روايات

رواية سليلة السفير الفصل الأول 1 بقلم شيماء الجندي

موقع كتابك في سطور

رواية سليلة السفير الفصل الأول 1 بقلم شيماء الجندي

رواية سليلة السفير الجزء الأول

رواية سليلة السفير البارت الأول

رواية سليلة السفير الحلقة الأولى

مقدمه
قيلَ ذات مرة … أن من شيم الرجال ذراعه الذي يمتدّ ليحمي وعقله الذي يفكر ليصون وقلبه الذي ينبض ليغفر ..
ماذا ان كنت أنت أماني ومأمني ؟!! ، درعي القاسي وقت حربي و عوضي عن العالم أجمع ؟!! ، ما كان مني سوي أن اهواك وإن عاد بيَّ الزمان لعشقت انفاسك مئات المرات ، معشوقي! لك قلبي وأنفاسي ، و لىَّ نبضك و أحضانك ….
تعريف الشخصيات ⁦✌️⁩
يوسف الصاوي
٣٦ عام خريج كليه العلوم منذ أعوام لكنه يعمل سائق لدى السفير حيث تعلم من والده تلك المهنه هي ارثه الوحيد منه
ريناد الغريب
٢٢ عاماً خريجه كليه الفنون الجميله ابنه السفير المرموق فؤاد الغريب
باقي الشخصيات في الاحداث بقااا ⁦♥️⁩

سار “يوسف” بالرواق المؤدي إلى المخرج حيث تصطف السياره الخاصه بذاك السفير المتغطرس الذي يعمل لديه سائق بعد ترشيح أحد الرجال له بصوره مؤقته حتى تتحين عودته إلى البلاد و استمرار عمله معه …
رفز بارهاق و هو يحاول صم أذنيه عن تلك الضوضاء المنبعثه من مكبرات الصوت التي ارتصت بالأرجاء لتصدح الأصوات المزعجة من كل حدب و صوب لكنه عمله عليه أن يرسم تلك الابتسامه السمجه بوجوه الجميع و خاصه رب عمله المتجبر …
اتجه إلى السياره بعد ان تلقي مكالمه من السفير بعدم الاحتياج إليه و أنه يمكنه الإنصراف …
جلس خلف المقود و اقلع بالسيارة يعدو من البوابات الإلكترونية و هو يزفر أنفاسه بارتياح فور أن تخلص من ذاك الإزعاج و هو يملي نفسه بوجبه عشاء شهيه و نوماً هنيئاً بعد هذا اليوم المُزعج ، لكن لحظه ما ذاك الصوت ؟!! هو على يقين أنه شعر بحركه ما بكرسيه ؟!! تلفت يميناً و يساراً و هو يحاول ألا يصرف أنظاره عن الطريق و تكررت الحركه ليوقف السيارة جانباً و يترجل مسرعاً و هو يفتح الباب الخلفي لتتسع مقلتاه بذهول و صدمه ، سليلة السفير !!!!!
طالعته تلك الفتاه العشرينيه بأعين تحدق به بصدمه و كأنها لم تتوقع انكشاف أمرها اعتدلت قليلاً بجسدها الصغير الجالس فوق الأرضيه بطريقه خاطئه و ابتسمت له بسماجه و هى تردف ملوحه بيدها بحركه ترحيبيه :
– هاااي !!!!!!!
فرغ فاه و اتسعت أعينه علي مصرعيها و هو يحاول استيعاب مايراه الآن ؟!! ابنه السفير مختبأه بالسياره التى خرج بها من البوابات الإلكترونية و التى سمع من أفراد الأمن أن خروجها ممنوع تماماً ؟!!!! نفض رأسه و هو يحاول أن يجلى حنجرته ثم قال بصوت جهوري بعض الشيئ :
– أنتِ بتعملي إيه هنااا ؟!! مش المفروض دى حفلتك ؟!!
رفعت كتفيها و هى تهز رأسها بالإيجاب و تقول بضحكه بارده :
-اه و هربت ..
اصابه شلل غالباً حيث ظل يحدق بها بصدمه شديدة هاربه !! بسياره السفير رب عمله !! و اختارت يومه هو لتفعلها !! سحقا لذاك القدر صفع الباب بقوه دون أن يرد عليها و اتجه إلى مكانه خلف المقود مره أخرى ليعود مسرعاً قبل أن تنقلب الأمور و ينكشف أمرها و تورطه بكارثة ، فطنت له حين وجدته يبدأ بالقياده و يدور بالسيارة ليعود لكنها صرخت به بخوف :
– انت هتعمل ايه اوعي ترجع .
صاح بها بعنف :
– أنتِ تسكتي خاالص ازاي تعملي كده أنتِ اتجننتي .
أجابته بأعين متسعه و صراخ مماثل و هى تقول :
-أنت اللي اتجننت أنت لو رجعتني هقول إنك خاطفني .
ابتسم من زوايه فمه و قال بسخرية :
– بلاش شغل عيال أنا مع أبوكِ من الصبح و لسه سايبه لما ركبت العربيه قصاد الأمن و الكاميرات اكيد جابتك .
صاحت به بغضب وهي تري طريق العوده أمامها لذاك الجحيم :
-وقف و نزلني هنااا لو موقفتش هنط من العربيه .
لم يجيبها بل ضغط علي زر التحكم باللوحه بجانبه ليغلق جميع الأبواب عليها لم تجد مفر سوى أن اشهرت ذاك النص الحاد و اتجهت خلف كرسيه مباشره تجذب رقبته بعنف واضعه طرف السكين علي رقبته تصرخ به :
– وقف العربيييه بقولللك مش هرجععععع ….
انصاع لها و هو يشعر بذاك النصل الحاد يكاد يجز نحره هي لا تمزح !! أوقف السياره و رفع يده يحاول إبعادها لتصيح مره أخري :
-افتح العربيه خليني انزل !!
اتسعت أعينه بصدمه و هو يحاول ابتلاع رمقه و الهائها ليهمس لها :
– مش هينفع المكان فاضي و الوقت متأخر ..
صرخت به بحزن و قد بدأت دموعها بالهطول :
– ملكش دعوه انااا مش هرجع ابدااا ، مش هتساعدني اروح لماما يبقي سيبني امشيييي …
عقد حاجبيه و ردد بصدمه :
-ماما !! أنتِ هربانه من فرحك عشان تروحي لأمك ؟!!
مسحت دموعها بيدها الأخرى بعنف و هى تصيح بصوتها الأنثوي :
– ايوه هربانه عشان اروح ليها هي اللى هتوقف الجوازه دي ، خلصصص زمان القصر كله عرف أني اختفيت و بيدوروا علياا افتح الزفت دااااا !!!
نظر لانعكاس وجهها بالمرآه الأماميه و قد توتر بفعل غضبها و تهديدها بالسلاح و هى تريد الذهاب لأمها و هو على حد علمه أنها انفصلت عن والدها منذ زمن هى تحتاج إليها بالتأكيد لكن ماذا عن رب عمله إن اكتشف أمره بتلك المعاونه ؟!!
رفز بحيره و إرهاق ثم رفع يديه يحاول إبعاد ذاك النصل عنه و هو يقول بصوت جاف غاضب :
– ابعدي الزفته دي عني خليني أبعد بالعربيه قبل ما يطلعوا يدوروا عليكِ ..
اتسعت أعينها بخوف و هى تلقي نظره على السكون و الضوء الخافت خارج السياره تهمس بتوتر :
– تبعد ايه انت هتنزلني بجد ؟!!
رفع مقلتيه باندهاش يحدق مره أخرى بانعكاسها ظنها تمزح ألم يكن مطلبها منذ قليل لكن حدقتيها تلقيه بنظرات خوف حقيقيه وترت نبرته و قال بتأفف :
-هنزلك ايوه بس عند بيت والدتك اوعي بقااا …
عادت للخلف بحذر و تدريجيا خوفا أن يكون حديثه مجرد خدعه لها لكنه فور ابتعادها وضع يده على المقود يسلك الطريق المعاكس و ارتفعت يده إلى رقبته يتفقد ذاك الخدش الصغير الذي تركه النصل إثر حركتها الغير متمكنه ثم زفر بغضب لتعض علي شفتيها و تتسع عينيها حين وجدت تلك الدماء الخفيفة و صرخت به :
– دممم !!!! أنت اتعورت ؟!!!
جز علي أسنانه و صاح بسخريه :
-ياااه مش ممكن إيه ده تخيلي ؟!! فاجئتك مش كده ؟!!
اعتدلت بجسدها مسرعه ثم بلحظه كانت بالمقعد الأمامى المجاور له تسحب أحد المحارم الورقيه و تضعه أعلى رقبته ليُغمض عينيه بوجع و هو يحاول ألا يفقد أعصابه و يصرخ بها و كأنها شعرت بما هو مقبل عليه لترفع كتفيها و تعض علي شفتيها بخجل قائله باعتذار خافت :
-اسفه !!!
لم يُجيبها بل أبعد يدها و هو يصرف وجهه للطريق أمامه مستغرقاً بتفكيره ناحيه ما يفعله متسائلاً بعقله إن كان تصرفه الرجولي الآن صحيح أم لا ؟!! متمنياً ألا تكون الأمور أكثر تعقيداً عليه بعد تلك الليلة ….
***
ارتصت سيارات حراسه السفير بالمنطقه كلها بحثاً عن سليلة السفير الهاربه ، اتسعت أعين “ريناد ” و هتفت برعب حين لمحتهم أسفل بيت أمها :
-يااادي الحظ اهم وصلوا و هيفضلوا هنا لحد ما اظهر اكيد ..
اغمض عينيه و هو يحاول التفكير بعمق بتلك الكارثه إن لمحه أحدهم هنا سوف يتورط بالطبع الأمر ليس مزحه إنها ابنته نظر لها لحظات بيأس لتحدق به بأعين واسعه و هزت رأسها بالسلب تقول بتساؤل :
-أنت اكيد رجوله و مش هتخليهم ياخدوني ..
رفز بارهاق و أشار إلي السيارات المصطفه بعيداً بشكل نسبي بغضب :
-و هما هيجوا يستأذنوا مني يعني قبل ما ياخدوكى ؟!!
حركت رأسها بيأس و بدأت الدموع تلمع بعينيها لتنكس رأسها بصمت و علامات الخزلان واضحه عليها ، تنهد حين وجدها علي تلك الشاكله و قال برفق :
– طيب انا اقدر اعمل إيه دلوقت ؟!!
لم تجيبه إنما ظلت علي حالتها ليلاحظ تلك القطرات التى تسقط علي يدها بصمت و هي لازالت تحني رأسها ليقول محاولا ً التخفيف من حده الموقف :
– احسن اننا وصلنا متأخر عنهم ، كان زمانهم وصلوا ليكِ و اخدوكِ شوفتي فايده البلطجه بتاعتك بالسكينه عليا ..
لم تستطع منع ابتسامتها بل و ضحكتها الصغيره من الظهور ليبتسم لها قائلاً :
-ايوه كده خلينا نفكر هنعمل ايه هنا .. أنتِ متأكدة محدش شافك وأنتِ بتركبي العربيه ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و قالت بنبره متهدجه بعض الشيئ :
-ايوه متأكده ، انا اصلا عطلت الكاميرات اللي برا قبل مااخرج ..
اتسعت أعينه بصدمه واضحه من تخطيطها و كأنها سارقه و ليست ابنه سفير لكنه لمح إحدي السيارات الخاصه بالحراسه تقترب منهم و قد كُشف أمر تواجد سياره السفير هنا !!
-انزلي في الدواسه بالراحه كده و بهدوء عشان حراسه ابوكِ شافونا …
ارتعبت لكنها انصاعت لكلماته علي الفور و هبطت و هى تنتفض برعب لتجده يلقي عليها سترته السوداء العبقه برائحته الرجوليه اتسعت عينيها و هى تبلل شفتيها بتوتر و اكتست وجنتيها باللون الأحمر بدون أسباب ، ارهفت السمع لتصلها كلمات فرد الأمن المقتضبه :
-بتعمل ايه هنا يايوسف ، هو سياده السفير بلغك ؟!!
استمعت إليه يقول بصوته الأجش القوي :
-بلغني بإيه ؟!! هو حصل حاجه ؟!! انا كنت مروح بس جاتلي مكالمه فركنت العربيه ارد عليها ..
ليصلها رد الفرد قائلاً :
-طيب بقولك إيه ملمحتش بنت سياده السفير هنا ؟!!
انتفض قلبها خلف اضلعها لتستمع إليه يقول بدهشه جعلتها تبتسم لا إراديا ً :
-هناا فين ؟!! هو مش النهارده فرحها ؟!!
أتاها الرد بصوته ذاك المزعج يقول :
– لا ياعم دي هربت و ابوها خارب الدنيا عليها و بعتنا هنا علي بيت أمها نراقبه لحد ما تظهر …
شعرت بالسيارة تبدأ بالرحيل و هو يقول بصوت واضح :
-طيب ربنا معااكم يارجاله انا يدوب اروح بقااا و يارب مايتصلش بيا أنا كمان ادور معاكم …
ثم استمعت إلي ضحكته المتكلفه تصحبها ضحكاتهم و السيارة تُسرع قليلا من نهجها رفعت طرف الستره لتغطى خصلاتها وهي تُمسكها جيداً تهمس له :
-اطلع ياحليوه ؟!!
كاد أن يجيبها لكن اتسعت أعينه و هو يصرخ بها متابعا السيارات بمقلتيه :
– ياا ايه ؟!! أنتِ بتكلميني انا ياشاطره ؟!!
تأففت و صاحت به :
-انجز بقاا ضهري اتكسر …
سحب سترته عنها و هو يزفر بغضب قائلاً :
-اطلعي وخلصي .. انا هكلم والدتك دلوقت بس نكون بعدنا شويه عن هنا …
ارتفع رنين هاتفه بلحظتها و ظهر اسم والدتها على الهاتف لينظر إليها عاقداً حاجبيه من صمتها و من ذلك التخاطر لكنه فهم حين رأي ابتسامتها السمجه تُزين ثغرها لقد خططت لكل شيئ لكن ما ادراها انه سوف يوافق جز على أسنانه بغضب و قال :
-طيب و عرفتي منين إني هقبل اساعدك ؟!!!
أجابته مسرعه و هى ترفع كتفيها علامه لجهلها بموقفه و قالت :
-ابداا أنا بس قولتلها اني هحاول اخرج في العربيه عشان اكيد بابا هيقولك تمشي بدري و قولتلها إنك أنت اللي بتسوق اليومين دول …
ضيق عينيه بغضب يرمقها بنظرات ملتهبه ثم رفع الهاتف إلي أذنه يجيب والدتها بنبره وقوره هادئه :
-ايوه يامدام متقلقيش هي معايا .. اه اطمني محدش شافها ….
راقبته بهدوء و هو يردف ناظراً حيالها بغضب :
-هي بخير بس الحقيقه مش عارف اوصلها فين لأن بيتك الحراسه مراقباه …
عقدت حاجبيها لتجده قد أغلق المكالمه دون أن تحدث والدتها و هو يقول باقتضاب :
-هتلبس و تيجي تاخدك ..
صاحت به بغضب بعد ان كظمت غيظها فتره و هو يتمادي بأسلوبه الحانق عليها :
-أنت بتكلمني كده ليه و ايه تيجي تاخدني دي هو أنا طفله ؟!!
اندهش من هجومها الغير مبرر عليه و تقلباتها المزاجيه الغريبه و قال و هو يحدق بها بغضب :
-ايوه طفله و مش بس طفله كمان أنتِ معندكيش أي مسؤليه تقدري تقوليلي والدتك هتنزل ازاي بحالتها المرضيه و أنتِ عارفه إنها بتتحرك بكرسي ؟!! و لا يفرق معاكِ طفله كل همك تعيشي مغامره و تلعبي زي العيال بابوكِ و أمك استغلال لانفصالهم …
صرخت به و هى تجهش بالبكاء بلحظه وجد أعينها تفيض بسيل من الدموع و أنفاسها تتهدج :
-أنت متعرفش حاجه يبقي متتكلمش مغامره ايه اللي تخليني اعمل كده ، بابا هيجوزني بالعافيه من ولد سايكو قذر ابن صاحبه عشان بينهم شغل ،و ماما عاارفه إنى هعمل كده بس أنت مش بتفكر همجي و مكانك الكهوف !
ثم باغتته بفتح الباب فور أن اوقف السياره و ترجلت منها تسرع بالابتعاد ليتبعها و هو مذهول من كلماتها ثم أمسك يدها يجذبها إلي ذاك المطعم المتفق عليه مع أمها و هو يضغط علي يدها بغضب قائلاً بعنف :
– طيب خليكِ عارفه إن الهمجي ده مش هسيبك غير مع امك ..
حاولت جذب يدها و فشلت كادت تصرخ به لكنه التفت لها فجأه يرمقها بنظرات ناريه رافعاً سبابته بحركه تحذيريه يقول :
-نفس كمان و هاخدك احطك في العربيه لحد ما هى توصل و تاخد الطفله بتاعتها …
جلست أعلى الكرسي بغضب تهمهم بكلماات خافته من الواضح أنها ساخطه عليه لكنها فضلت التزام الصمت إلى أن تأتي أمها ….
***
-ها يايوسف موافق ولا لا ، ريناد باصه علينا و لو طولنا هتفهم ، انا بطلب منك كده عشان واثقه فيك يابني ..
تنهد يوسف و هو يعقد حاجبيه بصدمه من عرض تلك السيده الوقور أم تلك الطفله الزواج من ابنتها !! بشكل مؤقت و ائتمانه عليها فتره إلي أن تُنهي هي تلك الأزمه و تسترد ابنتها لأحضانها … قال بجدية تامه :
-حضرتك متعرفنيش للدرجه دي إيه يخليكِ تأمنيني علي بنتك ، و تجوزيهالي ..
ابتسمت “فريده” بوقار و هزت رأسها بالسلب تقول :
-و مين قالك معرفكش ، و بعدين اللي يرفض يسيب بنت تمشي لوحدها و يعرض وظيفته للخطر و يجاذف بيها ، معتقدش هيأذي بنتي ما هي كانت قصادك و كنتوا لوحدكم ، و لعلمك ريناد وثقت فيك و ده مش بيحصل ابداا …
ألقى نظره عليها و هى جالسه بعيداً تتلف حولها كالسارق تحدق بالوجوه بقلق طفولي برئ ، ليعود بنظراته إليها قائلاً بهدوء :
– بس ده مش مبرر إني اتجوز عيله صغيره كده ..
تنهدت “فريده” بحراره تلفظ أنفاسها و قالت بارهاق :
-اولا ريناد مش عيله ابدا هي تبان كده لكن هي عندها ٢٢ سنه وانت ٣٦ ثانيا بقولك جواز لفتره محدده كام يوم بس اكون ظبطت أموري بالعقد بتاعكم ده وامشي انا و هى ، ها يايوسف موافق ؟!!
هز رأسه بغلب واضح و قال مستخدماً آخر ما يملك من اعتراضات :
-طيب و الشرسه دي هتوافق بسهوله دي كانت هتقتلنى في العربيه بسكينه …
لم تستطع منع ضحكاتها وحدقت بابنتها تقول بهدوء :
-متقلقش سيبلي ريناد أنا هفهمها كل حاجه ….
***
لا يعلم كيف تمت الأمور بتلك السرعه و وقع بيده علي عقد زواجه من تلك الطفله الشارده الصامته منذ أن حدثتها أمها بعيداً عنه لم يتلقي منها سوي نظرات مستنكرة اغضبته ثم بعدها لم تنظر ناحيته مره أخرى إلى أن صعدت معه إلى السياره و اقلع بها إلي بيته …
بدأ يشق طريقه بتلك الأحياء الشعبية البسيطه ناظراً حيالها يتفقد رد فعلها علي ما تراه و ابتسم داخله بسخريه حين وجد تلك النظرات المندهشه تطفو على صفحه وجهها الفاتن تحدق بفضول بتلك الأجواء الغير ساكنه بالحي الشعبي رغم أن الوقت متأخر بعض الشيئ ظلت عينيها تصول و تجول بصمت إلي أن توقفت السيارة أسفل بنايته لتسأله باندهاش :
-أنت ساكن هنا ؟!!
نظر لها بطرف عينيه بغضب ثم قال ساخراً و هو يلملم اشيائه :
-لا جايين نسلم علي واحد صاحبي و هننزل ..
لم تلحظ سخريته لتجيبه بأعين متسعه و هى تتمسك بذراعه بخوف :
-و صاحبك ده يعرف بابا ؟!!
فرغ فاهه يحدق بها بصدمه حقيقية هل لم تاحظ سخريته بالفعل ؟!! ليجز علي أسنانه نافضاّ يدها بغضب قائلاً :
-صاحبي مين ده بيتي معلش مش قد مقام جنابك …
لم تجيبه بل نظرت إلي البيت مره أخري بأعين فضوليه و ترجلت من السياره أسفل النظرات المتسعه المحدقه بتلك الفاتنه الراقيه التي تجاور ابن الحي تسير بجانبه بأعين فضوليه تدور حولها و كأنها سائحه ، انتفضت و تعلقت بذراعه حين وجدت صوت أنثوى مرتفع يصيح بشباك بجانبها ، لتجده يهز رأسه بالسلب و هو يبادل التحيات للرجال بابتسامه مقتضبه ليدخلا بعدها البنايه معا ….
عضت علي شفتيها بتوتر و هى تقف خلفه تماماً تُمسك قماش قمصيه بإحدي قبضتيها و الأخري تشتد فوق ذراعه بقوه و هى تتلفت حولها داخل تلك البنايه بقلق و توتر واضح رفع إحدي حاجبيه يردف بسخرية رافعاً جانب فمه الحاد الدقيق بابتسامه متهكمه و هو يضع المفتاح بمحله ليفتح باب منزله الصغير :
-اللي يشوفك دلوقت و أنتِ زي الفار كده مايشوفكيش في العربيه وانتِ بتهدديني بالسكينة …
ابتسمت علي الفور و هى تلكزه بظهره بخفه تهمس له و هي تحدق به بأعين شقيه عابثه :
– ماخلاص بقا مايبقاش قلبك اسود ياحليوه أنت !!
اتسعت أعينه و امسكها من تلابيب بلوزتها الصغيره يجذبها من جسدها إليه و هو يميل عليها هامساً بغضب و أعينه تلقيها بنظرات تحذيرية :
– اسمعي يا مفعوصه أنتِ لو فكرتي تتكلمي بالطريقه دي قدام أمي أنا هقتلك و ارميكي من البلكونه هنا و اخلص منك و من ربطتك السوده دي كان يوم أسود يوم ما شوفتك ..
ابتسمت له بسماجه و هى تحرك حاجبيها بتراقص مرح و عبث طفولي ، دافعه قبضته ، هامسه بضحكه صغيره :
– خليك في حالك و سيبني اتفاهم مع امك بطريقتي أنا متأكده إنها مش زيك يااااونكللل …
رقصت بكتفيها له بحركه مائعه ثم ازاحت الباب و هى تدلف إلي منزله الصغير تسبقه ليسرع خلفها بأعين متسعه من أفعالها التي أوشكت علي قتله صارخاً بأثرها قبل أن تدلف لأمه و تقلب عالمه الصغير كعادتهااا ……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سليلة السفير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى