رواية شبكة العنكبوت الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آيات الصبان
رواية شبكة العنكبوت الجزء السادس والعشرون
رواية شبكة العنكبوت البارت السادس والعشرون
رواية شبكة العنكبوت الحلقة السادسة والعشرون
اتصلت »مايسة« بـ«ريم« حسب الاتفاق ووجدتها بالفعل بصحبة «نادية« بالقرب من منزلها فأسرعت اليهما حتى لا تضيع أي وقت ، الوقت في هذه اللحظة يعني كل شيء ، نجاح كل شيء أو فشل كل شيء .
دلفت »مايسة« إلى ســيارتها واتجهت إلى حيث سيارة »ريم« التي لحقتها سريعا بمجرد أن لمحتها في مرآة السيارة الجانبية.
وصلن سريعا إلى منزل الأب فالمســافة لا تســتغرق أكثر من عشر دقائق ، ولكــن حينما وصلن انتبهت »ريــم« إلى ان البوابة الخارجية مغلقة فارتبكت وسألت »مايسة« :
– انتى عاملة حسابك للباب الجديد ده؟
– معرفش ، أنا لقيــت في الدرج المفتاحين دول مع بعض في ميدالية واحدة ، مفتاح البيت أنا عارفاه هو ده ، فقولت أعمل عليهم هما الاتنين لأني توقعت يكون مفتاح الباب الحديد فعلا.
طب جربي كدة مستنية إيه؟
مدت »مايسة« يدها إلى الباب الحديد وجربت المفتاح ولحسن الحظ كان بالفعل المفتــاح الصحيح فتنفس الجميــع الصعداء ودخلن إلى حديقة المنزل .
– ريم : شاطرة انك عملتي عالمفتاحين ، كانت هتبقي وكسة .
– مايسه : لا مش للدرجة دي ، متقلقيش أنا مش تلميذة يعنى .
– طب ممكن تفكى وشك شوية.
– يلا ندخل .
»ريم« : يا ناديه جبتي كل حاجة من العربية؟ مش عايزين ندخل ونخرج كل شوية .
نادية : هأنسي ايه بس انتى التانية مش لازم تعمليلنا فيها ريسة.
– يعنى منفعش ههههه.
مايسة : بجد انتى مستفزة يعنى مش وقته خالص التهريج.
– يا بنتى فكى فيه إيه؟ التوتــر هيودينا في داهية وممكن نرتكب أخطاء.
نادية : معلش يا »ريم« الله يكون في عونها مش حاجة سهلة برضه .
»ريم« : ده على أســاس اني ظبطت جوزي في معرض الكتاب؟ يالا مش عايزة أتكلم كتير عشان ما نطولش في الموضوع.
بعد وصولهــن إلى داخل المنزل قمن بجولة استكشــافية للمكان ، وسألتهن «نادية« عن أماكن وضع كاميرات المراقبة حتي تبدأ في العمل سريعا ، ونبهتهن ان لديها ثلاث كاميرات فقط حســب رغبة »مايسة« ، بينما لاحظت أن بالمنزل أربع غرف للنوم .
»ريم« : هو انتى يا مضروبة مقولتيش ليه إن البيت فيه أربع أوض نوم؟
– والله مجاش في بالي ، كل اللى جه في بالي انهم هيســتخدموا أوضة واحــدة مش هيناموا في الاربع اوض يعنى ، أنا كنت مســتكترة التلاتة أصلا.
– امم وبتقولي على نفســك ذكية ، طب ما احنا ممكن نحط في تلاتة وهما يروحوا الأوضة الرابعة.
– امــم بصي أنا أعتقد إن أوضته اللي هــو كان بينام فيها دي أولأوضة الزم نراقبها.
– مممم طيب دي أول أوضة.
تانى أوضة هتبقى أوضة باباه .
– إشمعنا ؟
– عشان سريرها كبير يا ذكية.
– آه صح عندك حق .
– الأوضة التالتة دي أوضة اخته والرابعة أوضة الضيوف معتقدش انه هيستخدم أوضة أخته علشان كلها كراكيب فخلينا في أوضة الضيوف يبقى هما دول التلات اوض .
– تمام هنعمل كده وربنا يسهل .
– هنحط واحدة في كل أوضة مقابل السرير ؟
نادية : لا ســيبينى أنا بقا خلاص اتعلمت ، في ظبــط الزوايا متقلقيش هحطها في مــكان ميخطرش على بالهم وكمــان لا يمكن يعرفوه ولايكتشفوه بس خلينى كده أدخل أشوف الاوض شكلها إيه بالراحة .
مايسة : أوك بس الله يخليكى مش عايزين نتأخر .
– متقلقيش بأة، هاخلص بسرعة .
تركتهم »مايسة« وذهبت إلى غرفة المعيشة وارتمت على أول كرسى ، وضعت رأســها بين يديها كمن يعاني من ألم حــاد بالرأس ، وغرقت في أفكارها تماما عن العالم المحيــط ، أفاقت مذعورة على صوت رنين الهاتــف ، كان اتصالا من »خالد« مما جعل قواها تخور وشــعرت أن قدميها لا يستطيعان أن تحملاها ، من فرط الهلع ذهبت إلى حيث »ريم« و «نادية« ونظرت إليهما نظرة يملؤها الخوف وقالت لهما :
– »خالد« على التليفون تفتكروا عرف حاجة ؟
– »ريم« في ثبات : هيعــرف إيه؟ هو لو عرف كان اتكلــم ، كان زمانه بيفتح الباب و داخل، ردى عليه أكيد بيســألك روحتى للدكتور عملتي ايه ، أو حصل حاجة في التمرين، انتى قلقانة من ايه ردى عليه .
– أرد عليه و لما يسمع سكوت وكده مش هيسألنى انتى فى المستشفى ولا فين.
– مترديش عليــه احنا خلصنا خلاص خمس دقائق وهنمشي ، ابقى قوليله مسمعتش التليفون ، كنت في أوضة الكشف أو أى حاجة .
– أنا خايفة أطلع ألاقيه بره .
– يا بنتى بطلي الذعر اللي انتى فيه ده .
– أنا خلاص رجليا مش قادرة تشيلنى .
نادية : اصبري بأة أنا خلاص ركبت آخر كاميرا ،ثواني وهنمشي.
»ريم« : جربتيهم لقتيهم شغالين؟
– أيوة شغالين وكله تمام.
– متأكدة إنهم كاشــفين الأوضة كويس مفيش مناطق كده ولا كده مستخبية ؟
– أيــوة أكيــد يــا »ريــم« متقلقيــش بــأة يــلا بينــا .
مايسة : أيوة يالا بينا احسن أنا خلاص أعصابى باظت .
»ريم« : خلاص يالا بينا .
أثناء خرجوهن من باب المنزل سألت »مايسة« :
– هو الباب كان مقفول بتكة ولا تكتين ؟
– معرفش لأن انتى اللى فتحتى .
– يووه أنا نسيت مش عارفة كان قافله بتكة واحدة ولا تكتين .
– تفتكرى هياخد باله من تفصيلة زي دي .
– أكيد طبعا هياخد باله .
– بقولك إيه لو مش فاكرة شــوفي هو بيحب يقفل الباب عادة بتكة ولا تكتين واخلصي ، مش وقت الأفلام دي.
– أعتقد كان تكة واحدة ، هأقفله تكة واحدة وربنا يستر .
– ماشي يالا اعميل اللي تعمليه .
انطلقن عائدات من حيث أتين ، وفي الطريق مررن على كافيه اسكوير وجلسن سويا لاحتساء فنجان من القهوة وليشرحن لـ«مايسة« كيفية مراقبة ما يحدث داخل الشقه عبر الهاتف.
»ريم« : معتقــدش هيروح من هنا ليوم الجمعة ، لكــن لو راح اللي انتى هتعمليه تدوسي من هنا ريكورد اوكى غير كده مش هيسجل هتتفرجى بس .
– أوك فهمــت ، هأفضل فتحاه طول ما هــو مش موجود في البيت قدامى واتفرج على الشقة.
– احنا بنتكلم على يوم الجمعة، أكيد مش هيروح قبلها .
– معرفش والله هيروح ولا مش هيروح .
– طبعا انتى لو عايزة تســجلي الوقت كله هتدي اوردر تسجيل من هنا وهو هيســجل طول الوقت ، من نفسه يعني ، ده ممكن يومها بأة ، علشان المساحة بتاعت الشريط .
– خلاص فهمت.
– انتى كويسة ؟
مايسة منفعلة : انتى هتفضلي تســألينى انتى كويسة كام مرة ما خلاص قلت لك أنا مش كويسة.
قالت »ريم« في حنان :
– طب خلاص متزقيش الحق عليا إنى خايفة عليكى .
– أنا آسفة يا »ريم« أنا أعصابي تعبانة، اعذريني.
– عارفة وفاهمة علشان كدة مش زعلانة منك.
قالت »نادية« :
– بس انتى فعلا يا »مايسة« شكلك مش مظبوط خالص ، انتى فعلا ممكن تتكشفى كده.
– متقلقوش أنا أصلا مبشوفوش .
»ريم« :تمام يا »مايسة«
»مايسة« : أنا مضطرة أمشى.
»ريم« : خلاص امشي انتى ، وياريت ترتاحي ، »نادية« تقعدي معايا شوية نشرب حاجة تانية ولا نمشى احنا كمان .
– معنديش حاجة ممكن نقعد شوية .
»مايسة« : طيب أسيبكم أنا.
بعد مغادرة »مايســة« التفتت »نادية« إلى »ريم« ونظرت لها نظرة تحمل الكثير من الشك والحرية.
نادية :أنا مش مرتاحة خالص لتصرفات »مايسة».
»ريم« : متقلقيش منها أنا عارفة هيا حاسة بإيه.
– انتى متأكدة من اللى انتى حاســاه ده؟ متأكده من كلامك ؟ احنا ممكن نروح في داهية.
– أنا عارفة وفاهمة إحساســها ، الموضوع مش سهل خالص زى ما انتى متخيلة، انتى بالنسبة لك الوضع مختلف يا »نادية«، مفيش بينك وبين طارق مشــاعر ولا أحاسيس ولا حب ولا عشرة ولا حاجة من دي خالص، »مايسة« بتحب جوزها .
– أنا عيشت معاه تمن سنين برضه، مش قليل .
– أيوة صح، بس العلاقة بينكم ليها أسباب مختلفة .
– قصدك إيه ليها أسباب مختلفة ؟
– متاخديش كلامى غلط يا »نادية«، أنــا كل اللى أقصده أن طول تمن سنين انتوا عايشين مع بعض لهدف بعيد عن الحب ، هو كان عايز يبقى متجوز من واحدة حلوة علشــان يبعد عنه شبهة الشذوذ ، وانتى بتستفيدي من الحياة المرفهة و..
– اوكى بس ده مش معناه انى مش متضايقة من اللى بيحصل ، ده واحد خدعني وسرق أحلى ســنين عمري ، هو لو كان قالي ظروفه كنت اتجوزته؟.
– فاهماكي ومش بأقلل من مشاعرك ، بس برضه غير واحدة اتجوزت واحد وحبته ورضيت بنصيبها وخلفت منه وعايشين مع بعض بقالهم سنين وأكيد كان فيه بينهم لحظات حلوة ولحظات وحشة ، أنتي وطارق مفيش بينكم حياة بجد زي ما فهمتيني.
– عندك حق أنا وضعى مختلف شوية ، المهم يعنى انتى مطمنة للي بيحصل ده؟
– أيوة متقلقيش أنا كنت زيها و اكتر شوية .
– الله يكون في عونك وعونها.
– طيب هتشربى إيه؟ أخليه يجيبلنا اتنين قهوة تانى ؟
– اه ماشي ، ما تيجى نكلم »نورا« نخليها تيجى تقعد معانا شوية.
– كلميها على ما أطلب.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت)