روايات

رواية سرداب غوانتام الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام البارت الحادي عشر

رواية سرداب غوانتام الجزء الحادي عشر

سرداب غوانتام
سرداب غوانتام

رواية سرداب غوانتام الحلقة الحادية عشر

: انت سحبنى على فين
فلتت ايدها وقالت: ممكن تفهمنى فى ايه
: عايزه تندمى “يوسف” على قفل المدرج عليكو
اتسعت عيناها وقالت : انت كنت عارف
صمت اقتربت منه بضيق وقالت : كنت عارف وسيبنى جوه،ثانيه انت إلى فتحت
: قولتلك مش انا، ومش يوم لما اكدب اكدب عشانك يا “لينا”، انا راجعت الكاميرات لما سألتك ومقولتليش وكنت عارف انك بتخبى، شوف يوسف وهو بيدخل ويقفل المدرج
: رضيت فضولك وعرفت انا مضايقه لى
: اه
اضايقت منه قالت : تمام، شوفت مين الى فتح الباب..لو مش انت كان مين
صمت قليلا ولم تفهم صمته حيث تنهد وقال
: مكنش فى حد
قالت باستغراب : ازاى
: الباب يأما اتفتح من جوه او… محدش فتحه اصلا
نظر إليها وقال : مكنش فى حد يا لينا عند الباب، مكنش فى غيركو قبل ما اجى
تعجب كثيرا فهى لم تمسه ولا “يوسف” الخبيث الذى لم يفتح له، “معتز” لقد جعلتني فى حيره فوق حياتى المزداده يوميا
لاحظت نظراتها إليها قال: لسا مش عايزه تقوليلى. بيحصل معاكى اا
: انت مهتم لى
: قولتلك موضوع شخصى
: شخصى اى إلى مبينا، انت فعلا كان قصدك اى انك مهتم بيا
ابتسم تفجات كثيرا تقدم وقف أمامها وقال: هتفهمى بعدين، خلينا فى دلوقتى
: الى هو اى
: لو خليتك تندميه على الى عمله هتعرفينى حكايتك
: مفيش حكايه اصلا
كانت هتمشي مسك ايدها وقال : يوم أما خرجت من المدرج، لبسك، واخوكى إلى كان قلقان عليكى.. اتصالى بلامن مكنش من فراغ
: كنت بتعمل كده لى، مش بتساعدنى صح
ضاقت عيناه وقال : لو مكنتش بساعدك انتى هساعد مين، أنا كنت قلقان عليكى، اختفائك الصبح وظهورك بليل رجعنى عشرين سنه لورا
ألقت عليه نظرات فهى لم تفهم كلمة واحده من ما قاله، مسح وجهه وهو يقول
: قلتى اى يا “لينا”
: دكتور “معتز” انت عايز اى بظبط
: خلينا نعمل ثفقه
: عباره عن اى
: هندملك اى حد بيضايقك هنا فى الجامعه، وفئه المتنمرين ضدك كترو
: قصدك يارا وصاحبها ويوسف وصحابه
: عارفه كويس انهم ولاد رؤساء الجامعه
: وهتوقفهم ازاى بقا
: ده يرجعلى، فى المقابل تحكيلي على الى بيحصل معاكى
سكتت من اهتمامه إلى مستغربه لكن وجود شخص ك”معتز” معها واستشارته فيما يحدث لها هو اكبر مساعده لها، انها لن تضر البتا وها ه. سيساعدها ايضا فى جامعتها لعدم تعرض لمضايقات
قالت “لينا” : عايز تعرف اى
: العالم الى اتكلمتى عليه
ابتسمت وقالت : غريب امرك يادكتور انك مخدتوش هزار، بس فعلا كلامى كان حقيقه.. أنا بتنقل لعالم تانى مختلف عن هنا تماما
سكتت تعجب قال : كملى
عقدت زراعيها وقالت : هحكيلك لما تاخدلى حقى زى كا قولتلى، هنشوف هتعمل اى
ابتسم لم تفهم ابتسامته لكن اقترب منها ولم يعد هناك مسافه بينهم قال
: لسا متعرفنيش، بس ردى هيوصلك قريب
: هستنى
سمعت صوت من بعيد يناديها لترى “سهيله” صديقتها تشير اليها لكن حين رأت “معتز” حمحمت باحترام له قالت
: ازى حضرتك يادكتور
اوما اليها بمبادله ثم نظر الى “لينا” وغادر ولا تزال “سهيله” تنظر لهما قالت
: علاقتكو فعلا اتحسنت عن الاول بكتير، الكل بقا بيحسبكو متصاحبين
نظرت البها بحده : بتقولى اى
خافت منها وقالت : مبقولش، كويس انك عرفتى تتاقلمى معاه
: اه جداا، انتى كنتى بتعملى اى هنا
: لسا مخلصه محاضره، بحسبك اتغيبتى
: اكيد اتغيبت فى اول محاضره، هلحق التانين
اومات لها بتفهم وهى تضم حاجبيها مستنكره: “لينا”
همهمت بمعنى نعم لتكمل “سهيله” : فى واحد بيبص عليكى من ساعه تقريبا
تلفتت لترى باستغراب أشارت لها لتجده يقف بعيدا ينظر إليها متهجم الوجه، كان ذلك العجوز الذى لاول مره تراه غاضبا هكذا والشر ينطلق من اعينه
: نتقابل بعد الجامعه
قالتها وهى تتوجه اليه وكلما اقتربت منه شعرت بالخوف ولا تعلم سره، هل هو غضبه الذى يبدو مخيف ام أنها ارتكبت خطأ باتفاقها مع “معتز”، لا شك انه اتى ليصيح فى وجهها
قالت “لينا” : قليل لما بتقابلنى هنا مش فى “غوانتام”
: اى الى عملتيه ده
: عارفه انى غلطت بس هو كان مصر يعرف
صاح به بغضب : ادخلتى لى ومنعتيه يااكل
تعجبت بل انصدمت انه يتحدث عن “فرناس” قالت : قصدك الاكل المسموم
: ازاى تعملى كده وتعبثى فى أحداث الكتاب
: مش فاهمه، انت مضايق عشان انقذته
كانت مصدومه بحق وقالت : مش ده الملك إلى بيخلينى ارجع وهو نفسه إلى أنا هناك عشانه مش كده، ولا انا فهمت غلط
: انتى فعلا هناك بسببه، بس ده مش معناته انك هناك تشيله من الخطر، انوى مجرد عين.. عينك زى القلم بتكتب كل إلى بتشوفه فى الكتاب وتدوينه
أشار عليها وقال : انتى مدونه مش محاربه، سمعتى
: انت بتقول اى، انا مش فاهمه حاجه
: غلطتى يا لينا، غلطتى اوى
: عملت اى، كنت عايزنى اسيبه يتسمم
: مكنش ده هيحصل، وزيره اكتشف كل حاجه قبلك وكان هينقذه بس انتى غيرتى الاحداث لمجرد اننى بتخقليه
سكتت وهى تتذكر ذلك المشهد الذى راته لشخص يقتحم الجناح “مولاى، لا تأكل الطعام مسمم”
قالت “لينا” : قصدك اى، طب لى فى رؤيه جتلى بانى انقذه
: رؤية اى
: شوفت الاكل وهو بيتقدمله، لى شوفت الحجات دى ومشاهد لسا بتحصل ومشاهد كانت هتحسل زى وزير بس بعد اما أدخلت
: ده كان الكتاب ياغبيه، قولتلك مدفون فى عقلك الباطن الاحداث ولما ادخلتى خلاكى تشوفى الحدث الى غيرتيه بنفسك
صمتت بضيق من نفسها لكن نظرت له قالت، أنا مكنتش اعرف، بدل ما انت مضايق المفروض تعرفنى كل حاجه بدل ما انا زى التايهه
: مش لازم تعرفى يا “لينا”
: عايزنى افضل كده علطول، لا عارفه انت مين ولا الكتاب إلى النار مش بتأثر فيه ولا كأنه بسبع ارواح، ولا الارض والعالم الغريب ده بروحله ليه
اقترب منها وقال بهدوء : فى حاجات هتندمى لو عرفتيها
تعجبت من نبرته نظر لها وقال : اوقات بيكون الجهل افضل، حتى انا.. اجهلينى افضل يا “لينا”
: انت مين، ولى رمتني هناك
: انتى المختارة، مش انا إلى بدخلك ده خارج عن ايدى
: والمفروض افضل اتنقل كده كتير
: مهمتك مش هتطول، قربت تخلص
تعلقت فى كلامه وقالت باهتمام : قصدك اى قربت تخلص، مش هروح هناك تانى
: شايفك زعلانه انك مش هتشوفيه
زادت ضربات قلبها ارتباكا وقالت : لا طبعا، لكن مجرد سؤال
: متعمليش حاجه غبيه تاانى
قال ذلك بحده وضع يده على جبهتها وهو يغمض عينه تعجبت منه بس حست بسخونه قويه بعدته عنها وهى بتحسسها قالت
: اى ده
: حاولى تقللى استخدامك ليها
: هى اى
: لسا مأدرتكيش ذاتك
تعجبت من كلامه الغير مفهوم ذهب قالت بصوت مرتفع : قصدك اى، مش كل مره تمشى
ذهبت اليه لتوقفه، هبت ريح ليتلاشي معها توقفت قدماها وهى تبحلق فى الفراغ بشده، التفتت حولها بخوف.. هل اختفى؟!
فى اليوم التالى كانت جالسه امام ذلك الكتاب الموضوع على المنضده وبينها وهى تدرس تلقى انظارها عليه من حين لاخر
تنهدت بضيق وهى تمسك راسها : لو بقيت افكر كده كتير مش هعرف احل الامتحان إلى بعد بكره
قاطعها رنين هاتفها وكانت صديقتها جاوب وهى تقول : فى اى يا “سهيله”
: حليتى الشيت إلى الدكتور بعته
: محلتش حاجه ولا عارفه احل، سبينى اذاكر
قفلت معها فهى تشعر بالضيق لأنها لاول مره لا تدرس وتضيع وقتها بسبب ذلك الكتاب اللعين…. سندت راسها وهى تفكر متى ستعود مجداا؟!
بل قالت وهى شاردة الذهن… كيف هو الآن وماذا يفعل
داخل الجامعه كانت تجلس على كرسي يبعد عن الاخر بمسافة لا تقل عن المتر، حيث كانت اللجنه مشدده لا يوجد صوت سوى صوت تنقل الاوراق بين صفحاتها
كانت “لينا” متوتره وهى تلعن “معتز” داخلها على ذلك الامتحان الذى وضعه
: امال لو كنت هتساعدنى بحق وحقيقى، كنت كمل جميلتك وهات امتحان عدل او حذرنى
لكنه لم يعدها بذلك بل أخبرها انه لن يجعلها تتعرض للمضايقات ويبدو انه ليس من الرجال الذى تقول كلاما بغير مقدرتها لكنه لا يفعل شيء لاجلها ايضا، بل وضع امتحان يصعب عليها وكأنه لا يتنازل عن مهنته القديره وحدته
خت بعدما انتهيت لتجد “يارا” تتحدث بثقه مع إصدقائها عن سهولة الامتحان، تعجبت كثيرا اتيت “سهيله” وريتها واقفه هكذا لتعلم على ماذا تنظر وقالت
: زى عادتها بتنجح بتقدير امتياز
قالت “لينا” : ومين هيخليها تجيب اقل
: العميد بيعمل شغل جامد، تلاقى بيجبلها الامتحان
: مش بعيد
ضحكو الاثنان نظرت “يارا” اليهم من ضحكاتهم قالت: بيضحكوا على اى دول
: اكيد غيرانين
كانت متضايقه ذهبت إليهم وهى تقول بابتسامه : ما تضحكينى معاكى يا “لينا”
نظرو إليها ابتسم وهى ترد عليها : حاجه متخصكيش
: فعلا اكيد مش هيخصنى حاجه تبعك لانى هكون قليله اوى
ضحك الجميع وتضايقت “لينا” كثيرا قالت : اننى قليله من غير حاجه يا “يارا”
ضحكت قالت: انتى عارفه بتكلمى مين
: اكيد مش العميد، باابى
طالعهم الجميع من سخريتها، قربت “يارا” منها وهى تبتسم بشر نكزتها فى راسها بقوه انصدم الجميع
: شكلك عايزه تتحطى فى القايمه السودا
استجمعت “لينا” قبضتها وهى تشعر بالغضب الشديد على امتداد يدها قالت
: فكرانى زى إلى بيسكتولك
: انتى كده فعلا، حبيبتى انتى عارفه الكل هنا بشوفك مجنونه، كتبك وانطوائك.. “Baby you aer crazy”
ضحك الجميع لتنظر اليهم بغضب وتشعر بشر يجتاحها بل غضب لم تشعر به، نظرت “سهيله” اليها بقلق قالت
: يلا نمشي
فلتت ايدها بقوه قالت: “لينا”
انتفضت رمال من على الارض وامتلأت اللجواء بلاتربه ليسعل الجميع وهناك من يتألم من اعينه واختفى صوت الضحكات، وضعت “يارا” يدها على عينها بتألم وصرخت بغضب
: انتى مجنونه
نظرت “سهيله” الى لينا وهى تبعد الغبار لكى تستطيع رأيتها وهى تسعل لتجدها تبرز سن القلم وتثقبه بها اتسعت عيناها بصدمه لكن كان هناك حائل بينهم
لقد كان “معتز” يمسك بيدها وينظر اليها بشده وإلى القلم نظرت “لينا” اليه لتهدأ ثورتها وتنظر إلى يدها، انتشل منها القلم وتوقفت الرمال وعاد الهواء نظيفا
قالت “يارا” بغضب وهى تنظف ثيابها : انا هوريكى
اقتربت منها لطن وجدت “معتز” ينظر اليها قال : “يارا” مش شايفه ان تنمسك لازم تمرسيه برا الجامعه
ابتسمت وقالت : انا متتمرتش على حد يا دكتور، ثم اشمعنى “لينا” الى انت مهتم اذا كنت بدايتها ولا لا، اعتقد بردو حذرت يوسف قبل كده
نظرت له وقالت : هى حبيبتك، اعتقد الارتباط بطالبه هيخليك تتعرض للمسأله القانونيه
نظر الجميع اليهم وتلفتت “لينا” حول تلك الاعين، ابتسم “معتز” وقال ببرود : وانتى عارفه يطالبه كلامك ده يخليكى تتفصلى من الجامعه
توقفت لوهله وهى تبتسم ساخره الا يعرف من تكون هى ومن يكون والدها نظرت إلى “لينا” باستهزاء وذهبت ليتبعها اصدقائها، القى “معتز” نظره على الجميع فذهبو عاد بانظاره اليها وخى لا تزال غاضبه امسكها من ساعدها وقال
: امشي
ذهبت معه وخى تبحلق فيه وفى يدها قالت : انت رايح فين
فلتت ايدها جامد وقالت : فى اى
رفع القلم فى وجهها وقال : اى ده
نظرت له وتذطرت كيف كان فى يدها، قاى “معتز” : اتجننتى يا “لينا”
: ضايقتني
: ضايقتك؟! انتى عارفه كنتى هتعملي اى، كنتى هتبقى فى الاحداث سجل جرايم العنف.. عايزه تقدرى مستقبلك
: انت مشوفتش كانت بتقولى اى ومدت ايدها
: وده ردك، ترتكبى جريمه وتضيعى انتى، اتعودت عليكى ذكيه
سكتت قليلا وهى مرتبكه قالت : معرفش ازاى فكرت كده
تعجل منها تنهدت بضيق قالت : صدقنى معرفش ازاى ولا امتى مسكته حتى، لقيتك فى وشى والقلم فى ايدى.. معرفش طنت هعمل اى
صمت وهو متضايق منها وضع القلم فى حقيبتها قال: خلى بالك من تصرفاتك بعد كده
لتجده يمسح بيده على شعرها نظرت له وكانت ممتلئه بلاتربه بما حدث وفوج تراب الارض عليهم، نفضت ثيابها قالت
: العاصفه كانت لصالحى
: ازاى عاصفه فى مكان واحد بس
تعجبت منه لكن حين ندرت له ويده الذى تمسد على راسها نظر إليها وتوقف عما كان يفعله، ابتعدت عنه وقالت
: شكرا
ذهبت لكن توقفت وقالت : ياريت متنساش الى قولتلى عليه، مش عايزه انا اقتلها زى ما كنت هعمل
غادرت وتركته واقفا، اعتدل بحرج وهو يخفض يده
كانت “لينا” جالسه وهى تأكل مع عائلتها وهى تتمتم ببعض الكلمات المتضايقه وهى تعلن “يارا” وعائلته ينظرون إليها بشده على تحريك شفاها وعقت حواجبها، انهم لاول مره يرونها بهذا الغضب
قال “غسان” : فى حاجه يا “لينا”
توقفت فجاه ورفعت وجهها لتراهم ينظرون إليها قالت : لا مفيش
قال “حسام” : انتى بتتخانقى مع دبان وشك
نظرت له بضيق من سخريته، قالت والدتهم : خلاص كلو
وقف “حسام” وقال : انا همشي، خارج مع “ايه” النهارده
قالت “لينا” : احسن استريح من كلامك بليل معاها شويه
ضربها على قدماها بقدماه نظرت له بضيق طالعهم والدهم فاعتدلو وغادر، ذهبت ايضا هى لتكمل دراستها لعلها تتناسي ما حدث
دخلت لغرفتها تتحدث إلى الكتاب، اليس هذا صديقها، لماءا يورطها اذن…أنها الان تطالبه ان يتحرك تريد الذهاب إلى ذلك الملك، تذكرت عذا العجوز الذى لا تعرف حتى اسمه وضيقه منه لأنها انقذته
: واحده شافت حد بيتأذى وملك مسؤول عن شعب كامل، تشيله يموت لا ومضايق اوى.. وانا اعرف منين ان فى حد هينقذه بدالى انا معرفتش غير لما أدخلت
تنهدت لانها لا تعلم متى سيخبرها عن حقيقتها لكن تعلم ان “فرناس” يمتلك اجوبتها او ستجد ما تريده معه، ما الرابط الذى بينها وبينه لتكون هناك من اجله
انها “مدونه”، هكذا لقبها العجوز، أدركت الآن انها الكلام الذى يدون ما يراه داخل هذا الكتاب، لكن لا تعلم كيف واين ما تدونه وماذا تدون حتى
“شايفك زعلانه انك مش هتشوفيه”
لتكن صريحه فور ام فال انتهاء مهمتها تعنى بأنها لن تعود إلى هناك، لن تراه.. “فرناس” ذلك الملك الذى لا تعلم عنه شيء لكن خوفها الذى دفعها إلى الجنون واقتحام جناحه لتحذيره يجعلها مكشوفه امام الكل.. تطن له المشاعر لكن بسبب الاختلافات الكبيره الذى بينهم، هذا لا يصلح لذلك تسميه إعجاب.. ومن لا يراه لا يعجب به
تلك الملامح العربيه والشعر الاسود كسماء فى ليلها يجعله، يجعله مميز عن اى احد
فى أحد الامسيخ كانت جالسه فى عرفة المعيشه اتى اخيها مع كوباني من القهوه واعطاها واحدا، اخذته شاكره
: بتفكري فى ايه؟!
قالها سألها اياها عن شرودها قالت : “غوانتام”
: بحسبك قلقانه من امتحاناتك معأن دى مش عادتك
صمتت وكأنها اعتادت على مشكلات الجامعه التى تلاحقها لكن اخر مره لم تكن عاديه، لا تزال تفكر فى تحولها
قالت بتنهيده : مفيش حاجه بفكر فيها اكتر من الارض العجيبه دى
: متعرفيش طريقه ادخل بيها لهناك
ضحكت وقالت : لى، كلامى حمسك لهناك
: عايز اكون جنبك واشوف الدنيا هناك عامله ازاى، ولو حد قرب منك
اكمل بشر : اقتله
ابتسمت لطالما كان اخيها سندا لها تتذكر فى طفولتها حين كان يضايقها اولاد أقاربها كان يضربهم من اجلها حتى اصبحت مخاوفهم
قالت “لينا” : هسال العجوز ده لو ينفع، مش هماني ابدا
: لو فى طريقه دخل جوه عقلك واشوف إلى شوفتيه
ابتسمت لكن تحولت ابتسامتها إلى شرود مباغت، حيث خطرت لها فكره، فكره غريبه لا تعلم من اين لتأتى لها بهذه الفكره
: هخليك تشوفها يا “حسام” وماما وبابا.. ممكن الكل
ضحك وقال : ازاى ده
: قصه
: ايه؟!
غادرت الجلسه متجاهله اياه، انها تود كتابة قصه مصوره لذلك العالم، الكتاب يدون الأحداث وهى ستدون مغامرتها وما تراه.. ان كانو مهامها ستنتهي لتخلد فى ذكرياتها
جلست على المكتب تخرج دفتر رسم كبير جاء تخيها نظر إليها بتمعن واستغراب
: بتعملى اى
اخرجت اقلامها، وهى تحضرها امامها، هوايته التى تمتاز فيها.. الرسم
قالت “لينا”: هعمل قصه، عشان تشوفو الى انا بشوفو هناك
اكملت بثقه : اقدر اوريكو كل الشخصيات الشوارع الاكل العربات الى بيجرها الحصان، الجنود، المملكه، القصر ، غوانتام كلها
: ده ينفع
: لى لا، خليك ثوانى
جلس على الكرسي ينظر اليها وهى تحرك يداها وتقلب الورقه، مر بعض الوقت وقد شعر بالملل وقف وقال
: لما تخلصي ورينى
انتهيت ورفعت الورقه عالية قالت : خلصت
القى نظره ليرى أناس يرتدون ملابس غريبه ونساء يلتففن حول اجسادهم ملابس خاصه، الرجال يقفن بين بضائعهم والفاكهة والخضروات تملأ المكان وهناك الكثير يتبضع
قال باستدراك : ده سوق
اومات له قالت : ايوه، هناك بيلبسوا كده الا فى المناسبات.. لبسهم بيكون غريب من نوعه بس مميز، زى يوم الغيام
: اى يوم الغيام ده
ابتسمت وقالت : هتعرف بعدين
: ماشي بس اركنى ده لكا تخلصى امتحاناتك
: بقول كده بردو، اوقات بخاف الكتاب يسحبنى لهناك وانا بحل
: مبروك عليكى إعادة السنه
نظرت له بحنق غاد لتبقى بمفردها، تركت الرسمه ودخلت فى فراشها تستلقى استعدادا للنوم
مرت لياليها تحت أضواء الدراسه تتجاهل اى سخريه من فرد فى الجامعه ولم يعد احد يضايقها حتى بالنظرات وهذا ما اراحها بعض الشي وقد ظنت سوف تصبح حديث الجامعه
كانت أثناء دراستها تنظر إلى الكتاب، لماذا لم يهتز بعد، لقد أطال هذه المره ام أنها تتخيل لأنها تتشوق للعوده.. أنها من تريد أن تعود بالفعل.. لعلها تكسر سر اخر
انتهت الامتحانات وعادت إلى عطلة جلوسها فى غرفتها، كانت قد اعتادات الرسم او القراءه لترسل ما تخيله، كانت تحتسي كوب الشاى فى غرفتها، ترتدى بيجامتها وترفع شعرها لأعلى ومبعثر على وجهها بعشوائيه وتضع الفرشاه على اذناها
تدنده وهى تقرأ لتشرب اخر شرفه ومسحت فمها حين ابتعلت الشوائب قال
: الشاى خلص، اروح اعمل واحد كمان
وقفت لتغادر لكن توقف حين شعرت بأن قدماها تصلبت فجاه، حاولت التحرك لكن لم تستطع وشعؤت ببروده قويه فى الغرفه
: اى الى بيحصل
نظرت إلى المدفأه التى لا تشعر بدفأتها، التفتت إلى الكتاب الذى عله عنوان إلى كل ما يحدث وجدته يصدر ضوء، تعجب كثيرا لكن كان يزداد بالتوهج ثم سمعت صوت ذلك اللحن.. ذلك اللحن الحزين الذى بدأ فى التوضيح للغايه لتسمع صوت بكاء، صوت نحيب وصوت انكسار، هناك صرخات تسمعها تخرج من ذلك الكتاب وتصب فى اذنيها
وضعت يدها على اذنها وقلبها ينبض بقوه، ازداد الصوت لترى اطياف تخرج من الكتاب ارتعبت وتحاول الرجوع لكن قدماها متوقفه.. وكأنه ملتصقه بلأرض، نظرت إلى ملابسها انصدمت.. مهلا، مهلا، ليس الآن
احاطت بها حتى لم تعد ترى غرفتها وشعرت بجاذبيه قويه تطيح بها
وقعت ارضا وشعرت باصدام جسدها بلارض فتألمت، اعتدلت من على تلك الارضيه وهى تتحسس يداها، لكن حين رأت ذلك المكان الذى هى فيه.. بل ذلك الوجه الذى وقعت اعينها عليه… أنه ” فرناس” نزلت بعيناها لتجد تلك الكتل العضليه المجرمه وذلك الصدر العادى ذو الكتفين العريضه
احمر وجهها وكان معه حاشيته يساعدوه فى ارتداء ملابسه، وضعت يدها على عيناها وقالت
: استنى
التفت.
و إليها فورا ورفع الحارسان سيفهم فورا لكن فور ان رآها “فرناس” تعجب كثيرا وجعلهم يخفضون اسلحتهم
قلقت حين سمعت صوت نصال سيوفهم قالت
: معرفش ازاى جيت هنا، صدقنى لم اكن اعرف ان اتى فى تلك الساعه
تقدم منها قال : لقد عدتى اذا
فتحت عيناها لتقع على اعينه الرماديه فدق قلبها وهى تنظر إليه قالت
: ده شيء جيد؟!
: الى حد ما، اجل
: هل كنت تنتظرني
صمت قليلا ثم قال : لنقل هذا، لم ننتهي من كلامنا بعد
فرحت اول الجمله ياريتها لم يكملها، بس لما بصيت على صدره العادى امامها احمر وجهها
: انت لسا ملبستتتش
قرب منها ينظر إلى حركة جفنها اتوترت من عينه قالت
: فرناس
: ترتجفين
ازداد نبضات قلبها وحسيت بانجذاب نحوه و…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى