رواية سفاح الملجأ الفصل الأول 1 بقلم بيتر ايفانجل
رواية سفاح الملجأ الجزء الأول
رواية سفاح الملجأ البارت الأول
رواية سفاح الملجأ الحلقة الأولى
عشان تعرف قصتي لازم تسيب كل حاجة في ايدك وتقعد لوحدك وتسمعني وانا بحكي عن القصة المرعبة اللي قلبت حياتي رأساً على عقب ..
إسمي رمزي مصور فوتوغرافي وبعشق مهنتي ولكن اوقات بتوصل لمرحلة إنك تكره أكتر شئ بتحبه وتتجنبه بعد ماتتعرض لمواقف صعبة لا يمكن نسيانها ..
سنة 1985
كانت السنة اللي بدأت فيها مجال التصوير وكان عندي معمل تحميض خاص بيا فى شقتي ( ميدان سفير – مصر الجديدة )
٤ غرف ومطبخ واتنين حمام وفراندة كبيرة ، دي كانت تقسيمة الشقة بتاعتي وده شئ كان مضايقني جداً ، لأن المساحات الكبيرة للشخص الوحيد والعازب بتكون مش مريحة نفسياً ، إتساع رقعة الفراغ من حواليك بتأثر على نفسيتك وحتى خيالاتك وافكارك
من الـ ٤ غرف اختارت غرفتين أصغرهم كانت غرفة نومي والاكبر خصصتها لشغلي ، ومن هنا أبتدا حبي يزيد فى مجال التصوير ، لأني حر ومدير نفسي وعندي مشروع مفتوح في بيتي ، مهنة بتضيع وقتي وبتشغل عقلي طول اليوم عن أي أفكار محبطة أو ذكريات مؤلمة ..
وفي يوم أتطلب مني أصور حفلة فى ملجأ للأيتام ، كانت حفلة للترفيه عن الاطفال هناك وبرغم إن يوم اليتيم تم الإحتفال بيه لأول مرة سنة 2004 من خلال جمعية الأورمان في مصر ألا إن الملجأ ده وقتها كان بيعمل حفلات مشابهة سنوياً لنفس فكرة “يوم اليتيم” ، وبالفعل روحت الحفلة وبدأت ممارسة مهام شغلي ، تصوير اللحظات الجميلة والمشاهد المميزة للذكرى ، وبعد ماخلصت مهمتي وبعد إنتهاء الحفل إتجهت لمكتب المدير عشان أخد جزء من حسابي لحين تسليمهم الصور ،
خبطت على الباب خبطتين
لكن ماكنش في رد
خبطت تاني وأنتظرت الرد
وبرضو ملاقتش إستجابة
فقررت أفتح الباب وأشوف المدير جوه اصلاً ولا لاء
وبمجرد مافتحت الباب سمعت صرخة مرعبة من الداخل
وكانت أضواء الغرفة مش ثابته بتنور وتطفي بنفس طريقة البرق كأن فى عاصفة رعدية حلت عليها ..
قلبي اتقبض وحسيت بخوف شديد سيطر عليا كنت هتراجع عن الدخول ، ولكن الإنسانية دفعتني إني أدخل وأشوف مين اللي صرخ وخصوصاً انه كان صوت أنثوي
دخلت بخطوات حذرة وبطيئة كنت بتحرك وانا بتلفت حواليا في الغرفة اللي كانت فاضية مافيهاش حد غيري ، وقبل ماقرر الخروج لمحت أيد شخص ظاهرة من تحت المكنب
جريت ناحيته ، وبصيت تحت المكتب واتصدمت ..
شوفت شخص سمين الجسم ولابس بدلة وملطخ بالدم ، وإصابتني حالة من الهلع لما أكتشفت ان عينيه مش موجودين ، اتخلعوا من مكانهم ومافضلش غير تجويف عظام العين والدم نازل منهم ، تراجعت عنه بانتفاضة وصرخت بأعلى صوتي
” المدير أتقتل ، المدير اتقتل ”
لكن ماحدش جالي وكأني لوحدي في الملجأ ، جريت بسرعة عشان أخرج بس الباب اتقفل لوحده وأتحبست في الغرفة ..
بقيت ادور على شباك او أي منفذ للخروج من المكان وملاقتش ، وفجأة سمعت صوت دربكة من حواليا ، الكراسي والمكتب وأي حاجة في المكان كانت بتترفع عن الأرض ، فضلت أصرخ وأطلب النجدة ، وفي نفس الوقت كنت بدعي ربنا ينجدني ..
وفي خلال دقيقتين الباب كان أتفتح وكل حاجة اترفعت من مكانها أتهبدت ع الارض في لحظة ، ولاقيت قدامي المشرفة مس كوثر بصت ناحيتي بأستغراب ودهشة عن سبب وجودي فى الغرفة وصرخت بأعلى صوت لما شافت جثة المدير على الأرض ، ووقتها الموظفين ظهروا واتلموا فى المكتب وأتنين منهم مسكوني ولاقتني بتضرب وبتربط فى كرسي لحد ماتوصل الشرطة للمكان ، واتهموني طبعا بإني القاتل
أتقبض عليا واتجريت بالكلبشات لقسم الشرطة وبعد الأسئلة والضرب فيا ، دخلت الحجز ومن بعدها اتعرضت على النيابة للتحقيقات ، ووكيل النيابة كان أنسان متفتح ومهذب للغاية ، عاملني بأحترام وكلمني بهدوء وسمع مني اللي حصل حسب روايتي انا ..
وبعد ماخلصت وقولت اللي شوفته رد وكيل النيابة وقالي :
– أنت كده كده هتخرج وهأمر بالافراج عنك من سراي النيابة بضمان محل اقامتك لحين استدعائك تاني اذا لزم الأمر
= يعني انا براءة من التهمة خلاص
– جاتلي مكالمة من قسم الشرطة اللي كان محتجزك ، فحواها إنهم لاقوا جثث تانية في الملجأ ، ٤ جثث مقتولين بنفس طريقة المدير ، تقطيع فى مناطق متفرقه من الجسم والعيون متشاله من مكانها ، ودول ماتوا بعد القبض عليك مباشرة والغربب إن بالكشف الجنائي تبين إن الوفاة حصلت بسبب سكتة قلبية ..
=سكتة قلبية !! ده المدير كان غرقان في دمه وشكله يدل أنه اتقتل بالة حادة او سلاح أبيض
– مظبوط لكن اللي حصل انه مات بالسكتة القلبية اولاً ومن بعدها في حد قطع في جسمه بالشكل ده وخلع عينيه وده اللي حصل مع باقي الجثث..
= حضرتك لو هتصدقني ممكن أحكيلك كمان عن الامور المرعبة اللي حصلت في الغرفة
– مرعبة زي أيه ؟
وهنا إتشجعت وحكيت تفاصيل اكتر عن وقت دخولي الغرفة ، صوت الصراخ الأنثوي الغامض والمرعب ، الأضواء اللي كانت بتنور وتنطفي ، الباب اللي اتقفل لوحده ، أثاث المكتب اللي اترفع لوحده وأتهبد على الارض ، وبعد ما أنهيت كلامي أبتسم وكيل النيابة بشئ من السخرية وقال :
– عايز تقول ان في عفاريت قتلتهم ؟!
= انا حكيت لحضرتك اللي حصل بالظبط تفصيلياً ، وسيادتك اللي تحدد مين قتلهم
– لو طاوعتك يارمزي وقولت ان أسباب الوفاة لضحايا الملجأ عفاريت وأشباح ، فلا يمكن هسجل ده في التحقيق
= طب سيادتك تسمحلي أمشي ولا لسه هستنا شوية
– لاء خلاص أتفضل انت ، تقدر تمشي ..
خرجت من النيابة وانا مش مصدق إني شوفت الشارع وحر ، كنت متهم بجريمة قتل وحالياً بريء ، وصلت بيتي وانا فى غاية السعادة إني بفتح باب شقتي بعد وقت صعب ماكنتش أظن أنه هيمر أبداً ، دخلت خدت شاور وبدأت أحضر الأكل ولكن سرحاني في الاحداث شتت تركيزي وأفتكرت أني كنت بصور الحفلة قبل الجرايم اللي حصلت ، فـ سيبت اللي في ايدي وقررت أدخل غرفة المعمل بتاعي عشان أحمض الصور ..
أثناء التحميض ، سمعت صوت حركة في الشقة غالباً كان مصدرها غرفة نومي توقفت للحظات عن عملية التظهير اللي بتحصل بعد خلط مواد كيميائية رئيسية ، وأنتظرت اني اسمع اصوات الحركة من تاني عشان أحدد مصدرها بدقة افضل ، ولكن ماسمعتش أي حركة تانية ، وأنشغلت في إتمام مراحل التحميض وتظهير الصور ، وبعد دقايق الصور كانت جاهزة قدامي ، وماكنش فيها أي شئ يثير الشكوك ، موظفين ومشرفين الدار ومعاهم الأطفال صور طبيعية جداً بتعبر عن السعادة والبهجة ، حاولت أدقق في ملامح كل شخص ظاهر في الصور لعل وعسى أشوف فيهم شخص مثير للشكوك ولكن النتيجة كانت صفر إحتمالات
وفجأة سمعت صوت الحركة المريبة من تاني ، ومن بعدها شميت ريحة دخان ، ريحة حاجة بتتحرق ، خرجت من غرفة المعمل فوراً ولاقيت دخان في الطرقة مش عارف مصدره وبعد لحظات بسيطة إنتبهت ان مصدر الدخان من المطبخ
وإن الدخان كان نتيجة طبيعية من أكل بيتحرق ع النار ، طفيت البوتجاز وانا مستغرب من غبائي ازاي نسيت أني بحضر اكل وأنشغلت بالتحميض بدأت اجمع الاواني في الحوض عشان أجهزها للغسيل وولفت نظري شئ بيجري في الطرقة ، خرجت بسرعة وفتشت فى الغرف وكل ركن في البيت لكن مالاقتش حاجة ، وتسألت بيني وبين نفسي هل اعصابي تعبانة لدرجة وصلتني للهلاوس والتخيلات ؟
التعب غلبني والأرهاق شدني لحد السرير ، وبعد محاولات لافراغ عقلي من الافكار والأحداث اللي كانت بتتصارع جواه ، نعست ..
نمت ونزل الستار على العين والعقل وماعرفش مر وقت قد لحد ما قومت مفزوع بسبب صوت ضحكة عالية ، اتنفضت من السرير زي حمم بركانية بيقذفها بركان نشط
كنت مستلقي ع السرير وفجأة بقيت واقف وببص حواليا ، مين اللي بيضحك ؟ الصوت ده منين ؟ انا لوحدي في الشقة !
مشيت ببطئ وحذر وانا بتلفت براسي فى زوايا الغرفة ووقفت مذهول قدام صورة على الأرض
صورة من اللي كنت بحمضهم في المعمل ، ايه اللي جاب الصورة دي عندي في الاوضة انا ماخرجتش من المعمل بصور ؟!
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفاح الملجأ)