روايات

رواية سراج الثريا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سراج الثريا الجزء الخامس والعشرون

رواية سراج الثريا البارت الخامس والعشرون

رواية سراج الثريا الحلقة الخامسة والعشرون


السرج الخامس والعشرون « تائه وسط غيوم سابحه»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
أنه الظلام الذي يكسره ضوء القمر الشبه بدر مُكتمل وسكون الليل الذي قطعه قوة
صفعه قويه وخلفها إستهجان وتعنيف بقسوة:
سبق وجولتلك إن ممنوع تنفذ إغتيال سراج دلوق ليه خالفت أوامري،أوعاك تفكر إنك صاحب كلمة إهنه،إهنه أنا اللى أقول إيه اللى يحصل وميتي.
تفاجئ قابيل من تلك الصفعة وزاد الغضب بقلبه لوهله فكر أن يُخرج سلاحة ويقتُل الذي قام بصفعه لكن فكر هو مازال لا يعلم بقية الأوغاد الذي يتعامل معهم… وضع يده مكان الصفعه وتفوه بتبرير:
أنا عملت إكده لما إتوكدت إن سراج لساه بيخدم فى الجيش، كمان انا كان هدفي نشغل الشرطة و…
قاطعه الآخر بإستهجان أقوي:
وده غباء منك، وفى الآخر خسرنا رجاله وكويس إن اللى إتقبض عليه ولساه عايش مقرش على اللى عطاه الآمر، ودلوك تطلع الجبل للراجل اللى كنت أمرته ينفذ وتسأله إذا كان حد من اللى نفذوا العمليه له معاه تعامل مباشر يفضل متخفي وياريت يختفي عن الدنيا نهائيًا، وده آخر إنذار لك مره تانيه هتتصرف من دماغي مالكش عندي غير رصاصة واحده زي اللى أنت ضربتها فى غيث…
وبعدين أنا متوكد إن فى سبب تاني فى دماغك من قتل سراج ، مش حكاية إنه لساه بيخدم فى الجيش…
إرتبك قابيل وبرر بتعلثم:
هيكون إيه السبب، أنا كل اللى يهمني المصلحه، وجود سراج إهنه خطر كبير.
زفر الآخر نفسه بنفاذ صبر قائلًا بأمر:
جولت شيل سراج من دماغك عمايلك ده هتخلي البوليس يفتح عينه أكتر، وإن كانت البضاعة وصلت المره دي بسلام للمخزن الحديد لسه لما هنرجع نبعتها للمُشتري، مش عاوزين أي شبطه مع الشرطه ولا الجيش دلوك، ولآخر بحذرك قتل سراج مش فى مصلحتنا ولا يضرنا حتى وجوده فى الخِدمة هو ميعرفش إحنا مين، لكن إنت بغبائك مفكرتش إن كان واحد من اللى نفذوا العمليه كان ممكن يقر عالراجل بتاعك وعلى مكانه وجتها كان ممكن يقر عليك. .. كمان هو بجي مكشوف ومش هنستني لحد ما يتقبض عليه ويقر.
فهم قابيل التلميح بضرورة التخلُص من ذاك المجرم، وبالفعل بعقله قرر ذلك، ليس فقط خوفًا أن يقع بيد الشرطه ويوشي به، كذالك لفشله فى قتل سراج، لو كان سراج قُتل ما كان شعر بالغضب من التوبيخ.
بعد وقت قليل
بـ سفح الجبل بذاك الكهف
دخل قابيل،لكن كان الكهف مُظلمًا الا من سرسوب ضوء القمر رغم ذلك مُظلم مجرد خط أبيض بالكهف،إستغرب ذلك،هو منذ أيام لم يتقابل مع ذاك المجرم كذالك لم يُهاتفه فقط كي لا يلفت الإنتباة…لكن سُرعان ما شعر بالغثيان حين إخترق أنفه رائحة كريهة للغاية،أخرج محرمه ورقيه وضعها على أنفه وهو يقول سب نابي بتوبيخ،ثم أشعل ضوء هاتفه،أضاء الكهف سُرعان ما وقف مذهولًا حين رأي تلك الجُثه التي بدأت تتحلل، رغم شعوره بالغثيان إقترب من وجه ذاك المجرم الذي بدأ يتحلل، رأي أثار الدم الجاف تحت رأسه كذالك علامه بوسط رأسه دليل على وجود رصاصه، شعر بالهلع وهو يخرج من الكهف يشعر أيضًا بإختناق بسبب تلك الرائحه… وقف بمكان مفتوح يسعُل وهو يستنشق الهواء كي يطرد تلك الرائحه عن أنفه، ظل لوقت حتى شعر بهدوء تنفسه، سمع صوت الذئاب تعوي، لم يكُن سابقًا صوت الذئاب يُخيفه لكن الليله سبب له هلعًا فى قلبه وعقله بدأ فى السؤال من الذي علم مكان ذاك المجرم وقتله، والجواب كان واضحًا…. لابد أنه الكبير
والسؤال ينفي ذاك الجواب…
إن كان الكبير هو الذى قتله لما لمح له قبل قليل بقتله… والجواب معدوم، وهنالك إحتمالات آخري ربما أحد رجال الجبل الفارين قتله، هذا الأرجح، لكن من ذاك المجرم الذي قتله…ربما ذهب معه الجواب الى القبر،ولا يهم التفكير كثيرًا يكفي أنه قُتل… وعليه الآن الحذر، لكن فكرة قتل سراج لم تختفي من رأسه ولن يهنئ قبل أن يقتله.
❈-❈-❈
صباحًا بـ دار عمران العوامري
بالمندره
وقفت ولاء بغضب بعدما سمعت إخبار إسماعيل لـ عُمران، أنه ينوي الزواج بل وتقريبًا إتفق على كل شئ وتبقي فقط إتمام عقد القران بعد يومين…
تحدثت بإستفسار متهكم:
ومين بجي العروسه اللى أختارتها إياك تكون أختارت نسب يشرف مش زي خواتك التنين.
شعر بالضيق والغضب منها قائلًا:
إختارت اللى تناسبني يا عمتي، وأعتقد كل واحد حر فى إختياره شريكة حياته.
شعرت بالغيظ وسألت بضجر:
مين بقي العروسه ومين يا ترى اللى راح طلبها لك.
أجابها:
اللى طلبها لى خالتي رحيمه والعروسه زميلتي بتشتغل صيدلانيه فى المشتشفى اللى بشتغل فيها.
إزداد شعور الغضب وقالت بضيق:
رحيمه… طبعًا واكله دماغكم ومسيطره عليكم كآنها ساحره لكم… والعروسه موظفه يعني وأهلها بجي…
قاطعها إسماعيل:
أهلها ناس طيبين، والدها كان مُدرس وطلع عالمعاش كمان والدتها إدارية فى مدرسة، وبعدين أنا مش بفكر فى الحسب والنسب أنا أختارت البنت اللى قلبي دق لها ومتأكد إن سعادتي معاها ومش هيفرق هي بتشتغل أو لاء ولا بنت مين،يهمني هي شخصيتها متوافقه معايا…
أفحمها إسماعيل مما جعلها تكبت غيظها،ثم نظر لـ عُمران قائلًا:
كتب الكتاب بعد يومين يا أبوي وهيكون عالضيق فى شقة والد قسمت”عروستي”يعني هيبقى مختصر علينا مش لازم يبقى فيه زحمه وهيصه الزفاف والفرح هيبقى قريب للهيصه.
أومأ له عُمران ببسمه وافقًا يقول له بأبوه:
ألف مبروك يا ولدي
كذالك فهيمه تبسمت بموده قائله:
ألف مبروك وربنا يتمم بخير.
نظرت لها ولاء نظرة تحذيريه لكن تغاضت عن تلك النظره ولم تهتم بها… مما سبب إنزعاج لـ ولاء بعد أن غادر إسماعيل نظرت الى عُمران بتجهم قائله:
إزاي توافج على حديت إسماعيل… ده كانه بيدعينا ولا كآننا أهله وكان لازمن يخبرنا من الاول، وإحنا اللى كنا نروح نطلبها له ونشوف الناس اللى هيناسبهم دول شكلهم إيه، إنت عارف رحيمه طول عمرها بتفكر نفسها لها كيان وسط ولاد أختها، وهي بتضحك عليهم أنها تاخدهم على هواهم عشان تفضل ليها مكانه عِنديهم، زميفرقش معاها إن كان نسب يليق بمقام سيط عيلة العوامري ولا لاه، المهم انها تكون لها مكانه.
نظرت لها فهيمه قائله:
إسماعيل بيجول هو اللى أختار عروسته وهو اللى هيعاشرها و….
قاطعتها ولاء بغضب وتقليل شآن منها:
إنتِ كان حد حشرك وقالك تتحدتي فى أمر ميخصكيش، إنتِ….
تدمعت عين فهيمه… لكن قاطعها عمران لأول مره يقف بصف فهيمه زوجته:
فهيمه عِنديها حق هو حر فى إختياره… وهو اللى هيعاشرها ويعيش معاها.
تبدلت دمعة فهيمه الى بسمه مُنشرحه، بينما غضبت ولاء بحقد قائله:
إنت ضعيف جدام ولادك، زي ما كُنت ضعيف زمان جدام….
قاطعها عُمران بعصبيه:
كفايه يا ولاء، أنا مش ضعيف…
قاطعته بتحريض:
لاه ضعيف يا عمران كآنك خايف منيهم، سايبهم كل واحد يختار على مزاجه وبعد ما يتمم يچي يخبرنا كآننا معازيم و…
قاطعها عُمران مره أخرى:
إنتِ كمان زمان مش إتحديتي أمي ووافجتي على واد عمك اللى كلنا حذرناكِ منيه وجولنا لك إن ماشيه بطال مع قطاعين الطُرق مطاريد الجبل، وفى النهايه خدتى منيه إيه غير لقب أرمله قبل عُرسكم بأسبوع، كفايه كل واحد حر وعيتحمل نتيجة إختاره، انا مهمل لك الدار عشان ترتاحي.
غادر عُمران بغضب وترك ولاء تكاد انفاسها تحرق الدار بأكملها، نظرت الى فهيمه التى تنظر لها لاول مره تشعر بشماته بها، إغتاظت ولاء وإهتاجت غضبًا وهي تخرج من المندرة تلعن وتسب الجميع بالغباء.
❈-❈-❈
ليلًا
فى الليل تتجمع الهموم كذالك الذكريات
بغرفة إيمان
أغلقت ذاك الكتاب التى كانت تدرُس به وشعرت ببعض التشنُج بعُنقها،تمطئت ببعض الحركات الرياضيه شعرت براحه قائله:
بسبب إني بقالى مام يوم موقفه تمارين الكارتيه جسمي إتشنج،لازم أركز الفترة دي شويه فى الدراسه خلاص هلاقي نفسي فجأة داخله الامتحانات…لازم ألم المنهج عشان أتخرج بتقدير محترم يليق بيا زي السنين اللى فاتت.
فجأة جاء الى رأسها ما رأته ظهرًا بمحطة القطار
[بالعودة الى ظهيرة اليوم]
تحدثت إيمان مع إحد زميلاتها بالجامعه وأخبرتها:
هو الدكتور بتاع المادة قال إن الكتاب اللى نقدر ناخد منه معلومات للبحث اللى طلبه موجود فين؟.
أخبرتها زميلتها:
المكتبه اللى قال عليها تقريبًا مكانه قريب من محطة القطر.
أومأت إيمان قائله:
تمام خلينا نروح المكتبه بسرعه قبل ما تتزحم من زمايلنا.
أومأت زميلتها ببسمه
بعد وقت قليل
كُن تقفان أمام تلك المكتبه القريبه من محطة القطار،كما توقعت آيمان لقد شبه إزدحمت المكتبة ببعض زملائهم،لكن إستطاعن العثور على نُسخ من ذاك الكتاب وإشتريهن…تنهدت إيمان بصبر قائله:
الحمد لله لحقنا لنا نسخ من الكتاب،تعالى أعزمك على قهوه فى الكافيه اللى هناك ده.
رفضت زميلتها قائله:
لاء الوقت قربنا عالعصر وأنا مقولتش فى البيت إنى هتأخر،خليها لوقت تاني،يادوب أشوف تاكسي عشان أرجع للبيت،وإنتِ كمان إتصلي عالسواق بتاعكم يجي ياخدك.
تبسمت لها بموافقة
غادرت صديقتها وظلت هى مُنتظره السائق بعد أن أخبرته بمكانها القريب من محطة القطار…لكن لفت نظرها أثناء إنتظارها للسائق ذاك المشهد…
حين رأت جسار يسير وهو يسحب خلفه حقيبة ملابس كبيره، لكن ليس هذا ما لفت نظره، لفت نظره تلك الأخري التى كانت تسير جواره، شابه رائعة الجمال ومحجبة، تمسك بيدها طفلًا يتعدي الخمس سنوات تقريبًا،نظرت نحوهم حتى إقتربوا منها لم يراها جسار بسبب إنشغاله بذاك الصغير الذي ترك يد السيدة وتوجه نحوه يقول”بابا”…
لا تعلم لما خفق قلبها قويًا بتلك اللحظه،شعرت برودة تجتاح جسدها… بنفس الوقت آتى السائق لم تنتبه له وهي تنظر نحو جسار وتلك التى معه وذاك الطفل الذي يمرح حول جسار وهو يبتسم له، من الجيد أنه لم يُلاحظ وجودها بالمكان… فاقت من شرودها على صوت زامور السيارة، ذهبت نحوها، وعقلها مشغول دون عِلم السبب.
[عوده]
على صوت تنبيه هاتفها إنتبهت رغم مازال عقله لديه فضول معرفة المزيد عن جسار، هل تلك هي زوجته
خفق قلبها بشعور غريب لما تشعر بإنقباضه فى قلبها، لماذا هذا الشعور…
الفضول… لمجرد المعرفه
لا تأثير الفضول يكون بلا تلك الإنقباصة حتى لو كانت طفيفه
صراع حميد لا تدري سببه
جسار ليس أكثر من مجرد مدرب بالمركز الرياضي فقط…زميل لا أكثر
لا تشغلي عقلك بشئ أكثر من ذلك
لكن الفضول
لا داعي منه
لكن الرغبه لمجرد المعرفة فقط
هكذا أقنعت نفسها أن ذاك الشعور ليس سوا فضول،رغم خفقات قلبها التى تتمرد وهي تعتقد أنها تتحكم بها ولكن التفكير الذي شغل عقلها وصراع محموم بين قلبها الشارد وعقلها البارد لا يهدأ…بل إبتدى الصراع نحو مسار غير متحكم.
❈-❈-❈
ليل الهموم لقلب بدأ يستسلم لأضغاث قلبه
بشقة إيناس
نظرت جوارها للفراش كان خاويًا، قابيل رغم ان الليل إنتصف منذ وقت لكنه لم يعود كعادته ليس ذلك بالجديد
تذكرت قبل ساعات حين كانت تقف بالشُرفة
كان آدم يدلف ومعه تلك المعتوه زوجته كان يُمسك بيدها ينظر لها وهو يبتسم،ربما كان ذلك صدفة أثناء دخلوهم حين تعرقلت حنان تلهف عليها، وأمسك يدها وهما يسيران بإنسجام، عكسها مع قابيل الذي تركها بالمشفى مجرد زيارة او إثتين وتحجج بكثرة العمل وإنشغاله، كذالك منذ أن أجهضت رغم مرور وقت لم يقترب منها قابيل حتى ويُقبل إحد وجنتيها كنوع من الدعم، لكن هو يتجاهلها، أصبحت تكره كل شئ حولها وتحقد بقلبها، سابقًا من كانت هي من تُحسد الآن أصبحت ناقصه، يدخل الى عقلها هوس أن هنالك أخري تغزو عقل وقلب زوجها، بالتأكيد ربما يبحث عن من تعوض النقص الذي أصبح لديها، بنفس الوقت نفضت ذلك بعقل موهوم:
لاء قابيل مستحيل يفكر فى غيري قبل إكده قالي مش عاوز عيال، وبعدين ما عندنا بنت.
-قد يرغب بولد يحمل إسمه ويرثه فيما بعد.
عقلها يقول ذلك وينفي بنفس الوقت:
لاه مستحيل هو بيحبني من صغرنا ومش هيفكر فى إكده، هو بس زعلان وعشان كده بيحاول يبعد عني عشان محسش بكده.
بين تعقُل وهوس تهزي من حجود وحقد نفسها.
❈-❈-❈
لمعت عين ثريا ببسمه وهي ترا سراج يقترب منها هو الآخر تلمع عيناه بوميض خاص وشغف… ضمها بين يديه وطبع قُبله على إحد وجنتيها من ثم نثر قُبلات على وجهها بالكامل يديه عملت على إزالة ذاك المئزر من فوق جسدها أصبحت بين يديه شبه عاريه وهو كذالك، تستمتع بقُبلاته تشاركه نفس الشغف بل تتلهف معه تحثه على التوغل بلمساته الجريئه وهي تئن بلذه من لمساته وهو يتوغل شغفً بها يهمس ببعض الهمسات الناعمه وهو يستلذ من تجاوبها معه، يزداد الشغف بينهم يشتعلان بالغرام
فتح عينيه برفض سريعًا ينظر حوله هو بغرفة شبه مُظلمه، يتنفس بلهاث جسده يتصبب عرقًا
يشعر بحقد وعيون تقدح غِلًا تتجمر وذاك العرق يسيل من فوق أهدابه،أغمض عينيه لوهله يعتصرهما لكن عاود طيف من ذاك الحلم
ثريا مُستمتعة بين يدي سراج
ما كانت ترفضه معه تفعله مع سراج وهي راغبة…
فتح عينيه سريعًا يرفُض ذلك بالتأكيد،نظر نحو شُرفة الغرفة كان هنالك ضوء من خلف زجاجها الذى إنزاحت عنه الستائر بسبب بعض الهواء المُتسرب من ناحية باب الغرفه، نهض يسير برويه كالطفل الذي يسير لأول مره… يشعر بآلم حاد بأحد ساقيه، توجه نحو باب الغرفه وخرج إكتشف تركه لإحد الشُرفات مفتوحه هى السبب بذاك الهواء الخريفي بالشقة، ذهب نحو تلك الشُرفه قام بغلقها ووقف خلف زجاجها يشاهد تلك السُحب المُعتمه التى تقترب من القمر الشبه مُكتمل بلحظه قد تطمسه،لكن القمر كآنه يتناور مع السُحب يبتعد عن ظُلمتها،جذب الستائر عتم المكان الذي يحفظ اركانه هو يعيش بهذه الشقه منذ أكثر من سنه ونصف هنا كان المخبأ او الملجأ الذي ينزوي فيها مثل الممسوس بعدوي خطيرة…
هو فعلًا كذالك كان لكن منذ أن علم بزواج ثريا وسراج إنهار ذاتيًا، وأقسم سيعود لهدف واحد هو التدمير…
وأولهم ثريا الذي يُراقبها عن كثب ويتتبع خطواتها، رأي ذاك الآخر الذي يفعل مثله، بالتأكيد هذا الشخص تابع لـ سراج… ضحك بإستهزاء يتشاور عقله بين خيارين لسبب وضع سراج لشخص يُتابع خطواتها،
هل السبب قلق وخوف عليها
أم
السبب أنه مازال مهنته كضابط بالجيش تؤثر عليه وعليه فرض الحرص على من حوله،
زفر نفسه وهو يمدد ساقيه أمامه يشعر ببوادر آلم،سحب ذاك الدورق وجذب علبة البرشام وضع برشامه بفمه ثم خلفها إرتشف بعض قطرات المياه،وإضجع بظهره على المقعد يرفع رأسه يُزفر نفسه،عتمه حوله وهو يتذكر يوم أصابته
[بالعوده الى ليلة إطلاق الرصاص عليه]
أثناء عودته من إحد سهراته الماجنة كان يسير بالسيارة على الطريق رغم أنه شبه سكران لكن كان يستطيع التركيز بالقيادة لكن فجأة من العدم ولان الطريق قريب من الجبل سمع صوت إطلاق رصاص على سيارته لم يتوقف لكن أرغمت السيارة على التوقف غصبًا بعدما إنزلقت نحو إحد الدوشم الخرسانيه على الطريق وإصتطدمت بها، بسبب قوة الصدمه أثرت على رأسه الذي إنخبط قويًا ونزف شعر ببوادر غياب عن الوعي،بالفعل شبه يغيب عن الوعي فقط يسمع بعض الأصوات كآنها بعيدة رغم أنها قريبه… وهو يهزي بخفوت أن يساعدوه، سمع همسات أحدهم..
-ده لسه فيه الروح بيتحرك، سمعت همسه
والآخر يقول بغضب
إنت بتفكر تنقذه ولا إيه إحنا فى مهمه ولازمن نخلص منيها ونخلص عليه، إنجز قبل ما عربية نقل كبير تمُر عالطريق، هات السلاح.
بالفعل شعر كآن سيخ ناري يخترق ظهره بسبب إحد الرصاصات، ربما القدر، رأي الإثنين ضوء عالي لسيارة نقل كبيره فهرعا بعد أن شبه تأكدا ان الرصاصه حقًا أصابت ظهره لكن بمكان قاتل… لن يتحمل لوقت طويل قبل أن يُفارق الحياه، وهذا جيدًا، يتعذب قبل أن تفيض روحه من جسده، ربما هذا شافيًا لغليل القاتل، تركوه وتوجهوا الى سيارتهم غادروا، تروكوه ينزف ويشعر بآلم خروج الروح، لكن الشيطان مازال له بقيه… صدفه أو حظ شياطين كان هنالك دورية شُرطة على الطريق ورأت السيارة وذهبوا نحوها كان مازال ببوادر نهاية خروج الروح نقلوه الى المشفى
لكن صدفه أخرى كانت من حظ الشيطان وهو يهزي سمع قول الطبيب لمن معه بغرفة الطوارئ ده مُصاب برصاصه فى ضهره غير الخبطه اللى فى راسه تقريبًا ده فى سكرة الموت ، خرجت الممرضه لدقائق،كان غيث يهزي سمع الطبيب هزيانه إقترب من رأسه يضع أذنه يسمع ماذا يقول…همس له غيث بترغيب:
أنا عندي فلوس كتير لو عشت هتكون من نصيبك،ومش عاوز حد يعرف إنى عايش.
ظن الطبيب أنه يهزي لكن طمع النفوس تمكن منه وأخذ يُجادله،كان غيث يرد بهمس خافت…
بنفس اللحظه دخل مُصاب آخر الى غرفة الطوارئ،كان متوفي فعلًا بسبب شِجار شوارع كان مطعون ومضروب بالرصاص كذلك وجهه كان مشوهًا بطعنات بارزه تُخفي وجهه،كذالك مجهول الهويه لا شئ معه يُثبت هويته،فكر الطبيب،وملأ الطمع قلبه بنفس اللحظه بدل الإثتين وضع متعلقات غيث بتلك الجثه،بينما أمر أحد المُسعفين بأخذ غيث الى غرفة العمليات هو مازال به الروح،بالفعل قام الطبيب بإخراج الرصاصه من ظهره،كذالك ضمد جرح رأسه…ظل غيث لأيام غائب عن الوعي كذالك أصيب بفقدان ذاكرة مؤقت حين إستفاق مما جعل الطبيب يشعر بالندم لكن خاف أن يفتضح أمره فالجثه الأخري قد سُلمت لأهل غيث ودُفن بالتأكيد…لكن إطمئن حين تذكر غيث لشئ واحد
إسم إمرأة وحين سأله الطبيب أجابه
“ثريا تبقى مراتي”.
إطمئن الطبيب وعلم أن هذا ربما فقدان ذاكره جزئي بسبب الحادث،لكن كان هنالك مشكله أخري وهو مكان الرصاصه التى كانت بظهره كانت بمكان حيوي بجسده قد تؤثر على سيره على قدميه،وليس هذا فقط هنالك تأثير آخر لم يقوله له الطبيب،ربما يكون مُخطئًا،مرت الأيام وبدأ غيث يتعافي وهو يعود له هواجس من الماضي تجعله يتذكر،خرج من المشفى لتلك الشقه التى دبرها له الطبيب،مازال على أمل أن تعود ذاكرة غيث ويُعطيه المال…
وغيث فعلًا كانت الذاكرة تعود له،فى يوم سمع صوت رنين جرس الشقه ظن أنه الطبيب كان فى تلك الفتره يستخدم مقعدًا مُتحرك،ذهب وفتح الباب،تفاجئ بشخص يضع تلثيمه حول وجهه،سُرعان ما كشف وجهه فى البدايه كان غير مُتذكر،لكن تفوه له قائلًا:
أنا عطوان يا غيث باشا يا سيد الناس،أنا اللى السبب إنك لساك عايش لدلوق،أنا اللى بلغت البوليس عشان ينقذك ومراقب سيادتك،بس…
سريعًا جذب غيث عطوان الى داخل الشقه وأغلقها بغضب سائلًا:
إنت مين،
وقصدك إيه أنا مش فاكر حاجه، إنت بتقول إيه.
إستغرب عطوان قائلًا:
انا عطوان يا باشا راجلك المخلص،وانا اللى إتفقت مع الدكتور انه ينقذ حياتك وأن حياتك غاليه جوي،بس يا باشا فى حاجه دلوق الكل مفكر إنك ميت،هترجع إزاي و…
فكر عقل غيث بعقل إجرامي،وسأل عطوان:
إنت شوفت مين اللى حاول يجتلني.
تلجلج عطوان نافيًا:
لاه يا سيد الناس.
نظر غيث له بنظره خبيثه لديه يقين أنه يعرف من الذي حاول قتله لكن هو لن يعترف بذلك كما أن فكرة بقاؤه ميتًا إزدهرت برأسه،كما أنها ستجعله يفعل ما يشاء دون حساب او عقاب وهو بالسجلات أصبح ميتًا،لكن هنالك من أراد أن يعرف كل شئ عنها كذالك الوحيدة الذي يود أن يعود للحياة من أجلها لكن ماذا…
زفر غيث بضجر قائلًا:
إسمعني يا عطوان أنا عاوزه تشوف راجل ويكون مالوش سوابق،عاوز أعرف كل حاجه عن مراتي.
إبتسم عطوان:
عينيا…
معني كده يا سيد الناس إنك فاكرني.
زفر غيث قائلًا:
فاكرك ولا ناسيك،مفيش جدامي غيرك دلوق ينقلي أخبار الجبل والجماعة،كمان زي ما إنت شايف رجلي هتاخد وجت على ما أرجع أمشي عليها هتبجي عيني ورجلي مفهوم،بس لو وصل خبر إنى لسه عايش عارف هقابلك فى الجحيم بعد عمر طويل طبعًا.
ضرب عطوان على رقابته قائلًا:
رجابتي يا سيد الناس،انا خدامك.
بالفعل أصبح عطوان هو همزة الوصل بين غيث والعالم الإجرامي كذالك يوصل له أخبار ثريا،وأنها عادت تذهب للعمل مع ذاك المحامي التى كانت تعمل معه قبل زواجه بها،بعث تهديد لذاك المحامي وقام بالتلكيك لها وأنهي عملها معه،لكن ثريا قررت أن تبدأ بمكتبها الخاص غرفه صغيره بمنزل والدتها،طال وقت حصولها على زبائن،لكن بمجرد أن إستطاعت أخذ قطعة الأرض من عيلة العوامري أصبح لها شآن وبدأ الناس الثقه فيها كمحاميه تستطيع مساعدتهم فى الحصول على حقوقهم عبر الدفاع بالمحاكم،قضايا صغيرة لكن كانت تُعطي لها مكانه تزداد خصيصًا وأنها ليست مرتفعة المزايا الماليه،
سؤال كان يُحيره لما ثريا لا تُنفق من ذاك المبلغ الكبير الذي وضعه سابقًا بإسمها،علم بمخاولات العائله لإسترداد الأرض،كان مُراقب لها حتى النفس،بعد مدة إستطاع أن يسير على قدمه بمساعدة عصا طبيه،اخبار ثريا والعائله والجماعه الإجراميه تصله بوقت قليل
سمع عن عودة سراج،لم يكُن بينهما وفاق سابقًا،لديه فكرة أن سراج ضعيف رغم زهو العائله به كضابط،لكن هل لعائله ان تفتخر بضابط وبين شبابها إثنين يعملان بكل إجرام،قابيل أخذ مكانته،دخل لعقله شك قابيل هو الذي أطلق عليه الرصاصة طمعًا بمكانته الذي حصل عليها سريعًا…
أيام…شهور…سنه إثنين…
تحمل فيهم رحلة علاج شيطان عائد من الموت
الى فيضان بركان هو من سيفجره،لكن كانت الصدمة
زواج ثريا وسراج
كيف لم يُفكر فى حدوث ذلك وسراج منذ أن عاد الى البلدة وهو يحوم خلف ثريا
هل أحبها، ام مثلما يُظهر أنها بلا أهميه،هو علم أنه هو من أرسل نساء لخطفها،لكن لم يعرف ماذا حدث بداخل ذاك الإستطبل اوصله أن يحملها ويذهب بها الى المشفى
ظهر بمظهر حامي الشرف،وبعدها كيف وافقت ثريا على الزواج به…أفكار سوداء برأسه فكر فى أن يظهر ويعود لإفساد حياة ثريا تلك الخائنه التى لم تنتظر ووافقت على الزواج من ألد أعداؤه،سراج ومقارنات منذ الصغر كان سراج ذو الاهميه حتى أنه كان المُنتظر أن يُصبح كبير العائله…عمله بالجيش كان إلهاء له،عاد الآن لإستراد المكانه،ومعها
الزواج من ثريا…زوجته قانونًا
وسؤال آخر متى تخلصت ثريا من رُهابها منه لتتزوج بآخر وتبدأ حياة أخري،
ثريا…ثريا…ثريا…
كرر إسمها بوعيد
وهنا عاد من إستعادة ما حدث معه بعد ذاك الحادث الذي جعل منه ميتًا…
لكن عاد الميت للقصاص
وأول من كان لابد أن يقتص منهم هم الخونه
وأولهم ثريا
تذكر ليلة ذاك العُرس التي كانت به ثريا أخبره ذاك الذي يتتبع ثريا،كانت فرصة أخري،يقضي بها على خائنه،كان هناك ورأي الجميع يهرولون الى داخل المنزل إحتماءًا
منهم ثريا،دخل خلفها وبلحظه أخرج سلاحه وكاد يطلق عليها الرصاص،لكن تراجع دون سبب،لكن حين رأي سراج يذهب نحوها ثار عقله وفارت الدماء بجسده،نظرة عين ثريا
المُستغيثه بـ سراج كانت مثل إشارة لقتلها…رفعت نظرها وتلاقت عينيها مع عينيه،تحولت نظرة عينيها الى هلع،لكن تبدد ذاك الهلع حين إقترب منها سراج،نطقت إسمه
لكن إتخذ القرار…رصاصه خلف أخري،وكاد يُطلق على سراج هو الآخر لكن صمت الرصاص كذالك سماعه لدوي سرينه الشرطه خاف أن يتم القبض عليه وينكشف أنه مازال حيًا،إستطاع الهرب وهو يزم عقله لعدم تركيزه أو ربما لأن ثريا أصبحت مثله وعادت للحياة إذن مازال هنالك وقت للقصاص من خائنه وطامع.
❈-❈-❈
بشفة سراج
أثناء دخول ثريا الى الشقه إستمعت الى حديث سراج عبر الهاتف من نُطق سراج لاسم
“تالين” علمت أنه بالتأكيد يتحدث معها لم تهتم بذلك ودخلت الى غرفة النوم… بعد دقائق دخل سراج الى غرفة النوم،كانت ثريا أبدلت ثيابها بأخرى،نظر لها قائلًا بنبرة ضيق:
مش ملاحظة إنك راجعه للدار متأخر.
أجابته ببرود:
كان فى زبون والوقت طول،أنا مُرهقه،هنام تصبح على خير.
نظر لها وقبل أن تُزيح دثار الفراش كي تتمدد عليه،قبض على مِعصم يدها قائلًا:
ثريا بلاش عِند سبق وقولت لك بلاش تتأخري فى الرجوع الوقت خلاص مبقاش صيف والناس هنا بتنام بعد العشا و…
قاطعته ببرود:
قولتلك زبونه طولت فى الرغي أعمل لها إيه وبعدين متقلقش السكه أمان…أنا مُرخ هنام تصبح على خير.
سحبت ثريا يدها من قبضة سراج وأزاحت الدثار وتمددت على الفراش سحبت الدثار مره أخري فوق جسدها…
أطفأ سراج ضوء الغرفه،لكن لم تكُن الغرفه مُظلمه بسبب ضوء لمبه بالردهه مُتسرب من باب الغرفه المفتوح … تمدد على الناحيه الأخري،ينظر نحو ثريا التى تُغمض عينيها…
تنفس بهدوء وأغمض عيناه،سُرعان ما غفي،كذالك ثريا،لكن أثناء نومها
رأت تلك العينان اللتان كان ينظران لها ليلة إصابتها،فتحت عينيها بفزع،حاولت التنفس بهدوء،وهي تنظر جوارها لـ سراج النائم لوهله عقلها الباطن صور لها أن غيث هو النائم جوارها،لوهله أرادت أن تصرخ،لكن الرعب الساكن داخلها جعلها تضع يدها فوق فمها تكتم الصرخه،أغمضت عينيها وهى تشعر بدقات قلبها تكاد تُفجر صدرها،فتحت عينيها وبتردد عادت تنظر جوارها،تلاشت صورة غيث وعاد سراج،بدات دقات قلبها تهدأ رويدًا رويدًا،شعرت ببداية إختناق،نهضت من جوار سراج،ذهبت نحو شُرفة الغرفه فتحتها بهدوء وخرجت تقف بالشُرفه تتنفس من نسائم الخريف الشبه باردة حتى عاد تنفسها شبه طبيعيًا لوقت،سرحت بالظلام البعيد رغم ان هنالك أضويه،لكن قمم المنازل تُشبه التلال المُظلمه…وقفت تتنفس بلا تفكير كآن عقلها فصل فقط تتأمل فى الظلام وتتنفس.
بينما قبل لحظات تقلب سراج بالفراش بالخطأ ضغط على جرح يده،فشعر بالآلم فتح عيناه نظر نظره خاطفه لجواره لم يجد ثريا، إستغرب ذلك لكن شعر بنسمة هواء دخلت الى الغرفه نظر نحو الشرفه كانت مواربه، إستغرب أكثر ونهض من فوق الفراش ذهب الى الشُرفه
كانت ثريا مازالت واقفه تتأمل
قطع ذاك التأمل حين شهقت بخضه بعد سماعها لـ سراج ينطق إسمها:
ثريا…
قطع بقية حديثه ببسمه ثم عاود مره أخري:
كنتِ سرحانه فى إيه كده، وإيه اللى مصحيكِ دلوقتي، وليه واقفه فى البلكونة الجو فيه نسمة ساقعه.
نظرت له بصمت للحظات، تبسم سراج ينتظر جوابها، لكن عاودت النظر أمامها، وكما كالعادة لا تهتم بالأجابه عليه وسألت بمفاجأة:
-إشمعنا دلوق إيه اللى إتغير يا سراج.
لم يفهم مغزي سؤالها فسألها بنظرة عين مُستفسرة:
قصدك إيه؟مش فاهم؟.
إستدارت بجسدها تستند بظهرها على سياج الشُرفه قائله بتوضيح:
رغم إن عندي شبه يقين إنك فاهم مغزي سؤالى بس هوضحلك يا سراج…
أومأ مُبتسمًا
بينما إستطردت ثريا حديثها:
ليه دلوق إتنقلنا للشقه دي.
إبتسم حقًا لم يكُن يفهم سؤالها، يغزو عقله بماذا يُجيبها…أيقول أنه رأي إحد الخادمات تتلصص وتتسمع على غرفتهم فأراد أن يقطع الطريق علي من يُعطي أمر لتلك الخادمه بالتلصُص والتصنُت على شئونهم الخاصة،كذالك أراد يكون لهما الخصوصيه بمكان مغلق عليهما وهي من تتحكم بشأن المكان،لكن أعطاها جواب آخر وهو يقترب منها:
سبق وقولت عشان جوازنا تم بسرعه والشقه مكنتش جاهزه كانت محتاجه لسه شوية تشطيبات.
تهكمت ثريا قائله:
والتشطيبات إنتهت فى عشر أيام.
أومأ لها رأسه بتأكيد.
نظرت له بعدم تصديق فالجواب الذي قاله لا يناسب الحقيقة… ضحك سراج يعلم أن جوابه لم يقنعها لكن هو نفسه غير مُقتنع بأي جواب لسؤالها، فى البداية كان زواجهم بغرفته القديمه كان لديه هدف وهو عدم تحكمها بمكان خاص بها بداخل الدار،كذالك عدم تمكُنها من مكانه أكثر بقلب العائله، مجرد غرفه تتشارك فيها معه كزوجين ماذا كان سيحتاج أكثر من غرفه ، لكن مع الوقت شعر أنه أخطأ بذلك، كذالك مواجهتها له سابقًا جعلته يُدرك أنها فهمت غرضه الحقيقي الذي تبدل مع الوقت، لام عقله ماذا كنت تهدف وتعتقد أن ثريا كانت مجرد شئ عابر بحياتك أرادت وئد تمرُدها عليك، لكن فاز تمرُدها وأنت أصبح ذاك التمرُد يغزو قلبك من ناحيتها،كنت تعتقد أن قلبك فولاذ لا شئ يؤثر به،لكن من أجل نظرة عين ثريا التي تنظر له بها الآن…
هل لان الفولاذ….وأصبح قابل للإلتواء والتشكيل مع تلك المشاعر الذي لم يكُن عقله يُصدق أن يمُر بها يومً،لم يكُن يُحكم قلبه سابقًا،علمته العسكريه التحكم بالعقل فقط…
شهقت ثريا مره أخري حين جذبها سراج من يدها لعدم إنتباهها طاوعته وأصتطدمت بصدره ضمها،تلاقت عيناهم،جذبها للدخول الى الغرفه وقفا خلف ذاك الزجاج،لكن ثريا شعرت بضعف قديم ظنت أنها نسيته حين تمردت عليه،لكن يعود وهي تري نظرة عين سراج الذي ترك النظر لعينيها وإنصب نظره على شِفاها وكاد يُقبلها،لكن هي لفتت رأسها ونظرت الى السماء عبر الزجاج،رأت تلك الثُريات كآنها تسير بالسماء،أو ربما السحاب هي التى تسير من حولها فتظهر انها تتحرك معها،
تكون بداخلها أمنيه، أن تكون إحد الثريات وتسير بملكوت مثل تلك الثريات التائهه بالسماء
«تائهه وسط غيوم سابحه»
🌷🌷

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى