رواية سر الغربان الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
رواية سر الغربان الجزء الثاني
رواية سر الغربان البارت الثاني
رواية سر الغربان الحلقة الثانية
…… دخل علي خيمة بنت شيخ حرب ونظر إليها فإرتاع من حالتها كانت عيناها جامدتين كالأموات لا تتحرك جفونهما وطال شعرها وأظافرها ولما شاهدته مدت يدها إليه كأنها تطلب المساعدة فبدأ بقراءة سورة الفاتحة على الماء
ولما سمعت القرآن هاجت وكشرت عن أنيابها لم يخف منها وواصل القراءة فقطعت الحبل الذي يشدها إلى عمود الخيمة ووثبت عليه كالوحش الكاسر لكنه رشها بالماء قبل أن تصل إليه فصرخت صرخة عظيمة سمعتها كل القبيلة وسقطت على الأرض مغشيا عليها
وعندما سمع الشيخ حرب الضجة داخل الخيمة دخل هو وامرأته مرتعدين من الخوف و سألوه في حيرة هل هي على ما يرام إنها لا تتحرك ؟
رد علي : لا تقلقا فالسحر يحتاج لبعض الوقت ليزول من جسمها في إنتظار ذلك يجب أن تعدوا لها حماما وتصلحوا من شأنها وتحرقوا التعاويذ والأشياء الغريبة التي علقتها في خيمتها
سأمر غدا لأراها أما الآن سأرتاح قليلا فالأيام الماضية كانت صعبة قال الشيخ حرب لقد أمرت بإعداد خيمة لك بجانبي سار علي مع الشيخ وعندما إقتربا منها
قال له: أنظر هناك كانت خيمة واسعة م
وقد فرشت بالبسط و النمارق وجعلت عليها الوسائد
دهش علي وتساءل هل حقا هذه خيمتي إنها تليق بشرفاء القوم
قال الشيخ من الآن أنت من أشرافنا
جلسوا وأحضرت الجواري أطباق الطعام وفيها من أصناف الطيور واللحوم ما يليق بالملوك والفواكه من عنب و رمان فأكلا وانبسطا ثم غسلا أيديهما و حمدا الله كثيرا
قال الشيخ حرب: لو عادت إبنتي كما كانت سأعد وليمة عظيمة وسندق الدفوف والمزاهر و ستغني الفتيات
رد علي : أعدك أنها ستكون أفضل حالا
بقي علي وحده يفكر في العجائب التي حصلت معه وتذكر أمه العجوز فسالت دموعه وقال بينما أنا أشبع لا شك أنها جائعة فلم يتبق عندها إلا صاع من الشعير وجراب صغير من التمر وأضاف : لا بد أن أخبر الشيخ ليرسل أحدا لإحضارها
أما أنا فلدي الكثير لأفعله غدا غلبه النوم فراح في سبات عميق رأى في حلمه أنه يمشي متعبا في صحراء قاحلة تتبعه الغربان من بعيد كأنها تنتظر موته لتنقر عينيه
قام مذعورا أسرع إلى قلة الماء فقد كان يحس بعطش شديد وحر في جسمه كأن ما رآه في الحلم حقيقة كانت الشمس قد توسطت كبد السماء Lehcen Tetouani
قال علي في نفسه : لقد كان الفراش ناعما وهذا لا يشجع كثيرا على النهوض باكرا وإذا تواصل الأمر كذلك سأتعود على حياة الدعة والترف
كان لا يزال مع خواطره عندما جاءته جارية وأخبرته أن نائلة قد إستيقظت وأن الشيخ يدعوه ليراها للمرة الأولى يسمع إسمها وهو جميل وتساءل هل هي جميلة مثلما يقول الناس
عندما إقترب من خيمتها وجد جمعا كبيرا والناس تهلل وتكبر والصبايا يرقصن بفرحة كبيرة شق علي طريقه بصعوبة وعندما وصل أمام المدخل إستأذن ثم دخل
كانت نائلة جالسة على كرسي والجواري يمشطن شعرها الذهبي المسترسل على كتفيها وعندما رفعت نظرها إليه تحير من جمالها وبقي مشدوها لا تغادرها عيناه
أحست البنت بالخجل ورمت نقابها على وجهها ضحك الشيخ و ضحكت الجواري في هذه اللحظة دمعت عيني الأم وقالت :من زمن طويل لم نضحك ولم نبتهج
وأضافت: من اليوم أنت إبني الذي لم أرزق به ونائلة ستكون إمرأتك أنت من يستحقها لا أحد غيرك
خرج الشيخ من الخيمة وهو يحمد الله فلحقه علي وقال له :اريد أن أسألك عن بستان بني عامر هل تعرفه ؟
أجاب : كل البادية تعرفه خصوصا بعد ما حل به من خراب لكن لماذا تسأل فالناس عادة يتجنبون الحديث عنه لكي لا تصيبهم اللعنة
تردد علي ثم قال: سأذهب إليه و أرى ما يمكن فعله لأعيد له حسنه
ظهر على الشيخ الإنزعاج، وقال: لا أنصحك بالذهاب فكل من دخل هناك لم يبق منه سوى عظام بالية ذات مرّة إقتربت من البستان ولقد رأيتها بنفسي معلقة بين الأشجار
أجاب علي : لقد نجحت في فك السحر عن إبنتك و سأقهر الجن وآخذ البستان وأعطيه مهرا لنائلة
إرتعد الشيخ حرب وقال أرجوك لقد عانت إبنتي بما فيه الكفاية من الجن لا نريد منك مهرا و سأعطيك مائة من الإبل و مثلها من الغنم لترعاها و تنفق على إمرأتك بفضلك تحسّنت حالها ذلك يبقى دينا في ذمتي
قال علي: لن آخذ منك شيئا وماذا يقول عني أهل القبيلة ؟ لا تخف يا شيخ لن يحصل إلا خيرا لقد عقدت العزم على إسترجاع البستان من الجن و إبعادهم عن منطقتنا فلقد أكثروا الفساد وقهروا العباد
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سر الغربان)