رواية شبكة العنكبوت الفصل الثالث عشر 13 بقلم آيات الصبان
رواية شبكة العنكبوت الجزء الثالث عشر
رواية شبكة العنكبوت البارت الثالث عشر
رواية شبكة العنكبوت الحلقة الثالثة عشر
الخلاصة في الفترة الأخيرة حسيت إن في حاجة جديدة في تصرفاته ، إحســاسي كان بيقولي إن في واحدة تانية ، التليفون على طول على ودنه، اهتمامه بنفســه زاد ، ده حتى غير نغمة موبايله ، كل حاجة بتقول إنه عايش قصة حب وهيمان ، إنتي عارفة ســاعات بأحس اللي جوايا مش غيرة ، اللي جوايا غضب، طب ليه مكنتش أنا الست دي اللي قلبت كيانك ، قصرت في إيه؟ ولو أنا مكنتش عاجباك من الأول وكنت جوازة والسلام ، ليه كملت وظلمتني؟ طب ما كنت وفرت علينا العذاب ده .
وســاعات بأحس إن اللي جوايا فضول ، نفسي أســمع بيقول إيه، نفسي أعرف إذا كان بيعرف يحــب ، بيعرف يقول كلام حلو، بيعرف يحس ويدلع ويصالح ويدادي ولا بيعاملها زيي؟ ، يمكن أهدا لو لقيته لطخ معاها هي كمان ، أو يمكن أكون ظالماه والموضوع مفيهوش ست تانية ، عايزة أعرف الحقيقة علشــان أرتاح ، لما شوفتك يا »ريم« كاتبة على جهاز التتبع والتصنت قلت لازم أسألك عشان أشتري واحد وأراقبه يمكن أوصل لحاجة.
»ريم« :
– بلاش ، نصيحة بلاش .
– ليه بتقولي كدة؟ ما انتي نفسك عملتي كدة.
– علشــان عملت كدة بأقولك بلاش ، خليني أسألك سؤال الأول ، لو اكتشفتى إنه بيخونك هتعملي إيه ؟ هتسيبيه؟
– ما أعرفش هأعمل إيه.
– بالظبط، أنا نفسي عملت ايه؟ ما اديكي شايفة صوت وصورة أهو قاعدة أنــا والكنبة واحد ومكملة ، عارفة وعاملة من بنها ، ما نابني غير النار اللي أكلت قلبي.
– أقولك الصراحة ، أنا كمان معرفش لسة هأواجه ولا هأسكت زيك ، هامشي ولا هأقعد ، أنا مفيش حاجة مسيطره عليا دلوقت غير إنى أعرف.
– هتتوجعى لو عرفتى هتتوجعى جامد ، اللي بيتكسر مش بيتصلح ، خليكى مش عارفة أحسن .
– هو انتــى فاكرة إنى مش عارفة ومــش موجوعة ، أنا بس مش
متأكده الموضوع وصل لحد فين ، مش يمكن لســة في الأول و أقدر ألحق الدنيا قبل ما تتنيل أكتر ، أو يمكن مفيش حاجة وأرتاح وأهدا ، وأحاول أقرب منه يمكن يلين ويتغير .
– أنا نصحتك وأنتي حرة ، وعموما أنا معاكى في أى حاجة وهأساعدك في اللي تطلبيه.
( الوجع الخامس – أسماء )
اعتدلت أسماء في جلستها و وضعت كفيها على الطاولة كمن سيلقي بيانًا مهمًّا و قالت:
– والله يا جماعة أنا مش عارفة اللي هاقوله ده هايبقى شــكله إيه بعد ما عرفت البلاوي الزرقا بتاعتكم دي ، متزعلوش يعني.
ضحك الجميع و ردت »نادية« :
– يا ستي قولي ما هي كلها محصلة بعضها .
– ماشي يا جماعة ، أنا بقا واحدة مش متعلمة زيكم كده ومن منطقة شــعبية، وكل اللي أحتكم عليه دبلوم تجارة ، حكم محسوبتكم مكنش لها في التعليــم أوي ، أبويا ميت من زمان وأمي ربنا يرحمها هي كمان شقيت علينا كتير أنا وإخواتي ، كانت بتشتغل في محل ملابس في الحتة عندنا بياعة ، تقف على رجليها من تسعة الصبح لتسعة بالليل ، تشيل في
بضاعة وترص في فساتين وتستحمل رذالة اللي بيشتروا واللي مشغلينها علشــان تجيب قرشين يسترونا كل شــهر ، وترجع يا قلبي بعد شغل إتناشر ســاعة تقف تعمل أكل وتنضف وتراجع على الواجبات وهدوم المدرسة وتعمل سندوتشــات ، وتنام أربع ســاعات وتصحى تلبسنا وتنزلنا لعم أحمد بتاع الميكروباص ، كانت بتخاف علينا أوي ، عم أحمد كان بيودي العيال ويجيبهم من المدرسة ، نتحشر عرشين واحد وساعات تلاتين في الميكروباص ، بس أمي كانت تقول أحسن ما عربية تخبطكم ، كانت حنينة وطيبة الله يرحمها.
قال الجميع بتأثر :
– الله يرحمها حبيبتي.
– المهم دبلوم التجارة اللي خدتــه ده ميأكلش عيش ، أمي قالت لي إتعلمي صنعة ، فاتعلمت مهنة الكوافيري وصوابعى بقت تتلف في حرير ، وبقيت أشــتغل في صالونات الزمالك والمهندسين ، وشوية بشوية البلدية لعبت وعملت قرشـين حلوين ، وعرفت أرد شوية من جمايل أمي ، كنت خالص بأحوش علشان أسفرها عمرة ، لكن الكلى تعبتها جامد ، صرفت تحويشة العمرة على الدكاترة وابتدينا نغسل والفلوس خلصت ، وأمي خلصت مع الفلوس وســابت لي أخويا كان في دبلوم صنايع ، وأختي في إعدادي.
شلت الحمل اللي أمي سابته وأول ما أخويا خد الدبلوم خليت سمسار ســفر من عندنا جاب له شغلانة كهربائي في السعودية، مرتبها يدوبك يعيشه هناك بس أهو يبني نفسه ويشــيل مصاريفه ، والبنت فضلت معايا، نفسي أعرف أطلعها دكتورة.
رجعت تاني أشــتغل صبح وليل بعد أمي ما ماتت علشــان أوفر قرشين للزمن ، وقدرت أعمل مبلغ معقول ، غيرت شوية في عفش البيت ، والجيران بقوا يتكلموا عن إني كسيبة وشغلتي بتجيب فلوس قد كدة ، كالمهم وهريهم ده كان كافي إنه يطمــع فيا (حمادة) جارنا ، هو كان مفهم الحارة كلها انه بيشتغل في بازار فرعونى في شرم الشيخ وكان هو ده اللي بيقوله علشان يبرر سفرياته وفلوسه.
سألتها »نورا«:
– أومال هو طلع بيشتغل إيه ؟ متقوليش بأة بتاع مخدرات !
– ياريت ، على الأقل كنت شربتها معاه ، ههههههه.
– أومال إيه يا بنتى ما تقولي ؟
– طلع بيشتغل خرتي !
نظر إليها الجميع في اندهاش ، وسألتها »نورا« :
– خرتي ! إيه خرتى ده إن شاء الله ؟
أجابتها:
خرتي بقا يا ستي مكنتش أعرفه زيكم كده لحد ما عرفته اليومين اللي فاتوا ، ده بقا الراجل اللى بيسافر شرم ويتعرف على الأجانب علشان يفسحهم ويكسب من وراهم قرشين ، يوديهم بازارات ويعمل عليهم مصلحة ، يشــتغل الأجانب يعني، لكن حمادة بيــه كانت خدماته بأة اولكلوسيف.
قالت »ريم« ضاحكة:
– يا بنتي بطلي تقولي كلام بالشــبه ههههه ، اسمه أول انكلوسيف هههه.
– أم درس اللغات ده مش هيخلص شكله ههههه، ماشي اولكلوسيف، صح كدة هههه.
صح طبعا ، مش مهم ، اخلصي ، كان بيهبب إيه في شرم ؟
– كان تخصص ستات عواجيز ، يقضى معاهم السفرية ولا مؤاخذة يبيع نفسه وياخد قرشين.
– هههههههه لا استني، موتيني يبيع نفسه دي ، جبتيها منين ؟!.
– ليه هو انتي فاكرة الســتات بس اللي بتبيع نفسها ، الرجالة بتبيع نفســها كمان ، الست لو باعت روحها بتبقى غلبانة ومكسورة الجناح ، والســكك اتقفلت في وشها لحد ما اتجربت لده ، إنما لما راجل يعمل كدة تبقى وســاخة ونطاعة وقذارة ، اللي يضحك كلهم سبعين سنة ، تمانين سنة وانتى طالعه .
»ريم« مقاطعة :
– وإنتى طالعة فين ، ده كده هايوصل لقدماء الهكسوس.
ضحك الجميع مع »ريم« واستكملت »أسماء« الحكاية :
– طبعا إحنا إتجوزنا من غير ما نسأل عليه في أي حتة ، لأنى معنديش حد يســأل ، إخواتى أصغر منى ، وأبويا وأمي قابلوا وجه كريم زي ما قلتلكم ، لما اتجوزنا قعد معانا في بيت أمى ، كانت جوازة ببلاش يعنى.
سألتها »نورا« :
– وعرفتى إزاى إنه بيخونك ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت)