رواية شخص آخر الفصل الخامس عشر 15 بقلم هدير محمد
رواية شخص آخر الجزء الخامس عشر
رواية شخص آخر البارت الخامس عشر
رواية شخص آخر الحلقة الخامسة عشر
فاقت رهف و دفعت يحيى بعيدا عنها… تفاجئ يحيى من ردة فعلها تلك
” مالك يا رهف ؟
‘ متلمـ,ـسنيش !
قالتها و الدموع في عينها و شدت الغطاء عليها لتغطي جسـ,ـدها… و يحيى لا يفهم لماذا ابعدته عنها
” في ايه يا رهف ؟
قالها و هو يقترب منها ف رجعت للورا و قالت بخوف
‘ لا… متلمـ,ـسنيش… ابعد…
” مالك ؟ حصل ايه ؟
‘ انا خايفة…
” خايفة من ايه ؟
‘ خايفة منك… متقربش…
” رهف انا جوزك…
‘ عشان انت جوزي متقربش مني…
” ليه مقربش ؟ اديني سبب مقنع يخليني ابعد عنك…
‘ قولتلك انا خايفة…
” عادي… عشان اول مرة… بعد كده هتتعودي…
قالها ثم نزع الغطاء من عليها و اقترب منها… لا تعرف رهف كيف تبعده عنها… قبلها مجددا و يده تلمـ,ـس جسدها بجرائة… امسك حما*لة القميص بيده و على وشك ان يقطعها و ينزعه من عليها ف صرخت قائلة
‘ انا عندي عُذر… متلمـ,ـسنيش !!
فاق يحيى على تلك الجملة و توقف
” يعني ايه ؟
‘ بقولك عندي عُذر… مينفعش تلمـ,ـسني…
” ليه مقولتيش من الاول ؟ امتى حصل الكلام ده ؟
‘ لما بطني وجعتني و روحت الحمام… لقيتها جات فجأة… و مرضيتش اقولك عشان متتضايقش…
ابتعد عنها يحيى و نهض… اعتدلت رهف و نظرت له… واضح انه تضايق كثيرا…
‘ يحيى…
” كان لازم تقولي الاول…
‘ لقيتك مبسوط… خوفت اقولك و معرفتش اجبهالك ازاي…
” خلاص ولا يهمك…
‘ انا آسفة بس غصب عني…
ضمها إليه و قَبَل رأسها بحنان و ربت على ضهرها
” خلاص محصلش حاجة… المهم انتي كويسة ؟
‘ اه… شوية…
” ثواني و جاي…
‘ رايح فين ؟
” ثواني بس…
تركها و خرج… امسكت رهف الوسادة و وضعتها على وجهها و ظلت تصرخ بداخلها… ألقتها بعيدا و هي متضايقة كثيرا لانها كذبت عليه
‘ آسفة يا يحيى… بجد آسفة لاني كذبت عليك و انت عشان واثق فيا صدقتني… بس أنا خايفة منه… مش هقدر اشوفك بتتأ*لم بسببي… يارب سامحني على اللي عملته ده…
ذهب يحيى للمطبخ و أعَد لها مشروب ساخن… لكن تفكيره مشتت بعض… و يتسأل عما حدث الآن و الطريقة التي ابعدته عنها… هناك شيئًا غريبًا لا يعلمه
” معقول بتكذب عليا ؟ طب ليه تكذب اصلا ؟ طب انا فيا حاجة غلط ولا هي خايفة مني ؟ طب تخاف مني ليه انا جوزها و من حقي اقرب منها… لا مستحيل…. رهف مش بتكذب عليا… أكيد ده حصل فجأة و هي اتكسفت تقولي…
صَب المشروب في الكوب و أخذ من الثلاجة بعض الطعام… وضعهم على الصنية و ذهب… عاد لها… وضع الصنية على السرير… نظر لها وجدها تبكي…
” بتعيطي ليه ؟
‘ انا آسفة يا يحيى…
” يا بنتي خلاص مفيش حاجة تستاهل ان تعيطي… اهدي…
مسح دموعها بيده و ابتسم بحُب
” انا عارف ان في الفترة دي بيحصلك تقلبات في المزاج… بس متعيطيش… النهاردة ليلتنا…
‘ بس انا بوظتها !
” لا مفيش حاجة… مش معنى ان محصلش علاقة بينا يبقى ليلتنا راحت… لا… هنسهر مع بعض عادي…
جلس بجانبها و امسك قطعة البانيه و اطعمها في فمها… و امسك معلقة المكرونة و اطمعها كأنها طفلته و ظل يمازحها حتى يرحل عنها الحزن الذي تشعر به و نجح في ذلك و استطاع ان يرسم البسمة على شفتاها و جعل قلبها يطمئن بوجوده معها…
” اشربي…
‘ ايه ده ؟
” ده نعناع مغلي… حلو للمعدة…
اخذت منه الكوب و شربته…
” بقيتي احسن ؟
‘ احسن اوي…
قالتها ثم اندفعت عليه و عانقته بقوة…
‘ انت حنين اوي يا يحيى…
” حنين معاكي بس… تعرفي ليه ؟
‘ ليه ؟
” لأن انتي الوحيدة اللي قدرتي ترجعيني لطبيعتي… انتي الوحيدة اللي قلبي نَبض عشانها… بحبك و مش عايز احب غيرك…
ابتسمت بحُب و لمس وجنتها و ثم لمس شفتاها بيده و نظر لها… اومأت له ف قَبلها بحُب و حنان و ضمها لحِضنه و ظل يحكي معاها حتى غفى و هو يعانقها… نظرت له و ابتسمت… كيف ينام بشكل جميل و برئ… اسندت رأسها على صدره و تحاول النوم… لكن عقلها لا يُكف عن التفكير… كيف ستبعده عنها الايام المُقبلة ؟ أكيد سيلاحظ انها تتعمد الابتعاد عنه… سيظن انها لا تريده… ابعدت افكارها تلك عن رأسها و تشبثت بقميصه و نامت…
تاني يوم……..
– حبايبي لسه نايمين… يارب الحفيد يجي… لو ولد يارب يطلع شبه يحيى طويل و وسيم… ولو بنت يارب تطلع نسخة من رهف…
* شايفك مبسوطة بجوازته دي يا ناهد…
– مبسوطة اوي يا ياسر… بدعيلهم من قلبي… والله خايفة يتحسدوا… اصلك مشوفتش الناس امبارح قالوا ايه…
* قالوا ايه ؟
– قالوا الواد قمر و اتجوز وحدة قمورة زيه… يارب ما يتحسدوا… ربنا يحفظهم…
* انتي ازاي مبسوطة بجوازته منها ؟
– لازم انبسط… رهف جدعة و بنت حلال و رجعتلي ابني اللي اعرفه… وشه نَور و اتغير اوي على ايديها… و فيها ايه لما انبسط بجوازهم ؟ ولا انت عايزني اقعد مكَشرة زيك كده ؟!
* ادينا قاعدين و هنشوف… هيفرح بيها كام يوم و بعد كده يظهر المستخبي… يتخانقوا و يتطلقوا… و هيجي لحد عندي يقولي كلامك كان صح…
– هو لسه عاش معاها عشان يطلقها !! مالك يا ياسر ليه بتكر*ه رهف كده ؟
* لا بكر*ها ولا بتكر*هني… لكن طول ما البنت دي معاه انا قلبي عمره ما هيطمن…
– ياربي عليك نكدي… انا مبسوطة برهف و هي الزوجة المناسبة لابني… لو لفيت الكرة الارضية مش هلاقي زيها…
* محسساني انها بنتك…
– اه بنتي… بعتبرها زي إسراء بالضبط… بحبها لانها طيبة و نضيفة من جواها و بتعشق ابني بجد…
* لما نشوف عِشقها ده هيوديه لفين…
– ياربي عليك مبتعرفش تفرح ؟ هروح اخلي الخدم يجهزوا الفطار عبقال ما يكون ولادي صحيوا…
* طيب…
استيقظ يحيى… وجد رهف بحِضنه و غارقة في النوم… ابتسم و قَبَل رأسها و نهض بحَذر حتى لا تستيقظ… دخل الحمام و غسل وجهه جيدا و جففه بالمنشفة ثم مشط شعره… فتح الباب ليخرج… وجد رهف أمامه
” صحيتي امتى ؟
‘ اول ما قومت من جمبي…
” آسف لو ازعجتك…
‘ انت مش بتزعجني… بالعكس…( قامت بإحتضانه و اكملت ) بطمن بوجودك معايا…
ابتسم و بادلها العناق… اخرجها من حضنه و قال
” يلا اغسلي وشك و انا مستنيكي هنا عشان نفطر سوا…
‘ هنا في الاوضة ؟
” عيلتي جم الصبح… هنفطر معاهم…
‘ ماشي…
دخلت الحمام و جلس يحيى ينتظر خروجها…
– فين اخوكي يا إسراء ؟
* مش عارفة… اول ما جينا طلع على اوضته…
– طب اطلعي ناديه…
* حاضر…
ذهبت إسراء لغرفة اخيها… فتحت الباب برفق… وجدته نائم على السرير و يضع السماعات بأذنه و يدندن مع الاغنية… رآها على الباب ف اعتدل و اغلق هاتفه و نزع السماعات من اذنيه…
– انتي هنا من امتى ؟
* من اول حتة ” شكلي لقيت الحُب ” حُب ايه لقيته يا اخويا ؟
– ملكيش دعوة… بعدين امك علماتك تتصنتي عليا بالشكل ده ؟
* ولا بتصنت ولا حاجة… انا جاية اناديك تفطر معانا… لقيت واخد وضع تامر حسني و بتغني… شكلك وقعت… مين بقا اللي وقعتك ؟
– انتي مالك ؟ اطلعي يا بت من هنا !!
قالها و هو يُلقي عليها الوسادة… تفادتها إسراء و ذهبت و هي تضحك…
– ايه ام البيت ده ! مفيش خصوصية أبدا !!
– برضو جيتي من غير اخوكي ؟
* جاي ورايا اهو…
جاء عاصم بالفعل و جلس بجانب كرسي يحيى ڪالعادة ف ناهد قالت
– لا متقعدش هنا… خلاص ده مبقاش مكانك…
– ليه ؟
– يحيى اتجوز و مراته هتقعد جمبه من هنا و رايح…
– طب انا هقعد فين ؟
– يا ابني ما السفرة طويلة اهي… تعالي اقعد إسراء…
* تعالي اقعد جمبي يا اخويا الواقع…
– بت انتي متكلمنيش…
– مالكم يا ولاد… متخانقين ولا ايه ؟
* مفيش حاجة يا ماما… كل الحكاية ان عاصم…
– إسراء اخرسي !
* خلاص يا ماما هحكيلك بعدين…
– طب بطلوا خناق عشان ابوكم جاي…
* هو انا اتكلمت ؟ ده عاصم هو اللي بيجُر شَكلي…
– حسابك بعدين !!
ضحكت إسراء و جاء ياسر… جلس على رأس الطاولة…
* فين يحيى ؟
– قصدك يحيى و عروسته ؟ هروح اناديهم…
قبل ان تتحرك ناهد… وجدا يحيى و رهف على السُلم… رهف ترتدي عبائة سُكرية تليق بها كثيرا… و يحيى مُمسك بيدها… نزلا سويًا و جلسا على السفرة…
– ايه العسل ده يا مرات ابني ؟
‘ ده من ذوقك والله…
* العباية عليكي تجنن يا رهف… اخويا عِرف يختار…
‘ تسلميلي يا إسراء…
– هااا يا ولاد… ايه الاخبار ؟ ليلتكم كانت حلوة امبارح ؟
خجلت رهف ولا تعرف بماذا ترد… امسك يحيى يدها و نظر لها و قال
” كله تمام يا أمي… متقلقيش…
– انا في انتظار الحفيد على نار…
” هجبلك دستة عيال تلعبي بيهم…
– حبيبي يا يحيى… ربنا يحفظكم و يسعدكم…
” يارب يا أمي…
ظلوا يدردشون بمرح و يضحكون و يأكلون… ما عدا ياسر الذي إلتزم الصمت منذ ان جاءت رهف… و طوال الوقت يرمقها بنظرات حادة ولا يطيق اي كلمة تخرج من فمها و يشعر بالثِقل بسبب وجودها مع ابنه و بين عائلته… لاحظت رهف نظراته لها التي توحي بعدم تقبله لها وسط عائلته… حاولت لا تهتم به لكن هي لا تحب ان تجلس في مكان يوجد فيه شخص لا يطيق وجودها و كَفت عن الكلام و صمتت… لاحظ يحيى هدوئها ف مال على كتفها و قال
” مالك ؟ ساكتة ليه ؟
‘ مفيش حاجة…
” متأكدة ؟
‘ اه… يعني… بطني و*جعاني شوية…
” طالما تعبانة يبقى نرجع لاوضتنا ترتاحي فيها ؟
‘ لا انا تمام… هبقى تمام… متقلقش انت…
” لو التعب زاد عليكي… قوليلي فورًا…
‘ ماشي يا يحيى…
بعد شهر…. في المطبخ….
* بس يا ستي… قولتله انت من طريق و انا من طريق… بذمتك انا غلطت في حاجة ؟
‘ لا مغلطتيش يا إسراء… بالعكس ده التصرف الصح…
* مش عارفة اوصلهاله ازاي… كل شوية ينزل بوستس حزينة على الفيس و الانستا… حساه بيلقح عليا… هو اوردي بيلقح عليا… بس اعمل ايه ؟ هو متجوز و انا اصلا مبحبهوش و مستحيل ابقا ضُرة لحد…
‘ لا متعمليش فكك منه… خليه يتفلق بدل ما بيدور على زوجة تانية… خليه ينتبه ل بيته و مراته…
* لو شوفتي مراته عبارة عن حتة سكرة و شخصيتها حلوة و لَبِقة في الكلام و عندها برستيج عالي… مش عارفة ازاي و ليه يتجوز عليها اصلا و عايزني انا ابقا ضُرتها و اخرب حياتها و بيتها… مش عارفة الرجالة مالهم… كل ما الواحد ربنا يكرمه بفلوس… اول حاجة يعملها يطير يتجوز على مراته… مش فالحين غير في جملة الشرع حلل اربعة… ماشي الشرع حلل اربعة بس ده في حالة ان مراتك مثلا فيها عيب… مش بتخلف او مش نضيفة…
‘ عندك حق… كويس انك قفلتي الموضوع ده بالذوق و بهدوء و مين غير مشاكل…
* اي نعم شكلي يوحي اني صغيرة… بس عقلي يوزن بلد…
‘ حصل…
ضحكا في صوت واحد… وضعت إسراء لها السكر في كوب الكابتشينو… مررته له و اخذته رهف
‘ شكرا…
* اشربي و قوليلي رأيك…
‘ هو باين من الوش انه جامد…
* ليا اكتر من سنتين بحاول اظبط الوش ده و الحمد لله جات معايا…
‘ بتعرفي تطبخي ؟
* حبيبتي… انا اصلا اسمي الشيف إسراء… تعرفي الفطير اللي كان على السفرة ؟ انا اللي خبزته…
‘ واو… ده كان طعمه خطير و طبقاته مترتبه… طب خلاص علميني…
* وه ! انتي مبتعرفيش تطبخي ؟!
‘ اه… الشغل كان ساحلني ف ملقتش فرصة اتعلم…
* و يحيى ساكت على كده ؟
‘ هو انا قولتله قالي مفيش مشكلة… بس انا عايزة اتعلم بجد…
* والله اخويا ده غلبان… تعرفي… عمرك ما هتلاقي زي يحيى و قلبه الحنين… اي نعم يبان من بره انه شرير بس طيب اوي من جوه و يا بختك لانك عرفتي تكسبي قلبه… و انا مش بشكر فيه لانه اخويا و الكلام ده… انا بشهد الحق… يحيى ده راجل بمعنى الكلمة و بيعرف يشيل المسؤولية و شهم و لو قصدتيه في حاجة مش بيرفض… عيبه الوحيد انه قر*وف بزيادة… زي ما شوفتي على الغدا النهاردة… مرضيش يشرب الشوربة لما عرف ان عاصم شرب من نفس الطبق… بيشلني في الحتة و بيحسسني اننا جراثيم عايشن معاه مش اخواته…
ضحكت رهف و قالت
‘ اه لاحظت… قالي قبل كده انه اتعرض لكذا مرض مناعي… و من ساعتها بقا موسوس…
* وسوسته دي هتشلني… ببقا عاملة الكيكة عالية و ريحتها تجنن… اجبله طبق منها عشان يدوق… يقولي الصنية اللي عملتي فيها الكيكة اتغسلت و اتعقمت ولا لا… اقعد ساعتين احلف اني غسلت الصنية قبل ما اعمل فيها لحد ما بيصدق… و بعد كده يقولي الشوكة اتغسلت ولا لا… بصي بيشلني بجد…
‘ فظيع اوي… بقولك… هو يحيى بيحب الاطفال ؟
* بيحب الاطفال اوي… فوق ما تتخيلي… أيام ما كان متجوز ريم كان عايز يخلف منها و هي تقريبا كانت بتاخد حبوب منع الحمل عشان متخلفش منه… الحمد لله انه مخلفش منها… مش عايزين اي حاجة تربطنا بالعره دي تاني… المهم انتوا شدوا حيلكم هاتولنا حفيد الكيلاني الصغير…
‘ إن شاء الله…( اخذت رشفة من الكوب ) طمعه خطير…
* الحمد لله اتظبط… اللي بيتعب بيلاقي فعلا…
‘ حصل… هو عمو ياسر بيحب القهوة ؟
* بابا ده مد*من قهوة… و كلنا طالعين له…
‘ طب كويس… كام معلقة سكر ؟
* معلقتين و نص…
تركت رهف ما بيدها و اشعلت النا*ر و اعدت له فنجان قهوة… اخذت الفنجان و توجهت لمكتبه… طرقت على الباب
* ادخل…
دخلت رهف… اول ما رآها عبس وجهه و تأفأف… تقدمت منه و وضعت الفنجان على المكتب
* ايه ده ؟
‘ قهوة لحضرتك…
* مش عايز…
‘ بس انا عملتها عشانك…
* و انا مش عايز يا رهف… و مش بالقهوة يعني هتخليني اتقبل وجودك مع ابني… انتي هنا عشان انا مش عايز اكـ,ـسر قلبه و بس… غير كده لا… ف متحاوليش معايا تمام ؟
‘ حضرتك انا مغلطتش في حاجة… انا بعتبرك في مقام والدي الله يرحمه… قولت مفيش مانع لو عملتلك قهوة…
* و انتي مش بنتي يا رهف و عمرك ما هتكوني بنتي اصلا… هو هينبسط بيكي كام يوم و بعد كده هيعرف ان كلامي صح و يطلقك…
‘ انت ليه بتكر*هني للدرجة دي ؟ انا عملت ايه عشان تعاملني بالشكل ده و تتمنى ان علاقتي انا و يحيى تنتهي ؟!
* اللي تخليني انام كل ليلة و انا خايف و قلقان اصحى تاني يوم خايف ان يحيى يحصله حاجة بسببك… يبقى اكر*هها… انا أساسا مستني اقل مشكلة تحصل ما بينكم… و يحيى يتخنق من وجودك معاه و يطلقك قريب… اطلعي بره و متجيش الاوضة دي تاني…
تغلغت الدموع في عيناها و خرجت و هي تبكي… يحيى كان موجودا و سمع كل كلمة قالها اباه لزوجته… دخل الغرفة و اغلق الباب
* نعم يا يحيى ؟
” ايه اللي انت قولته لرهف ده ؟
* انا قولتلها قبل كده متتكلمش معايا ولا تحتك بيا… مفكرة ان بفنجان قهوة كده هحبها…
” بابا بجد انا مصدق اللي انت بتعمله معاها ده ؟! يعني انا لو مكنتش سمعت بنفسب كلامك السِم ده… مكنتش هصدقها لو جات اشتكتلي…
* خليها تشتكيلك… هخاف منك يعني ولا ايه ؟
” لا رهف مبتشتكيش يا بابا… بالرغم اني حاسس انك بتضايقها بكلامك من اول يوم عاشت فيه هنا… مع ذلك متكلمتش ولا فتحت بؤها كلمة لانها مش عايزة علاقة الاب بإبنه تتشتت…
* والله ؟ طلعت طيبة اوي… شكلي ظلمتها… مش مهم… كده كده مهما عملت انا مش هقبل بيها في البيت ده تحت اي مُسمى !!
اقترب منه يحيى و نظر له بحِده و قال بغضب
” مضطر تقبلها… ليه ؟ لانها مراتي… لما تضايقها بتضاقيني انا كمان… من واجبك تعاملها كويس و تحترمها…
* بتهـ,ـددني يعني ؟
” افهمها زي ما تفهمها…
* و لو محترمتهاش… هيحصل ايه مثلا ؟
” هاخدها من هنا و امشي… انا عارف و متأكد انها مش واخدة حريتها هنا لا في التصرف ولا الكلام مع ذلك قاعدة… قاعدة عشاني… ف مقدرش بعد اللي بتعمله عشاني اسيبك كده تضايقها في الرايحة و الجاية و تقولها كلام يسم البدن زي اللي قولتله من شوية كده… عشان كده بقولك لو محترمتهاش… هاخدها و امشي…
* بتفرض كلامك على ابوك ؟
” لا… لا سمح الله… بس انا مش هقعد في مكان في شخص مبيحترمش مراتي… وصلت يا بابا ؟
نظر له ياسر بغضب… تركه يحيى و ذهب….
دخل يحيى غرفته… لم يجد رهف بالغرفة… كان سينادي عليها لكنه لمح ظِلها في الشُرفة… اغلق باب غرفته و دخل الشُرفة… وجدها تسقي الورد… ابتسم و اقترب منها… همس في اذنها قائلا
” ازاي الورد بيسقي الورد ؟
تركت ما بيدها و عانقته في الحال
‘ الساعة 10… اتأخرت ليه ؟
” كان في شوية شغل كده متراكم عليا… خلصته و جيت…
‘ وحشتني…
” انتي اكتر…
‘ اجهزلك العشا ؟
” لا…
‘ ليه ؟
” مش جعان… لو جوعت ابقا اقولك… المهم… متزعليش من كلام بابا…
‘ كلام ايه ؟
” رهف… متتعامليش معايا كأني مش عارف… انا سمعته و هو بيكلمك… بجد اضايقت…
‘ عادي… هو خايف عليك…
” و انا مش طفل عشان يخاف عليا… لو هو خايف عليا فعلا ده برضو ميدلهوش الحق يكلمك بالاسلوب ده… انتي مراتي… و اللي يزعلك كأنه زعلني انا بالضبط… خلاص انا كلمته و مش هيكلمك بالطريقة دي تاني…
‘ انتوا اتخانقتوا بسببي ؟
” يا بنتي لا متخانقناش… بس لو ضايقك تاني… ياريت تقوليلي…
‘ انا مش عايزة اكون سبب تشتت علاقتكم ببعض…
” رهف… مفيش حاجة… اللي ضايقك قوليلي…
‘ تمام…
قَبَل وجنتها بحنان
” ثواني و جايلك…
ابتسم لها و ذهب… وضعت رهف يدها على وجنتها مكان قُبلته و ابتسمت…
” وصلت لأنهي مستوى ؟
* خلصت مستوى A2 و بعد ساعتين همتحن الاختبار الشامل عليه…
” والله هايل يا عاصم… قطعت شوط كبير في فترة صغيرة… و مبسوط منك لان الاختبار اللي فات انت طلعت الاول…
* قولتلك من زمان انا جوايا هَكر كبير… و انت ساعدتني اخرج الهَكر اللي جوايا… بجد مش عارف اشكرك ازاي… تعابي احضنك…
نهض و عانقه بمرح… ربت يحيى على ظهره
” اوعى بعد ده كله تقوم تهكرني…
* لا عيب عليك… بس معلش لو مفيهاش غتاتة… عايز اطلب منك طلب… انا عارف ان طلباتي مش بتخلص… بس آخر طلب والله…
” يا عم اطلب براحتك… هااا اتكلم… عايز ايه ؟
* يعني بفضلك انا بحقق حلمي حاليًا و بدرس برمجة و كل شيء تمام التمام… انت عارف اني اخدت الاجازة الكبيرة و بجانب كورسات البرمجة و الجيم… عندي وقت فاضي…
” و بعدين ؟
* عايز استثمر الوقت ده و اتعلم كل اللي فاتني…
” مش فاهم… تتعلم ايه ؟
* كل اللي فاتني في الـ 3 سنين اللي عدوا في كُليتي…
” كلية الطِب البشري ؟
* ايوة الطِب البشري…
” اللي فهمته من كلامك انك عايز تستمر و تذاكر للجامعة…
* بالضبط…
” طب و كورسات البرمجة ؟
* هستمر فيها بجانب كُليتي…
” هتقدر ؟
* هقدر… مقدرش ليه ؟ ان شاء الله اقدر…
” يعني انت بدل ما هتقضي أجازتك في السفر و اللعب و كده… هتقيضها تذاكر كل اللي فاتك في الـ سنين اللي 3 اللي فاتوا في كُليتك… صح كده ؟
* بالضبط…
” و ايه المطلوب مني ؟
* بص انا اخدت القرار ده من فترة… جمعت كل كُتبي و كل حاجة تخُص الـ 3 اللي فاتوا… حاولت اذاكر… لقيتني مش فاهم حاجة… تقدر تجمعلي حد يشرحلي كل اللي فات ده ؟
” اقدر و ماله… بس حاسس ان ده هيبقى عبء عليك…
* يكون عبء عليا دلوقتي… احسن ما اتخرج كده و اتعين و انا معرفش حاجة و اخد مكان غيري في التعيين على الفاضي…
” انا مستغرب… مش كلية الطِب البشري دي انت بتكرهها و مش عايزها ؟
* مش معنى اني بكرها يبقى اهملها كده… كفاية 3 سنين راحوا… عايز ابدأ جَد و اذاكر كل اللي فاتني… حتى لو ملحقتش هيبقى برضو معايا كَم معلومات يساعدني اكمل بيه لحد ما اتخرج… قولت ايه ؟
” قولت عين العقل يا اخويا… بجد بسطتني… حاضر هجبلك حد يساعدك في المذاكرة… اسبوع كده و هرد عليك…
* بس انا اعرف حد ممكن يساعدني…
” تبقى وفرت عليا اني ادور… هاا مين هو و اديني رقمه عشان اظبط معاه…
* مبدئيًا كده هي بنت…
” الآه ؟! أكيد من جامعتك…
* لا…
” اومال فين ؟ مين دي ؟
* اقول بس متتصدمش ؟
” قول…
* سهيلة أخت رهف…
” احلف كده…
* والله… هي اللي تقدر تذاكرلي كل اللي فاتني…
” بس دي جامعتها غير جامعتك…
* بس هي واخدة تقدير ممتاز على مدار الـ 3 سنين… يعني مجرد ما تشوف كُتبي هتعرف تشرحلي… بعدين المنهج هنا زي هناك… يادوب يبقى في اختلافات بسيطة… غير كده انا لما كلمتها عن الجامعة في فرحك… لقيت عندها معلومات حلوة اكدتلي انها تستاهل التقدير ده و اخدته عن جدراة مش بواسطة زيي… ف قولت بدل ما تتعب نفسك و تدور على حد يلم كل اللي فاتني ده… هي موجودة…
” هي بتشتغل في صيدلية خالد و قالي كمان انها مجتهدة… طب كويس… روح كَلِم رهف و هي تقولها…
* لا كلمها انت…
” ليه بقا ؟
* الصراحة محرج منها… ممكن تفهمني غلط…
” تفهمك غلط ليه ؟ دي اختك يا اهبل و هتنبسط لما تطلب منها مساعدة و مش هتتأخر عن مساعدتك…
* ما انا عارف والله… بس محرج حبتين…
” طب خلاص يا عم المحرج… انا هكلمها و تشوف اختها و اقولك…
* والله انت أخ جامد… ربنا يخليك ليا…
” حبيبي يا عاصم…
* اسيبك بقا… ادعيلي اعدي اختبار النهاردة…
” هتعدي… ربنا يوفقك…
اخذ عاصم حقيبته و خرج… عاد يحيى لغرفته… اغلق الباب خلع حذائه و نزع الجاكت… فتح الدولاب و اخذ ملابسه… امسك مقبض باب الحمام… وجده مغلقًا… طرق الباب و قال
” رهف…
‘ نعم يا يحيى ؟
” انتي جوه ؟
‘ لا العفريت…
” بتستحمي ؟
‘ اومال نايمة هنا ؟ ما تسأل اسئلة منطقية شوية…
” طب انا عايز اخد دُش و اغير هدومي…
‘ ماشي… عشر دقايق و هطلع…
” مبقولش كده عشان تطلعي… دخليني معاكي…
‘ يحيى…
” نعم يا روحي ؟
‘ لو متلمـ,ـتش هو*لع فيك… شوية و خارجة…
” فيها ايه لو استثمرنا الوقت و استحمينا سوا…
‘ يحيى… امشي من هنا…
” على فكرة انا محترم…
‘ وااضح…
” اقدر بسهولة اكسـ,ـر الباب و ادخل… بس احترامي منعني…
‘ طب خُد احترامك ده و امشي… قولتلك شوية و خارجة…
” بعد كده هشيل مفتاح الحمام ده عشان ادخل براحتي و مسيبش اللحظة الجميلة دي تفوتني…
‘ طب ممكن يا استاذ متحر*ش تمشي تستنى بعيد لحد ما اتز*فت اخلص ؟
” ماشي يا عم… بس خلي بالك اللي بيستحمى لوحده بيروح النا*ر…
‘ يا عم اتلهي…
ضحك يحيى و جلس على طرف السرير… وضع يده على رقبته فهو يشعر بأ*لم في رقبته… مرت دقائق و خرجت رهف و هي ترتدي البورنص و قدماها الجميلتان ظاهرة… وقفت رهف امام المرآة و امسكت مجفف الشعر و فتحه تجفف شعرها به…
” ايه الجمدان ده…
‘ بتقول حاجة ؟
” بقولك هاخد دُش سريع كده و جايلك…
‘ اوك…
دخل يحيى الحمام… وضعت رهف جهاز التجفيف مكانه و فتحت عُلبة الكريم… وضعته على وجهها و يداها… ثم فتحت علبة كريم الشعر وضعته على شعرها و مشطته جيدا… فتحت الدولاب لتختار ما تلبسه… فجأة وجدت يدان تلتف عليها و تضمها من الوراء…
‘ يحيى…
” قلب يحيى…
‘ انت خلصت بسرعة كده ليه ؟
” انا بقالي نص ساعة جوه…
‘ والله ؟ شكلي سرحت و انا بسرح شعري…
لفها إليه و أزاح شعرها للخلف و دفن رأسه في عنقها و يشتم رائحتها بإدمان و انفاسه الساخنة تصتدم بعنقها…
‘ يحيى…
حمحم بمعنى نعم
‘ هتفضل حاضني كده كتير ؟
” عايزك…
قبل ان ترد اخذ شفتاها في قُبلة و ضمها إليه… فجأة رهف ابتعدت عنه و هو تعجب من تصرفها ذلك…
” مالك ؟
‘ ممكن متقربليش ؟
” انا زهقت من الكلمة دي… افهمي… انا جوزك مش واحد غريب… و اللي بطلبه منك ده مش عيب و لا حرام… ده حقي الشرعي اللي انتي بقالك شهر كامل مش راضية تدهولي… مرة عندي عُذر… مرة تعبانة… مرة مش فايقة للكلام ده… مرة خايفة… في ايه يا رهف مالك ؟
‘ مفيش حاجة يا يحيى…
” يبقى بتبعدي عني ليه ؟
قالها و يقترب منها و هي ترجع للوراء… دفعها يحيى على السرير و قبل ان تنهض حاوطها بجسده و حاول ان يلمـ,ـسها مجددا لكنها دفعته بقوة بعيدا عنها… تفاجئ يحيى من رد فعلها… امسك يدها و شدها إليه و قال
” ليه مش عيزاني ألمـ,ـسك ؟
‘ مش كده… انا خايفة…
” خايفة مني ليه ؟
‘ يحيى… أرجوك متضغطش عليا…
” كل مرة بتقولي أم الجملة دي و بسكت… لكن الأمر زاد عن حَده… احنا اخوات بقالنا شهر كامل عايشين في نفس الاوضة… اسمنا متجوزين بعض عن حُب مش عن غصب… يبقى ليه مش سمحالي ألمـ,ـسك و ليه بتتهربي مني ؟
‘ مش بتهرب…
” اومال اللي بتعمليه ده اسمه ايه ؟ الز*فت اللي اسمه عمر… عمل حاجة فيكي لما حاول يتعـ,ـدي عليكي و خايفة تقولي ؟ رهف قولي و متسبنيش لأفكاري و اتخيل حاجات غلط…
‘ مفيش حاجة انا بس خايفة و متوترة… و مش متعودة حد يقرب مني للدرجة دي…
” رهف انتي ليه بتحسسيني اني راجل و*سخ و بجري ورا شهو*اتي ؟ انتي مراتي قدام ربنا و قدام الكل… و بحبك… طبيعي اكون عايزك قريبة مني…
‘ يا يحيى افهم انا مش جاهزة…
” يادي ام الكلمة دي… رهف انتي بجد مبتزهقيش من تكرار نفس الكلام ؟ أعذارك بقت بايخة… و انا زهقت بجد… اهدي كده و قوليلي ايه المشكلة و هسمعك للآخر و اساعدك…
‘ مفيش حاجة يا يحيى…
” يبقى مالك ؟ ليه كل ما اقرب منك تقاوميني كأني بغتـ,ـصبك و تبعدي عني… في ايه ؟
‘ لو سمحت ابعد و نتكلم في كده بعدين…
” لا مش هبعد… و هنتكلم دلوقتي…
‘ مش عايزة اتكلم !!
” هتتكلمي !! يا رهف انا جوزك مش عدوك… ليه الخوف ده ؟ ولا انا فيا حاجة غلط ولا انتي مش عيزاني ؟ هاا في ايه ؟ اتكلمي…
‘ ايوة انا مش عيزاك و مش عيزاك تلـ,ـمسني بأي شكل و بقر*ف من قُربك مني !! وصلت يا يحيى ؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شخص آخر)