رواية شبكة العنكبوت الفصل الثالث 3 بقلم آيات الصبان
رواية شبكة العنكبوت الجزء الثالث
رواية شبكة العنكبوت البارت الثالث
رواية شبكة العنكبوت الحلقة الثالثة
وبينما هو في حالة الصدمة مســتغرقًا في تســاؤلاته نظر صوب الكومودينو وأسرع لفتح الدرج الملاصق له وفوجئ فعلا بظرف أبيض مكتوب عليــه من الخارج خاص جدا ، فض عــلي المظروف بسرعة وبالفعــل وجد فلاش ميموري ، قام مسرعًا إلى جهاز اللاب توب وفتح الملف الموجود علي الفلاشة ، وظل محدقا فيما يراه طويلا بينما الدم في عروقه يكاد أن يتجمد، كانت صدمته قوية حتى لكأن الأرض قد زلزلت تحت قدميه، تصوير كامل وفي منتهى الوضوح له مع «داليا» عشيقته في غرفة نومه بشاليه الســخنة، كانت لحظة مفزعة شل فيها تفكريه تمامًا، اعتراه الخجل مما يراه حتى أنه لا يســتطيع أن ينظر إلى نفسه في هذا الوضع، فكيف يكون الحال لو نفذ الخاطف مخططه وفضحه؟
ربما الانتحار ســيصبح الحل الوحيد الممكن في هذه الحالة، هو يعلم تمامًا أنه ليس الشخص القادر على تحمل فضيحة كهذه، فضيحة من شأنها أن تزلزل الأرض تحت قدميه وتهدم حياته، بل تقضي عليه تمامًا وعلى مستقبله المهني والعائلي، بينما هو في هذه الحالة من عدم الاتزان ، عاود الخاطف الاتصال فأجاب «علي» بصوت منكسر مرتعش:-
– أيوة
– اتفرجت كويــس؟ تحب نبعت لك باقــي الفيديوهات، بس إيه الجمال ده، مراتك هتتبسط أوي وجوز «داليا » كمان.
فزع «علي » حينما ظن أن الخاطف قد أبلغ زوجته بالأمر :
– إنت بلغت مراتي؟
– لا ما حصلش لحد دلوقتي ، لكن ممكن يحصل ، وساعتها هنبعت الفيديوهات للبوليس بعد ما نخلــص عليها ، البوليس في الحالات دي بيشــك في الزوج أول واحد خصوصا لما يكون خاين ، الســت عرفت بخياناتك وهددتك انها هتبعت الفيديوهــات لجوز «داليا» ، مش بس كدة، دي نفذت التهديد وبعتتهم فعلا وأنت بقيت مهدد بالقتل، وبالتالي الغل ركبك وقتلتها في لحظــة غضب، ما انت بجح، و الأحلى من ده كله أنك وأنت بيتحقق معاك مصر كلها هتتفرج على فيديوهاتك، بما فيهم ظباط المباحث علشــان يعرفوا إنك جامد ، بس في ناحية كويســة في الموضوع ، انت هتتشهر وهتبقى عنتيل التجمع الخامس هههههه، مصر كلها هتتبسط والدول العربية وأوعدك تطلع للعالمية كمان، طبعا ده لو جوز «داليا» سابك تعيش.
– طلباتك؟ بـشرط .. مراتي ترجع من غير خدش وبدون ما تعرف أي حاجة.
– 2 مليون جنيه بكرة قبل الساعة 12 بالليل.
– وإيه يضمن لي انكم مش هتنشروا او تستخدموا الفيديوهات ضدي وتبتزوني تاني، أو أن مراتي هترجع سليمة أو أنكم مش هتفضحوني قدامها؟.
هو أنت في موقف تطلب فيه ضمانات؟ شــايف عندك خيارات؟
عمومًا مراتك هترجع لك ســليمة وكمان مش عارفة حاجة، ده بزنس يا عزيزي، انت عايز حاجة وأنا عايز حاجة، تســلمني أسلمك ونروح مبسوطين.
– طب المبلغ ده كبير أوي، أنا ممكن أتصرف في مليون جنيه .
– هو أنت بتشتري طماطم من السوق؟ إنت ملكش تحدد، إنت تقول موافق وبس.
تحت هــذا الضغط النفسي اقتنع علي أنه لا يملــك الكثير من
الخيارات، بعد لحظات من التردد قال لمحدثه باستسلام المجبر :
– موافق، أسلمكم فين وأستلم فين
– بكرة الســاعة عشرة مساء هأكلمك وأقولك تعمل إيه، لو البوليس خد خبر هتروح في داهية وإحنا في الســليم كــدة كدة ، افتكر أن عيالك هيفضلوا طول عمرهم عارفين إن أبوهم خان أمهم واتسبب في موتها.
– مفيش داعي للكلام ده، أنا قلت لك هأدبر المبلغ زي ما اتفقنا.
– تمام.
ظل «علي » جالسًا في غرفته كالتمثال بلا حركة قرابة الســاعتين ، اســتهلكته أفكاره تمامًا حتى اســتنزفت ما تبقــى لديه من قوة، لا يصدق أنه بالفعل يعيش هذه المأســاة، بني ليلة وضحاها اختلت كل موازين حياته، زوجتــه معرضة للموت، هو معرض للفضيحة والقتل من «حاتم » زوج « داليا »في حال نفذ الخاطفون تهديدهم، أمواله التي تعب في جنيها سيدفعها لمبتز قذر، وضع أمامه جميع الاحتمالات ، منها إخبــار الشرطة بالأمر ، والاعتراف بالخيانة ل«ريم» ، ولكن «حاتم» قد يقتله هو و «داليا» ليثأر لشرفه ، والفيديو سينتشر في كل وسائل الإعلام ، وفضيحته ســتصبح التريند الجديد على الفيسبوك ، وأولاده سيعيرهم الأطفال في المدرسة بقصة أبيهم، وســيفقد احترام الجميع، وإن ترك الخاطفــون زوجته ولم يقتلوها فهي بكل تأكيد من ســترتكه ، هذا لو عاش ولم ينه حياته بيده لينتهي من هذا الموقف المزري.
في ظل كل هــذه المخاوف قرر أن ينفذ الأمر في سرية تامة، وبعيدا عن الشرطة ، بعد تفكير عميق وجده القرار الوحيد الصائب ، فالوضع في غاية الصعوبة وزوجته المسكينة حياتها على المحك ، أولاده على وشك أن يحرموا من أمهم، لن يسامح نفســه أبدا على تسببه في ذلك بغبائه ورعونته، الخيار الوحيد هو المجازفة وقبول شروط العصابة، لكن كيف ورصيــده من النقد في البنك لا يتعدى مليون جنيه ، وهو لا يملك الوقت
للتصرف وبيع ممتلكاته.
اهتدى تفكيره بعد دراسة الأمر عدة مرات من كل جوانبه
إلي إشراك « داليا » معه في هذه المشــكلة ، فهي ثرية جدا و لديها القدرة على توفير المبلغ المتبقي ، وبالتأكيد لن تتردد في تقديم المســاعدة للتستر على هذه الفضيحة التي قد تطالهــا هي الأخرى ، هي « داليا » إذن لا مفر، هكذا حدثه عقله، انتظر إلى الساعة العاشرة ليتأكد من خروج « حاتم » للعمل ، وقــام إلى التليفون وطلب منها بصورة مباغتــة وبلهجة فيها أمر بما يوحي بوقوع كارثة أن تلقاه في شاليه السخنة على وجه السرعة ، حاولت
« داليا » استيضاح الأمر إلا أنه لم يعطها الفرصة وقال لها بحزم:
– ما ينفعش عالتليفون.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت)