روايات

رواية سليلة السفير الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء الجندي

رواية سليلة السفير الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء الجندي

رواية سليلة السفير الجزء الحادي عشر

رواية سليلة السفير البارت الحادي عشر

رواية سليلة السفير الحلقة الحادية عشر

الحلقة الخاصة الثانية “معاً ! ”
أوصد الباب خلفه بهدوء ثم بدأ يتوجه بخفه إلي غرفه النوم لكنه توقف مغمضاً عينيه بقوة حين استمع إلي صرخه صغيرته خلفه مباشرة تنهد و ابتسم بلطف حيث كان بعقله ليله من نوع خاص مع زوجته الجميله لكن كالعادة قد أقسمت تلك الصغيرة أن تستحوذ عليه لها بمفردها حتي إن كان رغماً عنه هو يعشقها لكنه حقاً يشتاق لأمها مشعوذته الجميله التي لم يبدُ عليها سوى الاستمتاع بذاك الوضع لإثارة أعصابه و قلبه المشتاق لأحضانها !!
اتسعت حدقتيه بذهول بالغ حين استدار ليحدثها ، حاول التغلب عليه و إنشاء جمله واحده لكنه فشل حين رأها تصرخ به بحماس طفولي و هي تعيد خصلاتها المبعثره للخلف و ترفع يديها إلي أعلي بدعوه صريحه لحملها بأحضانه :
– حليوه جييييه !!!
لم يتمكن من الرد عليها حين رأي تيشيرته الخاص قد أصبح جلباب لصغيرته بل و تمسكه بيديها الصغيرة لترفعه عن الأرض مال عليها ليلبي رغبتها و رفعها إلي أحضانه يقبلها من وجنتيها و لازالت عقده لسانه تسيطر عليه و هو يمسك القماش بأصابعه ليرفعه فوق كتفها حيث بدا على وشك السقوط و الكشف عن جسدها الصغير ابتلع رمقه و قد انحلت عقدة لسانه ليهمس لها مبتسماً أثناء تقبيلها إياه :
– إيه يا حبيبه بابا اللي لابساه ده ؟!
انطلقت ضحكات طفوليه منها و استخدمت يديها الصغيره أثناء توضيح الأمر لوالدها الحبيب تقول :
– ده بتاع حليوه !! رينو نامت چوچي لبسته !
شاركها الضحك يقول و هو يدغدغ جسدها بلطف :
– اااه يعني چوچي لبسته من ورا رينو ؟!
سار بها إلي غرفتها و قد بدأت الأجواء الهادئة تتحول إلى ضجيج و صخب لذيذ حيث الصغيره تُطلق صرخات و الضحكات الرنانه بهجه بعبث أبيها الحبيب معها و صاحت تُبرر فعلتها قائله :
– أنا بحبك روحت لبسته زي رينو هي قالت كدا ..
نظر إلي عينيها المتسعه الجميلة التي تحاول إيقاع اتهامه عنها ببراءه ليقول مستمتعاً و هو يضعها داخل أحضانه و يجلس فوق فراشها الصغير :
– يعني مش عشان تغيظي رينو !
هزت رأسها بالسلب و هي تبتسم إليه ببراءه و ترفع يديها الصغيرة بحركة استسلام مزيفه قائله بجديه :
– لا چوچي بتحبك ..
ضمها إلي صدره بقوة يقبلها من بين ضحكاته ثم قبل يديها الصغيرة يقول ببهجه قد نجحت تلك الصغيرة سليلة المشعوذه خاصته بإضافتها إلي نبرته :
– و أنا بموت في چوچي !
أحاطت الصغيرة عنقه و قد كأنها تُظهر رضاها عن دلاله لها تستمع إليه يُكمل حديثه بنبره عابثه قائلاً :
– بس رينو لو صحيت و عرفت إن چوچي لبست كدا هتزعل صح !
جذب منامتها الصغيرة من طرف الفراش الآخر و هو يرفعها أمام عينيها قائلاً بلطف فور أن أودعها قبله فوق جبهتها :
– يلا نلبس ده بسرعة بقاا !
كاد يعاونها لكنها عقدت حاجبيها تقول بتوتر و خجل :
– لا عيييب أنت بص بعيد أنا هلبس وحدي !
رفع حاجبه يبتسم لها لتكمل بابتسامه بدت واثقة للغايه من حديثها :
– رينو قالت كدا عيب !
قبل خصلاتها بحنو و هو يعتدل ليخرجها من أحضانه و يعطيها ظهره قائلاً بتشجيع :
– برااڤو !! أنا هغمض عيني و لما تخلصي قوليلي !
ابتسمت له الصغيرة و هزت رأسها بالايجاب ثم سرعان ما بدأت بتبديل ملابسها لتخلد إلي النوم حيث أنها قد رأت أبيها الحبيب و سوف تحصل علي ليله هنيئة بأحضانه !
ترك ذاك الضوء الخافت لينير غرفه صغيرته ثم مال عليها يقبل خصلاتها و أمسك تيشيرته الخاص مبتسماً لفعلتها و هو يستعيدها بعقله متجهاً خارج الغرفه يهز رأسه بيأس ممزوج بفرحه داخليه قد طغت علي جميع حواسه ها قد أصبح رجل أربعيني إن أقسم أحدهم له بالماضى أنه سوف يمتلك تلك السعادة يوماً ما لكذبه بالحال لكنه حقاً يمتلك من البهجة ما يكفيه أعواماً قادمه !
عليه الإقرار أنها سبب رئيسي بتلك الأفراح المتتالية منذ قدومها إلي أحضانه قد بُدلت الحياه بعينيه فلم يعُد يري منها لونها الكئيب القاتم بل يرى ألوان مبهجة للقلوب قد منحه الله أكبر النعم بتلك المشعوذه الجميله و توالت النعم إلي أن امتلك قطعه صغيرة منها بالغه الشبه لها !
نزع قميصه و لازال يحتفظ بتلك البسمه حيث عصفت به الأفكار و شرد بتلك الدقائق مع صغيرته التي انتقلت به إلى عالمها الطفولي البرئ دون أدني مجهود منها ! قد شابهت أمها كثيراً بتلك النقطه تحديداً تمتص إرهاقه بيوم كامل من العمل الشاق كان يقف أمام الفراش يتأملها أثناء نومها بملابسه تلك العادة التي لن تكف عنها و قد بدأت طفلته ترثها منها !
بدت بحاله إجهاد غير عاديه و بالرغم من وعودها أنها سوف تنتظره ها هي قد خلدت إلي النوم من فرط مجهودها طوال اليوم سواء بالمنزل او مع ابنتهم يذكر جيداً رفضها التام أن تترك طفلتهم بعيداً عنها بإحدي الحضانات بالرغم من عرضه المتكرر إلا أنها كانت تكرر جمله واحده ” أنا بهتم ببنتي أحسن منهم يايوسف مش عاوزاها تطلع بعيده عني و نشاطها معرفش عنه حاجه و بنروح النادي سوا تخرج طاقتها هناك يعني مش محتاجه واحده تهتم بيها بعيد عن عيني ” !!
نفض رأسه و جلس بجانبها فوق الفراش يقبل رأسها بلطف و كاد ينصرف إلي المرحاض لكن يدها امتدت إلي خصره و رفعت جسدها تبتسم إليه وتقول بصوتها المتحشرج :
– كنت بتتفرج علي إيه ياحليوه !
ابتسم و أسند ظهره إلي الوسائد خلفه و رفعت جسدها لتتوسد صدره العاري ثم لفت ذراعيها حول خصره بهدوء تستمع إليه يهمس بتساؤل فور أن قبل خصلاتها :
– قلقتك ؟!
رفعت رأسها تطالعه بأعين ناعسه مبتسمه بلطف و هي تحرك أناملها فوق ذقنه المشذبة :
– لا أنا مستنياك من بدري !
مد أنامله يرفع ذقنها إليه مقبلاً شفتيها بهدوء و هو يهمس لها :
– مستنياني لدرجه نمتي مني و چوري هي اللي استقبلتني هااا !
رفعت حاجبها و بدأ عقلها يستعيد توازنه مرة أخرى ليستعب تلك الكلمات حيث تلك الصغيرة التي تنافسها اعتدلت تقول بأعين متسعه و ذهول :
– اااه يابنت الوقحة ! بنتك نيمتني عشان تستقبلك هي لما سمعتني بكلمككك ؟!!! لا دي مش ممكن تكون طفله ابدااا !
صدحت ضحكاته و هو يجذبها إليه يدسها داخل أحضانه مرة أخري قائلاً من بين ضحكاته :
– لا هي طفله عادي بس بتحب أبوها و أبوها بيعشقها !
مطت شفتيها بنفور تقول باستنكار :
– تعشق مييين ياحليوه !!! لا ده أنا أروح ارمي البت دي في ملجأ بقاا !!
انتابته هستيريا ضحك فشل بالتوقف عنها و هو يستمع إلي كلماتها التلقائية لتقترب منه تعقد حاجببها برقه و تقول بحزن :
– أنت بتضحك حليوه بجد البت دي مش بنتي دي عامله زي ضرتي و بتاخد مكاني عندك اهوه !
شهقت بعنف و كادت تندلع من شفتيها صرخه كتمها بجوفه فور أن وجدت حالها فوق الأغطية و هو يطل عليها ملتهماً شفتيها بقوة لم يتركها إلا حين انفكت عقدة حاجبيها و أحاطت عنقه برقه تجذبه إليها و قد بدأ ثغرها يُعلن عن ابتسامه لطيفه حين بدأ يهمس لها بلطف :
– محدش في الدنيا كلها ممكن ياخد مكانك يانبض الحليوه ! وبعدين فين الوقحة بتاعتي أنا عاوزها حالاً
لم يخفق يوماً بإرضاء تلك العابثه ، حيث أحاطت عنقه بقوة شديدة و وضعت قبلة هادئة أسفل أذنه تقول بغنج أنثوى :
– ده أنت تشاور ياروح الوقحة !!
ختمت حديثها العابث بتقبيل شفتيه بقوة ليبادلها إياها ممتناً إلي تلك الجميلة القابعه بأحضانه بوداعة تكاد تطيح بما تبقي من عقله معها !
احتفظ بها داخل أحضانه و هو يلف ذراعيه حولها و يتسطح فوق الفراش يشدد من جذبها نحوه هامساً لها و هو يغمض عينيه و يهبط بشفتيه فوق عنقها :
– أنا دوقت شهد الحياه علي إيديكِ ، نفسك بيحييني من أول و جديد ياقلب الحليوه ! لو تعرفي ببقاا عامل إزاي طول يومي لحد ما ارجعلك مش هتصدقي إن ده يوسف ، أنا بدور علي الدفاا في حضنك ياريناد أكتر منك و مفيش مره فشلتي فيها إنك تطمنيني بحضنك ده … !
أحاطت وجهه بكفيها و قد بدأت عينيها تلتمع بدموع فرحتها بذاك الشعور تكاد تجن من فرط سعادتها بتلك اللحظات معه ، لم يُخيل لها يوماً أن تستمع إلي تلك الكلمات منه و هو يكاد يُغرقها بها منذ أن بدأ قلبه يشتعل بمحبتها أخرجته عن صمته دون جهد منها ! أحبت بصدق ليكن ذاك الشعور أعظم مكافأة قد تحصل عليها أنثى عاشقه يوماً ما !
أودعته عده قُبلات متتاليه عشوائية بشكل جنوني و همست له بلطف حين وصلت إلي أذنه اليمني :
– أنا بعشقك ياحليوه !! لو يرجع بيا العمر هستخبي في العربيه مليون مره !
ابتسم حين لاحت تلك الذكري الجميلة بعقله بدت يومها كغزال شارد ، لقد أعجبته قوتها منذ لحظاتها الأولي معه ! ليخر صريعاً أمام تلك المحبه التي أودعته إياها دون مقابل لتظل أنثاه تحمل روح طفلة صغيرة و قلب أم له قبل ابنته بل مشاكسته الثانية !!
-***-
– چوچي تعالي هنا سيبي ماماا تنام !
خرجت الصغيره من غرفة والدتها فور أن استمعت إلي هتاف الجدة الخافت اصطحبتها “خديجة” إلي الأريكة و جلست فوقها ثم رفعتها أعلى ساقيها تتشدق بلطف أثناء مراقبتها ملامحها الطفولية الحزينة :
– إيه ياچوچي مش قولنا نسيب ماما ترتاح شويه لحد بابا ما يوصل بالأكل ؟!
هزت الصغيرة رأسها بالإيجاب و قالت بحزن و ملامح مستاءة :
– أيوه ! بس رينو بتعيط كتير ياديجاا !
تنهدت الجدة بحزن و قالت ببعض الشرود :
– كلنا لها يابنتي ! ربنا يخفف عنها و يصبرها !
عقدت الصغيرة ملامحها بعدم استيعاب و نظرت حيال جدتها بحزن و أعين دامعه و قالت باندهاش طفولى :
– يعني ايه !
قبلت الجدة وجنتيها و ضمتها إلي صدرها بحنو تقول بهدوء و هي تمسح دمعاتها :
– يعني ماما هتبقي تمام ياقلبي بس ترتاح شويه و أنتِ تنامي معايا النهارده إيه رأيك !
عبست الصغيرة قليلاً تفكر بذاك العرض بعض الوقت و كادت تجيبها لكنها صمتت حين دلف والدها يضع الحقائب فوق الطاولة ليستقبلها بأحضانه بهدوء و ما آثار دهشه الجدة أن الصغيرة لم تصرخ كعادتها حين أتي بل ركضت إليه بصمت تام تحيط عنقه بهدوء فور أن رفعها إليه يقبل خصلاتها الناعمه و يستمع إلى همسها الخافت بصوتها البرئ تقول :
– رينو لسه نايمه دلوقت !!
ربت فوق ظهرها بخفه و ابتسم لها بهدوء يقبل جبهتها يبادلها الهمس :
– و چوچي لازم تنام بعد ما تاكل !!
نظر إلى والدته التى أقبلت عليه تقول بحنو :
– هات چورى هأكلها معايا و تيجي معايا تبات عندي و خليك أنت مع مراتك يابني ..
وافقها الرأي و هو يضع طفلته أرضاً و يتركها لجدتها قائلاً بهدوء :
– خليكِ معانا النهارده ياأمي علي الأقل ملهاش لزمه القعده لوحدك كدا ريناد مانامتش إلا لما جيتي !
هزت رأسها بالسلب تقول بهدوء :
– لا ياحبيبي ريناد محتاجاك أنت أكتر مني و أنا هقعد مع حفيدتي بقاا لوحدنا شويه كداا ..
ابتسم بهدوء و قبل يدها بحنو يقول متنهداً :
– طيب ماتمشوش قبل ما تاكلوا .. عشان أوصلك كمان و ريناد نايمه وارجعلها ..
جذبت “خديجة” متعلقاتها و هي تُمسك يد حفيدتها المنتظرة إياها تقول بهدوء :
– لا هاخد أكلي أنا و چوري و نمشي لوحدنا العماره خطوة واحده متنزلش وتسيب مراتك يلا روح شوفها و أنا هلبس چوچي .. يلا ياحبيبتي !!
لم تنتظر إكمال حديثه بل انصرفت بصحبه الصغيرة نحو الغرفة ليتجه هو الآخر إلي زوجته الحزينه لا يعرف كيف يواسيها بفقيدتهم لقد مرت بالعديد و العديد لأجل رؤية أمها الحبيبه يتذكر ذات مرة حين صارحته قائلة ” تعرف يايوسف الحاجه الوحيدة اللي مش قادره اسامح السفير عليها أنه بعدني عن ماما و هو عارف إن روحي فيها ” !
دلف الغرفة يراقبها و قد انكمشت داخل الفراش شاحبه الوجه رؤيتها هكذا أصعب مما كان يتخيل علي روحه اعتادها مبتهجه تحتضن الجميع بالأحزان قبل الأفراح !
جلس بهدوء فوق الفراش و هو يتنهد حين مر بعقله محادثه شقيقته له و بكائها بالهاتف لعجزها عن مواساة زوجته بل و صديقتها حيث سفرها للخارج نظراً لعمل زوجها و عدم توافر أية حجوزات بذاك التوقيت الحرج !!
فرك عينيه بقوة و مد يده يهزها بلطف و هو يميل علي خصلاتها يضع قبله مطولة ثم تسطح علي جانبه و أمسك يدها يقبلها مسترسلاً بندائه لافاقتها بدأت تستجيب له و تترك عالم الأحلام بمحض إرادتها هي علي يقين أن الواقع الآن أفضل كثيراً حيث أحضانه الدافئة الحانيه !
فور أن فتحت عينيها المتورمه بدأت بنوبة بكاء كطفل صغير و كأنها كانت تنتظره يوقظها لتجهش ببكاء مرير و تخفي وجهها بيدها الحرة !
جذبها لأحضانه و اعتدل يسند ظهره إلي الوسائد و يحيطها بذراعيه بقوة يربت فوق ظهرها بحنو و يقبل جبهتها بين حين و آخر هامساً بكلماته اللطيفة عله يتمكن من السيطرة علي بكائها الهستيري !
نجح أخيراً بعد نصف ساعه متواصله ! بدأت تهدأ و تزيد من دس حالها داخل أحضانه تحيط خصره بقوة و تخفي وجهها بصدره لحظات و هو يربت فوق خصلاتها تاركاً إياها تهمس بكلمات مشتته مبهمه و منها الواضح المطالب إياه بدسها أكثر داخل أحضانه بدت له مثل ابنتهم “چوري” حين تتكور داخل أحضانه كهِرة صغيرة تناشد دفئه و محبته !
همس لها بهدوء و هو يعدل من وضعيتها ليتثني له رؤية ملامحها الشاحبه :
– مش جعانه !
هزت رأسها بالسلب و هو علي يقين أنها تتضور جوعاً ليتنهد و يمد أبهامه يزيح عن خديها تلك الدمعات الشارده و يقول بلطف :
– حبيبتي احنا عارفين إنها كانت تعبانه جدا في الفترة الأخيرة هتبقي مبسوطة لو كانت قعدت متعذبه ! دى اراده ربنا ياريناد مين احنا عشان نعترض عليها !
نظرت إليه بصمت و عينيها لازالت تذرف دموع وداع بلا توقف هو على حق هكذا أفضل لها لكن ماذا عن الأحبة الأحياء ! ماذا عن ذاك الوجع بالغ الأثر الذي يتركه فقيدهم دون إرادته !!
مرت ليلة و ليلة أخري ثم ليالٍ متتالية حاول بها “يوسف” قد المستطاع معها بدأت تدريجياً تعود إلي حالتها حيث أدركت أنه بدأ يهمل عمله من أجل أن تجده جوارها وقتما شاءت ، اعتادت تفهمه و محبته و أحضانه التى أغرقها بها تلك الفترة تحديداً و كأنه يواسيها بتلك الفعله ! يحاول بثها شعور الآمان دون أن تتفوه بذلك و تلك السمه قد ورثتها ابنتهم عنه حيث لم تتخلَ عن أحضانها طوال فترة تواجدها معها ..
نظرت إلي صغيرتها المتشبثه بأحضانها بابتسامه هادئة لكن سرعان ما عقدت حاجبيها حين استمعت إلي ذاك الضجيج بالخارج !
أحكمت الغطاء فوق طفلتها و قبلت خصلاتها ثم اتجهت إلي الخارج بخطوات مسرعة حيث الصوت المنبعث منه أيحاول طهى الطعام !!
وقفت بعيداً تراقبه بابتسامه صغيره حيث يوليها ظهره يحاول العبث لمعرفة أماكن الأشياء اتجهت إليه و هي تقول بلطف و صوت هادئ :
– بتعمل إيه يايوسف !
ترك ما بيده جانباً و اعتدل قائلاً بتذمر واضح و نبره جديه :
– إيه حكايه يوسف دي دي بنتك مش بتقولها !!
لحظات لتنطلق منها ضحكة عابثه دفعته إلي التبسم بهدوء لتلف ذراعيها حول خصره و تقول بلطف :
– آسفه يا حليوه مش هكررها !
لملم خصلاتها أثناء حديثها إليه ثم قبل جبهتها و أحاط جسدها يضمها إلي صدره و يهمس أمام شفتيها :
– وحشتني الضحكه دي أوى ياقلب الحليوه !
ابتسمت إليه و رفعت كفيها تحيط وجهه بلطف تراقب بعينيها نظراته العاشقه التي يوزعها على ملامحها برويه لاقت به هو وحده ! صمته كافٍ لها .. صمته عبارة عن عدة أحاديث وحدها من تفهمها !
وضعت قبلة أعلي شفتيه ثم أحاطت عنقه تدس وجهها بتجويفه و تزيد من جذبه إليها لتهمس بأذنه بحنو لم يخلُ من غنجها الأنثوي المحبب :
– بعشقك يا حليوه !
أغمض عينيه بهدوء حين استمع إليها كان بحالة من التوتر و القلق عليها بتلك الفترة العصيبة ! لكن ها هي مشعوذته تحاول العودة إليه و إلي حياتهم مرة أخرى فما منه سوى الترحيب الحار بتلك المحاولات اللذيذة من فاتنته الغالية !
-***-
وقفت تطالع زوجها بابتسامة مشرقة و هو يتحدث إلي مدير عمال ذاك المبني الصغير الجديد ، أشارت إلي طفلتها التى ترسل إليها قبلة بالهواء بين حين و آخر متشبثه بيد أبيها كم يروق لها ذاك المشهد ! تري بطفلتها طفولة مشتته تخصها ، تسعد لأجلها كثيراً حيث تجنى ثمار ما حصدته لأجلها حين اختارت لها خير أب و خير زوج لها !!
أقبل عليها يحيط كتفها قائلاً بلطف يخالطه حماس طفيف :
– تعالي بقاا فوق عشان تختاري الأوضه بتاعتنا و تشوفي هتحتاج تغيير أو لا !
سارت معه و هو تغمز له بعبث وقح و قد خالط نبرتها تذمر واضح و هي تشير لابنتها :
– اختار و أنا معاك يا حليوه المهم تبعدها عن اوضه ضرتي دي !!
ضحك و شاركته الصغيره و قالت لها بمكر طفولي :
– لا أنا بحب رينوو هنام جنبها !!
عقدت حاجبيها تقول بغضب :
– شااايف بنتككك !!
هز رأسه بيأس و ابتسم لها يضغط بخفه علي كتفها هامساً لها :
– بذمتك عاوزه اوضتها بعيده عنك ؟!
نظرت له بحزن و قلبت شفتيها ثم تنهدت بيأس تبادله الهمس :
– للأسف لا بس متقولهاش و تفرحها فيااا !!
ابتسم ثم قبل جبهتها ليستمعا إلي صرخه الصغيرة به تقول :
– و أنااا كمااان ياحليوه !!!!
اتسعت عينيه حين نظر العمال إليهم و شقهت “ريناد” ثم جذبتها إليها تضع يدها أعلي فمها تبتسم له بسخافه لينظر حوله محمحماً يقول مبرراً لهم و هو ينسحب بها خارج المبني :
– طفله بقا و كداا !!!
عاد الجميع إلي عمله و هم بحالة واضحه من الغمز و اللمز علي تلك العائلة لينظر “يوسف” إلي ابنته قائلاً و هو يضيق عينيه فور أن هبط لمستواها هامساً :
– مفيش صوت أعلي من كدا يااابنت يوسف تفضحينا بيه !
نظرت الصغيرة إليه بحزن و قلبت شفتيها بتذمر مثلما تفعل أمها ليبتسم علي الفور محيطاً وجهها بكفيه يقبل جبهتها بحنو يجذبها إلي أحضانه ثم استقام يحملها لتعقد ريناد حاجبيها مردده بسخريه :
– هو ده عقابك !!
كاد يتحدث لكن صمت حين صدح صوت من خلفها يصيح قائلاً :
– ريناااد !!!
عقدت حاجبيها و وقفت تحدق به لحظات تتبين ملامحه ، عقد “يوسف” حاجبيه ثم رفع نظارته الشمسية أعلي خصلاته يراقب إقبال ذاك الشاب الغريب عليهم يطالعه من أعلي إلي أسفل و هو يقبل علي زوجته قائلاً باستنكار :
– مش ممكن ايه يابنتي اختفيتي فين ده كله أوعي تقولي مش فاكراني ؟!!
كان أفضل للجميع ألا تتذكره لكنها صاحت به بحماس :
– فاارس لا طبعا انسااك ازاي !
رفع “يوسف” حاجبه و نظر إليها بحدة لتقول ببعض التلعثم حين أدركت اشتعاله من حماسها الزائد :
– داا فاارس ابن صاحبه ماما يا يوسف !! و ده يوووآآ !
قاطعها الشاب و مد يده إلي وجنه الصغيرة يداعبها بسخافه ويقرصها بلطف ليرتد “يوسف” خطوة للخلف بها يبعدها عن مرمي يده يستمع إليه يقول :
– إيه القمر دي اكيييد بنتك !! فين باباها صحيح !
تعلم جيداً أنه لم يستعب الأمر و كادت تتحدث و هي تنظر إلي زوجها الغاضب ببعض التوتر لكن قاطعها “يوسف” يقول بسخرية :
– راح يجيبلنا آيس كريم و جاي !!
نظر “فارس” له باندهاش و ردد بتعجب :
– أنا آسف واضح أن حضرتك أخوه الكبير أنا صاحب ريناد مش أكتر !!
صاح به بانفعال و أغمضت “ريناد” عينيها بقوة من شدة غباء ردوده و انفجار زوجها و طفلتها التي اعجبها الوضع و تراقب ما يحدث بابتسامه كبيره تحيط عنق والدها كأنها تدعمه ! :
– صاحبهاااا !!! أخوه الكبير !!
ضحكت “ريناد” بسخافه و جزت علي أسنانها تقول :
– يوسف يبقاا جوزي ياااافارس !! هو قصده كنا أغلب الوقت بنلعب سوا يايوسف بس هما سافروا بعد والدته مااتوفت عشان كدا مايعرفش عني حاجه تقريبا !!
حدق بهم بتوتر و قال باعتذار :
– أنا آسف أنا متسرع شويه لما شوفت الشعر الأبيض قولت إنك كبير و كدا يعني الاموره تشبه ريناد ففهمت إنها بنتها !
أشار إلي خصلاته ثم إلي طفلته لتتسع عينيها من تبريره الأشد حمقه من تسرعه قالت مسرعه و هي تراقب عيني زوجها الذي كاد يضع الطفله أرضاً :
– طيب فرصه سعيده يافارس معلش احنا مستعجلين شويه بعد إذنك !!
تركته يحاول استيعاب ما قالته و أمسكت ذراع زوجها تنظر إليه برجاء و هي تقول :
– يلا يايوسف أخرناا !!
سار معها بغضب لكنه آثر الصمت لم يتحدث إليها طوال طريق العودة لاذت هى أيضاً بالصمت إلي أن دلفا إلي شقتهم ترك متعلقاته و دلف إلي الغرفة علي الفور و ركضت الصغيرة إلي غرفتها انتظرت بعض الوقت و ذهبت إليه لتتسع عينيها حين وجدته يقف أمام المرآة و يدس أنامله بخصلاته محركاً رأسه يميناً و يساراً من الواضح أنه يتفقد خلاصته البيضاء !!
ضحكت بخفوت ثم اتجهت إليه تحتضنه من الخلف و تضع خدها فوق ظهره تقول بعبث :
– إيه يا حليوه بتبص علي إيه !!
تنهد ثم أمسك يدها يجذبها لتواجهه قائلاً بتساؤل :
– ريناد أنا بجد كبير أوي عليكِ !! فعلا أنا شعري بقا أبيض و اللي يشوفني يقول أبوكِ مش جوزك أبداً !!!
نظرت إليه لحظات تراقب ملامحه عن كثب ثم قالت بهدوء و هي تشير بعينيها إلي خصلاته و تمرر أناملها فوق ذقنه المشذب :
– أنت أول مرة تشوف الشعر ده ما أنت كل يوم بتبص في المراياا اشمعنا النهارده ! عشان فارس قالك كدا !!
أغمض عينيه يقول بغضب :
– متجبيش سيره الإنسان السمج البارد دااا قدامي !! و ايه صاحبككك دي صحيح !!
ابتسمت و صاحت به بعبث :
– ياااحليوه أنت مشوفتش ده غلبااان و بيفهم بعد ساعه اصلاا !!
رفع حاجبه و صاح باستنكار :
– غلبااااان ؟!!!
ابتسمت و أحاطت عنقه ثم و ضعت قبله صغيره أعلي وجنته تقول بمحبه خالصه :
– ملناش دعوة بيه اهوه راح لحاله صدفه مش أكتر و مفيش أي تواصل بينا زي ما شوفت !
نظر إليها بهدوء حيث بدأ الغضب يتلاشي شيئاً فشيئ لكنه عقد حاجبيه و هو يحيط خصرها و يرفعها إليه قليلاً يقول بعبوس :
– بس برضه ده ما يمنعش إني ابان جنبك أبوكِ !
ضحكت بغنج و قبلت شفتيه ثم ألصقت جبتهتها بجبهته تقول بحماس :
– طيب ما أنا بنتك فعلاً ! تعرف كاام واحده تتمني جوزها يبقي زي أبوها ؟! مش الشعر ياحليوه اللي هيكبرك في السن أنت ماأخدتش بالك منه إلا لما فارس اتكلم مانا شايفاه و فرحانه بيه من ساعه ما طلع ! يهمك نظره الناس ؟! الناس في كل الحالات بتتكلم دي شغلتهم ! لو علي الكام شعره دول سهل نخفيهم و نلونهم أسود بس أنا بحبك علي طبيعتك يا حليوه أوعي تتغير عشان حد !! خليك عارف إني بحبك و هفضل أحبك زي ما أنت و أنا بعترف إني كنت اتمناك أب ليا و بحسد المفعوصه بنتك عليك !!
صدحت ضحكاته فجأة حين أتت بذكر طفلتهم هكذا رأي صدق كلماتها بعينيها هكذا بدت تلك الجميله بجميع المواقف المشابهه حين يفقد عقله تُظهر هي عقلانية لا مثيل لها !! لم يكذب هي نبضه ! هي نبض الحياه لأجله و لأجل ابنتهم الغاليه !!
وصل بها إلي الفراش يجلس و يدسها داخل أحضانه يدس أنامله بخصلاتها و يهمس لها :
– عندك حق أنتِ فعلا بنتي قبل ما تكوني مراتي !! بعشقك يا وقحة يا أم الوقحة !!
ارتفعت ضحكاتها من ذاك اللقب و قبلت خصلاته البيضاء بتعمد تصرخ به :
– أنا اللي بموت فيك ياروح الوقحة !!
انتفضا معاً حين صرخت الصغيرة و هي تركض إليهم :
– أنااا كماان يارينووو !!
قفزت فوق جسد أبيها و احتضنت أمها تقبلها بحماس تستمع إلي اعتراض أبيها :
– إيه ده اشمعنا يعني !
قبلت الصغيرة خده و نبرتها الحماسية تُزين أحرف كلماتها :
– أنت قلبي يا حليوه !!!
صدحت ضحكات الأب و الأم لذاك اللقب الذي أطلقته مشاكسه لترثه مشاكسه مماثله لها !!!

تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سليلة السفير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى