ذالك،فالطقس الليله يبدوا باردًا،لكن نداء يُسريه عليها مره أخري صرف تفكيرها ودخلت الى المنزل،توجهت الى الغرفه التى كانت تُنادى عليها يُسريه من شُرفتها.
حين دخلت تفاجئت بـ مؤنس الذى نهض ببطئ مُبتسمًا بموده، تبسمت له بتلقائيه،بينما تبسمت يُسريه هى الاخري قائله بترحيب:
الدار نورت يا حج مؤنس،من زمان مزورتناش إهنه البركه حلت علينا.
تبسم مؤنس وعيناه على سلوان قائلًا:
كيف بجي من زمان مجتش إهنه وليلة عُرس سلوان أنا جيت وراها لإهنه.
ردت يُسرعه بعتب مقبول:
جيت وراها بس مدخلتش الدار.
تبسم مؤنس قائلًا:
وأها أديني دخلت الدار،عشان أشوف سلوان .
إبتسمت سلوان وإقتربت من مكان وقوف مؤنس الذى جذبها من يدها وقبل جبينها قائلًا:
أنا چاي مخصوص عشانك.
تبسمت له سلوان بتحفُظ،بنفس اللحظه دخل جاويد الى الغرفه هو وصلاح الذى رحب بـ مؤنس قائلًا بعتاب:
إكده يا حج مؤنس بجالك سنين مدخلتش دار الأشرف،يعني لو مش سلوان مكناش نولنا الزياره الكريمه دي.
تبسمت يُسريه قائله:
لسه كنت بجول له إكده.
نظر مؤنس نحو سلوان قائلًا:
وهو فى أغلى من سلوان برضك.
تبسم صلاح قائلًا:
سلوان غاليه و جِد سلوان الحج مؤنس زيارته غاليه برضك.
نظر مؤنس نحو جاويد قائلًا:
بس فى ناس عينديها سلوان الاغلى من الحج مؤنس.
تبسم جاويد قائلًا بهدوء:
نورتنا يا حج مؤنس.
تبسم مؤنس قائلًا بعتب:
من ليلة جوازك من سلوان وهى مجتش تزورني بـدار القدوسي، أوعاك تكون مانعها،جولي يا سلوان الحجيجه.
كادت سلوان أن تقول أنها شبه لم تخرج من المنزل منذ تلك الليله الأ مره واحده بالأمس حقًا لم تطلب الخروج ومنعها، لكن كذالك هى أصبحت تميل الى المكوث بالمنزل،فأين ستذهب…لكن تبسم جاويد قائلًا:
أنا أمنع سلوان عن الناس كلها إلا عنك يا حج مؤنس،ناسي إنك إنت اللى طلبت يدها منيكِ وإنت اللى حطي يده بيدي وجوزتهالى.
لا تنكر سلوان ذالك الشعور بالراحه التى تشعره مع مؤنس، رغم أنها تحمل بقلبها غصه منه بسبب عدم رده على رسائل والداتها سابقًا، لكن لديها له ألفه فسرتها أنها ربما مازالت تتذكر دموع والداتها وهى تشتاق له وتحكي عن حنانه عليها، لكن العشق كان هادم ذالك الحنان.
…….
بعد وقت
بغرفة المكتب بالمنزل.
كان جاويد وصلاح يتحدثان، أثناء دخول سلوان بصنيه الى الغرفه سمعت قول صلاح لـ جاويد:
يعني إنت هتسافر للقاهره بكره بعد الفجر.
نظر جاويد لـ سلوان التى دخلت قائلًا:
أيوا لازم أتابع بنفسي شحن البضاعه للعميل الروسي ، هو إتصل عليا بنفسه وطلب كميه مُضاعفه وأنا دبرتها بسهوله من مخازن المصانع.
تبسم صلاح لـ سلوان قائلًا:
واضح إن سلوان قدم الخير عليك،صفقة زى دى نقله كبيره لإسم الأشرف.
تبسمت سلوان وهى تضع تلك الصنيه أمام صلاح قائله:
أنا جبت لحضرتك الشاي، توحيده كانت مشغوله وأنا اللى عملته لحضرتك.
تبسم صلاح قائلًا بمكر:
يعنى كوبايتى إنتِ سويتها وكوباية جاويد مين اللى سواها بجي.
إرتبكت سلوان قائله:
لاء قصدي أنا اللى عملت الإتنين،يارب يعجبك.
تبسم صلاح قائلًا:
متوكد إن طعمه هيكون زين،طالما من يدك،تسلم يدك.
تبسمت سلوان قائله:
شكرًا يا عمي،هسيبكم تكملوا بقية شغلكم.
تبسم لها صلاح حتى خرجت من الغرفه نظر لـ جاويد قائلًا:
هتفضل فى القاهره كم يوم.
رد جاويد:
لغاية دلوقتي معرفش ممكن يومين تلاته أو أكتر.
إستفسر صلاح قائلًا:
وسلوان.
تسأل جاويد:
مالها سلوان.
تبسم صلاح بخباثه قائلًا:
هتفضل متحمله كده كتير إنت يادوب راجع من أسوان من كم يوم،دلوك رايح القاهره،متنساش إنها عروسه جديده.
تبسم جاويد قائلًا:
إطمن مش ناسي وعشان كده هاخدها معايا القاهره.
تبسم صلاح قائلًا:
ربنا يهنيكم،ويتم المُراد…لآنى بدأت أشك فيك.
ضحك جاويد بشوق قائلًا:
هيتم وكُن مطمن وإبعد الشك عن راسك أنا تمام الحمد لله.
❈-❈-❈
بعِشة غوايش
قبل قليل أثناء خروج صالح من منزله رأى إصطحاب جاويد لـ مؤنس الى أن أوصله الى تلك السياره التى كانت تنتظره،وغادرت السياره بعد أن صعد إليها مؤنس،وعاود جاويد الذهاب نحو باب منزل صلاح،أومأ له رأسه بتلقائيه، لكن شعر صالح كآنه يتشفى به، وإشتعل الغِل بقلبه وخرج من المنزل ساقهُ شيطانهُ الى عِشة غوايش، دخل يشعر بوخزات ناريه فى قلبه، حين رأته غوايش تهكمت قائله:
أيه اللى جابك الليله يا صالح، جولت لك متجيش غير لما أشيع لك حدا من طرفي.
إرتبك صالح مُبررًا:
أنا كنت چاي عشان أجولك، إن تقريبًا السور اللى جولتى أحاوط الارض بيه قرب ينتهي إنشاؤه.
تبسمت غوايش قائله:
زين، عملت كيف ما جولتلك.
رد صالح:
أيوه،خليت المقاول يبنيه على نص طوبه ويحط فِلين بينها وبين نص الطوبه التاني فى النص عشان يحبس الصوت داخل السور وميطلعش لبره.
تبسمت غوايش قائله:
تمام لما ينتهي السور إعمل چواها زي عِشه صغيره بلوازمها عشان تبجي إستراحه للعمال اللى هيبجوا يحفروا جوا السور.
تسأل صالح:
ليه هما العمال مش هيبجوا من أهل البلد.
تعصبت غوايش قائله:
لساه الغباء مُتحكم فيك زى زمان،لو مش غبائك وطمعك فى “مِسك” اللى طلبها المارد قُربان لكن إنت بطمعك خونت العهد وكنت هتاخدها قبليه فسدت الإتفاق،وأنا اللى لغاية دلوك ملجمه المارد عشان مينتجمش منيك لإنك أخلفت بالوعد.
إرتعش صالح قائلًا:
ما أنا جدمت للمارد قُربان تانى بعديها عشان أسترضيه.
تهكمت غوايش بشر قائله:
كان بعد أيه بالك أنا لو سيبتك لعقلك مره تانيه يبجي أنا اللى هنضر المره دى،ودلوك غور من وشي والعمال اللى هيحفروا چوه السور أنا اللى هجيبهم بنفسي،عشان أتجي (أتقي)غدرك.
❈-❈-❈
بالمشفى
دخل ناصف الى مكتب جاويد ورسم بسمه قائلًا:
مساء الخير يا دكتور جاويد بصراحه كده أنا مرضتش أجيلك الا لما ورديتي خلصت عشان نقعد براحتنا.
بداخله تهكم جواد على حديث ناصف المُبطن، بينما رسم بسمه قائله:
خير أيه الموضوع المهم اللى أجلته لحد ما تنتهى ورديتك.
ببسمه صفراء جاوب ناصف وهو يُخرج بطاقة دعوه من جيبه واجها نحو جواد:
دى دعوه إفتتاح المستشفى، عاملين إفتتاح صغير كده، وعازم عليه بعض الشخصيات الهامه فى الأقصر وكمان بعض الأطباء، ومكنش ينفع مدعيش الدكتور جواد الأشرف، المستشفى بيها جزء خيري، وإنت قلبك كبير ولازم تكون أول الحاضرين.
أخذ جواد منه بطاقة الدعوه قائلًا:
لاء بالتأكيد هحضر الإحتفال، وألف مبروك.
تبسم ناصف وتنحنح قائلًا:
بصراحه أنا كنت عاوز أدعى الدكتوره إيلاف كمان، بس خايف تكسفني وترفض الحضور، بس ممكن إنت بسهوله تقنعها تحضر الإحتفال.
إستغرب جواد قائلًا:
وأنا هقنعها إزاي، والله إنت جرب وإدعيها وشوف.
تبسم ناصف بإيحاء قائلًا:
لاء إنت ممكن تقنعها بسهوله، أنا شايف كده فى بينكم تقارب فى الفتره الأخيره.
فهم جواد قصد ناصف قائلًا بهدوء:
تمام هقولها،وهى حره مقدرش أضغط عليها.
تبسم ناصف قائلًا:
لاء هى هتوافق لو إنت قولت لها إنك هتحضر الإفتتاح، بصراحه كده أن ملاحظ إن فى تقارب خاص بينكم واضح إننا هنسمع خبر مُفرح قريب.
تبسم جواد يفهم فحوي تلميحات ناصف قائلًا:
قول يااارب.
نهض ناصف قائلًا:
ياااارب، مش هعطلك أكتر من كده، هستني حضورك الأفتتاح مع الدكتوره إيلاف.
أومأ جواد له مُبتسمً حتى خرج من المكتب ألقى الدعوه على المكتب قائلًا:
مفكرني غبي ومش فاهم ألاعيبك يا ناصف بس وماله،أمسك بس فرصه واحده عليك ووقتها هتعرف مين فينا الغبي يا ناصف،بس نفسى أعرف سبب إنك عاوز تورط إيلاف فى أعمالك القذره.
❈-❈-❈
بغرفة جاويد
مازال التردُد يُسيطر على سلوان تخشى سؤال جاويد ظنًا منها أن يظن أنها كانت تتسمع على حديثه مع والده.
تنهدت بقوه وحسمت أمرها ونظرت نحو جاويد قائله:
جاويد إنت هتسافر القاهره، أنا سمعتك بالصدفه وأنا بدخل القهوة المكتب لـ عمِ صلاح.
ترك جاويد تكملة فتح أزرار قميصه ونظر لها يُخفي بسمته هى تأخرت فى السؤال، إقترب منعا بخطوات هادئة قائلًا:
أيوا، عندي شغل فى القاهره ولازم أسافر بنفسي أتابعه.
شعرت سلوان بالفضول قائله:
وهتفضل فى القاهره كام يوم؟.
بتلاعب من جاويد تبسم قائلًا:
معرفش حسب ما الشغل ينتهي، بس بتسألى ليه؟
إرتبكت سلوان قائله:
أبدًا من باب المعرفه مش أكتر.
إبتسم جاويد بخبث قائلًا:
المعرفه ولا الفضول، أو يمكن فى سبب تالت؟.
إستغربت سلوان من رد جاويد وسألت:
وهيكون أيه هو السبب التالت.
بمكر من جاويد جاوب عليها:
باباكِ يمكن وحشك.
ردت سلوان ببساطه:
فعلًا بابا وحشني إبقى سلمليلى عليه.
وضع جاويد يديه حول خصر سلوان وجذبها جسدها يضمه بحميميه وهمس جوار أذنها بنبره ناعمه:
وياترى أنا كمان بوحشك ولااااا؟.
تفاجئت سلوان من فعلة جاويد وتوترت وظلت لثوانى صامته، ثم حاولت دفع جاويد لكن تمسك بها جاويد وتبسم قائلًا:
بس تقدري تسلمي بنفسك على باباكِ.
نظرت سلوان لـ جاويد بعدم فهم
ضحك جاويد وهمس جوار أذنها يتلاعب بعقلها:
يعني إنت هتجي معايا القاهره، بس لو عندك إعتراض أنا مقدرش أغصب عليكِ.
ردت سلوان بتسرُع ثم توتر:
لاء معنديش إعتراض أجي معاك… قصدي يعني إن بابا وحشني.
رفع جاويد يده ووضعها بين خصلات شعر سلوان قام بفرده على كتفيها ثم مسد بآنامل يده على عُنقها قائلًا بإشتياق:
سلوان آن الآوان إن حياتنا تتقدم لـ طريق تاني.
نظرت له سلوان بعدم فهم وكادت تتسأل لكن إقتنص جاويد شفاها فى قُبلات مُشتاقه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شد عصب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى