رواية سراج الثريا الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الجزء الثلاثون
رواية سراج الثريا البارت الثلاثون
رواية سراج الثريا الحلقة الثلاثون
﷽
السرج الثلاثون «إعصار يُزلزل كيانه»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
قبل قليل أمام بقالة فتحي
تبسم لـ ممدوح الذي توقف أمامه وألقى عليه السلام، نظر له فتحي بإعجاب ثم مدح:
إيه الشياكه دي اللى يشوفك يقول عريس الليلة…عجبال ما أشوفك عريس
إبتسم له ممدوح قائلًا بقبول:
تسلم يا عم فتحي.. وإن شاء الله عن قريب هتشوفني عريس.
إبتسم له قائلًا:
إن شاء يا ولدي محظوظه اللى هتبجي من نصيبك كفايه هتبجي حماتها الحجه نجيه أطيب قلب.
إبتسم له، بينما عاود فتحي الحديث:
إنت رايح زفاف إسماعيل العوامري.
اومأ له موافقًا، تبسم له فتحي وتنهد بإرتياح:
إنت إبن حلال، خالتك ام رغد ورغد رايحين الفرح وأنا كنت هروح معاهم، لكن واحد من اللى بيجيبوا البضاعه إتصل عليا من شويه وجالى أنه فى الطريق ومش هينفع أقفل البقاله دلوق، خد خالتك ورغد أهم وصلوا أمانه وياك
خفق قلب ممدوح وتبسم قائلًا:
فى رقابتي يا عم فتحي.
نظرت زوجة فتحي له تبسم لها فهمت بسمته
بعد قليل كان
ممدوح ورغد ومعهم والدتها يدلفون الى قاعة العُرس…
تبسمت والدة رغد قائله:
عقبالك يا ممدوح.
إبتسم لها قائلًا:
عن قريب إن شاء الله يا خالتي.
لم تلاحظ رغد نظرة ممدوح لها، خفق قلبها بإضطرتب خشية أن يذهب ممدوح لغيرها… بينما لاحظت والدة رغد نظرة ممدوح التى لولا ثقتها هي وزوجها به وبأخلاقه ما كان سمح له بإصطحابهن.
❈-❈-❈
بقاعة العُرس
مازالت رقصة سراج تستحوذ على الإعجاب والتصفيق، لكن النظرات بينه وبين ثريا نظرات موجعه للإثنين… لحظة وتبدلت نظرة عين ثريا التى كادت تدمع تشعر بتردُد فى إتخاذ قرارها، لكن بلحظة إتخذت القرار حين رأت دخول تالين ومعها شخص آخر ذو هييه ووقار بالتأكيد والدها شعرت بحرارة تغزو جسدها وقلبها أغمضت عينيها تبتلع تلك الغصه المريرة التى تشعر بجفاف حلقها حسمت قرارها… لم تعُد تستطيع الإستمرار بالوقوف تركت سراج يُكمل الرقص وعادت هي تجلس جوار والدتها التى تبسمت لها وضعت يدها على إحد كتفيها تبتسم تشعر بسعادة عكس قلب ثريا البائس، رغم تلك البسمة الكاذبه على شِفاها، لو برغبتها صرخت وبكت وواجهت لماذا يحدث لى ذلك، دائمًا ينتظرني الخذلان…
بينما سئم قلب سراج مازالت بسمته مُستمره،أنهي الرقصه نظر نحو مكان جلوس ثريا…ظنت أنه لم يُبالي بها وهو يذهب نحو تالين ووالداها يستقبلهم بترحاب فاتر،رغم عكس ذلك ما تشعر به ثريا، جلس معهم خلف إحد الطاولات، لكن
كانت عيناه كانت مُراقبة لـ ثريا لاحظ نهوضها مثل والدتها وخالتها، نهض دون مبالاة ذهب نحوها، إقترب منها بحميميه وإنحي على أذنها سائلًا:
رايحه فين يا ثريا.
أجابته ببساطه:
أمي وخالتي مش متعودين عالسهر كمان أنا صدعت هنمشي.
نظر لها بإحتقان قائلًا:
تمام هكلم السواق يوصل والدتك وخالتك، لكن إنتِ
معليشي تعالي على نفسك وإستحملي شوية كمان.
كادت تعترض لكن إقترب من وقفتهم ممدوح الذي تبسم لـ سراج قام بتهنئته كذالك إستأذن للمغادرة بصحبة والدته وسعديه ورغد ووالدتها.
تبسم له مُجاملًا ذهب معهم الى الخارج لحظات وعاد رأي ثريا تجلس جوار رحيمه… توجه نحوهن وجلس جوار ثريا، التى لا تشعر بصداع بل سأم… انحني على أذنها قائلًا بمزح:
إفردي وشك،وإتفرجي على رقص العِرسان،أكيد رقصتهم رومانسيه وهتعجبك…. لوت شفتيها بسخط، رغمًا عنه تبسم تلمع عيناه بغرام قد تكون نهايته أو بدايته الليلة…
الليله ليلة قرار ثريا وليلة قد تكون خميله ويلتف قلبيهما بخمائل الغرام أو…
لداعي لتفكير آخر الآن… مقابل بسمة ثريا له،رغم يقينه انها مجرد بسمه خالية من المشاعر
مع ذلك رغم أن حقيقة نظرت لـ سراج ثريا كانت بسخافة
تلك البسمة رغم أنها إستسخاف منها لكن كانت مثل عاصفة رياح تضرب صواعق ليس بعقل
“غيث” فقط الذي يراقبها مثل الثعلب الجائع الذي ينتظر فرصه وينقض على تلك الفريسة ال المُستمتعه بوشوشات ذاك الوضيع …يود إنتزاعها بل تمزيعهما إربًا بنهاية الليله
أيضًا عقل قابيل الذي ترافقها عيناه عن كثب مثل الثعبان الخبيث الذي يترقب لفريسة لإصطيادها… بنهاية الليله ستكون له لدغه قاتلة.
عيناه مثل إعصار هادر، لكن يضبط نفسه كي لا يكشف عن نفسه، لديه يقين أن كل الموجودين بالقاعه يستحقون الإبادة وهذا ما سوف يفعله، بالفعل أخرج هاتفه وأرسل رساله مُختصره فحواها
” عاوز إبادة شامله محدش يفلت منكم، عاوزها مجزرة “.
أغلق الهاتف ينظر الى تلك السخافات الذي يشعر منها بالغضب، لكن مني نفسه بنهاية الليله سيقتص ليس ممن سببوا له العجز… بل من الجميع، فالحسنه تخص والسيئه تعُم، وهم ليسوا أسوياء ولا ملائكه فمنهم من هم أسوء من الشياطين
❈-❈-❈
بعد وقت قليل نظر قابيل لساعة يده
زفر نفسه بضجر،لاخظت ذلك إيناس وزغرت هي الاخري لا تستهويها تلك السعادة التي تراها أمامها سواء
من
آدم لـ حنان
مرح إسماعيل مع تلك السخيفه التى أصبحت زوجته
كذالك غريمتها الكبري،ثريا ورقص سراج معها قبل قليل شعرت بالغِل حين لفت إنتباهها نظرة عين قابيل لهما ثم زفره لانفاسه دخل شك برأسها،لو كان حقيقيًا قد تقتُل ثريا
لا يُعقل أن يكون قابيل مُغرم بتلك الوضيعة
تذكرت أكثر من مره كانت ثريا تخاول الحديث معه وهي حذرته انها وضيعه تسعي لإسم وسطوة عائلة العوامري…أخبرها كذبًا أنها لا يراها سوا أرملة أخيه بالرضاعة…لكن لغباء تفكيرها الليلة يعاود الشك بقوة بالتأكيد تلك الوضيعة ثريا التى تسعي للسطوة قد تجذب زوجها أيضًا بعد فشلها مع سراج الواضح أنه بدا يفيق من سطوة سحرها عليه
عقلها كآنه بهزي بالشئ وعكسه تتملكها الغِيرة من كُل النساء حولها…مالت على قابيل قائله:
أنا زهجت.
غمز لها بإغراء كاذب قائلًا:
وأنا كمان، أنا بقول نكمل الليلة فى دارنا فى أوضة نومنا.
ذهب الهزيان عن عقلها وهي تشعر بالغبطة نهضت واقفه هي الأخري… لاحظت ولاء وقوفهم، نهضت سائله:
رايحين فين.
تبسمت إيناس قائله:
هنمشي الفرح مُمل جوي.
شعرت ولاء بسخط تلوي شفتيها بتبرُم قائله:
عندك حق، انا كمان زهجت، وإكده إكده الفرح وجت قليل وهينتهي، خلينا نمشي قبل الزحمه.
وافقهما قابيل وخرج ثلاثهم من قاعة العُرس
قبل نهايةالفرح.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل
ضجر والد قسمت من طول فترة الزفاف… ذهب الى آدم وأخبره بذلك، بالفعل إمتثل آدم لذلك وأخبر مدير قاعة العُرس بإنهاء العرس ثم ذهب نحو إسماعيل وأخبره، نظر له إسماعيل بإمتنان
بعد قليل إنتهت رقصة العرسان بنهاية الزفاف غادروا قاعة العُرس،
بالطريق أمام القاعة
بمجرد صعد العروسين الى السيارة وكانت معهم رحيمه كذالك والدة قسمت…إنطلقت السيارة وما هي الا دقيقة
حين بدأ خروج المعازيم من قاعة العُرس اندفعت طلقات الرصاص عشوائيه من سيارة نص نقل، تطلق الرصاص… هلع المعازيم وبدأ الهرج والمرج ومحاولة الإبتعاد عن فوهات الرصاص، بسبب تدافعهم سقط البعض وإندهس….
لحظات كان هنالك تدخُل من الشرطة وإشتبكت مع المجرمين
قبل تلك اللحظات
حين بدأ إطلاق الرصاص، جذب سراج ثريا سريعًامن يدها لمح الخوف على ملامحها ضمها حاول المرور بعيدًا عن إطلاق الرصاص أدخلها الى رُكن جانبي بالقاعة بعيدًا عن مرمي الرصاص.
كذالك آدم الذي جذب حنان خلفه سريعًا،تقدم ناخية السيارة الخاصه به وأحنى رأسها،وأدهلها الى السيارة أمرًا:
مترفعيش راسك يا حنان.
لكن صرخت حين تلقي كتفه إحد الرصاصات…وضع يده على كتفه وإنحنى هو الآخر قائلًا بتطمين:
أنا بخير…أوعي تنزلى من العربيه.
أنهي قوله وجذب سلاح من صندوق السيارة…هلعت حنان وقبضت على يده قائله بسؤال:
إنت رايح فين يا آدم…إنت مُصاب كمان الشرطة وصلت أهي…أرجوك…
قاطعها قائلًا:
إيمان ومرات أبوي،كمان أبوي…الحمد لله إن والدك ووالدتك مشيوا قبل نهاية الفرح.
ترجته حنان لكن لم يسمع لها وأمرها الا تترجل من السيارة والا إنتهي بينهما غصبًا إمتثلت.
بينما إرتبكت إيمان حين رات الرصاص يتطاير والمعازيم تهرول بهرجلة تحاول الابتعاد عن الرصاص،كانت تسير مع والدتها التى إرتعبت هي الأخري،وجذبت إيمان لحضنها،لكن عادت الشجاعه لـ إيمان وجذبت يد والدتها تحاول المرور كى تنجو بوالدتها،لكن تفاجئت بيد تسحبها خلفه وبالتبيعيه هي تسحب والدتها الى أن تجنبا خلف احد الاركان…نظرت بتفاجؤ لذلك الذي مازال يقبض على يدها
ذُهلت حين رأت سلاح بيده،لكن تلجم لسانها من المفاجأة حين قال بأمر:
متترحكوش من هنا…
قال هذا وعاد للخارج يقوم بالتصويب على المجرمين بمهاره هي بسبب فضولها أخرجت راسها من خلف ذاك الجدار ترا ما يحدث،رأها جسار،عاد نحوهن مره أخري وجذبها خلف الجدار قائلًا بأمر:
إتلمي يا إيمان،ده ضرب نار مش شوية أطفال بيلعبوا فى الشارع وإتخانقوا هتتفرجي عليهم.
نظرت له بغضب سحيق سائله:
إنت مين يا جسار.
نظر لها بسخط قائلًا:
أنا مدرب الأشبال.
ثم نظر نحو والدة إيمان قائلًا بإحترام:
لو سمحتِ يا حجة خليكم هنا أمان،وسيطري على عِناد إيمان بلاش تطلع رأسها من ورا الجدار،الفضول مش هينفعها.
اومات له فهيمه وهي مُرتعبه تجذب يد إيمان تقبض عليها بقوة…لوهله إبتسم جسار من ملامح إيمان الواضح عليها الغضب والضيق،لكن قالت بقلق:
أبوي وأخواتي لازمن أطمن عليهم.
منعها جسار قائلًا:
سراج أكيد مش جديد عليه اللى بيحصل ده،وحاولى بس دلوقتي تلتزمي،الشرطه بتتعامل مع المجرمين ومسألة وقت والوضع هيهدا وقتها إطمني عليهم،حافظي على نفسك إنتِ ومامتك.
عاود تركهما مره أخري،
بينما بالخارج بدأ بهدأ الرصاص بعد أن شبة سيطرت الشرطة على المجرمين وقامت بتصفيتهم لكن خلف ذلك
شبه مجزرة بالمكان ، بسبب الإصابات سواء كانت بسبب الرصاص أو تدافع المعازيم تجنبًا للإصابه…
حتى عمران الذي إستطاع سراج حمايته… لطن فزع حين رأي آدم مُصابًا كذالك قال بقل كبير:
فهيمة وإيمان فين.
أجابه سراج وهو يرا جسار يرفع يده له أنهم بخير.. قائلًا:
إطمن يا أبوي بخير.
هدأ قلب عُمران وأغمض عينيه بإرتياح لكن حين فتح عيناه نظر أمامه ورأي على تلك البِنايه المُقابله ضوء أحمر صغير، وفوة سلاح مصوبه نحوهم كان سراج أمامه بلحظه جذب سراج خلفه وسرعان ما إرتج جسده بقوة مُتلقيًا رصاصه وخلفها أخري، قبل الثانيه إنتبه سراج لمكان إطلاق الرصاصه سُرعان ما صوب سلاحه نحو ذلك كذالك إنتبه جسار وسريعًا تحرك معه بعض الافراد من الشرطة الى تلك البنايه،بنفس اللحظة إنهار جسد عُمران قبل أن يصل الى الارض،تلقاه آدم الذي تدمعت عينيه،كذالك سراج إنحني عليه ينظر الى مكان الإصابه حاول كتم تلك الدماء التى تندفع منه،ثم نظر لـ آدم قائلًا بتسرُع:
هجيب العربيه بسرعه.
أومأ له آدم لكن عُمران أمسك يد سراج بتحذير قائلًا:
لاه يا ولدي بلاش تتحرك من إهنه لا يرجع ضرب النار تاني…محدش بيوصل عُمر حد اللى بتيجي ساعته بيروح…أنا مش خايف من الموت كفايه إنى هقابلها وهطلب منها السماح،أنا عارف إنك من البداية إختارت تروح الكلية الحربيه عشان تبعد عني،إنت اللى شوفت ووعيت على معاملتي القاسيه لـ رحمه،بس صدقني عمري ما كرهتها ولا أنا إرتاحت بموتها زي ما جولت لى يوم موتها،إنت كنت بتهرب من إهنه عشان مش طايق تشوف وشي،متوكد إن جلبك عشج ثريا،مع إنك إتجوزتها فى البدايه عِند فيا،كنت عارف إن إصرارك إنك تتجوز ثريا بتتحداني إنى فى يوم كنت بلوم رحمه على إن كان فى حياتها راجل غيري سبجني…بس صدجني انا عشجتها يمكن لو كنت عِرفت إكده قبل ما أتجوزها كنت إتمسكت بها أكتر،ثريا مش زي رحمه يا سراج ثريا حتى لو كانت ضعيفه بس بتعافر،لكن رحمه كانت مستسلمة دايمًا،وده اللى عجل بعُمرها فى الوجت اللى أنا فوجت فيه وكنت هعوضها عن قسوتي هي إستسلمت ورحلت،بسببها ظلمت فهيمه عايشه مع راجل قلبه وعقله ساكن مع اللى سكنت القبر،وهي مجرد ست واجهه لراجل عايش عالندم… إنت عشجت ثريا وعرفت قد إيه العشج لوعة قلب…
قاطعه سراج وهو يضع يده فوق فمه:
بلاش تتحدت كتير يا أبوي، هتبجي بخير.
نظر له عمران وهو يتألم يلفظ انفاسه بصعوبه قائلًا:
متوكد إن كبير العوامريه من بعدي هيبجي عادل ومُتفهم….
قاطعه سراج:
بلاش يا أبوي أرجوك وبلاش تكسر ضهري، إنت هتفضل الكبير.
قبل أن يعود عمران للحديث، سمعا صوت سارينة إسعاف، نهض سراج غير مُباليًا، وأشار لسيارة الإسعاف أن تقترب من مكانهم.
بتلقائيه من عمران مازال يخشي من الخطر على سراج وجذب يده بقوة ضعيفه حتى عاد ينحني عليه…
بينما آدم كآن آلم إصاية كتفه زال، هنالك آلم أقوي وأقسي بل قاصف للكيان وهو يسمع إعتراف والده، يعلم القليل، لكن سراج رأي كل قسوة والده، حتى أنه كان قاسيًا عليه بعض الأحيان.
إقتربت سيارة الإسعاف،وقف سراج ونزول أحد أفراد الإسعاف بسرير صغير،سريعًا حمل جسد عمران وضعه فوق ذاك الفراش،أمرًا آدم بعدما أخبره عن مكان ثريا:
آدم حصلنا عالمستشفى وهات ثريا معاك.
أومأ له آدم وحاول تجفيف دموع عينيه وذهب نحو المكان الذي أخبره عنه سراج رأي ثريا مُنكمشه على نفسها
بينما قبل لحظات أثناء إختباء ثريا بذاك الرُكن
شعرت بقلق غريب على سراج رغم شبه إختفاء أصوات الرصاص…حسم قلبها القرار ستخرج للاطمئنان عليه أنه بخير،لكن تصنمت مكانها حين رأت تلك العينان اللتان تُشعان بالشرر
قبل دقائق
اختفى غيث بأحدالاركان الآمنه يشاهد ما يحدث، خطته تنحج، مجزرة كما أراد ليتها تحصد الجميع، لكن شعر بالغضب الساحق حين رأي سراج يسحب ثريا يحاول حمايتها، رأى ضمته لها بجسده شعر بالغضب ود قتلهما الاثنين، راقبهما حتى حين ترك سراج ثريا، وقف لحظات تُذيب المياة الثائرة ما بقي من تعقُله… بالفعل راقب مغادرة سراج الى أن إبتعد وحسم القرار لا مانع من فيضان يجرف بعقل ثريا الآن، بالفعل إقترب من مكان وجود ثريا…أزاح عن عينيه تلك النظارة،وكاد يخفض ياقة مِعطفه ويظهر كل وجهه لكن بنفس الوقت رأي إقتراب آدم…عاد للخلف وتواري،لكن بنفس الوقت أصاب جزءً من هدفه وهو رعب وهلع ثريا التى رأته وتلجمت مكانها للحظه ثم عادت تسير للخلف وهي تنظر له بإرتعاب،عيناه كانت مثل شعاع مُهلك…تمركزت عينيها حولها تدور بالمكان إستنجادًا،ذهبت خلف حائط وجلست تنكمش على نفسها تخفض وجهها بين ساقيها،تحاول الا ترا،ربما عقلها يوهم لها ذلك،وأن ما تراه ليس سوا وهمًا كاذبًا،لكن عقلها يعيد حادثة إطلاق الرصاص عليها سابقًا،كذالك الرصاصه على الفراش رائحة عِطره… كل ذلك يمر أمام عينيها أصوات اارصاص تجعل قلبها يهلع، وضعت يديها حول أذنيها تغمض عينيها
-وهم… كل ذلك وهم يا ثريا.
وعقلها ينفي
كل ذلك ليس وهم حقيقة
غيث مازال حيًا.
عقلها يسخر:
حي فى دماغك مش قادرة تتحرري منه فوقي الوهم ده هيقتلك…
-لاء جبروت ال غيث الهادر والغادر مازال موجود…
-لاء كل ذلك وهم وهل يعود الموتي… ليت ذلك يحدث كان عاد أباها الذي فقدت معه السند رغم أنه كان بسيطًا لكن ذكري مازالت براسها وهو يُطعمها وهي تتدلل لم يكُن ذا ثراء لكن كان حنون يضحك بوجهها ذكري مازالت محفورة لرجل رغم بساطته لكن كان يحترم زوجته التى كانت تُخفي عن أبنائها بعض الطعام من أجله وهو حين يعود يأخذهم تحت ذراعيه ويُطعمهم ويتناول هو القليل…
ذكري جعلت الخوف للخظات يختفي ورفعت رأسها تفتح عينيها تنظر حولها بريبه لوهله سُرعان مازالت… تنفست الصعداء وإعتقدت أن ما راته كان وهمًا مُخيف… نهضت حين رأت آدم يقترب منها يضع إحد يديه على كتفه النازف بلهفه سألته:
سراج فين؟.
رغم ما يشعر به من آسي على والده لكن تبسم
لو رأي سراج تلك اللهفه فى عينيها وطريقة حديثها لتيقن من عشقها له… أجابها بتطمين:
سراج بخير.
نظرت له برجاء قائله بخفقان قلب:
قولى الحقيقة يا آدم.
أجابها:
والله سراج بخير، هو راح مع أبوي المستشفي.
إنخضت قائله:
إيه اللى حصله، وإنت كمان مُصاب خلينا نروح المستشفى بسرعه.
وافقها… بعد لحظات كانت ثريا تصعد جوار حنان، وأحد رجال الشرطه هو من قاد السيارة بهم الى المشفى.
بعد قليل
أمام أحد المشافي
ترجل جسار من السيارة ثم خلفه فهيمه وإيمان التى نظرت له بإستخبار:
إنت جايبنا المستشفى دي ليه، وبعدين إنت مين أساسًا.
أجابها بهدوء:
أنا مين هتعرفي بعدين، بس أنا جبتكم هنا بناءًا على أمر سراج.
-سراج!
هكذا قالتها بتكرار ثم سألته:
إنت تعرف سراج منين.
أجابها ببساطه:
سراج يبقي رئيسي.
ذُهلت إيمان، لكن بسبب قلق فهيمه تغاضت عن بقية الاسئله ونحت الذهول لفيما بعد كل ما توده الآن معرفة سبب مجيئهم لهنا.
بعد دقائق
بغرفة العناية كان عمران يوضع فوق طاولة العمليات، لكن طلب من الطبيب قبل أن يتعامل مع حالته وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه، علم الطبيب أنها أنغاسه الأخيرة وأنه يحتضر فنفذ رجاؤه الأخير وخرج من غرفة العمليات
نظر نحو سراج الذي إقترب منه مشدوهًا يسأل لكن الطبيب قال له:
هقولك على الحقيقه واضح المريض بيحتضر وهو طلب مني إنك تدخل له وإن لو كان حد معاك من أولاده يدخل هو كمان…
بنفس الوقت كانت إيمان وفهيمه بصحبة جسار يقتربون منه،قطعوا المسافه فى لحظه،سمعوا قول الطبيب،ودلفوا الى الغرفة مباشرةً،توجهوا نحو ذاك الفراش
سالت دموع عيني فهيمه وإيمان التى لاول مره تشعر بالضعف وإنحنت على يد عمران تُقبلها، تقول:
أبوي.
بينما عمران بالداخل أغمض عيناه بسبب قوة الآلم الذي يشعر به، لكن جائت أمامه صورة رحمه
لأول مره يراها تبكي كآنها لا تود لها الذهاب إليها، همس إسمها، وهي تنظر لعيناه بدموع صامته لكن نظرة عينيها تتحدث بما عجرت عنه، كآنها تقول له:
لا تآتى، ظل معهم، لكن هو لا يستطيع ذلك فلقد نفذ الوقت
فتح عيناه عمران عيناه بتألم يلتقط أنفاسه نظر الى إيمان بصعوبه رفع يده وضعها على كتفها،وتفوه:
كان نفسي أسميكِ رحمه…بس هي جاتلى فى المنام وقالت لى إيمان.
نظرت له بعدم فهم وسألته:
بلاش تتحدت كتير يا أبوي هتبقي بخير.
تبسم لها قائلًا:
لاه يا إيمان خلاص أنا شايف النهايه قريبه جوي،فين فهيمه.
بدموع إقتربت منه فهيمه تشعر بإختناق،نظر لها عمران قائلًا:
سامحيني يا فهيمه عارف إني ظلمتك كتير،زي ما ظلمت غيرك، إستحملتي جفايا معاكِ، سامحيني.
إنحنت تُقبل رأسه قائله:
عمري ما شيلت منك يا عمران، قلبي مسامحك بس….
صمتت حين شعرت بسكون جسد عُمران، رفعت وجهها نظرت له كتمتصرخه بجوفها، وإيمان كذالك لكن إنحنت تتوسل له أن يفتح عيناه،لكنها النهايه… إقترب سراج من إيمان وجذبها له يضمها بقوه وهي تنتفض بالبكاء وهو يحاول السيطرة على دموع عينيه، بشعر بذنب، كان المقصود قتله هو، وعمران هو من فداه.
❈-❈-❈
بغرفة ألاستقبال أصرت حنان على آدم ان يداوي جرحه تركتهم ثريا وذهبت الى غرفة العمليات بعد أن أخبروهم فى الاستقبال، إمتثل آدم لذلك بسبب ضعفه بسبب نزيف كتفه.
❈-❈-❈
خرج سراج يضم إيمان أسفل ذراعه،
نظر نحو جسار وتفوه:
شكرًا لك يا جسار.
أومأ له قائلًا:
العفو يا افندم ده واجبي،البقاء لله…
بنفس الوقت كانت ثريا تقترب وسمعت عزاء جسار له وقفت مكانها تصنمت لم تقترب كآنها إلتصقت بالأرض…يطن براسها قول ولاء لها سابقًا بعد مقتل غيث:
إنتِ قدم الشوم النحس.
فاقت من ذاك التصنم، وحسمت قرارها لابد من أن تفترق عن سراج يكفي ما اصابه من نحس بسببها، إستدارت بوجهها وحسمت قرار المُغادره لكن توقفت مره أخري حين رأها سراج خفق قلبه بلوعه تمني ان تحتضنه لكن هي كالعادة تود الفِرار… نطق إسمها توقفت وعادت تنظر نحوه لكن بدموع ربما لم يكن عمران بالمكانه القويه لديها، لكن بسبب سراج التى ترا بوجهه تلك النظره الخافته وكآنها إحتياج، هو فعلا يحتاج، يحتاج أن تضمه فقط.
❈-❈-❈
بالمشفى بغرفة آدم لم يعرف بوفاة عُمران بسبب نزيف الدم أعطاه الطبيب مُخدرًا…. لكن حنان علمت بوفاة عُمران ظلت مع آدم مرافقة بالمشفى… تود مساندته حين يعود للوعي ويعلم بوفاة والده
بعد وقت مازال آدم غافيًا بسبب تلك المسكنات العلاجية…
نظرت له حنان تشعر كآن جسدها هو ما يتألم تذكرت كيف إحتمت به وهو يجذبها خلفه، لكن تلك الرصاصه الغادرة أصابته، ليتها أصابتها ما كانت شعرت بكل ذاك الآلم….
سالت دموع عينيها وهي تنحني تضع قُبله على شُفاه آدم، بنفس اللحظة إنفتح باب الغرفة، إستقامت ونظرت نحوه سُرعان ما جحظت عينيها بهلع وهو تشعر كآن صوتها إنحشر بداخل حلقها تنحنحت مره واحدة ثم قالت بحشرجة صوت مُرتعب:
حفظي!.
نظر لها حفظي بتشفي تلمع عيناه قائلًا:
خدتي إيه من جوازتك من إبن العوامريه، قاعده جانبه كل يوم والتانى فى المستشفى تمرضيه… متقلقيش أنا هريحك من المهمه دي وهريحك من آدم نهائى، إنت مالكيش غيري ترجعي له.
نهضت حنان من مكانها تشعر برعب وقلق وخوف على آدم، بصعوبه نطقت:
حفظي إطلع بره ومتفكرش هسمح لك تأذي آدم.
تهكم ساخرًا يقول بإستهزاء:
حنان بِت عمي اللى بتخاف من خيالها هتقف جصادي، للدرجة دي العشج واعر بجلبك.
نظرت له بغضب وعينيها تنظر حولها، وقع بصرها على ذاك مبضع صغير، جوار أحد قارورات الدواء الزجاجيه إستخدمته الممرضه قبل قليل بفتح عُنق تلك القاروره الصغيره حين خلطت محتواها ببعض الادويه الاخري ووضعتها بالمحلول الطبي المُعلق بيد آدم… ذهبت نحوه وجذبته من سلة المهملات، وسُرعان ما توجهت نحو حفظي الذي ينظر لها
بإستهانه، لكن لا تستهون بالضعيفه وبالاخص إن كانت عاشقه، بغضب وقوه كآنها نسيت أنها حاملًا، أصبحت أمام حفظي الذي يضحك بغلاظه لكن توقفت ضحكته حين شعر بآلم بعُنقه ثم إحد وجنتيه والاخري وأصبحت تقوم بقطع وجهه بذاك المبضع، كذالك عُنقه ربما ليست جروح غائره لكن مؤلمه وتترك آثر، رفع يده على وجهه،ينظر للدماء على يديه،قبل أن يُعطى رد فعل كانت حنان فتحت باب الغرفه قبل أن يفيق من ذهوله ويتهجم عليها وصرخت، مما أثار الموجودين بالمشفي وتدخل الامن، كذالك علم سراج الذي مازال بالمشفى، وتوجه الى تلك الغرفه قلقًا، بنفس الوقت وصل إسماعيل الذي علم بما حدث بعدما غادر هو وقسمت، لكن وقف مصدومًا يشعر بإعصار يفتك به كذالك نظرة عيناه لـ سراج الذي سرعان ما ضمه مواسيًا…
رغم أنه يشعر أنه المسؤول عن وفاة والده …. كآنه على شفا الإنهيار
«بـ إعصار يُزلزل كيانه»
🌷
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)