رواية سكان البيت الفصل الثالث 3 بقلم وردة رضا
رواية سكان البيت الجزء الثالث
رواية سكان البيت البارت الثالث
رواية سكان البيت الحلقة الثالثة
فوقت بعد وقت معرفش قد ايه ،مكونتش قادره أفتح عينى ولا اتحرك من مكانى كنت حاسه بجسمى كله بيوجعنى وكأنى اتعرضت للضرب مش مجرد أغمى عليا ،فتحت عينى بصعوبه عشان الأقى أختى نهى قاعده على الكرسى إللى قصاد سريرى ،نديت عليها بصوت تعبان بس مسمعتنيش ،فى البدايه قولت جايز مش سمعانى فرفعت نبره صوتى ولكن للأسف برضو مسمعتنيش ودا ايه خلانى استغرب ،فقولت جايز نامت بسبب ان الوقت متأخر،بس ازاى نايمه وعينيها مفتوحه وقبل ما انطق بكلمه تانى كانت الاضاءه بتختفى من ألاوضه كلها تمامآ ،اتملكنى الرعب خاصةٍ بعد إللى حصلى ،فحاولت أقوم من على السرير بسرعه وأجرى بس كانت الاضاءه خلاص رجعت للأوضه فاطمنت شويه ولسه برفع عينى ،لقيت ضوء قوى ضرب فى وشى ،هو ضوء فعلآ بس مش من اللمبه زى ما كنت فاكره ،دا كان من نفس الضوء الأزرق إللى شوفته خارج من عين جلال لكن المرادى كان من عينيها هى ،عين شبيه أختى نهى ،رجعت لورا بخوف وأنا بلزق فى ضهر السرير لما لقيتها بتقرب منى ولحد مبقاش فيه شئ يفصل بينا ،غمضت عينى بخوف وأنا بلمح فى عينيها اخر حاجه شوفتها وهى نظره مفهمتهاش ،كنت بدعى من جوايا ان اى حاجه تحصل وتخلصنى منها ”
– افتحى عينيكى متخافيش منى
” فتحت عينى ببطئ شديد وأنا بدور على اى مهرب فى المكان عشان اتفاجئ بعدها ان دى مش أوضتى ،يعنى ايه مش أوضتى؟! أنا فين؟! ”
نطقت بتعلثم وأنا بحاول اتلاشى النظر ليها :
– انتى مين؟! وعايزه منى ايه؟!
– ابعدى عنها “جمله واحده نطقت بيها بحده”
بصيتلها بتعجب وأنا مش فاهمه حاجه وقولت بخوف :
– هى مين ؟!
– للأسف مش هقدر أشرحلك أكتر من كده ،بس انتى ذكيه وأنا واثقه انك هتعرفى كل حاجه لوحدك
” نهت كلامها بأبتسامه حزينه وبعدها اختفت ،وكل حاجه رجعت طبيعيه من تانى ،زفرت براحه بعد ما لقيت الاضاءه رجعت زى ألاول وأنا فى أوضتى فسرحت وأنا بفتكر كلامها الغريب إللى مفهمتش منه حاجه، هى كانت تقصد مين بكلامها ،فوقت على صوت أختى إللى كانت داخله ألاوضه بتجرى بقلق ”
– فى ايه يا منى انتى كويسه؟!
– اه كويسه ،هو حصل ايه؟!
– انتى مش فاكره؟! “قالتها بتعجب”
“مسكت دماغى بتعب وأنا بحرك رأسى ب لا ”
– أنا صحيت من النوم عشان اشرب مايه فلقيتك مغمى عليكى فى أوضتك، وكنت مستنياكى تفوقى عشان اعرف منك ايه إللى حصل ،هو حصل ايه؟!
” بصيتلها بتعجب عشان أنا فاكره أنى اخر مكان كنت موجوده فيه كان البلكونه ،طيب ليه هى بتكدب عليا ”
– هو انتى حلمتى بحاجه؟! او شوفتى حاجه؟!
” بصيتلها بتركيز وأنا شايفه نظراتها المتوتره ،وأنا حاسه انها أكيد عارفه حاجه ومخبياها عليا ولأزم أعرفها ”
– حلم زى ايه؟! “سألتها بترقب ”
ابتسمت بتوتر وهى بتقول بلجلجه :
– ولا حاجه أصل لما دخلت عليكى كنتى بتقولى كلام مش مفهوم فقولت جايز بتحلمى
– كلام زى ايه؟!
– ها مش فاكره اهو كلام وخلاص يامنى
” بصيتلها بشك ولأول مره احس انها مخبيه حاجه والحاجه دى ليها علاقه بيا ،فأبتسمت وأنا بحاول اتوه واقفل على الموضوع ”
– هى الساعه كام دلوقتى؟؟
بصت فى ساعه تليفونها وهى بتقول بتعجب :
– الساعه ٢ الا عشره بس ليه؟!
” دا الميعاد إللى بيظهر فيه جلال لأزم أتصرف واخليها تمشى قبل ما ييجى والا مش هقدر اشوفه النهارده واسأله على كل الاسئله إللى فى بالى ”
– ولا حاجه بسأل بس ،روحى انتى كملى نومك بقى ،أنا عارفه انى قلقتك وانتى بكره عندك شغل بدرى
– ولا يهمك ياحبيبتى المهم انك بخير ،متأكده انك مش محتجانى معاكى؟؟
– لا ياحبيتى متقلقيش ولو عوزت حاجه هنادى عليكى
– وأنا فى اوضتى لو حسيتي بتعب نادى عليا هجيلك بسرعه ،تصبحى على خير ياحبيبتى
– وانتى من أهل الخير ….”وبعد خروجها زفرت براحه وقعدت أستنى تيجى ٢ بفارغ الصبر ودلوقتى الساعه اتنين ولسه مظهرش فات ساعه وساعه كمان وبقيت ٤
الفجر وبكده اتأكدت انه مش هيظهر النهارده كمان خصوصآ بعد غيابه اليومين إللى فاتوا فقررت أنام
يمكن أقدر أنسى إللى حصل ”
– يوه صوت العصافير دا جاى منين؟! مين إللى فتح الشبابيك؟! نهى تعالى اقفلى الشباك عاوزه أنام
قولتها بضيق بعد لما لاقيتها متجهلانى وصوت الهوا بقى بيحرك الستاير والجو تلج وأنا مش قادره اقوم من مكانى بسبب البرد ….”فقومت بغضب وأنا بفتح عينى بصعوبه من أثر النوم وبزيح اللحاف ”
– نهى أنا مش قولت اقفلى ال ……”الكلام وقف فى حلقى وأنا ببرق بصدمه وبفرك فى عينى بعدم تصديق
من إللى أنا شيفاه ،فضربت خدى بقوه يمكن أكون بحلم تانى ،ما لا يمكن أكون إللى أنا شيفاه قدامى دا حقيقه بس للأسف مكانش حلم ”
– هو أنا متت ودخلت الجنه ولا ايه؟! “قولتها بتعجب وأنا برفع عينى إللى بتدور فى المكان بأنبهار وإللى كنت لأول مره فى حياتى بشوف مكان زيه ،كان فيه فوق منى عصافير ملونه جميله صوتها كان جميل دا غير الزهور بأشكالها المختلفه وريحتها الفواحه وأثناء ما أنا مبهوره بكل حاجه فى المكان لفت نظرى البحر الازرق النقى بأمواجه إللى بتتحرك بحريه وصداها بيرن فى فى ودنى وبيعزف أنغام هاديه بعيد كل البعد عن دوشه العالم ،فأستغليت الفرصه ونزلت بالقرب من البحر ومديت رجلى الاتنين ونزلتهم فى المايه إللى أول ما حسيت ببرودتها سقفت بأيدى بفرحه برغم من بروده الجو ،وبأيدى كنت بلمس الأرضيه الناعمه الخضرا إللى جمبى وبقطف منها ورده زهرى جميله وبحطها فى شعرى ،وبعد مده مش قليله كنت بتنطط من مكان لمكان عشان بعدها اشوف صورتى بتنعكس على المايه بس مكانتش صورتى لوحدى ”
– عجبك المكان؟؟
“ابتسمت بسخريه من غير ما التفت لأنى كنت عارفه صاحب الصوت ففضلت واقفه مكانى بتابع حركه العصافير واهو بالمره مبينش خوفى ورديت بهدوء ”
– جميل ،بس مش غريبه يعنى تجيبنى هنا؟!
– مش غريبه ،أنا كنت منتظر بس الوقت المناسب
– انت مجتش اديلك كام يوم ليه؟!
– عشان كنت معاقب “أردف بها ببساطه”
– معاقب ازاى يعنى؟!
– متشغليش بالك
“مهتمتش لكلامه وأنا بقول بسرعه بعد ما اتذكرت إللى حصل معايا أمبارح وقبل ما أنطق بأى كلمه كان بيقول ”
– إللى شوفتيه أمبارح مكانش حلم
– يعنى ايه الكلام دا؟! “قولتها بخوف وقلق ”
زم شفايفه وهى بيقول ببرود :
– زى ما سمعتى مكانش حلم
” أغمضت عينيها بقوه وهى تردد داخلها انه حلم وليس حقيقه فهو الآن غير موجود أمامها ولن يظهر لها يومآ فى الصباح وظلت على هذا الحال لثوانى ،مغلقه لعينيها بقوه ترفض تصديق وجوده ولكن بعد لحظات فتحت جفونها براحه لتجده يقف أمامها بأبتسامته المستفزه ”
– يعنى دا مش حلم؟! طيب لو دا مش حلم أنا بعمل ايه هنا؟!
“أغمضت عينيها للمره الثانيه وهى تهز رأسها برفض”
-دا أكيد حلم،ايوه أنا فى حلم،فوقى يامنى انتى بتحلمى
فتحت عينيها عشان تجد نفسها فى نفس المكان وهو يقف يتطلع لها ببرود وقبل أن تنطق بحرفآ واحد كانت تستمع لصوتآ يقول بنبره عاليه :
– ياويلى المملكه بأكملها ستخرب لأجل هذه ،يبدو أن مجيئك إلى هنا هام للغايه يافتاه ،مرحبا أدعى أثيب
فتحت فمى بصدمه وأنا شايفه بوقه ساكت مش بيتحرك ،طيب لو هو إللى متكلمش أومال دا صوت مين؟!
– خلفك “قالها ببرود ”
– نعممممم؟! “أشار بيديه بنفاذ صبر على شئ خلفى
فنظرت حيث يشير عشان اجد نسخه طبق الأصل منه
ابتلعت ريقى بخوف وأنا أرتعش وانقل الظرات بين الاثنين بصدمه وعدم تصديق ودون سابق أنذار كنت أصرخ بصوتآ عالى وأركض فى المكان بأكمله ”
– ما بها يا أخى؟!
نظر إليه لا يعرف ما عليه أخباره وهو يتركز بعينيه عليها يرميها بنظرات حانقه وأردف قائلآ بضيق :
– منذ رأيتها وهى هكذا كلما رأت وجهى تصرخ بى وتقول ……”لم يكمل حديثه ووجدها تصرخ :
– عفاريت الحقونى عفاريت
– أرأيت ألم أقل لك “قالها بحنق وهو يشير تجاهها ”
صار خلفها أثيب بهدوء وهو يقول بتعجب :
– لما أنتى خائفه لهذه الدرجة؟! هل نحن بشعين؟!
“صرخت فى وجهه بخوف بطريقه أرعبته وجعلته يبتعد عنها ظنآ منه انها مجنونه ”
– ما بها يا أخى لقد صرخت وجهى
– دعك منها انها دومآ كده لقد أخبرتك
– انتوا ازاى كده؟! انت مش كنت واحد!! ازاى بقيت اتنين؟! هو أنت ساحر؟! “أردفت بها بتخبط وخوف ”
أردف بسخريه :
– الم يخطر فى عقلك الصغير إنه أخى
أردفت بتهكم وكأنها أكتشفت اكتشفاء خطير :
– ازاى أخوات؟! وانت كنت واحد وبقيت اتنين فى لحظه ؟! دا أكيد خدعه منك ما أنت عفريت وتعملها
– ياستى والله ما عفريت ،هو انتى بالعافيه هتخلينى عفريت؟!
” أردفت بعدم تصديق”
– لو انت مش عفريت ازاى بقيت اتنين؟!
– بعد أذن غباءك وعدم استيعابك للاموار وللمره المليون أنا مش عفريت دا أول حاجه ،تانى حاجه بقى ،أحنا شخصين واقفين قدامك ،يعنى اتنين يا منى
كانت تتابعه بفم مفتوح وهى تنظر له ببلاهه فجز على أسنانه محاولآ الهدوء وهو يقول بأبتسامه :
– هسهلهالك أحنا أتنين مش واحد “صمت لثوانى وهو يكمل مشيرآ بيديه على نفسه وشبيهه او بالأصح أخيه”
– واحد اتنين يعنى أنا شخص وهو شخص مختلف مش واحد زى ما قولتى خالص لا اتنين ،فهمتى يامنى؟؟
ولا أعيد تانى؟أنا بقول كفايه كده ويارب تكونى فهمتى
– يعنى انتوا اتنين “أردفت بها بتشتت”
– بالأصح تؤام “أردف الأخيره ببساطه لتسهيل الأمر عليها ”
– تؤام ،تؤام من بطن واحده؟؟
– نعم
– كل هذه الدراما فقط لأننا تؤام “نطقها أثيب بسخريه”
تجاهلت سخريته وهى تنقل نظراتها بينهم قائله بهدوء:
– مين فيكم جلال؟!
– هذا هو ،صاحب العيون الزرقاء ومن غيره
رفعت حاجبها الأيمن وهى تزم شفتيها وتقول بسخريه :
– دا على أساس ان عينك سوده وبالنسبه لعينك الملونه دى ايه؟!
– عينى رمادى وليست زرقاء “قالها بقرف”
– وللحق كده فرقت الصراحه “قالتها بسخريه”
تجاهلها وهو يتحدث إلى أخيه بصوتآ خافت :
– هل جننت كيف تحضرها إلى هنا؟! ماذا لو علموا بأمرها
– لا تقلق أنا ساتدبر جميع الأموار
– أنا خائف يا أخى ان يحدث شئ ،ماذا لو علمت بحضروها إلى هنا ،وان نحن من نساعدها؟؟
– لا تقلق يا أخى لن يحدث اى شئ خطأ ثق بى
قطعت حديثهم وهو تقول بضيق :
– دا بعد اذنكم لو هقاطعكم أنا عايزه أرجع بيتى
– لا
– هو ايه دا إللى لا “أردفت بها بعصبيه ”
– وجودك هنا أمن ليكى فى الوقت الحالى
– بس أنا عايزه أرجع لأختى
– وأنا قلت لا
– مش بمزاجك انت سامع؟! انت مين عشان تجبنى هنا؟!
– لن تفهمين الأمر الآن أنا أحاول حمايتك
– ماليش دعوه بالكلام دا ميهمنيش ،أنا كل إللى يفرق معايا انى أرجع لأختى ودلوقتى
– مفيش رجوع لأختك
– يعنى ايه؟! أنا مخطوفه بقى؟! وانت إللى خاطفنى؟!
– اعتبريها زى ما تعتبريها المهم مفيش خروج من هنا
“تجاهل صراخها وهو يطلب من أخيه أخذها من هنا إلى مكان أمن ”
– أذهبى معه
– مش ماشيه ولا متحركه من هنا
“أقترب منها وهو يمسك بيديها بين كفه قائلآ بنبره هادئه تحمل الحنان والتى تراها لأول مره منه ”
– فقط ثقى فيا هذه المره وأعدك أنى لن أخذلك
نظرات بتردد إلى عينيه التى لا تحمل الخداع ونبرته الصادقه ،فأبتسم لها وهو يطمئنها ،أفلتت يديها من بين يديه وهو تتحرك بجانب أخيه تراقبه من بعيد وهو يختفى عن نظرها روايدآ روايدآ ،كانت تسير بجانب أخيه فى صمت واذا به يقطع الصمت قائلآ ”
– لا اريدك ان تبتعدى عنى مهما حدث ،وما أقوله تفعلينه حسنآ؟؟
– ساعدنى أنى أرجع لأختى ” قالتها بحزن وهى تتوسله بعينيها ”
– لا يمكننى مساعدتك لأننى قمت بوعد أخى ولا يمكننى كسر وعدى له
– ما ينكسر ولا حتى يدشدش أنا مالى!!
– ماذا قلتى؟!
لم تجد أمامها طريقه غير الهروب ودون ان تنتظر كانت تفر هاربه بين الأشجار الضيقه اما هو فكان يلحق بها وهو يسبها ويلعنها داخله ،ويناديها بصوتآ عالى :
– إلى أين ذهبتى أيتها أيتها الكارثه ،الويل لك يا هاربه
“كانت تسير بين الأشجار وهى تستمع إلى صوت خطواته ،محاوله الإبتعاد عنه واذا بها تجد نفسها فى مكان هادئ يخلو من اى شئ سوى ضوء بسيط وأرض واسعه تقف فى منتصفها تائهه لا تعرف كيفيه الذهاب فى اى طريق ولا كيف لها العوده إليه ”
زفرت بحنق وهو تقول بخوف :
– كان لأزم أهرب يعنى ،ادينى توهت برافو يا ….. “ولم تكمل حديثها الخافت حتى وجدت نفسها تسقط من أسفلها وتتدحرج بقوه بين الانابيب الطويله الضيقه وظلت هكذا للحظات طويله حتى وأخيرآ ارتمت على الأرض بشده على ظهرها بعدما وصلت إلى نهايه الأنبوب الموجود داخل كهف او بالأحرى نفق واسع كما يبدو عليه ،أمسكت بظهرها بوجع وهى تحاول النهوض وهى تلعن حظها الذى اوقعها فى هذا المكان فكيف الآن ستخرج من هنا ،نهضت بتعب وهى تنفض ثيابها وتنظر حولها بخوف تبحث عن طريق للخروج ،تسير بتخبط وهى تأن بوجع ولا تقوى على الوقوف ،وتنظر بتعجب للمكان الذى حولها بقلق ”
– أنا فين؟! وايه المكان الغريب دا؟!
– من انتى يابشريه؟!
أستمعت إلى الصوت الذى يأتيها من الخلف بخوف ولا تقوى على الالتفات خلفها فتوقفت بمكانها وقدمها لا تقوى على الحراك ،تتلفت حولها تبحث عن مخرج ”
– لماذا تنظرين حولك اننى اتحدث معك؟!
“التفتت إليه وهى تبتلع ريقها بخوف تقول بتلعثم”
– قصدك ايه ببشريه دى؟!
– هل تحاولين التظاهر بالجنون؟!
– بقى الحلاوه دى كلها ومجنونه ياعديم النظر
“نطقت بها بسرعه”
– هل قمتى بسبى الآن؟!
“وضعت يديها على فمها بخوف بعدما أدركت ما تفوهت به وهى تراه عاضب ونظراته لا تبشر بالخير ”
– قطع لسان اللى يفكر يقول كده ،دا الواد أسيف هو اللى قال كده أنا ماليش دعوه
– أسيف من؟! “سألها بعدم فهم”
تجاهلت حديثه وهى تلتفت حولها تبحث عنه لعلها تجده وينقذها من هذا المأزق لكان خاب ظنها”
– من هذا أسيف “قالها بصوتآ غاضب”
– والنعمة ما أعرف وهو أنا لو كنت عارفه ايه إللى كان هيخلينى أفضل ساكته بس؟! وهو مين أسيف دا كمان؟!
– هل ناديتنى؟؟
“التفتت بفزع وهى تراه يقف بجانبها بكل برود”
– يابجاحتك يا أخى يعنى سايبنى ومختفى وانت سبب الوقعه السوده دى …. “قاطعها ببرود”
– لا تقحمينى فى غباءك من فضلك ،فما شأنى أنا؟!
فلم أقل لك ان تلقى بنفسك إلى هنا
– مع من تتحدثين؟! “قالها بتعجب”
“نظرت له ببلاهه وهى لا تستوعب معنى حديثه بعد واكتفت بأن توزع نظراتها بين الاثنين وهى تلطم على خديها بحسره”
– ياخيبتك يامنى هو هنا كمان العفاريت مبتتشافش طيب أقوله ايه دلوقتى؟؟ودا يتحلفله بأيه؟!
نظرت إليه وابتسمت بتوتر قائله بصوتآ خافت :
– طبعآ لو قولتلك ان فيه واحد واقف معانا هنا مش هتصدقنى ،ما هو لأزم متصدقنيش دا مش متشاف!!
التفتت ترفرف برموشها سريعآ وهى تنظر إلى الواقف بجانبها الذى ينظر بترقب لما حوله وقالت ببراءه :
– أسيف؟!
“طالعها بسخريه وهو يعلم جيدآ انها تريد شيئآ منه”
– ماذا تريدين؟!
– انقذنى يا أسيف مش عشانى دا عشانك عارف ليه عشان لو حصلى حاجه أخوك هيعمل منك طرنشات
– طرنشات؟! ما هى الطرنشات؟!
– أنا فى ايه ولا فى ايه ،أنا بموت هنا؟! “قالتها بغيظ”
– لن أنقذك حتى تقولين لى ما معنى طرنشات
” قالها بتصميم وهو يقف بجانبها ينتظر إجابتها”
– إيها الحراس امسكوا بتلك الغريبه “التفتت إلى مصدر الصوت والذى لم يكن سوى الملك ،ففزعت وهربت من امامهم وهى تقول برجاء ”
– أسيف الحقنى
– وتخطائين فى أسمى مجددآ ،أثيب وليس أسيف
– مش موضوعنا أسمك دلوقتى ،خلاص بلاها أسيف وبلاها أثيب ،أنا هناديك سيف على أقل أسم جميل وشيك وكاريزما ….”قطع باقى حديثها صوته الغاضب من الخلف وهو يقول بنبره مخيفه”
– هل قلتى للتو سيف ،هل انتى خائنه واتيتى لقتلى
ليضيف بعدها ..ايها الحراس امسكوا بها وفتشوا ثيابها وما ان أنهى كلماته حتى رأت جميع الحراس تندفع إليها فى شكل اثار ريبتها وخوفها ،فتراجعت إلى الخلف وهى تهتف بخوف :
-سيف ايه يخربيتك أنا قصدى على سيف دا ..كانت تقول هذا وهى تشير على سيف الواقف بجانبها ببرود :
– ما تقول حاجه ياغبى بدل ما انت واقف زى الحيطه كده دول هيموتونى بجد يخربيتك
“رفع أكتافه فى علامه بعدم الاكتراث وهو يقول بنبره بارده ولم يتزحزح من مكانه أنشآ واحدآ ”
– لا يهمنى أمرك يافتاه ففى كل الاحوال ستموتين اليوم ،فهولاء يتعاملون بالاسلحه وليس التفكير ….”كان يقول هذا وهو يشير على الحراس الذين على بعد خطوات منها ،فهتفت بنبره باكيه وهى مازالت تركض وتحرك عينيها بخوف فى المكان بأكمله”
– بس أنا مش عاوزة اموت ،لو عاوز تموت موت لوحدك انت أنا مالى
” تجاهلها وهو يقف فى أحدى الزوايا يتابع ما يحدث بسخريه وهو يراها تركض من أمامه والحراس خلفها فى منظر مضحك لكنه بصعوبه استطاع أخفاء ضحكته”
– بقى بتضحك دا أنا هخلى جلال يعمل منك طرنشات
قالت كلماتها وهرولت من أمامه بعدما يأست منه،تصرخ بصوتآ عالى ان ينجدها اى احد،وتقوم بسب سيف الذى مازال يقف مكانه لم يتحرك يراقب ما يحدث بكل برود :
– انت يا أهبل واقف عندك بتعمل ايه؟!ايه يلا التناحه اللى انت فيها دى؟! ….”لكن فجأه توقفت عن الركض وهى تنظر إليه فى خبث شديد لم يعلم سببه وسرعان ما تحولت عينيه للصدمه وهو يستمع إلى حديثها الماكر وهى تقول بخبث ودموع تماسيح ”
– توقفوا ،حسنآ سأعترف بكل شئ ،لست أنا المذنبه،فهو من اجبرنى على اقتحام قصرك وأمرنى بقتلك ،فكما لا ترون يقف هناك فى الزوايه بكل برود لا يراه اى أحد لكن اقسم لك إيها الملك أنى رفضت فعل ما أمرنى به وعندما علم بذلك احضرنى إلى هنا رغمآ عنى حتى ان السيف ليس معى بل معه ،فكيف اذآ اجروء على قتلك وأنا خاليه اليد بدون اى شئ ….”وما ان أنهت كلماتها حتى نظر الملك إلى وجهها محاولآ ان يتبين الصدق من حديثها واذا كانت بريئه بالفعل ،ولكى يتأكد أمر بعض الحراس بتفتيشها وبالفعل لم يجدوا معها اى شئ ،وما ان انتهوا من تفتيشها حتى رأت جميع الحراس ينظرون بأنتباه وكأنهم يبحثون عن شئ على علم بوجوده وبالطبع هى تعرف جيدآ عن من يبحثون ومن سواه ،وما هى الا ثوانى حتى وجدته يظهر أمامها والحراس يلتفون حوله بتهديد وأعين الملك تتركز عليه بغضب ”
التفت الملك إليها وهو يقول بكبرياء :
– احسنتى يافتاه سوف اكفاءك على فعلتك هذه ،كما اننى تنازلت ايضآ عن معاقبتك والزج بك فى سجنى
نهى كلماته وهو يعتدل بوجهه إلى الحراس موجهآ حديثه إليهم قائلآ بحزم :
– والآن احضروا هذا الخائن والقوا به فى السجن
“وما كاد يتحرك خطوه واحده حتى رأى جميع الحراس يلتفون حوله ،فنظر إليها وهو يرميها بنظرات غاضبه
– اللعنه عليك يافتاه ان عشت إلى يومآ أخر سوف أقوم بقطع رأسك الأحمق هذآ وساعلقه على باب بيتى لكى أسدد له اللكمات كل صباح
– أن عشت يا عزيزى ….”وقبل ان تتفوه بحرفآ أخر كانت باقى الكلمات تتوقف بحلقها وهى تراه يضربهم بمهاراه شديده حتى انه انتهى منهم جميعآ ،وبعدها وجدته يلتفت ناظرآ إليها بغضب جعلها تلتصق فى مكانها بخوف ،فأبتلعت ريقها بتوتر وهى تراه يتقدم منها ،وما كادت تتحرك من أمامه حتى وجدته يتمسك
بثيابها من الخلف قائلآ يسخريه :
– إلى أين تذهبين أيتها الحمقاء؟!
– اترك ثيابى الثمينه ،هل هكذا تعامل النساء اللطيفات ياراجل ،عارٍ عليك
” نظر لها من أعلاها إلى أسفلها وهو يقول بسخريه ”
– عن اى نساء لطيفات تتحدثين يافتاه ،فأنا لا أرى أمامى اى نساء سوى طفله حمقاء صغيره
توقفت أمامه وهى تقول بردح :
– نعم يا عينينا مين دى إللى صغيره يا أعمى ،دا أنا عندى ٢٢ سنه عارف يعنى ايه ٢٢ سنه ،بقى جاى تقولى وبكل وقاحه ،أنى عيله صغيره يا أعمى؟!
“صمتت لثوانى ثم قالت بعدها وهى تحاول تقليد حديثه وهى تقول بنبره ساخره ”
– هل انت أعمى ياراجل ،اليس لديك عينين ؟؟هل أملك ضفائر فى شعرى او أرتدى فستان بورود؟!
– وما حاجتك لهذا؟! يكفينى قامتك القصيره للتأكد
” نظرت له ببلاهه وهى لا تصدق ما تسمعه ”
– دى كانت ساعه سوده اللى شوفت فيها خلقتكم ،دا كان يوم مطلعلوش شمس يوم ما فكرت أسهر يومها ياريتنى كنت نمت بدرى وطنشت كل إللى شوفته
،يعنى كان لأزم روح المحقق كونال إللى جوايا تنقح عليا ،كنت خدت ايه من الفضول نفسى أعرف ،ادى أخرته ودانى فى داهيه ،ما هو برضو يامنى مكانش ينفع متشغلش القرأن وأنتى نايمه ،ادينى دخلت عالم العفاريت برجليا .
– ماذا تقولين؟!
“تجاهلته وهى تتحرك من أمامه بغضب طفولى”
– إلى أين تذهبين ياقصيره القامه لم ننتهي بعد ،توقفى ايتها الصغيره
– امسكوا بهم ،ها هم احضروهم إلى هنا قبل ان يهربوا
“التفتوا كلاهما وهم يرون الحراس يركضون خلفهم”
– يالهوى دول ناويين يموتونا بجد ،مكانش يومك يا منى
ياصغيره على الموت يامنى
– هيييه انتى توقفى عن الولوله لا اريد سماع صوتك البشع “قالها بضيق”
تجاهلت حديثه وهى تقول بتهكم :
– أنا صوتى بشع؟!
– نعم ،والآن أصمتى لقد طفح الكيل منك رأسى يؤلمنى
– انت كل اللى همك راسك ،متقلقش بعد ثوانى مش هتشكتى من حاجه ،عشان مش هيبقى فيه دماغ موجوده من أساسه
– أصمتى والا سأنتزع حنجرتك هذه
– لا ….. “قطع باقى كلماتها وهو يشير بأصبعه بتحذير”
– فقط تفوهى بكلمه أخرى وسأتركك هنا بمفردك وتبآ لأخى ولوعدى
– أنت ….
– ماذا قلت “قالها بتهديد”
– هتنيل أسكت
” صمتت وهى تنظر إليه بغيظ بينما هو كان لا يصدق ما يحدث معه ،فأخذ يتمتم داخله بضيق ”
– ماذا فعلت بى يا أخى لقد ألقيت بى مع تلك المصيبه
دون رأفه!!
– نعم انت محق يافتى ،فأنا على معرفه بهذا جيدآ ،فالجميع يخبروننى بذلك دائمآ ….”أنهت كلماتها وهى تتحرك من أمامه بكل تهكم ،فلحق بها وهو يجز على أسنانه حتى تقدمها ،فأسرعت تجارى خطواته السريعه
وهى تهتف بصوتآ عالى ”
– انتظرنى إلى أين تذهب وتتركني هنا
– اتركك..قالها بكل بساطه وهو يستكمل طريقه دون ان يلتفت إليها او يعيرها اى أهتمام”
لحقت به حتى أصبحت بجانبه فأردفت قائله ببراءه :
– الا تخجل من تركى هنا فأنا مسكينه ووحيده اما انت فتستطيع الاختفاء كل ثانيه ،كم اننى لم أقابل يومآ عفاريت ولم يسبق لى التعامل معهم
أردف بنفاذ صبر وهو ينظر لها بطرف عينيه :
– الم يخبرك أخى مرارآ وتكرارآ اننا ليس بعفاريت
– وهو أنا عارفلكم انتوا ايه؟! حد يجاوبنى ويقولى انتوا ايه ،ما هو انتوا يا عفاريت يا عفاريت مالهاش حل تانى
– ششششششش أصمتى “قالها بتحذير”
– هو أنا كل ما هنطق كلمه هتقولى اسكتى ،طيب كنتوا بتخطفونى ليه؟! دا ايه الهم دا؟! ….”وضع يديه على فمها يمنعها من مواصله الحديث يشير لها بالصمت ولكن قبل أن يفتح فمه بأى حرف كانت تعض يديه بقوه ،فتركها سريعآ وهو يمسك بيديه بألم يتفحصها ويرميها بنظرات حارقه ”
– أيدك لتوحشك ادينى بقولك أهو ،خد بالك اه
تجاهلها وهو يقول بهدوء :
– لنرحل الآن
– على فين ؟!
– إلى المنزل
– نعممممم يا أخويا منزل ايه يا أبو منزل إللى اروح معاك ،دا على جثتى مبقاش غير العفاريت كمان إللى يتراح معاهم بيوت ،ما هو دا إللى كان ناقصنى
تجاهل صريخها وهو يتحرك أمامها قائلآ ببرود :
– حسنآ ابقى هنا وسأرحل أنا
– انت بتعمل ايه؟!
– أتركك “قالها ببساطه وهو يتحرك من أمامها بكل برود يستكمل طريقه دون ان يلتفت إليها او يعيرها أهتمام ”
لحقت به حتى أصبحت بجانبه فأردفت قائله ببراءه :
– عايزه تسيبنى فى مكان زى دا لوحدى بالليل؟!
– الم تقولى على جثتك الرحيل معى
– ياراجل دا كلام وقت عصبيه مبيتاخدش عليه
” أبتسم بسخريه وهو يقول داخله ”
– الم يشفق أخى على وهو يلقى بمصيبة كهذه لى
“ظل يسيران معآ فى صمت حتى توقف أمام أشجار كثيره وتغلل كلآ منهما داخلها حتى وصلا إلى منزل ليس بالكبير ولا الصغير ،يتكون من طابقين يغطيه الاشجار ولا يظهر منه شئ سوى بابآ صغير ،فتح الباب بالمفتاح الخاص به ودلف إلى الداخل وبعدها لحقته هى بعدما أغلق الباب ،كانت تتأمل ارجاء المنزل الذى يبدو عليه الرقى والبساطة فى آن واحد ،فنظرت إلى الأعلى لتجد السقف زجاجى ويظهر بوضوح النجوم فى السماء والتى تنير المنزل ،تعجبت من هذا الوضع والتفتت إلى أثيب تسأله بحيره :
– الا يوجد عندكم أضاءه؟!
– بل يوجد فنحن نستخدم الشموع اذا ارادنا أناره الأماكن هنا ،ولا يوجد ما يسمى بالكهرباء هنا .
” أمات رأسها بهدوء وهى تشعر بالنوم قد غلبها فهى لم تنم جيدآ من ليله أمس ”
– هنام فين؟!
– فى الطابق الأعلى بالغرفه على اليسار
– وانت؟! “قالتها بشك”
– لن أنام سأجلس هنا
– تمام
“وقبل أن تتحرك التفتت تشير بأصبعها السبابه فى وجهه بتحذير وهى تقول بتهديد :
– حسك عينك عقلك يوزك تطلع فوق ساعتها ياويلك منى ،انت حر أنا حذرتك .
– أنا لا أفهم شئ؟!
” استكملت حديثها غير مهتمه لما قال منذ ثوانى”
– ما أنا مش كل شويه هلاقى واحد منكم ظاهرلى فى الضلمه ،ما انتوا لو ناويين تجيبوا أجلى عرفونى
– ماذا تقولين يافتاه؟! “أردف بها بيأس”
– ملمحش خلقتك فى الدور إللى فوق أمين
“أنهت حديثها وصعدت إلى الأعلى وهى تشير على رقبتها بعلامه السكين فى وجه أثيب ،فتجاهلها وجلس على أحدى الكراسى الموجوده ووضع يديه على وجهه بتعب ،وعندما دلفت إلى الغرفه ،القت بنفسها على السرير بتعب وسريعآ كانت تغفى بالنوم ،وبعد أقل من ساعه شعرت بيد تتلمس شعرها ،فالبداية لم تشعر ولكن مع تكرار ألامر احست بيد على شعرها ،فأنتفضت من مكانها برعب تنوى الصراخ ولكنها توقفت عن ذلك عندما رأته يجلس على الكرسى الوحيد الموجود داخل الغرفه أمام السرير ،يطالعها بعينيه الزرقاء التى تضئ الغرفه بأكملها ”
زفرت براحه وهى تسأله بتعجب ”
– انت بتعمل ايه هنا؟! وايه إللى جابك دلوقتى؟!
– وحشتينى
– اه ماشى ،اييييييه؟! انت قولت ايه؟!
– وحشتينى
“نظرت إليه بريبه وهو تقول بقلق :
– انت شارب حاجه؟!
– لا ،لكن لماذا تسألين
– ما مفيش حد عاقل ييجى لواحده بعد نص الليل عشان يقولها وحشتينى؟!
– ومين أخبرك اننى عاقل
ضربت يديها ببعضها وهو تقول بتأكيد :
– كنت عارفه من ألاول والله ،ما أصل الحركات دى لا يمكن تكون حركات ناس عاقله
” أخفضت رأسها وفى لحظتها رفعتها لتجده يجلس أمامها على السرير بعينيه الزرقاء الامعه التى خفض
من اضاءتها قائلآ بهمس :
– شايف انك مبقتيش تخافى منى واتعودتى عليا؟!
” ابتلعت ريقها بتوتر وهى تحاول عدم أظهار توترها منه ولكنها فشلت بسبب ضربات قلبها العاليه التى وصلت إلى مسمعه فأردف قائلآ بنفس الهمس ”
– ضربات قلبك عاليه ليه؟! شكلك متوتره او خايفه من حاجه؟!
ابتسمت بتوتر وهى تقول بتلجلج :
– وأنا هتوتر من ايه؟! دا انت بس عشان قاعد قدامى والدنيا حر وكاتم على نفسى ،ويلا بقى أتفضل قوم اتلحلح من قدامى الجو حر …. “ولم تكمل كلماتها واستمعت إلى صوت تكسير عالى بالأسفل ،فقفزت من مكانها تختبئ خلف جلال بخوف وهى تتلفت حولها خوفآ من ان تجد أحدهما يقتحم الغرفه وما كادت تفتح فمها وتتسأل عن الذى يحدث بالأسفل حتى رأت أثيب يندفع إلى الغرفه بوجهآ شاحب وهو يقول بسرعه :
– لقد علموا بمكاننا يا جلال ماذا سنفعل؟!
– انت مش هتعمل حاجه أنا إللى هعمل
نهى حديثه وهو يلتفت إليها يمسك بيديها بين يديه قائلآ بهدوء :
– انتى بتثقى فيا؟!
– وجدت نفسها تلقائيآ تهز رأسها بنعم وبدوره أكنفى بأجابتها وتمسك بيديها قائلآ بهدوء :
– تعالى معايا “نهى حديثه وهو يسحبها من يديها وفتح أحدى الابواب السريه الموجوده بالغرفه وقبل أن تتحرك من مكانها توقفت فجأه وهى تسأله بحيره :
– وأخوك؟!
– هيعرف يتصرف متقلقيش عليه ،المهم نتحرك من هنا بسرعه ،وجودك هنا بقى خطر عليكى
“أنهى حديثه بسحبها خلفه حتى خرجا من المنزل تمامآ وهما يسيران وسط الأشجار حتى اختفا عن الأنظار ولكنه توقف فجأه وهو يضعها خلفه عندما أستمع لصوتآ يعرفه جيدآ لكنه استجمع نفسه واخيرآ وأفاق من صدمته وهو يمسك بيديها مجددآ يسير بها فى أحدى الطرق الجبليه حتى لا يعلم أحد بخطواتهم وأثناء ذلك وقعت احدى الأشجار الطويله عليهم فأبعدها سريعآ عنه لتقع على الأرض وهى تصرخ بأسمه بخوف ان يكون قد أصابه شئ ،ونطقت أسمه بصوتآ قلق ”
– جلال ،جلال انت رحت فين؟!
– أنا كويس متقلقيش
زفرت براحه عندما استمعت إلى صوته ،واقتربت لكى تساعده فى أبعاد الشجره الكبيره واذا بها تستمع لصوت الحراس على بعد خطوات قليله منهما :
– أمشى قبل ما يوصلوا ….”قاطعت حديثه بقلق”
– أمشى ازاى واسيبك ،وانت هتعمل ايه؟؟
– متقلقيش أنا هعرف أتصرف المهم تمشى انتى مفيش وقت ،يلا انتى مستنيه ايه أمشى؟!
“نظرت إليه بتردد فهى ترفض تركه ولكن صوت الحراس واصرار جلال على مغادرتها جعلها تركض سريعآ وهى تنظر خلفها بين اللحظه والأخرى ،لا تعرف اى طريق تسلكه وهل اذا كان هذا الطريق التى تمشى به صحيح ام خطئ ،وبعدما تأكدت انها ابتعدت عن مكانهم توقفت فى أحدى الطرق تتنفس بصعوبه من كثره الركض ولكنها أستمعت إلى صوت الحراس خلفها فأسرعت إلى أول مكان قابلها ودلفت داخله ،وما أن خطت قدمها داخل المكان حتى وجدت البوابه تغلق بقوه مما أفزعها الصوت ،وما ان التفتت تجاه البوابه حتى وجدتها أختفت تمامآ فتوسعت عينيها بصدمه وهى تبحث أمامها عنها ،وما ان عادت بنظرها إلى الخلف حتى وجدت المكان تغير تمامآ وأصبح يحيطه السواد من كل جانب ولم تعد تستطيع الرؤيه من كثره الدخان ،فحاولت السير بخطى هادئه لعلها تجد اى شئ ينقذها من هذا المكان ويعيدها إلى بيتها وأختها ”
أردفت بضيق وهى تضع يديها على فمها بأختناق من رائحه المكان ”
– هو أنا دخلت النار ولا ايه؟! ايه الدخان دا كله؟!
وما أن أنهت كلماتها حتى وجدت الرؤيه تتضح أمامها والدخان الكثيف يتلاشى تدريجيآ ،ابتسمت تلقائيآ وهى تقول براحه :
– بدايه موفقه
“وما ان اختفى الدخان تمامآ حتى أبصرت باب كبير أمامها من اللون الأسود منحوت عليه علامات بلغه غريبه لم تفهمها بالاضافه إلى الرسومات التى لأول مره تراها وكأنها مرسومه لشخصآ ما لكنه متخفى تحت قناع وهذا لم تفهمه فما هو سبب وضوع القناع،لم تهتم كثيرآ بالأمر وقررت المخاطرة والدلوف إلى الداخل ،وما أن حاولت فتح باب القصر حتى وجدت صعوبه فى فتحه ومع ذلك أصرت على فتحه وبالفعل استطاعت فتحه وهى تستمع إلى صوتآ قوى يصدر منه كما لو إنه لم يفتح منذ زمن ،خطت بقدمها إلى الداخل وهى تتأمل الشموع الموضوعه فى ارجاء الأنحاء لكى تضئ المكان ،فرفعت عينيها تتأمل كل جزءآ فى المكان ،فكان هادئ تمامآ ويخلو من اى أثاث الا سوى تماثيل عتيقه جميله موضوعه على الرفوف فى كل زوايه ،والسجاجيد السوداء التى تخطى عليها وتحمل الكثير من الاتربه وهذا الشئ اكد لها ظنها ،فهذا المكان كما قالت لم يدخله أحدآ منذ وقت طويل ،كانت تتلمس بيديها الجدران المحفور عليها احدى الحروف البارزه التى لم تفهمها ،كانت تتلمس بيديها اللوحه الوحيده التى طالتها يديها بصعوبه لينسدل الغطاء عنها ويظهر صوره اب وام ومعهم طفلان ،تأملت ملامحهم فكان يبدو عليهم الثراء وأثناء وقوفها أحست بحركه خلفها ،فالتفتت
سريعآ لكنها لم تجد اى أحد ،حاولت تجاهل الأمر واقناع نفسها على أنها تتوهم وما ان كادت تصدق هذا حتى وجدت صوت ضوضاء تأتى من أخر الممر ،وهذا زاد من خوفها ،وهى تجبر قدمها على التحرك وكلما تحركت خطوه حتى أصبح الصوت يتضح أكثر فأكثر ،واخيرآ وصلت إلى نهايه الممر ،لتجد الكثير من الغرف ،ولم تعرف إلى أين يجب ان تذهب بالتحديد ”
– ايه كل الاوض دى؟! هو أنا دخلت قصر أمير بالغلط ولا ايه؟! وبعدين فى الوقعه المنيله دى هعرف منين دلوقتى الصوت دا جاى من اى أوضه؟!
“توقفت أمام الغرف بحيره فكان عدد الغرف كثير وقد تعدت الأربعون غرفه ،فوقفت فى المنتصف بخوف وهى تعد عدد الغرف ولا تعلم ما يجب عليها التصرف ،وفكرت لثوانى حتى واخيرآ توصلت لفكره مناسبه من وجهه نظرها ”
– أنا لقيت الحل “قالتها بفخر وهى تشير بيديها على الغرف متذكره ذكريات الطفوله ”
-واحد اتنين تلاته ،حادى بادى كرنب زبادى شاله وحطه كله على دى ،ياكتكوت روح السوق هات البيضه من الصندوق اوعى تاكلها تطق تموت ،تانى نعيد تانى من ألاول ،حادى بادى كرنب زبادى سيدى محمد البغدادي شاله وحطه كله على دى ،ياكتكوت روح السوق هات البيضه من الصندوق ،أوعى تاكلها تطق تموت .
عادت الأمر أكثر من مره ومع كل مره يقع الأختيار على باب بالتحديد مع انها حاولت تغيير الكلمات ومع ذلك فى النهايه يقع الأختيار على نفس الباب فى كل مره أشارت بيديها على الباب وهى تنظر بخيبه أمل ،ترى فكرتها قد فشلت ”
– ايه الهبل إللى أنا بقوله دا ،حادى بادى وكرمب زبادى ايه؟! أنا من ساعه ما رجلى خطت المكان دا وانا اتهبلت
وأثناء حديثها مع نفسها وجدت أحدى الابواب يفتح مصدرآ صرير قوى ،فأبتلعت ريقها بخوف وهى تتقدم من الباب تقول بصوتآ خافت :
– دا هو والله هو ،اللهم صلى على النبى دا نفس الباب ،طيب أعمل ايه؟! أهرب ازاى؟؟ “لم تكمل حديثها ووجدت نفسها داخل الغرفه ،كيف ومتى حدث ذلك ودخلت إلى الغرفه لا تعلم ،وضعت يديها على مقبض الباب برعب وهى تحاول فتح الباب وهى تضربه بيديها وقدمها بقوه ولكن دون فائده ،وإذا فجأه وجدت الباب يختفى من أمامها مثلما ما حدث مع قبله ،تراجعت إلى الخلف بحذر وهى ترى الوان الغرفه التى لم تلاحظها أثناء دخولها كلها باللون الأسود الكاتم وجميع الجدران مليئه بنفس الحروف التى رأتها فى الخارج ولكن هذه المره باللون الأحمر كما لو انها خطت بالدم وهذا ما أخافها فتراجعت عن لمس الجدران وهى تستشعر رهبه المكان ،نظرت حولها عن اى مكان حتى لو صغير تستطع الهرب منه لكنها لم تجد نفسها سوى فى غرفه مغلقه من كل الاتجاهات يحيطها الهدوء والضلمه والدخان الذى ظهر من جديد ،فجلست على الأرض وهى تضم قدمها بخوف من مصيرها المحتم بالموت وقد بدأت بالاختناق من كثره الادخنه وما هى لحظات حتى بدأت عينيها بذرف الدموع وهى تدعو ربها ان ينجيها ويخلصها من هذا المأزق وان تنجى سالمه من هذا المكان وتعود إلى بيتها وأختها الحبييه التى اشتاقتها”
– انت فين ياجلال أنا محتجاك ،تعالى ساعدنى أنا خايفه
“رددت بهذه الكلمات داخلها أكثر من مره ،بالرغم من انها لا تعرف سبب التفكير به بالتحديد ”
– انت فين ياجلال؟! رجوك أظهر أنا محتجاك أوى
“وضعت رأسها على قدميها وهى ترى الوضع أصبح يزداد سوء ولم تعد تستطيع التنفس بعد ،وما هى الا لحظات وقد فقدت الوعى وارتمت على الارضيه لا حول ولا قوه لها ”
“كانت تتقلب على الأرضيه الخشنه وهى تشعر ان ظهرها يؤلمها من البروده الشديده”
– ايه الرطوبه دى جايه منين؟!
“أردفت بها بتعب وهى تتلمس الارضيه البارده أسفلها بألم فيبدو انها نامت لساعات طويله او بالأحرى غابت عن الوعى ،فتحت عينيها بتشوش من قوه الضوء المسلط عليها ،وما ان أبصرت المكان حولها حتى قفزت من مكانها برعب ”
– هو أنا متت ودخلت النار ولا ايه؟! أنا فين؟! وايه السواد إللى محاوطنى من كل ناحيه دا؟!
– انتى بأمان الآن ،انتى فى مملكتى
“تراجعت إلى الخلف بخوف وهى تنظر حولها تبحث عن مصدر الصوت قائله بتوتر :
– انت مين؟! وعايز منى ايه؟! وليه مش شيفاك؟!
– حابه تشوفينى يا ليلى؟!
– ليلى مين؟! “أردفت بها بتعجب”
– الاسم غريب عليكى الآن لكنك ستعتادين عليه
– بس أنا مسميش ليلى أنا أسمى منى
– بل ليلى وستظلين ليلى
– منى أسمى منى ،انت سامع
– الصراخ ليس فى صالحك كما اننى أغضب سريعآ
– انت مين؟! ومختفى ليه؟! “صرخت بها بغضب”
– أحب رؤيتك هكذا ….”قطعته بعدم فهم”
– كده إزاى يعنى؟!
– تنظرين لى ياليلى داخل عينى دون ان ترانى
– انت فين؟! “أردفت بها بخوف وهى تنظر فى كل مكان”
– أمامك
– ازاى يعنى وأنا مش شيفاك؟!
– لأنى استطيع الاختفاء عزيزتى
– أنت عايز منى ايه؟! “قالتها بصراخ”
أردف بغضب عارم وهو يقول بنبره حاده أخافتها :
– قلت اننى اكره الصراخ ليلى
” تراجعت إلى الخلف بخوف من نبرته الحاده وهى تحاول الهدوء وتلاشى غضبه بعدما وجدت ان الصراخ لن يجدى معه نفع فحمحمت وهى تقول بصوتآ هادئ ”
– انت مختفى ليه؟!
– اخبرتك منذ لحظات وسأعيد لك الأمر أحب رؤيه عيناكى بعكس لو ظهرت أمامك ستبعدينهم عنى
وأنا لن أتحمل هذا الأمر ،ام انك تريدين أليم قلبى المسكين؟!
” تعجبت منى من حديثه الغريب فهو يتكلم معها بطريقه كما لو انهم احبه فهى لا تعرفه من ألاساس ”
– انت بتقول ايه؟! ….”قاطعها بسخريه”
– كأنها المره الأولى التى أخبرك بها بمثل هذا الشئ
– نعم؟! “أردفت بها بصدمه”
قهقههه بصخب على صدمتها وهو يقول بمزاح :
– كلما أخبرتك شيئآ تنصدمين وتفتحين فمك بهذه الطريقه المضحكه ،أغلقى فمك ليلى لا داعى للصدمه
“اردفت داخلها برعب من حديثه وهى تنفى ما برأسها”
– أكيد لا مش هو ،مستحيل الصوت دا يكون …….
“ولم تكمل حديثها ووجدت الأضاءه تختفي من حولها والظلام يحيط بالمكان ونفس البريق ينير فى المكان والذى لم يكن سوى عينيه الزرقاء ،انمحت الكلمات فورآ من على لسانها وتناست كل شئ وهى تنظر إليه بصدمه”
– جلال “نطقت بها بعدم تصديق”
– نعم يا عزيزتى “أردف بها وهو أمامها لا يفصل بينهم شئ يتأمل توترها وحيرتها وهو ينظر داخل عينيها يرى التخبط ظاهر عليها ”
– أنا فاهم انك عندك أسئله كتير،وفيه حاجات كتير انتى مش فهماها بس كل دا هنتناقش فيه بهدوء….”قطعت حديثه وهى تبعد نظرها عنه قائله بغضب ”
– نتناقش بهدوء؟! يعنى خطفتني وجبتنى لهنا وكنت هموت بسببك وتقولى هنتناقش بهدوء يابجاحتك؟!
– ليلى “أردف بها بتحذير”
– مسميش زفت ليلى أنا أسمى منى انت سامع
– طيب أهدى يا ….”قطعت كلامه وهى تشير بأصبعها بتحذير فى وجهه وهى تصرخ بضيق ”
– متقوليش أهدى دى انت سامع
“نظر لها دون ان يجيبها وهو يزفر بضيق محاولآ الهدوء”
– أنا عايزة أمشى من هنا
“تجاهل حديثها للمره الثانيه وهو يخبر نفسه انه لا يجب ان يغضب حتى لا يفعل شئ يندم عليه”
– مشينى من هنا بقولك
– مش هتمشى من هنا “قالها بهدوء”
أردفت بصدمه :
– يعنى ايه مش همشى من هنا؟! انت خاطفنى؟!
– اعتبريها زى ما تعتبريها
– أنت عايز منى ايه؟!واشمعنا أنا بالذات؟!
أردف بنفاذ صبر :
– ما انتى لو ادتينى فرصه هعرف أتكلم
– مش عاوزة أسمعك أنا عاوزة أرجع لأختى
– دى مش أختك نهى
” توقف كل شئ حولها وظلت الكلمه تتكرر فى أذنها وأصبحت لا تشعر به ولا تستمع إلى حديثه فكان كل ما يشغلها الآن هو معرفه شيئآ واحد،اذا كانت من معها فى البيت لست أختها حقآ فأذآ من تلك التى تعيش معها ”
– يعنى ايه مش أختى “أردفت الكلمات بفم مرتعش”
“صمت وهو لا يعرف كيف يجيبها بالحقيقه المؤلمه ”
– رد عليا نهى مش أختى ازاى؟!
– نهى ماتت
– اييييييه؟! أختى نهى ماتت؟! أمتى وازاى؟!
“اردفت بهذه الكلمات وهى تخر واقعه على ألارض تبكى بشده وتتمتم بكلمات غير واضحه من أثر البكاء”
– مستحيل نهى تسيبنى ،نهى عايشه ،دى كانت لسه معايا…”وعند هذه النقطه توقفت عن البكاء ونهضت من الأرضيه وهى تسحب جلال من قميصه تصرخ بها بكره ”
– انت كداب انت بتقول كده عشان مترجعنيش ليها ،رجعنى لأختى حالآ انت سامع رجعنى لأختى ،أنا عايزة نهى أنا عايزة أختى ،ودينى عندها ابوس أيدك ،أنا مأذتكش فى حاجه حرام عليك تحرمنى منها دى كل إللى ليا،أنا ماليش غيرها،دى زمانها قلقانه عليا حبيبتى
“ظلت تقول هذه الكلمات بهيستريا وهى تهزه بعنف حتى فقدت الوعى بين يديه ،فحملها وتوجه بها إلى غرفته وجلس على احدى الكراسى ،يلوم نفسه على أخبارها الحقيقه،ولكن ما باليد حيله فكان من الضرورى ان يخبرها بالحقيقه فعاجلآ ام اجلآ كانت ستعرف خصوصآ بعد معرفتها ورؤيتها لشبيه أختها،ومع ذلك فهو لم يكن ينوى ان يخبرها الآن ولكن خوفآ عليها أن تتأذى أن ظلت تعتقد ان هذه الفتاه أختها نهى ،أفاق من تفكيره عندما سمع أسمه منها وهى تسبه وتلعنه”
– حتى وانتى نايمه بتشتمينى!! “أردف بها بيأس وأقترب من السرير يجلس على طرفه ”
– ومش هسيبك الا لما أخلع رقبتك دى واخلص منك انتفضت من مكانها تحيط رقبته بقوه بينما هو كان يحاول تحرير رقبته من بين يديها وهو يشعر انه يختنق فسعل بقوه وهو يقول بسخريه :
– واعمليها سلسله وعلقيها على رقبتك
نظرت إليه بقرف وهى تقول بأشمئزاز من حديثه :
– ايه القرف إللى بسمعه دا؟! بركه انك مش بنى أدم
” لينقلب بعدها الوضع وتصبح هى من تحت يديه لكنه خفف قبضته حول رقبتها حتى لا يؤذيها ”
– ايه رأيك بقى أخلع أنا رقبتك واعملها سلسله ليا
– دا بعينك وسيب رقبتى بقى أنا بتنخق
– اومال لو مكونتش مخفف أيدى كنتى عملتى ايه؟!
دا انتى خرعه ….”صاحت به فى غضب وهى تضربه على يديه التى مازالت حول رقبتها ”
– متقولش خرعه ،أنا مش خرعه دى عضلاتك هى بس إللى كاتمه على نفسى اللهى ينكتم نفسك واخلص منك .
ابتعد عنها وهو يرميها بنظرات بارده وجلس على الكرسى الذى أمام السرير وهو يقول بهدوء :
– أنا مش وحش ياليلى زى ما انتى فاكره أنا بنقذك
– بتنقذنى من مين؟! من أختى
– مش أختك ….”قاطعته وهى تقول بغير تصديق ”
– وأنا ايه إللى يثبتلى انك بتقول الحقيقه؟!
– حاجات كتير وبكل سهوله أقدر اثبتلك
– يبقى تثبتلى عشان أقدر اصدقك
– تعالى معايا ….” نهض من مكانه وهو يمد يديه لها
كانت تنظر إلى يديه بتردد ولا تعرف هل عليها تصديقه هذه المره اما محاوله الهروب وتخليص نفسها من هذا الوضع التى وضعت به بدون أراده منها ،وعندما اطالت النظر ليديه أحس بتوترها وفهم خوفها ”
– متخافيش ياليلى أنا مش هأذيكى
سألت فى تعجب :
– أنت ليه بتقول ليلى؟!
– عشان دا أسمك الحقيقى
– أسمى الحقيقى “أردفت بها بصدمه”
– ايوه
– ومنى دا ايه؟!
– دا أسم أختك
– أختى؟! هو أنا ليا أخت غير نهى؟!
– نهى تبقى تؤام منى يا ليلى
“وضعت يديها على رأسها بألم من وجع الرأس الذى احتاجها فجأه وهو تقول بعدم تصديق لما تسمعه أذنها ”
– أنا مش فاكره حاجه ،أنا مش فاكره حاجه خالص
– أهدى ياليلى وأنا هخليكى تعرفى كل حاجه
– ودينى البيت “أردفت بها برجاء”
وما ان أنهت جملتها حتى اختفا الاثنان واصبحا داخل منزلها ،كانت تبحث بعينيها عن أختها بأشتياق حتى رأتها تخرج من غرفتها ،وعندما همت أن تناديها منعها جلال وهو يحذرها ان تنطق بأى حرف،فأنصاعت لطلبه وهى داخلها تكذب حديث جلال كله وتصدق ان هذه أختها ،رأتها تجلس على الكنبه الموضوعه فى الصالون وهى تقول بغضب ”
– والزفته إللى أسمها ليلى دى راحت فين دى كمان؟!
“نظرت ليلى المختفيه إلى جلال بدموع لا تصدق أن أختها طوال هذه السنوات كانت تكذب عليها وتخدعها وهى كالمغفله كانت تصدقها ،ف همست له وهى تحرك شفايفها ببعض الكلمات وسريعآ كان يستجيب لطلبها بالعودة إلى المملكه ”
– كانت بتخدعنى طول السنين إللى فاتت ومفهمانى أنى منى ،كانت بتمثل عليا الطيبه والحنيه وأنا كنت بصدقها كانت مفهمانى أنى تعبانه ومريضه ومينفعش اخرج من البيت حتى التعليم كانت منعانى منه بسبب خوفها على صحتى لتدهور ،دى كانت بتخوفنى من الشارع والبشر لدرجه انها لو حاولت تقنعنى انزل الشارع واختلط مع الناس أنا اللى كنت برفض وبخاف اتاريها مكانتش هتسمحلى بالأساس أنى رجلى تخطى بره عتبه البيت ،هى ليه عملت كل دا؟! أنا عملتلها ايه عشان تعمل معايا كده؟! أنا حبيتها أكتر من اى شئ فى الدنيا ،واعتبرتها أهلى بعد ما بابا وماما ماتوا ومفكرتش فى يوم ازعلها وأرفضلها كلمه،دى لا يمكن تكون أختى ،أختى مستحيل تكون قاسيه وتأذيني بالشكل دا .
“كان ينظر إلى حالتها بحزن شديد ولا يعرف كيف يواسيها فجميع الكلمات لن تستطيع أن تشفى جروحها”
– أنا معاكى ومش هسيبك وهاخدلك حقك منها
“كفكفت دموعها وهى ترفع رأسها له تحاول تناسى حزنها وغضبها وهو تقول بألم ”
– ايه إللى حصل لنهى؟! وأنا ازاى مش فاكره حاجه عن أسمى وعن طفولتى؟!
– اتعملك مسح ذاكره
– يعنى ايه؟!
“أمسك بيديها واجلسها أمامه وهو يزفر بتعب محاولآ شرح لها كل ما حدث معها أثناء طفولتها ”
– منى ونهى كانوا تؤام بس عكس بعض فى كل حاجه او بالأصح منى مكانتش بتحب نهى ياليلى ،كانت بتغير منها وشيفاها دايمآ أحسن منها بالرغم انهم كانوا أطفال حاولت كتير تأذى نهى وتتخلص منها لدرجه انها حاولت مره تكتم نفسها بالمخده وهى نايمه ،دا غير المره اللى حبستها والمره دة بالذات كل شئ اتغير بعدها ،وفى يوم أختفت نهى وبعد تدوير كتير لقوها مغمى عليها بالليل فى حمام المدرسه وكل دا عملته منى وهى طفله مكملتش العشر سنين ،وبعد الحادثه إللى حصلت مع نهى كانت دايمآ خايفه وقلقانه ورافضه تنام مع أختك منى ولا تتعامل معاها ،أهلك فى البدايه فكروا ان دا بسبب إللى حصلها ،بقيت بتخاف من كل الناس ،فأهتموا بيها أكتر قالوا يمكن لما يعملوا كده خوفها يقل بس دا زاد كره منى لنهى أكتر وخلاها عايزه تأذيها بأى شكل سواء تحرقها بالشاى مره او تقص شعرها الطويل
وتقطع لبسها ،ودا سبب لنهى صدمه نفسيه أثرت عليها ومع ذلك كانت متفوقه وبتنجح واتخرجت من الثانويه بمجموع كبير دخلها طب على عكس منى إللى سابت التعليم بعد ما جابت مجموع قليل فى الثانويه ،أهلك كانوا زى أهل فرحانين ان بنتهم هتبقى دكتوره بس دا معجبكش أختك منى وقررت تتخلص من نهى ومن أهلك بس كان فيه عقبه فى طريقها ان اهلك كاتبين كل حاجه بأسم أختك نهى بحكم انها الأكبر من منى وانتى طبعآ كنتى لسه طفله صغيره عندها ٥ سنين متفهمش حاجه وصعب تفتكرى الكلام دا .
– وليه بابا كتب كل حاجه بأسم نهى؟!
-عشان يحميكوا من اعمامكم لو حصله حاجه هو والدتك
– وبعدين ايه إللى حصل؟! كمل
– وفى يوم عيد ميلاد نهى ومنى ال ١٨ اتفاجئوا الجيران بحريق كبير فى بيتكم واتصلوا بالاسعاف ووقتها أهلك كانوا ماتوا بس انتى ونهى كنتوا لسه فيكم الروح ….”قاطعته بتعجب”
– ومنى كانت فين؟!
– منى كانت هربت بعد ما حرقت البيت باللى فيه ،اصلها كانت فى يوم بتفكر فى طريقه تتخلص بيها منكم كلكم ولقت كتاب بيتكلم عن تحضير الارواح فحضرت جن يساعدها فى التخلص منك انتى واختك ومن أهلك
بس كان ليه طلبات ان نهى تعيش بس منى مسمعتش كلامه وقررت انها تتخلص منكم بنفسها ودا خلاه يغضب عليها بس لحسن حظها ان نهى ممتتش وفضلت عايشه ،وبعد ما أهلك ماتوا بكده الورث أصبح من حق نهى بما انها كملت السن القانونى ،فقررت منى تحضر جن أقوى يخلصها من نهى نهائيآ وبالفعل حضرته وامرته يتخلص من الجن الأول وقدر يعمل دا ،ومن بعدها بقى ينفذلها اوامراها بشرط واحد ان ياخد روح من البيت وكانت الروح دى انتى ياليلى ،وطبعآ منى وافقت على طلبه بشرط أن يسيبك لغايه ما تتمى ال ١٨ وتاخدى الميراث إللى بالمناسبه كتبته نهى بأسمك قبل ما تموت بعد ما عرفت حقيقه منى وسمعتها فى يوم وهى بتكلمه ان ازاى تتخلص منها وبعدها تاخد الميراث وتتخلص منك انتى كمان ،فمكانش قدامها اى حل غير انها تفكر ازاى تحميكى ….”قاطعته بدموع”
– وأنت كنت الحمايه دى مش كده؟؟
– ايوه ياليلى
– يعنى هى عملت زى ما عملت منى بالظبط واستعانت بجن عشان تحمينى ومفكرتش تثق فى ربنا انه قادر يحمينى ويبعد شر منى واذاها عنى؟؟
– لا ياليلى نهى معملتش كده
نظرت له بتعجب وهى تقول بلهفه :
– أومال عملت ايه؟!
– السلسله
– سلسله ايه؟! أنا مش فاهمه؟! ….”ثوانى حتى عرفت مقصده ونظرت سريعآ إللى السلسله التى تحيط بعنقها فأنزلتها وهى تتفحصها وتنظر له بعدم فهم تحثه على تكمله حديثه ”
– السلسله دى بتاعت والدتك ياليلى وقبل ما تموت اديتها لنهى ونهى قبل ما تموت اديتهالك انتى
– ودا ايه علاقته باللى حصل مع نهى؟!
– نهى فى يوم شافت السلسله لأول مره واستغربت زيها زيك من سبب ان والدتك طلبت منها تحافظ على السلسله دى ولما خلعتها من رقبتها ودققت النظر فيها ،كانت بتضوى بضوء ازرق خارج منها،فالبداية مهتمتش بس لفت انتباهها حروف دهبى بخط صغير وبلغه هى مقدرتش تفهمها ولا تترجم معناها،بحثت كتير على النت وسألت ناس كتير عن معنى الأحرف دى بس محدش عرف ،لحد ما يوم كانت سهرانه لوحدها وماسكه السلسله بين أيديها وافتكرت والدتك وهى دايمآ كانت تقولها جمله عمرها ما فهمتها” لأجل اليوم الموعود ستكون معى اثيب”
– أخوك؟!
– ايوه
سألته فى تعجب وهى تكاد تجن من الصدمات المتلاحقه :
– طيب وأنا ايه علاقتى بالسلسله!!وانت ليه ظهرتلى مع أن المفروض إللى يظهر أخوك ،وازاى ظهرت فجأه كده؟!
مع أنى معرفش الجمله دى ولا حتى ذكرت أسمك؟!
– أخويا بعد ما ظهر لنهى وشافها لأول مره حبها وهى كمان حبته ولما حكتله على إللى حصل مع والدتك قالها حقيقه انها من العالم بتاعنا وانها حبت والدك واختارت تهرب وتبعد عن كل حاجه ،وانها بما انها ألابنه الكبيره تبقى الملكه من بعد والدتك والسلسله مادام وصلتلها يبقى والدتك كانت عارفه باللى هيحصل فحبت تحميكى انتى ونهى ،وبعد ما نهى عرفت كل دا ،طلبت من اثيب يحميكى بس هو رفض وقالها انه مش هيقدر يحمى غير صاحبه السلسله وكمان عشان حبها كان مستحيل يخليها تتأذى وفى يوم قررت نهى تتخلى عن السلسله ليكى عشان اثيب يحميكى ولما خلعتها بعدها بكام ساعه ماتت ولما عرف اثيب باللى حصل لنهى رفض يحميكى ورمى بوعده للسلسله وطلب منى أنا إللى احميكى عشان يحقق طلب نهى قبل ما تموت
“كانت تستمع إلى حديثه وهى تبكى لا تستطيع التوقف عن البكاء ولا تصدق أن أختها عانت بهذا الشكل ومن مين ،من أختها تؤامها وكل هذا لما ،بسبب الحقد،فكانت لا تستوعب ان أختها نهى ضحت بحياتها فقط لحمايتها ولم تفكر فى نفسها ولا اى شئ سواها مع انها كانت تستطيع حمايه نفسها لكنها فضلتها على نفسها ”
– ليلى انتى كويسه؟! “أردف بها بحزن”
– كويسه ….”كفكفت دموعها بظهر يديها وهى تقول بحزن :
– اللى انا مش قادره أفهمه لغايه دلوقتى ،انت ازاى ظهرتلى وأنا مقولتش الجمله المطلوبه ؟!
– بسيطه يمكن عشان حطيتى السلسله على قلبك فى يوم ما كنتى حزينه وطلبتى المساعده فقررت بعدها بأيام اظهرلك مع ان دا كان ممنوع وليه عقاب فى عالمنا
– وايه كان العقاب؟!
– اتمنعت من الظهور ليكى ….”قاطعته وهى تقول بصدمه”
– اليومين إللى اختفيت فيهم دا كان عقاب؟!.
امأ برأسه يجيبها ببسمه هادئه وهو يستكمل حديثه قائلآ بتسليه :
– لو العقوبات كلها زى كده فأنا معنديش مانع اتعاقب كل يوم .
“خجلت من حديثه ولم تستطع ان تجيبه فصمتت”
– يعنى سكتى دلوقتى؟! ” أنهى حديثه وهو يضحك بصخب على خجلها فأغتاظت منه ورمته بنظره حاده”
– بغض النظر عن كلامك أنا فيه حاجه عايزه أفهمها؟؟
– حاجه ايه؟!
– انت دلوقتى وضعك ايه؟! عفريت ولا انت جنسك ايه فى ليلتك دى؟!
– حاجه تهمك يعنى؟!
– مش لأزم أعرف أنا متنيله مخطوفه مع مين؟!
– اولآ أنا مش خاطفك ثانيآ أنا بحميكى
– ايوه برضو مقولتليش انت ايه؟!
– أنا واحد من ملوك تحت الأرض
– جن؟! انت جن معقول؟!
– مش جن ياستى هو انتى ياتخلينى عفريت ياجن
– اومال انت ايه؟! “أردفت بها بسخريه”
– ما أنا قولتلك واحد من ملوك الأرض
– مش مقتنعه بالكلام دا حاسه انك مخبى حاجه
– ماذا الن ننتهى من هذا الأمر؟!
” التفتت إلى مصدر الصوت التى باتت تعرف صاحبه وهى تقول بغيظ ”
– انت بالذات مش عايزه أسمع صوتك كفايه إللى جرالى بسببك ومن تحت رأسك
– وما دخلى أنا فى حمقتك يافتاه ،أنا فقط كنت أحاول المساعده
– أثيب “نطق بها جلال بتحذير”
– لا سيبه خلى الحساب يزيد ….”أنهت حديثها وهى ترفع أكمام بلوزتها والاثنان ينظران لها وكل واحدآ منتظر ما ستفعل ،فأثيب كان لا يعرف ما تنوى على فعله على عكس جلال الذى يعرف أن ثوانى وستنقض على أخيه ،وبالفعل لم تمر الثوانى ووجدها تركض خلف أخيه تصرخ به وهى تقول بصوتآ عالى غاضب :
– بقى أنا تسيبنى للحراس عشان يموتونى وبعدها تخلع!
– ما كنت سأتركك يافتاه حتى لو اردت
– يعنى كنت عايز تسيبنى شوفت اديك أعترفت
– نعم كنت أريد ولكن ما باليد حيله
– طيب حسن صورتك او انكر ان شا الله تكدب عليا حتى بس بلاش الصراحه دى!!
– لا أحب الكذب
– والشهادة انت مش كذاب خالص
“توقف فى مكانه رافعآ حاجبه يقول بغيظ”
– ماذا تقصدين؟!
– أقصد كده ….” أنهت حديثها وهى تنقض عليه تمسك بشعره بين يديها وهى تصرخ به بصوتآ عالى :
– كنت هموت بسببك وبدل ما تيجى تساعدنى سبتنى،دا أنا مش هسيبك النهارده الا لما انتفلك شعرك دا شعره شعرايه واخليك أقرع عشان تبقى تعرف تهرب بعد كده
– ليلى ….”قالها بتحذير وهو يأمرها بالابتعاد عن أخيه”
– طبعآ ما لأزم تيجى فى صفه بس برضو مش هسيبه
– ليلى اتركيه
– ادينى سيبته المهم انى شفيت غليلى منه
ابتعد عنها وهو يرميها بنظرات حاده يقف بجانب أخيه وهو يقول بتوتر :
– تبدو كمصاصه دماء لقد كادت ان تنتزع شعرى بين يديها
– أثيب ماذا قلت؟؟
– حسنآ سأصمت
أبتسم جلال وهو ينظر إليها وأردف بدون وعى :
– انها رقيقه القلب لكن لا يعرفها احد سواى
– عن اى رقه تتحدث؟!
– أخى
– حسنآ حسنآ لن أفتح فمى
” قطعت ليلى حديثهم وهى تقول بصوتآ حانق”
– بتتهمسوا فى ايه انتوا الاتنين؟!
– ولا شئ ،تعالى معايا
– على فين؟!
– بلاش كتر أسئله لما تيجى هتعرفى كل حاجه
“زمت شفايفها بعدم فهم وهى تتحرك خلفه لكنها فجأه التفتت إلى اثيب وهى تشير على رقبتها بعلامه السكين
أبتسم بسخريه وهو يراها تهدده متذكرآ حديث أخيه منذ ثوانى عن انها رقيقه القلب ”
– ان لم تكن رقيقه القلب ماذا كانت ستفعل أكثر من ذلك بى؟!
– ايه الابواب الطويله دى؟! ….” أردفت بها بتعجب وهى تتأمل الابواب لأول مره بتركيز ”
– كل دا باب؟! دا طويل أوى
” أبتسم جلال وهو يقترب من أذنها يقول بهمس”
– دا باب أوضتى الطويل أوى دا
” ابتعدت عنه سريعآ وهو تشير بأصبعها فى وجهه”
– لا بقولك ايه مش عشان عفريت هسكتلك
– ياستى والله ما عفريت ،أعملك ايه عشان تقتنعى أنى مش عفريت؟!
– هو أخلاقك جايه معايا انك عفريت
– أخلاقى “قالها بقرف وهو يتركها ويسير أمامها”
– ما انت إللى عفريت مش مؤدب أعملك ايه طيب؟؟
-هو أنا كلامى مش جاى معاكى سكه خالص ،دا ياريتنى ياشيخه كنت عفريت على أقل كنت اخلص من الزن دا
” أقتربت منه تسير بجانبه وهى تقول بمشاكسه”
– مش بتختفى يبقى خلاص اتحلت انت عفريت
– هو أنا عشان بختفى ابقى خلاص عفريت ،دا ايه الذكاء دا ياليلى؟! “أردف الاخيره بسخريه”
– على فكره دى أهانه وأنا لا أقبل
– بقولك تاخدى كام وتسكتى “قالها بضيق”
– اخد التاج دا “قالتها وهى تشير على التاج الخاص به ”
– بس يابابا كده كخ
– بقى مستخسر فيا حته تاج أخص عليك
– بصراحه اه أكدب يعنى
– كلامك جارح خد بالك بس هعديها
– شكرآ لذوقك خجلتينى مش عارف اقولك ايه؟!
اردفت بهدوء :
– اتريق كمان وكمان عشان ادعى عليك دعوه تجيب أجلك وأنا مؤمنه وإللى ييجى عليا ميكسبش
– بمناسبه ميكسبش دى يا استاذه ليلى أنا ليا عندك حساب قديم ….”قاطعته وهى تقول بعدم فهم :
– حساب ايه؟!
– نحن ان لم نغادر من هنا الآن هنتحاسب كلنا ياويلى
“ولم يكن سوى صراخ أثيب ”
– من ساعه ما شوفته والموت ملاحقنا من كل ناحيه متقولشى المصايب بتجرى وراه
– صاحبه المشاكل لا وقت لتعصيبك فأن كنتى ترغبين بالموت فأفعلى ذلك لوحدك لكنى لن اترك أخى المسكين
“نظرت له بحده وهى توجه حديثها إلى جلال ببراءه”
– شوفت أخوك مسمينى ايه ياجلال بقى أنا بتاعت مشاكل؟؟
– انتى صاحبه مشاكل استغفر الله “أردف بها بسخريه”
– ليس لدينا وقت يجب علينا المغادره الآن
“تحرك جلال وهو يسحب ليلى من يديها ولكن توقف وهو يعتدل وينظر إلى أخيه قائلآ :
– تعلم ما عليك فعله أثيب صحيح؟؟
– لا تقلق أخى اترك الأمر لى ….” أوما اثيب محاولآ اطمئنانه وبفعلته هذه أبتسم له جلال وغادر من المكان بحذر وهى يتمسك بيد ليلى بخوف ”
– أحنا رايحين على فين ياجلال؟! هو فى ايه؟!
– مش لأزم تتكلمى والا هيتبعونا من صوتك
” أستجابت لأمره وهى تغلق فمها تاركه أمرها له يحركها حيث يشاء فهى أصبحت تثق بها وتعلم انه يفعل كل ما
يستطيع فعله لكى يحميها ،واخيرآ توقفا أمام قصرآ كبير تغطيه الأشجار ولا يظهر منه شئ سوى شباك زجاجى كبير ،ف التفتت إليه وهى لا تفهم سبب حضوره لها إلى هنا ولم ينتظر سؤالها وفتح فمه بالكلمات التى تريد سماعها ”
– منزل أمك ياليلى
– دا بيت ماما؟!
أكتفى بالامأ لها وهو يهز رأسه مؤكدآ حديثه ولم تنتظر أكثر من ذلك وسارعت بأبعاد الأشجار معه التى أخذت وقتآ منهم بسبب كثرتها،ليظهر بعدها باب المنزل واخيرآ فتحت الباب القديم وهى تدلف بخطى متوتره ،سعلت بشده من كثره الغبار والاتربه الموجوده فى المكان وسارت إلى الداخل ووضعت يديها تتلمس الجدران فالبطبع لا ترى شئ بسبب الضلمه التى تعم المكان ،التفتت تطلب المساعده من جلال الذى كان بالفعل أضاء المكان ،نظرت أمامها بفرحه طفله وهى تتأمل المكان التى عاشت به والدتها وكان أول شئ تقع عليه عينيها كانت صوره لوالدتها فى شبابها ،تلمست الصوره بيديها وهى تتأملها بأشتياق ،فهى الآن عرفت من أين ورثت جمالها فبالتأكيد من الوالدتها الحبيبه التى هى نسخه منها فى شبابها ،فطوال حياتها لم ترى صوره واحده لوالدتها ،والآن قد عرفت السبب لقد تعمدت منى أزاله جميع صور أهلها وكلما كانت تسألها عنهم وتطلب منها ان تراهم كانت تخبرها انها لا تمتلك صوره لهم ،وبالطبع كانت تكذب عليها فبسبب كرهها لهم أزالت صورهم ،لم تشعر بنفسها الا وهى تبكى وتقول بصوتآ باكى يحمل الكثير من ألم والأشتياق ”
– مشتقالك أوى ياماما متتصوريش غيابك تاعبنى ازاى
وحشتونى أوى ياماما انتى وبابا ونهى ،أنا من غيركم ضايعه ….”وعند هذه النقطه تذكرت ما فعلته منى بأهلها وأختها الحبيبه وسريعآ أمتلئت عينيها بالكره والأنتقام منها ،فرغبتها الآن أصبحت شيئآ واحد الثأر لكل احبتها التى فارقوها بسبب غضب أختها الأعمى”
– ليلى “كفكفت دموعها سريعآ وهى تقول بنبره حزينه”
– عايزه أدخل أوضه أمى
– تعالى معايا هوريكى أوضتها
“صارا فى ممرآ طويل فى بدايته كانت تقبع غرفه أمها
فطلبت منه الدخول للغرفة بمفردها ،فأنصاع لأمرها فهو كان يعلم جيدآ انها بحاجه للوقت مع ذكريات والدتها
وما ان دلفت إلى غرفه والدتها حتى اجهشت ببكاء مرير وهى تجلس على سرير والدتها تحضتن وسادتها ليجذب نظرها صوره والدها الموضوعه أسفل الوساده بحذر لكى لا يراها احد ،فتناولتها بين يديها وهى ترى الشبه الكبير بينه وبين نهى ،تركتها بجانبها وهى تبحث فى أغراض والدتها لترى تاج خاص بها أمسكته وهى تتأمل جماله ووضعته سريعآ على شعرها وما ان لمس رأسها حتى وجدته ينير بجميع الفصوص البيضاء بنور هادئ
أحمر ،أرادت ازالته لكنها خشت أن يحدث لها شئ سئ
فخرجت من الغرفه سريعآ تنادى على جلال بقلق فوجدته متكئ بظهره على الحائط خلفه يكتف يديه”
– الحقنى ياجلال أنا لبست البتاع دا ولقيته بينور!!
” ثوانى وانفجر فى الضحك وهو يقول بكلمات غير مفهومه من كثره الضحك ”
– لبستى التاج “ليعود للضحك مجددآ وهو يمسك ببطنه التى أوجعته من الضحك ويجلس على الارضيه ”
– بتضحك ليه؟! “أردفت بها بغيظ”
– مبروك لبستى إلى الأبد ومش هتعرفى تمشى من هنا أنا بهنيكى على ذكاءك ياسمو الملكه ليلى
– يعنى ايه مش فاهمه؟!
“توقف عن الضحك وهو يعتدل فى وقفته يشرح لها الأمر بجديه ”
– والدتك كانت الملكه إللى بتحكم المملكه وبهروبها من هنا مينفعش حد من بعدها يرث مكانها غير حد من نسلها وبما انك لبستى التاج وانتى بنتها تبقى بقيتى الملكه .
– يعنى ايه؟؟ “أردفت بها بدموع وهى تتمنى تكذيب ما توصلت إليه ”
– يعنى كالعاده عملتى التاتش بتاعك وبوظتى الدنيا
– يعنى ايه برضو؟!
– يعنى بقيتى الملكه رسمى
– ملكه مين؟! أنا ملكه!! قول كلام غير كده ياراجل!!
– كنتى عامله حسابك هتمشى من هنا مش كده بس شكلك اتورطتى خلاص ومفيش مفر من هنا
” أنهى حديثه وهو يضحك بصخب وفرحه لا يعرف مثيلها ”
– يعنى هلبس فى المكان دا طول حياتى خلاص ،دا أنا مش اختياراتى مدمره حياتى دا أنا حياتى فى داهيه اساسآ!!
” لم يهتم لحديثها وهو يرى نظراتها الغاضبه الحزينه وكلما نظر إليها وجد نفسه يضحك تلقائيآ على هيئتها”
– ما تسكت بقى بضحتك المستفزه دى
– وأنا مالى هو انتى تعملى المصيبه وترجعى تعيطى
– أنا مش عايزه أعيش فى العالم دا وحياه أبوك ساعدنى ياجلال
– كان بودى اساعدك بس الاموار خرجت من أيدى
– أنا لأزم أمشى من هنا عشان أقدر انتقم لأهلى ،عشان خاطرى ياجلال فكر فى اى حاجه ممكن تساعدنى
– أنا عندى الحل
” التفت كلآ منهم بتعجب إلى مصدر الصوت بصدمه وهى لا تصدق ما تراه بعينيها قائله ………………..
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سكان البيت)