رواية سراج الثريا الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الجزء التاسع والثلاثون
رواية سراج الثريا البارت التاسع والثلاثون
رواية سراج الثريا الحلقة التاسعة والثلاثون
﷽
السرج التاسع والثلاثون الأخيرة
«أنتِ الفائزة»
#سراج_الثريا
❈-❈-❈
بمنزل والد رغد
إبتسم ممدوح لذلك الصبي بعدما أنهي له شرح أحد الدورس، تبسم له الصبي قائلًا بمدح:
والله يا ممدوح إنت شرحك سهل عليا الدرس انا مكنتش فاهمه حتى من المدرس فى الدرس، بعد كده مش هروح دروس وأجيلك تشرح لى.
دخلت والدته تذمه قائله:
إيه ممدوح دي تقوله يا أستاذ ممدوح بعد كده إنت فاهم.
نظر الصبي الى ممدوح قائلًا:
ممدوح صاحبي و…
قاطعته والدته بتعسُف وزم قائله:
إيه صاحبك دي كان بيلعب معاك فى السايبر اللى بتروح له مع أصحابك العيال الصايعه، بعد كده تقوله يا أستاذ ممدوح إنت فاهم.
تذمر الصبي قائلًا:
فاهم.
بينما غمز له ممدوح فإبتسم..
رحبت بـ ممدوح بحفاوة، بعدها دلفت رغد تحمل صنيه عليها مشروب دافئ، وتبسمت لوالدتها وهي تنسحب وتترك باب الغرفة مفتوح، كان حديثهم بعدة مواضيع تنحدر خلف بعضها الى أن مضي الوقت، تنحنح ممدوح بحرج وهو يخرج تلك العلبه المُخملية الصغيرة من جيبه وبتردد مد يده بها نحو رغد قائلًا:
بكره عيد ميلادك، أنا عارف إن الهدية صغيرة و…
قاطعته رغد وهي تأخد منه العلبة بخجل وفتحتها واظهرت إنبهار قائله:
السلسلة دي ذوقها حلو أوي..
تبسم ممدوح لكن لوهله إنسأمت ملامحه فى البداية ثم عاد يبتسم حين قالت:
بس…،بس يا أستاذ ممدوح إنت ناسي إن عندك طلبات وإلتزامات كتير الفترة الجاية،يعني مش وقت هدايا خالص…المفروض تفكر فى الاهم وبعدين الهدايا،أنا لو مش أول هديه منك كنت قولت لك خدها رجعها ونستفاد بتمنها بشئ أهم كنت رجعتها،بس هحتفظ بها كمان ذوقها عاجبني أوي،بس بعد كده مش هقبل منك هدايا.
إنشرح قلبه وتفتحت ملامحه قائلًا:
دي هديه صغيرة يا رغد،كمان عامل حسابي أجيبلك شبكة حسب مقدرتي.
إبتسمت له قائله:
مش عاوزه أكتر من دبلة بس يا ممدوح كفايه بس تكون عليها إسمك.
جخلت من ما تفوهت،ضمت شفتيها بحياء بينما تبسم ممدوح قائلًا:
إنتِ اللى كفايه عليا يا رغد،إنتِ اللى رجعتي ممدوح يحلم ويصدق إن حِلمه ممكن يتحقق.
❈-❈-❈
بـ دار والد إيناس
شبه فقدت زوجته عقلها وهي تصرُخ بنواح عقلها غير مُصدق ذلك الخبر الذي وصل لهم بإستدعاء من الشرطة فى البداية قالوا أنهم وجدوها مُلقاة أمام أحد المشافي فى البداية ظنوها مُصابة، لكن فى الحقيقة هي قتيلة فارقت الحياة، تهزي بغياب ولاء ربما لو جوارها الآن لأخبرتها أن ذلك كذب، كيف تفقد ولديها وهي مازالت حية، كيف تتجمع حولها النساء ترثيها كانوا لابد أن يكون رثائها هي، لثاني مره والآلم أقوي وأبشع… ولديها
“غيث، إيناس” قُتلا وأين ولاء.
❈-❈-❈
قبل وقت قليل بأحد المشافى
دلف آدم الى إحد الغُرف مُتلهفًا ومخضوضً،لم ينظر نحو مجدي الذي يجلس جوار سناء على أحد المقاعد بالغرفه بل توجه نحو تلك الراقدة على الفراش موصول بإحد يديها بعض الأنابيب الطبية… إنحني يُقبل رأسها، سمع نحنحة والد
حنان فنظر نحوهم يسأل مباشرةً:
ايه اللى حصل لـ حنان.
أخفض مجدي وجهه للحظات ثم نظر نحو زوجته التى شعرت بالآسف،لاحظ آدم نظرهم لبعض،تفوهت والدة حنان:
حنان الحمد لله بخير والدكتورة طمنتنا عليها هي والجنين.
نظر آدم نحو مجدي الذي يشعر بالآسف والندم،أنه يومً ما فكر بـ حفظي كزوج لـ حنان،تأكد أن آدم هو الافضل،لم يكُن عقلهُ يُصدق أفعال حفظي الدنيئه أن تصل الى هذا الحد
وتذكر [قبل ساعات]
صدفه او ربما تدبير القدر، أثناء دخول أخو حنان،بدراجته النارية الى المنزل رأى حفظي وهو يصعد الى تلك السيارة التى يعلم أنها لزوج أخته،كاد يذهب الى السيارة ويسأله،لكن جاؤه إتصال هاتفي،تجنب وقام بالرد على صديقه، قبل أن يُنهي إتصاله رأى حنان تتوجه الى السيارة وصعدت من الباب الخلفي الى داخلها،سُرعان ما إنطلقت السيارة،دخل الشك برأس أخيها هو على دراية بأخلاق حفظي السيئه فلقد رأه مره يتحرش بـ حنان وحذره لكن حفظي إستخف به ،أغلق الإتصال وعاود تشغيل دراجته الناريه ولحق بالسيارة،سار خلفها،لاحظ إبتعاد السيارة عن طريق دار العوامري، إزداد الشك برأسه لوهله فكر بزيادة سُرعة الدراجة ربما إستطاع قطع الطريق عليه،لكن سُرعة السيارة كذالك الطريق واسع سهل أن يتجنبه ويتخطاه،ظل خلف السيارة بترقُب وتركيز الى أن توقفت السيارة بمكان جديد شبه تحت الإنشاء وترجل حفظ، دلف الى داخل تلك البِناية الحديثة للثواني ، وعاد مُسرعًا يتوجه للباب الخلفي وجذب حنان حملها ودلف مره أخري، فى ذلك الوقت وصل أخيها بالدراجة وتوقف ينظر حوله، المكان يبدوا منطقة سكنيه جديدة وهنالك القليل من السُكان، فكر ان يقتحم ويذهب نحو حفظي وأخذ حنان منه، لكن على درايه أن قوة حفظي تفوقه وكذالك بالتاكيد معه سلاح ناري سبق وأن تباهي أنه لا يسير بغير سلاح معه.. ربما لو تهور يتصرف حفظي بغضب ويؤذي حنان، بل يؤذيهما معًا، لم يُفكر وفتح هاتفه قام بإتصال سمع رد مجدي بضجر:
بتتصل عليا دلوق عاوز إيه؟.
بلهاث أجابه:
حنان يا أبوي.
ترك مجدي متابعة تلك الاوراق وإنتبه بلهفه لحديث ولده سائلًا:
مالها حنان.
أجابه:
حفظي…
توقف لوهله ثم إستطردت مره أخري:
حفظي خطف حنان يا أبوي.
إنصعق مجدي ونهض واقفًا يقول بإستهجان:
بتقول إيه؟.
أجابه بتوضيح:
حفظي يا أبوي خطف حنان من قدام دارنا وانا مشيت ورا العربيه بالموتوسيكل،وهو دلوقتي وقف العربيه ونزل منها وشال حنان ودخل بيها لعمارة…
تلهف مجدي سائلًا:
فين العمارة دي،وإزاي مجولتليش من أول ما شوفته.
أجابه:
العمارة فى منطقة جديدة قريبه مننا،خوفت اكلمك العربيه تتوه عني،انا فى نفس المكان دلوقتي،بفكر أدخل وأحاول…
قاطعه مجدي بنهي:
اوعاك تتدخل خليك مكانك وأنا چاي فورًا.
بالفعل لم يمُر وقت طويل وكان مجدي أمام تلك البنايه ومعه إثنين من العاملين لديه
ترجل من السيارة وتوجه نحو وقوف ولده سأله:
عرفت هما فى انهي شقه.
أومأ له قائلًا:
ايوه يا ابوي فى اول شقه عاليمين فى الدور التانى.
سريعًا أشهر مجدي سلاحه وأشار للعاملين ان يتبعوه كذالك ولده.
بينما بتلك الشقه قبل دقائق وضع حفظي حنان
فوق ذلك الفراش، وجلس ينظر لها بشهوانية مُغرضة،تلمع عيناه بظفر كانت خطته مُحكمة حين إرتدى زي نسائي وإستدرج ذلك السائق خارج السيارة وقام بضربه وقيده بأحد الأشجار خلف المنزل،وأكمل بقية خِطته الذي يسعي لها منذ وقت يُراقب زيارات حنان لمنزل والدها،كي ينتهز فرصة كهذه،إستغلها..
يمدح عقله ذكاؤه الباهر…
لمعت عينيه بتفكير،لما لا يُعري حنان من ثيابها ويقوم بنيلها وهي دون وعي،فتصبح طوعه حين تعود للوعي خوفًا من ان يفضح أمرها، بعد أن يقوم بإلتقاط صور حميمية مُميزة لهما معًا،لكن حين وقع نظره على بروز بطنها شعر بضيق،ذلك هو الحائل بينهم ولابد أن ينتهي لكن أمام مرأى حنان كعقاب لها، تنهد مطولًا، وجذب قنينة العِطر وقام بتقريبها من أنفها، لحظات وبدأت تعود حنان للوعي تدريجيًا، الى أن فاقت على صوت حفظي البغيض وهو يقول بسخريه:
إيه يا حنون مش عاوزه تفوقي،مش عاوزه تشوفي وشي،أنا أحلى من العبيط آدم اللى فضلتيه عليا.
فتحت عينيها تنظر له بذُعر، إزداد حين تجولت عيناها وعلمت انها بغرفة نوم فوق الفراش،وضعت يدها فوق بطنها بإهتمام،تنهدت لثواني براحه، قبل أن تشعر بجفاف خلقها وهي تتنفس بصعوبه، تتحدث بتعلثُم:
حفظي! اللى إنت عملته مش هيفوت بالساهل، بلاش…
قاطعها بضحكة قويه يُقهقه بإستمتاع قائلًا:
إيه اللى مش هيمُر بالساهل، أنا خلاص يا حنان مبقتش باقي على حاجه، إنت ليا من الاول، إبن العوامري خطفك مني، وأنا رجعتك من تاني، بس فى عقبه قدامنا دلوق لازم نتخلص مِنيها.
لم تفهم حديثه الا حين نظر نحو بطنها،إترعبت هي تشهق ، لفت يديها حول بطنها بحماية… قهقة حفطي قائلًا بجحود:
هي عملية بسيطة خالص نتخلص من إبن العوامري وترجعيلى من تاني خالية، هتصل على دكتور.
حاولت النهوض من فوق الفراش وهي تصرخ عليه بتهديد:
كفاية يا حفظي عمري ما هكون لك، قولتلك…
قاطعها وهو يقترب منها يمسك فكيها يضغط بقوة قائلًا:
هتنسي إبن العوامري وإبنه اللى فى بطنك، هترجعيلي، وهتنسيه نهائي، إنتِ حقي و…
قاطعته بضربها بيديها على صدره بقوة تكاد تكون ضعيفة يستقبلها بغضب، ترك فكيها ومسك يديها بقوة يضغط عليها، وقام بدفعها فسقط على الفراش أمامه، بتلقائيه منها شعرت بآلم طفيف وضعت يديها حول بطنها، تقول بنهجان:
حفظي أرجوك كفايه بلاش تسلم عقلك لشيطانك، أفتكر أنا بنت عمك و…
قاطعها وهو ينحني عليها بغضب قائلًا بصراع:
بنت عمي اللى فضلت غريب عليا وراحت إتجوزته وهي عارفة إنى الاحق بها، نصرت الغريب عليا.
تفوهت برجاء مُبررة:
ده النصيب يا حفظي، كفايه أرجوك صدقني انا وهم بالنسبه لك، فكر بعقلك إنت شاب من عيلة كبيرة وأي بنت تتمناك و…
قاطعها بقوة وهو يضرب جوارها على الفراش بيديه بغضب ثم إستقام يجذب شعره للخلف قائلًا:
بس أنا مفيش بنت إتمنيتها غيرك، ليه مش حاسة بيا، الاعرج إبن العوامري فيه مش فيا خلاكي تفضليه عليا، أنا… أنا… أنا…
ظل ينظر لها بلوم، وهي تهز راسها برعب، فيبدوا ان عقله قد إنسحب وترك محله الهوس، رعب إنزرع فى قلبها لاشئ سينقذها من براثن شر حفظي، لكن لن تستسلم، نهضت تسير بسرعه نحو باب الغرفه تصرخ ربما سمعها أحدًا، خرجت من الغرفه وصلت الى الردهة قبل أن يجذبها حفظي من وشاح رأسها فطلع فى يده، القاه أرضًا وعاود هبش خصلات شعرها بقوة مُتهكمًا، مهما تصرخي المنطقه مقطوعة محدش هيسمعك.
حاولت سلت خصلاتها من قبضة يده لكن هو يزداد قوة وبغضب صفعها بقوة، وترك شعرها، سقطت أرضًا، تشعر بآلم يضرب بطنها، وشعور الرهبة يجعل قلبها يكاد يتوقف، حتى انها شعرت كآن دقات الباب هي دقات قلبها، وزاد الخوف بداخلها وهي تنكمش على نفسها كآنها تحمي جنينها، لكن عاد الامل حين سمعت صوت عاليًا جهور يتحدث بأمر وهو يطرق الباب:
إفتح الباب يا حفظي لو أذيت بنتي مش هيكفيني عمرك،ولا هقول واد أخوي، وهمثل بچتتك.
لوهله إرتعب حفظي ونظر حوله مثل المعتوه،حاولت حنان الوقوف على قدميها،سارت نحو الباب تصرخ:
أبوي…أبوي.
شعر مجدي بالغضب قائلًا:
بعدي عن الباب يا حنان.
إبتعد عن الباب،بينما قام مجدي بإطلاق الرصاص على مقبض الباب فإنفتح ، بينما حفظي شعر بالرعب من نظرة عمه وهو يُشهر سلاحه نحوه، قائلًا بزم غاضب:
بِت عمك بدل ما تحمي شرفها وصل بيك الدناءة إنت اللى تأذيها، ياريتك كنت موت قبل أخوي.
تهكم حفظي بجبروت وبسرعه قبض على شعر حنان يجذبها نحوه قائلًا بتهكم:
من إمتي الحِنيه دي يا عمي، طول عمرك بتختار مصلحتك على حساب أي حد، كان فى إتفاق إن حنان تبقي ليا لكن عشان مصلحتك فضلت واد العوامرية الاعرج.
زفر مجدي بإطلاق نفسه غاضبًا، وهتف بنبرة أمر:
سيب حنان يا حفظي والا هنسي إنك واد أخوي ومالكش عندي غير طلقه والمره دي هتبجي فى وسط راسك، إنت العضو الفاسد فى عيلة السعداوي.
تهكم حفظي وهو يضحك بسخريه، يسحب حنان عنوة للسير معه الى أن وصل الى تلك الشُرفه التى بالرُدهة، وهي تبكي حاولت سلت شعرها لكن هو كان الأقوي،شبه خصلات من شعرها أصبحت بين يديه مُتقطعة،بينما يسير مجدي وهو يُشهر سلاحه يحاول ضبط غضبه كي لا يطلق عليه الرصاص، لا يود قتله بالنهاية إبن أخيه، لكن حنان إبنته مهما كان قاسيًا، لكن بالنهاية يظهر حنان الأب وحمايته، تفوه بغضب وهو يمد يده يجذب حنان:
بعد يدك عن بنتي يا حفظي والله ما هراعي إنك واد أخوي.
تهكم حفظي فلقد إتخذ القرار ونظر أسفل الشُرفه، كان هنالك بقايا مواد بناء سواء قطع من الطوب وبعض اجزاء الحديد وكذالك الرمال المُتحجرة… عاد ينظر ناحية مجدي قائلًا بإستبياع:
إنت إستخسرتها فيا، لكن…
قاطعه مجدي بغضب وهو يكاد يفهم تلميح حفظي وكذالك إقترابه من سياج الشُرفة قائلًا بحنكه وهو يضع سلاحه بجيبه يوهم حفظي:
حفظي، إرجع، تمام اللى إنت عاوزه هعمله لك، بس…
قاطعه حفظي بنبرة صُراخ آمر:
هتعمل لى إيه يا عمي، أنا خلاص مش محتاج لحاجه تانيه، حنان هتيجي معايا، وإنت وإبن العوامري هتخسروا.
ضحكة غِل، أم جنون ضحكها حفظها وهو يتطرف ناحية الشرفه أصبح المانع هو السياج فقط، بسرعه إنحني حفطي فوق السياج وهو يتشبث بجسد حنان مُستسلمًا لنزعة الشبطان،ظنًا أنه سيُنهي حياتها معه،لكن تدخل أخو حنان وتمسك بها وساعدة مجدي،وقوتهما مقابل قوة حفظي الذي فقد السيطرة بعدما أصبح على حافة السياج سقط وبسبب تشبثه مقابل تشبثهم تهوا جسده وحده مع بعض خُصلات حنان،
حنان التى سيطر عليها الرعب وهي تشعر بضربات قويه فى ظهرها هاجس يمتلكها نحو فقدان جنينها،هلعت وهي تضع يديها فوق بطنها،وتفصل عن الواقع رافضه أن تفقدهُ.
ضمها مجدي بقوة حنان الأب،وسالت دمعة عيناه آسفًا على ذلك الذي سقط وسمعوا صُراخه المُتألم بسبب إرتطام جسده بالارض الصلبة…
بينما حمل مجدي حنان وخرج سريعًا يتوجه الى المشفى،وهاتف زوجته التى ذهبت الى المشفي.
[عودة]
على سؤال آدم مره أخرى عاد مجدي ينظر نحو حنان نادمًا، بينما عاود آدم السؤال:
حنان إمبارح كانت بتحس بمغص وقالت راح قولولى إيه اللى حصل.
أجابته والدة حنان بتردد بما حدث،ضغط آدم على قبضة يداه بقوة تكاد تسحق أصابعه،بينما بخزي تحدث مجدي:
مكنتش أعرف إن شر حفظي يوصل للدرجه دي،أهو خد جزاؤه،الدكتور بيقول إن جسمه كله تقريبًا متكسر وفى ضلع مكسور ودخل فى الكبد بتاعه.
تعصب آدم قائلًا:
نفد من عقابي،وراح لعقاب ربنا الأقوي.
أومأت والدة حنان قائله:
طمع فى اللى مش له وخد جزاؤه اللى يستحقه… والحمد لله الدكتورة طمنتنا على حنان،والجنين، هي نايمه ولما هتفوق هتبقي بخير.
❈-❈-❈
بـ دار نجيه
إستقبلت سعديه ببسمه وجلسن، تحدثت سعدية بسؤال:
أمال فين ممدوح وثريا.
أجابتها:
ممدوح راح عند رغد، وثريا مجتش المكتب النهاردة، يمكن معندهاش قضايا بكره.
إبتسمت سعديه قائله:
خسارة كنت عامله شوية كحك بعجوة وقولت البت ثريا بتحبه… قولت أجيب لها حبه تاكلهم صابحين،وكمان أشوفها بقالى يجي أسبوعين مشوفتهاش ولا إتخانقنا مع بعض، حاسه حاجه نقصاني.
ضحكت نجيه قائله:
ناقر ونقير دايمًا.
إبتسمت سعديه قائله:
إستني أجيب نمرتها من عالموبايل وأشوفها هتجي ولا لاه، إن مكنتش هتاجي أبعتهم لها مع حد من عيالي.
كانت نجيه ستفعل ذلك قبل قليل لا تعلم سبب لشعور القلق على ثريا، لكن مجئ سعديه أرجأت ذلك، هاتفت سعديه ثريا، لأكثر من مره، ثم نظرت نحو نجيه قائله:
موبايلها بيقول خارج الخدمه.
شعرت نجيه بقلق لاحظت سعديه ذلك فتنهدت قائله:
يمكن مع جوزهت وهي اللى قافلة موبايلها، بنتك بقت قليلة الادب يا نجيه.
غصبًا ضحكت نجيه بينما
كل منهن تُخفي على الأخرى شعورها بالقلق على ثريا.
❈-❈-❈
بمغارة الجبل
إستدار ينظر لـ ثريا التى تنظر لـ سراج كآنها وجدت مأمنًا، لكن تهكم بإستهزاء من تبادل النظر بينها وبين سراج، وشعور بالغضب الهادر بعقله من تلك النظرة التى تنظر بها لـ سراج، نظرة هيام لم يراها منها سابقًا، لكن فى الحقيقة كانت نظرة ثقه من ثريا لـ سراج الذي كاد يقترب منها، لكن غيث بحركة ندالة وخِسه أشهر سلاحه ووجه ناحية رأس ثريا قائلًا:
خطوة كمان وهنسف راسها.
توقف سراج ليس خوفً بل مُماطلة..عيناه على ثريا..كآن نظره لها أعطاها شجاعة وإطمىنان.. . بينما تهكم غيث وهو يزداد غضبًا قائلًا :
قدرت توصل للمكان هنا بسرعه يا ترا إيه السبب مركب لـ ثريا جهاز تعقب،يا ترا فين؟.
أنهي غيث قوله ونظر لـ ثريا بوقاحه وبغضب بفوهة السلاح نزع طرف ثوب ثريا من الاعلى ولسوء حظه وسوء الطقس البارد لم يظهر جسدها…تهكم غيث بينما ثريا تحاول السيطرة على ذلك الهلع الذي بداخلها،تستقوي بنظرة سراج لكن حديث ذلك المُجرم دائمًا يحاول بث وزعزعة الثقة بداخلها،حين تعمد البوح بوقاحة:
أكيد ثريا كانت زي الفرسه،ولا مكنتش مسيطر عليها،أنا ظبطها…
قاطعه سراج بغضب:
فكر فى كلامك يا غيث،متأكد إنك ملمستش ثريا.
تهكم غيث بغضب ضاحكًا بإستفزاز: وإيه عرفك كنت ويانا بأوضة النوم وشوفتها وهي راكعة تحت رجليا تتوسل رضايا ..أنت بالتوكيد كنت حنين معاها فى السرير، أه ما انا شوفتكم بعيني.
يعلم سراج أنه يحاول إستفزازه، رغم شعوره بالغضب الساحق لكن دموع ثريا التى تسيل ورأسها تهتز نفيًا على كذب ذلك المُجرم، أثرت فى قلبه أكثر من حديث غيث السافر… لكن حاول كبت ذلك وتحدث بهدوء زائف وهو يضحك مُرغمًا ساخرًا بإستفزاز:
طول عمرك يا غيث كنت غبي وبتتظاهر بالذكاء، تفتكر إنى كان ممكن أسمح أن شعرايه من شعر مراتي تتعري وأنا عارف أن فيه كاميرا مستخبيه فى اوضة النوم،فكرت إنك ممكن تدخل دار عمران العوامري وتنتهك حُرمة الدار كده بالساهل،أنا اللى سهلت لك الطريق عشان تجيب آخرك… تحب أقولك الكاميرا كانت محطوطة فين بالضبط، بس إيه رأيك فى الفيديوهات اللي كنت بتشوفها، أكيد كانت بتحسسك بالنقص بعد ما…..
غضب ساحق شعر به كان نتيجته صفعة كادت تُصيب وجه ثريا ، لكن إبتعدت عنه لخطوة، ضاق سراج منه ذرعًا وكاد يقترب من ثريا، لكن غيث كان شيطانًا وبسرعه قام بتطويق جسدها بإحد يديه واليد الأخري كان السلاح برأس ثريا، لسبب تقيدها سهل عليه تطويقها، نظرت نحو سراج الذي حاول الهدوء قائلًا:
اللى بتعمله مش هينفعك يا غيث، إبعد عن ثريا وسلم نفسك، بلاش تزود التهم عليك بخطف ثريا.
ضحك غيث بإستهزاء قائلًا بإستبياع:
هيحصل إيه يعني هتعدم مرتين… وبعدين ثريا مراتي وفى حد بيخطف مراته؟.
إستفز غيث سراج فى المُقابل دموع ثريا ورعشة جسدها الذي يستمتع بها غيث أسفل يده، بينما سراج واجهه قائلًا:
ثريا مش مراتك بلاش تكذب على نفسك.
تهكم غيث بوقاحة وسفور قائلًا:
لاء مراتي ودلوقتي هى هتختار بينا….
توقف وهو ينظر لوجه ثريا وأكمل:
أكيد هتختاريني صح.
كاد يُقبل وجنتها لكن ثريا إبتعدت بوجهها للخلف بينما إستشاط سراج قائلًا:
لاء إنت اللى موهوم يا غيث
إستغنيت عن دينك ووطنك وبيعت إنسانيتك
وسلمت نفسك بمزاجك لسكة للشيطان يسيطر عليك .. إفتكر كويس إنت دلوقتى “مارون” غيث رسميًا ميت، كمان متأكد إنك منستش، إنك كنت طلقت ثريا…
جحظت عين غيث بذهول، بينما إستطرد سراج حديثه:
أيوه وده مثبوت فى الاوراق الرسميه، أنا لما إتجوزت ثريا مكتوب فى عقد الجواز إنها مُطلقة مش أرمله.
لم تستغرب ثريا من قول سراج، بينما حاول غيث نفي ذلك قائلًا:
أكيد ده تزوير.
تهكم سراج قائلًا:
لاء إنت عارف إنه مش تزوير، إنت طلقت ثريا الليلة اللى إنضرب عليك فى رصاص، بس إتفقت مع المأذون إنه ميوثقس الطلاق فى الاوراق الرسميه غير لما تديه الامر بده، طبعًا كان لك هدف فى دماغك، يمكن أو مساومة إنها تفضل تحت سيطرتك، لكن للآسف القدر فسد خطتك، كمان المأذون لما عرف إنك إتقتلت قال يخلص ذمته وسجل الطلاق بنفس اليوم اللى إنت طلقت ثريا فيه، وده إثبات رسمي إن إنتهي زواجك من ثريا فعليًا بالطلاق.
ذهول غضب هادر، كيف علم سراج بكل ذلك
بينما دموع ثريا تسيل وهي تتذكر تلك الليلة الاخيرة لهما بالفيوم
كانت ليلة قمريه رغم طقس الشتاء لكن القمر كان وحيدًا بالسماء
على آريكة عريضة خلف خلفية زجاجية تطل على حديقة ذلك المنزل، وأيضًا نافورة مياة مُتدفقة تلمع مياهها بسبب ذلك الضوء القريب منها كانت ثريا تضع رأسها على صدر سراج تنظر الى ذلك القمر،سحبت نفسًا طويلًا،شعر به سراج وضمها بين يديه يُقبل كتفها العاري،شعرت بانفاسه فتبسمت قائله:
القمر وحيد فى السما،السحاب مغطية عالنجوم.
نظر نحو القمر لاحظ حركة السحاب تنهد قائلًا:
فى نجمه أهي ظهرت وقريبه من القمر.
لاحظتها ثريا فإبتسمت واومات براسها،ثم رفعت رأسها عن صدر سراج ونظرت له بإستفهام سائله:
سراج سبق وقولت لى إنك تقدر تاخد الأرض منى بجرة قلم،معناها إيه؟.
إبتسم سراج وضم وجه ثريا بين قبضتي يديه وقبلها قُبلة ناعمه،تجاوبت ثريا مع قُبلته،ترك شِفاها ووضع إبهامه يُداعب أنفها ضاحكًا،إستفز ثريا،فضجرت من صمته وضحكه وارادت إستفزازه فقالت:
كمان قولت لى إن غيث عايش وإزاي أبقى مراتك إنت وبس وهو…
قاطعها بقُبلة أخرى لكن كانت حادة بعض الشئ كآنها قُبلة مِلكيه…ترك شفاها،نظرت له بغضب،فضحك وهو يضمها لصدره…قائلًا بتوضيح:
ثريا إجابة السؤالين واحده… غيث كان طلقك قبل ما ينضرب عليه رصاص وده مثبوت فى الاوراق الرسميه، بس للآسف إتثبت بعد إعلام الوراثة اللى حصل قبل اقل من أسبوع من كذبة موت غيث
يعني لو مش إستعجال عمتى فى انهم يطلعوا إعلام وراثه،كان ممكن يتثبت إنك خارج الوراثه فالبتالى الارض مش من حقك.
ذُهلت ثريا وسألته:
وإنت كنت تعرف كده،طب ليه كنت بتطاردني وإنت سهل تاخد الأرض بإثبات الطلاق.
نظر لها لحظات صامتًا،أيخبرها أنه كان يشُك فيها وأنها ربما تعلم أن غيث حيًا وهو من يساندها وأنه إتخذها طُعمًا كي يستدرجه ليظهر مره أخري،لكن كل ذلك كان قبل ليلة لقائهم الحميمي الاول،وقتها شعر أن لديه بداية مشاعر،وتأكدت تلك المشاعر بتلك الليلة التى أصيبت بها بالرصاص،رأي ظهور غيث وهو من صوب عليها الرصاص وقتها،كذالك سمع هزيانها وقولها
“انا مش خايفه من الموت أنا خايفه أقابل غيث هناك”
جملة قالتها بهزيان أثبتت له أن ثريا ليست داعمة لـ غيث،بل هو خصم عتيد لها…ضعفها بعد تلك الليلة التى كان فى تزايد بدأت تضعف حتى أصبحت على شفا الإنهيار بأي لحظة وهذا ما حدث بالفعل وإنهارت ثريا وأكدت له أنه عشق المحتالة،التى كانت أول وأضعف ضحيه لذلك المجرم.
إنتبة لها حين وضعت يدها على وجنته قائله:
إزاي عرفت إن غيث لساه عايش.
مسك يدها من على وجهه ووضع قُبلة براحة يدها قائلًا:
دي أسرار المهنة بقى.
إبتسمت قائله:
أسرار المهنه ماشي يا سيادة القائد المغوار،أنا مش عاوزه أعرف،بس جوايا سؤال واحد:
ليه يا سراج إتجوزتني؟.
ضمها مُبتسمًا يقول بصدق:
فى البداية مكنتش عارف بس مع الوقت عرفت السبب هو إنى عشقت تمرُدك،رغم كل ده طلع قِشرة هشه.
ضمت نفسها بقوه له قائله:
فعلًا كنت قشرة هشه،بس إستقويت بيك.
إبتسم وهو يضمها قائلًا:
ثريا إحنا هنرجع بكره لدار العوامري ولازم تكوني جانبي ومعايا.
ضمته مُبتسمه تقول بدلال:
طبعًا هبقي جنبك ومعاك مش مرات كبير العوامريه.
إبتسم بمكر قائلًا:
مكنتش أعرف إنك بتحبي المظاهر.
ضحكت قائله:
فعلا مكنتش بحبها،بس هي جت لحد عندي وانا مش ناويه أتخلى عنها ولا…
صمتت،فإبتسم سراج وضمها بلا سؤال،فقد يشعر بترقب بالتأكيد غيث لن ينتظر كثيرًا
على شهقة ثريا حين تعمد غيث وضع يده فوق مكان تلك العلامة بفخذها إنتبه سراج،تعذب بسبب دموع ثريا
كذالك بدأ غيث بإستفزازه وسراج يُلجم غضبه كي لا يثور ويسحق ذلك المجرم الوضيع لكن تهديده بـ ثريا هو المانع،إتخذ طريقته وبدأ يستفزه،وإستفزاز سراج أقوي،وفى المنتصف ثريا تسمع للإثنين،تشعر انهما يتعاملان على أنها مثل قطعة من الجماد يتنازعون عليها بلا مشاعر…سراج وغيث
وهي بلا أهمية فقط نقطة الصراع بينهم…
لكن دموعها التى تسيل تشفى غليل غيث الذي ينتشي من رجفة جسدها،بينما تغص فى قلب سراج الذي إتخذ قرار النهاية وعليه المخاطرة الآن…اشهر سلاحه بوجه غيث بغضب قائلًا:
سلم نفسك يا غيث،إنت إنتهيت،متأكد إنك عرفت إن المخزن الجيش هجم عليه،وأصبحت خلاص مكشوف،الشبح الخفي بقي معلوم هويته.
ضحك غيث بغرور،قائلًا:
عادي مش هموت لوحدي هاخد ثريا معايا…
بلحظه سمع سراج وثريا صوت إغلاق صمام الأمان لسلاح غيث وبنفس اللحظه أعاده فتحه مره أخري مراوغة قبل أن يقوم بإطلاق رصاصة نحو سراج أصابت كتفه ورصاصه أخري يوجهها نحو ثريا ،لكن سبقه سراج ولم يهتم بألم كتفه، حين نظر الى ثريا وبكلمه واحده جعلها تنتبه له فقط وتفهم نظرة عيناه وتُخفض رأسها لتدوي رصاصة تخترق رأس غيث ورصاصة غيث تُصيب كتف ثريا
ثريا التى إنتهت قدرتها على التحمُل،بمجرد أن تهاوت قبضة غيث عنها سقط جسدها أرضًا.
هلع سراج وهو بنظر الى جسد غيث الذي تردي
ذهب سريعًا نحوها ونظر الى وجهها الشاحب إطمىن أن الرصاصة ليست بمكان خطير، رغم أنه تألم من ذلك، بصعوبه ضمها لصدره وأطلق الرصاص على حلقات تلك الأصفاد ونزعها عن ثريا وقام بحملها بين يديه ونهض واقفًا بنفس الوقت كان هنالك جسار يدلف وخلفه قوة عسكريه
❈-❈-❈
بعد وقت قليل بأحد المشافى
وقف سراج أمام ذلك الفراش التى ترقد عليه ثريا، رغم أن إصابتها لم تكُن خطيرة لكن عقلها إختار الإنسحاب حتى بعد أن فاقت
عادت تغفوا مره أخري بسبب المُهدئات الذي اعطاها لها الطبيب مازال عقلها يسبح بأثار تلك المواجهه وما سمعته من إستفزاز بين سراج وغيث، ربما بداخل عقلها الباطن صدقت أنها بلا أهميه لدي الطرفين، تنهد وهو يجلس على الفراش جوارها، يعلم أن هنالك
مواجهه ثانية بيت وبينها وهذه المرة الإختيار بالتأكيد لها… إنتهي وقت فرض قراره عليها..
جذب يدها يضع قُبلة على راحة يدها ثم إستقام برأسه ونظر لوجهها متفوهًا بصدق:
فاكر لما قولتلى إني آخر قضية فى حياتك ومستحيل تخسريها
أنا بعترف يا ثريا أنا إنهزمت فى التحدي وعشقتك
« وإنت الفائزة».
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سراج الثريا)