رواية سفير العبث الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الجزء الثامن والثلاثون
رواية سفير العبث البارت الثامن والثلاثون
رواية سفير العبث الحلقة الثامنة والثلاثون
° التنهيدة الثامنة والثلاثون °
| ألسنا أحق بقلبًا مُعافى من طعنات الخِذلان؟ أليس لجسدنا الحق في التعافي من الجروح العميقة؟
وعينانا.. ألم يحن وقت ذرف الدموع منها من فرط السعادة؟|
#بقلمي
عيسى دموعه نزلت وقال بعيون حمرا: مُلوث بخطايا.. مش هيقبلني.
الشيخ العجوز: مين اللي مش هيقبلك؟ ربنا! اللي أحن عليك من أمك وأبوك.. ربنا سُبحانه وتعالى باب رحمته واسع ومفتوح للجميع.. لسه الوقت مفاتش عشان تقول كدا
عيسى وهو بيفتكر عمل إيه إمبارح: مش هيسامحني.. غلطاتي كبيرة
الشيخ بإبتسامه: رحمته وغُفرانه أكبر.. يلا يابني لأحسن ييجي اليوم اللي تمسك فيه المُصحف تلاقيه فاضي.. رُفعت الأقلام وجفت الصُحف، لو غلطت توب وقربله وملكش دعوة باللي بيقولك مش هيسامحك.
يلا عشان هوضيك بنفسي، شكلك بقالك سنين مزقفتش بين إيديه ♡
* في شقة بوسط البلد
دخلت رهف وهي بتقلع الشوز بتاعتها وبتعيط وبتقول بغيظ: أنا مش مصدقة إنه يطلع كدا، فعلًا المظاهر خداعة
شافت جاكيت الشُغل بتاع منال متعلق ورا الباب ف كشرت بإستغراب وهي بتنادي: منال؟ إنتي فين!
منال وهي بتقول بصوتها الوخيم: جوا هنا.. تعالي
دخلت رهف لقت منال قاعدة وفي حُضنها علبة لبن رايب.. وقاعدة بهدوم الرياضة اللي كانت لبساها تحت هدوم الشُغل، وبوقها عليه لبن رايب
رهف بصدمة: مالك! إيه الحالة دي؟
منال بضيق: جالي حموضة من ولاد المتضايقة.
قعدت رهف جنبها وهي بترجع شعرها لورا وبتقول: مين ولاد المتضايقة دول؟ حصل إيه يا منال!
مسحت منال بإيديها اللبن اللي على بوقها وقالت ببرود: قدمت إستقالتي إنهاردة
خبطت رهف على صدرها وهي بتقول بصدمة: يا نهار إسود ومهبب!! يعني إيه قدمتي إستقالتك؟
قامت منال وقلعت بنطلونها كإنها مش طايقة هدوم الشُغل وقالت: يعني أنا مش خروفة عشان أمشي ورا أوامر بحماية ناس ميستاهلوش.. أنا أقسمت عهد إني مخونش نزاهة القضاء
وقفت رهف وقالت: إهدي طيب وفهميني اللي حصل، وأنا أقولك إنتي غلطانة ولا لا
منال بعصبية: جرى إيه يا رهف؟ هتقيميني وهتعملي عليا مُحامية!
رهف بعصبية هي كمان: إيه الإسلوب دا يا منال أنا مخنوقة أكتر منك بس بكلمك بهدوء!
حدفت منال البنطلون بغضب وقالت: مخنوقة يبقى متفتحيش معايا كلام، كل واحدة تقعد بعيد عن التانية أحسن.
رهف خدت نفس سريع وقالت: أحسن برضو أنا داخلة أوضتي
دخلت رهف أوضتها ورزعت الباب وراها، فضلت رايحة جاية في الأوضة بعصبية بعدها قررت تاخُد شاور عشان تهدي أعصابها شوية وتعرف تبدأ شُغل.
* داخل المسجد
كان عيسى ورا الشيخ بيسلم.. ولما إنتهى سند على العمود وهو بياخُد نفسُه كإن الأكسجين النضيف دخل صدره بعد سنين من الكتمة، المسجد كان دافي عكس برودة الطقس برا.. وريحة جميلة زي ريحة الناس الطيبين الكُبار.. ومسك
بص حواليه لقى أبوه الغُريبي بيطبق الكصلية وواقف مذهول باصص لعيسى بصدمة! بل إنه بدأ يضيق عينيه عشان يتأكد إن.اللي قاعد في المسجد دا عيسى فعلًا ولسه مخلص صلاة!!
قرب الغُريبي من عيسى وهو بيقول بإبتسامة عريضة بعد ما قعد جنبُه: مصدقتش عينيا لما شوفتك ساند، قولت دعواتي إتحولت لهواجس وبقيت بتخيل إبني تائب وقاعد في بيت الله بتطلُب عفوه
مسح عيسى دموعه ف قال أبوه: الدموع دي من حلاوة الراحة النفسية لما قربت من ربنا تاني، هتفضل طول عُمرك خايف لو بعدت عن ربنا.. حتى لو حطيت مليون حارس على بيتك.. هتفضل خايف، لإن الحامي هو الله وطالما ضليت طريقه ياما هتقابلك مطبات الخوف والإكتئاب
حط الغُريبي إيده على فخد عيسى وقال: إنت في المكان الصح.. هتلاقي ناس قُليلين هنا عارفين الطريق الصح، والباقي هتلاقيهم ملهيين في الدنيا، مش بيقولك الدنيا تلاهي.. لما الوقت يجري بيهم وتيجي لحظة الحساب، مفيش رجوع عن التوبة، عرفت ليه يابني قاطعتك؟ عشان نتصالح في بيت الله.
عين عيسى إحمرت من الدموع ونزلت دموعه ورا بعضها على خده، سحبه الغُريبي من قميصُه وهو بيحضُنه وبيقول: حمدالله على السلامة يا ولد الغُريبي ♡
* في قصر عاصم التُركي
خرج من الحمام بتاع جناحه وهو بينشف شعره بعد ما خد شاور عشان يفوق من اللي حصل، عقله كان رافض تفكير في أي شيء منطقي.. كُل اللي كان حاسس بيه رغبة شديدة إنه يشوف رهف دلوقتي حالًا..
قعد على سريرُه وحط الفوطه السودا بتاعتُه حوالين رقبته، وخُصلات شعره الأمامية بتنقط مياه على عينُه
مسك الفون وفتح فيس بوك وكتب في السيرش إسمها
ظهرله الأكونت بتاعها ف فتحه وهو بيقلب في صورها وبيدقق فيها، عمل زوم على وشها وعيونها.. كُل جُزء فيها بيعمل عليه زوم وبيلمسه بصوباعه كإنها قُدامه، أخد نفس عميق وقام بهدوء ناحية طبعة.. وصل بيها سلك وحطه في فونه وبدأ يطبع صورها من فونه لصور حقيقية..
مسك فونه وقرر يبعتلها مسج.. هو مبيحُطش صوره على صفحته الشخصية لكن الناس عارفين إنه حفيد مؤسس مرسيدس ووريثهم اللي كُل شيء تحت ملكه وتصرفه.. عنده 11 مليون مُتابع.
فتح الرسايل بتاعتها وكتب. ” بما إن المودموزيل المُحامية قررت توقف قُدامي في المحكمة.. تسمحلي أهديها أغنية عربية بعزها جدًا؟ ”
🎵 وعد العيون أصدق وعود الحُب
وعينيه قالولي كلام كتير من القلب
أنا عيشت أحلم بيه بقالي سنين
من غير ما أشوفه أنا كان في قلبي حنين
أنا حبيته خلاص يا ليالي
خدني الشوق ولا كان على بالي
لما عرفت عينيه.. عُمري إتغير بيه
ولقيت نفسي بعيش في هواه وأسهر لياليه 🎵
Send.
بعتلها عاصم الأغنية وفضل بصوابعه يدُق على الموبايل وهو باصص لصورتها بتركيز
* في منزل بوسط البلد / غُرفة رهف
رهف كانت بتنشف شعرها بالإستشوار ولما خلصت قعدت مربعة على السرير وهي مبوزة متضايقة من رهف ومتضايقة من اللي حصل في قصر عاصم.. عضت ضوافرها بتوتُر وقررت تتفرج على ريلز فيس بوك
لما فتحت لقت مسجات كتير ف حست إنها قضايا، فتحت الماسنجر فضلت تقرأ الشاتات بملل أسىلة منوالناس عن القوانين والأحكام.. لحد ما لقت شات فوق لسه مقرأتهوش.. عاصم التُركي.. فتحت الشات بصدمة وشافت عدد المُتابعين ف عرفت إنه هو، قرأت الرسالة بتاعتُه وبعدها فتحت الأغنية الصوتية اللي بعتهالها وسمعتها
ركزت على الكلمات ولقت نفسها تلقائيًا بتغمض عينيها مع كُل كلمة كإن عاصم اللي بيقولهالها
فتحت عينها بضيق وكتبت بإيد بتترعش ” سمعتها حلوة، إبقى إسمعها وإنت في طريقك للمحكمة لإني مش هتراجع عن قراري! “
رمت الفون قُدامها وهي بتعُض في ضوافرها وبتعيط بهدوء.. إتهز الفون بمسج جديدة ف فتحت الماسنجر لقته كاتب. ” متقلقيش كدا كدا هتكسبيها، أنا لو وقفت قُدامك في المحكمة هتوه في تفاصيلك.. وهنسى أنا جيت هناك ليه ”
إبتسامة صغيرة ظهرت على وشها وهي قلبها بيدُق، قفلت الفون وهي بترجع شعرها لورا وبتقول لنفسها: أنا مينفعش أقع فيه أكتر من كدا، فوق كُل اللي عرفتُه عنه دا خاطب! يعني دا كله غلط في غلط.. فوقي يا رهف وإرجعي لوعيك
سمعت صوت خبط على باب أوضتها ف قالت بنبرة عني_فة: هاا
منال بنبرة مترددة: مش هتاكلي؟
رهف بغيظ: لا والله؟ قلبك عليا أوي!
منال من ورا الباب: إنتي عبيطة صح؟ أنا ليه مين غيرك يا هبلة قلبي يكون عليه.. إفتحي الباب بقى إحنا كبرنا يا رهف مبقيناش عيال صُغيرين على الكلام دا.
رهف بضيق: هناكُل إيه؟
منال وهي بتقفل سوستة الجاكيت: هنطلُب بقى ونتفرج على مسلسل حلو شغال.. البطلة منحوسة وعندها أخت عقلها على أدها
فتحت رهف الباب وهي بتردح وبتقول: نعااام؟ تقصدي إيه بعقلها على أدها؟؟
منال وهي ساندة على الحيطة: ما تظبُطي يابت بدل ما ألفك في ملاية وأخدك على القسم، إيه ردح الرقاصات دا
رهف وهي بتتنطط على الأرض: لمي نفسك يا منال ميغركيش الكام عضلة اللي في دراعك بس أنا أصلًا مقنونة! ” مجنونة ”
منال بتريقة: والله مجنونة؟ مجنونة على نفسك، خلاص عملنا التريند! نطلع ناكُل بقى؟
رهف: هنطلُب إيه من برا؟ أنا زهقت من البيتزا
منال: أي حاجة بقى مشويات أو أي حاجة.
رهف بلوية بوز: وهتحكيلي حصل إيه في القسم؟
مسكت منال راسها وقالت بعصبية: يا ليلة سوداا!
رهف بقمص: بتتعصبي عليا تاني؟
منال بإختصار ورد بارد: جه واحد سخيف عيل من اللي فاكرين الفلوس هتمشي الكون قالك هخرج أخويا اللي مقبوض عليه بتهمة حيازة مُخد_رات.. وسيادة اللواء وافق على قرار خروجه بكفالة
فتحت رهف بوقها بصدمة وقالت: بس دا ضد القانون طالما ممسوك مُتلبس
منال وهي بتطلع رقم المطعم: ما هو عشان كدا قدمت إستقالتي، لا وإبن الباردة داخلي المكتب يلقح، مسكت أعصابي عشان مكسرلهوش وشه اللي فرحان بيه دا
رهف بتركيز: دول ممكن يكونوا من كيان فاسد في الدولة، هو الواد كان إسمه إيه؟
منال بعدم تركيز وضيق: مش فاكرة فكك منه.. هتاكلي إيه؟
* في منزل الغُريبي
طلع عيسى مع أبوه ودخلوا الشقة، أول ما شافتهُم أم عيسى فتحت بوقها بصدمة وهي شايفة الغُريبي مُبتسم وجنبه عيسى، حطت إيديها على قلبها وهي بتعيط وبتقول: كُنت أدفع عِمري وأشوفكم داخلين عليا سوا من باب البيت
يوسف: بعد الشر عنك يا حجوجة
مامة نيللي: عيسى أحن قلب ومن زمان وهو حنين ف كان هيرجع متقلقيش
قرب الغُريبي وقعد جنب مراتُه، بص لمياسة وقال: أنا شوفتك فين قبل كدا؟
مياسة بإبتسامة: كُنت ضيفة عندكُم هنا قبل كدا
الغُريبي بص لعيسى بعدها رجع نظره لمياسة وقال: إنتي بقى زميلة عيسى في شغله إياه؟
مياسة وهي بتحرك راسها يمين وشمال: لا
والدة عيسى بضيق: إستغفر الله العظيم، إبنك بيحبها يا حج
مياسة بإبتسامة مكسورة: ليه إستغفر الله يا طنط هو أنا وحشة ولا جيالك بمنظر مش كويس؟
الغُريبي بصوت وخيم: لا يا بنتي إنتي زي الفُل حقك عليا أنا، جرى إيه يا أم عيسى!!
والدة عيسى بهدوء: أنا مقصدش، هي زي القمر وزي الفل مقولتش حاجة.. بس مش مُناسبة إبني.
سحبت مياسة شنطتها وقالت قبل ما تعيط قُدامهم: عندك خق، عن إذنكُم فُرصة سعيدة.
جريت على برا ف قال عيسى بغضب: ليه بتجرحيها كدا ومش مدياني فُرصة أدافع عنها؟ أنا مبحبش غيرها ومش هتجوز غيرها..
طلع يجري وراها ف قال الغُريبي بغضب: ليه يا حجة! ليه أحرجتيها وكسرتي خاطرها قُدام الناس!!
أم عيسى: خاايفة على إبني حس بيا!! دي مطلقة واللي سمعته من حماتها القديمة لا يسُر عدو ولا حبيب.. وأنا مش مستغنية عن إبني
الغُريبي بضيق: دي شكلها بنت غلبانة.. مينفعش نسمع كلام حد عنها كدا وخلاص
أم عيسى بمُناهدة: بقولك حماتها القديمة يعني ست عاشرتها وبتقول إنها إتسببت في م_وت إبنها.. أنا كله إلا عيالي.
الغُريبي وهو بيخبط كف على كف بصوت عالي قال: لاحول ولا قوة إلا بالله، جرى لعقلك آيه
* أمام دُكان البوهيمي
مياسة كانت بتجري وخُصلات شعرها الشقرا بتطير وراها.. وعيسى بيجري وراها لحد ما لحقها ومسكها من دراعها.. كانت بتعيط وبتحاول تفلت من إيده
عيسى ثبت راسها على صدره وهو ماسك إيديها الإتنين..
مياسة بعياط: مش هخليك تخسر أهلك أنا كُنت غلطانة.. سيبني يا عيسى
عيسى بهدوء: مش هسيبك. إنتي ملكي.. تعالي نروح المأذون دلوقتي وأوريكي إنك كدا كدا ليا حتى لو مين وقف في طريقي!
رفع راسها وخلاها تبُصله وقال: تعالي أثبتلك أنا بحبك لدرجة إيه.. عشان شفايفك الحلوة دي كُل ما تنطق تقول عيسى مبيحبنيش.. مع إنك إنتي لعيسى روحه اللي لسه بتدُق ومخلية ليه صلة بالحياة.
مياسة بصوتها الطفولي: مامتك جرحتني يا عيسى.. حسستني إني قُليلة أوي
رجع شعرها ورا ودانها بإيده وقال: بالعكس دا إنتي حتى كتير عليا، أنا خطفتك من بين الكُل ومش هسيبك.
رفعت مياسة راسها وهي ساندة دقنها على صدره وبصتله ف بصلها من فوق وهو بيعُض شفته اللي تحت وقال: ملكيش دعوة بأمي.. ولا باللي يتشددلي، أنا مش جيت قعدت مع أبوكي وإنتي اللي رفضتيني!
مسك دقنها وقرب وشها منه وهو بيتأملها عن قُرب ومكشر، كانت بتلعب بإيديها في السلسلة اللي حوالين رقبتُه ف مسك وشها بإحكام وخلاها تبُصله وقال: إنتي مش هتتخيلي ماسك نفسي إزاي عشان ماكُلكيش وإنتي واقفة قُدامي كدا.. وتقوليلي أسيبك.
جت واحدة من وراهم وقالت: حمدالله على سلامتك يا عيسى
بصتلها مياسة ببراءة، أما عيسى لف وبصلها بتدقيق وهو بيحرك راسه بمعنى إنتي مين؟
البنت: ياسمين.. كُنت بلعب معاكُم إنت وأمل وصلاح.. فاكرني؟
عيسى عينيه رفت لما ذكرت إسم أمل وإفتكرها على طول وقال: طبعًا فاكرك.. كبرتي يا ياسمين
ياسمين بنظرة حُزن: وإنت كمان يا عيسى، ياريت أمل كانت لسه معانا
مياسة بضيق: ربنا يرحمها ويغفرلها، الأعمار بيد الله
ياسمين بإبتسامة هادية: أسفة مخدتش بالي منك كان كُل تركيزي مع صديق الطفولة.
عيسى وهو كاتم دموعه: دي ماسة.. مراتي المُستقبلية.
مدت ياسمين إيديها وسلمت على مياسة وقالت بتلقائية: سُبحان الله ملامحها شبه أمل أوي.. إنت حبيت البنات الشقرا من كُتر حُبك في أمل
مياسة بضيق قالت: لا عيسى حبني عشاني وعشان شخصيتي.. إتعذب كتير وأنا كمان إتعذبت عشان نكون سوى
مسحت ياسمين دموعها وقالت: أنا مقصُدش أنا بعُك كتير بس.. مبسوطة إني شوفتك يا عيسى.. عن إذنكُم.
مشيت ياسمين بعيد ف بصت مياسة لعيسى وقالت: معناه إيه اللي بيحصل دا؟ كُله بيتكلم عنك إنت وأمل كل المنكقة حتى مامتك جابت سيرتها!! هو للدرجة دي صعب يكونلي من حُبك ليها نصيب؟
عيسى بهدوء: أنا هفهمك.. أصل إحنا كُنا..
قاطع كلامهُم نزول يوسف على السلم وهو بيقول: ماسة ماما عوزاكي فوق هي وبابا..
عيسى قال بهدوء: خُدها طلعهالهم لحد ما أجيب علبة سجاير وأجي عشان سجايري خلصت
يوسف وهو بيسحب مياسة: إشطا
طلعت معاه ف حط عيسى إيدُه في جيبُه وإتحرك ناحية عُمارة ياسمين.. لقاها قاعدة على السلم وبتعيط.. قعد جنبها وهو بيتنحنح وباصص للشارع
ياسمين بكلام: كانوا بيقولوا علينا عيال سابقين سنهم.. بدل ما نتفرج على الكارتون كنا نتفرج على أفلام الحُب والعشق.. ونضيع فلوسنا حمص الشام بدل العسلية والحلويات.. كان لينا ذوق وطابع شباب مُراهقين مش أطفال أبدًا.. فاكر يا عيسى لعبة البخت والبلي؟ فاكر العروسة اللي كانت بتحبها أمل؟
نزل خطين من الدموع على خد عيسى وقال بتعب نفسي شديد: أنا شوفتها يا ياسمين.. بس مكانتش هي.. عرفت وقتها إن التُراب بيغير، بس صورتها مفارقتنيش بقالها سنين وهي معايا، بس بحاول أعيش.. مش من حقي؟
مسحت ياسمين عينيها وقالت: أنا بعيط عشان خطيبتك شبهها بجد.. مش قصدي أنكد عليك وأقلب مواجع، إنت تعرف إن أنا وصلاح إتجوزنا؟ أنا حامل دلوقتي يا عيسى
ضحك عيسى وقال: يعني لعبة الطفولة إتحولت جد؟
هزت ياسمين راسها وقالت: تخيل؟ عشان كدا لما شوفتك واقف مع خطيبتك فضلت أقرب وأنا قلبي بيدق.. معقول دي أمل؟ هل الهواجس وصلت بيا إني أشوفها واقفة معاك! لما قربت عرفت إنها واحدة شبيهه ليها، كان نفسي نتجمع إحنا الأربعة بعد السنين دي كُلها.. لكن نصيبها تتظلم.
عيسى وهو بيمسح دموعه: أنا بحب ماسة أوي.. مش عاوز أظلمها بخيال أمل اللي مبيفارقنيش
مسحت ياسمين وشها وقالت: حقك طبعًا، إستغفر الله العظيم هرمونات الحمل خلتني أفتكر كُل حاجة وأنكد عليك.. ربنا يتمملك على خير يا عيسى.. شكلها بنت حلال وبتحبك
عيسى بنبرة ألم: وأنا كمان بحبها.. لو حصلها حاجة.. هم_وت
بصتله ياسمين بصدمة.. لإنها أخصائية نفسية وعرفت إنه بيعاني من فوبيا الفقد من بعد أمل.
* في منزل الرايق / بالليل
كانت رفيف بتغسل المواعين وأختها نايمة بعد ما فضلت تلعب طول اليوم..
كانت بتبُص من وقت للتاني بعينيها على باب المطبخ عاوزة تطلع تطمن على نوح عشان تعبان..
قفلت المياة ونشفت إيديها وقررت تطلعلُه.. طلعت فوق لقت باب أوضته مردود، فتحته بهدوء وهي بتبُص بعينيها جوة الأوضة وبتقول برقة: نوح؟
مفيش رد والسرير فاضي.. كشرت وهي بتدخُل الأوضة وبتبُص فيها بإستغراب
فجأة الكهربا قطعت! رفيف حاوطت جسمها بإيديها بخزف وهي بتني وبتقول: يا نووح.. نووح عندي فوبيا من الضلمة
نووح
ضهرها خبط في حاجة ف لفت وهي بتشهق برُعب.. مسكها نوح من وسطها قربها ليه أكتر بإيد.. وبالإيد التانية فتح الولاعة بتاعتُه بين وشه ووشها وهو بيقول بتعب وراسه محطوط عليها كمادات الحرارة: ششش.. متخافيش أنا هنا
رفيف وهي ساندة بإيديها على صدرُه قالت برُعب: الكهربا قطعت وأنا جيت أتطمن عليك، كُنت فين!
تجاهل نوح كلامها وقال: محبتنيش ليه..؟
رفيف بصدمة وعينيها بتلمع من نار الولاعة: م.. محبتكش إزاي؟
نوح بتعب: إنتي اللي قولتي.. قافلة قلبك عن قصد ولا هو مش مستقبلني
رفيف بنبرة رقيقة: مين قال؟
نوح بتعب: إنتي! ..
رفيف بخوف: إنت لازم ترتاح عشان تعبان.. تعالى أوديك سريرك
سحبها من إيديها وقفل الولاعة وقال: إعتبريني مش موجود، إحكيلي
رفيف بنبرة عياط: نوح أنا بخاف من الضلمة بجد وصوت المطر مزود الموضوع
نوح بنبرة ألم: حتى مش بتحسي بأمان معايا، هو أنا فاشل في إني أخلي حد يحبني؟ بس في غيرك كتير حبوني.. إشمعنا إنتي؟
رفيف بنبرة مكسوفة: أكدب عليك لو قولتلك مش حاسة ناحيتك بحاجة.. بالعكس.. لما بتكون قُريب مني، ونفسك في نفسي، زي دلوقتي كدا.. مبحسش بالبرد اللي برا دا.. نفسك دافي أوي وحنين، وبيتك بغمض عيني فيه وقلبي بينام معايا.. مبيدُقش من الخوف ولا بيشيل هم حاجة.. قبلك كان ممكن انام بطلوع الروح.. دلوقتي حتى روحي معاك مرتاحة.
الكهربا رجعت، بصت رفيف لوش نوح لقت عينيه بتلمع وبيتنفس بسُرعة.. وعرقان رغم إن الجو برا برد
بلعت رفيف ريقها وقالت بتوتر: ل.. لازم ترتاح عشان إنت..
حضنها نوح وهو ماسك خُصلات شعرها بضعف وقال: عشان أنا دماغي مش متقبلة تخرجك منها.. واقع بعيد عنك وقعة صعبة.
وقع بالفعل في حُضنها عشان دايخ من السخونية والبرد زاد عليه خلاه يفقد وعي
نزلت على رُكبها وهي حضناه وقالت ووشها أحمر: يالهوي دا أنا عكيت الدنيا خالص قُدامه!
* في فيلا عزيز القائد
سيليا كانت نايمة على السرير.. جه عزيز نام وراها وحضنها من ورا وهو بيقول: مبحسش إني رجعت البيت بجد، غير لما أخدك في حُضني بالمنظر دا
إبتسمت سيليا وهي حاسة إنه مدفيها في البرد دا وقالت: وقبل ما نتقابل كُنت بنام إزاي؟
عزيز وهو بيحرك مناخيره بين خُصلات شعرها: كُنت بنام بعين مفتوحة طول الوقت، حاسس إن كُله هيغدُر بيا
سيليا لفت وبقى وشها في وشه ف إبتسم وهو بيلمس خدها، قالت هي بغيرة: ليه! وجايدا مكانتش بتحضُنك؟
عزيز بص في عينيها وقال: في حُضن يحسسك إن بين إيديكي الدُنيا كُلها، وحُضنك يحسسك بالبرد رغم إنه محاوطك، وأنا معاكي كُنت بحس إن بين إيديا الدُنيا كُلها.. إنتي الدُنيا كُلها، القائد بيحب يا جدعان! كله كان عارف إن اللي بيني وبين جايدا دا بحُكم العشرة، مشافونيش مسحول كدا غير لما ظهرتي إنتي.. بقيت بتصرف بطيش تابع مش قائد.. أجيلك عند الفيلا، أعمل نفسي جارد، أتحول لكهربائي مدرسة بنات.. عشان أشوفك ولو لدقيقة.
حطت سيليا إيديها على رقبته وهي بتتأمله وقالت: ندمان؟
عزيز قال: تخيلي مريض سُكر، علاجه مش الأنسولين.. علاجه الملبن
ضحكت سيليا بصوت عالي ف شالها خلاها فوقه وقال: أكتر حاجة بحبها في حلاوة المولد.. مفيش أطرى من كدا ♡
* داخل قصر أمير الدهبي / جناح صِبا
كانت بتعدل فرش السرير وهي متضايقة، خرج أمير من الحمام بعد ما غسل سنانه وقال: مالك؟
قربتله صِبا وهي بتحُط إيديها على جبينُه وقالت: جاتلك سخونية؟ هووف يا أمير متضايقة عشانك. عشان إنت تعبان
إداها قُبلة صغيرة وهو بيقول برومانسية: إنت حنين كدا ليه؟
صِبا ملامحها لانت وقالت: عشان بحبك… غالبًا الجُزء اللي جوايا يخُصك مخلي قلبي مشدودلك الأيام دي
باس أمير كتفها وقال: أنا قلبي مش مشدودلك الأيام دي.. أنا على طول بحس إني عاوزك، شوفتي الفرق!
صِبا بهدوء: مش ناوي تقولي كُنت فين؟
ملامح أمير قلبت وقال وهو بيغير هدومه: كُنت في شُغل يا صِبا، من إمتى بحكيلك عن شُغلي؟
صِبا كتفت إيديها وقالت بغيظ: والله المفروض تبتدي تحكيلي عشان خلاص هجيبلك اللي يشيل إسمك.
ميلت صِبا عليه وقالت بدلع: نفسي أكُل حاجة بس خايفة أقولهالك
بص أمير في ساعة إيده وقال: دلوقتي؟
صِبا: على فكرة الساعة لسه سبعة بالليل!
أمير بإستغراب: حاجة صعبة اللي عاوزة تاكليها يعني؟
صِبا وهي بتتهز يمين وشمال: أووي
أمير بإبتسامة مُعاكسة وهو بيغمزلها: إيه طيب؟
* داخل منزل الغُريبي
الغُريبي: يعني خلاص الإتنين شاريين بعض وبيحبوا بعض، بعدين يا أم عيسى البنت بتقولك أهلها جوزوها من غير ما تحبه يعني إضطرت.. إبني راجل هيعرف يظبط حال بيتُه.. بالحلال
بص لعيسى وقال: مش كدا يا عيسى؟
عيسى: إحم.. أكيد طبعًا
الغُريبي بصدمة: خلاص نجهز الحارة عشان الخطوبة تكون بعد بُكرة.
أم عيسى بصدمة: يالهوي بعد بكرة؟؟ إيه الإستعجال دا!
الغُريبي بحكمة: البنت ملهاش مكان ولا حد غيرنا، لازم صفة رسمية عشان تقعُد براحتها معانا.
أم عيسى لمياسة بهدوء: طب يا بنتي بالنسبة لأهلك، مهما إن كان أبوكي وأمك دول لازم..
قاطعها عيسى بحزم: والدتها بس ممكن تيجي، أبوها مسافر مش هينفع
بلعت مياسة ريقها وبصت للأرض ف قال عيسى: إحتمال ننزل بُكرة نجيب الدبل والحجات.
الغِريبي: مش إحتمال دا أكيد… الخطوبة بعد بُكرة
خد عيسى نفس عميق وهو باصص لمياسة اللي وشها إحمر من نظرتُه
كمل الغُريبي وقال: تروحوا تجيبوا هدومكم عشان مياسة تقعُد في أوضتك يا عيسى وأنت تنام جنب أخوك.. لكن لوحدكم هناك حتى لو عايشين زي الإخوات ميصحش ولا من عاداتنا ولا من ديننا.
عيسى بهدوء: حاضر يا بابا.
قام وهو بيقول: هجيب أنا الشُنط وخلي ماسة معاكُم.
سحب عيسى مفاتيح عربيتُه ونزل وكملوا هُما كلام مع مياسة عشان يعرفوها أكتر.
* داخل قصر عاصم التُركي
خلص شُغله وقرر يمسك الفون بتاعُه تاني وهو بيبُص بتكشيرة للماسنجر.. رهف مبعتتش أي رسايل تاني
حس بتوتُر وهو بيفتح صورتها وبيتفرج عليها تاني
فتح الفيس بتاعها لقاها منزلة بوست من ساعة كاتبة فيه ” أتفرجت على فيلم لا لا لاند وحقيقي نفسي في حد أسهر معاه على تل والنجوم تكون ظاهرة في السما “
فضل عاصم باصص للبوست وفجأة إتفتح باب مكتبُه.. الإضاءة الخفيفة كانت مبينة ملامح الشخص اللي دخل المكتب، بنت جسمها مُتناسق ك مُعظم بنات الطبقة المخملية، رافعة شعرها لفوق ولابسة كعب صوته مُزعج ومُعاكس لهدوء المكان.. ساب عاصم الفون أول ما دخلت ولقط النظارة بتاعتُه المفيمة ولبسها وهو بيقول: عملوا إختراع في الذوق إسمه تخبيط وأستئذان، ولا إنتي يا ريڤا متعرفيش في الأتيكيت غير إن الإستيك بيتاكل بالشوكة والسكينة؟
قفلت باب المكتب وهي بتقربلُه وبتقعُد على طرف المكتب قُدامه وبتقول: وهو الأتيكيت قالك متسألش عن مراتك حبيبتك؟
عاصم ببروده المُعتاد: لسه مبقيتيش مراتي.. سلمتي على عُلا؟
رفعت أكتافها وقالت ببرود: هو مش دا ميعاد نومها.
وقف عاصم وهو بيسحب عصايتُه وبيسند عليها وبيقول: وميعاد نومي أنا كمان.
حاوطت رقبتُه بإيديها الإتنين وهي بتقول: طب فين البوسة بتاعة الجود نايت؟
عاصم بعد وشه عنها وهو بيقول: عندي برد خليكي بعيد عشان متتعديش.
قربتله وهي بتقول: بحب أتعدي.
عاصم بحزم وهو بيبعدها: قولتلك لا! إعقلي وبلاش تصرُفات مش تمام!
سند على عصايتُه وقال: هخلي السواق يوصلك.. ولا جيتي بعربيتك؟
ريڤان: جيت بعربيتي.. بس عاوزة أبات معاك إنهاردة.
بصلها عاصم ببرود كإنه بيقولها أؤمري؟ .. رفع كف إيده قُدامها وشاور على صوباعه وقال: مش لابس خاتم في الشمال يعني، بتتكلمي بعشم ليه؟
ريڤان بعصبية: بجد قلبك دا تلج! إيه يا عاصم غيرك بيتمنوا حبيباتهم يكونوا معاهُم!
عاصم وهو بيخبط عصايته على الأرض: غيري بقى مش أنا.. وبعدين إحنا مبنحبش بعض دا جواز إجتماعي.. روحي عشان الوقت ميتأخرش أكتر.
ريڤان بتصميم: طب ما تيجي توصلني!
مد عاصم إيده ناحية طرف شفتها وكإنه بيمسح حاجة.. غمضت عينيها وميلت راسها ف قال هو: لا دا أنا بمسحلك الريالة عشان إنتي خايفة تمشي خطوتين لوحدك
شاطت غضب وخرجت من مكتبه وهي بتركب عربيتها وبتمشي بسُرعة من غير ما تودعه
دخلت المُربية بتاعة أخته وقالت وهي بتحطلُه كوباية نعناع دافي: كُنت وصلها يا عاصم بيه لأحسن خرجت متضايقة.
عاصم بضيق: إيه الدلع دا؟؟ أوصلها فين إذا كان هي الفيلا بتاعتهم بعد القصر بتاعنا بشوية صغيرين!
الدادة: يمكن كانت عاوزة وقت زيادة معاك
عاصم بخنقة: معنديش وقت ليها أنا لسه مخلص شُغل ومُرهق
الدادة: طيب يابني لو عوزت حاجة أنا في المطبخ تحت
عاصم ببرود: شُكرًا..
خرجت الدادة ف سحب عاصم كوباية النعناع بتاعتُه وقعد جنب شباك المكتب الإزاز وهو باصص للسما يشوف فيها نجوم ولا لا..
جاله إشعار إن المحامية رهف عبد السلام طالعة لايف راح داس عليه بسُرعة.
رهف كانت لابسة نظارة نظر وبتقرأ التعليقات وبترُد عليها
فضل متابع اللايف وردودها وريأطشنات وشها وهو الضحكة مالية وشه.. كتب كومنت وبعته
عدلت رهف النظارة من غير ما تشوف إسم اللي كاتب الكومنت وقرأت بصوتها وقالت: واحد كاتب هو لو واحد خطف واحدة عشان يحققلها أمنيتها هيتحاسب قانونيًا؟
ضحكت رهف وقالت بتلقائية لإنها مقرأتش إسمه: هو الهدف نبيل وكُل حاجة بس بتخطفها ليه ما تقولها عاملك مُفاجأة وخلاص! وأكيد هتوافق..
إبتسم عاصم وفضلت هي ترد على الأسئلة وهو متابعها لمُدة ساعة لحد ما خلصت وقفلت اللايف
دخل على الماسنجر وكتبلها ” عاملك مُفاجاة ”
Seen
….
Typing
رهف. ” هو إنت اللي كتبت التعليق السخيف بتاع الخطف؟ ”
عاصم كتب ” مش إنتي قولتي هتوافق أكيد! بتقولي للناس معلومات غلط؟ ”
Seen
….
Typing
رهف: ” إنت عاوز مني إيه يا عاصم بيه؟ عشان أنا مبجيش بالسكة دي ومش هتنازل عن القضية اللي هرفعها عليك وعلى أخوك ”
عاصم ” عاوزك تتأكدي إني مبعملش كدا عشان القضية وولا فرقالي.. بحاول أثبتلك إني مش جبان وبتهرب من مشاعري زي ما قولتي تحت المطر ”
Seen
…
Typing
رهف ” مبقاش يهمني إثباتك، لإن جوايا حاليًا شعور إنك شخص مُزيف.. بيتستر على ج_ريمة في حق طفلة.. وبيخفي هويته الأصلية ورا نظارت الشمس ”
عاصم ” لما أبعتلك مسج إنزلي من بيتك ”
Seen
…
Typing
رهف: ” أنزل إيه؟ تصبح على خير “
قفلت رهف فونها وقعدت على السرير وهي بتقلع نظارة النظر بتاعتها وبتفُك شعرها.
حست بنُعاس وعينيها راحت في النوم غصب عنها..
* في أحد مطاعم السمك
قعدت صِبا وهي بتعصُر ليمون على الفسيخ، وأمير قاعد قُدامها وهو حاطط الإسكارف الشتوي الرجالي بتاعه رافعه على مناخيره وبوقه وبيبُصلها بقرف
صِبا عملتله لُقمة وقربتها منه ف رجع راسه لورا وهو بيقول بتماسُك: صِبا، مش قادر إرجعي لورا
صِبا: مش قادر إيه؟ إنت مدوقتهوش ومن ساعة ما جينا أنا بس اللي باكُل
أمير: مش قادر من الريحة!
صِبا برفعة حاجب: والله؟ وبالنسبة لريحة الخمرا حلوة أوي مش كدا.
امير وشه إحمر وقال: صِبا! أنا سامع إنه غلط على الحوامل عشان الملح الكتير اللي فيه! دا متخلل في ملح.. برضو متتقليش.. إستغفر الله هبوسك إزاي بجد!
صِبا وهي بتخبط البصلة الخضرا في الطبق: خلاص هخلص الرغيف دا ونقوم..
قام أمير وهو بيقول: أنا في العربية خلصي وتعالي.
قعد أمير في العربية بعد ما حاسب، فتح الشباك وهو حاسس بغثيان.. غسلت صِبا إيديها وركبت جنبُه
أمير بحزم: هنطلع على صيدلية نجيب معجون سنان نعناع وليسترين نعناع وغرغرة.. عشان نداري الج_ريمة اللي عملتيها في نفسك..
صِبا: ليسترين ليسترين المهم إني أكلت اللي نفسي فيه.
قبل ما يحرك العربية فونه رن مُكالمة فيديو.. رد لقى عيسى بيقول: إيه فينك؟
أمير: أنا برا مع المدام، حصل حاجة؟
عيسى: خليك معايا هضيف نوح وعزيز في المُكالمة.
دخلهُم عيسى في الفيديو كول ف قال امير وهو مكشر: إيه اللي على دماغك دا يا رايق! ألف سلامة
نوح بتعب: شوية برد بس من اليوم إياه.. حصل إيه يا عيسى؟
عزيز بسُخرية وهو بيولع سيجارة: تلاقيه عجبُه حوار قهوة الشُعراء
أمير بقرف: يا جدع بطني من غير حاجة مقلوبة
خبطته صِبا بوكس على دراعُه وقالت بهمس: إتلم
عيسى في الفيديو كول: ياعم لا.. عازمكُم على خطوبتي بعد بُكرة
نوح إبتسامتُه وسعت وقالت: لا والله؟
أمير بهدوء: لو المدام بقت كويسة بعد إنهاردة هنيجي يابا
خبطته صِبا تاني راح مسك إيديها يبوسها.. إيديها كانت ريحتها فسيخ راح مخرج راسُه وهو بيكُح.. صِبا إتقمصت وهي بتبُصله ف بصلها وهو وشه وعينيه حُمر وبعتلها بوسة في الهوا.. بص للفون تاني وقال لعيسى: خلاص جايين حاضر، في قاعة إيه؟
عيسى: لا مش قاعة.. دا في منطقتي القديمة عند بيت أبويا
عزيز نفخ دُخان السيجارة وقال: إنت إتصالحت مع أبوك؟ ومقولتليش يا إبن الناس الكويسة؟
عيسى ضحك وقال: لسه متصالح معاه.. ياعم أزمال بكلمكِم ليه، هتيجي إنت وسيليا؟
عزيز: وسيلا كمان.. مصدعة دماغ أهلي بيك
عيسى: ملكش دعوة دي مراتي المُستقبلية هاتها بس.
قال عيسى موجه كلامُه للرايق: هتيجي إنت وخطيبتك ولا إيه؟
نوح بتعب: جايين ياعم حتى لو تعبان.. متقلقش هنكون معاك
أمير رفع الإسكارف على وشه تاني وهو بيقول: طب يا جدعان أنا مُضطر أقفل عشان رايح مشوار.. مبروك يا عقررب
صِبا زغرطت ف خبط امير راسه في ضهر الكُرسي بتاعه عشان ريحة الفسيخ الخارجة منها
ضحك عيسى ونوح وعزيز على إنها زغرطت بسعادة.. قفل أمير الفون وقال: لو عوزانا نوصل بالسلامة متفتحيش بوقك إلا لما أجيبلك الحجات من الصيدلية.. أنا مش عارف عملتي في نفسك كدا ليه
صِبا بعصبية: على فكرة يا أمير أفورتها! بلاش أفكرك بريحة باط السحلية أم ضب اللي كُنت متجوزها
أمير بقرف: أنا مكونتش بلمسها لكن إنتي مراتي الأصلية بحبك وبلمسك..
كتفت إيديها ومردتش ف إتحرك هو بالعربية ناحية الصيدلية.
* في منزل بوسط البلد / غُرفة رهف
فتحت عينيها الساعة 12 بالليل على صوت الفون بتاعها بتهز مُكالمة ماسنجر.. لقت عاصم هو اللي بيتصل بيها!
ردت على المُكالمة بصوت نعسان وهي بتقول: أيوة!
عاصم بأمر: لو منزلتيش في خلال دقيقتين.. هطلعلك وهرن الجرس.
إتعدلت رهف في السرير وهي مبرقة وبتقول بصدمة: نعم؟؟ أنزل فين.
عاصم: دقيقة ونُص
رهف بصدمة: هغير هدومي طيب أنا بالبيجاما و..
عاصم: دقيقة
قفلت الفون وهي بتقول: هي ليلة زرقاا مش هتعدي، فين الشبشب..
لبست شبشبها الأصفر ونزلت جري وهي بتظبط شعرها على السلم.. لقت عربية سودا مفيمة راكنة
فتحت الباب اللي ورا ف قال هو بنبرة صوت عميقة من جوا العربية: إركبي جنبي قُدام، أنا جايلك بعربيتي من غير سواق
رزعت الباب اللي ورا وركبت جنبه وهي بتفرُك عينيها ومكشرة
عاصم وهو وبيحُط عصايتُه على الكنبة اللي ورا: صباح الخير يا مدموزيل.
رهف: ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السُفهاء منا! هييجي منين الخير في الوقت دا؟؟ إنت اللي خير عاوز إيه أنا ملحقتش أغسل وشي.
بصلها من ورا نظارتُه وقُبعته السودا وقال: لو متاخدتش خطف عمرها ما تبقى مُفاجئة حلوة.
إتحرك بالعربية بسُرعة جنونية ف إتحدفت عليه فوق رجله وهي متكورة على جسمها وماسكه هدومه بإيد وبتصوت
رهف بصويت: أبووس إيدك حرمت.. مش هرفع قضايا خلاص، يالهوووووي طب عاوزة أعمل بيبي.. خفيف هغرقك
عاصم سايق بسُرعة اكتر وهي ماسكة فيه وبتصوت، فردة شبشبها الصفرا إتحدفت ورا ف مسكت رقبته وهي بتقول: يابن المجنونة هجيب فردة الشبشب.. إتعلقت في العصاية بتاعتك الفردة.. يالهوووووي
* بعد مرور ساعة ونصف.
وقف عاصم عند تل مبين السما ونجومها اللامعة.. نزل بهدوء وهو بيسحب عصايتُه وبيحُط فردة شبشبها جنبها
سند على كبوت عربيتُه وهو باصص للسما وبيستنشق الهوا البارد ومُبتسم بسلام.
نزلت رهف وهي رُكبها بتترعش وحاضنة فردة الشبشب.. والتوكة بتاعة شعرها جاية على جنب وشعرها منكوش.
رهف: أااه دماغي فيها جرجرينة.
ضحك عاصم بعد ما كان مندمج مع الهدوء وهو بيقول: قصدك غرغرينة؟
طلعت رهف لسانها وضربت لسانها بإيديها وهي بتقول: حتى لساني إتمغمض من اللي حصل.. ربنا ينتقم منك يابن الصرمة على الصُبح
عاصم كان بيترجرج ضحك بعدها هدي وقال: مش كان نفسك تتفرجي على السما؟
رهف بعصبية وصوت عالي: أيوة نفسي أتفرج على السما مش أطلع للسما! إنت بتفهم إزاي.
مسكت وسطها وهي بتتحرك يمين وشمال ك تمارين عشان تفُك وقالت: وبعدين إنت مسرح شعرك وغاسل وشك ومتأيف.. منزلني بعماصي ليه! تؤ معاك مشط طيب في كام خُصلة طايرين في الملكوت فوق راسي
ضحك وهو بيسحبها من إيديها وبيخليها قُدامه وبيعدل خُصلات شعرها بإيدُه، إترعشت هي من لمسة صوابعه الباردة وغمضت عينيها.
ملس تحت عينيها وقال: في حد صاحي من النوم بيبقى حلو أوي كدا؟
شفايفها إترعشت ف تنح هو اللي بيحصل.. حط صوباعه الكبير على شفتها اللي تحت وقال: فوقتي؟
رهف بلعت ريقها وقالت: هو صحيح إنت عندك هوس!
لمحت تكشيرته من ورا النظارة وقال بنبرة غريبة: جبتي الكلام دا منين؟
رهف بخوف: عرفت وخ.. خلاص
عاصم بحزم: حد من الشغالين إتكلم في الحوار دا قُدامك؟
رجعت لورا خطوتين وقالت: هما ميقصدوش.. هُما.
عاصم بدون خوف: عندهُم حق.. بس الهوس دا مش مع أي حد.. إلا لو حد عجبتني تفاصيلُه.
بصلها بتركيز ف وشها بهت.. حط إيدُه على رقبتها وقربها ناحيته وهو بيقرب وشه ناحيتها وقال بهمس قُريب عند شفتها: وأنا مبيعجبنيش العجب زي ما بيقولوا
غمضت رهف عينيها وهي بتترعش وبتاخُد نفس ف رفع هو حواجبه وهو بيرجع راسُه لورا وبيقطع المسافة القُريبة أوي بينهُم وقال: طبيعتك بالنسبالي مُبهرة.. كُل حاجة فيكي.. مخلياني عاوز أسيب الكُل وأكون معاكي.
رهف تحكمت في مشاعرها بصعوبة وقالت: بعد ما سفرت أخوك؟ بعد اللي عملُه!
عاصم بنبرة تملُك رهيبة خضتها: إوعي تجيبي سيرة راجل تاني وإنتي معايا.. حتى لو مين!
لاحظ إنها إتخضت ف قربها منه تاني وهو بيزيح شعرها وبيشوف الحسنة اللي في رقبتها وبيقول: لما تكوني معايا متخبيهاش
رهف بعصبية: بتتكلم بلهجة الأمر كدا ليه؟ واثق في نفسك أوي.
عاصم بهدوء: لما إنتي مش حاسة بحاجة.. صوت نبض قلبك عالي ليه؟
رهف بحجج: عشان اللي إنت عملته بسواقتك بالسرعة العالية.. و.
قاطعها وهو بيحضُنها وبيقول: ومتحُطيش برفان.. ريحة جلدك وهو دافي حلوة أوي.
بعد عن حُضنها وهو بيلمس رقبتها راحت شايلة النظارة من على عيونه.. قالت برفعة حاجب: وإنت متلبسش نظارة شمس وإنت معايا، بما إن كُلها أوامر!
سحب النظارة من إيديها وكسرها بين إيديه وقال: عيوني اللي بخبيهُم من الناس كُلها.. ملكك إنتي.
قلبها ضرباتُه زادت وهي شايفة عيونه الحلوة أوي بتتأمل ملامح وشها.. الغريب إنه مقربلهاش! محاولش يبوسها مثلًا! كان بيكتفي بنظرات كإنه بيحفُر ملامحها في وشه
عاصم بهدوء وهو بيتأملها: إوعي.. إوعي ياخدك مني
إستغربت هي من مشاعرُه كُلها.. أما هو، كان عارف من جواه إنه بقى عنده هوس بيها.
* صباح اليوم التالي
نزلت منال من البيت بعد ما رفضت رهف تصحى الصبح لإن ليلتها كانت طويلة.. كانت مكشرة منال وهي بتفتح عربيتها بالمُفتاح، لقت حد بيقفلها باب عربيتها بإيدُه وبيقول: قررتي تشتغلي أوبر بعد إستقالتك من الشُرطة؟
منال: يا خفة دم أهلك.. إبعد يالا عن العربية بدل ما أكلبشك!
راغب وهو بيبتسم ببرود قال: يالا؟ وتكلبشيني! .. لو قدرتي إعمليها
لفت عشان تخبطُه بكوعها في سنانُه راح موطي بحركة سريعة وهي كانت هتوقع لإنها لفت بكُل قوتها.
مسكها من وسطها وهو ماسك إيديها الإتنين ورا ظهرها بإيد واحدة
منال بعصبية وهي بترفص: بتعمل إيه يالاا، وديني لأحبسك
راغب: هتحبسيني إزاي مش قدمتي إستقالتك؟ متنشفيش عليا بس عيب أنا راجل أوي ميتعلمش عليا من ست
منال من بين سنانها: إنت لو راجل مش هتتهجم عليا
راغب بهمس عند ودانها: طب هسيبك بس بلاش حركة غدر عشان متتقلبش عليكي، فُل؟
منال بعصبية: سيييب.
سابها راحت جاية تخبطه برجليها بعد لورا بسُرعة ورجع جري عليها وثبتها بين إيديه تاني وهو بيضحك وبيقلع نظارتُه وبيقول: عارفة اللي رجعني وراكي إيه؟ منظرك وإنتي بتلعبي رياضة في مكتبك كان يدُل على أنوثتك.. إنتي زي القمر بس ناشفة.. وهلينك على إيدي
منال رجعت براسها مرة واحدة ف خبطته في بوقه.. رجع لورا وهو بيحسس على بوقه وبيضحك ف قالت منال: يعني مبتغُضش بصرك وكمان مُتحرش
راغب بإعجاب شديد ناحية شكلها وشخصيتها: أنا؟ دا أنا سافل
منال: وهتخليني ألين على إيدك؟ دا أنا اللي هربيك على الإحترام.. إيدك لفوق يالا
ثبت كفوف إيده فوق بعض وهو بيقول بإعجاب: كلبشيني موافق.
بصتله منال بتبريقة بعدها صرخت بغيظ من بروده: عاوز إييييه بالظبط!! إنت مش خرجت أخوك عاوز إيييه؟ .
* في منطقة الغُريبي
شباب وأطفال المنطقة كانوا بيعلقوا الزينة على العمارات والأنوار.. ووالدة عيسى وإتنين من الجيران كانوا بيسلقوا لحمة وعشان يعملوا فتة ويوزعوها على الناس عشان تبقى بداية علاقتهم في الحلال خير
واة عيسى لمياسة في المطبخ: دوقي كدا الشوربة عاوزة ملح ولا مظبوطة؟
داقت مياسة الشوربة وقالت بإستمتاع: تحفة مش محتاجة حاجة.
والدة عيسى بإبتسامة: يلا على خير يارب.. اومال عيسى فين؟
مياسة: جوا مع يوسف تقريبًا
* داخل غُرفة يوسف
عيسى وهو بيفضي شنطتُه لمح يوسف تيشيرت إسود وقال: جااامد دا.. حلو اوي
عيسى بص على التيشيرت وقال وهو بيحدفُه على يوسف: حلال عليك.. جبته من لندن تصفيات الشتا بتاعة السنة اللي فاتت
حطه يوسف على جسمه وقال: يابوياا على الجمدان.. خامته جامدة أوي
رش عيسى برفان وقال: خد دا برفان سوفاج جبتلك إنت واحدة وأنا واحدة
يوسف بصدمة: غالي أوي دا ب 3000 جنيه
عيسى وهو بيغمزله: ميغلاش عليك
دخلت والدتهُم وهي بتقول بإبتسامة: إيه الأخبار؟ هتتغدوا دلوقتي؟
عيسى: لا مش قادر أنا.
والدته: مياسة هتفتح نفسك، هتاكلوا سوا
يوسف: أنا حطيلي يا ماما عشان أنزل اشوف الشباب عملوا إيه في الزينة.
_عند دُكان الغِريبي
كان شايل البوهيمي بلتتين بيبسي وفانتا وهو ماشي طالع بيهُم شاف الغُريبي قدام الدُكان ف قال بصوت عالي: مبرووك يا حج غُريبي، عُقبال يوسف
الغُريبي بسعادة: عُقبال ما نفرح بيكُم كُلكم يارب
الشيخ للغُريبي: الواد عيسى دا غلبان من جواه حنين.. ياما شاف والحارة مدخلهاش فرحة من ساعة الحادثة إياها.. يارب يتمها على خير، دي مياه زمزم من عند الرسول إديهاله.
أخد الغُريبي المياة، دخل تاكسي للمنطقة ونزلت منه ست بتبُص للحارة.. قربت من الغُريبي وهي بتقول: السلام عليكُم، بيت الغُريبي فين لو سمحت؟
الغُريبي: أنا هو بعينُه، البيت أهو.. إنتي مين؟
هي بإبتسامة: أنا والدة العروسة.. جيبالها شوية حجات كدا
هو بترحيب: أهلًا وسهلًا يامرحب إتفضلي نورتي
هي: ربنا يكرمك شُكرًا
طلعت لفوق كانت الشقة مفتوحة، ومياسة قاعدة جنب عيسى بتأكلُه وبتاكُل معاه
أم مياسة: السلام عليكُم يا أهل الدار
الأكل وقف في بوق مياسة وهي باصة لمامتها اما عيسى كشر عشان مش قادر يسامحهم على اللي عملوه في حبيبتُه
أم عيسى: أهلًا وسهلًا
ام مياسة: أنا والدة العروسة، مامة مياسة
حضنتها أم عيسى وهي بتبوسها وبتقول: يادي النور والهنا والسرور تعالي ريحي رجليكي من السكة
والدة مياسة: كتر خيرك، هه السلام عليكُم
قعدت على الكنبة وهي باصة بفرحة لبنتها وقالت بعتاب: كدا يا ماما مترفعيش عليا سماعة التليفون الفترة دي كُلها؟
مياسة بإبتسامة: معلش اللي حصل مش شوية كُنت بتعافى.
أم عيسى حطت طبق فتة باللحمة قُدامها ف قالت أم مياسة: دايمًا عامر ياختي، والله ولا أقدر لسه واكلة مع الحج
عرفت مياسة إن أبوها خرج من السجن ف وشها بهت ف قالت أم عيسى: كمالة يلا بس بسم الله..
مسكت المعلقة وقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، الله ريحة البخور حلوة..
بص عيسى لمياسة وقال: متخافيش من حد ولا من حاجة طول ما أنا جنبك
إبتسمت هي بسعادة ف وشه قلب لملامح غريبة وقال: عاوزك في كلمتين مهمين لازم تعرفيهم مش هخبيهم عنك أكتر.. بما إنك هتبقي مراتي.. لازم تعرفي السر دا..
مياسة إستغربت وقامت معاه وهي إيدها على قلبها..
* داخل قسم الشُرطة / مكتب ليث
ليث بصدمة: إنتي مُتأكدة؟؟
البنت المُقعدة: أيوة، إتأخرت عشان خوفت أقول، بس حسيت إن دا اكيد هيفيدكُم خاصة بعد ما شوفت في التليفزيون الأخبار إنكُم لقيتوا الجُ_ثة!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)