روايات

رواية سفاح الملجأ الفصل الرابع 4 بقلم بيتر ايفانجل

رواية سفاح الملجأ الفصل الرابع 4 بقلم بيتر ايفانجل

رواية سفاح الملجأ الجزء الرابع

رواية سفاح الملجأ البارت الرابع

سفاح الملجأ
سفاح الملجأ

رواية سفاح الملجأ الحلقة الرابعة

من المفترض أن يخاف الناس من المجهول،
ولكن الجهل يصبح نعمة
عندما تكون المعرفة مخيفة.
” لوريل هاميلتون”
“ولما رغدة عايشة امال راحت فين ؟ ”
قولتها لسلوى اللي سمعت سؤالي وتجاهلت الرد لدقائق تقريباً
كانت بتشرب قهوتها بهدوء وثبات وربما كان ده أسلوب نفسي بتستخدمه لإخفاء أمور أكثر تعقيداً جواها
كنت منتظر إجابتها بصبر شديد ، وكنت براقب بعيني حركتها
وتعبيرات وشها وقبل نفاذ صبري بلحظات ردت وقالت :
– رغدة كانت بتشتغل معانا وسابت الملجأ من قبل الحفلة بايام معدودة
= سابت الشغل ليه ؟
– ماعرفش لكن هي قررت فجأة تبعد ، وأظن ماحدش يقدر يقف قدام رغبتها ، هي حرة ؛
= وأيه اللي مخليكي واثقة انها بعدت عن الملجأ ، جايز تكون اتقتلت وماخرجتش منه
– اخر يوم ليها وبعد ماودعتنا كلنا ، فضلت معاها انا وعم سمير لحد ماركبت التاكسي ، أنت ليه مصمم إنها أتقتلت !!
= لأن ده التفسير المنطقي بالنسبالي ، صورة بتوصلني بطريقة عجيبة وبشوف فيها واحدة حافية بملامح حزينة وبيظهر جزء من راس طفل مستخبي وراها ، وبتحصل عندي مصايب في الشقة تخص عالم الارواح لا يمكن تكون صنع بشر ، وده غير جرايم القتل المتسلسلة اللي حصلت في الملجأ والقاتل مجهول ، من الطبيعي أربط صاحبة الصورة بكل ده وإنها لا يمكن تكون حية ، مع العلم أن حسب كلامك نفس الصورة اللي معايا موجودة عندك لكن هي مش ظاهرة فيها ولا كانت موجودة وقتها ..
– ومع ذلك هي عايشة زيي وزيك مش شبح ، ومشيت من الملجأ من قبل الحوادث اللي حصلت ..
= فين عنوانها , أوصلها ازاي ؟
– عنوانها هتلاقيه فى دفتر سجل العاملين بالملجأ وأكيد هتلاقي تليفونها كمان ، والدفتر ده مع مس كوثر اللي بقت حالياً مديرة الدار من بعد قتل أستاذ فؤاد
= وحسب كلامك أني مش هقدر أخش الملجأ بسبب البوليس
– لكن من حقك تدخل لو بقيت موظف في المكان ..
= اشتغل في الملجأ !!
– فترة مؤقته لحد ماتجمع كل الخيوط اللي توصلك لهدفك ، أظن مشوارك بيبدأ من الملجأ مش من برة ..
= أيوه بس هشتغل أيه ؟
– أي حاجة مش هتفرق ، وانا ممكن أحددلك ميعاد مقابلة معاها على أنك محتاج وظيفه ..
= وهتوافق بالساهل كده
– بما ان عندنا عجز في الموظفين أكيد هتوافق
= لكن انا اتعرفت إني مصور وجيت صورت الحفلة واتقبض عليا بتهمة قتل المدير
– طالما قاعد قدامي دلوقت معناها إنك طلعت بريئ ، أنت مش متهم بحاجة ولا في مشكلة تمنعك من الشغل في المكان وأظن أن مس كوثر مش فكراك أصلاً
بعد مقابلتي مع سلوى وموافقتي على تحديد ميعاد مع مس كوثر عشان اتوظف في الدار ، بقيت في حيرة ولخبطة ، أنا بسعى لأيه ؟؟ وأيه اللي ممكن أعمله اكتر من اللي شرطة بتعمله ؟ هو انا فعلاً هقدر أحمي الأطفال من السفاح المجهول ده ؟
وياترى رغدة عايشة فعلاً ولا ميتة !!
روحت شقتي برغم الحاجز النفسي اللي بقى بيني وبينها ، الشقة بالنسبالي بقت مقبرة مخيفة ، طريق مظلم مالوش نهاية لكن اللي كنت متأكد منه أن الشئ اللي ورا كل اللي بيحصل في شقتي مش قصده موتي ؛ وألا كان زماني ميت بسهولة من أول محاولة منه
أول مادخلت في الشقة لاحظت خيال بيجري من الصالون بأتجاه الطرقة اللي بتودي للغرف والمطبخ والحمام ، قفلت الباب ورايا ووقفت للحظات في مكاني ، أترددت بين إني أدخل ولا أرجع افتح الباب وأخرج من الشقة ولكن سمعت صوت لا يمكن أقاوم نداه
صوت هز قلبي وصدمني
صوت يستحق إني أفضل في الشقة وماروحش لأي مكان تاني ، كان صوت أمي ..
سمعتها بتناديني بأسمي
” أنت جيت يارمزي ! ”
ماقدرتش أرد وأنتظرت أني أسمع الصوت من تاني واتأكد أنه كان صوت أمي ..
دقيقة واحدة والصوت أتكرر ..
” مين اللي جه برة ، إنت اللي برة يارمزي ؟ ”
فرحت وجريت بأتجاه مصدر الصوت ، كانت في اوضة من الاوضتين المقفولين اللي مش بفتحهم ابداً ، فتحت بابها ووقفت قدامها ، كانت قاعده على السرير بتغزل التريكو هوايتها المفضلة ، سابت اللي في ايديها وبصتلي باستغراب وقالت :
– مالك يابني ، وشه أصفر ليه كده ، تعالى قرب ياحبيبي وقولي فيك أيه ؟
= ماما !!
– تعالى يارمزي قرب اقعد جانبي هنا ..
= ماما ، هو حضرتك لسه عايشة !
– أنت عايزني أموت يارمزي ؟
= لاء انا .. انا ماقصدش بس …
قربت منها بخطوات مترددة وبطيئة ، وبمجرد ماقعدت جنبها حاوطتني بأيديها وضمتني لصدرها وطبطبت على ضهري وقالت بنبرة حنانها المعتادة :
– سلامتك من كل شر يانن عيني
= لو كنتي مجرد خيال وهلاوس بتحصلي فأتمنى أفضل فيها على طول
– باين عليك محسود ياضنايا وفى حد أبن حرام أذيك
= الموضوع أكبر من الحسد بس أنا مش فاهمه للأسف
– طب قوم يارمزي روح هاتلي ورقه ومقص من الاوضة التانية المقفولة عشان اعملك عروسة واخرمهالك بالابرة واحرقها عشان تاخد العيون الوحشة معاها
= ياماما دي تخاريف يعني العروسة الورق لما تتخرم وتتحرق هتحميني كده خلاص
– قوم بلاش غلّبة مالكش دعوة أنت ،
– حاضر ياأمي هدخل أجبلك اللي عيزاه ، بس أرجوكي أوعي تمشي في اي مكان خليكي هنا
= هروح فين ماتقلقش مش ورايا حاجة خالص غيرك
قومت وخرجت من أوضتها بخطوات سريعة ، وحطيت أيدي على اوكرة باب الاوضة التانية المقفولة ، وبمجرد فتح الباب حسيت بتيار هوا شديد خارج منها واول ما رجليا خطت عتبته أتنفضت في مكاني وشهقت بذهول لما شوفت قدامي مس كوثر قاعدة على مكتبها ، بصيت حواليا بصدمة وأندهاش ، وسمعت صوت بيقولي :
– أتفضل أقعد يااستاذ رمزي ..
= مس كوثر !!
– مظبوط أتفضل استريح وقولي أيه خبراتك السابقة ؟ أشتغلت فين قبل كده ، خريج أيه ، عندك كام سنة ؟
= انا جيت هنا ازاي !!؟
– ازاي يعني أيه مش انت طلبت مقابلتي لأنك محتاج وظيفة ؟
= أيوه صحيح بس انا ماجتش هنا لوحدي انا كنت في البيت وبعدين ….
– انا ماعنديش وقت لحكايات حضرتك ، انت عايز تشتغل فعلاً ولا انا فاهمة غلط ؟
بلعت ريقي بصعوبة وأتلفت حواليا وبصيت على باب المكتب للحظات وانا بسأل نفسي ” ازاي ده حصل ؟ ”
– أستاذ رمزي سامعني ..
= أيوه أيوه انا سامعك ممكن بس كوباية ماية ..
مدت أيدها على جرس على مكتبها وأستدعت بتاع البوفية اللي عرفت أن أسمه سمير او عم سمير وطلبت منه ليمون ومايه عشاني وفضلت مركزة عليا بنظرات حادة فى أنتظار إني أتكلم وارد على أسألتها..لكن انا كنت في عالم تاني فاقد القدرة على التركيز او حتى الثبات الأنفعالي ، كانت حركاتي اللا ارادية وتعبيرات وشي بتدل على أني متوتر جداً ومش طبيعي ، لكن كنت مضطر ألملم نفسي وارد عليها :
= انا اسمي رمزي ٢٦ سنة وأشتغلت في محل بيع أقمشة وانا صغير عند الخواجة كوستا ولكن فيما بعد فضلت إني اشتغل في مجال التصوير وهي دي بس خبراتي السابقة
– مؤهلك الدراسي ؟؟
= دبلوم تجارة
– يعني بتفهم في الحسابات ؟
= شاطر فيها نوعاً ما
– كويس جداً انا محتاجه حد يمسك حسابات الدار ، عم صالح سنه كبر وعايزه اللي يمسك مكانه وهو أكيد هيعلمك وهيفهمك اي حاجة تحتاجها قبل مايمشي
= يعني انا كده أشتغلت خلاص
– مبروك ، واهلاً بيك معانا
= انا بشكر حضرتك جداً ، وطبعاً هشكر بنفسي استاذة سلوى
– مين سلوى ؟!
= اللي قدمتني لحضرتك وحددتلي الميعاد لمقابلتك
– ماعرفهاش ، هي قالتلك أنها تعرفني ؟!
= سلوى يافندم اللي شغاله معاكم هنا
– مافيش وحدة هنا بالأسم ده !
= امال سيادتك بتقابليني على اساس أيه ازاي مافيش سلوى
– انت بتزعقلي ولا ايه ؟ وطي صوتك وأنت بتكلمني ماحدش هنا بيرفع صوته قدامي أنت فاهم
= أنا اسف بس أرجوكي ريحيني ازاي مافيش سلوى وازاي انا قاعد معاكي دلوقت
– قاعد معايا لانك جيت من يومين وطلبت تقابلني وسيبت رقم تليفونك وأتصلنا بيك عشان نعرفك ميعاد المقابلة وبالفعل أنت جيت قدامي ، لكن مافيش سلوى اللي بتقول عليها
= هو كان في موظفة عندكم اسمها رغدة جمال ؟!
– رغدة !! أنت تعرفها منين ؟
= جاوبيني من فضلك
– أيوه بس دي مشيت من هنا
= مشيت ولا اتقتلت
– ياساتر !! بقولك مشيت يعني أستقالت انت عندك مشاكل سمعية ولا أيه عرفني ؟
= ممكن أعرف عنوانها
– تقربلها أيه عشان تعرف عنوانها ؟
= ليها عندي شئ يخصها محتاج اوصلهولها
– أسفه مابطلعش بيانات الموظفين لأي حد ألا بطلب رسمي من جهة حكومية
= طب على الأقل كلميها على تليفون بيتها واستأذني منها
– أنت ايه حكايتك ؟! مين سلوى ومالك برغدة وجي تشتغل فعلاً ولا عايز أيه بالظبط ؟
= أقدر استلم الشغل من أمتى
– من النهاردة لو حبيت
= انا جاي أشتغل وسعيد أن حضرتك وافقتي على أني اكون من ضمن أسرة العمل في الدار
قومت ومشيت من قدام أستاذة كوثر وكنت بفتح الباب بقلق وخوف من أني الاقي نفسي في مكان تاني ، ولكن لما فتحت الباب لاقتني فى الدار زي منا الاطفال بتجري وبتلعب والدادات والمشرفات حواليهم والموظفين بيتحركوا قدامي لممارسة اعمالهم ، وناديت واحدة منهم وسألتها عن سلوى واتأكدت ان سلوى ملهاش وجود بنهم ، قولت في نفسي أن جايز يكون صابني مرض نفسي بعد الأحداث الأخيرة واللي بيحصل معايا تهيأت ، مافيش سبب منطقي يخليني أشوف المرحومة أمي فى شقتي برغم أنها ميتة من ٦ سنين ولا أني اشوف سلوى اللي ملهاش وجود ولا كل الخيالات والاصوات والاحداث اللي حصلتلي في الشقة غير المرض النفسي ..
اتجهت لمكتب عم صالح ، وعرفته بنفسي ورحب بيا وكان سعيد أن في شخص هيحل مكانه ويستلم الشغل من بعده وفهمت منه أنه هيمشي بعد ايام من المكان وأنه كان صابر بس لحد مايجي الشخص البديل اللي هو انا ..
دارت بنا دردشة عادية زي أي اتنين بيتعرفوا على بعض في أول مقابلة بنهم ولكن كنت بسرح كتير وهو بيتكلم ومن وقت للتاني كان هو بيلفت نظري أني سرحان
لكن فوقت من قلة تركيزي وأنتبهت لكلامه لما سمعته بيقول
– الناس شغالة وهي خايفه ولكن مضطرين يشتغلوا ، البلد مافيهاش شغل والحال واقف
= خايفين من أيه ياعم صالح ؟
– هو انت ما درتش باللي اتقتلوا هنا ولا أيه لتكون جي عمياني ومش عارف
= لاء عارف ، المدير ومعاه أربعة تانيين يوم الحفلة ومن بعدهم أتنين تاني ماتوا بنفس الطريقة
– الله يرحمهم ، ويعتر الشرطة على ولاد الابالسة اللي عملوا كده
= تعرف واحدة اسمها رغدة ، رغدة جمال ؟
– أه دي مشيت من هنا بقالها يجي أسبوعين ولا شهر مش فاكر
= هي عايشة ؟
– أه الحمدلله نفضت من الحوادث اللي هنا
= مش شاكك في حد يكون ورا الجرايم اللي حصلت هنا ؟
– كل اللي هنا مسالمين ماحدش فيهم مؤذي ، أكيد حد غريب عن الدار
= مافيش طيب واحدة اتقتلت هنا قريب ؟
– لاء كل اللي ماتوا رجالة لحد دلوقت بس أنت ماتشغلش بالك ، اللي ليه نصيب في حاجه هيشوفها
= وانت مش خايف ياعم صالح
– أكدب لو قولت مش خايف ، أكيد خايف
= خايف من أيه وانت ناويت تمشي
– أن القرار اللي خدته ده صح ولا غلط ، أقعد من الشغل وكفاية لحد كده ولا الوحدة فى البيت زي المقطوع هتخليني أندم
= أفندم !! ده اللي مخوفك ؟
– امال هخاف من أيه تاني في موقفي ده ..
= خلينا نتكلم في الشغل أحسن ، قولي أيه اللي هيبقى مطلوب مني هنا ..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفاح الملجأ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى