روايات

رواية سمو الأميرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير توفيق

رواية سمو الأميرة الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب سمير توفيق

رواية سمو الأميرة الجزء الثالث عشر

رواية سمو الأميرة البارت الثالث عشر

سمو الأميرة
سمو الأميرة

رواية سمو الأميرة الحلقة الثالثة عشر

كانت نازلي قاعدة في حديقة القصر، الجو رجع عادي بعد ما انتهى فرح أسمهان ورجعت الضيوف لممالكها، فضل بس بيبرس علشانها، لحد ما يطمن إنها بخير
قالوا إنهم متفقوش هو وميرال ولغوا الفرح، أعترفوا بنازلي إنها بنت رشيد وإنها كانت مسافرة ولسة راجعة، كل شئ بيميل إنه يكون مثالي
إلا أختفاء سوزان اللي من أول ما عرفت إن الحقيقة أتكشفت وعرفوا إنها أتفقت مع حسان وسفيان إنهم يقتلوا نازلي، وعرفت إن بعد النبش في الماضي في شك بدأ يملى قلوبهم ضدها.. أختفت في لحظتها!
قـرب بيبرس منها، كانت قاعدة على مرجوحة مليانة ورود، وكانت هي لابسة تاجها المليان ورود المعتاد وفستانها لبني فاتح.. كانت جميلة زي العادة وزي أول مرة شافها فيها.. تسحر العين
وقف وراها وبدأ يـزق المرجوحة أبتسمت لما حست بيه ولفت تبصله وتنطق اسمه بلهفة – بيبرس..
بصلها للحظات بتأمل و – مش ناوية تحني بقى وتوافقي؟
تغيرت ملامحها للحزن – صعب يابيبرس أعمل كدا وخصوصًا دلوقتي.. ميرال مهما كان أختي مقدرش أجرح مشاعرها كدا
توقف عن هـز الأرجوحة وظهر عليه الغضب – اللي خايفة على مشاعرها دي كانت زمانها بقيت مراتي وولا فكرت فيكِ للحظة..
كمل هازئًا – ولا في مشاعرك رغم إنها عارفة إننا بنحب بعض
بدموع – عارفة بس انا مقدرش أبقى زيها، على الأقل نديها فرصة تستوعب، انا بعمل كدا لأني بحبك وفاهمة شعورها
زفر بضيق و – ماشي يانازلي لما نشوف أخرها
بصلها برجاء وتابع – طيب خطوبة حتى؟
نفت برأسها وبسمة خفيفة ترتسم على ملامحها، مين يصدق في لحظات ممكن يتقلب العالم من شرقه لغربه، مشاعر حد تختلف من قمة الهدوء والثبوت للجنون.. جنون الحب زي اللي ظاهر في عيون بيبرس دلوقتي وهو بيبصلها!
– عارفة لما شوفتك.. حسيت بالخطر، حسيت إني هعمل حاجة مختلفة عني في يوم علشانك، مكنتش أعرف أنتِ مين ولا أية حكايتك، بس كنت عارف إنك هتغيرني
مالت على كفه اللي ساند على مسند المرجوحة تسند عليه بوشها بدلال و – وأية رأيك في التغير حلو ولا وحش؟
بصلها بتآثر – أحلى تغير حصل في حياتي.. دلوقتي انا مبفكرش مين هيشوفني وهعمل أية ودا غلط ودا صح.. مبقاش يهمني حاجة لو حد شافني بعمل حاجة غلط.. زي كدا دلوقتي
مال ناحيتها بسرعة وبـاس خدها، عيونها وسعت مرددة بخجل – بيبرس
– عيونه!
تنهد بعمق و – مش قادر استنى عايز أضمن أنك ليا قبل ما تحصل أية حاجة جديدة، عيلتكم طلعت بتاعة حوارات وأنا خايف..
ضحكت بخفة عليه ومتكلمتش، بصت للسما بشرود وهي بتتمنى أن كل حاجة تكمل زي ما هي على خير كدا..
****
قابلت في طريقها لجناحها وبيبرس معاها حليم اللي بصلهم بضيق وشزر، قربت منه تحضنه بسعادة – حليم!
مسد على شعرها بحنان وأبتسملها رجع يبص لبيبرس بحدة و – هو انا كل ما هشوفها هلاقيك جنبها!
بيبرس بلامبالاة – ما دا بديهي! انا هنا علشانها
– بس متفضلش لازقلها كدا، أسمع انا معجبنيش الحال دا، مفيش حاجة رسمية ومش سايبها أومال لما يبقى فيه! احنا لازم نقعد مع ابوك ونحط النقط على الحروف
بيبرس بحماس – أيوة انا بقول كدا برضوا، تعالوا نحدد معاد الفرح
– هنحدد معاد سفرك ورجوعك على مملكتك
بهتت ملامحه وضحكت نازلي عليه، بصلها بغيظ و – شايفك.. مش زعلانة من كلامه
هـزت كتفها بدلال، حاوطها حليم وبصله – ملكش دعوة بيها كلامك معايا، أنت لازم ترجع مملكتك، وجودك دلوقتي ملهوش لازمة، لأننا مش بنفكر نجوز نازلي دلوقتي
– نعم ياأخويا! وكتب كتابها على بيجاد دا كان أية؟
– شوفته حصل؟
– كان هيحصل..
– كانت لحظة تهور وراحت لحالها
برجاء – اتهوروا تاني
– أحنا ناس بتتعلم من أغلاطها ياسيدي
بص لنازلي وأتغيرت ملامحه للجدية – سفيان صحي..
كان دخل في غيبوبة نتيجة ضرب بيبرس المبرح ليه وخاصةً على راسه، تغيرت ملامح بيبرس للأجرام و – أخيرًا.. سبهولي بقى
قالها وهو بيمشي ناحية جناحه، وقفه حليم لما مسك كتفه – أنت مش هتدخل، هنحاسبه بالقانون، مهما كان دا أبن خالها
– قوانين اية اللي نتعامل بيها مع واحد زيـه، دا مينفعش معاه غير طريقة واحدة..
بصله برفعة حاجب وسخرية – مين بيتكلم! بيبرس باشا المنضبط الهادئ
بص لأخته – أية اللي عملتيه في الواد.. بركاتك
نازلي بخجل – على فكرة هو كان عنده أستعداد للأنحراف
– انتِ مجرد الزناد يعني
تدخل بيبرس بعصبية مكتوبة – هسبهولك بس لو فكر يقرب منها تاني التعامل هيكون مختلف.
****
قرب حسان من ابنه، رمق حالة أبنه المزرية بإشفاق، بصله سفيان بملامح مرهقة، نطق حسان بلوم – ينفع اللي عملته دا..
بصعوبة نطق – أنت السبب، كنت دايمًا بتخليني أراقبها، غصب عني أتعلقت بيها وحبيتها
– أنت عارف دي طلعت مين؟ بنت جبهان أختي!
بصله بتفاجئ، فشرحله حسان كل حاجة وسـط زهول من سفيان.
– فعلتك كانت صعبة عليا قبليهم، صح كان طلبي من البداية بس.. دلوقتي لازم نتعاقب، انا وأنت هنخضع للمحكمة أول ما تبقى كويس، لازم ناخد عقابنا
نطق من بين أسنانه – وهـي..
حسان بجدية – هتنساها، من أنهاردة هتبقى بنت عمتك وبس، وزي أختك..
نفى براسه ينطق بغل – مش بعد دا كله تقولي كدا، مش هسيبها لغيري
– مش هتاخدها غصب عنها، الكل هيمنعك وهيقف ضدك وانا قبلهم كمان، مش هسمحلك تآذي أخر حاجة بقيالي من أختي
ملامح الشر اللي لمحها سفيان على وش باباه عرفته أن صمام أمانه تخلى عنه، هيواجه الكل لوحده، مفيش ضهر يحميه، هيكابر ويكمل، ولا هيضعف ويستسلم!
****
بالليل، طلت نازلي في شرفتها كعادتها، في حضنها سمارة، بصت للسماء بشرود وأبتسامة خفيفة على ملامحها
– الحلو سرحان في أية؟
بصت جنبها بخضة لقيته بيبرس بيبصلها بأبتسامة مـد أيده ليها فبدأت سمارة تفرك في حضنها وهي عايزه تروح له، سابتها نازلي فنطت لحضنه.. حضنها بيبرس وبدأ يلعب في شعرها وهو بيضحك – الحلو مشتاقلي ولا أية؟
نونوت سمارة وهي مبسوطة ونازلي بتبصلهم ببسمة خفيفة.
– سهرانة لية؟
– كنت بفكر
– فيـا؟ هتندمي لو قولتيلي غير كدا
عضت على شفتيها بخجل، قرب من السور اللي بيفصل بينهم ومـد أيده يبعد شفايفها من بين أسنانها – متعمليش كدا تاني..
تنهد و – انا بس اللي مفروض اعمل كدا
فتحت عيونها بصدمة تزامن مع خبط على باب جناحها وفتحه وصوت حليم بيظهر في المكان – نازلي أنتي هنا
أتصدمت هي وبيبرس اللي ظهر التوتر عليه وسمارة اللي بقالها ساعة ساكتة ومرقباهم بملامح ساكنة قررت تنونو بجنون فجأة وتفضحهم..
– اشش أهدي.. أهدي
مهديتش ولمح حليم بيقرب من الشرفة، رمالها سمارة ودخل يجري لجناحه وقفت تضحك عليه بعدها أتعدلت في وقفتها مع دخول حليم ليها
– أنتِ هنا
قرب يبص حواليه وكأنه بيدور على حاجة
سألته بجهل – في حاجة؟ بتدور على أية؟
– مفيش
لاعب شعره بتوتر حست أن في حاجة سألته بحنان – في أية؟
– عارف إنه مش من حقي أطلب كدا بس عايزك تقربي من ميرال، هي حابسة نفسها من ساعة اللي حصل ومش راضية تكلم حد ولا تطلع من جناحها، حاولي تتكلمي معاها، أستحملي عصبيتها في الأول، ميرال عصبية بس طيبة جدًا والله، ماما كان ليها تأثير سئ عليها، هتلاقيها بتلين معاكِ بسرعة
– حاضر.. هحاول، صدقني انا اللي بعدني عنها مش لأني زعلانة منها انا بس حاسة بالكسوف منها.. اللي هي فيه بسببي
مسك ايدها و – أنتِ ملكيش ذنب الحوار دا غلطها هي من البداية لأنها عارفة إنه مش بيحبها وكملت معاه، والقلوب مفتاحها مش بإيدينا.. الحب مش بإيدينا يانازلي، دي مش غلطتك.. انا مش بطلب منك كدا علشان ليكِ ذنب، انا بس عايز أصلح غلطت أهالينها زمان ونبقى عيلة واحدة وعايزك تساعديني
– متقلقش انا فهماك وحاضر هكلمها
– وماما..
ظهر صوت بيبرس وراه – مش عايز شيكبون بالمرة؟
بصوله بفزع كمل هو بضيق – في أية عمال تطلب منها تكلم دا وتدادي دا، هي مالها
– وانت مالك؟ بتدخل في أمورنا العائلية لية
شاور لنازلي و – لأنها أموري العائلية
– ياصبر أيوب، قولتلك لحد دلوقتي مفيش حاجة رسمية، أتفضل أدخل وسيبني أتكلم مع أختي بدل ما أرفض عرضك اللي لسة مقدمتوش وأحلف ما تاخدها
بصله بغضب و – متقدرش…
تدخلت نازلي بينهم تقول برقـة – ممكن تهدوا؟
بصلها بيبرس ونظراته رقـت – ممكن طبعًا
بعدها حليم من مكانها وواجه هو بيبرس – متبصش ليها كدا، يلا أنت كنت جامد وناشف كدا وراجل ملو هدومه أمتى بقيت ملزق ومتطقش كدا!!
نازلي – خلاص حليم لو سمحت علشان خاطري كفاية، كنت هتقول أية بخصوص سوزان هانم؟
تنهد بتعب وخوف – مش لاقيها خالص، خايف يكون حصلها حاحة
ربتت على كتفه بحنان – متقلقش سوزان هانم قوية هتلاقي رجعت لوحدها.. سيبها تستجمع نفسها، اللي حصل مكنش سهل
بيبرس بغيظ – انتِ أزاي بتتعاملي وتتكلمي عنها بالطريقة الهادية دي! دي حاولتك تقتلك
– في حاجة يمكن تجاهلها الكل لكنها لفتت انتباهي، أبويا لما حب أمي كان متجوز سوزان هانم قبلها، عرفها عليها! في بيتها وقدامها كمان، أكيـد حست إنها مستغفلة، انا سـت وأديها عذرها في كرهها ناحيتي بالطريقة دي، مش بقول إنها صح، مش هقول إني مسمحاها كليًا بس.. عذراها!!
بصلها حليم ببسمة دافية، كل مرة أخته بتبهره بطيبتها!
حضنها بحب – مش لاقي فيكِ غلطك، انتِ أزاي مثالية كدا؟
بيبرس – بحب كل حاجة تكون مثالية في حياتي، علشان كدا أنتِ بقيتي من نصيبي..
– هتبقى، لسة هتبقى، والله وأعلم! يمكن متبقاش!
بصله بيبرس بغيظ ونازلي بتضحك عليهم
****
– سـوزان هانم ظهرت وعندها رسالة طلبت أوصلها لحضرتك
قالها حارس ما للملك رشيد اللي ملامحه أرتسم عليها الجمود
– أية هي الرسالة؟
– عايز أحب ما لقلبك، تعطيها أحب ما لقلبها..
قالها وهو بيعطيه ظرف ما، فتحوه كان فيه ورقة مكتوب عليها بخط مرتعش عارفه كويس!
– رشيد انا مستنياك.. تعالى
همس بصوت يرتجف – جيهان!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سمو الأميرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى