رواية سفير العبث الفصل الأول 1 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الجزء الأول
رواية سفير العبث البارت الأول
رواية سفير العبث الحلقة الأولى
■ التنهيدة الأولى ■
| يتشرف سفير العبث بدعوتك لأعمق نُقطة داخل جحيم جهنم ، على السادة المدعوين طلب الأمنية الأخيرة قبل السقوط | #بقلمي
نافذة زُجاجية عريضة ، عليها ستاير مُرتبة مفتوحة على الجانبين وظاهرة العالم اللي برا
وقفت حمامة سودا وهي بتنقُر على الإزاز مُصدرة صوت مُزعج للنايم داخل الغُرفة ، لكنها سُرعان ما طارت بعيد أول ما قطرات المطر بدأت تنزل
إتفتح باب الغُرفة ودخلت مُمرضة مظهرها هادي ومُبتسمة ، شايلة بوكيه ورد لون إسود ولون أبيض لكن الأبيض قُليل وعامل دايرة في نص البوكيه
حطت البوكيه جنب السرير وهي بتقول بهدوء : حمدالله على سلامتك يا مايسترو ، الحرس بتوع حضرتك وصوني عليك وكمان الدهبي بيه
المايسترو على سرير المُستشفى : أنا ، هخرُج إمتى ؟
المُمرضة بهدوء : مش دلوقتي خالص صحتك تعبانة لسه
المايسترو بتعب في راسه : بقالي أد إيه هنا ؟
المُمرضة بصدمة : شهر ! إنت نسيت ؟
بلع ريقه وهو بيقول بتعب : منسيتش ، بس دا وقت كبير عليا والقُعاد عندكُم عِلة ، عاوز أروح الفيلا بتاعتي
المُمرضة بهدوء : بقالك يومين بس فايق من الغيبوبة ، الخبطة كانت شديدة على راسك والحادثة صعبة .. دا عربيتك إتدمرت
أخد نفسه بالعافية وهو بيبُص بتعب جنبه للبوكيه وبيقول : من مين دا ؟
سحبت المُمرضة الكارت وهي بتبُص فيه وفجأة ملامح وشها إتعقدت وهي بتقرأ بصوت واضح : دا حد كاتبلك جُملة غريبة أوي ( تخيل أن يُعيدك القدر للحياة مرة أخرى حتى نلتقي لقاء أخير ) – سفير العبث
المايسترو بإرهاق : سفير العبث؟ مين دا !
* داخل قصر الدهبي
وقفت صِبا ب بنطلون إسود وجاكيت إسود جلد ، وشوز بيضا وهي لامة شعرها ومكتفة أيديها وواقفة جنب شجن ببرود
شجن هانم وهي قاعدة على كُرسيها : أمير كلمني عشان أجبلك فُستان تحضري بيه الفرح
بصتلها صِبا بطرف عينيها وقالت ببرود : لا كتر خيره ، سمح للراجل يُخرج حي من بيته وحابسني هنا غصب مش عاوز يطلقني
شجن بهدوء : دا أقل واجب ، واحد غيره كان قتله
سكتت صِبا ومردتش وهي باصة قُدامها بقهر ..
نزل أمير لتحت وهو بيقول لوالدته : في مطر غزير برا ، أنا خايف يفرشوا الطاولات دلوقتي ويجهزوا الحاجة ف تبوظ
شجن بهدوء : فعلاً الجو سيء إنهاردة ، شعرك كدا جميل جداً يا أمير ، بدلتك جت ؟
أمير بتنهيدة وهو مُتجاهل صِبا تماماً : أه جت ، تابعي إنتي ولوسيندا العروسة وصلت ولا لا
كانت صِبا بتبُصله بنظرات كُلها حُزن وهو مُتجاهل وجودها كإنها شبح
طلع لفوق مرة تانية ف غمضت عينيها وقلبها بيدُق بوجع
* داخل منزل العقرب
سيلا بنت عزيز خرجت من أوضتها وراحت لأوضة العقرب اللي رادد الباب بتاعها ، دخلت لقت سريره فاضي وحمامه مقفول ف عرفت إنه جوا
طلعت على السرير بالعافيه لإنه عالي عليها وفضلت تهز في رجلها مستنياه يطلع
في الحمام كان واقف العقرب بشعره الطويل اللي تحت ودانه ورابطه لورا بأستك إسود ، رافع التيشيرت بتاعه وبيحسس بصعوبه على مكان الجرح
أخد نفس عميق وهو نغمض عيونه وبيفتكر أخر لحظة حلوة بينه وبين مياسة لما وقع وهي لحقته وسندت راسه على رجلها في السطح ، فتح عينه مرة تانية وهو باصص للمرايا نظرة شيطانية بحتة
غسل وشه على السريع وفتح باب الحمام وهو خارج وعلى كتفه وشم العقرب
بص لقى سيلا في وشه وقاعدة على السرير بتبُصله بطفولية
العقرب بنبرة غليظة ولكن هادئة : إيه اللي خرجك من أوضتك وجابك هنا
سيلا بطفولية : جعانة
العقرب ببرود : مفتحتيش الثلاجة ليه ؟
رفعت سيلا أكتافها وقالت : فتحتها بس فاضية
العقرب ب وش باهت : أه صح ، نسيت إن من إمبارح مفيش أكل
سيلا بطفولية : هو إنت مش بتاكُل ؟
سكت العقرب شوية وهو بيقول بهمس : خليكي بعيدة عني يا بنت عزيز ، عشان أنا لما بتعلق بحاجة بتروح
سيلا بلماضة : صوتك واطي
العقرب بنبرة غليظة : روحي إلبسي هدومك ..
نزلت من على السرير وهي بتدحرج زي اللعبة لحد ما وصلت للأرض وخرجت من الأوضة ، غير العقرب هدومه ومبقاش يلبس جاكيتات على اللحم زي زمان .. لبس بنطلون إسود ، وجاكيت جلد بُني غامق وأيس كاب لونه إسود
طلع يستنى سيلا برا في الصالة وهو قاعد بيحُط قُرص فوار في كوباية مياه ومستنيه يفور عشان يشربُه
خرجت سيلا وهي لابسة الفُستان بتاعها وبتلبس الجاكيت الصُغير بتاعه
بص العقرب على رجليها الصُغننة وقال : هتبردي طالما رجليكي مكشوفه ، ملبستيش الشراب الطويل ليه ؟
سيلا بلوية بوز : عشان مش بعرف مامي كانت بتلبسهوني ، ولما بلبسة بتكعبل وبقع ..
شرب العقرب شوية من مياه الفوار بعدها حط الكوباية ببرود وقال : هاتي هلبسهولك الجو برد ومطر
جريت على الأوضة جابتله شرابها ووقفت تتنطط قُدامه
بصلها برفعة حاجب ف وقفت مؤدبة
العقرب : دخلي رجلك يلا ، وأسندي بإيدك عليا
دخلت رجلها وهي بتغني وبتقول : لو كُنت عاوز أكله حلوة هنية تعالى كُل بومبة لحمته حلوة طرية ، كلوا كلوا مشوي كلوا كلوا مقلي بومبا دا واد محصلشي هيهيههههي
أبتسم العقرب وهو بيقول : يلا وكملي غُنا في
في العربية
سيلا بفضول : هنروح فين ؟
العقرب بملل : مش بتقولي جعانه ؟
سيلا بلوية بوز : وعاوزة أشوف مامي وبابي هما ليه سابوني هنا ، إنت مبتحبنيش ومتضايق مني
عض العقرب على شفته ف عورها بعدها قال : أنا أسف ، أنا مش متضايق منك أنا زعلان عامة ، وبابا وماما كويسين وقاعدين عند جدو ، هما سايبينك هنا عشان مفيش حاجة وحشة تحصلك .. عارفين إن دا أكتر مكان أمان ليكي
طبطب العقرب على ظهرها وقال : في سلسلة حديد في أوضتي عارفة الحديد ؟
حركت سيلا راسها بمعنى أه ف قالها : هاتيها بقى
جريت على أوضة العقرب ف رجع ظهره لورا وهو بيفتكر سلسلته الأصلية اللي سابها مع مياسة ، حس أن سيرتها بتوجع قلبه ف حب يغير الموضوع عشان يقدر يُخرج مع البنت ويأكلها
* في أحد المُستشفيات الخاصة vip
كانت مياسة بتمسح مرايا الحمام وبتنضف حواليها ، بصت على رقبتها في المرايا شافت السلسلة راحت مخرجاها من جوا اليونيفورم وهي بتبوس الحديدة اللي كان العقرب بيضغط عليها بسنانه بغضب ، بتبوسها بشغف وبتُحضنها وهي بتقول بصوتها اللي شبه صوت الأطفال : على طول حطاها عند قلبي ، دايماً
دخلت واحدة من البنات وهي بتبُص لمياسة بغيظ وبتقول : بتتأملي جمالك في المرايا ؟ بقالك ساعة في الحمام بس ! أذا كنتي تحت التجربة بنشوفك شاطرة ولا لا ، إسمعي دي مُستشفى للشخصيات المُهمة لو هتقصري في التنظيف إمشي من نفسك أحسن
مياسة بتعب : مقصرتش ، أنا لو باخُد وقت ف عشان بشتغل بضمير ، سيبيني في حالي ومتقطعيش عيشي من هنا إنتي متعرفيش حكايتي
البنت قربتلها خطواين وقالت قُدام وشها : بطلي تبُصي في المرايا وتتخيلي نفسك مرات حد مهم ، إنتي مش حلوة أوي يعني إنتي عاملة نظافة هنا ، فهماني طبعاً
خرجت زميلتها ف سندت مياسة على الحوض وهي بتفكر في العقرب ، الشيء الوحيد اللي بيخليها حاسة إنها عايشة .. رغم كُرهه الشديد ليها في الوقت الحالي .. فات شهر ولكن أتغير فيه كُل حاجة ، ياريت الوقت يرجع لليوم إياه
كانت كُل شيء إتغير ، لكن هي مُتأكدة إنه بقى إنسان تاني تماماً .. خاصة بعد إختفاؤه المُتعمد عن كُل اللي حواليه ، جراحه خلقت منه شيطان ومبقاش جواه ذرة واحدة من الرحمة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)