رواية سفينة القدر الفصل التاسع 9 بقلم شمس العمراوي
رواية سفينة القدر البارت التاسع
رواية سفينة القدر الجزء التاسع
رواية سفينة القدر الحلقة التاسعة
وقف كلا من حامد و مصلحي أمام إحدى المنازل البسيطه و نظر حوله إلي المنازل المجاورة فوجد طفل صغير يمر من جواره ،فامسك به مصلحي من ملابسه من الخلف وقال بهدوء:- استني يا صغير.
نظر اليه الصغير بشرسة وقال بضيق:- انت مسكني كدا ليه يا جدع أنت؟
ابعد مصلحي يده عن الصغير وهو يبتسم وهمهم بهدوء:- معلش اصل متعود امسك اخوي كدا، المهم تعرف فين بيت عمك الشحات؟
اثناء ذلك كان هناك أحد الرجال تمر من بينهم فوقف ونظر إلي الشابين ببرود ثم أقترب منهم وقال بصوت غليظ:- وانت عاوز أي من شحات الاعرج؟
جفل كلا من حامد و مصلحي فنظروا إلي بعضهم ثم نقلوا أنظارهم اتجه الراجل يتاملون ملامحه الغليظة و إلي ملابسه التي كانت عبارة عن جلباب بلدي يتميز بقماش لامع.
اما عن الراجل فكان يتفحص بنظراته اتجه الشابين فكان حامد ذو بشرة خمرية رغم انه ابيض لكن بسبب عاملة في الشمس تغيرت بشرته، و عينه البنية الواسعه مع الرموش الكثيفة مع شعرة الاسود الذي يصفف بعناية نقل نظره الي ملابسه التي كانت عبارة عن بنطال جينز اسود مع تيشرت اسود ضيق يظهر عضلات جسده الذي اكتسبها من العمل الشاق بحمل الاشياء الثقيلة.
نقل نظره علي مصلحي الذي يتميز ببشرة بيضاء مع عيون زرقاء و كان شعرة اشقر بعض الشيء قصير ليس طويل مثل حامد، كان نحيف بعض الشيء عن حامد وكان اطول منه كان يرتدي بنطال جينز ثلجي مع تيشرت ابيض، و كانت ملامحه حاده لكن وسيم .
قال كلا من حامد و مصلحي في نفس الوقت:- الله اكبر في عينك.
ضم الراجل جبينه بضيق وقال: خايفين من الحسد ولا اي؟
قلب كلا من حامد و مصلحي عينهم، فهمهم مصلحي قائلا ببرود:- دا لزم نخاف من عيونك الي شكلها بتفلق الحجر دي.
نظر اليهم الطفل وقال ببراءة:- اي دا وانتم عرفتوا منين؟
نظر اليه الراجل بغضب وقال:- انت تقصد اي يالا؟
ركض الطفل خائفاً وقال:- اقصد انك حسود يا حسود.
قهقه كلا من حامد و مصلحي علي الطفل فقال حامد بهدوء:- متخدش في بالك يا عم الحاج، احنا بس عاوزين نعرف بيت عمي الشحات.
رامقهم الراجل ببرود و سألهم قائلاً:- وانتم عاوزين منه اي؟
– تخصك المعرفة في حاجه لا سمح الله؟
قالها مصلحي بتلقائية وهو يرامق الراجل بضيق.
نظر إليه الراجل بضيق وهمهم قائلاً بصوت غليظ :- لا بس هو بيكون جاري.
قال حامد بابتسامة عريضة:- ابن حلال، وصلنا ليه بقي و تبقي مشكور .
همهم الراجل الكبير ببرود :- ماشي تعلوا وري .
أثناء سيرهم وقف الراجل مرة واحده وقال بصوت غاضب :- انتم جين من طرف بنته مش كدا؟
نظر كلا من حامد و مصلحي إلي بعضهم فسأل مصلحي بتلقائية وهو يدعي الغباء :- اي دا هو عمي الشحات عنده بنات؟
رد عليه حامد وهو يقول بهزل لم يأخذ باله منه الراجل :- وحياة عبد العزيز البواب معرف.
نظر إليهم الراجل وهو يتأملهم ببرود ثم أعطاهم ظهره و أكمل سيره .
انحني مصلحي علي حامد وقال بهمس :- عبد العزيز مين لامواخذه ؟
نظر إليه حامد وقال ببرود :- دا اسم البواب للعمارة المستقبلية بتعتي .
– ابقي اعمل حسابي في دور يكون خاص بي فيها.
قالها مصلحي بتلقائية وهو ينظر أمامه فوجد الراجل يرامقهم بتعجب وتبدلت نظرته من حدة إلي لين فسأل الراجل الكبير باحترام :- هو انتم شغالين اي؟
-شاور حامد علي مصلحي وقال :- دا مهندس ميكانيكا لصناعة السفن وانا مهندس ميكانيكا تخصص تصليح مواتير السفن.
اشرق وجه الراجل ورحب بهم باحترام تعجب منه كلا من حامد و مصلحي.
– هو الراجل دا عبيط ولا أي .
قالها مصلحي بتلقائية فنظر إليه حامد وقال:- لا هو مفكر أن إحنا اغنية و ميعرفش أن إحنا علي الله عايشين.
نظر إليه مصلحي وقال بهدوء:- الحمد الله .
……….
تحرك اللعبة ببطء وكانت تحمل في يدها الخنجر
الملطخ بالدماء ثم قادته قدمه إلي مكان حقيبة مودة و جلست بجواره وتحولت إلي لعبة عادية بد عن اختفي الدماء من علي الخنجر .
عادت مودة من المرحاض ونظرت حولها تبحث عن من كانوا معها فلم تجد أحد.
ضمت حاجبيها بضيق و أردفت بهمس:- هو انا غبت في الحمام ولا أي؟ ….. طيب ادور عليهم ولا اقعد استناهم .
اقتربت من حقيبتها فوقع عينها علي اللعبة فابتسمت بهدوء وحملتها قائلة :- بـ تختفي فين يا صغنن ؟
شوف أحنا نروح نقعد علي سطح السفينة و الي عوز يموتنا…. يموتنا بقي مش فرقه .
حملت حقيبتها ووضعت اللعبة بين ذراعيها وتجهت إلي سطح السفينة ثم جلست في مكانها المعتاد و أخرجت كتابها وقالت :- استاذ بندق انا عرفه اني اهملتك اليومين إلي فاتوا دول معلش .
حملت بندق كتابها و بدأت في الكتابة وهي تضع سماعه الاذن و تستمع إلي بعض الموسيقي .
نظرت إليها اللعبة وهي تكتب ولم تفارقها نظرتها .
داخل السفينة اجتمع الجميع حول الاجسام المقتولة في غرفة القيادة .
قال مارتن وهو ينظر حوله :- لم يبقي غيرنا هكذا سوف نقتل مثلهم إن لم نعثر علي القاتل؟
بحث القائد بعينة حول الغرفة وهمهم قائلاً بتروٍ:- أين الفتاة العربية؟
نظر الجميع حولهم وعندما لم يجدوا لها أثر زمجر القائد بغضب وقال :- من الاول وانا اشك في تلك الفتاة؟
تحدث مارتن بهدوء وهو يقف أمام القائد :- لا تمزح معني هي ليست الفاعلة؟
صرخ القائد بغضب في وجه مارتن :- و منذ متي وانا امزح يا مارتن ،تلك المصائب لم تأتي إلا عندما أتت إلي السفينة؛ خرجنا من موطننا ونحن بأمان ،حتي خرجنا من موطنها وبدأت في تصفيتنا ولم يبقي غيرنا .
تحدثت ميسان بهدوء قائلة :- لكن هي كانت معني منذ قليل فقط ؟
نظر إليها بغضب وقال صارخاً:- إذا أين هي الآن أخبرني أين هي لماذا لا تخاف مما حدث ،اخبرني لما هي دايما شاردة لا تتحدث ولا تفعل شيء غير الصمت،لماذا ورغم كل ما يحدث علي السفينة تبقي علي هدوئها ؟
نظر إليه مارتن واقترب منه بتروٍ و بنظرةً ثاقبة قال :- من اعطاك الحق في التشكك في تلك الفتاة ، كيف تسيء فهم مشاعرها بأنها من فعلت ذلك ؟ …
أخبرني أين كنت عندما ماتت بيلا ،واين كانت عندما مات رال و جورجينا و غيرها ، فبدل من إلقاء اللوم علي غيرك ابحث عن القاتل الحقيقي فأنت الوحيد المسؤل هنا عن موت الجميع، أخبرني يا قائد السفينة كيف لي افعى كوبرا كبيرة أن تعيش داخل سفينتك ؟
كان الهجوم ساحق علي القائد الذي غضب كثيراً فرفع يده في وجه مارتن وقال ببرود وهو يبتعد :- سوف تندم علي قولك ذلك و سوف أجعل الجميع يروا أفعال تلك الفتاة العربية.. بما أنني المسؤل هنا فأنا أمر بالقبض علي تلك الفتاة و سجنها في سجن السفينة وان لم ا
تكن الفاعلة سوف نعلم فنحن جميعاً سوف نحرصها .
في الخارج نظرت مودة إلي مياة البحر وهي تشعر بالوحدة ،لقد اشتاقت إلي منزلها والدها وعملها ، زملائها في العمل و الدراسة ،اشتاقت إلي روتينها اليومي الذي اعتادت عليه ،الاستيقاظ باكراً،وصنع الافطار المصري المكون من طعمية و فول مع البازنجان ، اشتاقت إلي الجلوس في شرفة المنزل وتنظر إلي المارة وهي تستمع إلي بعض الموسيقي الهادئة و تقرأ أحدى الروايات التي أحضرها العم جوجر من فرنسا مع رحلته .
ظفرت تنهيدة كبيرة كانت تخرج من روحها العطشة إلي الارتواء من موطنها الحبيب ،فرغم ما تمر به فقد اشتاقت إلي صوت الشوارع .
نظر إليها بحزن وهو يتأمل ملامحها الفاتنة نظر إلي ردائها الذي تتميز به بين الجميع فكانت ترتدي فستان متسع بعض الشيء عثرت عليه بين اغراض بيلا مع حجاب اسمر وهو شال في الأصل .
اقترب منها و حمحم بهدوء قائلاً:- ماذا تفعلين هنا؟
تحركت عينها إليه وإعادتها إلي المياه وقالت :- ولا حاجه قاعدة .
رفع يده إلي سماعة الأذن وهمهم بهمس:- لماذا لا تدخلين معنا أو تظلين بالقرب منا ،ألا تخافين من الموت إذا عثرة عليك المجرم؟
– الموت يأتي إلي من يقرره ذلك المجرم ،وان كان هذا دوري فلن يتولى عن قتلي في أي لحظة وان كنت بينكم .
جفل مارتن من ردها فبقي ينظر إليها بشرود فشعرت به مودة و تضايقت فلفت رأسها إليه وهمهمت بضيق قائلة :- خير يابا في حاجه ؟
ضم حاجه بتعجب وسأل مستفسراً:- ماذا؟
– بقولك خير أن شاء الله شيفا انك مش منزل عينك من عليا ؟
قالتها بشرسة وهي تنظر إليه ،فابتسم مارتن وقال بتلقائية وهو يتقرب منها :- و ماذا في ذلك ؟
ضمت حاجبيها بضيق وقالت :- لا يحق لك أن تنظر لي .
اقترب مارتن منها كثيراً حتي شعرت بـ انفاسه تلمس وجهها وهمهم بهمس وهو ينظر إلي شفتيها الورديه:- وماذا في ذلك ،انظر إلي ما حب وما هو ملكي فأنت ما حب مودة!
أبعدت مودة رأسها عنه وعندما وجدت أنه حاصر جسده بالقرب منها حتي أنه تعدي مساحتها الشخصية رفعت يدها حتي تبعده عنها فكان مثل الجبل الذي لا يتحرك ، حركت وجهها اتجه الماء و ألقت نفسها به قبل أن يلمسها مارتن.
رمش مارتن بعينة عدة مرات ونقل نظره إليه و هو يستوعب انها ألقت نفسها في الماء حتي لا يقترب منها،ألي هذه الدرجه تكره و تكره لمسته لها ؟
أخرجت رأسها من الماء و رامقت مارتن بشزر وصرخت به غاضبة :- هل أنت غبي أم ماذا يا انت ألم أخبرك أن تلتزم حدودك ولا تقترب مني ؟… من سمح لك بأن تقترب منى يا###؟
رفع يده إلي علي وقال بصوت مرتفع:- علي رسلك يا فتاة لقد أعترفتُ لكي بحبي منذ قليل ،ليس ذلك كافياً.
صرخت به غاضبة وقالت :- لعنة تلعنك انت وحبك ياله الأبله.
– حسناً حسنا اخرجي من الماء لن اقترب منك مرة أخرى .
قال ذلك وهو يبتعد عن المكان وهو يشعر بالغضب من مشاعر التي تتكاثر علية .
خرجت مودة من المياه فوجدت القائد يقف وهو ينظر إليها ببرود.
عندما جاءت لأن تمر من جواره أوقفها صوته الغليظ بقول :- مودة صابر بالسلطة التي في يدي القي القبض عليكي بتهمة القتل المتعمد وعندما نعود إلي موطننا سوف اسلمك إلي الشرطة حتي تأخذي .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفينة القدر)