رواية سمو الأميرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم زينب سمير توفيق
رواية سمو الأميرة الجزء الثاني عشر
رواية سمو الأميرة البارت الثاني عشر
رواية سمو الأميرة الحلقة الثانية عشر
– البنت هي نازلي..
قرب حليم من حسان ومسكه من ياقته وهو بيقول بغل – لو أبنك آذى أختي انا هموته قدام عينيك.. هقتله وهقتلك بعده
بيبرس كانت عيونه بتبص للحاجات اللي في الصندوق بدهشة رسومات كتير لنازلي، كلمات ورسايل ليها، تمنيات وأحلام بيتمنى يعيشها معاها.. قلق أنتشر جواه فظيع بعد اللي شافه
– نازلي مستحيل تكون في أمان مع واحد زي دا
بدأ الكل يلف حوالين نفسه وهما بيفكروا فين ممكن يكونوا؟
– المملكة ودورنا وفتشناها حتة ..حتة وكل مخبأ فيها كمان، حوالين المملكة ومفيش ليهم آثر، بعتنا أخطار لكل الممالك المجاورة ومحدش شافهم.. أية المكان اللي ممكن يكون أخدها فيه؟ مكان ميجيش على بال حد
بيبرس – فين الحارس اللي قالكم أن نازلي أتخطفت؟
بعد لحظات كان قدامه الحارس بيبصله بإرتباك بسبب نظراته المتفحصة.
– قولتلي أن أنت اللي شوفت الأميرة وهي بتتخطف صح؟
– أيوة ياأمير سمعت صوتها وهي بتستنجد بحد في جناحها روحت علشان أساعدها بس هو ضربني حاولت ألحقه وأنقذها وأنادي عليكم بس ملحقتش
– خرج بيها من البواية الشرقية طبعًا اللي موجودة ناحية جناحها
– أيوة ياأمير كأنك كنت موجود يومها بالظبط
– تمام.. أمشي أنت دلوقتي
بعد ما خرج بصلهم و – خلي حد يراقبوه، الولا دا وراه حاجة
بصوله بعدم فهم فشرح – البوابة الشرقية كانت أقرب بوابة لقاعة الأحتفال وكانت مزحومة جدًا يومها مستحيل سفيان كان يخرج بيها من هناك.. وتأكيد الولا الغبي دا للموضوع يبين إنه عارف حاجة وبيحاول يضللنا
لف حوالين نفسه و – بما إنه مش هيقدر يهرب بيها من البوابة الشرقية، والبوابة الرئيسية عليها حراس، والبوابة التالتة علشان يروحلها لازم يعدي الحديقة.. وهو مش هيخاطر أن حد يكون موجود هناك ويشوفه.. هيكون خرج بيها أزاي ومنين؟
نطق رشيد فجأة – السرداب..
بص لحسان و – أبنك يعرف عن السرداب؟
بتوتر نطق الوزير – أيوة انا قايله عليه علشان في أي ظروف خطيرة يعرف يطلع من القصر
بصولهم بعدم فهم فشرح رشيد بتعب – السرداب دا زي بيت تحت الأرض عامله علشان الأزمات أو أي محاولات هجوم علينا مفاجئة نعرف نحتمي فيه غير إنه فيه سجن مشـدد بيتحط فيها المتهمين بجرايم معينة، وفيه بوابة بتوصل للغابة..
حليم بلهفة – طيب أنتوا مستنيين أية؟ يلا ننزل..
وهما بيطلعوا لمح بيبرس خيال بيختفي من قدامهم.. لكنه مهتمش!
****
أتفتح باب صغير من الخشب وبدأوا ينزلوا سلالم صغيرة لحد ما وصلوا لمكان ضلمة تحت الأرض روائحه غير لطيفة، بدأوا يكحوا بتعب وهما بينوروا بالكشافات في المكان
دوروا في أجزاء البيت الأول، وبعدها دخلوا على السجون كانوا تلاتة دوروا في أتنين وعند التالت لما فتحوه كان فيه بعض من مظاهر الحياة، بواقي أكل.. غطاء، هدوم.. دم!
قرب حليم بسرعة من المكان، يدور فيه كويس هنا وهناك وهو بيقول – كانوا هنا! سفيان.. سفيان لو أنت هنا أخرج، سلملي أختي سليمة وانا مش هقربلك
حسان برجاء – يابني طلعنا فاهمين غلط، نازلي دي بنت عمتك.. سفيان
لكن مفيش رد!
بخيبة أمل رشيد قال – شكله هرب!
– هنلاقيه أزاي دلوقتي!
– فين بيبرس؟!
بصوا حوالين بدهشة، مكنش موجود وسطهم!
في الغابة اللي حوالين القصر، أتفتح باب حديد وسط الأرض حواليه أشجار كتير، أترمى جسم نازلي على الأرض ولحظات وظهر سفيان، قفل الباب ورجع يبصلهها كان شكلها مرهق ومغمى عليها، في آثار ضرب وجروح في وشها وجسمها..
قرب يحضنها ويرفعها عن الأرض بصلها بحزن وأيده بتمر على خدوشها – انا أسف أنتِ اللي بتخليني أعمل فيكِ كدا.. متهددنيش ببعدك وانا مش هآذيكِ..
بصلها وهي قافلة عيونها بتعب و – أسف كمان إني ضربتك على راسك.. بس أنتِ أستفزتني وأنتِ رافضة تمشي معايا بعد ما عرفت إنهم عرفوا مكانا، كنتِ عايزاهم يلاقوكِ وياخدوكي مني تاني!! بتحلمي يانازلي مش بعد دا كله
وقف وهو بيشيلها وبيكلمها كأنها صاحية وواعية وسمعاه – يلا مفيش وقت لازم نمشي من هنا
بدأ يجري بيها على قد ما يقدر، قبل ما يقف في مكانه بصدمة وهو بيلمح بيبرس اللي ظهره من وسط الشجر..
بيبرس اللي أبتسمله بشر قبل ما عيونه ما تقع على نازلي وحالتها ويرجع يبصله بغل..
سفيان بتهديد – سيبني أمشي بيها بدل ما آذيك
بصله بسخرية وفتحله دراعاته – انا قدامك أهو، يا تموتني يا أموتك، لأنك مش هتقدر تمشي بيها خطوة زيادة غير على جثتي
سندها سفيان على شجرة ورجع يبصله بإصرار وشـر – يبقى أنت اللي جبته لنفسك
خرج سيفه من الجراب، وطلع بيبرس سيفه، قربوا الأتنين من بعض بخطوات مجنونة بدأوا يتبارزوا وكل واحد بيتلافى سيف التاني ببراعة!
سفيان قائد جنود وياما قاد حروب
وبيبرس مجرم الحروب، اللي ميعرفش غير الدم عند الدفاع عن ممتلكاته!
قدر سفيان يعور بيبرس في كتفه ناحية قلبه، ضحك بغرور و – قولتلك إنك مش قدي أبعد بدل ما آذيك أكتر
أقرب منه بيبرس في أندفاع ومن غير ما يستوعب سفيان كان بيعوره في أماكن محددة في جسمه.. أوجاعها وآلامها مميتة!
وقع على الأرض يصرخ بآلم، قرب بيبرس من نازلي بسرعة بعد ما رمى سيفه، خدها في حضنه مش مصدق إنه شافها بعد دا كله
لمح حالتها وجروها بصله بغل – يابن الـ*** مش هرحمك والله ما هحرمك
قالها وهو بيقرب عليه يضرب فيه بجنون وغل وعنف، كتير لحد ما أيديه أحمرت وأتعورت من ضربه والتاني فقد الوعي..
حس بأصوات خطوات بتقرب منهم، صرخ حليم بأسمها – نازلي
قرب حسان منه وحاول يبعده عن أبنه، سابه بصعوبة ورجع بص لمكانها كان حليم شالها ومن غير كلام مع كد مشى وسابهم.. رجع للمملكة.
زفر رشيد بأرتياح شديد وهو شايف بنته أخيرًا قدام عيونه من تاني
بص لحسان وأتنهد بقلق.. لكن.. لسة الحكاية مخلصتش!
****
صرخت ميرال بغضب بعد ما عرفت برجوع نازلي – هي دي مبتموتش..
فركت سوزان أيديها بقلق وبدأت تمشي رايح جاي بخطوات عصبية لفتت أنتباه ميرال – فيه أية ياماما؟
– في مصيبة، أبوكي مش هيرحمني.. دي هتكون نهايتي
بصتلها بتفاجئ وقالت بأستدراك – أنتِ ورا اللي حصلها دا؟
عضت على شفايفها وهي بتومئ بنعم و – حسيت وجودها بدأ يعمل مشاكل فقولت أخلص منها متوقعتش كل دا يحصل، وتكون هي سبب كشف كل حاجة
– كل حاجة! تقصدي أية؟
– مش وقتك ياميرال دلوقتي، سيبني في اللي انا فيه
سندت دينا نازلي على السرير وهي بتبصلها بدموع، بدأت تغيرلها هدومها وتعالج جروحها، وسط اللي بتعمله حست بنازلي بدأت تفوق وتتآوه وهي بتفتح عيونها ببطء
بصت حواليها برعب سرعان ما تحول لزهول لما لمحت دينا..
شهقت بصدمة وسعادة – دينا!!
بصت حواليها.. هي في جناحها! كل دا كان حلم؟ ياريته حلم.. أو كابوس بشع، بصت لحالتها عرفت إنه حقيقة بس هي دلوقتي رجعت مكانها.. دا المهم!
أتعدت بلهفة فصرخت من الوجع نادت أسمها دينا بقلق – أميرة..
أتفتح باب الأوضة وطل منه بيبرس يبصلها بلهفة مقدرش يتحكم فيها اول ما سمع صوتها
مصدقش أنها قدامه وصاحية، سمع صوتها، قرب منها بلهفة.. قعد جنبها على السرير وحضنها بعنفوان غمض عيونه براحة و – نازلي.. الحمدلله.. الحمدلله إنك هنا من تاني
بصتلهم دينا ببسمة وأنسحبت من الأوضة بخفة، بعد عنها ومسك وشها بين كفوفه يبصلها بتفحص ولهفة – قوليلي كل حاجة، حصل فيكي أية، عملك أية..
بلع ريقه بصعوبة و – أعتدى عليكِ؟
نفت براسها فأبتسم براحة وهي بتكمل – مفيش غير الجروح السطحية اللي أنت شايفها دي.. كنت كل ما أطلب يخرحني او أعصبه يعمل فيا كدا..
قربت منه تحضنه وتخفي وشها فيه وهي بترتعش وتفتكر اللحظات دي – كان غريب أوي يابيبرس نظراته وكلامه.. مكنش سفيان اللي أعرفه! قال كلام غريب و.. أنا كنت حاسة إني مش هشوفكم تاني، مش هعيش، كنت حاسة لو عصبته في لحظة ممكن يقتلني
بدأت تنهار وجسمها يرتجف وهي بتتابع – قالي إنه أصلًا خطفني علشان يقتلوني، لية يقتلوني؟ انا معملتش حاجة لحد، مأذيتش حد..
رفع أيده يملس على شعرها وهو بيحاول يهديها و – أشش اهدي كل دا عدى خلاص..
كمل بعيون بتنبض بشر – انا هجبلك حقك منه.. المهم أنتِ ترتاحي.. ماشي؟
بعدها عنه.. مـد أيده يمسح دموعها برفق و – مش عايز أشوف عيونك دي بتعيط، العيون دي ميلقش عليها الحزن
أبتسمت وهي بتبصله، أفتكرت حاجة فبعدت عنه فورًا و – أبعد عني، مينفعش اللي بتعمله دا، أنت جوز ميرال.. أختي!
– انا متجوزتش ميرال
جه صوت ميرال في الخلفية – بسببك ياحبيبتي فرحنا أتلغى بس خلاص رجعتي وبقيتي كويسة.. مبقاش في حاجة تمنعنا دلوقتي من الجواز.. ولا أية ياحبيبي؟
قالتها بعد ما وصلت لبيبرس ولفت أيديها حوالين دراعه، بصلها بتأفف و – أنتِ مبتزهقيش؟
بص لنازلي اللي ملامحها كانت شحبت وهو بينطق – متسمعيش لكلامها، انا قولتلك قبل كدا مش هتجوز غيرك يانازلي
بصتلهم بدموع وأستريحت على السرير، رفعت الغطا عليها لحد وشها وهي بتقول بصوت مكتوم – ممكن تسبوني لوحدي انا تعبانة وعايزة أنام
– نازلي!
– لو سمحت
بصلها بقلة حيلة وهو شايف التعب في عيونها، قرر يسيبها ترتاح ويرجعلها تاني، مسك دراع ميرال وشدها بعنف منه لحد ما طلعوا من أوضتها، زقها بعدها علشان تقف قدامه كانت هتقع بس لحقت نفسها في أخر لحظة
بدأ يقرب منها وهي تبعد بخوف وهي شايفة نظرات عيونه مليانة جنون وكأنه معندوش أي مانع إنه يقتلها دلوقتي!
نطقت أسمه بخوف – بيبرس!
– انا مش حذرتك.. أنتِ جنس ملتك أية؟ قولتلك مش عايزك.. مش حابك، مش هتجوزك.. أي كلمة من دول معناها مش مفهوم!
وصلت للحيط وسندت عليه برعب، قرب لحد ما وصلها رفع أيده ولفها ببطء حوالين رقبتها، ضم أيده حوالينها من غير ما يشـد بعنف و – أخر تحذير ليكِ أبعدي من وشي ومتكسبيش عداوتي علشان مندمكيش على كل لحظة عرفتيني فيها..
نفض أيده عنها بقرف و – اللي اتفقنا عليه هيحصل، هنقول أن كل اللي حصل دا مجرد سـوء فهم وبس.. وأنتِ هتأكدي على كلامي
زقها بعيد عن وشـه و – أمشي من وشـي.
****
– أعتقد جه وقت المواجهة..
تنهد رشيد بتعب و – حاضر ياحسان، هسمعك اللي عايز تسمعه، من أكتر من عشرين سنة لما خرجت أنت للحرب بأوامر من أبويا الملك بما إنه كان بيثق فيك كقائد حرب أكتر مني شخصيًا .. وسبت أختك عندنا أمانة لحد ما ترجع وكان دا شرطك الوحيد إننا نحافظ عليها.. أبويا كان بيعتبرها بنته، قربها مننا وعرفنا عليها، غصب عني لقيتني بحبها، وهي بتحبني.. كنت متجوز سوزان بنت عمي في الفترة دي.. بس دا ممنعنيش إني أحبها حاولنا كتير أنا وهي نحارب المشاعر دي بس مقدرناش
بص في الأرض بحرج ودموع وهي بيفتكر ذكرياته معاها – لما عرفنا إنها حامل مكنش عندي أستعداد أسيبها تواجهه المشكلة لوحدها ومكنش عندي الجراءة إني أواجه أبويا بالحقيقة، ملقيتش قدامي غير سوزان ألجئلها علشان تساعدنا.. فكرت قلبها ممكن يحن خاصةً وجيهان كانت صحبتها، سوزان عرفت الحقيقة وسكتت خالص وقالت إنها هتكتم على الأمر وهتستني لحد ما جيهان تولد وهتتصرف، كان في مرض معدي منتشر في الوقت دا اقنعنا الملك إن جيهان مصابة بيه وخلناها تقعد في جناح لوحدها معزول طول فترة حملها
لحد ما جه وقت الولاد..
كتم غصة في حلقه و – كنت واخد قراري أول ما هتولد هاخدها وأروح بيها وبالطفل لأبويا وأقوله كل حاجة ومش هيهمني حاجة.. لكن أافاجئت بسوزان بتطلعلي بنازلي وبتقولي أن جيهان ماتت!!
ملحقتش أستوعب الأمر وجالنا خبر أنك رجعت من الحرب.. معرفتش أتصرف اليوم دا، أخدت نازلي في حضني ودخلت جناحي وقفلت عليا.. حتى جيهان مودعتهاش!
طلعت تاني يوم وانا مستني حبل المشنقة منك ومن أبويا على أساس كل حاجة أتفضحت لقيت سوزان عرفت تظبط كل حاجة وتقنعكم أن جيهان ماتت بسبب المرض وكتمت على الموضوع.. لكن بشرط.. مجبش سيرة جيهان تاني على لساني ولا حتى أسال عن قبرها وأنسى أن بنتي تتساوى بعيالها!!
قربت منها، تبصلها بغل وحقد و – حتى بنتك زيـك، ماسكة في الدنيا بأيدها وأسنانها، مبتطلعوش منها بالساهل..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سمو الأميرة)