رواية شبكة العنكبوت الفصل الأول 1 بقلم آيات الصبان
رواية شبكة العنكبوت الجزء الأول
رواية شبكة العنكبوت البارت الأول
رواية شبكة العنكبوت الحلقة الأولى
( تليفون الفجر )
الساعة الخامسة والنصف صباحًا ، يتسلل بصيص من ضوء الشمس معلنًا عن بداية يوم جديد ، ملقيًا بأشعته الدافئة من خلال النافذة غير محكمة الغلق على جســد هذا النائم في هدوء و ثبات عميق في فراشه الوثير ، داخل منزله الفخم الكائــن بإحدى المناطق الراقية بالعاصمة ، إذ بجرس الهاتف يدق ، يتململ متكاســلًا في الرد على المتصل منتظرًا أن تقــوم زوجته «ريم» بذلك ، لا أحد يتصل بــه على هاتف المنزل أبدًا في كل الأحوال ، لابــد أن الاتصال لـ«ريم» ، يضع وســادة فوق أذنيه وعينيه متفادًيا بصيص الضوء الذي يأبى إلا أن يقلق منامه ، و زاد عليه رنــين الهاتف المزعج ، يبدو أن الهاتف يدق منذ فترة طويلة ؛ لأن «علي» بطبيعته لا يقلق منامه مدفع رمضان ، كونه اســتيقظ فتلك إشارة إلى أن المتصل قد عاود الاتصال عدة مرات ، ظل رنين الهاتف مستمرًا لفترة طويلة توحي بمدى إصرار المتصل على أن يجيبه سكان المنزل ، ربما أخت «ريم» الوحيدة تتصل مــن أمريكا ، ولا تراعي كالعادة فروق التوقيت ، تبًّا لهذا الأحمق ، من عســاه يكون هذا المزعج ، ظل «علي» مستلقيًا على وضعه منتظرًا تدخل «ريــم» حتى صمت الهاتف أخيرًا ،حمد ربه على انتهاء هذا الإزعاج ، ولكن بينما يأخذ وضعية العودة للاستغراق في النوم عاد صوت الهاتف المزعج للرنين مرة ثانية…
صاح “علي” في حدة :
– ريم ، ما تردي عالتليفون و لا مش ســامعة كل ده؟ يعني أنا صحيت وانتــي ما صحتيش؟ وإقفلي أم الســتارة دي معاكي ، النور مضايقني ، ميت مرة أقول إقفلي الزفت البلاك أوت كويس.
لــم يأته أي رد من «ريم» تمامًا ، مما أثــار تعجبه وعصبيته، فهي دائما نومها خفيف للغاية وتستيقظ من صوت حفيف ورقة شجر على الزجاج ، فما بالها اليــوم تتعمد إزعاجه بهذا الهاتف الذي لا يكف عن الرنين حتى أيقظ الموتى. اعتدل «عــلي» متأفًفا ونظر باتجاه زوجته مناديًا عليها بعصبية :
– يا «ريم» ردي بأة ، انتي موتي ولا إيه ؟
ليكتشف في تلك اللحظة أن «ريم» ليست بجواره ، يتعجب لذلك ويتساءل محدثًا نفسه :
– راحت فين دي؟
يعدد في ذهنه الاحتمالات ، ربما بالحمام أو ذهبت للاطمئنان على أحد الأولاد ، ألتقط ســماعة الهاتف الذي ما زال يصدر هــذا الرنين المزعج ، بينما بدأ الفضول يتملكه لمعرفة ســبب الاتصال وهوية المتصل ، بينما يتمتم داخله بكل الشتائم واللعنات على هذا اللزج الذي أصر على إزعاجه في هذه الساعة المبكرة من اليوم.
«علي» محتدًا :
– نعم ، مين معايا ؟
على الطــرف الآخر تبين صوتًا غريبًا لرجــل ، كان يبدو كما لو أن الصوت معالج إلكترونيًّا لتختفي ملامحه.
.
المتصل:
– علي الدغيدي ؟
– أيوة أنا«علي» زفت ، مين بيتكلم الساعة دي ؟
– بتحب مراتك؟
تصور «علي» أن المتصــل متطفل يريد المــزاح والإزعاج، فأجاب بسخرية :
– نعم يا أخويا؟ بتتكلم وش الفجر ولاعب في صوتك وعاملي صوت فطوطة علشان تقولي بتحب مراتك؟ انت أهبل عالصبح، يالا يلا يا ابن الكلب العب بعيد.
وضع السماعة بعصبية وتفحص كاشف الأرقام ليكتشف أن الرقم محجوب ، ينظر إلى المنبه ليتفقد الوقت فإذا هي الخامســة والنصف صباحًا ، اعتدل في جلســته على حافة السرير مســتغرقًا في التفكير في هذه المكالمة السخيفة ومتسائلًا مَن عساه يكون هذا الشخص المريض عقليًا ، الذي قرر فجأة أن يقض مضجعه ويوقظه من سباته ليسأله هذا السؤال الســاذج، بتحب مراتك؟ يبتسم «علي» محدًثا نفسه
– هو في حد بيحب مراته يا عم؟!
نظر نحو حمام الغرفة مناديًا «ريم» ، معتقًدا أنها بالحمام ، ولكن لم يتلقــى أي رد ، قام إلى الباب و دق مرتين قبل أن يهم بفتح الباب ، ولكن خابت توقعاته ولم يجد لها أثًرا .
يتحرك نحو غرفة الأولاد ، ثم غرفة المعيشة ، باحثًا عنها في كل ركن ، لكن لم يجد لها أثرًا مما أثار الشــعور بالريبة والتوتر في نفســه وانتابه القلق ، ما ســبب خروجها في هذه الساعة المبكرة ؟ وأين عساها أن تذهب بدون علمه ؟ ليس من عادتها تماما أن تخرج في ساعة مبكرة كهذه ، هل نزلت إلى السيارة لتتفقد شيئًا داخلها؟ ربما،جرى سريعًا إلى النافذة ونظر نحو سيارة «ريم» فوجدها مصطفة حيث كانت قبل أن يذهبا للنوم ، وسيارته أيضا مصطفة خلفها في الجراج.
أسرع إلى هاتفــه الجوال ليتصل بها ولكن وجد الهاتف مغلقًا كان متأكدًا أنه لم يغلقه قبل أن ينام فكيف أُغلق من تلقاء نفســه ، وسط حيرته وقلقه المتصاعد وضع هاتفه على وضع التشــغيل ، كانت لحظة انتظاره للهاتف أن يلتقط الشــبكة بطيئة ومملة وترفع من إحساسه بالتوتر والقلق على زوجتــه ، وإذا بجرس هاتف المنزل يدق من جديد ، يسرع هذه المرة إليه وقلبه ينذره أن هناك شــيئًا ما يخص «ريم» وراء هذه المكالمات الغامضة.
التقط «علي» سماعة الهاتف وفاجأه صوت «ريم» على الطرف الآخر وهي في حالة غير طبيعية ، كان صوتها مرتعبًا خائفًا ، وصرخت قائلة :
– «علي» إلحقني يا «علي» ، هيموتوني ، إلحقني يا «علي»…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت)