رواية شارع الحب الفصل الأول 1 بقلم ميرنا ناصر

رواية شارع الحب الجزء الأول

رواية شارع الحب البارت الأول

رواية شارع الحب الحلقة الأولى

_ خير يا عمنا أنا جيت الساعة خمسة بالتمام والكمال
= أركبي.
_ على فين؟
= على أي مكان.
” كانت عيونه حُمر والأرهاق والتعب ظاهر فيهم.. وقف قدام النيل وأداني ضهره ”
_ كريم في حاجة معاك!
= إشمعنا أنا؟
_ بمعنى؟! ممكن تفهمني مالك .. أنت صوتك كان تعبان ومخنوق، وقولت لي محتاجك ضروري وحاسس بخنقة ومحتاج أتكلم معاكي .. بس من وقت ماركبت العربية لحد الآن أنت متكلمتش ولا كلمة.
= أنتِ جميلة يابتول.. حقيقي جميلة قلبًا وقالبًا.
من وقت ما عرفتك وأنا بتمني من ربنا في كل صلاة وبدعي تكوني أم عيالي وزوجتي.
من وقت ما شوفتك وقلبي فهم معنى الحب، الراحة،الأمان، الرحمة.
” إبتسمت لكلامه ونبضات قلبي اللي أبتدت على كلامه تتناغم وترقص، وبصيت في عيونه، واتصدمت بدموع بتجري من عينيه ”
_ انت بتعيط!! دا بجد هو في ايـه؟
= انا مش عايز أكمل.. انا مش هعرف أكمل.
” حسيت للحظات إن قلبي وقف، مكنش قلبي متخيل إن تناغم قلبي والحفلة اللي عاملها مع الكلام اللي صادر من كريم ، دي حفلة وداعه”
_ ايـه الهزار الر.. الرخم ده، انت جايبني وانا مخضوضه عليك علشان المقلب الغبـ ـي ده؟
= عايزك تحاولي تفهمي كلامي،والله زي ماهو صعب عليكي تقبليه، صعب عليا أنطقه.
_ واضح إنه صعب فعلًا.
= بلاش طريقة السخرية دي يابتول.. أخو خطيب أختك أحسن مني.. انا عرفت من شادي خطيب أختك انه أخوه عايزك.. العريس مراد و العروسة بتول لايقين صح؟
” إتصدمت، ليه شادي يروح يحكي لـ كريم بالذات”
_ شادي!!.
= ودا اللي مأثر عليكي ليـه إسبوع صح؟.. إسبوع ضغطك واطي وعنيكي طول الوقت وارمين حتى صوتك علطول أثر البكاء معلمين فيه، وعصبيتك وتوترك.. .
سؤال واحد بس اللي هسأله، ليه محكتيش ليا؟
علشان تفكري؟! علشان محتارة بس انا هريحك أختاري مراد..مراد هينفعك أكتر مني.
_ خلصـت؟! انا محكتش مش علشان محتاجة أفكر ولا الكلام الماسخ اللي إنت قولته ده.. أنا متكلمتش علشان انت لسه سايب شغلك من إسبوعين، علشان مضغطكش أكتر.
قولت يمكن الموضوع يخلص بس هو مستمر وفي ضغط.
= ـــــــــــــــــــــــــــــ
_ متبصش ليا . وتسكت، أنا عارفة إني غلطت.. إني محكتش من الأول، بس صدقني دا مش وقته ازود عليك خالص.
= مراد شاب متعلم، ومطلع التلاتينات بالنسبة لـ إنك٢٣ سنة مش كبير.
_ هيهيهي.. ايـه الظرافة دي ياعم الخاطبة.
= ممكن توقفي هزار.
” اتعصب ، وبص في عيوني وأكمل حديثه بجدية تامة”
= انا مش بهزر يابتول، مراد هيسكنك في شقة كبيرة جدًا، وهيعملك فرح في أحلى مكان في مصر.
_ مش عايزة الشقة، مش عايزه فرح أنا عايزاك انت.
= هيجبلك الدهب اللي نفسك فيه انتِ وأهلك مش بعيد يجبلك ألماظ.
_ مش عايزة غير دبلتك والله.
= هيعيشك في مستوى كويس وعربية ولبس وبرستيج.
_ انا مش عايزة أي حاجة غير ان أكون على اسمك.
= انتِ رومانسية وعاطفية.. دا مش صح..الحب مش هيعيشنا يابتول..الفلوس هي اللي هتعيشنا.. ولادك بعدين هيتعلموا في مدارس خاصة وهيشتركوا في نادي وهتكون حياتهم نضيفة.. وهيتعلموا صح هيعيشوا حياة كريمة تليق بيهم انا مش هعرف أقدم ليهم أي حاجة من كل الحياة دي..انتِ ليه مفكرتيش في ده.
_ وانت ليه مفكرتش ان ده فرضيات، وإن ممكن أكون مبخلفش، ويمكن تكون انت نفسك مبتخلفش.. يمكن ربنا ميأذنش إننا نخلف.. ويمكن ربنا يدينا وبعدها قدر الله وحكمته إنه يموت..
ليه فكرت في الزاوية دي والفرضيات دي بس.
= يعني ايـه يابتول ؟
_ يعني يا كريم انا استنيتك سنتين، بص يا ابن الناس في السنتين دول لو أنا مادية أو بصيت لكل اللي انت بتقوله ده كان زمان مع أول واحد مادياته لطيفة إتقدملي وافقت، ولو انت فاكر إن دا أول واحد مادياته هايلة إتقدم لي تبقى غلطان.. بس أنا بحبك واللي بيحب يستحيل الفلوس ولا الدهب ولا المكانه يهزوا قلبه ويعموا عيونه طالما صادق في حبه.
= يابتول إفهميني أنا..
_ إفهمني انت ، لو انت حاسس إنك مش قادر تكمل وتعبت في علاقتك معايا وحاسس إن جوازتنا هتفشل بسبب المادة تبقى غلطان ولازم تراجع نفسك ومش هسيبك .
ولو انت حاسس إني خونتك.. اه متستغربش من اللفظ، كون إني أفكر في واحد تاني، أو أربط واحد وانا معايا شخص دي خيانة.. لو انت شاكك في ده لازم تسيبني فورًا، وانا كدا كدا هسيبك لاني مستحملش أكمل مع حد وجه ليا إتهام زي ده.
أما لو انت شايف ليك شوفه تانيه.. وحاسس إني منفعكش يبقي ساعتها سبني فورًا انت تشوف حياتك وأنا كمان..
غير كدا يبقى كلام فاضي ومضيعة للوقت.. لو عايز تهرب من علاقتنا وشايف إنك مش قدها أهرب.. وأنا مش هلومك ولا هزعل عليك..عارف ليـه؟
” بص ليا وعيونه بتسأل من غير ما يتكلم ”
_ علشان المفروض إني حبيت راجل واللي بيهرب ومش قد الحرب ميبقاش راجل ميستاهلنيش..
انا أستاهل يتحارب علشاني يا كريم.
قرارك هأخده منك زي دلوقت.
حاليًا الساعة ٦ بكره الساعة ٦ تبلغني بقرارك معاك ٢٤ ساعة تفكر، بعد إذنك.
= إستني أوصلك.
_ بصفتك إيه؟!
= بصفتي!!
_ لحد ما تاخد قرارك متتعاملش معايا على إني حبيبتك.. بعد إذنك.
” مشيت لوحدي في شوارع غريبة عني معرفهاش لقيت ناس بتتزاحم على عربية ركبت معاهم وكأني عارفة هدفي بس الحقيقة انا كنت سرحانة وركبت العربية بلا هدف.
نزلت مع الناس في مكان غريب .. كنت تايهة بس مش في الشوارع، تايهه بأفكاري كلام كل واحد بيتكرر كصدى صوت في ودني بابا، وماما وأختي وخطيبها، وكريم كل الاصوات بتتكلم في نفس الوقت.
كنت حاسة إني عايزة أنهار، أنفجر، أصرخ بعلو الصوت بس مش عارفة أعمل حاجة لحد ماتعبت وقعدت على الرصيف في شارع هادي وغريب ”
= هو عمومًا بيقولوا إن دا شارع الحُب.
” إتخضيت وانا بحاول أدور على مصدر الصوت ”
= مخضوضة ليه أنا جنبك ليا نص ساعة وانتِ مش حاسة بيا.
” كان راجل عجوز يمكن في السبعينات من عمره، كل ملامحه هادية ، وكلها طيبة وسماحة قاعد على نفس الرصيف جنبه أكياس كتير ”
_ انا مش مخضوضة بس الشارع كان هادي و..وإستغربت إن في صوت محستيش بيك.. بعد إذنك.
= رايحة فين.
_ ماشية..
= تفتكري الحل الهروب؟!
” وقفت من مكاني وأنا مش فاهمه هو بيتكلم على ايه بس محستش بأي حاجة غير صوته وهو بيستنجد بناس حوالينا ”
_ اه ياراسي.. انا فين..
_ في شارع الحب وبيت جدك مُحب و تيتا حور.
“بصيت بصعوبة وأنا بحاول أفتح عيوني، لست في سن العجوز جميلة جمال مُبهر وإبتسامتها هادية تحضن قلبك وتهدي له سلام.. أثاث قديم، وريحة بيت كله سلام ، صوت أم كلثوم جاي من بعيد، وفوق كتفي شال من الصوف الازرق إبتسمت وبصيت لهم وإتكلمت”
_ هي الساعة كام!.. وايـه اللي جابني هنا؟.
” إتكلمت العجوز _تيتا حور _ بإبتسامتها الجميلة”
_الساعة ٩ ونص أما اللي …..
” قاطعتها في الكلام وأنا مخضوضة وبحاول أقوم بسرعة أكيد أهلي رنوا عليا كتير بس نظراتهم كانت غريبة لحد ما تكلم الجد ”
_ في حقيقة الأمر محدش رن عليكي لحد الآن.
“إبتسمت، أتعودت إنهم مش بيسألوا عليا ولا بيحسوا بإختفائي أصلًا.. بس تخيلت إن الوقت اتأخر ممكن يرنوا يطمنوا.. بس شكل الفرح اللي بيحضروه أهم مني ، مسكت الموبايل ورنيت على ماما وقالتلي لسه قدامهم كتير يمكن يوصلوا على الساعه واحده بعد منتصف الليل.. اه عادي مش مهم أقعد وحدي كل ده مهي معاها بابا، وأختي معاها خطيبها والاتنين في فرح واحد بصيت بحزن لقيت عيون العجوز حور مُتتبعيني. ”
_ انا بس محتاجة أشرب بعد إذنك.
«الجد مُحب»
= انا عملت ليكي شاي بلبن يدفيكي شوية ساندوتشات صغيرة .. أتمنى متكسفنيش.
” كنت جعانة جدًا ، فعلًا أخدت الساندوتش وإبتديت أكل.. بعدها حسيت بلأحراج من طريقة أكلي فإعتذرت ”
_ انا اسفة انا عندي إضطراب في الأكل ووو.
” قاطعني جدو مُحب ”
_ كلي براحتك انا وحور هنطلع..
= لاء خليكم معايا معلش..
_ انا قصدي نسيبك على راحتك.
= لا ء لاء خليكم.
” كانت عيون الجدة حور اللي بلون البحر كلهم تساؤلات واقفة في صمت شديد ”
=هو المكان اللي إحنا فيه ده فين.
_ شارع الحُب.
= ايوه فينه بالنسبة للقاهرة يعني.. مايَبعُد كام يعني؟
_ مابينا وبين القاهرة ٥٠ كيلو تقريبًا.
= ايـه خمسين كيلو !!
_ ايوه يابنتى مالك.
=ماليش.. إنا عايزة أروح حالًا للقاهرة..
” دخل شاب غريب البيت، لبسه غريب ومش مرتب، دقنه طويلة ومش مهندمة و، لابس نضاره بس ملامحه زي أهل البيت برضو كلها طيبة، كان طويل القامة ”
_ خيـر ياجدو جايبني متكربـ ـج كدا ليـه؟
= قولتلك ستين مرة ياولد بلاش الألفاظ دي أنت دكتور محترم.. أكشف يلا.
_ أكشف على ايـه؟
= على البنت الجميلة دي.
” بص عليا ودقق في ملامحي..وإتكلم ”
_ هي جميلة فعلًا.
= ايـه يا ولد اللي بتقوله ده.
_ ياجدو انا قولت لك مليون مرة انا مينفعش أكشف على..
= ششششش مش عايز أسمع صوتك، شوف شغلك.. البنت أغمى عليها وبص عيونها دبلانين إزاي .
_ اووف حاضر. جهاز الضغط ياتيتا وهاتي الشنطة من على السفره بره..
” دخلت تيتا حور ومعاها شنطه سوداء، مسكها الشاب وقرب مني ”
_ بعد إذنك يا أنسة ممكن دراعك أقيس الضغط.
” إتكلمت بخوف وانا بمد دراعي ”
= إ إ.. إتفضل.
_ اه ضغطها واطي جدًا ياجدو.. كدا محتاجين نركب لها كانيولا علشان محلول الملح.
= لا لا.. انا بخاف من الإبر عمومًا أروح أركب كانيولا..دا مستحيل.
_ متخفيش إيدي خفيفة خالص.
” فتح حقيبته كان كلها أدوات غريبه ”
_ تيتا مفيش هنا كانيولا ، هاتي الكيس بتاع أدوية جدو فيه كانيولا ومحلول ملح.. على الرغم ان كنت حاطط كانيولا أول إمبارح في الشنطة دي لجدو والله.
= هو..هو حضرتك دكتور ايـه!!. الأدوات اللي اللي في الشنطه شكلها غريب شوية.
” مسك ايدي بلطف وحاول يتسخرج عرق وإتكلم بفخر ”
_ انا دكتور أمير صلاح إبراهيم دكتور شرعي.
” بصيت بصدمه وصرخت ”
_ دكتور ميتين!! أنا عايزه أمشي حالًا.. ياجدو مُحب..جدو مُحب.