رواية سند الكبير الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد
رواية سند الكبير الجزء الحادي والعشرون
رواية سند الكبير البارت الحادي والعشرون
رواية سند الكبير الحلقة الحادية والعشرون
كانت تقف أعلى السلم بأنتظار رده، سقط قلبها أرضا مع طول صمته تتمنى من أعماق قلبها أن يثبت عشقه لها مرة واحدة، حركت رأسها بسخرية مع خيبة أمل كبيرة..
أما بالأسفل أخذ ينظر للفيديو أكثر من خمس دقائق بصمت، لم يعطي لفايز انتباه، كيف لأحمق مثل حمد الدخول لمنزل الكبير والاقتراب من زوجته؟!.. اشتغلت نيران الغيرة بقلبه ولم يفوق إلا على جملة فايز الأخيرة :
_ هتعمل ايه يا سند؟!..
رفع رأسه بهيبته المعروفة قائلا :
_ هجيب اختي يا عمي والايد اللي اتمدت على مراتي هقطعها..
رفع فايز حاجبه مردفا بتعجب :
_ أنا مش فاهم منك حاجة أنت تقصد إيه؟!..
_ ممكن أشك في نفسي بس في وعد لأ، وعد بتحب همت كأنها أختها ومش ضعيفة عشان تعمل حاجة من وراه ضهري، مرات الكبير بمية راجل يا فايز، خد بالك منها لحد ما أرجع ولو مرجعتش أطلب منها تسامحني..
خرجت منها شهقة عالية وصلت إليه ليدور برأسه لها بلهفة، عادت إليها الروح من جديد وشعرت أخيراً بالنصر للمرة الأولى معه، نزلت إليه بخطوات سريعة ثم أردفت بتقطع :
_ هستناك ترجع لي بنفسك لسه في حساب كبير بيننا مخلصش يا كبير والا أنت عايز تهرب قبل ما أخد حقي..
ابتسم إليها مردفا :
_ اللي بينا سكة طويلة مش بس حساب ومش ههرب يا دكتوره هاجي لك بس أنتِ توعديني تفضلي مستنياني..
أومات إليه قائلة :
_ هستناك..
أقترب منها بخطوة سريعة واضعا قبلة أعلى رأسها ثم رحل دون أضافت كلمة، لتنظر هي لفايز مردفة بهدوء عندما رأت نظراته الخجولة من حديثه عنها :
_ عندك حق تشك في كل اللي حواليك مفيش حد يستحق الأمان، على فكرة يا أستاذ فايز حبيبة بتحضر شنطة هدومها وهترجع القاهرة لو جواك حاجة ليها بلاش تضيع وقت..
_____ شيماء سعيد _____
بغرفة حبيبة قبلت رأسها صغيرها صالح مردفة بحنان :
_ خد اختك واستنى في العربيه تحت يا حبيبي لحد ما انزل لكم..
أوما إليها قائلا بهدوء :
_ ماشي بس يا ريت بسرعه احسن سماره وحشتني قوي..
ضحكت على زوجة شقيقها التي تتعامل مع طفليها كأنها مثلهما، أغلقت الحقيبة وهي تشعر بفراغ كبير بداخلها هذا المكان أصبح جزء منها يصعب عليها التخلي عنه..
تحركت بخطوات بطيئة حتى وقفت أمام المرايا، وضعت كفها بشكل تلقائي على شفتيها محل أول قبلة بينهما، لماذا تشعر إنها عذراء فقدت أول قبلة؟!.. لماذا تتذكره وتشعر بطعم خاص لكل شيء حدث بينهما حتى لو جملة وقحة خرجت من بين شفتيه؟!..
شهقت برعب على إغلاق باب غرفتها بطريقة همجية، لفت وجهها لتجده يقف أمامها مثل الأسد الذي يخطط كيف يأخذ روح فريسته، ابتلعت لعوبها ثم أردفت بقوة :
_ أنت بتعمل إيه هنا وإزاي تتجرأ وتدخل اوضتي بالشكل ده؟!..
_ هتمشي؟!..
كلمة واحدة بها الكثير من المعاني أومات اليه مردفة :
_ أيوة..
بنظرة يأكلها العتاب سألها :
_ ليه؟!..
رفعت حاجبها قائلة :
_هو اللي ليه يا فايز بيه، أنا كنت جاية هنا عشان ابدأ من جديد حياة بسيطة، لكن من وقت ظهورك وكل ده اتحول، تقدر تقولي طريقه تعاملك معايا من اول يوم شوفتني دي معناها إيه؟!.. ده غير طبعا الصور اللي بقت في أيد الخدم واللي جنابك مش عامل لها أي حساب المكان ده مش مكاني ومش شبهي وانا مش هقعد لحظه واحده بعد النهارده..
تمنت لو يتمسك بها تمنت لو تشعر لأول مرة بحياتها إنها أمرأة مرغوبة من رجل تحبه ولا يقدر على العيش بدونها، خاب ظنها عندما قال ببرود :
_ ترجعي بيتك وحياتك بالسلامة…
____ شيماء سعيد ____
بمكان حمد وهمت أخذت نفس عميق وهي تراه يخرج من الغرفة لتقول بصوت عالي :
_ أنا هدخل أخد شور في هدوم هنا والا لأ؟!..
أجابها من المطبخ :
_ في جوا الدولاب كل اللي نفسك فيه..
أخذ قطعة من الجبن ووضعها داخل فمه مردفا :
_ البنت دي مش ساهلة يا حمد عشان تطمن لها، واحد قدرت تكذب سنين انها مريضة مش هقدر عليك، بس لأ همت بتحبني ودماغها مش بتفكر في حاجة إلا إنها تبقى معايا..
أما بداخل المرحاض بدأت تبحث عن مخرج حتى ولو صغيرة من تلك المقبرة، لعنة من الحب أصابتها لتقع بالشخص الخطأ وتذهب سنوات عمرها مثل السراب أمام عينيها..
ابتسمت ببعض الأمل مع وريتها لتلك النافذة العالية، حركت رأسها مرددة بتعب :
_ هطلع لدي ازاي قبل ما يخلص؟!. قويني يا رب..
خرجت من المرحاض وأخذت مقعد صغير وحبل كبير يسند الفراش من الأسفل وعادت للداخل من جديد، صعدت على المقعد ببطء وبعد أكثر من دقيقة قدرت أخيراً على ربط الحبل بباب النافذة..
بالخارج أنتهي حمد من الطعام وهو يقول بسخرية :
_ أخيراً هرتاح منك يا كبير والمرة دي هتبقى للأبد..
سقطت صنية الطعام من يده مع وقوع باب المنزل ودخول سند الكبير بمفرده، ألقى عليه إبتسامة رائعة وهو يشير إليه بالاقتراب مردفا :
_ وحشتك يا حمد مش كدة، تعالي في حضني يا حبيب أخوك..
أبتلع حمد صدمته ورفع حاجبه ساخرا وهو يقول :
_ منور يا كبير خطوة عزيزة بس يا ترا إيه سببها؟!..
وقف سند أمامه بشكل مباشر ووضع كفه على كتف الأخر ثم قال ببساطة :
_ ولا حاجة ليا عندك أمانة هخدها وامشي..
ضحك حمد وأزال يد الآخر عنه مردفا ببرود :
_ كان على عيني تطلع فاضي بس أختك هتبقى مراتي ومش هتشوفها تاني يا سند..
عاد سند خطوة للخلف وابتسم بتهكم قائلا :
_ الا قولي صحيح يا حمد إيه كل الغل اللي جوا قلبك ليا ده، مش كل اللي بنا قضية أنت مش عارف تثبتها يا حضرت الظابط؟!..
ألقى حمد نظرة سريعة على باب المرحاض حتى بتأكد إن همت مازالت بالداخل ليرد بعدها بنبرة صوت يفوح منها الكراهية :
_ قضية إيه بس يا كبير اللي ما بنا، اللي بيني وبينك كره أكبر من كدة بكتير..
_ اللي هو إيه بقى الكره ده؟!.
الإجابة كانت بالفعل صادمة، فقد حمد السيطرة على نفسه صارخا :
_ إنك ناجح وفوق الكل في البلد حتى فوق القانون، وارث العز والنجاح من وأنت في اللفة، طبعاً ما أنت حفيد عتمان الكبير وولي العهد، أنا مش عايز حاجة غير اني احبسك وأقطع نسلك وبعدها هتجوز همت وقتها بس أنا هبقي كبير الكفر ونسلي هو اللي هيكمل..
تعجب سند جدا من كم الحقد المزروع بداخل هذا الرجل، يكرهه فقط لأن الله أعطي المال والهيبة؟!. لأول مرة بحياته يشعر ان النجاح يجعل من حولك يتمنى نهايتك حتى وأنت لم تفعل بهم شيء، حرك رأسه بذهول مردفا :
_ أنت بتقول إيه ده أنا فكرت ان في بنا تار قديم عشان يبقى جواك كل النار دي، في الآخر تطلع غيرتك هي سبب حقدك؟!..
رد عليه حمد بغل أكبر وشريط حياته يسير أمام عيناه بلا توقف :
_ اللي زيك اخد كل حاجة من الدنيا وميعرفش يعني إيه إنسان شاف المر كله عشان بس يشتري شنطة مدرسة، ميعرفش يعني إيه تبوس ايد كبير البلد عشان بس يتوسط لك تدخل الكلية اللي نفسك فيها، تفضل تتعب وتكبر عشان في الآخر بدل ما تسمع العيال في الشارع نفسها تطلع زيك يبقى نفسها تطلع زي سند الكبير، طول عمرك أخد الدنيا كلها وعشان أنا أعيش يبقى أنت لأزم تموت..
رغم صدمته التي تزيد بكل كل كلمة تخرج من فهم الأخر الا إنه سند الكبير، رفع رأسه بكبرياء ورد بنبرة وقورة :
_ لو كنت بصيت جوا كوبايتك من غير ما تبوص عندي كنت شوفت كل اللي عندك يا حضرت الظابط، عموماً أختي دلوقتي وصلت بيت الكبير أما أنت الحكومة اهي…
أنهى جملته ليدخل رجال الشرطة بنفس اللحظة، أخذ نفس عميق قبل أن يقول :
_ لأول مرة ادخل الحكومة في حسابي مع حد بس قولت لأزم تتحاسب بنفس الطريقة اللي كنت بتحلم تضيعني بيها يا حضرت الظابط..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل الكبير كانت تقف سماح بالمطبخ وبجوارها والدتها التي قالت بسعادة :
_الحمد لله همت رجعت مع رجالة سند..
ضربت سماح على صدرها صارخة:
_ يا لهوي ياما وده سبب تفرحي عشانه..
جذبتها والدتها من كتفها مردفة بشك :
_ ومفرحش ليه يا عين أمك اوعي يكون ليكي يد في اللي حصل لبنت عمك..
ردت عليها سماح بمنتهى البرود :
_ مش هي المقصودة كان كل غرضي إن الست الدكتورة تلبسها وتروح في ستين داهية..
لم تتوقع بأبشع أحلامها أن تجد سند خلفها، أرتعب جسدها وحاولت قول أي كلمة لكن الخوف كان أقوى بكثير، لا تعرف ما حديث لها وهي تسمعه يقول :
_ لما رجعتك البيت الكبير كنت فاكرك أذكى من كدة وهتقدرى تستغلي الفرصة دي كويس، من النهاردة مش عايز أشوفك في الكفر كله..
حركت رأسها بكل الاتجاهات رافضة تلك النهاية، ظلت تصرخ بحبه وإسمه إلى إن سقطت فاقدة الوعي لتظل من بعدها عاجزة الباقي عمرها…
____ شيماء سعيد _____
بعد أكثر من ثلاثة أشهر بإحدى العيادات النفسية أنتهي سند من جلسته بابتسامة مرتاحة وخرج ليري وعد تجلس منتظرة دورها، قامت مقتربة منه بتوتر قائلة :
_ خلصت بسرعة كدة ليه؟!..
زادت ابتسامته ورد عليها بنبرة حنونة :
_ متخافيش كله تمام أدخلي يلا دورك..
أومات وتحركت من أمامه بعد عشر دقائق سألتها الطبيبة بهدوء :
_ قوليلي يا مدام وعد أنتِ بتيجي هنا ليه؟!..
تعجبت في البداية من السؤال الا انها قالت :
_ طول عمري بتعامل على إني برنسس لكن في اليوم اللي نزلت فيه تحت رجل سند عشان اغسلها حسيت وقتها إني ولا حاجة، مع إن في ستات كتير بتعمل كدة ومع اني كان ممكن في يوم أعمل كدة بكل نفس راضية بس لما عملتها بالقوة والقهر كانت بالنسبة ليا نهاية الدكتورة وعد، جيت هنا عشان أرجعها وأحاول أعرف ليه بتخيل إهانة أبشع من كدة بسببها راح إبني..
ابتسمت الطبيبة قائلة :
_ طيب تعرفي سند بيه ليه بييجي هنا؟!..
حركت رأسها بتعب مردفة :
_ معرفش بس تقريباً عشان مشكله والده.. أنا بجد مش فاهمة حاجة خالص..
كتبت الطبيبة بعض الأشياء على ورقة صغيرة ثم قالت :
_ لأ هو عمل كدة عشانك أنتِ..
رفعت وعد حاجبها بدهشة قائلة :
_ عشاني أنا ازاي؟!..
_ يمكن مثلاً عشان بيحبك وعايز يبقى إنسان يليق بيكي يا دكتورة..
ابتسمت وعد قائلة :
_ سند مش محتاج حاجة عشان يليق بيا أنا كنت راضية بكل عيوبه، كنت ببعد عشان خايفة يزهق ويبعد عني ومن أول يوم جواز ده حصل للأسف..
بتلك اللحظة ضربت الطبيبة على الجرس الموضوع بجوارها ليدخل سند قامت الطبيبة ثم قالت بهدوء :
_ على ما أعتقد بعد 3 شهور جلسات أنتوا على إستعداد للكلام بشكل أوضح ومن غير خوف..
خرجت وتركت لهما تلك المساحة، قامت وعد من مكانها مردفة بهدوء :
_ أنت مش مجبر تتكلم في حاجة لو مش عايز..
سحبها من كفها وعاد بها لتلك الاريكة ليجلس عليها وهي بجواره ثم خرجت تنهيده طويلة من بين شفتيه قائلا :
_ بس أنا محتاج أتكلم ومحتاج اسمعك يا وعد.
عضت على شفتيها بالقليل من التوتر ثم قالت:
_ هنتكلم في إيه؟!.. أنت قولتلي قبل كده سبب اللي حصل وان باباك كان بيحب ماما الله يرحمها وده ولد جواك عقده، وأنا قولت لك سبب اللي حصلي وقررنا إحنا الأتنين نتعالج، إيه الحاجه الجديده اللي ممكن نقولها دلوقتي..
أبتسم لها لا يعلم إذا كان يريد بث الإطمئنان بداخلها أم بداخله هو، ثم قال بارهاق نفسي واضح:
_ أنا جيت هنا عشان خاطرك يا وعد، مع إني عارف بعقدتي من سنين زي ما بتقولي، بس ما كنتش عايز اتعالج عملت كدة عشانك أنتِ، مستعدة تكملي حياتك اللي جايه معايا ولا لسه شايفة إن في أبواب مسدودة بينا..
ردت عليه بغيظ:
_ تفتكر لو مش عايزه أكمل هكون مجبور أعيش معاك تحت سقف واحد طول التلات شهور اللي فاتوا دول، أنا باجي هنا عشان أقدر أنسى اللي فات وأبدا معاك من جديد..
وضع كفه على كفها وقال:
_ يبقى نبدأ من جديد..
أبتسمت إليه قائلة:
_ مستعد ؟!..
أومأ إليها بحماس طفل صغير مرددا:
_ جداً المهم أنتِ..
_ أنا كمان جدا يا كبير ..
_____ شيماء سعيد ____
بالقاهرة بمنزل صالح الحداد كانت تجلس سمارة بجوار حبيبة بالحديقة قائلة بغضب:
_ أوعي تقوليلي إن قلبك حن وناويه ترجعي للبية بعد ما طلق مراته الجديده والله اطبق في زمارك رقبتك واخلص منك..
ابتسمت لها حبيبة قائلة:
: اهدي شويه على نفسك وعلى إللي في بطنك بدل ما أنتِ قاعدة تحرقي في أعصابك طول النهار..
جزت سمارة على أسنانها قائلة:
_ يا ستي ملكيش دعوه بيا ولا باعصابي ردي عليا يا حبيبه هو أنتِ ناوية ترجعي لحسن بجد؟!..
حركت رأسها وتعلقت عينيها بتلك الشجره الجميله التي أصبحت تدمن الجلوس أمامها ثم ردت ببساطة:
_ حسن صفحة وأتقفلت وأنا عمري ما رجعت أدور في صفحاتي القديمه، ربنا يهنيه ويرزقه بواحده تانية تليق بيه..
ضربتها على كتفها وقالت بحماس:
_ أيوه كده يا بت تربيه ايدي عايزاكي دايما شديدة الرجاله دول ما يستاهلوش غير المعامله بالجزمه..
شهقت فجأة عندما سقط كف صالح على عنقها الناعم وهو يقول بغيظ:
_ 100 مره أقول لك أحفظي لسانك وأبعدي عن أختي ملكيش دعوه بحبيبه يا سماره البت مش قدك..
قامت من مكانها قائلة بضجر:
_ وأنا 100 مره اقول لك ملكش دعوه بقفايا يا جدع الله، بجد مش قادره اتحملك اكتر من كده يا صالح، هغور من وشك أشوف العشا خلص ولا لأ، وهأكل سندوتشين مربى بالمره في سكتي..
قهقة صالح بمرح وظل صامت حتي اختفت من أمامه فقالت حبيبة:
_ بطل تضايق فيها بقى سمارة طيبة جداً وقلبها أبيض وبتحبك قوي كمان..
أبتسم بهيام قائلا:
_ وأنا بعشقها..
جذب حبيبة لتجلس علي نفس مقعده ثم قال:
_ سيبك منها دلوقتي أنا بعرف أتصرف معاها في موضوع تاني عايز أكلمك فيه..
_ موضوع إيه خير قلقتني؟!..
مسح على خصلاتها بحنان وقال:
_ سند وعيلته هيجوا يقعدوا هنا أسبوع أنا مش عارف أنتِ رجعتي من هناك ليه وما رضيتش اضغط عليكي، ممكن ييجوا عادي والا مش تقدري تتحملي وجودك معاهم في مكان واحد؟!..
دق قلبها بسرعه رهيبه بمجرد تفكيرها برؤيتها لفايز الكبير مره اخرى حاولت التحلي بالقوه وهي تقول بنبره خرجت متوتره رغما عنها:
_ عادي يا صالح ينوروا البيت، أنا أنا أقصد يعني ما عنديش أي مشكله معاهم، بالعكس بحب وعد جداً وهمت كمان وما كانش في بيني وبين سند أي تعامل..
حمقاء لا تعلم إنها تربت على يده ويعلمها أكثر من نفسها، رسم على وجهه إبتسامة مرحة قبل ان يقوم من جوارها ويقول بخبث خفيف:
_ طيب تمام خلي الخدم يجهزوا خمس أوض عشان عمه وابن عمته هيجوا..
ذهب وتركها بمفردها لأفكارها الطائشة كانت مذهوله من نفسها بالفعل غير مصدقه إنها مشتاقه لأبن الكبير لتقول:
_ معقول عايزة أشوف فايز قليل الأدب ده..
____ شيماء سعيد ____
بالمساء جلست حبيبة بالمقعد المقابل لفايز مردفة بعصبية:
_ تقدر تقولي إيه اللي أنت عملته ده؟!.
حرك كتفه ببراءة قائلا:
_ وأنا عملت إيه بس يا شيخة حرام عليكي وبطلي افتراء بقى ده انا جايب العيله كلها وجاي أتقدم لك عايزه ايه أكتر من كده…
حاولت بقدر المستطاع إخفاء سعادتها إلا أن العيون دائماً تكشف صاحبها وتظهر ما بداخلهم بمنتهي الشفافية ، ردت عليه بغيظ:
_ ويا ترا بقي إيه إللي فكرك بيا، تلات شهور كانوا كفاية عشان تنسي انك تعرفني أصلا..
غمز لها بوقاحة قائلا:
_ آه يا قليلة الأصل بقي تنسي الفضايح إللي بنا ، يا بت أنا هنا عشان أستر عليكي..
شهقت بقوة من ردوده الوقحة وقامت من مكانها ، جذبها بقوة لتعود على المقعد ثم أردف بقوة:
_ مكنش ينفع أتقدم لك أو أخد أي خطوة قبل ما أخد حقك من اللي اتجرا وحاول يأذيكي .. .
بلعت لعوبها بتوتر قائلة:
_ هو مين ده..
ضحك بمرح مردفا:
_ مش مهم هو مين المهم إني عايز اتجوزك بقي مش هستني أكتر من كدة ردك إيه..
_ عايزة فترة أدرس شخصيتك..
____ شيماء سعيد ____
بغرفة سمارة جلسوا جميعا لتقول وعد لهمت :
_ فرفشي بقى وبطلي نكد سي هادي عقابه هيخلص وتتجوزوا بقى..
غمزت لها سمارة بشقاوة :
_ الا قوليلي قصة الحب دي ظهرت أمتا يا بت؟!..
بعدت همت وجهها عنها بخجل ثم قالت :
_ مش عارفة بس هادي طلع طيب أوي وكمان وقف معايا في أكتر وقت كنت محتاجة لوجود حد فيه..
ردت تلك المرة صافية التي دلفت للغرفة ببطنها المتتفخة وسمعت حديث همت :
_ المهم تاخدي الموضوع خطوة خطوة السرعة مش حلوة.. وأنتِ يا مرات الكبير ناوية على إيه؟!..
تنهدت وقالت بحنين :
_ ناوية أعيش مش ناوية أضيع من عمري وعمره تاني..
____ شيماء سعيد ____
بعد تسع سنوات بإحدى القري السياحية كانت تجلس وعد على الرمال بجوارها ياسين ابنهما الأكبر يلعب مع شقيقه عثمان، وهي تشاهد سند وهو يسبح بحمام السباحة، وضعت كفها على بطنها المتتفخة بابتسامة مرتاحة لما وصلت إليه..
صرخ عثمان فجأة قائلا بغضب :
_ ليه هديت البيت بقالنا ساعة بنبني فيه؟!…
رد عليه ياسين بهدوء :
_ شكله مش حلو وممكن نبني واحد غيره عادي..
جزت وعد على أسنانها قائلة :
_ واد يا سند يا صغير أنت حتى لو شكله مش حلو تعبتوا فيه والا لأ؟!.. وبعدين كان المفروض تأخد رأيك أخوك لأنه شريكك فيه..
صمت ياسين لعدة ثواني ثم أقترب من شقيقه مقبلا رأسه باعتذار قائلا :
_ حقك عليا يا عثمان تعالي نعمل غيره وأوعدك هحافظ عليه مهما كان شكله كفاية تعبنا فيه..
شهقت بخجل مع قبلة سند الوقحة على شفتيها لتقول بعصبية :
_ أحترم نفسك العيال قاعدة..
حرك كتفه ببرود قائلا :
_ ولا يهمني غيرك يا دكتورة..
ابتسمت قائلة :
_ بحب اسمع اسمي منك يا كبير من غير دكتورة دي..
رد عليها بغيظ :
_ بطلي تقولي يا كبير وأنا مش هقول يا دكتورة..
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سند الكبير)