رواية سفير العبث الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الجزء الثالث والخمسون
رواية سفير العبث البارت الثالث والخمسون
رواية سفير العبث الحلقة الثالثة والخمسون
° التنهيدة الثالثة والخمسون °
| أمقُت بِشدة الأفلام السينمائية، والروايات.. وكُل كاتب وضع كلمة النهاية فور أنه شعر بالملل من كثرة سرده للقصة وللتفاصيل، النهاية ستكون فقط في اليوم العظيم.. أما القصص التي إنتهت بتلك الكلمة، متوقفة بأمر من الكاتب.. حجب عنك رؤية المزيد من خيال عقله وأوهمك أن النهاية سعيدة! |
#بقلمي
* البوكس
عزيز: هو المشوار طويل أوي كدا يا دُفعة؟
العسكري بضيق: معرفش وبطلوا كلام
العسكري التاني: أنا شايف إن كُلكم متضايقين ماعادا الأخ دا
شاور بإيديه على نوح فـ كمل العسكري وقال: وكأنه مش فارق معاه!
عيسى وهو مرجع راسُه لورا قال: عشان رايق.
إنفلتت ضحكة من عزيز وعيسى إبتسم على جنب
العسكري التاني: بس!
حط عزيز صوباعه على بوقه وهو بيقول: شششش.
أمير مكانش مشاركهُم في الحوار بل كان متضايق زي ما هو وبيفكر في حاجة يعملها أول ما يوصلوا
وقف البوكس وإتحركوا العساكر وهُما ساحبين الرُباعي على تحت عشان يتم الكشف على سلامة قواهُم العقلية، دخلوا للمبنى ووقف عساكر برا كانوا في عربية تانية عشان يمنعوا دخول أي حد في الوقت الحالي.
* المستشفى / غرفة صِبا
فتحت عينيها وهي حاسة بألم رهيب في بطنها، غمضتهُم بألم ورجعت فتحتهُم تاني وهي بتبُص حواليها بعينيها في نظرة سريعة
وثبتت عينيها على شجن هانم اللي قاعدة وماسكة بطانية صغيرة ملفوفة لونها لبني وقالت شجن بسعادة: مامي صحيت أهي، صباح الخير يا مامي
ضيقت صِبا عينيها وهي بتقول بتعب: إيه اللي حصل؟
شجن بعتاب: دا إنتِ، طلعتي عيني وقلقتيني وعيشتيني في رعب، بس الحمدلله ربنا سترنا
والدة صِبا: حماتك متصلتش عليا إلا بعد ما ولدتي، عاملة إيه دلوقتي يا أصغر ماما
بلت صِبا شفايفها وقالت بتساؤل حزين: أمير فين؟ جه!
بهتت ملامح شجن هانم من السعادة للحُزن وقالت: ربنا يفُك كربُه
خط من الدموع نزل على جانب وش صِبا وهي بتقول: يعني مجاش
جت تقوم راحت إتهبدت على السرير تاني وإتألمت بصوت عالي
أمها: إنتي لسه والدة قيصري، مش هتعرفي حتى تتعدلي من نفسك، عاوزة تم|وتي نفسك ولا إيه؟
صِبا بصُراخ غاضب غير مُبرر: خلاص يبقى هاتولي أميير!!
أمها: ما تهدي يا بت! إعقلي كدة وإمسكي إبنك رضعيه
الولد جعان وبيعيط عاوز يسمع نبض قلبك وياكُل
صِبا مسحت وشها وهي بتبُصلهُم بعيون لامعة من الدموع وقالت: هو ولد؟
إبتسمت شجن هانم وقالت: أيوة ولد زي القمر شبه أبوه، أمير هيتبسط أوي لو لقاكي مُهتمية بيه
مدت صِبا إيديها ناحيتهُم فـ قربت أمها وهي شايلة البيبي وبتقول: خُدي سمي بسم الله
صِبا وهي بتاخدُه: بسم الله الرحمن الرحيم
شجن هانم بإحراج قالت لوالدة صِبا: يلا نطلع نشوف هنتغدا إيه مع صِبا
خرجوا من الأوضة وسابوا صِبا بترضع إبنها، بصتله وهو بيرضع وقالت: طب لو هُما بيكذبوا عليا قولي إنت، أبوك هيرجع بجد؟
البيبي بيرضع بجوع وصِبا بتعيط لحد ما دمعتها نزلت على وشه
بعد عن صدرها وبدأ يعيط وهو مغمض من المياه ف ضمتُه صِبا وهي بتقول: لا يا ماما لا، لا حبيبي إسم الله عليك متزعلش خلاص.. كُل يا ماما كُل
رجع البيبي يرضع تاني وبطل عياط وصِبا بتطبطب على ظهره، مش عارفة تتحرك قدام وورا زي المرجيحة عشان القيصري تاعبها
ملست بصوباعها على راس البيبي وهو بيرضع وقالت بضحكة: الله شعرك دهبي زي أمير، طب الحمدلله أنا كُنت أساسًا بتوحم على أبوك
خبط الباب فـ غطت صِبا نفسها بغطا السرير وهي بتقول بتعب وصوت رايح: إدخُل
دخلت مُمرضة وهي شايلة بوكيه ورد وبتقول: حمدالله على السلامة، الورد دة جاي عشانك
صِبا وهي باصة بإستغراب: متعرفيش من مين؟ إقرأي ليا الكارت لو سمحتي
حكت المُمرضة الورد جنب شباك الغُرفة وسحبت الكارت منُه وقرأت: حمدالله على سلامة الوريث، شجن هانم
إبتسمت صِبا وقالت: والله حماتي دي رايقة، بقولك معلش ممكن غطا كمان؟ عشان الاوضة ثلج ولبس المستشفى خفيف.. وأنا عضمي بيوجعني
المُمرضة: عينيا حاضر، ممكن تجيبي البيبي عشان يروح الحضانة؟
ضمتُه صِبا لحُضنها وهو بيرضع وقالت: لا مفيش الكلام دا، إبني هيقعُد معايا هنا مش هيُخرج من الأوضة
المُمرضة بإبتسامة: مُتفهمين شعورك كـ أم وكلهُم بيعملوا كدا، بس عشان صحته دا لسه صغير.
صِبا بحزم: قولتلك لا! هاتيله سريره هنا هينام معايا عشان لو جاع ولو إحتاج حاجة.. لكن حضانة لا
المُمرضة بهدوء: طب مُمكن لما يخلص رضاعة تطلُبيني من الجرس عشان نغيرله؟
بصت صِبا لإبنها وقالت: تمام أوك، بس تغيريله وترجعهولي هنا تاني!
المُمرضة: حاضر.
خرجت المُمرضة وقفلت الباب فـ نزلت صِبا الغطا وهي بتبُصله بيرضع وبدأت تغنيله: حبيب أمه يا ناس والله، صغنون ماما
مسكت إيده وباستها وهي بتقول: يا خراابي حتى الأيد صغننة كُنت هاكلها!
* داخل هيئة الكشف الطبي
الأربعة كانوا قاعدين، كل واحد فيهم على ترابيزة صغيرة وكُرسي، وقُدام كُل واحد منهُم ورقة بيضا وقلم
وفي واحدة بتتمشى بين الترابيزات بتاعتهُم وبتقول بصوت هادي: عوزاكُم تنسوا أي شيء، وتنسوا حتى إنتوا فين حاليًا، قُدامكم ورقة بيضا وقلم، عاوزة كل واحد فيكم يرجع بالزمن لورا.. إنت دلوقتي طفل.. عزيز الطفل هيرسم إيه؟ كـ طفل
وكذلك عيسى.. نوح.. وأخيرًا أمير
أمير بصوت حزين: مش عاوز أرسم، ومش فاكر طفولتي.
السيدة: أرجوك يا سيد أمير، تكرُمًا منك ترسم لي.. كـ طفل
كل واحد فيهُم مسك القلم وسرح شوية، بعدها بدأوا يرسموا
لاحظت هي إن عيسى كان مُندمج بزيادة وهو بيرسم.
أمير فضل حبة حلوين بيبُص للورقة والقلم ومبيحركش إيدُه، في النهاية مسك القلم وبدأ يرسم زيهُم.
بعد نُص ساعة، كُل واحد فيهُم ساب القلم.. وخظ نفس عميق، واللي غمض عينُه
طلبت هي منهُم إن كُل واحد يكتب إسمه على الورقة بتاعتُه
وعملوا كدة..
خرجوا بعدها وقعدوا برة وسط الحراسة العسكرية، ولمت هي الورق..
الورقة الأولى: نوح الرايق
كان راسم سرير عريض، فيه ست شعرها طويل، وحاضنه طفل صغير.. ومحاوط السرير بقلب
من التقارير اللي وصلتها من النيابة عن كشف الطبيبة النفسية ليهُم إستنتجت إنه راسم شعور الفقد لوالدتُه ومش قادر يتخطاه
الورقة الثانية: عزيز توفيق الإبياري
كان راسم طفل صغير وجنبه راجل كبير ماسك عُكاز ومشخبط بالسواد حواليهم
علاقته بأبوه المُتأرجحة وإحساسه بالذنب تجاه وفاتُه كما ذُكر في تقارير الطبيبة النفسية
الورقة الثالثة: عيسى الغُريبي
كان راسم طفل ماسك إيد طفلة شعرها طويل وحواليهم فراشات، وراسم حوالين البنت من الجهة التانية سك|كاين
كناية عن إنه بيحميها من أي شيء ممكن يأذيها من الفراغ اللي جنبها الناحية التانية
أمل.. جارة الطفولة وصديقته وصديقة خياله إنه لما يكبروا هيتجوزها، وفقدها وسببتله الذُهان.. لإن عقله رافض يستوعب فكرة إنها مشيت
الورقة الرابعة وأغربهُم: أمير الدهبي
إستغربت هي إنه مش راسم حاجة عن طفولته، بل راسم جسد مرمي على الارض وحواليه بُقعة كبيرة
عقله مش قادر يترجم حاجة غير الخلاص، والإنت|حار!
لمت الورق على بعضه وهي بتبُص للباب اللي خرجوا منه بشفقة، إتنهدت وقامت عشان تكمل باقي الفحوصات.. دا كان فحص نفسي عشان تعرف أزمتهم ليها علاقة بالطفولة ولا لا..
* في منزل الغُريبي
كانت مياسة قاعدة على سرير عيسى في أوضته وهي بتطبق الغسيل لحماتها.
خبطت على باب الأوضة حماتها فـ سحبت مياسة الجاكيت بتاع عيسى ولبسته وهي بتقول: إتفضل
دخلت والدة عيسى وهي بتقفل الباب وراها وبتقول بتعب: برضو مُصممة تروحي شقتك؟ إحنا يا بنتي في ظروف ما يعلم بيها إلا ربنا، ووجودنا سوا هيهون علينا كتير
جابت مياسة شعرها على جنب وهي بتقول: عاوزة عيسى لما يخرُج يشوفني في بيتنا، إن شاء الله
قعدت والدة عيسى قُدامها على السرير وهي بتقول: يارب يسمع منك، يارب يا بنتي
شالت مياسة الغسيل وهي بتقول: أحطهولك فين يا ماما؟
سحبت حماتها دراعها وقعدتها جنبها وهي بتقول: أنا عارفة إنه مش وقته، بس يا بنتي مش ناوية تكلمي أمك تسألي عنها وتطمني عليها؟
خدت مياسة نفس عميق وهي باصة بعينيها لفوق فـ مسكت حماتها وشها وهي بتقول: لما عيسى إبني بعد عني، كُنت هتجنن.. عقلي هيشت، نفسي اسمع صوته وأحضنه وأشم ريحته
بلعت مياسة ريقها وهي بتسمع لحماتها لإن دا شعورها حاليًا، نفسها تحضن جوزها.. تلمسه.. وتشم ريحة برفانه اللي بتتغلغل جواها وتحسسها بأمان
كملت والدة عيسى وقالت: من يوم وفاة أمل وأنا بقول إبني راح مني معاها، وكان عمك الغُريبي يسمع كدة يشخُط فيا ويقولي متفوليش على الولا.. بس قلب الأم بيحس، عقله راح.
حست مياسة بـ غيرة غصب عنها فـ كرمشت الملاية بصوابعها وهي بتضغط على سنانها وبوقها مقفول
كملت حماتها الكلام وقالت: عشان كدا يا بنتي بقولك كلمي أمك، أنا حاسة بيها قلبها بيتنفض عليكي.. نفسها تسمع صوتك
قامت مياسة من السرير وهي مكشرة وبتقول: الوقت متاخر على لهفتها.. ضيعت سنين من عمري غلط بسبب قراراتها هي وبابا، وبابا ذات نفسه كان هيضيعني! مش بسهولة أسامحهُم
طبطبت حماتها على رجل مياسة وهي بتقول: أنا عارفة، بس مفيهاش حاجة لو كلمتيها مرة طمنتي قلبها عليكي، عشان خاطري يا بنتي
مياسة ببُهتان: حاضر يا ماما
حضنتها والدة عيسى وهي بتقول: حضرلك الخير يا بنتي
قامت حماتها وخدت منها الهدوم المتطبقة وقالت: هوديهم أنا لمكانهُم، وإنتِ جهزي نفسك عشان تروحي بيتك
بدأت مياسة تجهز وخرجت حماتها من الأوضة وقفلت الباب
* في فيلا بدر الكابر
دخلت سيا معاها كادر ووراهُم ميرا بعربية فيها البيبيهات
أول ما شافهُم بدر قام ياخُد العربية من ميرا ويلاعب أحفادُه
سيا بهدوء لكادر: في أوضتها فوق ومعاها سيلا، مش راضية تفتح لحد ولا بتاكُل والبت سيلا زي أمها خصلها صدمة مخلياها لا بتتكلم ولا بتعمل
عدل كادر ياقة قميصه وهو بيتنحنح وقال: إحم، طالعلهُم أنا، ميرا خليكِ هنا مع بابا وماما لحد ما أجيلك
طلع لفوق لحد ما وصل عند أوضة سيليا، خبط خبطتين لحد ما وصله صوت باهت من العياط بيقول: أنا كويسة يا ماما متقلقيش.
كادر بهدوء: أنا كادر، توأمك يا سيليا
إستغرب إنه قالها معلومة معروفة من الأساس، توأمك
لكنه حس إنه قالها عشان يحسسها إنه أكتر شخص هيفهمها ويواسيها، وكإن الكلمة ليها مفعول السحر عليها فـ قامت فتحت وهي لابسة قميص نوم طويل نوعًا ما ومغطية نفسها بالروب بتاعُه، الماسكارا سايحة على أطراف عينها وشعرها منكوش من فوق.. مميلة راسها وباصة بحسرة لأخوها اللي إتصدم من شكلها، بدون مُقدمات فتح دراعاته فـ سحبته سيليا لجوة وهي بتحضُنه وبتعيط، قفل كادر الباب وهو بيطبطب عليها وسيليا بتقول بقهر: أنا مش هقدر أعيش من غير عزيز يا كادر، مشاعري ناحيتُه مخلياني عاجزة حتى إني أواسي بنتي وأقويها في موقف زي دا
شدت عليه في حُضنها وهي بتقول بإمتنان: مُتشكرة إنك جيت
ملس كادر على شعر أخته وهو بيقول بتكشيرة حُزن: أنا موجود دايمًا عشانك يا سيليا حتى لو الحياة خدتنا من بعض
إتعدلت سيليا وبعدت عن حُضنه شوية وهي بتمسح عينيها بأطراف صوابعها ، بص كادر على السرير لقى سيلا قاعدة مربتة ومبوزة وحالها لا يقل سوءًا عن حال مامتها
قرب كادر وقعد على السرير جنب سيلا وهو بيقول: حبيب خالو.
مبصتلهوش سيلا فـ بصوباعين من إيدُه مسك دقنها وخلاها تبُصله وقال: على فكرة أنا شوفت بابا وقالي قولها إني جاي
وشها تورد وعينيها وسعت وهي باصة لخالها وقالت: بجد!!
كادر غمض عينُه وحرك راسه لتحت بمعنى أه، لكنُه كمل كلامه وقال: قالي إنه هيزعل لو جه ولقاكي مبتاكليش، وبتعيطي.
لوت سيلا بوقها وبدأت تعيط وقالت: هُما بيض|ربوا بابا؟
* في الكشف الطبي
عزيز بنظرة غيظ: يض|رب مين دا أنا أك|سر إيد أمه، هو فتح الزنزانة عليا عادي وأنا تخيلت إنه ليث فـ قومت عملت كدة في رقبته واللي حصل حصل
عيسى بهمس: خلاص مش موضوعنا، حد فيكُم بيفكر في اللي أنا بفكر فيه؟
الرايق بإبتسامة: صباح الفُل! ما أنا وعزيز بنفكر في كدة من وإحنا في البوكس، إنت والأخ شفيق مكُنتوش مركزين معانا
أمير من تحت الكاب بتاعُه قال: قصدك إني شفيق؟ مش أحسن من سبونج بوب اللي فا**خ بوقه أربعة وعشرين ساعة في المصايب والفرح
عزيز: يا جدعان مش وقته والله عيب علينا، إحنا تدحدر بنا الحال إنهم بيكشفوا على عقلنا كويس ولا لا.
الرايق: أااه متقلبليش في مواجع، المُهم البت بتقولك الفحص الجاي كمان نُص ساعة، يعني قُدامنا نُص ساعة عشان يخرجونا من الأوضة دي ويفحصونا
بص عيسى بطرف عينُه للي حواليه وقال: والعساكر اللي محاوطينا دول
الرايق سحب خِلة سنان من على المكتب وحكها في بوقه وهو بيحركها بسنانُه يمين وشمال: ما أنا بفكر أهو، إهدوا إنتوا بس
عزيز: مش محتاجة تفكير على فكرة، هو إحنا هنا بنعمل إيه؟
عيسى: قصدك نخوفهم! فاكس يا عم لاحسن يحبسونا هنا وإحنا مش طالبين
وهُما بيتناقشوا قام أمير ببرود من كُرسيه، مشي خطوتين في غُرفة المكتب اللي هُما فيها ومسك حُقنة كبيرة بيبُص عليها
جت فكرة في دماغ الرايق وفجأة صرخ وقال: لا إله إلا الله، الواد هيم|وت يا جدعان
أمير بخضة: في إيه؟
عيسى جري ناحية أمير وهو بيحضُنه من وسطه وبيقول: على رأي مرزوق، يا نعيش عيشة فُل يا نم|وت إحنا الكُل، مو|تني وبعدها إتكل على الله بمعرفتك
بص الرايق للعساكر وهو بيقول: ما تتلحلح يا دُفعة تندهلنا حد من برة، ألاا بعيد عنك هتتقلب مج|زرة هنا
فتح العسكري الباب وهو بيجري ينادي حد، راح الرايق باصص للعسكري الوحيد معاهُم في الأوضة
فتح الرايق سوستة الجاكيت بتاعُه وهو بيقرب للعسكري، راح العسكري منزل البُندقية بتاعتُه بيصوبها على الرايق
عزيز بعيون بتلمع: إلحقوا! دا معاه بُندقية أحسن من الحُقنة، نسحبها منه ونخلص على بعض بيها
العسكري برق وهو بيخرُج وبيقول: دي عُهدة، يا ولاد المجانين.. حد يلحقنا
أول ما خرجوا العساكر راح الرايق قفل الباب وجر المكتب عشان يقفله عليهُم من جوة.. قعد عزيز على المكتب وهو بيقول: خلص بسُرعة شوفلنا أي حاجة مُفتاح ولا زفت يخرجنا من المخروبة دي
فضل الرايق يدور في أدراج المكتب التاني، بص عيسى حواليه في الاوضة كويس بعينيه فـ قال عزيز: دا شكله مخزن مفيهوش كاميرات متقلقش
الرايق بعصبية: ما حد ييجي يدور معايا
بعد أمير إيدين عيسى عن وسطه وقال: روح دور معاه وشيل إيدك عني أنا مش المدام.
راح عيسى ناحية الرايق وهو بيدور وبيقول: أنا حاسس إننا مش هنلاقي حاجة هنا..
صوت خبط على الباب خلى الأوضة هووس مفيهاش نفس
الباب بدأ يتزق لكن صعب فتحه عشان مقفول المكتب وعزيز قاعد على المكتب
شاور الرايق بعينُه لعزيز إن قوم إفتح لإنهُم ملقوش حاجة في الأوضة، قام عزيز بخيبة أمل وجر المكتب وفتحلهُم الباب
كانت الدكتورة المسؤولة عن الفحوصات وأول ما شافتهُم قالت: على فكرة مش هتلاقوا حاجة هنا، وإنتوا هنا مش عشان نأذيكُم.. شوية فحوصات هتخلص على خير ولو ثبتت إنها صحيحة هتتحجزوا في المستشفى.. بس كدا
السُفراء بصوا ناحية عزيز عشان جاذبيته على الستات أقوى منهُم، فـ قرب عزيز للدكتورة وقال: طب واللي مبيحبش الحبس سواء سجن أو مستشفى
قربلها خطوة كمان لحد ما رجعت هي لورا وسندت على المكتب وهو قُدامها، كمل وقال: يعمل إيه
بعدته من صدره بإيديها وهي بتتعدل وبتقول: يخضع للفحوصات لإنه ميملكش حُرية الإختيار
الرايق بضيق إن مش جاي معاها سِكة: يلا طيب، الفحص التاني إمتى؟
الدكتورة: دلوقتي حالًا.. إتفضلوا قُدامي
خرجوا من الأوضة والدكتورة بتبُص بإعجاب لعزيز، متنكرش إنجذابها ليه لكنها كـ طبيبة في مصحة عقلية هي مُدركة إنه بيحاول يأثر عليها بجاذبيته عشان تخضع وتساعدهُم على الهروب فـ بالطبع إختارت شُغلها
* في منزل الرايق
إبن عمُه: كويس إنك إتصلتي بينا، تعرفي لو نوح هنا عُمره ما كان فكر فينا حتى كـ حل أخير.. دا لإنُه فاكر إننا زي أبونا فـ كارهنا
إبن عمُه التاني: بغض النظر عن أي حاجة نوح سُمعته من سُمعتنا، آحنا إتأكدنا إن الداخلية مُتكتمة على خبر القبض عليهُم وحتى الصحافة متعرفش، معرفش إيه السبب بس دي حاجة كويسة جدًا، من بُكرة هنجيب أكبر مُحامي وهنخرجه من هناك
رفعت رفيف راسها من بين كفوف إيديها وبصتلهُم وهي بتقول: بُكرة إيه! أنا مش هقعُد دقيقة واحدة من غير نوح، أومال أنا كلمتكُم ليه!
إبن عمُه: يا مدام رفيف إهدي من فضلك، بُكرة عشان نكون عرفنا أفضل محامي مين ونتفق معاه ويبدأ يراجع القضية.
خدت رفيف نفس عميق وأختها قاعدة جنبها وقالت: أنا أنسة، تحبوا تشربوا إيه؟
إبن عمُه التاني: لا إحنا طلبنا أكل عشان حالتك النفسية أكيد مش هتسمحلك تعملي أكل، ومش هنقعُد هنا عشان متقعديش مع إتنين رجالة أغراب.. إحنا أه عايشين برا بس بنفهم في الأصول
إبن عمه الثاني: ثواني معلش عشان سمعت حاجة كدة، بتقولي إنك أنسة؟
بلعت رفيف ريقها وهي بتبُصلهم وقالت: أيوة، إبن عمكُم صاني في بيتُه ومقربليش ولا حاول.. لما يُخرج هكون مراتُه قُدام ربنا وفي الحلال
إبتسم إبن عمه وقال: يا بخته بيكِ
وشها إحمر من الإحراج فـ زود هو وقال: عمومًا هناكُل سوا وهنمشي نقعُد في أي فُندق عشان الإحراج، وعشان الأمورة الصُغيرة شكلها جعانة
قرص مناخير أخت رفيف بصوابعه كـ مُداعبة فـ إبتسمت
رفيف: مكانش في داعي تكلفوا نفسكُم، كُنت هعمل أي حاجة سريعة على طول
إبن عمُه: مفيش تكلفة ولا حاجة.
قعدت جنب أختها تاني وهُما بيسألوها عن نوح وعن أخبارُه.
* في الكشف الطبي
الطبيبة: كلمني عن والدتك؟
الرايق بصلها من غير ما يرمش، وهي كانت مركزة في تعابير وشه.. لحد ما فلتت منه ضحكة مُستهزأة وقال: إشمعنى تحديدًا سألتيني عنها؟ ليه مش أبويا مثلًا!
الطبيبة: يعني، لإن الأم دايمًا بتكون الأقرب لولادها فـ.
قاطعها الرايق وقال وهو بيسحب من جيب العسكري سيجارة: إنتي بتحوري على فكرة
العسكري كان هيتكلم فـ شاورتله الدكتورة وقالت: ممكن تسيبنا لوحدنا شوية من فضلك؟
العسكري: خطر..
الدكتورة: على مسؤوليتي، لو سمحت
خرج العسكري وهو بيقول: أنا مستني على الباب.
حط نوح السيجارة في بوقه وهو بيقول: نسيت أخد منه الو|لاعة
خرجت الدكتورة من البالطو بتاعها ولا|عة فـ ضحك الرايق بخفة وقال: مش بمانع التدخين للستات هُما حُرين، بس اللي مستغربُه إنك دكتورة يعني بتنصحي العيانين يهتموا بصحتهُم وبتعملي عكس دا، ماشية على نهج دكتور يحيى بتاع 8 غرب
إبتسمت الدكتورة وقالت: بما إنك بتتابع أفلام كريم عبد العزيز، فـ أكيد عارف إن شخصيته في الفيلم دا عندها مشاكل وحوارات، فـ كان بيلجأ لحجات كتير من ضمنهم التدخين، وظيفتنا حاجة وحياتنا حاجة.. أنا هنا مش جاية أتكلم عن نفسي، أنا هنا جاية أتكلم معاك عنك.. وعن وال..
قاطعها تاني وقال: عن والدتي، وسألتك إشمعنى حورتي
الدكتورة: حورت فـ إيه؟
الرايق وهو بينفُث الدُخان وكإن السجاير جاتله في وقتها المُناسب: يعني، تبريراتك واهية، ما تجيلي دوغري وتقولي من الرسمة بتاعة الفحص الأول، انا عارف إن الفحص دا بتسألينا عن اللي فهمتيه من رسومات الطفل الداخلي
فتحت بوقها بصدمة فـ بين سنانه وقال: مالك؟
ميلت راسها على جنب وقالت: غريبة إن سجين يكون مُثقف كدا
ميل الرايق راسه معاها وقال: ما إنتِ لسه قايلة من شوية، الوظيفة حاجة والحياة الخاصة حاجة تانية، بعدين مش يمكن مسجون ظُلم؟ دا بيحصل كتير على فكرة.. ياما في السجن مظاليم.
خدت نفس عميق وهي بترتب شعرها فـ قال الرايق: لا عاوزك تمسكِ نفسك، لسه قُدامك ثلاثة غيري، هيخلوا دماغك تلف.
* في فيلا بدر الكابر
بعد ما كادر مشي وقدر يطمن سيلا، دخل بدر الكابر على أوضة بنتُه سيليا، قعد على السرير جنبها فـ مالت سيليا عليه وهي نايمة على صدره وبتعيط
بدر سند دقنه فوق راسها وقال بهمس: بتثقي فيا يا بابا؟
إتعدلت سيليا وبصتلُه وقالت بدموع: طبعًا!
بلع بدر ريقُه وهو بيبُصلها وقال: طب لو طلبت منك تعملي حاجة وصدقيني لمصلحتك إنتي وبنتك، هتعمليها!
ضيقت عينيها بإستغراب وقالت: مش فاهمة! حاجة إيه دي؟
بص على باب الأوضة ورجع بص لسيليا وقال وهو بيقرب لودانها: إسمعيني كويس يا سيليا، وركزي في اللي هقولك عليه، لو عملتيه أوعدك فترة وتكوني سعيدة، تمام؟
بصتله سيليا بقلق بعدها بلت شفايفها وقالت: تمام يا بابي.
بدر: ..
* في عربية عاصم
رهف لقت فونها بـ يرن فـ ردت: مساء الخير
مياسة بتعب من شقتها: مساء النور، أنا أسفة إني بكلم حضرتك وبزعجك
رهف بتركيز: لا مفيش إزعاج ولا حاجة يا مدام مياسة، إتفضلي
مياسة بنبرة عياط: كُنت عوزاكِ تساعديني من فضلك، ياريت تساعديني
رهف بإستغراب: لو حاجة في مقدرتي أعملها أكيد مش هتأخر عليكِ
مياسة خدت نفسها وقالت: هتقدري بإذن الله.
رهف بقلق: طب خير قلقتيني!
مياسة: لازم أقابل جوزي عيسى الغُريبي ضروري، عوزاكِ بس تيجي تاخديني وتخليني أقابلُه
ربطت رهف حزام الأمان وهي قاعدة جنب عاصم وقالت: والله هو مش في النيابة العامة حاليًا فـ مش عارفة هينفع ولا لا، أنا كُل اللي أعرفه إن النيابة أمرت إن هو وصحابُه يتنقلوا لهيئة الكشف الطبي للكشف على سلامة قواهُم العقلية، وبّناء على التقرير اللي هيطلع من هناك النيابة هتقرر هيتعاقبوا على أفعالهُم بالدلائل اللي قدمها النقيب ليث الصفتي، ولا هيتحجزوا في مصحة عقلية
مياسة خبطت على صدرها وقالت بشهقة: مُستشفى المجانين؟ أنا جوزي مش مجنون
رهف: مستشفى الامراض العقلية، أنا مقدرة موقفك يا مدام مياسة بس أنا بشرحلك الـوضع عشـ
قاطعتها مياسة وقالت: وحياة أغلى حاجة عندك، لو ينفع أقابله أثناء الكشف ساعديني.. ضروري أقابلُه بُكرة
رفعت رهف أكتافها وهي ماسكة الفون وبصت لعاصم وهي بتقول بتوتُر: طب.. هحاول لكن موعدكيش
مياسة بسعادة: تسلميلي، لو فعلًا خلتيني أقابله عمري ما أنسى جميلك
رهف: مفيش بيننا الكلام دا، هحاول وربنا يسهل ♡
قفلت معاها فـ قال عاصم: ها هنعمل إيه بقى؟ هنكلم أختك إنهاردة؟
رهف: لا طبعًا! إنت شايف حالتها عاملة إزاي دي في المستشفى لسه!
عاصم بحُب: طب أعمل إيه طيب، عايز أتجوزك.. إنهاردة قبل بُكرة، أنا طلعت قولت للعالم إنك ملكي ومترددتش.. عشان أثبتلك إني مش جبان، أكون قوي وأواجه حتى لو إيه، بس نهايتك تكون في حُضني.. ومعايا
إبتسمت هي بخجل فـ مسك وشها وقال: طب والله أنا ما قد إن حلاوتك تزيد إكسترا
بعدت رهف إيدُه وقالت: بس بقى، إطلع يلا عشان أشوف هعمل إيه في حوار الزيارة بتاع مدام مياسة
عاصم وهو بيحرك العربية: عُقبال زيارتي لأختك عشان تبقي المدام بتاعتي
خبطتُه على دراعُه وساق بيها، وهو بيبُصلها مُتردد.. يعرفها اللي ريفان عملته في اختها؟ ولا يتصرف بـ صمت عشان يقدر يحميها هي ومنال!
* صباح اليوم التالي
رهف وهي داخلة مع مياسة المصحة: أنا إتكلمت مع الدكتورة بتاعتهُم وللأسف قالت إنهاردة كمان هتستمر الفحزصات، لكن النيابة إدتني إذن إنك تشوفي جوزك.. بس بقولك إيه بـ شروط، أهمهم إنك تحاولي تحمسيه للعلاج لو بالفعل طلع بيعاني من امراض عقلية، بلاش أي كلام يأثر فيه إنه يتهور ويحاول يخرج من هنا
مياسة كانت لابسة نظارة شمس وفاردة شعرها وهي ماشية جنب رهف، وأول ما نطقت قالت: جميلك دا عُمري ما هنساهولك أبدًا بجد
رهف بإبتسامة: معاكي خمس دقايق بالكتير، حاولي تقولي كُل اللي عندك فيهُم
فتحت رهف باب أوضة كان واقف عيسى فيها، حاطط إيدُه في جيب الجاكيت الإسود بتاعُه، دخلت مياسة وقفلت الباب وراها
لف عيسى وأول ما شافها مشي ناحيتها وبإيد واحده شالها من وسطها وهو بيبوس رقبتها وبيشم شعرها
مياسة حضنته جامد وهي بترمي النظارة على الأرض وبتشيل الكاب من على راسه وبتغلغل صوابعها في شعره
مياسة بعياط: مش مصدقة إن.. إيديك محوطاني
وهي في حُضنه ميلت براسها على كتفه وخدت نفس عميق وهي بتقول: وريحتك، ريحتك بتتغلغل في رئتي
بصلها وسند جبهة راسه على جبهتها وهو بيقول: مفيش ثانية عدت، غير وإنتي في بالي، أنا عاوز أخدك دلوقتي ونروح بيتنا.. أعوضك عن كُل القرف اللي شوفناه دا
نزل بـ وشه على شفايفها..
بعد دقيقتين إتعدلت مياسة وهي حاطة إيديها على رقبتُه وبتقول: أنا..
عيسى وهو بيفحص وشها بعينيه: ممم
بصتله في عينيه وهو لسه شايلها وقالت: أنا حامل.
بوقه إتفتح وهو لسه باصصلها.. أنفاسُه زادت
وهي دمعت وقالت: حامل منك و.. ومش هعرف، مش هعرف أنا والبيبي نكون لوحدنا برا وإنت هنا
نزلها على الأرض ومسك راسها بكفين إيديه وقربها ليه وهو ساند راسه على راسها وهي بتعيط وبتقول: لما كُنا في بيت باباك، الحمام…
قاطعها عيسى وقال: عارف
بلت شفايفها وقالت: لما رجعت شقتنا إمبارح حسيت بدوخة وجوع، ولما جيت أكلت رجعت متحملتش فـ جبت إختبار حمل وطلع إيجابي.. وعملت تحاليل.
عيسى: أنا بحبك، كُل حاجة فيكِ ملكي.. بحبك، مش عايزك تعيطي
مياسة: بعيط عشان إنت بعيد.. كان لازم أقولك.. متسبنيش لوحدي برا يا عيسى، أنا بكون قوية بيك
جه يميل عليها تاني عشان يبـ وسها
دخل العسكري وقال: خلاص كدة يا مدام لو سمحتي
بصتلُه مياسة وهي بتلمس شفتُه السُفلى بصوباعها وقالت: متسبنيش لوحدي يا عيسى، أنا خايفة من غيرك
…
خرجت وفضل عيسى واقف إيده بتترعش عشان كان لامسها
وقلبه بيتنفض عشان
هي حامل منه.
_ في وقــت لم أحدده بعد _
خرجت عربية كبيرة من المُستشفى، كاسرة الباب الحديدي الضعيف ومُتجاوزة الأمن، مُنبعث منها أغنية
” All i want to say that, they don’t care about us ”
” كُل ما أود قوله هو أنهُم لا يهتمون بنا! ”
إشتغلت إنذارات المُستشفى والأمن بدأ يبلغ النيابة..
* في الطائرة
مقعد من مقاعد الطائرة المتوجهة لأميريكا، كانت قاعدة سيليا حنب الشباك وجنبها سيلا
على السادة المُسافرين على متن الطائرة، ربط أحزمة الأمان حيث أنه سيتم الإقلاع الأن ـــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)
روايه جميله جدا حبيتهاا
جميله اوى
شخصياتهاا جميله جداً
حبيتها❣️🫶
احداثهاا مشيقه
احداثها مشيقه
ا