روايات

رواية سفاح الملجأ الفصل الخامس 5 بقلم بيتر ايفانجل

رواية سفاح الملجأ الفصل الخامس 5 بقلم بيتر ايفانجل

رواية سفاح الملجأ الجزء الخامس

رواية سفاح الملجأ البارت الخامس

سفاح الملجأ
سفاح الملجأ

رواية سفاح الملجأ الحلقة الخامسة

كنت في مكتبي بمارس مهام وظيفتي الجديدة ، مرت عليا أيام مانتبهتش لعددها ، جايز كانوا يومين وجايز أربعة ويمكن أكتر ، لكن المهم أني فهمت وأتعلمت من عم صالح كل حاجة ، أتعلمت بسرعة وهو كمان كان سعيد بده لأن بقى عنده الفرصة اللي تخليه يمشي من الملجأ ، بعد ما لاقى البديل المناسب اللي يحل محله ..
الأيام اللي فاتت كانت هادية وطبيعية مافيهاش أي شئ غامض او مريب ، وكنت أعتقدت أن الكابوس أنتهى ومع ذلك فضل جوايا أصرار أني أعرف حكاية رغدة وليه ظهرت في الصورة اللي معايا ! ومين القاتل
اللي أنهى حياة 7 أشخاص بشكل بشع ،
وكمان أعرف حكاية سلوى اللي ظهرت وأختفت في لمح البصر ، ممكن أقول أن سلوى كانت حالة نفسية أدت لهلاوس بصرية وسمعية وإنها ماكنتش موجودة وخصوصاً أن انا الوحيد اللي شوفتها ، أما غادة فهي موجودة وده بأجماع كل اللي في الملجأ يعني لا يمكن تكون وهم ..
كنت بتأمل خيوط البخار اللي خارجة من فنجان قهوتي وولعت سيجارة وبدأت أطفي رمادها في الفنجان ، عادة غريبة بحبها وبحب أشرب القهوة بالشكل ده غير أني مدمن لطعم البن ، فى نهاية الفنجان لازم أكل البن اللي في اخره عشان أقتنع أني شربت قهوة..
لكن قطع حالة الاسترخاء اللي كنت فيها صوت أنثوي جميل ، صوت ساحر لا يمكن مقاومته ، صوت لا يمكن يتنسى او يتمحي من جوايا ، رفعت راسي بحركة بطيئة واتسعت عيني من الدهشة والذهول لما لاقتها هي !! فضلت باصص عليها مابتكلمش لحد ماكررت كلامها وقالت :
– بقول أزيك يارمزي …
= معقول !
غريب أوي انك تلاقي أكتر شخص كنت بتتمنا تشوفه من تاني في مكان بعيد عن كل تخيلاتك ، أنك تشوف الأنسانة اللي أجبرت قلبك ينبض بالحب عشانها لأول مرة فى زمان ومكان مايتناسبوش مع الصدفة دي ، كانت اللي واقفه قدامي ، زميلة الدراسة القديمة والحب الأول اللي مازال عايش جوايا
قومت من على مكتبي بحركة لا إرادية درامية تشبه لحظات اللقاء والأشواق زي أبطال الأفلام والمسلسلات
قربت منها كأني مجذوب ووقفت قدامها وأنا باصص في عينيها بنظرات فرح ممزوجة بالتشكيك والأستغراب ، مديت ايدي ولمست أيدها عشان أتاكد من وجودها قدامي
وبابتسامة رقيقة ومثيرة منها قالت :
– أيوه انا يارمزي ، أنا سحر شاكر !
= لكن ازاي ؟؟
– بشتغل هنا زيي زيك ، لكن الفرق أن أنا متطوعة بدون مقابل
= انا مش مصدق ، أول مره تحصلي صدفة جميلة بالشكل ده , ولو أنها صدفة مش منطقية وعقلي مش قادر بستوعبها
– عامل أيه يارمزي , أحكيلي عن أحوالك وحياتك ؟
= تعالي أقعدي ياسحر ، و ياريت ماتسألنيش عن حاجة لمدة ساعة ع الأقل خليني شايفك وبس من غير كلام ..
قعدت قدامى وفضلت مركز بعينى عليها لكن هي كانت بتحاول تتهرب من نظراتي الثابتة بخجل ، ولما حسيت أنها أتوترت ، أضطريت أبدأ كلام وقولتلها :
– سنين طويلة مرت ولكن الصدفة جمعتنا
= 5 سنين مش مدة طويلة للدرجادي
– انا بقول أنهم كانوا خمسين سنة ويمكن خمسماية إستحالة كانوا خمس سنين بس
= تعرف لما أتقال إن فى موظف جديد مكان عم صالح وسمعت أسمك ماصدقتش وقولت أكيد ده تشابه أسماء، وده اللي خلاني أدخل لعندك عشان اتأكد
– انتى بتشتغلى هنا من امتى. ؟
= من حوالي ٤ شهور بس ، لكن مش متواجدة يومياً لانى بقدم عمل تطوعي زى ماقولتلك ومش على قوة المكان
– عارف أنك بتحبي الأطفال جداً ومتوقع منك تطوعى فى خدمتهم
= بس صعبانين عليا خالص ، ياريت ينقلوهم لدار تانية بعيد عن المشاكل والجرايم اللى هنا ..
– وأنتى ماخوفتيش تتواجدي هنا بعد كل اللى سمعتيه ؟
= لاء مش خايفه على نفسي انا خايفه عليهم زى ماقولتلك
– طب ممكن نقوم من هنا وتسمحيلى أعزمك على العشا برة
= … مش هينفع ، بس انا مبسوطة أنى شوفتك
– ليه مش هينفع ؟ احنا فيها ، محتاج اتكلم معاكى كتير وأسمعك أكتر
= رمزي ، انا مضطرة أمشي وأكيد هشوفك تانى
حركت إيدها وحطتها على ايدها التانية وبدأت بصوابعها تحرك دبلة فى أيديها بطريقة ملفتة للنظر ، وقتها أتبدلت ملامحى بملامح الصدمة والحزن وقولتلها :
– إنتى أتجوزتي ياسحر ..
= متجوزة من سنتين حد محترم وكويس جداً هبقى اعرفك عليه فى أقرب فرصة
سكت وماقدرتش أرد حتى نسيت أقولها مبروك او أي كلام مجامل من نوعية الكلمات اللي بتتقال في اللحظات دي ، وهي حست بحالتي والتغيير المفاجئ اللي طرئ عليا وقامت بهدوء من قدامي ومدت أيديها بالسلام ومشيت ..
حسيت بغضب مكتوم جوايا وقولت في نفسي ” أيه لزوم الصدفة دي ؟ كأن القدر جمعني بيها تاني عشان يطلعلي لسانه ويقولي إنها برضو مش ليا ..
“أجبلك قهوة تاني تشربها بدل اللي بردت دي يااستاذ رمزي ”
قالها عم سمير اللي ماعرفش دخل المكتب أزاي من غير ماحس بيه ! بصيت على فنجان القهوة للحظات وهزيت راسي علامة الموافقة ، لكن قبل مايخرج قولتله :
– قولي ياعم سمير ، تعرف واحدة أسمها رغدة جمال كانت بتشتغل هنا ؟
= أه اعرفها طبعاً ، خير مالها ؟
– أيه رأيك فيها وأنطباعك عنها ؟
= بنت ناس ومتربية وماشوفتش منها حاجة وحشة بس فهمني بتسأل عليها ليه ؟ دي مشيت من قبل أنت ماتيجي المكان
– خير ماتقلقش مافيش حاجة ، ليها أمانه عندي وكنت عايز أوصلهالها بس معرفش عنوانها ..
= طب ماتسأل أبلة كوثر عندها بيانات وعناوين كل اللى اشتغلوا هنا
– أه عندك حق فاتتني دي ، طب فاكر أخر يوم لرغدة هنا يوم ما استقالت ومشيت ؟
= مش فاكر أحداث ، الذاكرة عندي بعافية شوية بس انا اليوم ده وصلتها لحد التاكسي ومن بعدها ماشوفتهاش تاني
– كان معاك اليوم ده حد تاني وأنت بتوصلها
= لاء كنت لوحدي
– يعني ماكنش معاك وحدة إسمها سلوى ؟
=و سلوى دي تطلع مين ؟!
– ماتشغلش بالك خلاص ، شكراً ياعم سمير أتفضل أنت
خرج عم سمير من مكتبي ، وفضلت قاعد في مكاني بشرب قهوة وبدخن سجاير شربت أكتر من 5 فناجين وحوالي علبتين سجاير من غير ماحس لحد مافوقت على أن سجايري خلصت ، وقتها أنتبهت أن الساعة بقت 10 مساءاً فبدأت أجمع متعلقاتي الشخصية وأستعد إني أروح شقتي ، وخرجت من المكتب سرحان ومهموم والحقيقة ماكنتش عارف سبب الحالة دي كان أيه ؟ ياترى بسبب أنشغال عقلي برغدة والقاتل وسلوى والملجأ ؟ ولا بسبب سحر اللي شوفتها بعد غياب سنين وطلعت متجوزة ؟
على بعد خطوات من مكتبي من بعد ماخرجت منه سمعت صوت صرخة ، صرخة قوية مصدرها المطبخ ، ناديت على عم سمير أو حد من الدار لكن ماحدش رد عليا وده أضطرني أني أدخل بنفسي أشوف مين اللي صرخ ..
كنت ماشي فى الممر اللي بيوصلني المطبخ ومستغرب من الهدوء التام اللي في المكان !! معقول كلهم مشيوا وماحدش هنا !! حسيت بتيار هوا ساقع خلاني اترعش وسمعت أصوات شبابيك وأبواب بتفتح وتقفل وأنوار الممر كانت بتطفي وتنور ، وسمعت أصوات بكا من اماكن متفرقة فمقدرتش أحدد مكان معين وانتفضت بفزع لما شوفت دم ، خيوط من الدم فى الممر متوزعة بطريقة عشوائية ولكن أقربهم ليا خيط دم بيوصل للمطبخ ، خوفت ولاقيت إني مش هقدر أكمل ولازم أخرج برة الملجأ ، لأن لو دي جريمة قتل جديدة فوجودي في المكان هيخليني في موضع أتهام من تاني ..
أستدرت بأتجاه طريق الخروج من الممر ولكن بمجرد مالفيت جسمي خبطت في شيئ غريب وقعني على الأرض من قوة الأصطدام ولما بصيت قدامي ملاقتش حاجة. ، وسمعت أصوات بكاء طفل وقتها الشجاعة دفعتني أني اقوم وأدخل المطبخ وأشوف ايه اللي بيحصل ..
قومت من مكاني بحركة سريعة وفتحت باب المطبخ ، لكن لاقيته فاضي دخلت جواه بخطوات حذرة وانا براقب كل ركن حواليا وأتخضيت لما سمعت حاجات بتخبط فى بعض ولما ركزت على مصدر الصوت لاقيت إنها اواني الطبخ بتتحرك لوحدها وبيخبطوا في بعض وبيقعوا من مكانهم والشبابيك بتفتح وتقفل وباب المطبخ أتقفل عليا ، كنت بردد أسم الله جوايا وبحاول أتمالك اعصابي اللي على وشك الأنهيار التام حاولت أخرج من المطبخ لكن خبطت من تاني في شيئ وقعني على الأرض ..
وسمعت صوت بيقول:
” ماحدش هيعيش يارمزي ، هما اللي أختاروا ”
رفعت راسي ناحية الصوت اللي بيكلمني وشوفت ظل أسود ، كان شئ مرعب ومخيف تراجعت لورا وانا بزحف على الأرض مش قادر أقوم من مكاني ، والظل كان بيقرب مني ولمحت على ايدي بقع دم برغم أني مش مجروح ولما بصيت لفوق ،، لاقيت ان الدم بينزل من اللمبة اللي فوقي كانت بتنزف كأنها كائن حي ، لكن ماكنتش هي لوحدة اللي بينزل منها دم كل حاجة حواليا كانت بتنزف دم ، صرخت لطلب النجدة والمساعدة ، ماحدش سمع صوتي ، والظل بقى بيقرب عليا أكتر ، غمضت عيني من الخوف فى أنتظار اللي هيحصلي وتوقعت أن دي نهايتي ، بس حسيت بأيد بتتحط على راسي ففتحت عيني وشوفت قدامي رجلين بنت لابسة فستان مسكت دماغي وقالت :
” لكن في أيدك تنقذهم ، الحل مكتوب “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفاح الملجأ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى