رواية سفير العبث الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الجزء التاسع والأربعون
رواية سفير العبث البارت التاسع والأربعون
رواية سفير العبث الحلقة التاسعة والأربعون
° الفصل التاسع والأربعون °
| براح الفراغ أم الضيق في ضمتك؟ أنا أفضل الأمان بين ذراعيك عن صفير الخوف الذي سينالني بمُفردي،
أفضل دفء أنفاسك عن مائة مدخنة، والأحب لقلبي أن تكون أنت أمنيتي الأخيرة قبل أن يتأرجح جسدي في حبل المشنقة |
#بقلمي
* في منزل عيسى الغُريبي
عزيز وهو بيحُط الطبق قُدام نوح: الشوربة أهي، ورحمة أبويا لو سمعتك بتقول مش حلوة لا أحميك بيها.
نوح وعزيز بيساعدُه يتعدل قال: إيه المُعاملة القذرة دي؟ إيش حال مكونتش تعبان ومتنيل.
قعد عزيز وهو بيبُصله وبيقول: إنفُخ فيها عشان تبرد
داقها نوح وهو بيقول: ممم، لا والله ظبطت معاك.. تسلم إيدك.
عزيز بغرور: حتى في المطبخ قائد الله عليا.
نوح بجدية: متزيطش بقى، أنا عاوز أتواصل مع حد من الحرس بتاع بيتي عشان أتطمن على رفيف ومروة.
عزيز بتكشيرة: إنسى حوار الحرس والإتصال خالص إحنا إتفقنا نستنى ونشوف الدنيا هديت ولا لسه وبعدين نتعامل.. غير كدا إنت هتفضل هنا لحد ما صحتك تبقى كويسة.
نوح وهو بيشرب الشوربة قال: لا بس أمير مقدرش يستحمل راحلك طيران على القصر بتاعُه.
عزيز بضحك: قالك هغير هدومي، على أساس مش فاهمينُه إحنا عُبط.
نوح بتعب: مبهدلكُم معايا أنا.
إتعدل عزيز وقال: فكك من الجو دا، يعني لو واحد فينا اللي تعبان مش هتوقف معاه؟ عيب ياعم.. نستنى بس نشوف الزفت ليث دا الحوار معاه ومع الداخلية هيرسى على إيه، لو إحنا في خطر نحُط أهلنا على بر أمان.. لو إحنا في السليم، نتعامل عادي.
إتنهد نوح بتعب وكمل شُرب وهو دايخ.
* داخل سيارة عاصم التُركي.
رهف وهي قاعدة جنبه لإنُه سايق بنفسُه قالت بسعادة: في حركة كدة إنت بتعملها معرفش مقصودة منك ولا لا
عاصم بهدوء: حركة إيه؟
رهف بحُب: بتقلع النظارة وبتبُص جوة عيوني بعيونك الحلوة اللي على طول خافيها عن غيرك.
عاصم بإبتسامة جانبية جاوبها وقال: دا لإني أنا ببقى محتاج أشوف عيونك بشكل أوضح، مببقاش حابب وجود حاجز بين نظراتنا لبعض.
مسك إيديها جامد وقال: وعُمري ما هخلي في حاجز بيننا تاني حتى لو كان الميراث والمُجتمع.
شدت هي على إيدُه وهي بتسند ظهرها على كُرسيها، راح سحبها بإيد واحدة جامد ناحيتُه، شهقت وهي بتقول: يالهوي بتعمل إيه؟
عاصم وهو مركز على الطريق: تعالي إقعُدي في حُضني وأنا بسوق
خبطتُه بإيديها وهي بتقول: إتلم، قولتلك مش هيحصل كدة غير لما نتجوز.
بصلها عاصم بإستغراب وقال: هو إيه اللي مش هيحصل بالظبط؟ دا حُضن يا رهف.
رهف بسعادة: حتى الحُضن كمان إيه رأيك بقى!
ضحك هو ف إبتسمت على جنب، لكن بعدها إبتسامتها بهتت وهي بتقول بتوتُر: عاصم، أنا عارفة إني سببتلك مشاكل مع عيلتك بعد الخطاب اللي..
قاطعها عاصم وهو بيقول: شششش، إنسي أي حاجة وفكري إننا مع بعض.. إنتي هتعيشي معايا أجمل أيام حياتك، ووشك مش هتفارقُه السعادة أبدًا، أما بالنسبة لعيلتي ف يُعتبر أنهيت معاهُم الجِدال.. وفهمتهُم قبل دخولك للقصر إنك هتبقي الأمر الناهي من بعدي فيه، وإنك خط أحمر وكرامتك من كرامتي.
ميلت رهف راسها على كتفُه وهو سايق وقالت بحُب: ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي..
عاصم بمُناكشة: على أساس إن بعد الجواز!
إتعدلت وهي بتعدل شعرها راح ضحك وهو بيسحبها تحت دراعُه تاني وبيبوس راسها جامد.
* في قصر أمير الدهبي
قعد هو وصِبا وشجن هانم على ترابيزة الأكل
صِبا بهدوء: كويس إنك رضيت تقعُد تاكُل معانا لإن شجن هانم مبتاكُلش إلا قُليل، نفسها دائمًا مسدودة.
نانسي كانت بتشرب الشوربة وهي بهتانة وحزينة، لاحظ أمير دا وقال: وإنتِ يا نانسي، مش مبسوطة إني باكُل معاكُم؟
سابت نانسي المعلقة وقالت بتعب: أنا مش مبسوطة بشكل عام، كُل كُل.
رفع أمير حواجبُه علامة الدهشة وهو بيقول لصِبا بهمس: كلامها عقلاني حاسس إنها إتحسنت.
بلعت صِبا الأكل وقالتلُه بهدوء: بشكل عام يُعتبر إتحسنت وقدرت تفرق بين الواقع والخيال، لكنها مبتبطلش تحاول تأذي نفسها.
أمير بصدمة: تأذي نفسها إزاي يعني!
صِبا غمزتلُه وقالت: هحكيلك بعدين يا حبيبي.
شجن هانم هدوء: أخبار الشُغل إيه يا أمير؟ مينفعش نسيبُه للموظفين كدا لازم ترجع تباشر شُغلك وتهتم بيه من تاني، أنا الأخبار اللي بتوصلني منه كلها بتوضح إهمالك ليه في الفترة الأخيرة
شرب أمير من كاس المياه وهو بيقول: على بالليل هبدأ أركز فيه من تاني، هي بس كانت فترة صعبة عليا ف تركيزي قل.. مين بقى بيوصلك أخبار شُغلي بالدقة دي؟
شجن هانم: مش مُهم مين لكن تأكد إن حزمي عليك في الموضوع دا وإهتمامي دا خوف على مُستقبلك ومُستقبل حفيدي.
مسح أمير بوقه بمنديل الأكل بعدها باس بطن صِبا اللي ملست على شعره وهي بتضحك.
قام وقف وهو بيقول: صحة وعافية
صِبا بذهول: إيه يا حبيبي شبعت؟ إقعُد كمل أكلك!
أمير بص في ساعة إيدُه وهو بيقول: لا يادوب عشان ورايا حجات هخلصها
قرب لشجن هانم وباس راسها بعدها راح ملس على شعر نانسي.. خرج برة القصر وهو بيوصي الحرس عليهُم بعدها مشي عشان يرجع لبيت عيسى.
شجن هانم لصِبا: يا خوفي على أمير الفترة دي، حاسة إنه مورط نفسه في شيء وقلبي مش متطمن.
صِبا وشها قلب وبطلت تاكُل وقالت بقلق: هتقلقيني عليه ليه يا طنط؟ حاجة زي إيه مثلًا.
شجن بسدة نفس: الله أعلم، تعالي يا صِبا شوفيلي حد من الخدم يطلعني لفوق.
جت خدامة وسحبت كُرسي شجن هانم ف قالتلها صِبا: الدوا ومواعيده عندك في الورقة فوق إديه لشجن هانم متنسيش.
طلعوا فوق وفضلت صِبا قاعدة على الترابيزة ونانسي قاعدة بتكمل أكلها
سرحت صِبا في كلام شجن هانم اللي قلقها وهي حاطة إيديها على بطنها وبتملس على البيبي
نانس قاطعت أفكارها وقالت من غير ما تبُصلها: هيموت.
إنتبهت صِبا وفاقت وهي بتبُص لنانسي بصدمة وقالت: هو مين دة؟
نانسي بهدوء: أمير.
خبطت صِبا على الترابيزة بغيظ وقالت: يا شيخة فال الله ولا فالك! إيه دة عندنا في حارة أبويا يقولك الملافظ سعد.
سندت صِبا على الترابيزة وهي بتقوم بصعوبة وبتنادي على الخدامة التانية
الخدامة: تحت أمرك يا صِبا هانم.
صِبا بتكشيرة وضيق وهي حاطة إيدها على ظهرها بتعب: هطلع أرتاح فوق شوية، خليكِ مع ست نانسي لحد ما تخلص أكل بعدها شيلي وراها.. مفهوم؟
الخدامة: مفهوم يا فندم.
طلعت صِبا على فوق وهي بتبرطم وبتقول: بوز فقر أعوذ بالله.
* داخل منزل نوح
كانت رفيف قاعدة على الكنبة اللي في الريسيبشن تحت قُدام الشباك الزُجاجي اللي بيطُل على الحديقة.. ومعيطة، وعلى رُكبتها نايمة أختها الصُغيرة ورفيف بتملس على شعرها وبتغني بهدوء بتقول ” أنا الحُب اللي كان، ليه نسيتُه زمان.. من قبل الأوان، نسيت كُل اللي كان ”
مروة بتخبيط على باب المكتب: إفتحي يا حيوانة يا ذليلة الباب، يا كلبة المجرمين.
رفيف بنفاذ صبر: يارب صبرني عشان مقومش أجيبها من شعرها
دخل واحد من الحرس الريسيبشن وهو بيتنحنح عشان لو رفيف واخدة راحتها في القعدة
رفيف إتعدلت بهدوء وهي بتزيح راس أختها عن رجليها، قامت وقفت والوشاح بينزل من على شعرها وقالت: عرفتوا حاجة عن نوح؟ طمني وقول أه!
بص الحارس بقلق لغُرفة المكتب اللي محبوسة فيها مروة عشان متسمعش، شاور برقبته لرفيف إن تعالي نتكلم برة أضمن ف طلعت وراه، وقفوا برة ف قال بهدوء: كلمنا عزيز باشا من تليفون في الشارع وطمنا على نوح بيه إنه بخير.
رفيف بدموع: أشوفه بنفسي، عشان خاطري.
الحارس بأسف: والله هو مقالش لينا عنوان ولا مكان هو طمنا بس لإن نوح بيه قلقان عليكي إنتي ومروة.
ملامح رفيف إتغيرت من العياط للغيرة وقالت: مروة أه، اللي عاوزة تخرج عشان تزود همه وتبلغ عنه؟ .. أول ما حد منهم يكلمك تاني تجيبلي الفون بتاعك بعد إذنك عشان أكلمهم.
الحارس بهدوء: حاضر
خرج للحديقة مرة تانية ف محست رفيف دموعها وهي بتبُص على باب أوضة المكتب بغيظ.
* في أحد متاجر الحلوى
نيللي بإبتسامة: إيه رأيك في التورتة دي؟ وتتحط عليها صورتك من فوق.
يوسف بتفكير وهو بيبُص للفاترينا: بيقولوا متحطوش صوركُم على التورت عشان لما بتتقطع بالسكينة وشك أو جسمك دي طاقة سلبية.
نيللي بلوية بوز: دي معلومة قريتها في مجلة الهبيدة ولا إيه؟
يوسف: لا والله بكلمك جد، بفكر أجيب نُص فواكهه ونص شوكولاته عشان نراضي جميع الأذواق.
نيللي بتفكير: فكرة برضو.. بقولك يا يوسف هو ناويين تعملوا إيه بشقة أمل؟
شاور يوسف للراجل على التورتة عشان يغلفها بعدها بص لنيللي وقال بإستغراب: إيه السؤال الغريب دة؟ بتسألي ليه!
نيللي بهدوء: لا يعني عشان أعرف، أصل ماما عاوزة تشتريها يعني عشان تأجرها وتكسب منها.
يوسف بتكشيرة: الشقة دي منحوسة إبعدوا عنها.
نيللي بإستغراب: إنت هتصدق تخاريف المنطقة عن الشقة؟ دة من تأثُرهم بس من بشاعة اللي حصل فيها زمان.
برق يوسف وقال لنيللي: يا بت إفهمي، شقة حصل فيها جريمة قت_ل طبيعي تكون نحس وطاقتها سلبية.. هي مركونة ومعتقدش عيسى من الأساس هيوافق يببيعها لحد.
نيللي كتفت إيديها وقالت بهدوء: والله أخوك ملهوش يتكلم عن الشقة دي، المفروض صاحب للكلام عمو الغُريبي
الراجل سلم التورتة ليوسف ف شالها يوسف وهو بيبُص لنيللي وبيقول: عمك الغُريبي بنفسه هيقولك ماليش دعوة بالحوارات دي.. وإن صاحب الكلام هو عيسى بس.. يلا عشان نلحق نجيب البيبسي من عند البوهيمي.
خرجت نيللي وراه وهي بتقول: طب بقولك إيه أخوك كدة كدة ربنا فاتحها عليه، مايديك إنت الشقة دي عشان تبقى بتاعتك تظبطها لما تيجي تتجوزني.
يوسف وهو بيشاور لتاكسي: يا بنتي لسه بدري على الحوارات دي لسه ورانا جامعة، وبعدين الشقة دي شاغلة بالك إنتي وأمك بيها ليه؟
نيللي: أصلها حلوة أوي حرام تفضل مركونة وفاضية عشان أوهام أخوك
مسكها يوسف من دراعها وهو مبرق وقال: بقولك إيه لما تتكلمي عن أخويا تتكلمي عدل، وسيرة الشقة دي متتفتحش معايا تاني عشان مزعلكيش، إركبي!
ركبت نيللي التاكسي وهي مخروسة وركب جنبها يوسف وإتحركت العربية بيهُم.
* داخل المشفى
قعد راغب وهو مستني أي خبر من العناية عن منال، لقى مجموعة من الظُباط داخلين المُستشفى وهُما بيبصوا لباب غُرفة العمليات
واحد منهُم: مفيش أي خبر لسه؟ سيادة اللواء جاي بنفسُه يتطمن عليها.
راغب حرك راسه يمين وشمال وقال: للأسف لسه.. ومحدش من أهلها يعرف.
الظابط: ربنا يقومها بالسلامة، منال من أكتر الناس المحترمين اللي عرفناهُم
دخل سيادة اللواء وحواليه حراسة وهو بيقول: راغب الإدريسي، إيه أخبار منال؟
وقف راغب إحترامًا وهو بيقول: لسه مفيش حد طمنا يا سيادة اللواء.
سيادة اللواء: أنا هتجنن، دة شيء مقصود وحد قاصد يتخلص منهُم، ومبستبعدش نهائيًا المُشتبه بهُم اللي ليث حطلهم خطة وفشلت
بلع راغب ريقُه وهو بيقول: وأنا مبستبعدش والدي، الإدريسي بيه
برق سيادة اللواء ومسك راغب من دراعه وبعده عن مُحيط الظُباط وهو بيقول: راغب يا إبني، أنا عارفة مدى تأثُرك بمنال ودة شيء مُلاحظ من إهتمامك المُستمر بيها، لكن اللي بتتهمُه بشيء زي دة والدك! ومش والدك بس، دة واحد من أهم رجال المُجتمع، بلاش لحظة الغضب تخليك تقول كلام إنت مش..
قاطعُه راغب وهو بيقول من بين سنانُه: هددني بيها، عشان حبيتها وهو عاوز يبعدني عنها راح مهددني بيها! حتى لو والدي دا ميعفيهوش من مسؤولية اللي حصل.
بص سيادة اللواء حواليه وهو بيقول بهدوء: طب بلاش تثير شوشرة الصحافة والناس اللي هنا بالكلام دة، هنتطمن على منال بعدها بنفسي هعمل زيارة بسيطة للسيد الوالد وأسمع منه، خلاص يا إبني؟
راغب بتعب: تمام يا سيادة اللواء
خرج الدكتور من العناية ف كُلهم قربوله، قال بهدوء: تعرضت لخبطة صعبة في منطقة الرأس لكن لحقناها من نزيف داخلي كان مُمكن تتعرضله، وكسر بسيط في منطقة الضهر قدرنا نتدارك خطورته، في خلال ٤٨ ساعة هتفوق بعدها تتنقل لغُرفة عادية لكن خلال الساعات دي هتفضل في العناية المُركزة لحد ما حالتها تستقر.
خد راغب نفس عميق وشكر الدكتور ف قال سيادة اللواء لإتنين من الظُباط: تفضلوا عند أوضتها ال ٤٨ ساعة دول، مفهوم؟
أدوا التحية العسكرية وقالوا: تمام يا فندم.
سيادة اللواء: هروح لليث باشا عشان لازم أقعُد معاه بنفسي.
أحد الظُباط: عشان التحقيق يافندم؟
سيادة اللواء: تحقيق إيه يابني اللي هعمله في مُستشفى؟ الحكاية كُلها إني عاوز أعرف هو حاطط الجماعة دول في دماغُه أوي كدة ليه.
خرج سيادة اللواء من الممر في طريقُه لليث، وفضل راغب قاعد رافض يروح خلال ال ٤٨ ساعة دول.
* في غُرفة المشفى الخاصة بليث
نرجس وهي بتشربه شوربة: أخر معلقة، عشان خاطري.
أكلها ليث وباس إيديها وهو بيقول: كفاية بجد ومتحلفنيش بخاطرك تاني.
اللواء السابق والده كان قاعد باصصلهُم ووشه زي اللمونة من الغيظ من برود إبنُه.
الباب خبط خبطتين، إتفتح بعدها ومد اللواء راسُه وهو بيقول: السلام عليكُم
إتعدلت نرجس في قعدتها وحس ليث بالرهبة وهو بيقول: تمام يافندم وعليكُم السلام.
وقف والد ليث وهو بيقول بإحترام: إتفضل يا سيادة اللواء، إتفضل.
دخل هو وهو بيقول بهدوء: عشان وقت العمل أنا كُنت محتاج ليث في كلمتين يخصوا الشُغل
سابت نرجس طبق الشوربة وقال والد ليث: طيب أنا ونرجس هنستنى برة لغاية ما تخلصوا، تعالي يابنتي.
خرجوا من الأوضة وبص ليث لسيادة اللواء وهو بيقول بتبرير: يافندم صدقني الخطة اللي عملتها عشان أن..
قاطعه سيادة اللواء بعد ما رفع إيده في وشه بمعنى إسكُت، وسحب الكُرسي اللي والدُه كان قاعد عليه وقربه ناحية سرير ليث وهو بيقعُد وبيقول: أنا هنا مش مبثابة تحقيق رسمي معاك لإن التحقيق الرسمي بيتم عند النيابة العامة، أنا هنا عشان أفهم منك وأسألك، ليه الإصرار على القضية دي وإستخدام طُرق وخطط ملتوية للقبض عليهُم؟
ليث شرارة الشُغل جريت في عروقه وهو بيقول: يافندم دول مُذنبين مليون في المية أؤكد لك!
سيادة اللواء: هاتلي دليل واحد ضدهُم!
بلع ليث ريقُه وهو بيقول: نوح يافندم الشهير بالرايق، لو عملت تحرياتك هتلاقيه متجوز حاليًا بنت إسمها مروة، أهي دي نفس الشاهدة اللي جاتلي قبل معرفتهُم بيها وقالت إنها شافتهُم في مهجع قديم بيحاولوا التخلُص من جُثة حد!
سيادة اللواء وشه إصفر وقال: مهجع؟
ليث: بالظبط! ولقينا جُثة الدهبي بالقُرب من مهجع، قالت شافت أربعة ووصفت بعض من ملابسهُم.. والأربعة دول في وجهة نظري أقرب ثلاثة لنوح، عزيز الإبياري وأمير الدهبي وعيسى الغُريبي، مفيش غيرهُم.
سيادة اللواء: والبنت دي طالما بالفعل شافتهُم مصورتهُمش ليه مثلًا بكاميرا الموبايل ومتصلتش بالشُرطة في ساعتها ليه؟ طب بلاش دي.. إنت ذكرت إسم واحد منهم وقولت أمير الدهبي!
ليث بجدية: أيوة الدهبي عمُه!
سيادة اللواء: طب دة كلام؟ يعني هيساعد في مقت_ل عمُه؟ معتقدش.. ومينفعش تاخُد بكلام واحدة معهاش دليل على شيء.
ليث بإصرار: يافندم توقع منهُم أي شيء! أنا ومنال عارفين دة كويس، طب إيه الفكرة إن بعد شهادة مروة تم جواز نوح الرايق دة منها!.
سيادة اللواء: مش عارف لكن اللي عملتوه غير قانوني وعرضت حياتك وحياته للخطر، عندك فكرة إنه ممكن يبلغ عنك إنك أجبرته على قيادة سيارتُه! وعندك فكرة كمان إن منال محجوزة في المُستشفى لإن عربيتها عملت حادث شنيع؟
ليث بخضة: إيييه! شوفت يافندم بيحاولوا يخلصوا مننا إزاي! أنا لازم أخرُج عشان أوقعهُم وأمسك عليهُم حاجة تدخلهُم مكانهُم الطبيعي.. السجن!
سيادة اللواء: إنت مينفعش تعمل حاجة لإن خدماتك في الداخلية تُعتبر متوقفة، حتى لو أنا مصدقك مفيش في إيدي حاجة، وكمان صحتكم لا تسمح بالعمل.. سيبلي موضوعهُم وأنا هعمل تحريات بنفسي وهشوف ظابط مُتميز حتى لو من مُحافظة تانية، يباشر في ربط أي شيء يخُص الرُباعي دة.. شد حيلك عشان توقف على رجلك لإن وراك تحقيق نيابة لازم يتقفل.
ليث بدموع: طب منال يافندم! هقوم اتطمن عليها البنت دي جدعة وزي أختي.
سيادة اللواء: مالوش داعي أنا كُنت عندها، ٤٨ ساعة وهتفوق وتتنقل غُرفة عادية، سلام.
ليث بنبرة حُزن: تمام يافندم.
خرج سيادة اللواء من الغُرفة ف قعد ليث يتنفس بسُرعة من الغضب، دخلت نرجس وهي بتحضُنه وبتقول: إهدى يا حبيبي، عشان اللي حصل يعني كان بيكلمك؟ إهدى
ليث وهو بيحضُن نرجس: ولاد ال ***.. ضيعوا مُستقبل منال برضو، لازم يتقبض عليهُم.. هتجنن يا نرجسي لو متقبضش عليهُم.
* في منزل عيسى
نوح بتعب: عاملين إيه؟
عزيز بهدوء وهو بيقلع الكاب بتاعُه: كويسين وقولت للحارس يطمنهُم عليك، إنت شد حيلك شوية عشان نتحرك من هنا لحد ما الدُنيا تهدى.
حاول نوح يوقف ف منعُه عزيز بإيدُه وهو بيقول: يا عم إقعُد خطر عليك دلوقتي، أمير زمانُه جاي في السكة كلمتُه من الكُشك على بيتُه برضو، أما عيسى شكلُه هيتأخر عشان متدبس في عيد ميلاد أخوه. أمير هييجي وهروح بيتي أنا ساعتين وراجع.
نوح: لو عاوز تروح دلوقتي أنا هعرف أقعُد لوحدي عادي، مش هيجرالي حاجة.
عزيز: لا هستنى أمير هو كدة كدة جاي.
الباب خبط ف قام عزيز عشان يفتح وهو بيقول: مش قولتلك كدة كدة جاي؟
فتح ودخل أمير وهو بيقول: معلش على التأخير بس عملت كام تليفون للشركة عشان أظبط كام حاجة في الشُغل المتعطل، نوح عامل إيه؟
نوح بتعب: أنا كويس يا أمير.. عندك مشاكل في البيت ولا حاجة؟
قعد أمير على الكنبة وهو بياخُد نفسُه وبيقول: لا لا، المشاكل كُلها في الشُغل وخير هحلها.. المُهم يا رايق عاوزين نخلص من حوار ليث دة، هو عيسى مش جاي ولا إيه؟
عزيز ببرود: بالنسبة لحوار ليث مفيش قُدامنا حاجة غير إننا نهدي اللعب من الاخر لإن الدنيا مقلوبة كدة كدة، أما عيسى متدبس في عيد ميلاد أخوه ومعتقدش هييجي دلوقتي إلا لو عرف يزوغ من عيلتُه بالليل.
أمير بضيق: عيد ميلاد أخوه هو إحنا ناقصين يا جدعان!
* في عربية عيسى
كان سايق عربيتُه ومياسة راكبة جنبه ف قالت: ينفع نعدي على البيت يا حبيبي عشان أغير هدومي؟
عيسى بسُرعة: لا!
مياسة إستغربت وبصتلُه وقالت: إيه الرفض القاطع دة! في إيه يا عيسى؟
عيسى بهدوء: أقصد يعني لبسك كويس بعدين إنتي لسه رايحة لأبويا وأمي إمبارح، تغيري ليه؟
مياسة: لا إله إلا الله! عادي حابة أحضر عيد الميلاد بلبس مُختلف إيه المُشكلة؟
عيسى بإبتسامة بيحاول يداري توتُره: طب ما نعدي على محل شيك نجبلك منه طقم حلو بما إني كدة كدة رايح أجيب هدية ليوسف؟ خليها هديتين واحدة ليكي وواحدة ليه.
بصتله مياسة لحد ما خلص كلامُه بعدها قالت: هو إيه المُشكلة لما نروح أغير وبعدين نر..
خبط عيسى بعصبية على الدريكسيون وقال: المشكلة إنك زنانة!
غمضت مياسة عينيها وصدرها بيعلو ويهبط من الخضة، ندم عيسى على إنفعالُه وقال: معلش يا حبيبتي سامحيني.. أعصابي تعبانة بس مش أكتر.
مياسة: ميهمكش.. متعودة على تعب الأعصاب دة من زمان.
عيسى بعصبية تاني: تقصُدي مين؟؟ عيشتك مع نبيل صح! أنا قولتلك طول ما إنتي على ذمة عيسى الغُريبي متجبيش سيرة دكر تاني قُدامي
مياسة بضيق: عيسى بجد كفاية! نفسي أعرف مالك ليه بتتعامل بالغضب والإسلوب دة إنهاردة؟ حساك مضغوط من حاجة بس مش قادرة أحدد إيه هي! من فضلك إهدى ولو حاجة ضغطاك إحكيلي أنا مراتك وشريكة حياتك مش ست غريبة عنك!
خد عيسى نفس عميق بعدها قال وهو باصص للطريق ببُهتان: مش هتفهميني..
حطت مياسة إيديها فوق إيده اللي ساندها على الفتيس وقالت: لو مش فهماك كُنت زعلت منك على غضبك، لكن لإني عارفة إنك أحن راجل في الدُنيا قدرتك.
ضحك عيسى بسُخرية وقال: أحن؟ يمكن حنين معاكي إنتي لكن أنا في الطبيعي لا حنين ولا نيلة.. كفاية اللي عملتُه طول السنين دي.
مياسة خدت نفس عميق وقالت بهدوء: متغيرش الموصوع وفهمني مالك في إيه.
عيسى سكت شوية بعدها قال بنفاذ صبر من الكِتمان: نوح وعزيز وأمير قاعدين في شقتنا من إمبارح، عشان كدة قولتلك روحي عند أمي.
مياسة بصدمة: بيعملوا إيه في شقتنا؟ عيسى إوعى يكونوا عملوا مصيبة.
عيسى بتعب: معملوش ولا حاجة كُل الحكاية إن نوح تعبان وقاعد في شقتي عشان ميخُضش مراتُه ورفيف.
مياسة بتساؤل وهي رافعة حاجب: والله تعبان؟ تعب عادي زي ما بنتعب ولا تعبكُم إنتوا لا يكون شارب زيادة عن اللزوم ولا واخد رصاصة ولا..
قاطعها عيسى وقال كإنُه بيكُب عليها جردل مياه ساقعة: ركب معاه النقيب ليث الصفتي وأجبره يسوق العربية بيهُم، ف عمل حادث والإتنين صحتهُم إتدشملت.
خبطت مياسة على صدرها وهي بتقول: يا مصيبتي السودا! يعني الحكومة بتدور عليه؟
عيسى خلاها قعدة صراحة ف قالها بوضوح: قصدك الحكومة بتدور ورانا، إحنا الاربعة.
مياسة بصدمة: يالهووي!!!
* في فيلا عزيز القائد
حضنته سيليا جامد وهي بتقوله: وحشتني يا بيبي، سيلا فضلت تسأل عنك وأنا أقولها زمانُه جاي..
لاحظت إنه محضنهاش ف بعدت دراعاتها عنُه وهي بتبُص لوشه الحزين وبتقول: مالك يا عزيز قلبي!
عزيز بصوت باهت: عاوزك تطلعي تلمي هدومك إنتي وسيلا، عشان هحجزلكُم طيارة على بالليل.
سيليا بضحكة: هههههه، مش هتاكُل معايامقالبك إتعودنا عليها يا قائد، يلا تعالى عشان أدوقك الغدا اللي عملتُه إنهاردة.
دخلت المطبخ ووقفت وهي باصة لعزيز اللي لسه واقف مكانُه وعيونه حمرة
رمت فوطة المطبخ اللي لسه مسكاها على الرُخام وقربت لعزيز تاني وهي بتكتف إيديها وبتبل شفايفها وقالت: أوك، مالك وإيه اللي إنت لسه قايلُه دة؟
عزيز بحُزن: إسمعي كلامي لو بتحبيني، إطلعي جهزي حاجتك إنتي والبنت عشان تسافروا بالليل.. عاوز أتطمن عليكُم.
سيليا بقلق: تطمن علينا من إيه ونسافر فين!
عزيز وهو باصصلها بحُب: أتطمن عليكُم من أي حاجة ممكن تضرُكم بسببي هنا.. وهتسافروا عند جايدا تقعدوا معاها هي وإبنها.
سيليا الغضب مسكها وقالتله بزعيق: إنت إتجننت!! أنا أسافر عند البتاعة دي وأقعُد معاها في بيت واحد؟ وعاوزني أسيبك ليه أصلًا!! إيه الوش الغريب اللي إنت جايلي بيه دة!
عزيز بزعيق: إفهمي بقى! مينفعش تكوني معايا في مكان واحد خاصة الأيام دي، وأنا كان لازم أفهمك إن حياتي على كف عفريت ومعلقكيش بيا ونخلف.. بس إتشديت وحبيت، كان غصب عني كان لازم أمتلكك
بعدت سيليا إيديه عنها وقالت بعياط: أنا كُنت فاهمة وعارفة كويس إنك طول الوقت في خطر بحُكم شُغلك، ووافقت برضو على كُل دة لإني فضلت الموت معاك ولا إني أموت من غيرك.. مقدرش يا عزيز متبعدنيش عنك، أنا هستحمل زي ما مامي إستحملت بابي وخلتُه يبطل و..
عزيز بزعيق غاضب: يبطل إيه هي سجاير! دي سكة زفت وأخرتها طين ومش معنى إن أبوكي تاب يبقى توبته عدلة! ماهو عمل شركات من الفلوس الحرام هو وعمامك وإنتي عارفة دة كويس، لا أنا بدر الكابر ولا إنتي سيا! إحنا غير وأنا دخلت خلاص في حيطة سد.. ف عشان المركب كدة كدة غرقانة، عاوز أسيبك بخير إنتي وبنتي.. أنا أحقر من إن يطولك أذى بسببي
عيطت سيليا عياط أطفال وهي بتحضُنه وبتقول: لا عشان خاطري.. عشان خاطري متقولش إن هيحصلك حاجة، إنت هتتوب وهتبقى كويس.
مرضاش عزيز يعيد كلامُه عن التوبة ف بعدت سيليا وبصتله في عيونه اللي دمعت بسببها وقالت: متستمرش في الغلط وتقول ما هي كدة كدة خربانة، مقدرش يا عزيز أنا أضعف من إني أعيش من غيرك.. انا محدش حبني في الدُنيا دي كُلها قدك.
نزل خط من الدموع على وش عزيز وقال: كويس إنك عارفة بحبك إزاي، مينفعش أكون اناني أكتر ولازم ألحقكُم.. لو بتحبيني إطلعي جهزي حاجتكُم عشان هتسافروا بالليل دة اخر كلام
سيليا عيطت بصوت وهي بتقول: لا لا..
خرج عزيز من الفيلا بغضب وهو ماسك دموعه وفضلت سيليا على الأرض بتعيط وهي بتفتكر كلام سيا
” مش عيزاكي تعيشي السواد اللي أنا عيشتُه، الجواز مش حُب وبس الجواز في تضحيات كتير الإتنين بيمروا بيها.. ابوكي وقدر يعدي من الدُنيا على خير، بس هل عزيز جوزك هيقدر وهو بالغضب دة كله؟ بلاش يا سيليا ”
إفتكرت كلامها هي لعزيز قبل جوازهُم وهي بتعيط وبتقوله ” أنا بموت من غيرك كُل مرة لما بسمع إنك بعدت وإن هي بقت على ذمتك حتى لو على الورق، الموت معاك وفي حضنك أحسن مليون مرة من الموت وحيدة ”
إفتكرت كلام عزيز عن كادر أخوها وهو بيقول
” الواحد كان نفسُه يطلع بقوة ونضافة أخوكي، رغم مُحيطه السيء قدر ينفد بجلده ويشتغل بالحلال وأسس بيت أمن بعيد عن الوبش، كان نفسي أكون زيه عشان أحبك طول العُمر من غير ما يكون بيننا حاجز الخوف ولا دُخان الخطر ”
فضلت سيليا على الأرض تترعش وتعيط لحد ما نزلت سيلا وهي بتحضُنها وبتقول: مامي!
سيليا مبترُدش عليها ومكملة عياط ف قالت سيلا: ريحة بابي، هو بابي جه؟
كملت سيليا عياط بعدها قالت بهدوء: إطلعي شوفي اللعب اللي بتحبيها عشان تاخديها معاكي.
سيلا بحماس: فين؟
سيليا بدوخة: عند أخوكي..
* في عربية عاصم
رهف وهي ساندة على العربية قالت لعاصم: إستنى هتصل بيها تاني جايز الفون في المكتب وهي برة عند اللواء مثلًا.
عاصم بزهق: ما نروح وبعد كدة بلغيها؟
رهف برفض: لا لا، لازم أخُد موافقتها الأول أنا إتعودت على كدة.. هووف رّدي يا منال بقى.
ردت ف قالت رهف بلهفة: ألوو، يا موني خضتيني مبترديش ليه.
راغب بصوت مبحوح: مساء الخير يا أنسة رهف.
كشرت رهف بإستغراب وهي بتقول بصوت مُتردد: مين معايا معلش!
راغب بهدوء: معلش إسمعيني وإهدي، منال أختك في المُستشفى عشان عملت حادثة بسيكة لكن هي بخير و..
قاطعت كلامُه وهي بتقول برُعب: مُستشفى إيه!! إسمها إيييه!
راغب بهدوء: ****، متخافيش هي بخير
قفلت رهف وهي حاطة إيديها على صدرها وبتاخُد نفسها عشان متعيطش ف قال عاصم بقلق عليها: في إيه؟؟ وإيه مستشفى دي هي أختك حصلها حاجة!
رهف برُعب: وديني مستشفى **** فورًا منال عملت حادثة.. بسُرعة يا عاصم
عاصم بقلق: طب إركبي.
ركبت جنبه وهو سايق وهي عمالة تعيط، عاصم حاول يهديها ف قال: متقلقيش هتكون بخير، طب اللي رد عليكي دة مين زميلها في الشُغل؟
شدت رهف شعرها وهي بتقول: مش عارفة مش عارفة صدقني! إستغفر الله العظيم انا زي كُل دة متصلتش عليها.
عاصم: إهدي يا حبيبتي أنا جنبك، هتكون بخير هنروح نشوفها أهو
رهف بخوف: يارب!
* في منزل الغُريبي
دخل يوسف ومعاه نيللي وهو بيقول: إيه يا ماما، لقيت بابا فاتح تحت إنتوا مش عارفين إن إنهاردة عيد ميلادي ولا إيه؟
أمه وهي بتمسح الأرض بعد ما علقت الزينة وكنست مطرحها: وحياة أمك؟ والمفروض إننا نأجل شُغلنا عشان عيد ميلاد السفير؟
يوسف عشان متعود يقول لعيسى يا سفير: على ذكر السفير، هو صحي هو ومياسة ولا لسه!
والدتُه: خُشي يا نيللي حُطي التورتة دي في الثلاجة تسقع، أه صحي يخويا هو ومراتُه ونزلوا عشان يجيبوا لسعادتك هدية
ضحكت والدتُه وقالت: مكانش يعرف إن إنهاردة عيد ميلادك، إستغرب وقال لازم ينزل يجيبلك هدية
يوسف بسُخرية عشان أخوه إتجوز: أه طبعًا من لقى أحبابُه نسى صحابُه.
خرجت نيللي من المطبخ وهي بتقول: حطيتها يا طنط خلاص، هروح البيت عشان أخُد شاور وأغير هدومي للعيد ميلاد
والدة يوسف: ماشي ومتتأخريش بقى عشان بعمل ميني بيتزا في الفُرن، تتابعيها معايا
نيللي وهي نازلة على السلم: حاضر من عنيا.
بصت والدة يوسف ليه وهي بتقول: غريبة يعني منزلتش توصلها.
يوسف بضيق: خليها تغور من وشي دلوقتي.. نكدت عليا
أمه وهي بتشيل الجردل بتاع المسح: ليه خير تاني.
قعد يوسف وهو بيقول: وإحنا في محل الحلويات شغالة زن على دماغي، هتبيعوا شقة أمل لمين.. طب ما تخلي أخوك يسيبهالك عشان هو مش محتاج، عشان يكون عندك شقة ليك.. وحوارات بقى
دخلت والدتُه الجردل وهي بتقول: شوف البت خبيثة لأمها إزاي؟ روخرة “يعني هي كمان” مبتبطلش تكلمني عن الشقة دي عينهم عليها من ساعة أم أمل ما ربنا رحمها.
يوسف: وحياة أمي لو فتحت معايا الحوار دة تاني لا ازعلها.
والدتُه: خلاص روق كدة عشان عيد ميلادك، قوم خودلك دوش سُخن كدة وجهز نفسك أخوك زمانُه جاي.
يوسف بإستغراب: معرفتيش هُما ليه باتوا عندنا إمبارح؟
والدتُه: يعني هيكون ليه؟ البيت بيتهُم يابني ييجوا في أي وقت، يلا قوم إعمل زي ما قولتلك أخوك كان عاوز يجيب أكل للضيوف من برة قولتله لا هعمل ورق عنب وفطاير وبانيه.. بدل ما يتخرب بيتُه يابني شيء وشويات!
يوسف: وهتلحقي تخلصي!
امه: قول يارب!
* في المُستشفى
دخلت رهف وهي بتجري في الممر بعد ما سألت الريسبشن عن منال، وعاصم بيجري وراها عاوز يلحقها.
لقت راغب واقف وإتنين ظُباط راحت قربت لراغب وهي بتقول: إنت اللي رديت عليا؟
راغب بتعب: أيوة يا أنسة رهف متقلقيش، الدكتور قال في خلال ٤٨ ساعة هتتنقل لغُرفة عادية
رهف بضيق: مقلقش إزاي؟ هي الحادثة دي حصلت إزاي أصلًا
راغب بحُزن: صدقيني مش عارف، أنا كُنت رايحلها القسم عشان أتطمن عليها وسمعت من الظُباط هناك إنها عملت حادث.. ف جيت وفضلت معاها
عاصم بهدوء وهو بيمد إيدُه يسلم على راغب: عاصم التُركي
راغب سلم عليه وقال: راغب الإدريسي، إتشرفت بيك.
عاصم بهدوء: أشكُرك، طب الدكتور كلمك عن أي شيء خطر مثلًا؟
راغب: لا لا إطلاقًا، كُل اللي قالُه هتتنقل لغُرفة عادية خلال يومين.. متقلقوش.
حضن عاصم رهف من كتفها وهو بيقول: طب يا بابا ما هي بخير أهي، متقلقيش عليها.
رهف بعياط: لو مكونتش إتصلت وروحت معاك وخلاص كان عُمري ما هعرف إن أختي حصلها كدة.
عاصم وهو بيهديها: صدقيني هتكون بخير
قعدت رهف على الكُرسي وجنبها عاصم بيحاول يهديها، خرج راغب فونه وإتصل على أخوه وإستنى لحد ما يرُد
رد بعدها وقال: إيه اللي إنت هببته مع أبوك دة يا راغب؟
راغب بضيق خُلق: بقولك إيه مش طلباك إنت كمان، إنت في البيت؟
أخوه: أيوة بغير هدومي وخارج.
راغب بهدوء: طب إدخُل أوضتي هاتلي قميص وبنطلون عشان أغير أنا كمان، هاتهُم على مُستشفى ****.
أخوه: إيه دة بتعمل إيه هناك؟؟
راغب بعصبية: إنت هتستهبل يالا! مش لسه قايلي إيه اللي عملته مع أبوك.
أخوه: ما انا سمعته بيشتم فيك ومتضايق لكن معرفش ليه، انا جايلك يا معلم إقفل.
قفل راغب معاه وإستأذن من رهف وعاصم عشان يروح الحمام.
راح ودخل راح قلع التيشيرت بتاعُه وبدأ يغسل جسمه على الحوض وإيده.. بص في المرايا بغيظ وإفتكر تهديد أبوه ليه بمنال ف إتضايق أكتر، راح قافل الحنفية بغضب وفضل واقف قُدام المرايا مستني أخوه.
* في عربية عيسى
وهُما راجعين بعد ما جابوا الهدية فضلت مياسة ساكتة طول الطريق، كان عيسى بيبُصلها من وقت للتاني بعدها قال: ندمانة؟
فاقت من شرودها وهي بتبُصله وبتقول: همم؟
عيسى بتكرار: بقول ندمانة؟
مياسة بإستغراب: مش فاهمة.. على إيه؟
عيسى بهدوء: على إنك إتجوزتيني ووقعتي في نفس غلطة جوازك الأولاني.
مياسة بإبتسامة باهتة: شوفت مين بقى اللي بيقارن نفسه بالجوازة الأولانية، لا طبعًا في فرق يا عيسى.. هو فرق مش هيغير الواقع لكن يفرقلي أنا.. هو إني حبيتك وبحبك.. لكن نبيل لا كان صالونات.
إبتسم عيسى بسعادة ف قالت مياسة: بس مش هكذب عليك أنا متضايقة وخايفة.. وأعتقد إنت عارف ليه
عيسى بحُزن: سامحيني عشان خبيت عنك إمبارح.. كُنت مُشتت مش عارف أتصرف إزاي ولا أعمل إيه.
مياسة: وطبعًا القائد إداك تعليمات عُليا عشان تخبي عني، قالك دي بت غدارة مش كدة؟
عيسى بتكشيرة: ليه وإنتي متجوزة كيس مكرونة؟ هسمح لحد يجيب سيرتك قُدامي وأسكُتله! حتى لو قال كدة ف أنا بخرس لسان أي حد ييجي ناحيتك أو ناحية سيرتك.
مياسة: هو قارش ملحتي كدة ليه؟
ضحك عيسى بصوت عالي وهو بيقول: هم يضحك وهم يبكي، جبتي منين كلمة قارش ملحتي دي.. مظهرك يدي على باريس لكن كلامك من عندنا من الحارة
مياسة: والله بيضحك اوي؟ من عاشر القوم يا سي عيسى.
ضحك عيسى تاني وهو بيقول: كمان سي عيسى؟ ماشي يا عم.
رجعلها القلق تاني ف قالت: كُنت وعدتني في يوم إنك تبعد عن السكة دي أول ما تاخُد حقها.. وخلاص يُعتبر خدتُه.. ليه متبعدش عن الهم دة ونعيش ببساطة سوا.. أنا عوزاك يا عيسى وفلوس الدُنيا كُلها متساويش دقيقة جنبك.
عيسى وهو سايق وباصص للطريق: عشان الوقت فات خلاص.
مياسة: مفيش وقت فات طول ما إحنا مع بعض
وصلوا المنطقة وركن عيسى عربيتُه ونزل منها هو ومياسة وهُما شايلين الهدايا، عيسى بصوت عالي لما شاف أبوه فاتح: إيه يا حج غُريبي، أجي أقف مكانك شوية.
الغُريبي: كُلها ساعتين وهقفل الشُغل نايم.. إطلع إنت ومراتك فوق ساعدوا أمك.
جت واحدة ست شايلة سبت عيش وهي بتقول: الله عيسى، عامل إيه يابني معلش محضرتش فرحك كُنت بعافية
عيسى: الله يخليكي، لا ألف سلامة ميهمكيش
بصت الست لمياسة وهي بتقول: اللهم صل على النبي دي العروسة؟ تعالي أبوسك
قربت مياسة للست وباستها ف قالت الست لعيسى: والله لولا الشؤوم اللي حصل، كُنت قولت دي أمل لما كبرت، نفس الشقار والحلاوة.. أصل أمل الله يرحمها ويغفر لأبوها وأمها كانت شمس الحارة، فلقة قمر.
مياسة وشها إتغير وعيسى ملامحه سكنها الحنين وعينيه رفت.
مياسة لقت عيسى ساكت مردش لإنه سرح في الذكريات راحت ردت هي وقالت: الله يرحمها ويغفرلها.. لا أنا إسمي مياسة
قالتها وهي بتحُط دراعها في دراع عيسى راحت قالت الست: ربنا يرزقكُم الذُرية الصالحة ويهدي حالكُن
مشيت الست بعيد راحت مياسة سحبت دراعها من دراع عيسى وشالت الهدية وطلعت لفوق، شال عيسى هديتُه وطلع وراها وهو بيبُص لشقة امل وبيتخيلها.. غمض عينّه وفتحها عشان صورتها تروح من قُدامه وراح داخل الشقة
والدتُه اول ما شافتُه قالت: كويس إنكُم جيتوا، إتهد حيلي عاوزة أريح رجلي شوية واقعُد وفي نفس الوقت عاوزة أتابع الفُرن لا الحاجة تتحرق
مياسة وهي بتخلع الشوز: حبيبتي يا ماما هتابع أنا إرتاحي.
دخلت مياسة المطبخ وبدأت تكمل اللي عملته حماتها
حط عيسى الهدية على الأرض وقال: يوسف كُل دة بيجيب التورتة؟
والدتُه فردت رجليها على الترابيزة وهي بتقول: لا ما هو جابها خلاص هو والبت نيللي ودخل ياخُد دوش، على سيرة البت نيللي إقعُد عاوزة أكلمك في موضوع.
قعد عيسى وهو بيرفع كُم القميص بتاعُه وبيرجع راسه لورا بإرهاق وهو بيقول بسُخرية: إيه يوسف عاوز يخطُبها ولا إيه؟
حركت أمه بوقها يمين وشمال وقالت: البت خبيثة لأمها، أصل امها من ساعة وفاة أم أمل الله يرحمها وهي بتفاتحني في موضوع الشقة بتاعتهُم عاوزة تشتريها عشان تبقى تأجرها لحسابها يعني وتاخُد الإيجار كُل شهر، أنا يخويا قولتلها دي شقة إبني عيسى هو الوحيد اللي حقُه يتصرف فيها
إتعدل عيسى وبص لأمه بنظرة شر وقال: وهي تكلمك في حاجة زي كدة ليه هي مال أمها بالشقة!
والدته: انا عارفة! المُهم انا سمعت من هنا وخرجت من الناحية التانية وعديت يعني الكلام.. جه أخوك إنهاردة من برة ومنفوخ على البت، مالك يا ولا.. قالي يا ماما حصل كذا كذا.. البت مفتحاه في موضوع الشقة وبتقنعه ياخدها منك عشان قال إيه يتجوزوا فيها.. راخر لسن هيدخُل الجامعة جواز إيه اللي المنيلة دي بتخططلُه مش عارفة.. فاض بيا بقى منهُم قولت أكيد أمها موسوسة في ودنها
عيسى بعصبية: عارفة لو شوفتهم في العيد ميلاد هطلع ****.
والدته عضت على شفتها اللي تحت وقالت: إخص عليك حد يقول لفظ زي دة ومراتُه جوة؟
خرج يوسف من الحمام وهو بينشف شعرُه بالفوطة وبيقول: إيه دة يا برو إنت جيت!
عيسى بغضب: البت دي مالها ومال شقة أمل هي وأمها؟ لمها يا يوسف أنامش عاوز ازعلها عشان عاملك إنت حساب.
يوسف بهدوء: يابا لاممها والله لو فتحت معايا السيرة تاني أنا اللي هزعلهالك
باس يوسف راس عيسى وقال: يا عم روق كدة، الهدية شكلها فخم بصراحة
عيسى بعصبية: بنت ال*** فورت دمي.
والدتّه وهي بتاكُل ترمس: لا ولا تفور دمك ولا حاجة، هما كدة من زمان سماويين وعينهم على اللي في إيد غيرهم، جوزها برضو مرتبه مش أوي ف معيش الولية وبنتها في نقص
مدت مياسة راسها من المطبخ وهي بتقول: الميني بيتزا خلصت يا ماما وغطيتها بقُماشة عشان متنشفش، أحط الباتيه دلوقتي ولا الفطاير الأول؟
والدة عيسى: لا إستني أنا جاية عشان ميخمروش في الصيجان، هه يا مُعين يارب.
طبطبت والدته على كتفه قبل ما تدخُل المطبخ وقالت: قوم يما ريحلك جوة شوية شكلك تعبان، ولما يبدأ العيد ميلاد هصحيك.
عيسى وهو بيفُك زُرار القميص: أريح إيه هو اللي زيي بيرتاح
قعد يوسف على الكنبة وربع رجله وهو بيسحب الفون من على الشاحن، إتصل برقم وإستنى لحد ما يرد بعدها قال: إيه يا بوهيمي، حبيبي وإنت طيب.. عاوزين حجات ساقعة بالتتين كدة عشان الناس.
عيسى شاور ليوسف بإيده برقم ثلاثة ف رفع يوسف حواجبه بسعادة وهو بيقول: بقولك إيه يا بوهيمي خليهُم ثلاثة، ياعم أه اللي عطانا يعطيك ههههه
عيسى بتعب: خليه يبعت كرتونة مياه معدنيه عشان مبشربش من الحنفية.
يوسف: بقولك ومعاهم كرتونة مياه بقى، إشطا عليك.. ياعم بطل صياح هنزل أشيل معاك.. هههههه ماشي ياعم.. مختلف أه عشان خلصت ثانوية ف هو عيد ميلاد على إحتفال.. إشطا إطلع بس.. سلام.
قفل يوسف معاه ف قال عيسى: بمُناسبة الثانوية نتيجتك إمتى؟
يوسف: الإسبوع الجاي.. ربنا يستر عشان ابوك ميعلقنيش على باب المحل
عيسى بصُداع وهو بيدعك عينُه بإيدُه اللي فيها الدبلة: ليه إنت مش عملت اللي عليك! خلاص.. دة لسه قدامك جيش بعد الجامعة وحوارات.. أنا خلصت الجيش فاضل إنت.
يوسف: يوووه ياعم ليه النكد دة إنهاردة! .. هقوم أنزل للبوهيمي أساعدُه
نزل يوسف ف خرجت مياسة من المطبخ وهي بتجيب شعرها على جنب وبتحُط إيديها على رقبة عيسى من ورا وبتقول: إيه يا بابا عاوز تريح جوة! شكلك تعبان.
عيسى بتعب: تعبان فعلًا بس مش هيجيلي نوم ما إنتي عارفة.
مياسة بهمس: الكلام دة لو كُنت هتنام لوحدك، تعالى هنيمك في حُضني مش هتحس بحاجة.
بصلها عيسى وهي واقفة قُدام كُرسيه وقال: ولو منمتش، أعمل فيكي إيه؟
سحبته مياسة من إيدُه وهي بتقول: لا هتنام، تعالى
دخلوا الأوضة وقفلوا على نفسهُم.
* في منزل نوح
رفيف بصدمة: صِبا!
صِبا بتعب: لا لسه هتتصدمي ونسلم ونبوس على الباب، دخليني لأحسن الحمل تاعب ضهري ورجليا.
دخلت صِبا وقعدت راحت رفيف رايحة ناحيتها وهي بتقول بسعادة: مبسوطة أوي إنك جيتي دة أنا كُنت قاعدة بضرب أخماس في أسداس.
صِبا بتعب: أه ما أمير حكالي، وقالي روحيلها ونسيها.. بعيد عنك سايبة حماتي وبنت عم امير لوحدهم والإتنين محتاجين رعاية بس هما نايمين دلوقتي، إيه ليه نايمة هنا إنتي وأختك؟
رفيف بضيق: عشان حابسة بنت الكلب في مكتب نوح.
صِبا رفعت حواجبها وقالت بهمس: مروة!
رفيف بضيق منها: أيوة ست زفتة، عاوزة تطلع من هنا على قسم الشُرطة تودي نوح في خبر كان. ف حبستها.
ضحكت صِبا وقالت: يا جبروتك وقدرتي عليها؟ يخربيتها عاوزه تحبسه معندهاش حُب ليه خالص.
رفيف بغيرة: حُب مين حبها بُرص.. محدش حب نوح قدي.. وهي عارفة كويس إنها مبتحبهوش وقاعدة هنا غصب عنها.
صِبا: طب والأكل والشُرب والحمام.
رفيف: الأكل والشُرب بدخلهم ليها وبقفل تاني بسُرعة، في الأول كسرت الطُباق بس بعدها لما قرصها الجوع سمعت صوت الأكل بيتاكل.. والحمام ياختي مكتب نوح في حمام صغير كدة لضيوفه.
صِبا حكت إيديها على بطنها وقالت: أنا مش فاهمة إيه الهم اللي محاوطنا من كُل ناحية دة.
رفيف: أه والله، جبت اخري بقى مخلياني نايمة بعين مغمضة وعين مفتوحة، جبت الفرش وقولت هقعُد قُدام المكتب.. ما هعمل إيه من الخوف.. وأختي بنيمها جنبي تخاف تنام لوحدها فوق.
خدت صِبا نفس عميق وقالت: طب ما يطلقها ويغورها لأهلها.. ما هو دة اللي هي عيزاه أساسًا.
رفيف: يارييت كُنا خلصنا، بس هو فين نوح دلوقتي ما هو تعبان وأنا قلبي هنا قلقان عليه.
صِبا: أمير حكالي برضو، طب إيه ما تجيبي أختك وتيجي تقعدوا معانا القصر واسع وكله ستات.
رفيف بتبريقة: لا مقدرش، هقعُد هنا عشان الزفتة المحبوسة دي.. وكمان عشان استنى نوح.
صِبا بتعب: وإنتي هترهني نفسك هنا عشانها! الحرس ياخدوا بالهُم منها
رفيف: لا لا.. برضو لو جعات بعملها لقمة تاكلها وبعمل للحرس نفسهم أكل.. هستنى نوح هنا.
صِبا بإبتسامة: والله يا بت إنتي طيبة وقلبك أبيض عشان كدة أول ما شوفتك حبيتك، اما التانية اللي جوة دي نظراتها مش مُريحة ومبتنزليش من زور
رفيف بإبتسامة: حبيبتي القلوب عند بعضها، تشربي إيه بقى؟
صِبا بتعب: مياااه عطشانة أوي.. متجبليش حاجة تانية عشان عاملة نظام غذائي للحمل مع الدكتورة.
* فجر اليوم / اليوم قبل يوم القبض عليهُم
عيسى كان ماسك فاس وبيخبط في الحيطة في شقة أمل وعزيز وراه وهو بيبُص بصدمة.
خرج عيسى قطعة أثار وهو بيبُص بصدمة لعزيز اللس فاتح بوقه وبيبُص لعيسى
عيسى إفتكر كلام المايسترو عن أبو أمل: دة خاين ومرجعش الأمانة لصحابها.. وكان تمن خيانتُه روح بنتُه
إفتكر كلام امه عن إن أم نيللي عايزة الشقة راح قايل بنبرة غلط: يا ولاااد الكااالب.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)