رواية سوداء (لا للتنمر) الفصل السادس عشر 16 بقلم أسو أحمد
رواية سوداء (لا للتنمر) الجزء السادس عشر
رواية سوداء (لا للتنمر) البارت السادس عشر
رواية سوداء (لا للتنمر) الحلقة السادسة عشر
ظلت منى تنظر إلى سقف غرفتها فى فراغ كبير فبرغم كل حب جمال الظاهر لها لكن عندما رأت ذالك الطارق قد عادت غيمتها السوداء عليها مره اخره ، نزلت دموعها فى صمت وهى تتذكر ما حدث معها فى الماضي وكيف عانت كثيرا لكى تنسي تلك الحادثه البشعه التي حدثت معها ، فهى من بعدها كانت قد دخلت المستشفى فى حالت انهيار عصبي شديد بسبب ما سببه بها ، اغمضت عيونها فى الم شديد لعل ذالك الشريط الذي يمر أمام عينيها يختفي او تنساه مره اخره لكن كيف لها ان تنسي شئ مثل هذا
اخرجها من حبل ذكريتها المرير صوت هاتفها لتجد رقم غريب لم ترد ان تجب عليه فى وقت مثل هذا ولكنه عاود مره آخر يرن عليها لتتافف فى ضيق وتجيب عليه فقد خافت من ان يكون قد حدث مع أحدهم شئ سيئ
اجابت فى ضيق:
الوو ، مين معايا ؟ نهضت فى فزع وهى تستمع إلى صوته فهى بمجرد ان ذكر اسمها على لسانه حتى عرفت صوته لتقول فى صدمه ، ط.. طارق !!
ضحك طارق بشده وهو يقول بسخريه :
هههههههههه ما انتى لسه فكراني اهو امال لما شوفتينى قدام جمال عملتي ساعتها عبيطه ليه ؟
هبطت دموعها بقوه وهى تستمع إلى سخريته بها لتمسحها بكف يدها بقوه وهى تصيح به فى غضب هادر وصوت عالى جدا :
اسمع لما اقولك لو فكرت بس انك تقرب منى تانى وعزت وجلال الله ما هرحمك يا طارق فاهم ، اكملت بنبره ساخره وايه اللى رجعك تانى وفكرك بيا ؟ مش كنت مسواش حاجه فى نظرك راجع ليه من تانى ياطارق ؟ هااا
طارق بسخريه:
وانا يوم ما هعوز هعوز منك انتى يا منى !! شكلك نسيتي ايام زمان مين إللى كان هيبوس ايد التانى
اغمضت عيونها وهى تضع يدها على قلبها فى الم شديد من أثر كلماته الساخره ، وشريط ذكريتها يمر أمام عينها لتردف بضعف عجزت عن اخفائه :
عايز ايه دلوقتى؟ وجبت رقمي ده منين ؟
طارق ببرود :
شكلك نسيتي بسرعه انا ابقي مين يا منى واقدر اعمل ايه ؟ رقمك مش معجزه انى اجيبه وانتى عارفه كده كويس ، اما عايز ايه فا هتعرفي بعدين ، انا بس حبيت اعرفك انك لسه فكراني مش اكتر ، سلام يااا ….. يا منونتي
أغلق هو فى وجهها لتضغك منى على الهاتف بعنف وهى تنظر إلى رقمه على الشاشه لتلقي به فى عرض الحائط الذي أمامها لينزل متكسر على الأرض من شدت الضربه ، اخذت تصرخ بقوه عارمه وهى تسب اليوم الذي عرفته به
منى بصراخ وغضب هادر :
ااااااااه بكرهك بكرهك بكرهك يا طارق ، وعمري ما هنسي اذيتك ليا ربنا ينتقملى منك على الجرح إللى سببتهولى فى قلبي ، وضعت يدها على رأسها وهى تبكى مكمله، بكرهك وبكره اليوم اللى عرفتك فيه حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا اخى حسبي الله ونعم الوكيل فيك
دخلت امها وهى تفتح الباب بقوه لترا منى بهذه الحاله وهاتفها على الأرض لتقول فى غضب:
ايه إللى بيحصل هنا ؟ وايه اللى عملتيه فى التلفون ده يا بت الكل*ب انتى عارف ده تمنو كام ؟
رفعت منى رأسها فى تعب لتقول بسخريه :
بجد انتى كل إللى هامك دلوقتى التلفون وتمنه كام !! هو انا شفافه اوى كده لدرجه دى ؟ ده بدل ما تقوليلى ايه إللى حصل يا بنتى و وصلك للحاله دى ؟
ام منى بتريقه وهى تربع يدها أمام صدرها :
ايه إللى وصلك للحاله دى يا حيلت امك ، وخلاكى تعملى كده فى التلفون الغالى ده ؟ حلو كده
اغمضت منى عيونها فى غصه مريره بقلبها لتردف بوجع بعد ان اخذت نفس طويل :
شوفت طارق النهارده عند جمال فى المكتب ومن شويه رن عليا ، اكملت بتريقه هو ده إللى خلانى اعمل كده فى التلفون الغالى ده
ام منى بتسائل:
طارق !! طارق مين ؟
منى بسخريه :
طارق مين ! ايه لحقتي تنسيه بالسرعه دى ؟ امال لو مكنتش انتى السبب فى كل إللى حصلي زمان بسببه كنتى عملتي ايه ؟ بس اقول ايه انتى عديتى كل مراحل الانسنيه خلاص وبقي قلبك حجر
ام منى ببرود :
وده عايز منك ايه تانى ده ؟ وايه اللى خلاه يظهر من تانى هو مش كان اختفي من آخر مره شوفناه فيها وحصل إللى حصل
منى وهى تضع يدها على رأسها الذي كاد ينفجر من كم الأشياء التى به الان ، لتردف بتوهان:
هو ده إللى همو*ت واعرفه
ذهبت ام منى إلى الهاتف لتمسكه وهى تضغط على الشاشه :
ده باظ خالص مش بيفتح ، عجبك اهو مش هتلقي مخروب فى ايدك هتعملى ايه دلوقتى يا ست هانم ؟ نفعك سي طارق دلوقتى فى ايه لما كسرتيه بالشكل ده ؟
رفعت منى بدها فى دهشه :
انا بجد مستسلمه منك ، يعنى هو ده كل إللى هامك دلوقتى الزفت التلفون وانا No مش ظاهره خالص ؟
ام منى بغيظ ونبره ساخره :
انا عارفه رايح يكلمك تانى على ايه وانتى بشكلك ده إللى يسد النفس ؟ شكل الرجاله دى اتعمت خالص الايام دى ، واحد يقول إللى تامري بيه وواحد كان هيبو*س ايدى علشان أوافق وواحد راجعلي تانى بعد كل إللى عمله فيكى على ايه يا حصره امال لو مكنتش سوده وزى قعر الحله كانو عملو ايه ؟ ألقت الهاتف أمام وجهها ليقع على السرير أمامها، خليكى كده اهري وانكتى فى نفسك لحد ما الواد جمال يزهق من نكدك ده ويسيبك ويطفش هز كمان
خرجت صافقه الباب خلفها بقوه لتنظر منى إليها وإلى الهاتف الذي أمامها تاره اخره فى الم وغصه مريره بقلبها لتعاود مره اخره تسند رأسها على يدها ناظره الى الهاتف الذي أمام عينيها فى الم شديد وهى تتذكر ما حدث فى الماضي ..
فلاش بك..
كانت جالسه ضاممه قدمها إلى صدرها بجوار السرير وهى تبكي بحرقه كبيره والظلام يشع من حولها ، تحاول ان تجد ملجأ للهروب من هذا الواقع الأليم الذي فرض عليها دون اى شفقه ، فهي لا تملك حق ابداء الرئي فى اي شئ حتى فى موقف مثل هذا
انفتح الباب بقوه لتنتفض من مكانها عندما اشتعل النور لينير المكان من حولها لترا امها أمامها واقفه فى غضب شديد ولا يبدو على وجهها اي ملامح للخير
تقدمت منها بسرعه كبيره ممسكه شعرها بقوه قائله :
تعرفي يا بت بطني لو ماتعدلتيش معايا وسمعتى الكلام لايكون آخر يوم ليكى هنا فاهمه
وضعت منى يدخا على يد امها فى الم شديد وهى تبكى بقوه :
اااه شعري يا ماما حرام عليكى إللى بتعمليه فيا ده ؟ هو انا مش بنتك ليه عايزه تعملى فيا كده حرام عليكى، طب حتى اسمعينى و لو مره واحد يمكن تقتنعي بكلامك
ام منى بصرامه:
وهو إللى زيك يا سوده يا معفنه ليها رأي ؟! ده انا لما جبتك كان هاين عليا ادف*نك بالحيه لوله ابوكي إللهي يجحمه فى نا*ر جه*نم هو إللى وقف قصادى ، اكملت بتحذير شوفى اما اقولك هما كلمتين يا تسمعى الكلام وتقولى حاضر ونعم يا اما شوفي تر*به تلمك لان إللى زيك مايستحقوش انهم يكونوا هنا وحلال فيهم الق*تل
فاقت من شرودها على صوت خبط فى البلكونه لتنظر إليها فى حزن مرير فهى تعلم انهو من الماكد انهو جمال ولكن هى تستطيع أن تجعله يراها وهي بهذه الحاله ، نامت على السرير ووجهها نحيت البلكونه تنظر إلى تلك الحجاره التى يلقيها بها وإلى ذالك السبت الذي رماه بيها ، ظلت تنظر إليه فى وجع في لا تستحق كل هذا الحب منه و هو يستحق افضل منها بكثير ولا زنب لهو ان ياخذ واحده بشعه المنظر مثلي هو يحتاج إلى واحده جميله جدا مثله تقدره وتقدر حبه لها ، ظلت دموعها تنهمر بشده وهى تنظر إليه وهى غير واعيه للواقع من حولها فقد عادت ذكريتها البشعه مره اخره تطاردها من جديد لتدخل إلى أحد افلام هوليود المرعبه ولا تعلم كيف لها ان تخرج منها
……………………………………………………………
فى صباح يوم جديد
ظل جمال ينتظرها مثل عادته أمام السياره وهو ينظر إلى الساعه فهى كانت تأتى إليه دائما بشكل باكر لكى يقضو مع بعضهم القليل من الوقت وحتى فى وقت خصامهم كانت تنزل وتنتظره وتذهب معه ولكن ماذا حدث لها الآن حتى بالأمس لم تخرج إلى شرفتها أيضا ، اخرج هاتفه ورن عليها مره اخره ولكن كان لازل مغلق زفر فى ضيق شديد وهو يضرق بيده فى غضب على السياره
اما عنها فهى كانت لم تنم منذ ليلة امس وإلى حد الان تنظر إلى سقف غرفتها فى فراغ كبير ولازالت ذكريتها مستوليه على عقلها وقلبها بشكل كامل ، تلملمت فى الفراش فى تعب وهى تنهض فا اليوم يجب عليها أن تذهب إلى الجامعه إجباري لكى تنهي الاختبار ما قبل الأخير ، تحركت فى تعب شديد وذهبت وأخذت حمام دافئ لكى يريح اعصابها التى انهكت ثم ارتدت ملابسها ووضعت نظرتها الشمسيه على عيونها لكى تخبئ بها أثر عيونها المنتفخه من كثرة بكائها ليلة امس
تنهدت فى ضيق وهى ترا جمال الذي مازل واقف فى انتظارها أمام السياره لتتحرك فى هدوء وتركب بجواره ناظره الى الجه الاخره تتحاشي النظر إليه
ظل جمال ينظر إليها فى شك من حالتها وهيئتها الباهته تلك فى شك من أمره ليقول قاطع الصمت الذي عم فى المكان على غير عادتها :
مني عامله ايه النهارده ؟ طمنيني عليكي يا نوبيتي
منى بهدوء وهى مازالت تنظر فى الجه الاخره :
الحمد لله بخير
جمال ومازال الشك ينهش فى عقله ليردف بخفوت :
يارب دايما تكونى بخير يا نوبيتي ، بس ايه الهدوء ده النهارده على غير العاده يعنى ، انتى متاكده انك كويسه لو لسه تعاله ممكن نروح المستش..
منى مقاطعه بحزم :
مافيش داعى انا كويس ممكن بس تتحرك اسرع من كده لان كده الامتحان هيضيع عليا
جمال وهو ينظر إليها بنصف عين :
حاضر ، اسرع قليل بسيارته وهو مازال نظره مصوب نحوها وذالك السكون الذي بها آثار ذهشته وقد تأكد من انهو يوجد شئ كبير بها ولكن ماذا من الممكن أن يكون ؟ أيعقل ان يكون بسبب ذالك الطارق !؟ لا لا يعقل ان يكون ما افكر به صحيح ولكن حالتها تلك منذ أن رأته تأكد لهو صدق شكوكه بها وصل أخيرا واوقف السياره جانبا لتهبط هى منها دون اى كلمه وتدخل إلى بوابة الجامعه ليضرب جمال مقوضت السياره فى غضب شديد فهو يود لو يعلم ما بهى ولكن هى لا تجيب عليه فقد تصمت وذالك الصمت ياخذه الي بوابه اخره بشعه جدا ولا يستطيع أن يجد اي تفسير آخر لهذا الموقف ، انطلق إلى عمله أخيرا ودخل إلى مكتبه وطلب بالهاتف السكرتيرة لتاتى إليه
جمال بجمود :
مروه كلميلى بشمهندس طارق يحيي إللى كان هنا المبارح وقوليله عايز اشوفه فا يا اما يجى هنا يا اما يشوف يفضيلي جزء من وقته وارحله انا ، وياريت تبغيه ان الموضوع ضروري جدا ومش هينفع يتاجل
مروه برسميه :
تمام يا مستر جمال ، وحالا هبعتلك برنامج النهارده علشان تحضر نفسك على أساسه
جمال باعتراض :
لا لا انا النهارده مش فايق لأي حاجه اجلى اي حاجه لوقت تانى او حوليها لبشمهندس ياسين وهو يتصرف بدالى
مروه باعتراض :
بآآآس..
ياسين مقاطع ايها وهو يدخل قائلا بمرحه المعتاد :
مين ده إللى امه دعياله وجايب فى سيرتي ؟ هااا
مروه برسميه :
طب بعد ازنك يا مستر جمال هروح اشوف شغلي وابقي اجي لحضرتك تانى
إذن لها جمال لتذهب لينظر ياسين إليه مكمل بمرح :
هي المزه مالها النهارده مطنشانى كده ليه ؟ امته الزمن يسمح يا جميل واجبلك شقه على النيل و..
جمال مقاطع بتعب :
ياسين وحيات امك يا شيخ غور من فوق راسي السعادى مش فايقاك خالص انت والست هانم بتاعتك دى
اعتدل ياسين إليه وهو يرفع احدي حاجبيه فى شك قائلا:
مالك يا صاحبي فيك ايه ؟ من لما دخلت وانا حاسك مش كويس خالص
جمال بحزن :
صدقني انا ذات نفسي مش عارف مالى ؟
جلس ياسين على احد كراسي المكتب مردف :
ده انت حالتك صعبه على الاخر ؟ احكي يا صاحبي فيك ايه اوعى تكون فاكرني عبيط ومش شايفك بقالك اكتر من اسبوع وانت على الحال ده ، قولت يمكن شادد مع امك زي عوايدك بس لسه مكلمها وفهمت من كلامها ان مافيش حاجه ده حتى هى كمان كانت بتسألني مالك رغم أنها بعيد عنك بس ملاحظه عليك هى كمان من نبرت صوتك انك مش كويس ، احكى يا صاحبي ونشوف حل للمشكله مع بعض بلاش تشيل لوحدك علشان هتتعب صدقني
تنهد جمال فى حزن وبدأ فى آن يقص عليه كل ما حدث معه وكيف ل منى أن تغير شكلها وطبعها منذ أن رأت ذالك الطارق وكيف لها إلى حد الان صامته دون أي تفسير منها لما حدث ، وما يدور فى عقله من شكوك ، اطلق جمال تنهيده طويله جدا بعد ان قص عليه كل ما بداخله من وجع وصراع يجور بداخله
اردف جمال وهو ينظر فى الفراغ أمامه بحزن شديد :
بس أدى كل إللى حصل ، انا إللى مجنني سكوتها لحد الان واللى زاد فوق كل ده حالتها إللى بقت فى النازل تحسها مش هي منى البت العنيده القويه إللى مابتسبش فرصه الا واحنا ماسكين فى بعض زي توم وجري كده ، نظره إلى صديقه قائل بانفعال ، تخيل يا ياسين انها مابقتش تكلمني خالص ولو كلمتها ترد على اد السؤال
نظر إليه ياسين بحزن على حال صديقه وما يعيشه من وجع ليقول محاول ان يخفف عنه :
بص انا معرفش مني شخصيا بس من كلامك عنها أنها بنت محترمه جدا ومالهاش فى السكه دى ومش زي باقي البنات وده يأكد لينا ان استحاله تكون كان فى علاقه بينهم وممكن يكون مثلا حد قريبهم وعمل معاهم حاجه زمان وده خلاها تتعب لما شافته ، مش عايزين نسيئ الظن فيها من غير ما نسمع منها السبب
جمال بتوهان :
ما ده إللى مجنني يا ياسين ، انا متأكد من أخلاقها ميه فى الميه وعارف انها مش من النوع ده بس سكوتها وحالتها لما شافته دى إللى مش لقيلها اي تفسير تانى
ياسين :
بص هي مش قالتلك انها عايزه شويت وقت علشان تعرف تجمع نفسها سيبها حبه كمان ولو ماجتش من نفسها خدها واقعدو فى اي مكان واعرف منها أسبابها ايه ؟ وبعدين ابقي احكم عليها برحتك المهم تسمعها وتعرف منها بهدوء
جمال بتفكير :
لما اشوف
دق باب الغرفه لياذن للطارق بالدخول لتدخل لتدخل السكرتيرة:
مستر جمال مستر طارق قال انه فى انتظارك هو فاضي كمان ساعه تقدر تروحله لانهو مش هيقدر يجى لحضرتك بسبب انهو مش فاضي باقي اليوم
جمال بجمود :
خلاص تقدري تروحى انتى وبلغيه انى هكون عنده خلال نص ساعه
ذهبت هى لينظر إليه ياسين قائلا بشك :
هو مش ده طارق إللى قولت عليه انه يعرف مني !! ولا انا غلطان برضه ؟
نهض جمال وبدأ فى جمع أغراضه قائلا :
ايوه هو نفسه زفت الطين ، ليتمتم بخفوت سمعه ياسين، ما انا اخلص من الزفت آدم يقوم يطلعلي زفت الطين طارق قدامى منكم لله يا بعده على إللى بتعملوه فيا
كتم ياسين ضحكته بصعوبه على حالة الغيره الشديده التى بها صديقه ليقول بتسائل:
ناوى تعمل ايه معاه يا جمال ؟
جمال وهو يتجه إلى الباب :
بعدين يا ياسين بعدين
ذهب جمال ليطلق ياسين تنهيده :
ربنا يهديك يا صاحبي ويريح بالك ، ليخرج هو الاخر خلفه ويذهب إلى مكتب مروه ليجدها تعمل على الكمبيوتر وهى ترتدي نظارتها ذات الكعب الكوبيه وهى تعمل فى انتباه شديد ليجلس على طرف المكتب أمامها قائلا بحب ، الجميل بيعمل ايه ؟
نظرت لهو مروه بانتباه ثم نظرت إلى الكمبيوتر مره اخره قائله بسخريه :
بلعب بابجي ثم نفخت فى ضيق وهى تطرق باصبعها على لوحة المفاتيح بقوه هكون بهبب ايه يعنى بشتغل اهو وطالع عينى
رفع ياسين إحدى حاجبيه قائلا :
مالك يا مروه وايه الاسلوب ده إللى بتعملينى بيه و بقالك فتره متغيره معايا من دون اي سبب ، هو فيه ايه حصل لكل ده ؟
اجابت مروه وهى مازلت تعمل فى انتباه لتقول ببرود :
لا ابدا يا مستر ياسين مافيش اي حاجه حصلة ، انا بس مضغوطه الفتره دى جدا زي ما انت شايف الشغل كتير جدا ومابيخلصش
ياسين بشك :
متاكده !؟
مروه بجمود :
ايوه ، نظرت اليه وخلعت نظرتها مكمل بتسائل، هو حضرتك كنت عايز حاجه مهمه منى ؟
ياسين بمرح :
لا ابدا انا ب..
مروه مقاطعه برسميه :
طب تمام لانى مش فاضيه وريا شغل متلتل فوق دماغي ولازم يخلص النهارده
ياسين بغيظ:
انتى بتطردينى يعنى من هنا ؟
مروه برسميه:
العفو يا مستر ياسين اكيد ماقصدش كده ، انا بس بعرفك انى مش فاضيه بدل ما تفضل معطل نفسك معايا كده ، والمكان مكانك طبعا وتقدر تقعد فى المكان إللى حابب تقعد فيه
ياسين بغيظ مكبوت:
وعلى ايه انا ماشي احسن ، اشبعي ياختى بأم المكتب اهو سيبها مخضره ، ذهب وهو يكاد يتمالك نفسه من الغيظ لتصرفاتها البارده معه وهو يتمتم بغضب ، يادى ام مستر ياسين على إللى جابوه مش كنا اتعدينا المرحله دى من زمان اوووف
ابتسمت مروه وهو تستمع إلى تمتمته تلك لتراه يغادر المكان وهو بهذا الشكل لتردف قائله بمكر :
ولسه اما وريتك يا ياسين على إللى عملته معايا مابقاش انا مروه ، اكملت بغيظ وغيره يبقي خلي البنات إللى بتسهر معاها تنفعك بس استنا عليا وهوريك هعمل فيك ايه ؟ اما ربيتك من اول وجديد مابقاش انا ، بس ماشي
نظرت أمامها مره اخره وهى ترتدي نظرتها وتباشر العمل الذي توقفت عنده وهى فى تشتعل من الغيظ والغضب لما فعله معها
متابعه واعجاب للصفحه لمتابعة الروايه كامله
…………………………………………………………….
فى مساء اليوم
ظل جمال جالس على الكرسي فى البلكونه ينظر إلى النجوم فى فراغ كبير و كلام طارق لازال يتردد داخل علقه عن ما قاله عن مني وما حدث معهم فى الماضي وهو لا يصدق ما قد سمعه منه عنها ، أيعقل ان يكون كلامه صحيح وقد انخدع بها ، لا لا منى لا تفعل هذا بي ولكن كيف وتصرفاتها فى الفتره الاخيره تأكد لهو صدق كلامه عنها ؟ يا الهى ساجن ماذا علي ان افعل الان ، نظر إلى الهاتف وهو يريد أن يحدثها الان لكى تقول لهو ان كل ما قد عرفه منه غير صحيح ولكن كيف وهاتفها مغلق ، هل يذهب إلى منزلها ولكن أمها لن تسمح لها ان تخرج فى مثل هذا الوقت من اليل معه ، وضع يده على راسه الذي كاد ان ينف*جر من كثرة التفكير فيما يحدث معه طوال اليوم
عاد ينظر إلى النجوم مره اخره وهو يحدثها قائلا لنفسه فى وجع كبير :
اكيد كلامه كل غلط ، منى مش كده خالص وانا متأكد ان اكيد فى سبب ورا كل ده ، بس سكوتها ده هو إللى تاعب قلبي نفسي تثق فيا ولو مره وحده و تقولى على كل حاجه حصلت معها من غير خوف وانا لو حتى غلطت ايوه هزعل منها واهتكسر بس هتكبر فى نظري انها وثقت فيا وحكتلى على كل إللى حصل معاهم مهما كان السبب ايه ؟ بدون خوف منى اطلق تنهيده وهو يكمل فى وجع مرير بس هى تحكى بس وانا قلبي هيرتاح
اما عند منى فهى لازالت حبيسه داخل غرفتها لا تفعل اي شئ غير انها تجلد فى زاتها فقد تعبت كثيرا من كل ما يحدث معها تود لو تغلق عيونها وتفتحها وتجد السعاده بين يدها ولو مره واحده فقد عانت كثيرا من كل ما حدث معها وقد كسر قلبها آلاف المرات وهى كل ذنبها انها اتت على هذه الدنيا بالخطأ ، نزلت دموعها فى صمت وهى تنظر إلى الا شئ أمامها تفكر فى ما يحدث وما سيحدث معها وما قد يحدث اذا حدث ، فقد تعنف نفسها بقوه على كل مره ضعفت ، سكتت ، تحملت اشياء فوق طاقتها دون اى اعتراض ، على كل ثقه وضعتها فى أناس غير مؤهلين إلى ذالك ، على كل مره أظهرت حبها لهم وهم كل ما فعلوه كسر قلبها دون اى ذرت شفقه منهم ، عدلت وجهها إلى الجه الاخره ناظره الى هاتفها الذي تحطم مثل قلبها وهى تتنهد فى وجع فها هى ستخسر الأمان مره اخره بعد ان قد عانت كثيرا لكى تجده ولكن كيف تحفظ عليه وهو لا يحق لها ان تمتلكه او تشعر به ، نهضت فى تعب شديد وذهبت وابدلت ملابسها لتخرج على اطارف اصابعها فى خفوت لكى لا تشعر بها امها ، اغلقت باب المنزل خلفها وهى تتنفس بارتياح ثم ارتدت حزائها وذهبت فى خطى سريعه جدا وهى تلتفت يمين ويسار طول الطريق حتى خرجت من شارعهم حتى تنفست براحه بعد ان ركبت التاكسي لتخبره عن وجهتها ويذهب بسرعه غير غافله لعيون جمال التى كانت تتابعها من خلفها من شرفته لينظر إليها فى شك وغضب فطريقة ذهبها تلك وهى مثل الحرامي تأكد من أنها ستفعل شئ سيئ جدا ، هبط بسرعه من منزله ولكن لم يستطيع أن يلحق بها فقد ذهبت بسرعه ، ضربه بيده بقوه فى عرض الحائط الذي أمامه فى غضب وقد ضاعت آخر ذرت ثقه كان يكنها لها ولكن هو لن يتركها حتى تبرر لهو أفعالها تلك حتى لو كانت النتيجه نهايه علاقتهم ببعضهم البعض ، ذهب إلى داخل العماره وهو يتوعد لها بشده لما فعلته معه
……………………………………………………………
بعد ما يقارب النصف ساعه كانت منى قد هبطت أخيرا من التاكسي وهى تتلفت من حولها عن أحدهم ظلت تمشي وهى تنظر فى كل اتجاه فى خوف شديد لما تفعله الان ولكن يجب أن ينتهي هذا الأمر الان و الا لن يرتاح قلبها ابدا
اوقفها صوت من خلفها هي تعلمه جيدا قائلا :
مني !!
التفتت هى فى خوف ووجع لتفتح عيونها بقوه وهى ترا ما قد خافت منه امامها ولا مفر لها الآن وحتما ستحدث كارسه الان ، رجعت إلى الوراء خطوه فى خوف لتجده يفتح ذراعيه لها لتذهب راقضه بقوه وهى ترمي بنفسها بين احضانه بقوه وهى تبكي بكل ما اوتت من وجع متشبسه بقميصه بقوه ترفض ان تبتعد عنه مره اخره ، فقد تعبت من هذا العذاب الذي يطردها منذ أن اتت الى هذه الدنيا ، لتترك كل شئ من خلفها
مين الا راحت تقابله منى ؟
جمال ناوى يعمل ايه فى مني بعد ما شافها وهى بتتسحب زي الحرميه كده بليل ؟
ام منى طلعت تعرف الموضوع ازاى ؟ وترصفها مع بنتها رايكم فيه ؟
طارق قال ايه ل جمال خلاه اتعصب على منى كده ؟
مروه ناويه على ايه تانى ل ياسين ؟ وياسين هيعمل ايه معاها ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سوداء (لا للتنمر) )