روايات

رواية سيدة الأوجاع السبعة الفصل الأول 1 بقلم رضوى جاويش

موقع كتابك في سطور

رواية سيدة الأوجاع السبعة الفصل الأول 1 بقلم رضوى جاويش

رواية سيدة الأوجاع السبعة البارت الأول

رواية سيدة الأوجاع السبعة الجزء الأول

سيدة الأوجاع السبعة
سيدة الأوجاع السبعة

رواية سيدة الأوجاع السبعة الحلقة الأولى

بدأ الملل يتسرب إلى نفوس الجميع انتظارا لمن لا يأتي .. تطلع عامر ولدها إليها في اشفاق هاتفا: مش خلاص بقى يا ماما نطفي الشمع! الوقت اتأخر قوي، والبنات تعبوا وعندهم مدرسة بكرة.
تنهدت في قلة حيلة، هاتفة في تأكيد: عندك حق.. ياللاه يا ولاد ..
أشارت لولدها وزوجته وطفلتيه في إتجاه طاولة اُُعد عليها كعكة عيد ميلاد، وبعض المشروبات والحلوى..
وقفت في أحد أطراف المائدة، وتحلق الجميع حولها بعد أن أشعلت الشموع، واُطفئت الأضواء، وبدأوا في الغناء في سعادة، إلا أنها تطلعت عبر ضوء الشموع لذكريات عدة مضت، جعلت الدموع تبرق بعينيها لتتراقص الشمعات أمام ناظريها وقد تنبهت أخيرا لنداء ولدها لتطفئها ..
ابتلعت الغصات المتراكمة بحلقها وزفرت أنفاسها لتخرج معها بعض الضيق الذي كان يكتنف صدرها ..
ابتسمت في شحوب مع تصفيق الجمع، وشعرت أنها تصفق لجمهور أدت أمامه دورها بكل براعة، وها قد حان الأوان ليسدل الستار عن ذاك الدورالرائع.. دورها كأم وزوجة .. زوجة غاب عنها زوجها يوم احتفالها بعيد مولدها، كما كان غائبا عن المشهد لسنوات.. كان دوما ضيف الشرف الحاضر الغائب .. أب لأولادها، وزوج لا شريك حياة ..
أضيئت الأنوار من جديد، وبدأ عامر في تقطيع الكعكة، وانشغل وزوجته في إرضاء الأطفال الذين طال صبرهن لالتهام الكعكة، تسللت في هدوء من بينهم، وما أن همت بالخروج، حتى هتف عامر يستوقفها: على فين يا ماما! .. ده أنتِ حتى مدقتيش عمايل أيدك.. التورتة الجامدة دي شكلها حلو أوي كالعادة..
هتفت وابتسامة شجية على شفتيها: بالهنا والشفا يا حبيبي، مليش نفس دلوقت.. أنا نازلة أنام.. تصبحوا على خير ..
لم يعلق عامر بكلمة، بينما تطلع بنظرة ذات مغزى لزوجه، التي طلت الشفقة جلية من نظراتها تجاه أم زوجها، تلك المرأة الطيبة التي ما رأت منها شرا قط .. نظرة وعتها إحسان تماما، وهي تفتح الباب مندفعة تهبط الدرج لتدلف داخل شقتها، تحتمي بجدرانها من أثر تلك النظرات المشفقات التي تتعقبها بإصرار، لتنغرز كنصال حادة في صميم كبريائها ..
اتجهت حيث كرسيها المفضل بقلب الردهة، والذي أخذ يهتز في هوادة ذهابا وإيابا، أشبه بخواطرها التي كانت معلقة كالمشنوق، متأرجحة كبندول لا يهدأ بساحة فكرها ..
لا تعرف كم مر عليها وهي على حالها الساكن ذاك.. ولكنها لم تحرك ساكنا إلا عندما استشعرت صوت عبث مفتاحه بالباب، ليظهر أخيرا بمجال رؤيتها.. ألقى التحية في برود اعتيادي، لتردها في هدوء وقد نهضت لتلحق به وهو يدلف لغرفة نومهما، شرع في خلع ملابسه وإلقاءها في عشوائية كيفما اتفق، لتلتقطها من ورائه تدفع بها على المشجب القريب من موضع وقوفها ..
هم بأن يتمدد مستعدا للنوم لتهتف به متسائلة في أمل كان يحدو قلبها: توفيق!
همهم في نزق، لتستطرد في تردد: أنت منستش حاجة النهاردة!..
فتح عينيه متطلعا في ريبة: لا منستش حاجة .. هو كان فيه حاجة مهمة كان لازم أجيبها معايا!؟
همست بنبرة مهزوزة: لا ..كان فيه حاجة نسيت تحضرها.. عيد ميلادي..
قهقه توفيق ساخرا: عيد ميلادك! .. يا شيخة عيب عليكِ.. بقى واحدة فسنك عايزة تحتفل بعيد ميلادها زي العيال ..أنتِ خلاص داخلة ع الخمسين ..يااللاه حسن الختام ..
واستدار موليا لها ظهره، هاتفا بنبرة ساخرة: قال عيد ميلاد قال!
ظلت متسمرة موضعها، وقد هزت كلماته دعائم روحها كزلزال قاهر ..
انسحبت مبتعدة لخارج الغرفة لتعود لمقعدها الهزاز من جديد .. يتأرجح بها، وقلبها يترنح وجعا بين جنباتها، وروحها تئن قهرا في صمت ..
**************
دخل حجرة مكتبه مسرعا، فقد تأخر اليوم على غير العادة على موعد حضوره، والذي يضبط عماله عليه ساعتهم .. خمسة وعشرون عاما مضت منذ استلم إدارة هذا المصنع بعد نزوحه من بلدته الصغيرة بقلب الصعيد، والذي كان مجرد ورشة صغيرة مهملة، وبجهده وعرقه أصبح الآن بعد سنوات عدة، من أكبر مصانع ملابس المحجبات.. هتف مناديا سكرتيره: يا محروس، محروس ..
لم يجبه ذاك الذي يجده أمامه قبل أن يطلب، فنهض من موضعه يزفر في ضيق، فقد تأخر بالفعل على اجتماعاته الهامة المقررة بعد ساعتين من الآن، والتي يحب أن يعمل على التجهيز لها قبل انعقادها بفترة كافية.. اندفع باحثا عنه خارج مكتبه، ليصل لمسامعه بعض الضجيج القادم من عنابر المصنع بالأسفل ..
طل من النافذة التي تشرف على المصنع برمته، ليجد تجمهر ما في الناحية القريبة من الدرج الذي يفضي لقلب العنابر ..
هرول متجها بسرعة لذاك الجمع المريب، وما هي إلا لحظات، حتى كان بقلب دائرة العمال أو بالأدق العاملات، هتف في حزم: ايه اللي بيحصل هنا!..
هتف سكرتيره محروس: واحدة من العاملات وقعت مغمي عليها يا حمّاد بيه ..
هتف في صرامة: واحدة أغمي عليها المصنع يوجف!
واستطرد مشيرا لأعلى: هاتوها على فوج، وأبعت لدكتور المصنع بسرعة ياللاه..
هتف محروس: أوامرك يا حمّاد بيه ..
حملوا المرأة الفاقدة الوعي إلى إحدى الغرف الملحقة بمكتبه، ووصل الطبيب مهرولا ليدخل للغرفة حيث المريضة، تصاحبه واحدة من العاملات، بينما حمّاد ومحروس بالخارج في انتظار خروجه ..
دقائق وكان الطبيب بالخارج، فهتف حمّاد: ها فاجت!..
أكد الطبيب: آه فاقت، وبقت كويسة الحمد لله ..
هتف حمّاد: طب الحمد لله ..
همس الطبيب: دي كتر خيرها إنها كانت واقفة على حيلها وبتشتغل ..
همس حمّاد متسائلا: ليه! هي فيها إيه بالظبط!؟..
همس الطبيب متعاطفا: دي مداقتش الزاد من يومين وأكتر يا حمّاد بيه ..
همس حمّاد متعاطفا: لا حول ولا قوة إلا بالله ..
واستطرد متعجبا: بس ليه !؟.. ده إحنا مجبضين العمال كلهم فالميعاد بالمظبوط ..
وألتفت لمحروس متسائلا: ولا إيه يا محروس! .. أنت مش مجبض العمال فمواعيد جبضهم !؟..
أكد محروس في سرعة: ايوه طبعا يا حمّاد بيه .. من إمتى بنتأخر فدفع مرتباتهم بالاسبوع !؟.. ده حضرتك محرج عليا إني أتابع الموضوع ده بنفسي .. وكنت دايما تقولي العمال غلابة وفتحين بيوت، وتأخير القبض يوم بيفرق معاهم ..
هتف الطبيب هامسا: كل بني آدم وليه ظروفه يا حمّاد بيه .. محدش عارف وراها ايه ..
همس حمّاد مؤكدا: صدجت ..
شكر حمّاد الطبيب، وأمر محروس بشئ ما، ثم توجه للغرفة الموجود بها العاملة المريضة، طرق الباب لينفرج عن محيا زميلتها، التي أشارت له بالدخول، وتركت الباب مواربا وخرجت لتعود لعملها ..
تقدم حمّاد متنحنا، فانتفضت المرأة معتدلة لدخوله، وهتفت في وهن: أنا آسفة يا حمّاد بيه ع الدوشة اللي حصلت بسببي !؟.. أنا قايمة أرجع ع الشغل حالا ..
همت بالنهوض ليستوقفها حمّاد غاضا البصر عنها هاتفا: لاااه .. مفيش رچعة .. أنتِ..
هتفت في ذعر تقاطعه: أنا إيه يا حمّاد بيه !؟.. رفدتني..!؟..
وبدأت في النحيب مستطردة: والله كان غصب عني، مش هتتكرر تاني ولو بموت..
شعر بالإشفاق على حالها، فرفع ناظريه متطلعا إليها، يحاول تهدئة روعها .. هم بالحديث لكن الباب انفرج على عامل البوفيه وخلفه محروس، وهو يدخل بصينية ما وضعها على الطاولة المنصوبة بالقرب منها، وتحرك راحلا وكذا محروس باشارة من حمّاد، الذي هتف أمرا لها: أجعدي كُلي ..
هتفت بتوسل والدموع تنساب من عينيها: أنا مش عايزة أكل .. أنا عايزة أرجع الشغل ..
أكد في صرامة: مفيش رچوع إلا أما تاكلي ..
جلست في طاعة، ليجذب الطاولة لتصبح صينية الطعام أمامها مباشرة.. لم تمد كفها حياءً فهتف أمرا من جديد: ياللاه كلي ..
مدت كفا مرتعشة لرغيف خبز وقطعت منه لقيمة صغيرة، رفعتها لفمها دون غموس، فما كان منه إلا أن مد كفه وتناول الرغيف ليفتحه كشطيرة، ووضع به بعض من جبن وبيض وناوله إياها .. تناولته في حياء ورأسها منكس وبدأت في تناوله ببطء .. ناولها كوب العصير فمدت كفها ورفعته ترتشف منه القليل ليساعدها على ابتلاع الطعام الذي شعرت أنه محشور بحلقها .. كادت أن تبتسم في سخرية فها هو حلقها كاد يضيق من ندرة ما دخل إليه من طعام منذ أيّام..
هتف متسائلا: أنتِ إيه اللي وصلك للحالة دي !!..
جفلت من تساؤله حتى كادت أن تسكب العصير فوضعته جانبا، وكذا الشطيرة التي لم تتناول منها إلا لقيمات صغيرة، ونهضت في وهن هامسة: أنا بقيت كويسة يا بيه .. ممكن أرجع شغلي ..
هز رأسه رافضا، فهتفت في ذعر: أنت مش قلتلي كلي وأنا أرجعك !؟.. أديني كلت .. أرجع بقى ..
هتف أمرا: أنتِ مش هاترچعي النهاردة .. أنتِ تروحي تستريحي .. وع العموم فاضل نص ساعة ونبطشيتك تخلص ..
ووضع كفه بجيب قميصه مخرجا حفنة من الجنيهات، مدها إليها أمرا إياها: خدي دول وروحي ياللاه ..
كانت ما تزل رأسها منكس، لكن عيناها مثبتة على كفه الممدودة لها بالمال .. رفعت نظراتها إليه وكفه بينهما معلقة بالهواء لتصطدم عيناه بنظرات تمتلئ عزا وكبرياء ألجمته، وهى تهتف في ثبات: مستورة يا بيه .. أنا خدت مرتبي والحمد لله .. عن إذنك ..
تحركت خطوات باتجاه الباب، ليهتف بها يستوقفها: استني …
توقفت واستدارت اليه تأدبا، ليتجه إليها مادا كفه من جديد بالمال، وما أن همت بالاعتراض مجددا، حتى هتف في صرامة: خديهم دول مش صدجة .. ده حجك .. هخصمهم م الجبض الچاي .. خدي ..
ترددت للحظة وأخيرا مدت كفها وتناولت المال ودفعت به سريعا لجيب عباءتها السوداء، التي كانت ترتديها تحت ذاك المعطف المخصص للعمال بالمصنع كزي رسمي ..
همست في تأدب: متشكرة يا حمّاد بيه .. عن إذنك..
هز رأسه في تفهم دون أن يهمس بحرف، وما أن خرجت مغلقة الباب خلفها، حتى تنبه أن وقت اجتماعه قد حان، وأن عليه الإسراع إذا كان يريد اللحاق به، وإتمام تلك الصفقة التي كان يسع إليها منذ فترة طويلة ..
**************
وقفت تتطلع نحو مرآتها لعلها تقنع نفسها أنها جميلة بما يكفي بهذا الرداء المكشوف قليلا، والذي اقنعتها إحدى صديقاتها لترتديه أخيرا، ناظرة لصورتها المنعكسة أمامها في عدم رضا .. لقد أهملت جسدها كثيرا بعد حملها الأول في ولدها، حتى أنها ما عادت تعرف من تكون هذه المرأة التي ترى ..
تنهدت في ضيق، وما أن همت بخلع الرداء حتى سمعت صوت مفاتيح زوجها تُلقى بعشوائية على الطاولة بالخارج .. تجرأت لتتحرك نحوه، لكنه كان الأسرع في الوصول لحجرتما ليتوقف مشدوها أمام مظهرها الغير معتاد لبرهة، وأخيرا انفجر ضاحكا بشكل هستيري، جعلها تتلفت حولها في تعجب .. هدأت نوبة ضحكه وهمت بسؤاله عن سبب هذا الإنشراح الغير معتاد من قبله، لكنه باغتها وقد انقلبت سحنته وهو يقترب منها في هدوء وترها .. توقف قبالتها تماما ومد كفه لينزع ذاك الغطاء الذي يغطي شعرها ناظرا إليه في قرف مقربا إياه نحو أنفه، وما أن تسللت رائحته لأنفاسه حتى نفضه بطول ذراعه مشمئزا وهمس ساخرا: اللي أنتِ لابساه ده ميظبطش مع اللي كنتِ حطاه على راسك .. أبقي سيبي الحاجات دي للي بيعرف يعملها .. روحي شوفي الواد ..شكله بيعيط.. وابقي نامي معاه زي كل يوم.. تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة ..
تحرك كمال من موضعه في اتجاه خزينة ملابسه ليخرج رداء نومه متجاهلا وجودها المتصلب .. لا يتحرك فيها إلا نظرات منكسرة تتبع تحركه المحموم حتى اندس بالفراش لتسير هي في اتجاه الباب مادة كفا مرتعشة لتضغط زر الإضاءة لتطفئه مغلقة خلفها باب الحجرة راحلة باقدام ثقيلة من رصاص في اتجاه غرفة ولدهما..
وقفت نجوى على أعتابها تتطلع إليه نائما بفراشه لتنزع عنها رداء العار ذاك، ملقية إياه بطول ذراعها، تندس جوار وليدها تضمه لأحضانها لعله يكون بلسما لذاك الجرح الحارق بين أضلعها..
***************
صدحت أم كلثوم مترنمة من ذاك المذياع الصغير الذي تضعه على أحد رفوف المطبخ كوسيلة لتسليتها وإخراجها من وحدتها:
أعطني حريتي أطلق يديّ ..
إنني أعطيت ما استبقيت شيئا ..
تنهدت وهى تردد كلمات الأغنية في شجن، تتوحد مع حالة صاحبتها لتعيش نفس مشاعرها وكأنما القصيدة كتبت لأجلها، لكنها انتفضت فجأة لتخرج من حالة التوحد تلك ما أن تناهى لمسامعها صوته الجهوري يناديها من خلف باب حجرة نومهما المغلقة عليه، لينل بعض الراحة في فترة القيلولة صارخا في غضب: أمل .. يا أمل ..
اندفعت ملبية، تدلف لحجرة نومهما هاتفة: خير يا أمجد، فيه إيه !؟..
أكد في نظرة متخابثة: تعالي واقفلى الباب وراكِ..
تغيرت سحنتها وهزت رأسها في إيجاب، دخلت بالفعل تتأكد من إغلاق الباب خلفها بأحكام فولدها ما زال مستيقظا بالخارج ..
تقدمت منه لينتفض جاذبا إياها لتجاوره على الفراش، و دون حتى أن يفكر في إسماعها كلمة تعبر عن شوقه وحاجته لها، بدأ في إشباع رغبته منها دون حتى أن يدرك أنها في عالم آخر .. عالم صنعته لنفسها ما أن يجبرها على الولوج لعالمه، تنظر إلى سقف الغرفة، وتسترسل في خيالات عالمها التي ترتسم أمام ناظريها تذهب إليها بروحها تاركة له جثة لا جسد يستمتع به في شراهة وما أن ينتهي حتى يندفع مبتعدا عنها تاركا على تلك الأرض المحتلة آثار استعماره ..
نهضت في عجالة مبتعدة للخارج، مندفعة أسفل رشاش المياه بحمامها، لتزل عن ذاك الجسد المنهك آثار الإحتلال لتستعيد روحها الهائمة رويدا رويدا وهى تندفع للمطبخ من جديد تصنع قالب الحلوى الذي طلبه ولدها الوحيد، مدت كفها تعيد فتح المذياع مجددا، لتتنهد في سعادة ما أن أدركت أن أم كلثوم لم تنه بعد رائعتها الأطلال، والتي كانت تشدو بتلك اللحظة:
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق.. وأفقنـا ليـت أنّـا لا نفيـق..
يقظة طاحت بأحلام الكـرى.. وتولى الليل والليل صديـق..
***************
تثاءبت في إرهاق وهي ترفع رأسها عن حاسوبها .. دعكت عينيها لتعاود الكتابة من جديد ..
“الإهمال.. إنه المسمار الأول في نعش الحب .. هو مدمر العلاقات الأول بلا منازع .. فلا علاقة سوية تُبنى على الإهمال، ولا حب حقيقي يفتقد إلى الإهتمام ..
الإهمال هو ذاك النصل الثالم الذي يُنحر به الحب أمام مسمع ومرآى من طرفيه .. أحدهما يستجدي والآخر يمعن في غيه وتغافله، ليموت العشق مصلوبا بينهما، متعطش لقطرة اهتمام تروى ظمأً”…
ضغطت زر الحفظ لما كتبت، وتحركت في إتجاه الردهة لتبصر أبيها كعادته وقد باغته الكرى أمام شاشة التلفاز المفتوح، يصدح بصوت عالِ لم يؤرقه أبدا ..
ابتسمت ومدت كفها جاذبة ذاك الغطاء على المقعد المجاور، ناشرة إياه على جسده الذي تململ قليلا دون أن يستيقظ ..
توجهت نحو التلفاز تغلقه ليسود الصمت فجأة ..كانت قد قررت أن تعاود الكتابة بعد أن تصنع لها كوبا من مشروب دافئ، إلا أنها عدلت عن رأيها متجهة لغرفتها تهمهم ببعض كلمات علقت بذهنها من تلك القصيدة الغنائية التي كان يبثها التلفاز منذ لحظات ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سيدة الأوجاع السبعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى