رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الجزء العاشر
رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) البارت العاشر
رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الحلقة العاشرة
﷽
#سهم_الهوى_مرأةالجاسر
السهم العاشر
#سعادمحمدسلامة
🏹🏹🏹
بعد مرور أكثر من أسبوعين
مساءًا
بغرفة فايا
كانت هي وتاج تجلسن على الفراش يتحدثن بمواضيع شتى، الى أن فتح عليهن باب الغرفة وطل برأسه قائلًا بمرح:
ريا وسكينة بيتفقوا عالضحية الجايه.
ضحكن له وتفوهت فايا بمرح:
تعالى يا عبعال.
ضحك وهو يدخل وجلس على مقعد قريب من الفراش قائلًا بمزح: كده ناقصنا حسب الله.
ضحكن وتحدثت فايا بمرح:
نجيب جاسر ويبقى حسب الله.
وكزتها تاج بتأنيب مرح:
عيب تشبهي جاسر لـ حسب الله، جاسر فارس وعنده أخلاق الفرسان.
غمزت فايا بمرح قائله:
ومين يشهد لـ جاسر أبو الفوارس.
تبسمت تاج بغرور مرح، كذالك غمز فراس قائلًا:
طبعًا وجاسر أبو الفوارس… لما تخلفوا إبقي سمي إبنكم فارس.
لوهله خفت قلب تاج ولم تُعقب، بينما لاحظت فايا ذلك غص قلبها،…
أخذهم الحديث بين المرح والجد أحيانًا حتى تثائبت فايا قائله:
عندي ميعاد طيارة بكره الساعة حداشر الصبح.
تبسم فراس قائلًا:
رايحة الموقع بتاع المشروع.
أومأت قائله:
أيوه عشان المهندس بتاع المكتب المسؤول عن تنفيذ المشروع، المشوار إتأجل بسبب سحب الترخيص بتاع الإنشاء، بس عرفت أرجع التصريح تاني.
زفرت تاج نفسها قائله:
عندي يقين إن سحب الترخيص كان مقصود مش غلطة زي ما إتبرر لينا.
اومأ فراس كذالك فايا بموافقة،تنهدت تاج قائله:
إنت لازم تسافر لندن فى أقرب وقت يا فِراس.
أومأ لها بقبول لكن مر على خاطره تلك الحمقاء الكسولة،كآن رؤيتها أصبحت غواية له.
لحظات قضوها فى الحديث عن أعمالهم،ثم نهضت تاج من جوار فايا قائله:
خلينا نسيب فايا تنام براحتها قبل السفر،أنا كمان عندي بكرة إجتماع مع رئيس شُعبة الأنشاء والتعمير ولازم أكون فايقه له واقدم له الشُكر هو اللى سهل لينا رجوع الترخيصات تاني.
غمزت فايا قائله بإستفسار:
وجاسر يعرف بالإجتماع ده.
اومأت رأسها بنفي فضحكت فايا قائله:
طب كويس كده ضمنا مش هيحصل مشاكل.
لم تفهم تاج قصدها وسألتها بإستفهام:
وإيه المشاكل اللي هتحصل لو جاسر عِرف؟.
ضحك فراس قائلًا:
الغِيرة، زايدة أوي عند جاسر، إنتِ مش ملاحظة كده، أوقات بحس إنه بيغير مني شخصيًا.
أومأت فايا بتأكيد… تنهدت تاج بآسف قائله:
دي مش غِيرة دي للآسف تحكُمات زايدة…يلا بلاش نرغي عالفاضي،نامي عشان متحسيش بإرهاق السفر،عاوزه نبدأ فى تنفيذ المشروع فورًا كفايه المناوشات الأخيرة،وأهي إتحلت.
غادر فراس وتاج الغرفه،تسطحت فايا على الفراش تحاول النوم،لكن لم تستطيع شعرت بالآرق، حاولت وحاولت… لكن لا تجاوب من عقلها إستسلمت ونهضت فتحت أحد الأدراج وجذبت تلك العلبة الدوائيه جذبت منها برشامة وتناولتها وإرتشفت الماء ثم عادت تتسطح فوق الفراش وأغمضت عينيها، غفت، لكن نوم مُتقطع مصحوب بهلاوس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إبتسمت نجوي لـ جاسر الذي رد لها البسمة قائلًا:
مساء الخير يادادا.
برحابة منها:
مساء النور يا جاسر، تحب أحضرلك العشا.
اومأ رأسه بنفي:
لاء شكرًا أنا إتعشيت عند ماما.
فهمت نجوي سبب عبوس وجهه وإبتسمت، بينما سأل جاسر:
فين تاج؟.
أجابته:
تاج وفراس من شوية كانوا فى أوضة فايا، بس مش شوية شوفت فراس رايح ناحية أوضته وتلاقى تاج كمان راحت أوضتكم.
أومأ لها وهو يسير قائلًا:
تمام… تصبحِ على خير.
تبسمت له قائله:
وإنت من أهله.
صعد جاسر بينما هزت نجوي رأسها وتنهدت بآسف قائله:
أكيد مامتك السبب فى العبوس اللى على وشك مش عارفه سبب لكُرهها الواضح لـ تاج، هي وهالة، ربنا يهديهم.
بداخل غرفة تاج
بدلت ثيابها بأخري مُلائمة للنوم
منامة حريرية قصيرة بلا أكمام وفوقها مئزر من نفس اللون،توجهت نحو الفراش نزعت ذلك المئزر،بنفس الوقت دلف جاسر الى الغرفه نظرت نحو،كان وجهه عابس رغم وخز قلبها لكن لم تهتم بذلك أو ربما أبدت ذلك عنوة منها،بينما هو تفوه:
مساء الخير.
بهدوء ردت عليه:
مساء النور.
نظر نحوها هي فاتنة بذلك الرداء،لكن هو يشعر بفتور من كل شيئ،ذهب نحو الحمام،نزع ثيابه وقف أسفل المياة،يسيل رذاذ المياة على وجهه،رغم برودة المياة لكن لم تُهدأ من حرارة جسده وهو يُزيل تلك المياة عن وجهه بيديه فيسيل غيرها
وذكري تمُر بخاطرة
[بالعودة بعد زواج تاج من قاسم بشهر واحد ]
وبداية رحلة بلا هدف غير انها كانت للهروب من عذاب قلبه وهو يرا أماله تضيع هباءًا
بسطوة قاسم على صاحب مزرعة الخيول الذي كان سابقًا يتمني أن يعمل لديه أصبح يتلكك له دون سبب،ويتعالى عليه وهو مثل تلك الخيول صاحب كبرياء،فرصة أخري سعى ورائها السفر للعمل بإحد مزارع الخيول فى إسبانيا،لشخص كان يُراسله عبر أحد مواقع الإنترنت لاهتمامهم الزائد بتربية وترويض الخيل
أرسل له دعوة لبضعة أشهُر فقط،سافر وهو شبه مُحطم نفسيًا،بدأ يعمل فى ذلك الإستطبل الكبير حجمًا،لكن به القليل من الخيول البرية غير مروضة مع ذلك الكهل الذي كان يومًا ما من أشهر مروضي الخيول لكن إصابة جعلته يعتزل ذلك غصبًا بعدما سقط من على أحد الخيول،وكادت أن تُبتر ساقيه، لكن نجي من ذلك لكن مع الوقت خفت صيطه القوي وأصبح يتراجع، عمل جاسر لديه كان كريمًا معه وأعجب بمهارته التي ذكره بنفسه، فى أحد الأيام
دلف الى الإستطبل تبسم وهو يرا جاسر يقوم بتمشيط جسد أحد الخيول، نظر للخيل وتبسم، ثم تحدث مع جاسر بالإنجليزيه فهو مازال لا يُتقن الأسبانيه، حدثه عن سباق للخيول يجري العمل عليه وسيقام بـ أسبانيا وهذا السباق سيكون الحدث الأقوي فى الفترة القادمه، تنهد بحسره قائلًا:
ليتني كنت مثل السابق أمتلك خيلًا ماهرة كنت شاركت فى هذا السباق فهو فرصة حتى للخاسر يكفي ذكر إسمه بين أشهر مروضي وتُجار الخيول،بالماضي كنت فى مقدمتهم،لكنه الزمن لا يدوم .
فكر جاسر لحظات ثم نظر له بإصرار قائلًا:
ولما لا مانويل.
لم يفهم مانويل قصده فسأله:
ماذا تقصد جاسر.
أجابه بثقه:
لم لا تُشارك بالسباق مانويل.
ضحك مانويل بآسف قائلًا:
وكيف أُشارك جاسر، أنا ليس لدي لياقة بدنية،حتى إن كُنت شُفيت من إصابتي القديمة لكني أصبحت عجوز.
تبسم جاسر بإصرار وأقترح قائلًا:
أنا أُشارك بإسمك.
نظر له مانويل بذهول قائلًا:
لا جاسر،لن تستطيع،كما أن ليس لدينا أي خيول مُدربة على تلك النوعية من السباقات.
ألح عليه جاسر، لكن مازال مانويل يعترض قائلًا:
لا جاسر، هذه مُخاطرة كُبرى، وإن فشلت…
قاطعه جاسر بإصرار:
لن أفشل مازال أمامنا وقت أستطيع ترويض إحد الخيول.
عارضه مانويل:
لا جاسر المدة قصيرة للغاية بضع أيام.
أصر جاسر:
لا تقلق وثِق بي سنفوز بذلك السباق، أعدك.
مازال مانويل معترض لكن أمام إصرار، جاسر إستسلم.
مرت بضع أيام، وجاء يوم السباق، كان مانويل متوترًا يشعر بقلق كبير فالحصان مازال غير مروض ولا مُتمرس بالقفز فوق الحواجر، لكن الثقة والشجاعة، وقبل منهم إصرار الفارس المُغامر،قبل أن يدلف جاسر بالحصان الى حلبة السباق ذهب له مانويل قائلًا:
لآخر مره أحذرك جاسر، السباق كبير وهنالك خيول مُدربة على أعلى مستوى،والحصان مازال بري،ربما يجمح بك،لا أريد لك…
قاطعه جاسر بإصرار:
يكفي مانويل فلقد فات الآوان للتراجع.
إستسلم مانويل وخضع لرغبة ومُخاطرة جاسر بقلب يدعو فقط أن لا يصيب جاسر أي أذى.
بعد قليل أمام حلبة السباق الخيول وقفت لدقائق قبل أن تُفتح تلك الأبواب،وتنطلق صافرة البداية لتصهل الخيول إستعدادًا لإنطلاق السباق،تهرول بسرعة غير إعتيادية كل خيال يتباري بقوته ومهارته بقيادة الخيل،كذالك مهارات الخيول وهي تقفز وتهرول،كذالك كان جاسر لا ينقص عنهم مهارة ولا شجاعة رغم بربرية وجموح الحصان لكن كان يستطيع السيطرة عليه وهو يدفعه بقوة للقفز فوق الحواجز والحصان يستجيب له أحيانًا عنوة،حتى وصل الى الصفوف الأولى،وأصبح بين الصفوة،لكن خطأ من الحصان حين صهل ورفع ساقيه الأماميه ثم الخلفيه، كاد أن يسقط جاسر لولا أن تمسك باللجام وسيطر على جموجه وروضته لسيطرته عاد الحصان وتقدم،وللغرابة فاز بالمركز الثالث…
ذُهل مانويل،بينما خفق قلب جاسر بقوة حين إنتهي السباق وهو بين الثلاث الأوائل،رغم كانت أمنيته أن يكون الأول لكن بالنسبه لذلك الحصان الغير مروض أو مُتمرس كان إنجاز يستحق عليه آلاف قطع السُكر.
بعد إنتهاء السباق والحفل،كان ذلك حافز كبير لـ مانويل فلقد تحدث معه أكثر من مُربي الخيول للسؤال عن الفارس،فهو السبب فى الفوز،كان يشعر بالفخر…كذالك بذلك الحفل الذي أقيم بعد السباق تقدم الكثير من مُربي الخيول للحديث معه عن مهارته التى فاقت مُتمرسين أصحاب شُهرة واسعه بالسباقات،كان هنالك من ضمن الحضور فتاة شقراء فى الخامسة والثلاثون،لكن من يراها يقول بالكاد أكملت الخامسة والعشرون…أثار هيئة جاسر إعجابها… إقتربت من مكان وقوفه،فى البداية تحدثت بالإسبانية فهمها مانويل،كذلك لاحظ نظرة عينيها لـ جاسر،مدت يدها تُصافحه تلمع عينيها ببريق خاص،صافحها جاسر بفتور،عرفت نفسها:
“روازلينا فلورنس” مديرة مؤسسة “فلورنس” للدعاية، لم يفهمها جاسر فترجم مانويل، فهمت أنه لا يفهم الاسبانيه وشعرت بإرتياح حين ذلك حدثته بالإنجليزية، وقامت بالعرض عليه:
أنت شاب أسمر وسيم، وجههك مألوف، وأنا أبحث عن وجه جديد لحملة دعائية، سنقوم بها لأحد أنواع العطور الفرنسية الشهيرة، وأنت مناسب جدًا لفكرة الإعلان.
إستهزء ساخرًا:
إعلانات… أنا لا أهوى ذلك شُكرًا لكِ.
حاولت إقناعه لكن كانت الفكرة مرفوضة… لاحظ مانويل نظرات إعجاب وإصرار زورالينا كذالك رفض جاسر القاطع.
فتح عينيه لتنتهي تلك الذكري… خرج من أسفل تلك المياة جذب منشفه قام بتنشيف جسده ثم إرتدى سروال خاص به وظل عاري الصدر… خرج من الحمام، نظر نحو الفراش
قبل لحظات تستطحت تاج على الفراش تنظر الى سقف الغرفه لا شئ يُشغل عقلها سوا جاسر ومعاملته لها، إحتار عقلها بين تحكُماته وصمته لأوقات تود فقط أن يُعبر ولو بكلمة، سابقًا، كان يطول ويدور بهم الحديث بكل شئ كان يُخبرها بمشاعره نحوها قولًا وفعلًا، الآن لا يتحدث فقط وهي معه بلحظات خاصة تشعر أنه مازال يعشقها، وعندما تنتهي تلك اللحظات يسود الصمت تنهدت بقوة حائرة فى مشاعر جاسر،
هل فقدت حُبه،
هل كان من الأفضل عدم زواجهم وظل ذلك الحب حبيس قلبها.
هل.. وهل…وأسئلة إجابتها كلمة من جاسر
أخرجها من تلك الحِيرة صوت فتح باب الحمام أغمضت عينيها، أغلق جاسر ضوء الغره وظل ضوء خافت، توجه ناحية الفراش، تسطح على الناحية الأخري، يضع رأسه فوق ساعديه، للحظات ينظر للسقف قليلًا، ثم أدار نظره نحو تاج، لمعت عينيه ببسمة وإقترب منها يضمها يضع رأسه بين حنايا عُنقها يتنفس عبقها، ثم أطلق ذلك النفس الدافئ، شعرت به
خفق قلبها يشتاق له، رفعت يدها وضعتها على معصم يده، سمعت همسه بإسمها، شعرت بآسف ليته خصها بـ حبيبتي مثلما كان يقول سابقًا
هو بالفعل خصها بتلك الكلمه الذي نطقها قلبه المشتاق…ضمها وأغمض عيناه مُتنفسًا من عبقها قائلًا:
عاوز أنام فى حضنك.
ضمته لصدرها،سُرعان ما حاوطها بيده مُستسلمًا لغفوة،كذالك هي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا آسر
فتحت ميسون عينيها تشعر بضجر وضيق كُل خططها ذهبت هباء،تلك المُتعالية تاج إستطاعت بحنكتها إسترداد تلك التراخيص مره أخري،وأصبح تنفيذ المشروع واقعًا،تنفست بغيظ، نظرت لجوارها كان آسر غافيًا، نظرت نحوه بفتور ونهضت من جواره، ذهبت الى المطبخ فتحت البراد جذبت قنيتة حليب وجلست على أحد المقاعد،سكبت منها بكوب وبدأت تحتسي منه باردًا عله يُهدئ من غضبها، لكن مازالت تشعر بذلك الغضب، ذمت عقلها تلوم ذلك الكهل قاسم لولا دنائته وحقارته معها لو كان صدق وتزوج منها بدل تلك الحمقاء، كانت ستكون صاحبة النصيب الأكبر وتحكمت بالشركة أفضل من تلك الحمقاء، ماذا تفرق عنها ليُفضلها هي ويتزوج بها علنيًا ويُعطيها نصيب أكبر، على يقين أنها لولا هددت قاسم وأظهرت تلك المستندات التي تُثبت أختلاسه من أرصدة شريكه،ولو أن تلك المستندات كانت وصلت بيد تاج لم تكُن تتواني لحظة واخدة عن زجه بالسجن ، الغادر الحقير كان مكافأته لها هو تعريفها على آسر الذي كان يعمل لديه بالإدارة مثل خيال ظل له فقط، آسر ضعيف الشخصية وسُرعان ما نصبت شباكها عليه، حتى أن قاسم بارك خطوبتهما قبل شهر تقريبًا من وفاته،لكن ذلك الوغد كان حقيرًا،فلقد كان يرسم فخ،بتلك الوصيه الذي تركها،كآنه يعلم أنه لن يعيش طويلًا،قام بوضع وصية ولم يذكرها بتلك الوصية،التى كانت مشروطة… لو رفض آسر الزواج من تاج كانت كل ثروته ذهبت الى تاج وحدها،لولا أن عثرت على تلك الوصية قبل تسجيلها وتلاعبت بنصوصها،إقتصرت لنفسها فقط بنسبة عشر فى المائة ليتها كانت وضعت أكثر من ذلك،وحذفت نص شرط زواح آسر من تلك الحمقاء تاج،لكن خشيت أن يُلاحظ ذلك المحامي كان سيشك بتزوير الوصية ويُخبر قاسم،ربما كان وقتها أبدل الوصية بأخري،ضيق الوقت كان فى صالحها،عشرة بالمائة أفضل من لا شيئ
وتظل تحت رحمة آسر، التى لديها يقين لو تلك المُتعالية كانت أعطت ضوء لـ آسر ما كان تردد فى تسليم حياته لها، شهور بالبُغض يزداد، حتى ذلك الجاسر هو الآخر مُغرم بها، وكآنها ملكة تتدلل على رعيتها تسحرهم بخبثها وهو التمنُع وهم يلهثون خلفها إبتغاء رضائها… لكن لن يستمر ذلك كثيرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالى
صباحً بغرفة تاج
فتح جاسر عيناه نظر نحو تاج التى إنتهت من تصفيف شعرها، لاحظت إنعكاسه بالمرآة فتبسمت قائلة:
صباح الخير.
أجابها بإبتسامه:
صباح الخير، تاج فى حفلة إحنا معزومين عليها المسا.
تركت فرشاة الشعر وتوجهت نحو الفراش كي تأخذ هاتفها وسألته:
حفلة إيه، وايه مقولتليش من إمبارح ليه .
أجابها:
حفلة لصديق وهتكون المسا، يعنى تمانيه تسعه كده.
-حفلة إيه.
أجابها:
حفلة تأسيس شركة للأدوات الكهربائيه.
أومأت له قائله:
تمام هحاول أخلص شغلي بدري قبل تمانية المسا.
نظر الى ثوبها كانت أنيقة بزي عصري محتشم وليس ضيق، رغم ذلك كانت رائعة الجمال، مد يده لها، تبسمت وهي تمد يدها له، جذبها عليه بقوة سقطت على صدره، شهقت بإبتسامة خلابه أثرت قلبه، قبلها بشغف، تجاوبت معه، حتى شعرت بيديه تسير على جسدها، إلتقطت نفسها، ودفعته قائله بلهاث:
جاسر عندي إجتماع مهم ومش عاوزة أتأخر.
تنهد بضجر وتركها،نهضت سريعًا،تلتقط أنفاسها،ثم هندمت ثيابها وعادت تُصفف شعرها،نظر لها بسؤال:
إجتماع إيه المهم ده.
أجابته بتردُد:.
إجتماع مع رئيس شُعبة الانشاء والتعمير،لازم أشكره لولا تدخله مكنتش التراخيص رجعت تاني بسرعة كده.
نظر لها بسؤال:
والاجتماع ده ليه أنا مخدتش خبر بيه.
إرتبكت قائله:
ده مش زي إجتماع ده لقاء خاص،زي ما قولت قبل كده لازم أشكره على مساعدته.
تضايق جاسر بشدة قائلًا بغِيرة واضحة:
تشكريه على إيه ده شُغله،ويا ترا الإجتماع ده هيبقى فين؟.
أجابته:
فى مكتبه فى الوزارة طبعًا.
تنهد بضجر قائلًا:
ليه تقابليه لوحدك،مش معاكِ شركاء تانين.
إبتلعت ريقها قائله:
ما أنا مش هروح لوحدي هيبقى معايا…
قاطعها بغضب:
مين اللى هيبقى معاكِ طبعًا عمو خليل.
إزدردت ريقها ونفت ذلك قائله:
لاء هيبقى معايا فراس أخويا.
تنفس وتمتم بهدوء :
تمام،ياريت متتأخريش المسا.
اومأت قائله:
إن شاء الله مش هتأخر يلا سلام.
غادرت مُسرعة،بينما زفر جاسر نفسه يشعر بغضب، يغار… أجل يغار من إقتراب أي رجُل منها، يغار من مجرد أن ينظر أحد غيرهُ لها، لك يكُن كذالك بالماضي، كان لديه ثقة قوية بنفسه لكن…
لكن ماذا… زواجها بغيرك زرع بداخلك قلة الثقة بحبها لك، وأنها قد تميل لآخر غيرك، لكن ذلك قِلة ثقة بـ تاج… لا ليست قِلة ثقة بل…
بل ماذا… تعلم أن تاج تزوجتك لسبب واحد وهو تلك المزرعه… وهل بقائها معك لذلك،
لا هي لم تتحدث مره أخري عن المزرعة وكذالك لم تهتم بقيمة ذلك الرصيد الذي حولته لها، لم تتحدث بشآنه بالتأكيد وصل لها ذلك وقبلت ولم تُعقب على ذلك… لماذا
الجواب لديها وحدها.
لو ظل جالسًا ستتلاعب به الظنون، نهض يتوجه الى الحمام أخذ حمامً باردًا ثم غادر بعقل وقلب شريدين.
بينما تاج حين خرجت تنفست الصعداء من تجهم ملامح جاسر، لا تعلم سببًا لتلك التحكُمات الزائدة منه، فسرتها أنها مجرد تملُك زائد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمطار
مد صهيب يده ليُصافح فايا
تبسمت بمجاملة وصافحته،ثم جلسا سويًا بصالة الرُكاب إنتظارًا لوقت إقلاع الطائرة،لفت نظر صهيب حين جلس جوارها رجل من الجهه الأخرى،أصبحت مُحاصرة بين رجُلين… توترت ونهضت واقفة تبحث بعينيها عن شيئ، ثم ذهبت الى أحد المقاعد المُتطرفه بالقاعة،إندهش من ذلك… بعد قليل تحدث المذياع الداخلي عن توجه المسافرين الى مكان الطائرة،ذهب نحوها وسارا سويًا،كانت صامته،حتى توقفا أمام مكانيهم بالطائرة كان مقعدها جوار الشباك وجوارها صهيب،شعرت بريبه وحاولت الهدوء قائله:
إقعد إنت جنب الشباك أنا بحس بإضطراب من منظر السحاب.
وافق وجلس بالداخل،بينما جلست مكانه،تبسمت براحة حين وجدت ان الجالس بالمقابل لها امرأة، رغم قصر وقت الرحلة لكن كانت صامته حتى وصلا الى المطار، وجدا سيارة بإنتظارهم اوصلتهم الى الفندق، أخذت فايا مفتاح غرفتها وصعدت فقط مجرد كلمات قائله:
تمام انا مرهقه،هنرتاح النهاردة بكره هنروح للموقع.
لم تنتظر سؤاله عن اي ارهاق كما أن الوقت باكرًا،لكن مغادرتها كآنها تهرب زاد فضوله لمعرفة سبب ذلك التغير بمعاملتها له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركة
جلست خلف المكتب تشعر بإرهاق من كثرة مطالب فراس الا متناهية، تشعر أيضًا بضجر وهي تقول:
ده مش شُغل موظفة فى شركه ده إضطهاد وعبودية، كل ده بسبب ماما عاوزه تتخلص مني،مش عارفه قعدتي فى البيت بتضايقها ، كنت أذيتها فى إيه، يلا أهي كلها سنه و…
-سنه!
وأنا هتحمل المغرور الغبي اللى جوه ده بسماجته وسخافته سنه بحالها، دا أنا نفسي أخنقه حالًا.
تثائبت وهي تنظر الى تلك الملفات التى أمامهت بإشمئزاز ثم حسمت قرارها:
والله مش شغاله أنا مش عبده عنده،ها.
قالت ذلك ونحت الملفات وذلك الحاسوب جانبًا، وقامت بوضع يديها على المكتب وفوقهم رأسها، وإستسلمت لغفوة… لكن قبل ان تتوغل بالنوم فتحت عينيها وهي تتتلفت حولها تشعر بخضة
قبل لحظات
أثناء إنهماكه بالعمل، شعر بالإرهاق، رفع رأسه عن حاسوبه ونظر عبر شاشة حاسوب آخر… والذي أظهر تلك الكسوله وهي تضع رأسها فوق يديها على سطح المكتب تبدوا غافية، تنهد بضحكة وفكر للحظات ثم قام برفع سماعة الهاتف الأرضي الداخلي، وقام بالإتصال ومازالت عيناه على شاشة الحاسوب،
كم ضحك بإستمتاع حين رفعت تلك الحمقاء الكسولة رأسها تنظر حولها تتلفت بعينيها بالغرفة، كالتائهه حتى عادت لوعيها،كزت على أسنانها بضجر، ونهضت بغضب دلفت الى الغرفه، فتحت الباب بقوة ودخلت تقول بإستهجان:
خير عاوز إيه… إحنا فى وقت الراحة.
رغم فظاظتها فى الرد لكن إبتسم قائلًا:
أنا جعان.
نظرت له بسُحق قائله:
وأنا مالي.
تفوه بسماجة:
مش المساعدة بتاعتِ.
حاولت أن تهدأ عصبيتها وإبتلعت ريقها قائلة بنزق:
وتحب بقى الغدا يكون إيه، مشتهي إيه.
ضحك هامسًا يقول:
مشتهي… دي كلمة بيئة أوي…
ثم غمز بعينيه وأكمل بمزح:
كمان الكلمة لها معني تاني مش لطيف.
صكت أسنانها بغضب قائله:
إتفضل قولى عاوز تاكل إيه.
إبتسم وفكر بمراوغتها ومشاغبتها وحدث ذلك وتحملت غصبًا، وهو مُبتسم وداخله شعور غريب يجعله يتمني بقاء تلك البلهاء ومجادلتها وإثارة سخطها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
دلفت تاج الى غرفتها تشعر بإرتباك فلقد تأخرت عن الموعد الذي أخبرها عنه جاسر، كما أنه هاتفها وهي كانت مُنشغله ولم ترد عليه، نظرت فى الغرفه بترقُب، لم تجد جاسر هدأت قليلًا
لكن وقع بصرها على الفراش وذلك ذو اللون الوردي الفاتح والامع، الموضوع على الفراش ذهبت نحوها، كان تصميمه بسيط وحصري، كما أنه محتشم، تبسمت وعلمت أنه ذوق جاسر…، إبتسمت حين رأت جاسر وهو يخرج من مُلحق الملابس وقفت تنظر له بإعجاب كان وسيمً للغاية بتلك الحُله الرمادية وأسفلها قميص أبيض مفتوح منه بضع أزرار هيئة رجولية طاغية، شعرت بإرتباك وأزاحت نظرها من عليه، رغم ضيقه من تأخرها لكن تحمل ذلك سائلًا:
إيه آخرك كده، إتصلت عليكِ مردتيش إتصلت على فراس قالي إنك فى الشركة رغم كده برضوا مردتيش عليا.
تنهدت براحه من الجيد أنها أخبرت فراس أن يقول أنها كان معها فى ذلك اللقاء، كما أنها لم تكُن بالشركة وأخفى ذلك عنه أيضًا، تفوهت بهدوء:
كنت مشغوله وعامله الموبايل صامت، وتليفون الشركه كنت منبهه على السكرتيرة متحولش أي مكالمات.
أجابها بسخط:
واتصالى أي مكالمات.
توترت وأجابته بتهرب:
لاء، بس هي فهمت كده، عالعموم، مش هاخد وقت فى اللبس ومش هنتأخر.
أومأ قائلًا:
تمام يلا بسرعه إلبسي الفستان اللى فى إيدك ده.
أومأت وذهبت الى ملحق الثياب وبدلت ثيابها بذلك الثوب الرقيق، خرجت، نظر جاسر لها بوله كم هي رقيقة بذلك الفستان تُشبة الزهرة الندية، وضعت بعض مستحضرات التجميل البسيطة التى ظهرت لمعان ونصارة وجهها، كادة تضع طلاء شفاه أحمر، لكن منعها قائلًا:
بلاش روچ أحمر.
أومأت بإستجابة وضعت مُرطب شفاة فقط، نظر لها بتقييم حتى خصلات شعرها جمعتها بكحكة محكمه وفوقها تاج صغير من الأحجار..وضعت بعض المجوهرات الرقيقه الائقة على الفستان كذالك وضعت عطرًا خفيف .
غادر الإثنين معًا، بعد قليل توقف بمكان قريب من النيل وترجل ثم هي خلفه الى أن وصلا أمام مرسى اليخوت، أمسك يدها حتى صعدت أولًا ثم هو خلفها… دخلا الى ذلك الحفل الراقي
رحب بهما صاحب الحفل، وكاد يمدح بجمال تاج لولا نظرة عين جاسر الذي حذره، فتبسم…
توقفا بمكان قريب من سياج اليخت، حتى قام أحد الاشخاص بالنداء على جاسر ذهب إليه وظلت هي واقفه لحظات وحدها تنظر ناحية مياة النيل، حتى حدثها ذلك الذي إقترب منها بمرح قائلًا:
واقفه لوحدك ليه،تسمحي ترقصي معايا؟.
أجابته بلباقة:
للآسف…
قاطع حديثها جاسر الذي لف يده حول خصرها بتملُك ونظر الى ذلك الفضولى بإستهجان:
للآسف عرضك مرفوض.
قال ذلك وجذب تاج للسير معه وفى أثناء سيره تعمد أن يحتك بذلك الفضولى بكتفه بقوة، توقف جاسر بحلبة الرقص الصغيرة وإشتغلت تلك الموسيقي ذات النغمات الراقصة وضع يديه حول خصر تاج وبدأ يضمها ويتحرك بحركات رقصة التانجو الشهيرة وهي معه تتحرك بخفة كالفراشة، ترقص وتدور تبتعد وتنجذب له، يبعدها ويجذب جسدها بتملُك يرفع يديها تحاوط عُنقه ويديه تمتلك خصرها، يضم ساقها بيده ويحملها ويدور بها كآنهما بفلك خاص بها، رقصه رومانسية حازت على الإعجاب بعدما تنحي جميع الراقصين وظل هما فقط بالحلبة، إنتهت الموسيقي وهو يضمها بين يديه يلهثان، ينظر الى عينيها بتلك اللحظة ود أن يُقبلها لكن تراجع حين سمعا صوت تصفيق من الموجودين، فاقا من تلك المتاهه اللذيذة…
دقائق وعاد جاسر يتركها ويذهب الى صديقه، ذهبت نحو سياج اليخت، وقفت، لكن كان هنالك نسمة باردة بالطقس، شعرت بالبرد، ضمت يديها لصدرها كي تشعر بالدفئ، لكن تبسمت حين شعرت بيدي جاسر حول كتفيها يقترب منها بشدة قائلًا:
بردانه.
أومأت برأسها بموافقة:
أيوة، الطقس فيه نسمة باردة.
تبسم وهو يضمها أقوي،قائلًا:
تحبي نمشي.
اومأت قائله:
ياريت.
وضع قُبلة على جانب عُنقها ثم إبتعد قائلًا:
ثواني وراجع.
بالفعل لم يغيب وعاد يمد يده لها قائلًا:
يلا بينا.
تسائلت بإستفسار:
يلا فين.
أجابها:
هنمشي.
نظرت حولها وسألت:
بس إحنا فى نص النيل.
إبتسم وجذب يدها قائلًا:
يلا بينا.
سارت معه الى أن نزلا الى سلم خاص باليخت تبسمت حين وجدت مركب صغير، مثل مراكب الإنقاذ، لكن قبل أن تضع قدمها بذلك المركب، وضع على كتفيها ذلك المِعطف الخاص به فوق كتفيها، تبسمت له بقبول، وصعدت على ذلك المركب الصغير الذي أعادهما للشاطئ، ترجلا يسيران نحو مكان وجود السيارة، صعدا إليها، تبسمت تاج وهي تُزيح عنها معطف جاسر، بسبب وجود الدفئ بالسيارة، تحدثوا سويًا، لكن إنتبهت قائله:
ده مش الطريق اللى بيودي للمزرعة.
إبتسم قائلًا:
فعلًا هنروح مكان تاني.
تسألت:
لسه هنسهر.
إبتسم قائلًا:
لاء مش هنسهر، هنروح مكان خاص بينا وبس.
إبتسمت بترقُب، رغم فضولها.
تبسم جاسر، بعد قليل توقف بالسيارة بمرآب إحد البِنايات العالية الحديثة، وترجل من السيارة، ترجل من السيارة، كذالك فعلت تاج بالتبعيه وسألته:
إيه اللى جابنا هنا.
إبتسم قائلًا:
دلوقتي هتعرفي..
سارت معه وصعدا بذلك المصعد الكهربائي الى أن توقف أمام إحد الشُقق، ترجلا من المصعد، أخرج جاسر سلسلة مفاتيح من جيبه وفتح باب الشقه، وتنحي جانبًا واشار لـ تاج بالدخول.
دخلت وهو خلفها تنظر له بعد أن أغلق الباب
تبسم وهو يجذبها يضمها له يُقبلها بوله…
ترك شفاها ليتنفسا، سألته بلهاث:
إيه اللى جابنا هنا.
أجابها:
دي شقتي واللى المفروض كُنا نتجوز فيها، هنقضي الليلة هنا سوا بعيد عن المزرعة… متأكد ذوق الشقه هيعجبك… لاني فرشتها حسب ذوقك القديم قبل خمس سنين.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر))