روايات

رواية سفاح الملجأ الفصل السادس 6 بقلم بيتر ايفانجل

رواية سفاح الملجأ الفصل السادس 6 بقلم بيتر ايفانجل

رواية سفاح الملجأ الجزء السادس

رواية سفاح الملجأ البارت السادس

سفاح الملجأ
سفاح الملجأ

رواية سفاح الملجأ الحلقة السادسة

” لقد قتلوني مئات المرات .. ”
بعد خروجنا من السرداب أو المسكن اللي تحت الأرض ، أنتبهنا إن النهار شقشق والساعة بقت ٧ صباحاً واستغربنا جداً من الوقت اللي مر علينا من 2 بعد منتصف الليل لحد 5 صباحاً معناها أن عدى علينا 5 ساعات بدون مانشعر بالوقت وكأننا نزلنا داخل فجوة زمنية أبتلعت الدقايق بسرعة ..
أفترقنا أنا وسحر بعد أتفاق مابنا أننا مانخرجش من الملجأ مع بعض ، تخرج هي الأول وانا من بعدها على أننا نتقابل تاني عند العمارة اللي ساكن فيها في مصر جديدة ، وطبعاً بعد أعتراضات كتير منها وافقت أخيراً
وبعد ساعتين تقريباً أتقابلنا من تاني عند العمارة ، وطلعنا سوا شقتي وعند باب الشقة وقفت قلقانة ومترددة ، فقولتلها ؛
– ماتقلقيش مني ياسحر أنتي أكيد عرفاني كويس ، مش انا الشخص اللي يتخاف منه عليكي
= انا واثقة فيك يارمزي ، بس ليه مصمم نكون في شقتك
– عشان حاجات كتير ، منهم أن أي مقابله بنا في مكان تاني خارج الملجأ هيتقال عنك قصص وحكايات مش صحيحة وخصوصاً أنك ست متجوزة ..
= طب هنسيب الباب مفتوح ممكن
– اللي يريحك اتفضلي أدخلي وسيبي الباب
دخلت سحر وقومت أنا حسب أصول الضيافة حضرت فطار ومن بعدها قدمت القهوة وقعدنا نتكلم في الصالون قدام الباب
وبعد شوية دردشة جانبية سألت سحر فى اللي يخص موضوعنا الرئيسي :
– قوليلي بقى أيه حكاية الاغنية اللي سمعناها وقولتي أن اكيد ليها معنى وتفسير
= الاغنية بتتكلم عن واحدة أنها كانت في حال وأتبدلت لحال لدرجة أنها بقت تتسول لقمتها وأسم الاغنية معناه
” إنها بتدحرج زي الحجر ”
– بس اللي أحنا شوفناه كان طفل ماكانتش واحدة ، أيه دخل الطفل بمعنى الأغنية
= ماهو أنت برضو ظهرتلك واحدة فى المطبخ لما فقدت الوعي ..
– طيب المهم دلوقت نشوف الكتاب ده بيقول أيه
مسكت سحر الكتاب وقلبت في صفحاته وقالت :
= دي مذكرات شخصية مكتوبة بخط يدوي أكيد هتلاقي هنا قصة سكان السرداب الاصليين واللي حصلهم
أخدت منها الكتاب وفتحته من صفحته الأولي ، وبدأت اقرا بصوت عالي القصة المكتوبة حسب رواية صاحبتها وكان المكتوب كالأتي ….
” أسمي لوسين أتولدت سنة 1896م من أسرة أرمنية غنية فى شرق الأناضول، كنت جميلة كالقمر ومحل أهتمام الجميع عشت طفولتي كالأميرات مدللة ومحبوبة .. ولكن أتبدل الحال بمرور الأيام والسنوات
سنة 1914
كان والدي واخويا الكبير بيشغلان مناصب سياسية في البلاط العثماني ، ولكن بعد تولي حزب تركيا الفتاة السلطة وحكم الإمبراطورية ، أعتقلوهم وأختفوا وسمعت فيما بعد أنهم أتقتلوا رمياً بالرصاص تنفيذاً لحكم اعدام بتهمة الخيانة ..
وفى سنة 1915
اتعرضنا لحملات عنيفة ضد شعبنا فى شرق الاناضول وتم طردنا من بيوتنا واراضينا وتهجيرنا الى مناطق بعيدة ، وكانت هجرتي انا وأمي واخويا الطفل الصغير عبر الصحراء الى شمال سوريا ..
اتعرضت للاغتصاب بشكل جماعي وحملت لكن الحمل لم يكتمل واتاخد مننا كل مانملك من مال او مجوهرات حتى الطعام ، وقبل وصولنا لشمال سوريا أتقتلت أمي في محاولة فاشلة لدفاعها عني أنا واخويا من الاعتداءات المستمرة ..
بقيت مسؤوله عن أخويا كأم وأخت ليه ، من حياة كريمة الي حياة مهينة وذليلة دي كانت حياتي وقتها ، تحملت وتقبلت كل شئ لحماية أخويا ولكن النجاة كانت على أيد شخص صالح له علاقات ونفوذ قوية وقدر يهربنا على مصر
وكنت سعيدة بالسفر للبلد دي لانها كانت تحت الحماية البريطانية فترة الحرب العالمية الاولى اللي كانت فيها بريطانيا وفرنسا وروسيا العظمى ضد تركيا والمانيا والنمسا والمجر..
وصلت مصر في سبتمبر 1915
وتولت رعايتنا اسرة مصرية طيبة مكونة من زوج وزوجة في منتصف الخمسينات من عمرهم وماعندهمش أطفال ، الزوج هو الشيخ حسن مرعي من شيوخ الطرق الصوفية وزوجتة السيدة الفاضلة أمينة جاويش اللي أهتموا بينا أنا وأخويا كأب وأم لينا واتعلمت على أيد الشيخ حسن اللغة العربية واللهجة المصرية وكل شئ يخص تاريخ مصر وحضارتها القديمة ،
عشت معاهم سنة واكتر
لحد ماتعرفت على ظابط أنجليزي أسمه “أوليفر”
وتطورت العلاقة بنا للحميمية وعشقته حد الجنون والهوس ، كان بالنسبالي العوض الرائع عن كل شئ مرّ ومؤلم فى الفترة الأخيرة ولما اكتشفت إني حامل طلبت منه الجواز ، ولكن فوجئت أنه بيتهرب وبيرفض بشكل غير مباشر ، وقتها هددته أنه مش هيشوفني تاني ، اما الجواز او نهاية علاقتنا للأبد
وده شجعه أنه يتقدملي ويطلبني للجواز من أسرتي الجديدة الشيخ حسن وماما أمينة وقالهم أنه هياخدني ونسافر لبريطانيا ونتجوز ونعيش هناك وهما رحبوا بالزواج والسفر وأني أبدأ حياة جديدة في مستوى أفضل وطبعاً كنت طايرة من الفرح ..
وأستغربت من موقف ماما أمينة لما قدمتلي صندوق مجوهرات ثمينة خاص بيها كانت ورثاه عن جدودها وماكنتش بتفرط في أي قطعه منهم ولا بتستخدمهم .. ولكنها قالتلي أني بقيت بنتها اللي من حقي أورثها لان هي مابقتش أم الا لما ظهرت في حياتها أنا وأخويا ..
فى وقت رحيلي عنهم ووداعهم بكوا وانا كمان بكيت وماكنتش متخيلة أني حبيتهم للدرجة دي ، انا خسرت أهلي ولكن كانوا هما البديل الجميل عنهم بس سنة الحياة أجبرتني على الرحيل ..
أخدني اوليفر انا واخويا لفيلا في مكان غريب بعيد عن العمار والناس وقال اننا هنعيش فيها فترة لحين ميعاد السفر ، وفى البدايات كان بيعاملني بلطف وحب ولكن مع الوقت لاقيت نفسي محبوسه في سكن تحت الأرض من غير سبب وبقى يعاملني بقسوة انا واخويا وشوفت على ايديه الضرب والأهانة ونظرات الاستحقار ، كنت بالنسبالة مجرد لحمة رخيصة نهشها العثمانيين وقطاع الطرق وأن كان اكرملي أموت نفسي بدل مااعيش بعار الدنس الجسدي ..
لما سمع حكايتي في الأول كان بيتظاهر قدامي بالتعاطف ولكن أكتشفت أني بالنسباله مجرد عاهرة بعد عمليات الاغتصاب اللي اتعرضت ليها وان لو كنت شريفة لكنت رفضت الحياة من وقتها ..
وبرغم أني حامل في طفله لكن مارحمنيش كان بيربطني زي الحيوانات وبيمارس فيا الوان من التعذيب والاهانات كنت بقبل وبسكت بقلة حيلة، لكن كنت بتحول لكائن شرس لما بيعتدي على أخويا
وفي يوم مشؤم نزل لعندي مع أصدقائه وقدمني ليهم للاستمتاع والترفيه ، ضربوني وربطوا أيديا ومارسوا معايا الجنس بوحشية وهما سكارى لحد مانزفت والجنين اللي في بطني مات ، حالة من الصراخ والهلع أصابة أخويا اللي كان بيحاول ينقذني من أيديهم ولكن قدروا يسكتوه للأبد بعد ماشخص منهم فقع عينه وقطع لسانه ..
حاولت أقاوم وأقوم أنقذه وماقدرتش كنت بصرخ وببكي بجنون ماقدرتش أحميه من أيديهم لحد مافارق الحياة ..
خسرت الأخ والأبن في يوم واحد ، وعرفت أن الأنسان هو أشرس حيوان على وجه الأرض ، أحلامي اتبخرت وكل اللي كنت منتظره أعيشه أنتهى ..
فقدت الوعي لأيام بعد إصابتي بحمى شديدة ونجيت منها بأعجوبة ، وحزنت لنجاتي كنت بتمنى الموت بشدة ولكن الموت كان بيهرب مني ، حتى الموت كان مصمم على إذلالي
انقطع اوليفر عن زيارتي لفترة طويلة لحد ماجثة أخويا اتحللت قدام عيني وبقي هيكل عظمي ، ونقلت رفاته في صندوق للأحتفاظ بيها وغطيته بالمجوهرات اللي أخدتها من ماما أمينة لأن بقايا جسده هي كنزي الحقيقي اللي يستحق الأحتفاظ بيه ويفوق تمنه كنوز الأرض
حاولت الأنتحار ولكن كان بيمنعني شئ أهم من موتي ، كان بيمنعني الأنتقام ؟ أزاي أسيب الحياة بسهولة كده بدون أنتقام ؟ خلاصي ماكنش في موتي خلاصي كان في قتلهم !!
أنتظرت فترة لحد ماسمعت صوت باب الملجأ بيتفتح وظهر قدامي أوليفر نازل على السلم الخشبي واول ماشافني أبتسم وقالي ” اشتقتلك ياعاهرتي الفاتنة ” وقابلت إبتسامته بالابتسام والدلال وعيشته يوم جميل بسحر أنوثتي ومارست الجنس معاه لفترة متواصلة بدون أنقطاع لحد مانام من شدة الأنهاك والتعب ووقتها ربطته بنفس الحبل اللي كان بيربطني بيه فقعت عينيه وقطعت لسانة وأستمتعت بتقطعيه ببطئ وعلى مراحل كتير ، كنت بتلذذ من سماع صراخه وأستغاثاته ، وأتمنيت أنه يفضل عايش مايموتش ، ولكنه للأسف مات بين ايديا
جمعت جسده وحطيتهم في دولاب سري في المكتب بابه خلف علم بريطانيا المعلق على الحائط ، وحاولت بكل الطرق اخفي الروائح النتنه من المكان وأعدت فرش المسكن بطريقة أكثر شياكة وحيوية وخبيت صندوق رفات اخويا بالمجوهرات بعيد عن الاعين ..
وقدامي حالياً فرصة للهرب ولكن أهلاً بالسجن والموت انا دلوقت فى انتظار اصدقائه للأنتقام
إن أنهيت أنتقامي هاخد الصندوق وهخرج من هنا وهسافر إلى أرمينيا ووقتها بس هدفن رفات اخويا كما يليق به بعد لما أكون أنتقمت لأجله من اللي قتلوه وأن قتلوني فهيتأكل جسدي وينتهي وهتفضل رفاتي جنب رفات أخي للأبد
النهاردة ٥ يناير ١٩١٨
جالي واحد من اصدقائه ومعاه خضروات وفواكه ولحوم ووسكي من اجل سهرة جنسية جماعية ووعدته بإعداد كل شئ يتناسب مع رغباتهم وجهزت كل حاجة الساعات بتمر ومازلت في انتظارهم
الجنس والسكر سلاحي للأنتقام اليوم ….”
أنتهت كلمات المذكرات لحد هنا وقفلت الكتاب وبصيت لسحر اللي كانت بتبكي بدون توقف ، مسكت إيديها بلطف وقولتلها بهدوء :
– أهدي ياسحر وكويس أننا فهمنا قصة المكان الغامض ده
= يعني هي هربت من الأتراك وإفتكرت أنها هتكون في حماية الإنجليز يقوموا يعملوا فيها كل ده
– المحتل ماعندوش قلب ولا رحمة أنجليزي.، تركي ، فرنسي ، أيطالي كلها مجرد أسماء بتختلف لكن الصفات الوحشية واحدة تعطشهم للدم وانتهاك الحقوق الأدمية شئ عادي جداً في قواميسهم ، بستغرب زمان لما كانت بتحصل مفاضلة بين مين الأحسن المحتل الانجليزي ولا المحتل الالماني ، وكأننا كنا مجبرين نختار بين السيئ والاسوء
= بس أتبسطت بجدعنة المصريين معاها برغم أنهم كانوا تحت الإحتلال وقتها ، لكن أتبنوها وراعوها هي وأخوها وكمان ورثت منهم كأنها بنتهم ده بالنسبالي كان شعاع النور الوحيد في القصة المؤلمة دي
– المهم دلوقت ، أنا برضو مش فاهم هي ليه بتقتل اللي في الملجأ وأيه علاقة الأغنيه اللي سمعناها بيها ، دي أغنية من الستينات واخوها اتقتل سنة ١٩١٧ تقريباً يعني قبلها بكتير جداً
= ممكن يكون ألقصد من الأغنيه وصف حالتها بس ملهاش رمز معين نفسره
– ويمكن ليها تفسير وهدف وألا مكناش نسمعها في السرداب
= طيب خلينا بس نفكر براحة ، أخوها أتفقعت عينيه واتقطع لسانه وأتقتل وده نفس اللي حصل للي أتقتلوا في الملجأ ولحد الأن ماقتلتش واحدة ست ولا طفل كل اللي قتلتهم رجالة ، وقتلت اوليفر ودفنت جثته في دولاب سري وأخر كلماتها قالت أنها هتنتقم من اصدقائه ووقفنا لحد كده ، يبقى أكيد اتقتلت ، فين بقى جثتها ؟ وفين الصندوق ؟
– عندك حق لما نزلنا سوا ماكنش في أي أثر للصندوق ولا حاجة تدل على جثتها !! أنا مش عارف ألمفروض نعمل أيه
وأيه حل اللغز اللي يخلينا نوقف جرايم القتل واستمرارها في الأنتقام وبعدين اشمعنا بدأت تقتل من يوم الحفلة اللي روحت أصورها !!!
ليه بعد كل السنين دي جايه تقتل في رجالة الملجأ.!!
= عشان اكيد حاجة حصلت لما رغدة أكتشفت السرداب
– أنتي صح ، أنا كدة فهمت إللي حصل واللي لازم يحصل ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفاح الملجأ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى