رواية سفير العبث الفصل الثاني عشر 12 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الجزء الثاني عشر
رواية سفير العبث البارت الثاني عشر
رواية سفير العبث الحلقة الثانية عشر
° التنهيدة الثانية عشر °
| التضحيات من أجل أحدهُم لن تُحسب لك، ستظهر في النهاية ك شخص مُثير للشفقة يبكي على أطلال سذاجته |
#بقلمي
* في غُرفة شجن هانم
كان أمير قاعد على سريرها وموطي راسه حاططها بين كفوف إيده وكإن الضغط عالي عنده.. وشجن قاعدة على كُرسيها قُدامه بتعيط وبتقول: مراته قومت الدُنيا فوق وتحت لما عرفت إنه بيحبني ف قام قاتل__ها.. دا راجل مش طبيعي يابني مجنون وقعد يمثل إنه مالوش يد في موتها لحد ما الحكومة نفسها صدقته، بعد وفاة مراته وبنته بس اللي فضلت معاه الأمور وصلت بيه إنه حاول يتقرب مني ساعات بطريقة مش كويسة وأنا بتفاداه وبسكُت عشان خاطر أبوك ميقومش بينه خناقة وبين أخوه.. وبعدها.
شاور أمير بإيده في وش أمه بمعنى متكمليش بعدها رفع راسه وبصلها في عينيها بعينيه الحمرا جداً من كُتر الضغط وقال: جاية تقوليلي الكلام دا بعد إيه؟ بعد ما دخلته القصر بتاعي هو وبنته وعاديت ناس عشان خاطر اللي جابوه! ما ترُدي يا شجن هانم!!
غمضت شجن عينيها بأسى وقالت: يابني أنا تعبت وأنا بفهمك بطريقة غير مُباشرة إنه راجل مش كويس.. عشان خاطري يابني متندمنيش إني حكيتلك كُل دا ومتعملش حاجة تعرضك للخطر
لمست بكف إيديها وشه وهي بتقول بحنان وحُب: أنا مفيش في حياتي ولا حيلتي راجل غيرك أتسند عليه وأتباهى قُدام العالم بيه، هتوعدني مش هتعرض نفسك للأذى؟
مال بوشه على إيد أمه وباس باطن إيديها وقال بنبرة مبحوحة من الغضب: مش هعرض نفسي لا.. بس أوعدك هخليه يتمنى الموت ومش هرحمُه.
* في عربية العقرب
كان سايق بسُرعة وعمال يلف مرة واحدة بالعربية ومياسة ماسكة في الكُرسي ومغمضة عينيها بخوف
هي برُعب من سواقته: ممكن من فضلك متخرجش غضبك في السواقة
العقرب وهو بيحُط حديدة السلسلة في بوقه قال: ما أنا بخرجُه في السواقة عشان مخرجهوش عليكي.. عشان مش من عادتي أخرج غضبي على ست أضعف مني
مياسة بنبرتها الطفولية: طب أنا خايفة عشان خاطري هدي السُرعة شوية
هدى العقرب السُرعة وهو بياخُد نفسه بعد ما الأدرينالين إرتفع عنده وبصلها بحاجبه اللي طرفه رايح وقال: إيه اللي خلاكي ترفُضي الجواز مني.. ومتقوليش من نفسك أو عشان مبتحبنيش.. انا سامع دقات قلبك ووصلالي وإنتي قاعدة جنبي
بلعت مياسة ريقها وهي بتعدل خُصلات شعرها وقالت بهدوء: مش إتفقنا لما نوصل هنقعُد نتكلم سوا؟
العقرب بضيق وهو بياخُد نفسه: مش قادر أصبُر.. عاوز أتأكد إنك عوزاني زي ما أنا عاوزك، عاوز أسمع حاجة تثبت إنك إضطريتي بجد تعملي كدا
وطت مياسة راسها وقالت بنبرة مكتومة من العياط: متضغطش عليا عشان مش هقدر
تييييييييت
ركن العربية على جنب في الطريق الصحراوي لدرجة كانت هتتخبط في الإزاز الأمامي لولا إنها سندت بإيديها
مياسة بغضب: إيه اللي بتعمله دا إنت مجنون!!
سحبها من دراعها وخلا وشها قُريب من وشه وقال بنبرة عنيفة: بُصي في عيوني وقوليلي السبب، خليكي جريئة ولو مرة عشان زي ما أنا على طول برمي نفسي في النار من غير تفكير عشانك.. قوليها! قوليلي رفضتك عشان كذا
عينيها كانت واسعة على أخرها وهو بينقل عينيه بين عينيه وبياخُد نفسه بالعافية
هي وخدودها متفعصه بين إيديه: إنت بتوجعني سيبني يا عيسى
ساب وشها بهدوء وقال بنبرة خيبة أمل: إنتي اللي بتوجعيني في الأساس.. مبقتش فاهم بتحبيني ولا لا
بدأ يدور العربية وهي باصة قُدامها وساكتة تماماً وكأنها لو ردت هتقوم الدنيا نقاش بينهم وهي مش حابة دا دلوقتي
بدأ يسوق مرة تانية في طريقه للفُندق اللي هتقعُد فيه مياسة
* داخل منزل العقرب
تن تن.. تن تن
جرس الباب بيضرب لدرجة المُربية إستغربت.. بصت من العين السحرية لقت راجل واقف ووراه إتنين.. ف بعدت عن الباب وهي بتجري لجوا وبتحضُن سيلا اللي قالت بخضة طفولية: في إيه إنتي خايفة؟
المُربية بهمس: شششش هيسمعونا
سيلا بوشوشة: هُما مين دول؟
سمعوا صوت كسر الباب وهنا سيلا خافت بجد
دخل إتنين رجالة واحد سحب سيلا من المربية والتاني كتم بوق المُربية بمنديل مُخدر..
* في منزل الغُريبي
يوسف ساند على باب المطبخ وماسك الكتاب وهو بيبُصله بنُص عين ومامته بتعمل ملوخية
والدته: بالذمة دا منظر واحد بيذاكر؟
يوسف وهو بيحرك كتافه من التعب: قولتلك جعان وكُل ما أجي افتح الثلاجة أشوف تصبيرة تقوليلي الغدا قرب يخلص عشان نفسك متتسدش! أعملك إيه طيب قولت أذاكر على الريحة
داقت الملوخية وقالت بمزاج: الله والله زي العسل.. ما تتصل بأخوك ييجي ياكُل معانا لُقمة!
فتح يوسف بوقه بسُخرية وقال: بابا حالف عليه ميدخُلش البيت ومتبري منه.. إنتي بقى في عالم موازي
رقق صوته عشان يقلد أمه وقال: ما تعزم أخوك ييجي ياكُل
والدته بحزم: إتلم يا ولا.. أصله بيحب الملوخية مني أوي .. وبعدين أبوك مسافر يجيب بضاعة للمحل بتاعه فيها إيه لو أخوك جه وأكل لقمة.. إنت بس جرب كلمه
يوسف وهو بيقفل الكتاب: مااشي هروح أجيب الفون من الأوضة بتاعتي
راح يوسف لأوضته وحط الكتاب على السرير وهو بيدور بعينه على الفون.. لقى من الشباك نيللي واقفة في شباكها القُريب منه وبينهم منور.. لقى تليفونه أخيراً راح حطه في جيبه وقرب من الشباك وهو بيطبل على ضلفة الشباك وبيقول: البطة محبووسة كااااك
بصتله نيلي بطرف عينها وهي بتقول: بسببك يارب بس تكون مبسوط
دخلت وقفلت الشباك راح إبتسم وقال: أيوة أحسن ما تتمرقعي في الشارع مع واحد خلي أمك تربيكي
خرج الفون من جيبه وإتصل على عيسى ومستني الرد
* في عربية العقرب
كان سايق ومياسة صامتة خالص.. رن فونه راح قال لمياسة: شوفي مين كدا بيرن
مسكت مياسة الفون من على التابلوه وهي بتقول: يوسف مكتوب
مسك عيسى الفون ورد وهو بيقول: واحشني ياض
يوسف بنبرة غريبة: إلحقني يا عيسى أمك تعبانة اوي وابوك مش هنا مسافر.. طالبة تشوفك ومش راضية تروح مُستشفيات
عيسى ضرب بريك جامد ووقف العربية وهو بيقول بخضة: إطلُب الإسعاف بسُرعة وأنا جايلك في الطريق
رمى فزنه على حجر مياسة وهو بيلف بالعربية وبيقول: أمي تعبانة مُضطرين نرجع مل دا أنا اسف بس خايف عليها وصعب أسيبك هنا
مياسة بتفهم: أنا معاك إرجع مفيش مشاكل وأهو أتطمن عليها أنا كمان
رجع العقرب الطريق بسُرعة جنونية ونياسة عمالة تقرأ قُرأن من خوفها بسبب سُرعته..
* في أحد البنايات القديمة نوعاً ما
كانت واقفة في المطبخ وبتقطع ورق ملوخية بصوابعها الناعمة.. وبتبُص من فتحة الشباك المكسور بتاع المطبخ على الشارع قُدامها وهي بتدندن وبتقول: شبابيك الدنيا كُلنا شبابيك.. والسهر والحكاية والحواديت كُلنا دايرة عليك.. الكلام كان كان عليك واللي كان.. هاااااه
شهقت بخضة وهي بتبُص جنبها شافت أختها الصُغيرة الخرساء واقفة بتبُصلها
وطت رفيف على رُكبها ومسكت إيد أختها الصُغيرة وهي بتحُطها على شفايفها وبتحرك شفايفها وبتقول ( عملتلك ملوخية اللي بتحبيها وجنبها عيش وفراخ)
إبتسمت البنت راحت كملت رفيف تحريك شفايفها على إيد أختها وقالت ( فهمتيني؟ )
حركت أختها الصُغيرة راسها بمعنى أه راحت رفيف حضناها وهي بتطبطب عليها وبتملس على شعرها.. باست راسها وهي بتاخدها قدام التليفزيون الصُغؤر وبتفتحلها قناة كرتون عشان تتفرج لحد ما رفيف تخلص طبخ
رجعت للمطبخ تاني وهي بتفتكر شروط خطيبها
_ فلاش باك
خطيبها: وهنقعُد أنا وإنتي في شقتي واسعة وثلاث أوض.. وأختك هوديها أحسن دار رعاية للحالات اللي زيها
رفيف بصدمة: حالات إيه! أنا أختي مبتسمعش ومبتنطقش بس
خطيبها بتأثُر مُزيف: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ما عشان كدا محتاجة رعاية كويسة.. مينفعش يا حبيبتي نتجوز ونقعدها معانا هتبقى مسؤولية عليكي وطلبات مبتنتهيش. هو عينيا ليها طبعاً بس هناك أريح ليها وبُكرة تكبر ويلاقوا ليها وظيفة تناسبها زي الشُغل الهاند ميد والتطريز والحجات دي.. على فكرة معظم دور رعاية الصُم والبُكم بيعملوا كدا وأنا مش هقصر معاها
رفيف بهدوء: أنا أقدر أرعاها وهاخُد بالي منك ومن البيت والله ما هقصر وبعدين..
هو بمُقاطعة: حبيبتي حبيبتي إسمعيني.. بُكرة تحملي ودا شيء وارد جداً وتبقي مُرهقة محتاجة اللي يخدمك ساعتها أنا هعمل إيه؟ هخدمك وهخدمها! أنا راجل موظف طلعان عيني طول اليوم عاوز أرجع البيت ألاقي مراتي حبيبتي مستنياني مجهزة الأكل نسهر سهرة حلوة أخرجك.. صح؟ محسساني هنرميها في دار أيتام بالعكس هنحُطها في دار مُحترمة جداً للرعاية
_ الوقت الحالي
رفيف دمعت وهي بتبُص على دبلته بخنقة راحت قلعتها وركنتها على الحوض وكملت تقطيف الملوخية بإيديها بصمت وهدوء حزين.. حزين جداً ك عادة ملامحها
* في منزل الغُريبي
دخل يوسف المطبخ على أمه وهي بتحمر الفراخ وقال: مصر كُلها عاملة ملوخية النهاردة الشارع كُله ريحته ملوخية
والدته: قولي بس كلمت أخوك؟
يوسف ببرود: كلمته أه قولتله آنك تعبانة اوي زمحتاجة تشوفيه
واته بخضة: يا خراااابي.. عملت كدا ليه يا ولااا. هيتخض ويسوق بسُرعة لا يجراله حاجة يخربيتك
يوسف بصوت عالي: هو مش هيرضى ييجي غير كدا متخافيش عليه هيحرص ييجي كويس عشان يتطمن عليكي
والدته بقلق: هات يا ولااا التليفون أكلمه اطمنه
يوسف بسُخرية: إذكُر كام مرة أمي قالت كلمة يا ولاا في الدقيقة
والدته بخوف: هات التليفوون يا يوسف أخوك لو جراله حاجة هغضب عليك ليوم الدين
يوسف بتصميم: طب هتشوفي آنه مش هبحصله حاجة وهيجيلك في خلال نص ساعة.. إتقلي إنتي بس
* في جناح لوليا
كانت بتكلم الدهبي وبتقوله: من ساعة ما إنت مشيت مفيش حد كلمته مسمعة على أميرر غير البت دي.. وأنا متعفرتة منها يا عمي عاوزة أخلص منها عشان امير يصفالي وأحقق إنتقامي
الدهبي بهدوء: وهتفضل مسيطرة عليه وهتطلعي إنتي الوحيدة من الليلة دي كُلها خسرانة.. بس لو عملتيلها حاجة أمير هيتهمك آنتي أول واحدة عشان شجن بتعاملها كويس
لوليا بهدوء: أنا لسه ضاربة المُساعدة بتاعته وجايبة أجلها بس فيها الروح ف عاوزة أهدى اليومين دول
الدهبي بنبرته الخبيثة: وتهدي ليه؟ هي الحوادث القدرية زي الوقوع على السلم أو الزحلقة في الحمام أو الوقوع من البلكونة.. ليها علاقة بيكي؟
سكتت لوليا شوية وبعدها قالت بخُبث: تصدق لا
الدهبي بضحكة: شوفتي بقى.. أقداار
لوليا بهدوء: بس برضو كمان يومين كدا هجرب حظي.. أصل مش هخسر كُل حاجة عشان الجربوعة بنت الحواري دي
الدهبي: هستنى تليفونك بتقوليلي إقرأ الفاتحة:))
* أمام منزل الغُريبي
وصل عيسى بعربيته وركنها على جنب ونزل ومعاه مياسة اللي لابسة فُستان قُصير نوعاً ما وجريوا سوا على سلم العُمارة
وصل عيسى عند الباب وبدأ يخبط بهستيريا لحد ما فتحله يوسف
جري عيسى ووراه مياسة على جوا ف قال يوسف بصدمة: ماسة إزيك
لقوا والدة يوسف بتحُط الأطباق على السُفرة ف قالت لعيسى بهدوء: والله أخوك هو اللي عمل كدا عشان قال إيه يجيبك بسُرعة.. معاك ضيوف؟
عيسى بعصبية: يعني دا هزار يعني كُنت هعمل مليون حادثة في الطريق وقلبي كان هيوقف
قربتله والدته وحضنته بقوة وهي بتقول بحُب: سلامة قلبك يابني.. سلامة قلبك يا عيسى
بتضُمه لحُضنها بإشتياق ف بدون أي مقاومة منه لف دراعه حوالين مامته وحضنها وهو بيقول: إتخضيو عليكي ف معملتش حساب لأي حاجة وجيتلك جري.. إنتي بخير؟
أمه وهي بتطبطب عليه: في نعمة الحمد لله
بصت لمياسة وهي بتقول: ماشاء الله مين الحلوة دي.. تبع شُغلك برضو؟
العقرب بسُرعة: لا لا ملهاش علاقة بشُغلي خالص دي صديقة بعيد عن شُغلي
إبتسمت أمه إبتسامة واسعة وهي بتحضُن مياسة وبتبوسها وبتقول: اللهم صل على النبي.. داري دراعاتك يما تتحسدي.. قصير أه البت نيللي اللي بيحبها الواد دا * بتضرب يوسف على بطنه * بتلبس كدا بقالها مُدة ما أنا حظي في ولادي واحد
عيسى بهدوء: إحم.. طيب بما إنك بخير لازم نمشي عشان
هي بمُقاطعة: تمشوا فين والله ابداً.. خُش انت مش شامم ريحة الشقة إيه الملوخية والفراخ المحمرة اللي بتحبُهم.. ابوك مسافر راجع بُكرة هيبات عند الحج حسين
بصت لمياسة وقالت: خُشي يما متتكسفيش
قعد عيسى على الترابيزة وجنبه مياسة وهي مبسوطة بشكل وكأن ضحكتها دي صعب تنهار في الوقت دا
قعد يوسف بسُرعة وهو بيقول: لا وعملالنا محشي كرنب يعني حاجة من الأخر.. لو مكونتش قعدت كنت هدعي عليك عشان أنا ميت من الجوع من الصُبح
عيسى بهدوء: بس يالاا
حطتلهم الطُباق وغرفتلهم الأكل وهي بتقول لمياسة: بتحبي الصدر ولا الورك
مياسة بخجل: أي حاجة باكُل أي حاجة
والدة عيسى: هاا أحُطلك إيه؟ الصدر فيه لحمة كتير بس عيسى بيحب الورك عشان طري * حطت في طبق عيسى ورك راحت مياسة قالت: خلاص هاخُد زي عيسى
حطتلها نايبها وهي بتقول: هتعجبك أوي دي فراخ بتتبيلة المرتة يعني بنفرُم البصلة مع ملح وفلفل إسود ونحُطها بين اللحم والجلد
مياسة وهي بتبدأ تاكُل: تُحفة تسلم إيدك
بدأت والدته تاكُل بعدين قلت لعيسى: صحيح يابني شقة أم أمل الست سابتها لينا بس في واحد عاوز يأجرها.. قولتله هس..
قاطعها عيسى بحزم: لا.. الشقة دي بعد إذنك يا أمي مش عاوز حد يفكر ياخُدها
وقفت مياسة معلقة الأكل على بوقها وهي بتبُص لعيسى لإنها عارفة حوار أمل بس مكانتش تعرف إنه مأثر عليه لحد إنهاردة
والدته بتأثُر: والله معاك حق.. لحد إنهاردة بجهز صينية أم أمل وبعد ما أخلص اقول يوه! هو أنا بعمل آيه ولا عقلي فين.. ودايماً تلاقي حتتين لحمة زيادة أو حتة فرخة زايدة بطبُخ على أساس هتتغدى هي معانا
عيسى وشه بهت وقال بحُزن: الله يرحمهم يارب
يوسف وهو بياكُل: إنتي جيباه تسدي نفسه صح؟
والدته بحزم: بس يا ولاا.. والله وحشتني اللمة دي مش ناقصها غيرر أبوك.. ربنا يهديك يا عيسى يابني
يوسف بوشوشة: كُل كُل هيطفحوك اللقمة
مياسة نسيت نفسنا وبقت تاكُل بإندماج.. ميل العقرب عليها وقال: لو مش مرتاحة عرفيني
مياسة بسعادة: بالعكس أنا كُنت جعانة أوي بعدين بيتكُم دافي أوي ونظيف
يوسف: أه من ناحية النظافة إحنا ماما عندها هوس.. مُمكن كُل يومين تلاقيها قلبت المطبخ فوق تحت وخرجت التوابل غسلت العلب ويومياً بتمسح البوتوجاز وتكنُس وتمسح الشقة يعني ربنا يديها الصحة
العقرب بهدوء: لو محتاجة واحدة تساعدك في الشقة أنا..
قاطعته أمه بسُرعة: لا لا لا.. محبش حد يمد إيده في بيتي أنا أدرى بنظف إزاي وبعمل إيه
مدت مياسة طبقها ناحية والدة عيسى وهي بتقول: مُمكن ملوخية؟
خدت منها الطبق وهي بتحُطلها وقالت: دا مُمكن ونُص خُدي يماا
حطت قُدامها الطبق وبدأت والدة عيسى تقطع الكبد والقوانص على قدهم ف إبتسم عيسى وهو بيفتكر
مدت إيديها ناحية مياسة وهي بتقول: إفتحي بوقك
قربت مياسة وخدت من إيد والدة عيسى الكبدة والقوانص واكلتها ف والدته عملت كدا معاها ومع يوسف وعيسى وهي بتقول: طعمة. في نُص الأمل كدا بقطعها وبفرقها علينا
بصت مياسة لعيسى وهي طايرة بالجو العائلي دا ف إبتسم ليها.. متوقعتش نهائي إنها تشوف الدفا دا في بيته العادي.. فرق كبير اوي بين حياته لوحده وحياة عيلته اللي هي متوقعتهاش
* في أحد السيارات السوداء المُغيمة
سيلا بعياط: هقول لباااااابت.. هقوله
الراجل: بابت دا اللي هو بابا؟
الراجل الثاني: بس يابني متتريقش.. متخافيش يا أمورة قربنا نوصل هنخلص مصلحة وبعدها نشوف هترجعي لبابت ولا هتقعُدي في حُضن العصابت
ضحك الراجل اللي قاعد جنب سيلا ف لوت بوقها بغيظ وهي مضيقة عنيها وبدون مُقدمات بسنانها الصُغيرة الحادة قفشت في لحم دراعه وهو عمال يصوت..
* داخل جناح صِبا
كانت قاعدة على سريرها بتتفرج على مُسلسل الأزهار الحزينة وعمالة تعيط
دخل امير فجأة وهو عفاريت الدُنيا بتتنطط في وشه لكن أول ما شاف صِبا بتعيط ملامح وشه إرتخت خالص
قفل باب الجناح وراه ف قالت صِبا وهي بتمسح دموعها: حد يخُض حد كدا!
أمير وهو بيبُصلها بصدمة وبيقعُد جنبها على السرير: بتعيطي كدا ليه؟
صِبا وهي بتمسح دموعها: المُسلسل فظيع بجد وجعلي قلبي.. هووف البنات دول إتعذبوا أوي
في وسط خنقته من عمه وحوارات لوليا والرايق وكُل دا ضحك ضحكة عالية أوي راحت صِبا مبوزة وقالت بعياط: يووه بقى
سحبها من رقبة التيشيرت بتاعها ناحيته خلاها فوقه وهو بيرجع خُصلات شعرها لورا بصوباعه وقال: إنت حساس أوي كدا ليه. دا اللي موقعني فيكي ومخليني مش عارف أقوم
صِبا بطلت عياط وبصت في عيونه وهي بتقول بهدوء: اللي هو؟
أمير بنبرة إشتياق: اللي هو كُل حاجة.. طبيعتك سحراني مخلياني عاوز على طول أقعُد جنبك أبُصلك ومتكلمش.. وطيبة قلبك وحساسيتك الزيادة دي
قرب وشه ناحيتها وطبع قُبلة رقيقة ليها وقال: مخلياني عاوز أكلك
جابت شعرها على جنب وهي بتقول وهي نايمة فوقه: حسيتك وإنت داخل الجناح كُنت متضايق.. في حاجة حصلت؟
تجاهل أمير سؤالها تماماً وهو مركز على شفايفها وقال بنبرة مخنوقة: عاوز لو القصر إتقلب فوقاني تحتاني.. أنا وإنتي حالنا ميتقلبش.. قوليلي ماشي
سرحت صِبا شوية في نبرة صوته اللي بتخليها عاوزة تنام وقالت زي المسحورة: ماشي
قربلها أمير تاني زي المتخدر وقال: أحلى بنت شوفتها بعينيا ♡
* في منزل الغُريبي
كانت واقفة مياسة بتعمل المواعين ف قالت والدة عيسى بغضب: عيسى تعالى خرج ضيفتك والله أزعل.. روحي إقعدي إستني الشاي
مياسة بهدوء: أنا حاسة بخمول ف عشان افوق وقفت أغسلهم مجراش حاجة.. بس حقيقي يا طنط الأكل روعة تسلم إيدك.. والمطبخ نظيف فعلاً كإنه لسه جديد أنا كُنت بعاني في مطبخي إنه بيلزق بس واضح حضرتك بتهتمي بيه أول بأول
واة عيسى بسؤال مُفاجيء خلا قلب مياسة يدُق: ليه هي ماما مش بتساعدك في المطبخ ولا إيه!؟
مياسة كانت تُقصد مطبخها في شقة نبيل ف إتلجلجت شوية وقالت بنبرة مهزوزة: ب بتساعدني طبعاً بس مش دايماً
يوسف وهو بيظبط الكوبايات: كام معلقة سُكر يا ماسة؟
مياسة بإبتسامة: معلقة واحدة
يوسف بسُخرية: على كدا أنا بالنسبالك حُصان.. انا بشرب ثلاث معالق
والدته وهي بتحُط شربات على الكُنافة: خليك لما يجيلك السِكر ترجع تقول ياريت اللي جرى ما كان
عيسى دخل المطبخ فجأة وهو بيقول: ماما خلوا مياسة عندكم ولو أبويا رجع ودوها شقة امل بس إوعوا تخلوها تمشي.. في مشوار مُهم لازم أروحه دلوقتي
مياسة بصوت عالي: جاية معاك
العقرب بحزم وهو خارج من الشقة: قولت خليكي
قفلت مياسة المياه ف قالت والدة عيسى: إستُر يارب..
يوسف بهدوء: أجهز شقة أمل يا ماما عشان لو عيسى إتأخر وبابا جه؟
والدته برفعة حاجب: لا ماسة هتقعُد معانا هنا تنام في اوضة أخوك لو مرجعش إنهاردة.. ابوك ماله دي ضيفتي أنا
مياسة بقلق على عيسى: كان لازم أنزل معاه
يوسف بهدوء: طالما قالك خليكي يبقى إسمعي الكلام هو أدرى
* في عربية العقرب
كان سايق العربية بسُرعة جامدة وهو فاتح الإسبيكر وبيقول بزعيق: ومأخدوكيش معاها ليه!! شكلهم عامل إزاي؟؟
المُربية بعياط: مركزتش لإنهم خدروني وسحبوا البنت.. أنا أسفة يا عق..
قفل السكة في وشها راح ضارب على الدريكسيون بإيده بغضب
شوية ورن فونه كان رقم غريب ف مسك الفون ورد بعصبية وقال: مييين!
على الجهة التانية: إهدى وخليك رايق ومعايا إوعى تضايق
العقرب من بين سنانه: إخفي من وشيلوقتي يا رايق عندي حوار مش فاضيلك
الرايق بهدوء: مش يمكن اللي بتدور عليه معايا؟
ضرب عيسى بريك وقال: اللي هو إيه!
الرايق بنبرة غريبة: بونبوناية صغيرة.. لف وتعالى على بيتي وهفهمك كُل حاجة
العقرب بأمل وحماس: أنا جايلك حااالاً
ساق العقرب عربيته بسُرعة وراح لبيت الرايق.. الحرس فتحوله البوابة والبحر كان مدي برودة للجو مش طبيعية
نزل العقرب بسُرعة وهو ماشي ورا الحارس لحد ما دخل بيت الرايق
أول ما دخل سمع أغنية: ضوء لمع وسط المدينة سمع نداء لمُنادينا يظهر حينا ويختفي حينا تلك إشارة باتمان
وسيلا قاعدة جنب الرايق وفي حجرها شوكولاته كبيرة ملغوصة بوقها بيها وعمالة تسقف بسعادة
العقرب جري على سيلا حضنها وهو بيحسس على شعرها ووشها وبيقول بخوف: إنتي كويسة؟؟ حصلك حاجة!
بص العقرب بغضب للرايق وقال بنبرة عالية: دي طريقة تاخُد بيها طفلة صغيرة من البيت! ومين سمحلك تاخُدها وتقتحم بيتي!
الرايق بإبتسامة على جنب: إهدى يا سفير.. لو عرفت اللي أنا عرفته هتشكُرني مش هتعمل كدا
العقرب بعصبية: اللي هو إييه!
قام الرايق وقف قُدام العقرب وقال بنبرة جادة: تعالى ورايا
مشي العقرب وهو سايب سيلا تاكُل في الشوكولاتة ودخلوا اوضة على جنب.. خرج الرايق فونه وفضل يلعب فيه شوية والعقرب قاعد قُدامه باصصله بأعصاب فالتة
شغل الرايق ريكورد كان فيه صوت المايسترو والدهبي وهما بيتفقوا يخطفوا سيلا ويضربوا عصفورين بحجر واحد
فتح العقرب بوقه بصدمة وهو باصص للرايق ف قفل الرايق الفون بتاعه وهو بيقول: دي ميزة إني ببُص على كُل حاجة من بعيد.. سبقتهم وخدت البت والدبان الأزرق هنا مش هيعرفلها طريق.. ف مبقاش في إيديهم حاجة يعملوها.. ولما ييجي أمير هفهمه حاجة مُهمة هو كمان
رجع العقرب راسة لورا وهو بيتنهد وبيقول: إنت مفيش منك.. أنا دماغي سحلتني سيناريوهات ترعب على البت
الرايق بنفس نبرته الغريبة: إلا قولي يا سفير.. مياسة هتقعُد عند والدتك قد إيه؟
العقرب إتعدل وقال: دا إنت مبتضيعش وقت بقى!
غمز الرايق وقال: نهائي
العقرب حرك راسه يمين وشمال بتعب وقال: هروح أخُدها من عند أمي أوديها الفُندق.. بس هعمل حاجة كدا قبلها
الرايق رجع ظهره لورا وقال ببرود: مش عاوزك تتهور ولا تعمل حاجة من غير ما ترجعلي! أمين؟
العقرب بكوميديا سودا وهو بيتنهد: ولد أبو جليل ولا ولد الطحاوي!
* مساء اليوم
الدهبي كان قاعد جنب المايسترو وهو بيقول: أحلى حاجة إننا عاملينهم عرايس ماريونيت يحققولنا اللي عاوزينه من غير ما نوسخ إيدينا
المايسترو وهو بيشرب من الكاس: لو أكلوا في بعض.. عاوز أتطمن إن العقرب مش هيمسه حاجة وهيكون بخير.. دا وريثي الوحيد
الدهبي: تفتكر إن ال..
” صوت خبط وكسر برا الغُرفة وضرب نار “
إتعدلوا الإتنين في قعدتهم بخضة لحد ما الباب إتفتح ودخل العقرب وهو مصوب سلاحُه على المايسترو.. وبدون ما يرف ليه جفن ضرب طلقة على المايسترو..
* داخل قصر أمير الدهبي
قام يغير هدومه لإن هدومه في الدريسينج روم بتاعة صِبا
وهي فضلت تبُصله وقالت: هتروح الشُغل؟
أمير وهو بيقفل أزرار قميصه: لازم ورايا حجات كتير اجلتها عشان أقعُد معاكي بس أوعدك اول ما أجي هاجي أنام جنبك
صِبا وهي بتبُصله بتأنيب ضمير قالت: أمير
هو: همم؟
صِبا بخوف: في حاجة كدا عاوزة أعترفلك بيها بس خايفة
لف أمير وبصلها بنظرة غريبة وقال: حاجة إيه؟
بلعت صِبا ريقها وقالت: بس توعدني.. توعدني إنك تهدى وتسامحني لإني ندمت
أمير بقلق: ما تنطقي يا صِبا حاجة إيه!
عينيها بدأت تتملي دموع بعدها قالت:
* في منزل الغُريبي
مياسة بقلق وهي بتحُط كوباية الشاي الفاضية: عيسى إتأخر هقوم أمشي انا عشان مسببش ليكم إزعاج
والدة عيسى: تمشي فين إصبُري هفتحلك أوضة عيسى تنامي فيها.. مسمعتيش قال إيه قبل ما ينزل قال إوعوا تخلوها تمشي
مياسة بإحراج: مش عاوزة أتعبكُم معايا
والدة عيسى: قومي بس هفتحلك اوضته بنضفها كُل يوم وبقفلها على أمل ربنا يهديه ويهدي الحال وألاقيه داخل عليا ف ينام فيها بس خلاص شكله هيكون ليه بيت لوحده مع مراته.. يعني مفيش أمل
مياسة بهدوء: هو أنا مُمكن أسأل حضرتك عن شيء بخصوص أمل؟؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)