رواية سليمة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميمي عوالي
رواية سليمة الجزء الرابع عشر
رواية سليمة البارت الرابع عشر
رواية سليمة الحلقة الرابعة عشر
سامى بغل : لو وصلت انى اقتلها عشان احرق قلبه عليها هقتلها ، فيا اما تساعدينى عشان يطلقها يا اما هقتلها و هتبقى انتى كمان شايلة ذنبها زيى بالظبط
سهير و هى مبرقة عينيها برعب : انت اتجننت ، يعنى ايه تقتلها ، هو الغل وصل بيك لكده ، اعقل يا سامى و ماتوديش روحك فى داهية ، احنا عايشين مبسوطين و ماحدش فينا ناقصه حاجة
سامى بغضب : انا ناقصنى ، ناقصنى احب و اتحب ، ليه هو يعيش متهنى و غرقان لشوشته و انا لا ، ليه استكترها عليا و هو عارف انى كنت بعشقها عشق
سهير بمسايسة : لانه كان عارف ان جوازكم من بعض هيظلمكم انتم الاتنين ، لانها ماكانتش بتحبك ، فلا انت و لا هى كنتم هتبقوا مبسوطين بجوازكم ده
سامى : و ايش عرفه هو ، ايه اللى يخليه يتدخل و يتحكم فى مصايرنا
سهير : طب بلاش دى ، بقى انت يا سامى كنت هتتحمل نادية و مرضها و تشيلها زى ما هادى شالها
سامى بسخرية : هادى … شايفك بقيتى تتباسطى اوى مع اللى سرق حلم اخوكى
سهير و هى بتهرب بعنيها منه : ما تنكرش انه بنى ادم محترم و يتحب
سامى : و ما انتى كنتى متجوزة بنى ادم محترم و برضة يتحب ، ما عيشتيش ليه معاه
سهير : ما حبتهوش ، و طريقة عشرته ما ناسبتنيش
سامى بغل : و انا بقى كل الكلام ده مايخصنيش ، انا اللى يخصنى حاجة واحدة و بس ، ان رحيم يفارق سِليمة مهما ان كان التمن ، لازم تقررى من دلوقتى انتى معايا و اللا لا
سهير بتوتر : ما هو اللى انت عاوزنى اعمله ده مش سهل ابدا ، هجيبلك انا الحاجات دى ازاى
سامى بمكر : بسيطة ، تروحى تقضى مع عيالك يومين ، و وانتى هناك هتقدرى تتصرفى و تجيبيلى اللى انا عاوزه حتى لو خدتيه من على احبال الغسيل
سهير بتفكير : تقصد اطلع اخودهم من فوق السطوح
سامى : ااه و ليه لا ، اكنك طالعة تنشرى حاجة ليكى ، و نقى بقى و اختارى براحتك و على ذوقك ، بس عاوز حاجات حلوة من اللى بالى بالك ، ركزى و استنضفى ، و اوعدك انك لو قدرتى تعملى اللى انا عاوزه .. ليكى عندى عشرتلاف جنية هدية منى ليكى
سهير بتنهيدة و هى بتوزن الكلام فى دماغها : حاضر يا سامى ، هعمل لك اللى انت عاوزه
يوم افتتاح الدار .. كل اخوات رحيم كانوا متجمعين مع رحيم و سليمة ، و كانوا فرحانين لهم جدا ، الا ربيع و ليلى اللى حضروا معاهم لمجرد انهم يشوفوا و يتفرجوا و يقيموا المصاريف اللى اتصرفت على الدار
الافتتاح كان عبارة عن تلاوة من القرآن الكريم بصوت الشيخ مدبولى وسط الحضور من الرجالة و بصوت سليمة وسط اللى حضروا من الستات ، و رحيم كان دابح خروف كبير و عامل و ليمة عازم عليها كل اللى خضروا ، و ابتدى العمل الفعلى فى الدار من تانى يوم على طول ، و الشيخ مدبولى حدد لسليمة يومين بس فى الاسبوع تحفظ فيه البنات الصغيرين ، و قال لها ان باقى الاسبوع لازم تواظب على حفظ الاجزاء اللى باقية لها عشان تختم القرآن و تاخد إجازة بالتحفيظ و تقدر تحفظ معاهم بمشاركة اكبر
و كانت سليمة سعيدة جدا بالعدد الكبير اللى قدم فى الدار عشان يحفظ القرآن ، و اللى ساعدهم على كده اجازة المدارس اللى كانت ابتدت
بعد افتتاح الدار باسبوع كان افتتاح الهايبر ماركيت بتاع عبد الهادى و ناهد ، و اللى كانوا استعدوا له اتم استعداد و عملوا له دعاية كبيرة جدا بمساعدة رامى و سلوان اللى كانت دايما بتدعم ناهد و بتشجعها
و كانت ناهد خلال فترة التحضيرات من غير ما تاخد بالها .. قلبها اتعلق بعبد الهادى ، اللى شافت فيه كل الصفات الحلوة اللى كانت بتتمناها من زمان فى شريك حياتها ، شافت رجولته و جدعنته ، شافت خوفه من ربنا فى كل تعاملاته ، شافت امانته و مراعيته لكل اللى حواليه ، شافت بساطته فى حياته و عدم كبره و لا تجبره على اللى اقل منه او اللى بيشتغلوا عنده ، و كان اكتر يوم علم معاها ، لما كان واحد عنده فوق الخمسين سنة كان جاى بيسال على شغل ، و كان مظهره بيدل على حالته المتواضعة جدا ، و لقت عبد الهادى قعده و قعد قصاده و قعد يدردش معاه و عرف منه انه كان عامل فى ورشة خراطة ، و كان عايش نوعا ما مقضى مصاريف بيته و ولاده ، لحد ما صاحب الورشة مات و ولاده باعوا الورشة و اتغير نشاطها و اصبح بدون عمل ، و لقت عبد الهادى استأذن منه و سابه و طلب منه يستناه شوية ، و راح على المخزن غاب فيه حوالى نص ساعة ، و رجع و معاه كرتونة كبيرة مليانة من خيرات الله ، و لقته اداها للراجل و قال له .. خد دى و تعالى لى من بكرة ان شاء الله ابتدى شغل ، الراجل ما كانش مصدق نفسه من الفرحة و سأله ان كان بيتكلم جد ، و سأله هيشغله ايه ، فعبد الهادى قال له … ما تقلقش ، رزقى و رزقك على الله
و لما الراجل راح له تانى يوم لقى عبد الهادى اداله طقم لبس ، عبارة عن بنطلون و قميص ، و قال له انت هتبقى مسئول انك تجمع العربيات من عند الكاشير و ترجعهم مكانهم تانى ، لكن حاليا ادينا كلنا بنساعد بعض فى توضيب المكان و هتاخد مرتبك حاليا باليومية ، و من اول الماركيت ما يشتغل هيبقى بالشهر
ناهد كانت كل ما تلمح الراجل ، و كانت تشوف البسمة و الرضا ماليين وشه ، كانت تفتكر اللى عب الهادى عمله ، و تفتكر ان طول المدة دى قبل الافتتاح كان بيطلع يومية الراجل ده من جيبه الشخصى ، و مارضيش ابدا انه يطلعها من حسابات الماركيت قبل الافتتاح
كان كل يوم بيكبر فى عيونها بتصرفاته و رجولته ، و حبه لولاده ، و اخلاصه لاختها حتى بعد فترة رحيلها دى كلها
و اما كانوا يتجمعوا مع بعض فى الماركيت وقت الاستراحة ، كان بيبقى كل كلامهم على ولاد عبد الهادى ، و خصوصا فهمى اللى كان بيصمم يروح مع ناهد الماركيت فى معظم الايام ، و اللى كان عبد الهادى بيستغربله ، التعلق الشديد اللى ما بين فهمى و ناهد لدرجة ان فهمى بقى يندهلها و يقول لها يا ماما ، و اللى خلى عبد الهادى ساعات يهزر معاها و يقول لها يا ام فهمى ، و كانت بتبقى سعيدة جدا من جواها اما كان يندهلها و يقول لها كده
و فى المقابل ، عبد الهادى كمان كان ابتدى يلاحظ طباع ناهد و اللى كانت قريبة جدا من طباع نادية ، و كان كل ما يشوف علاقتها بولاده و معاملتها ليهم كان بينبسط اكتر ، و كان دايما بيلاحظ هدوئها و احترامها لكل اللى حواليها ، و اكتر حاجة كان ملاحظها من طباعها انها كانت طيبة و حنينة ، زى ما كان بيلاحظ شرودها كل ما تيجى سيرة الامومة و كان بيفسر ده بانها محرومة من النعمة دى ، فكان بينبسط لما بيلاقى ولاده بيعوضوها عن حرمانها من الاحساس ده ، لحد ما فى يوم كانوا قاعدين مع بعض بيعملوا مراجعة اخيرة على كل الاصناف اللى دخلت المخازن و اللى اتفردت على الرفوف و كان عبد الهادى مجهد جدا و مابياخدش كفايته من النوم ، فحط القلم من ايده و غمض عينيه و رجع راسه لورا ، فناهد لما لاحظت ارهاقه ده قالت له : بقالى كام يوم بقول لك تاخدلك اجازة يوم حتى تريح فيه و انت مابتسمعش الكلام
عبد الهادى ابتسم و هو مغمض عينه و قال من غير ما يركز : و تعمليلى رز بلبن
ناهد بعدم فهم : انت نفسك تاكل رز بلبن
عبد الهادى فجأة اتعدل و فتح عينيه و هو بيبص حواليه باستغراب و اكنه كان بيحلم ، و لما ناهد لاحظت توهانه ده سألته ماله فقال لها بتنهيدة و بملامح ماليها الوجع : ما تأخذنيش ، انا بس الظاهر سرحت لبعيد شوية ، لما كانت نادية الله يرحمها تقعد تتحايل عليا انى اريح يوم و كانت تغرينى بانها تعمل لى رز بلبن عشان كانت عارفة انى بحبه
يومها عبد الهادى و ناهد فضلوا يبصوا لبعض بوجع لحد ما عبد الهادى قال لها : تعرفى ان فيكى منها كتير
ناهد و عيونها مليانة دموع : ايش جاب لجاب يا ابو فهمى ، نادية الله يرحمها كانت و لا الملايكة ، كانت نسمة ناعمة فى ليلة صيف ، رغم ان ماما الله يرحمها ماتت قبل منها ، لكن احساسى باليتم الحقيقى كان يوم ماسابت البيت و هربت
عبد الهادى باهتمام : كانت بتحبك اوى
ناهد : و كنت بحبها اوى ، كنا قريبين اوى من بعض ، لدرجة ان زعلى منها لما هربت كان اكتر من زعل اى حد تانى ، بس زعلى منها ماكانش عشان هربت ، لا ، كان زعلى منها عشان خبت عليا و ما قالتليش على اللى فى ضميرها قبل ما تسيبنى و تختفى ، على الاقل كنت ودعتها و اللا حتى شبعت منها قبل ماتسيبنى و تمشى
عبد الهادى : صدقينى كانت خايفة عليكى
ناهد بتنهيدة مشروخة من كتر ما هى بتحاول تكتم عياطها : عارفة
عبد الهادى : و برضة لسه زعلانة منها
ناهد : زعلانة على غربتنا سوا
عبد الهادى : بس انتى ما اتغربتيش زيها
ناهد بسخرية : متهيألك ، نادية اتغربت برغبتها ، لكن انا اتنفيت .. بس برضة برغبتى
عبد الهادى بحذر : تقصدى جوازك من سامى
ناهد بسخرية : اقصد أسرى عند سامى ، مهما هييجى فى بالكم او هتحاولوا تفهموا ، ما حدش ابدا هيقدر يوصل لحقيقة علاقتى بسامى كانت عاملة ازاى
عبد الهادى بفضول : طب ما تحكيلى
ناهد بصت له بشرود و سكتت شوية و بعدين مسحت وشها بايديها و قالت بهزار : و تشكيلى و اشكيلك و نأجل الافتتاح لحد ما نخلص حكاوى ، لا يا عم ، الشكوى لغير الله مزلة
عبد الهادى : و ليه تسميها شكوى ، دى اسمها فضفضة
ناهد ضحكت و هى بتمسك الفواتير و بتبص فيها من تانى وقالت : و على ايه تقليب المواجع ، سيب اللى اندفن مدفون مكانه ، و لما ييجى على بالك اقرى له الفاتحة و خلاص
عبد الهادى ابتسم على كلامها و هو بيفرز فى ملامحها و لاول مرة بيلاحظ ان وجعها فيه مرارة طالته من كلامها ، لكن ما كانش عاوز يستوعب السبب ، او على ادق تعبير ، كان بيحاول ينكر انه ابتدى يتعلق بناهد عشان ناهد مش عشان الشبه اللى بينها و بين حبيبة عمره اللى راحت
و تم الافتتاح ، و اللى كان ناجح بكل المقاييس و بشهادة الجميع حتى ربيع و ليلى اللى لاخر لحظة كانوا بيكابروا و رافضين اللى بيحصل
اثناء ما الكل كان مشغول بمسئولياته الجديدة ، كانوا بيتجمعوا كلهم على الغدا فى بيت عبد العزيز و ساعات كان عبد الهادى ينضملهم لما عبد العزيز او رحيم يعزموه ، و خصوصا ان فاطمة و فهمى مقيمين بصفة دايمة فى بيت جدهم مع بنات رحيم ، و فى يوم كان عبد الهادى بيتغدى معاهم ، و وهم على الغدا دخلت عليهم سهير اللى فرحت انها شافت عبد الهادى موجود و ابتسمت ابتسامة و اسعة و هى بتقول : مساء الخير .. ازيكم كلكم
كلهم مع بعض : مساء النور
عبد العزيز : تعالى ياسهير اقعدى اتغدى معانا
سهير راحت ميلت على سِليمة و ناهد اللى كانوا قاعدين جنب بعض ، باست كل واحدة من خدها ، و بعدين عملت نفس القصة مع بناتها و مع ولاد عبد الهادى و قالت : تصدقوا انا فعلا جعانة
و قعدت معاهم على السفرة ، فسليمة ندهت على مسعدة عشان تجيبلها طبق و قالت لها : تنورينا
سهير : بعد اذنك يا خالى ، كنت عاوزة استأذنك اقعد يومين مع البنات احسن وحشونى
رحيم بص لسِليمة لقاها باصة بتركيز لسهير ، و مابقاش عارف هى بصتها دى ضيق و اللا ايه ، بس ما علقش و ساب ابوه هو اللى يرد ، فعبد العزيز قال : بيتك و مطرحك يا بنتى اهلا و سهلا ، بس مش هتضايقى و انتى لوحدك طول النهار مع الولاد
سهير بفضول : لوحدى ليه ، هو انتم مسافرين و اللا ايه
عبد العزيز : لا مسافرين و لا حاجة ، بس عشان كل واحد الصبح بيبقى وراه اشغاله
سهير و هى باصة لسِليمة : و هو انتى بتروحى الدار كل يوم يا سِليمة
سِليمة باختصار : ايوة
سهير التفتت لناهد و فالت : و انتى كمان با ناهد يتنزلى كل يوم
ناهد : ايوة يا سهير ، بنزل كل يوم ماعدا الجمعة
سهير بابتسامة : ربنا يقويكم ، عموما ادينى اقضى وقت مع الولاد على ما ترجعوا بالسلامة
و بعدين التفتت لعبد الهادى و قالت له : الا هو انا لو حبيت اشتغل يا هادى ، الاقى عندك فرصة ليا
عبد الهادى رفع وشه من طبقه و بص لرحيم اكنه بيستنجد بيه ، و مش عارف يرد يقول ايه ، لكن لقى النجدة جاياله من ناهد اللى ضحكت و قالت : بقى انتى يا سهير عاوزة تشتغلى ، طب دى حاجة تتسجل للتاريخ
سهير و هى بتحاول تكتم غيظها من ناهد اللى قطعت عليها فرصتها انها تتكلم مع عبد الهادى : و ليه ما اشتغلش يا ناهد
ناهد بابتسامة متبطنة بالسخرية : و هتقدرى تستغنى عن السهر و النادى على كده
سهير : ما انتى استغنيتى عن قعدة البيت و المطبخ ، و بعدين التفتت تانى لعبد الهادى و قالت : ها يا هادى ، ممكن تلاقيلى شغل معاك
عبد الهادى قال لها من غير ما يبص لها : الحقيقة حاليا مافيش اماكن فاضية ، بس لو اتوفر مكان مناسب ليكى اكيد هنبلغك ان شاء الله
سهير و هى بتتصنع المرح و بتحاول تطول معاه فى الحوار : ايه ده ، يعنى ما ينفعش تعمل لى مكان مخصوص عشانى ، ده انا حتى واسطة
ناهد كانت حاسة من جواها بضيق ان سهير بتحاول تخلق حوار ما بينها و مابين عبد الهادى ، فقالت : انتى عارفة يا سهير ان الهايبر لسه فى بدايته و بنحاول اننا نقتصد فى المصاريف على اد ما نقدر
سهير هنا ماقدرتش تدارى ضيقتها من ناهد فقالت : ايه يا ناهد ، هو انتى بتتعاملى ليه كده اكنك المالكة الكلية للهايبر و ان مالكيش شريك نصيبه ضعف نصيبك كمان
ناهد : لان انا اللى مسئولة عن الحسابات يا سهير ، و انا اللى عارفة احنا محتاجين ايه و ايه لا
سهير بسخرية : و لحقتى بقى تاخدى خبرة بسرعة كده انك كمان تتحكمى فى كل حاجة
هنا عبد الهادى اتكلم و فال : مش تحكم يا ام نورا ، ده تخصص ، و انا و مدام ناهد من البداية مقسمين التخصصات ، و الموضوع ده بالذات مسئوليتها لوحدها
سهير فى الوقت ده بالذات كانت بتغلى ، من ناحية ان عبد الهادى ندهلها باسم بنتها مش باسمها هى زى ما بينده لناهد ، و من الناحية التانية انه قطع عليها الطريق تماما انها ممكن توصل له فى شغله ، لكن اتصنعت المرح فى لحظة و قالت و هى بتضحك : و الله برافو عليكى يا ناهد ، قدرتى تشغلى وقتك ، ما انتى فعلا ما عندكيش اى حاجة تعمليها ، و خصوصا بعد الطلاق ، و كمان مافيش ولاد
كلامها وجع ناهد ، لانها فكرتها انها اتحرمت غصب عنها من ان يبقى عندها ولاد ، لكن سمعت رحيم و اللى ما نطقش ولا كلمة من وقت وصول سهير ، لقته بيقول : و هو يعنى كل اللى ربنا رزقهم بولاد قاعدين معاهم و بيراعوهم ، اكم من امهات هاملة عيالها و لا ليهم فى تربية و لا مراعية و لا فالحين فى حاجة اصلا
سهير بصت له بغيظ ، بس ما قدرتش تتكلم ، لانها برغم كل حاجة حصلت و بتحصل ، الا انها كانت بتخاف من ردود افعال رحيم
عبد الهادى قام من على الاكل و فال : سفرة دايمة يا جماعة ، دايما عامر بحسك يا عمى و بحس رحيم و اهل البيت
رحيم : ما اكلتش يا هادى ، اقعد يا بنى كمل اكلك عدل
عبد الهادى : اكتر من كده هنفجر يا رحيم ، و كمان عاوز ارجع الماركيت و انا فايق و مصحصح ، مش و انا بتتتاوب و عاوز انام
ناهد قامت هى كمان و قالت : على ما تغسل ايدك هتكون القهوة جهزت
عبد الهادى بتلقائية : كملى اكلك يا ام فهمى ، انا مش مستعجل للدرجة دى
ناهد وقفت مكانها لما سمعته بيندهلها بام فهمى ، اللى اول مرة يقولها من غير ما يكون بيهزر معاها ، و اول مرة كمان يندلها بيها قدام حد غير فهمى ، حست انها اتلخبطت ، و بعد ما اتسمرت فى مكانها لثوانى ، رحيم انقذها من الموقف اللى هى فيه و قال لها : لو هتعملى قهوة لهادى يا ناهد يا ريت لو تعملى حسابى معاكم
ناهد و هى بتهرب ناحية المطبخ : عينى يا رحيم .. حاضر
عبد الهادى هو كمان كان متلخبط و حس انه خجلان و اته مطالب بتفسير اللى قاله على الاقل لعبد العزيز ، فقال بتبرير ، ما تآخذنيش يا عمى ، بس اصل فهمى مابقاش ينده لها غير بماما ، فتلاقينى …
عبد العزيز قاطعه و قال له : ماتكبرش الحكاية يا عبد الهادى ، لو شقيت قلب ناهد دلوقتى هتلاقيه بيزغرد من الفرحة و انت شايف ان اهتمامها بفهمى و اخته اكنهم عيالها بجد ، انت ما تعرفش كانت روحها فى اختها اد ايه
عبد الهادى : عارف يا عمى ، عارف كل حاجة ، المرحومة كمان كانت روحها فيها
عبد العزيز و رحيم و سِليمة فى نفس الوقت : الله يرحمها
فاطمة كانت خلصت اكلها هى كمان فقالت لعبد الهادى : هو انا كمان يا بابا ممكن اقول لها ماما زى فهمى
عبد الهادى التفت لها و قال لها بحب : اللى انتى عاوزة تقوليه قوليه يا فاطمة
سهير بضيق : بس كده الولاد هينسوا امهم الاصلية
عبد الهادى : و مين ده اللى يقدر ينسى نادية
سهير باصرار : برضة لما يندهوا لناهد على أنها امهم هينسوا ان امهم الاصلية ماتت
رحيم : عمرهم ماهينسوها الا لما يحسوا بحنية ناهد عليهم ، و لو حنيتها نسيتهم يتمهم يبقى يابختهم بيها و يا بختها بيهم
عبد العزيز : ايوة ، اتحرموا منها بدرى و مالحقوش يشبعوا منها ، يمكن ربنا يكون رايد انه يعوضهم بحضن ناهد عن حضن امهم اللى ما عرفوهاش
سهير كانت بتاكل فى روحها طول ماهى قاعدة و بتحاول ما تبينش غضبها و عصبيتها و هى حاسة ان ناهد واقفة بينها و بين عبد الهادى
تانى يوم الصبح الكل خرج يشوف اشغاله و مافضلش فى البيت غير مسعدة و سهير ، و مريم و نورا و فاطمة كانوا بيلعبوا مع بعض بعد ما فهمى شبط انه يروح الماركيت مع ناهد كالعادة
سهير فضلت قاعدة تراقب البنات لحد ما لقت مسعدة شايلة سبت غسيل و طالعة بيه فوق عشان تنشره فناهد قامت بسرعة و قالت لها : هو انتى رايحة فين
مسعدة : طالعة السطوح عشان انشر الغسيل قبل ما يكمكم و ابقى ارجع انزل احضر الغدا
سهير : طب هاتى عنك انا هطلع انشر انا
مسعدة باستغراب : هتنشرى انتى .. ده انتى عمرك ما عملتبها
سهير : اصلى زهقانة ، و كمان نفسى فى فنجان قهوة ، ممكن انتى تعمليهولى على ما انا انشر الهدوم و انزل بسرعة ، بس سويهالى كويس على نار هادية
مسعدة بقلة حيلة : ماشى يا بنتى ، بس ماكنتش عاوزة اتعبك
سهير و هى بتاخد منها سبت الغسيل : لا مش هتعب ، روحى انتى بس اعمليلى القهوة
سهير خدت الغسيل و طلعت السطوح بسرعة : و طلعت الحاجات بسرعة و بقت تحطها بعشوائية على الاحبال ، و هى بتدور على حاجة تنفع من اللى قال عليهم سامى ، بس ما لقيتش حاجة زى كده ، لحد ما عترت فى قميص نوم قطن بالروب بتاعه واضح عليهم انهم جداد ، ماكانوش زى ما سامى عايز ، لكن كان لونهم مميز ، و كمان لقت غيارات داخلية برضة واضح عليهم انهم جداد ، فاخدت منهم واحد مع قميص النوم بالروب بتاعه بعد ما نشرت الهدوم اى كلام على الاحبال و نزلت بسرعة اتسحبت على اوضتها و خبتهم عندها و رجعت طلعت تانى و راحت المطبخ لمسعدة ، لقتها عملت لها القهوة و بعد ما شربتها قالت لمسعدة : انا هلبس و همشى و لما خالى ييجى قوليله ان سامى كلمنى و طلب منى اروح له ضرورى عشان محتاجنى اعمل له شوية حاجات
مسعدة : بالسلامة يا بنتى ، حاضر على عينى ..هبلغه
سهير اخدت شنطتها اللى خبت فيهم الحاجة اللى اخدتهم ، و مشيت بسرعة من غير حتى ماتسلم على البتات
عند سامى .. كان بيتفرج على الحاجات اللى سهير جابتهم له من بيت عمها و هو راسم على وشه ملامح بتدل انه مش عاجبه الحاجة و قال لها : انتى يا بنتى هبلة ، ايه اللى انتى جايباهم لى و فرحانة بيهم دول ، لا و عاملة انك اكنك فتحتى عكا ، بقى انا بقول لك قميص نوم من إياهم و حاجة مميزة ، رايحة تجيبيلى قميص قطن .. لا و كمان بالروب بتاعه ، انتى هبلة يا سهير
سهير بامتعاض : اللى لقيتهم ، و بعدين لمعلومك .. قافلين باب اوضتهم بالمفتاح ، و شكلهم كده عاملينها بالعينية عشان انا هناك ، ثم يعنى انت متوقع الفلاحة دى تكون بتلبس ايه يعنى ، ما هو ده مقامها ، اللى زى سِليمة دى مالهاش فى اللى بالك منه
سامى بخبث : تفتكرى … ممكن برضة ، عموما ، اهو حاجة تقضى الغرض من ريحتها و خلاص
سهير : انت ناوى على ايه بالظبط
سامى : لسه بطبخها فى دماغى
سهير : فى حكاية كده كمان لا كانت على البال و لا على الخاطر
سامى بانتباه : حكاية ايه دى
سهير بضيق : ناهد
سامى بزهق : مالها ام جناحات
سهير : شكلها كده هى و هادى مولفين على بعض
سامى بحدة : ايه الهبل اللى انتى بتهبليه ده
سهير بصوت عالى : مش هبل ، ده اللى شفته بعينى و حسيته من طريقة معاملتهم لبعض
سامى بغضب : ده يبقى اخر يوم فى عمرها و عمره ، ايه ، مش كانوا لسه من كام شهر عمالين يتغنوا باخلاصه و وفاءه لمراته ، قوام فاق من حزنه و ناوى يكوش على التانية كمان
سهير : و اهو اللى ربيع قال عليه شكله هيحصل
سامى بابتسامة خبث : ربيع ، هو ربيع مافيش غيره ، هو و مراته اللى يقدروا يضربوا كرسى فى الكلوب
سهير : طب ياريت بسرعة بقى قبل ما الحب يولع فى الدرة
سامى بسخرية : ايه … مش خايفة على سى هادى بتاعك
سهير بغل : لو مش هيبقى ليا ، مايبقاش لحد من العيلة و يبقوا قدامى فى الرايحة و الجاية و يحرقوا فى دمى كل ساعة و التانية
سامى : ماتشغليش بالك ، النهاردة هكون عند ليلى
سهير باستغراب : و انت هتقول لليلى ليه ، ما تقول لربيع على طول
سامى بمكر : اصلك غشيمة ، ليلى هى اللى بتقدر تقيد نار ربيع و هى اللى بتقدر تطفيها
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)