رواية سجينتي الحسناء الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم أسماء عادل المصري
رواية سجينتي الحسناء الجزء الرابع والأربعون
رواية سجينتي الحسناء البارت الرابع والأربعون
رواية سجينتي الحسناء الحلقة الرابعة والأربعون
التضحيه هى جوهر المروءة و هى التى تصنع السعاده بين البشر .
هانى السليمان .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استقل سيارته و قادها و هو على الهاتف مع سعد الدين هاتفا بحنق
_ بكلمك من الصبح يا بنى انت فين ؟
اجابه الاخر بنعاس
_ نايم يا سيف ، منمتش من امبارح يا اخى .
هدر به بحده
_ و هو بعد اللى حصل جايلك نوم ازاى بس ؟
اجابه بضيق
_ اعمل ايه يعنى افضل صاحى ؟ و اصلا على ما خلصت اللى انت طلبته منى كانت الساعه بقت اربعه الفجر ، يعنى يا دوب نمت ساعتين .
زفر باختناق و سأله
_ طيب ايه الاخبار ؟
اعتدل سعد الدين بجلسته على فراشه و فرك عينيه حتى يتيقظ قليلا و هتف بتوضيح
_ الرجاله وراه من امبارح ، بايت فى فندق مع واحده من اياهم و لحد دلوقتى لسه هناك .
زم سيف شفتيه و ردد بحيره
_ طيب ابعتلى اللوكيشن بتاع الفندق .
تعجب و تخوف من طلبه و سأله
_ انت ناوى على ايه يا سيف ؟ بلاش تهور .
اجابه بحسم
_ ابعت اللوكيشن يا سعد ، مبقاش ينفع اسكت خلاص … انا سمعت كلامكم من اول ما عرفت باللى حصل و لحد دلوقتى محدش قادر يلاقيلى حل .
صاح به الاول محذرا
_ و انت بقا لقيته ؟ لقيت الحل اللى يوديك فى داهيه ؟ انا مش هسمحلك تضيع نفسك و قلتلك ان معايا نسخ من الاوراق و المستندات و نقدر …
قاطعه هاكما
_ نسخ !! نسخ مش اصول ، يعنى مش معترف بيها فى المحكمه و لا تعتبر دليل .
حاول اثناءه عن ما برأيه فهتف موضحا
_ انا قاعد براجع فى الاوراق و بحاول الاقى اى حاجه نقدر نستخدمها .
صاح به موبخا
_ و هو انا لسه هستنى لما تلاقيها ، ابعت اللوكيشن يا سعد يا اما قسما بالله ما هعرفك تانى .
زفر سعد انفاسه بحيره و ارسل له موقع الفندق و ردد حزن بعد ارساله
_ لو مش عشان نفسك ، فكر فى مراتك و اهلك و اعقل و بلاش تهور .
اغلق بوجهه ودون التعقيب عليه و اكمل قياده متجها للموقع المرسل له من قبل سعد الدين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا يقاس الوفاء بما تراه امام عينيك ، بل يقاس بما يحدث من وراء ظهرك لذلك لا تحكم دائما على ظواهر اﻻمور بل توغل فى بواطنها لتعلم الحقيقه كامله .
نزلت متوجهه لمنزل والديها و دلفت بعد ان فتحت فدوى لها الباب بفزع هاتفه
_ فى ايه ؟
ابتسمت لها بتصنع و رددت بهدوء
_ ايه يا ماما اﻻستقبال ده ؟
وضحت لهفتها هاتفه
_ اصلك جايه بدرى اوى و مش طبيعى يعنى …
قاطعتها موضحه
_ مفيش حاجه يا ماما ، بس سيف فى الشغل و قلت اقعد معاكم عشان انزل بدرى قبل ما يروح من الشغل .
ابتسمت لها بموده و رحبت بها مردده
_ طيب تعالى ده ابوكى لسه هنا منزلش ، اهو تفطرى معانا .
ابتسمت و هتفت كاذبه برفض مقنن
_ انا فطرت مع سيف من بدرى .
فور ان رأت والدها اقتربت منه و احتضنته بقوه دافنه نفسها باحضانه هاتفه بشوق
_ عامل ايه يا بابا ؟ وحشتنى .
ربت على ظهرها و ردد باشتياق
_ و انتى كمان يا حبيبه بابا ، من يوم موضوع الحادثه ده و انا بنام احلم بكوابيس و الله .
زمت شفتيها بحزن و هتفت
_ معلش يا حبيبى حقك عليا ، بس كان ضرورى عشان نعيش فى سلام انا و سيف .
تنهد براحه و ردد بتضرع
_ الحمد لله ان ربنا خلصكم من الغمه دى .
جلست معهما تتبادل اطراف الحديث حتى قارب موعد ذهاب هشام للعمل فاستأذن هاتفا
_ معلش يا ديدو بقا ، هروح الشغل و ابقا اشوفك على الغدا .. كلمى سيف ييجى يتغدا معانا .
وقفت بدورها متجهه ناحيه الباب و رددت
_ لا انا نازله معاك ، ورايا كام مشوار كده و بعدين هروح على البيت .. خلى العزومه دى وقت تانى .
اقتربت من والدتها و احتضنتها بقوه و كأنها تودعها هاتفه بحزن حاولت اخفاءه
_ ادعيلى كتير يا ماما ، انا محتاجه دعواتك اوى .
هتفت رافعه يديها للسماء تردد برجاء
_ ربنا يحفظك و يسعدك و يبعد عنك ولاد الحرام يا دارين يا بنتى ، و يهديلك جوزك و يرزقه برزقك و تفرحونا بنونو صغير كده عن قريب يا رب .
ابتسمت بمرار و ربتت على كتف والدتها و اطرقت رأسها لاسفل و خرجت برفقه والدها لايصالها لاقرب مكان لموقع الفندق بعد ان ودعتهما على طريقتها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل يراجع اﻻوراق و المستندات كأن حياته تعتمد عليها و على ما يكتشفه بها ، و استعان بزوجته و بعضاً من اكفأ محاميه الذين يعملوا معه بمكتبه و ظل الحال هكذ حتى صرخت نيللى تهتف بذهول
_ سعد … تعالى بص كده !
تنبه لحالتها المدهوشه و اقترب منها ينظر بمحتويات الاوراق التى بحوزتها فأعقد حاجبيه بدهشه و تعجب و امسك المستندات بيده يتفحص محتواها بانتقاء اكثر فيبدو ان ناصر الصواف قد احتفظ بنسخ من جميع تعاملاتهم حتى يؤمن نفسه من غدرهم فيما بعد و لكن ما يراه اﻻن لا يصدقه عقل .
ارتمى على المقعد و ردد بذهول
_ معقول !!! انا مش مصدق اللى انا شايفه ده !!
وقفت نيللى بجواره و هتفت بتعجب
_ اظن دلوقتى عرفنا ازاى المستندات دى اتسرقت من قلب مكتب اللوا حامد الاسيوطى ؟ و ازاى برده عرفو مكان ناصر الصواف و قتلوه ؟
اماء و المراره تتجمع بحلقه و ردد بانكسار
_ اذا كان ممكن الخيانه تيجى لنا بالشكل ده و الغدر ييجى من اكتر الناس اللى احنا مآمنين لهم يبقا على الدنيا السلامه .
ربتت على كتفه تحثه على اﻻستكمال و رددت
_ مش وقت صدمه دلوقتى ، الحق سيف قبل ما يتهور و يضيع نفسه … كلمه و قوله و اكيد هنقدر نستفيد بالورق ده بأى شكل .
نظر لها بحيره و سألها
_ ازاى بس ؟ ايه الدليل غير ورقه متصوره مش معترف بيها فى القانون .
قوست فمها و رددت بحده و غضب
_ اذا كان رجال القانون هم نفسهم اللى خالفو القانون يا سعد ، يبقا ازاى لسه مستنى تنفذ القانون ؟
لمعت عينه بالدهشه و التعجب من حديثها و سألها بايماءه طفيفه من رأس بمعنى ماذا تعنى ؟ لتجيبه هى مؤكده
_ يعنى زى ما هو استخدم سطلته و رتبته فى انه يخون ، احنا كمان نستخدم الورق ده و نهدده عشان يحل ازمه سيف و دارين و يبقا واحده بواحده .
زفر باختناق و ردد مجاهدا تلك الغصه التى علقت بحلقه
_ المفروض اننا نبقا من غير ضمير احنا كمان و نساومه بدل ما نوديه فى داهيه ؟
اعقبت عليه مفسره
_ انت نفسك بتقول ان الورق ده لا هيقدم و لا هيأخر ، بس ممكن يخوفه من الشوشره على اسمه و سمعته و معاهم رتبته و يخليه يساعدنا و كده كده مش هنقدر نأذيه بس كفايه علينا اننا ناخد حذرنا منه .
فكر قليلا و ظل يحاور اﻻمر برأسه مرارا و تكرارا حتى هدرت به بفزع
_ يلا يا سعد انت لسه هتفكر ! سيف رايح و ناوي لشهاب على الشر و هيودى نفسه فى داهيه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل جالسا بسيارته يراقب الطريق فى انتظاره ان يخرج من بوابه الفندق ليذهب لعمله و لكن طال اﻻنتظار حتى شعر بالملل و ربما قد خرج دون ان ينتبه له رجال سعد الدين فامسك هاتفه ليهاتف سعد حتى يسأله و لكن جاء اتصال اﻻخير ليسبقه فردد
_ و الله ابن حلال ، كنت لسه هكلمك .
سأله سعد بقلق
_ خير يا سيف عملت حاجه ؟
اجابه بضيق
_ لا ، لسه مخرجش من الفندق لحد دلوقتى … انت متأكد يا سعد انه لسه جوه الفندق ؟
اجابه اﻻخر بتأكيد
_ ايوه الرجاله وراه متخافش و مازالو .
ابتلع لعابه بحرقه و هو يتنفس بضيق لم يسبق ان عاصره بحياته و ردد
_ انا و هو و الزمن مبقاش طويل بينا و بقيت يا قاتل يا مقتول .
انتفض سعد يحذره
_ اسمعنى و بلاش جنان ، انا لقيت مستندات مهمه اوى هتنفعنا صدقنى بس لازم تيجى المكتب حالا عشان نلاقى حل سوا .
ضحك بسخريه و ردد باستهزاء
_ انت بتحاول تسحبنى من هنا بأى هرى فاضى مش كده ؟
اجاب اﻻخر بتأكيد
_ ابدا و الله ، و لو مش مصدقنى هبعتلك نسخه من الورق عندك على الواتس اب … افتح و اتأكد بنفسك .
انزل الهاتف من على اذنه و فتح ذلك التطبيق ليتفحص محتويات الاوراق بعنايه و تجهم و ردد بخفوت
_ يا ابن ال..كااا..لب ، هى الخيانه وصلت لكده ؟
اعقب عليه سعد هاتفا
_ انا كمان مش مصدق ، سيب اللى فى ايدك و تعالى انا و نيللى جهزنا خطه متخرش الميه بس تعالى يا سيف الله يكرمك .
لم يرد عليه فاستجمعت نيللى جرأه و اخذت الهاتف من على اذن زوجها عنوه و حدثته بتوضيح
_ اسمع بس يا سيف ، صدقنى و الله الحل اللى عندى هيعجبك و يحل كل المشاكل دى ، بس تعالى وحياه دارين عندك .
وافق على مضض ليترك موقعه و لكن ليس قبل ان يؤكد على سعد الدين استمرار رجاله بمراقبه شهاب البدراوى و اخبارهم بكل تحركاته اولاً باول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا تَبصم لاحد باصابعك العشره على ثقتك به …
إترك اصبعاً واحداً على الاقل ، فقد تحتاج ان تَعضه ندماً يوماً ما على ثقه لم تكن بِمحلها .
وصل لمكتب سعد الدين و حياه بتحيه مقتضبه و ردد و هو يلهث قليلا من اثر انفعاله و غضبه
_ عملت اللى قلتلك عليه ؟
اجاب مؤكدا
_ ايوه … المواجهه دى لازم يكون لها شهود ، عشان كده انا كلمت والدك و المأمور و اللوا حامد و عماد و وائل كمان فى الطريق .
اماء برأسه متنهدا بعمق و حزن و اراح جسده على ظهر المقعد فاقترب منه سعد يحفزه بثقه
_ احنا جنبك و فى ظهرك ، متقلقش .
تنهد باحتراق صدره و هتف بتوعد
_ مفيش حاجه كانت ممكن تخلصه من تحت ايديا غيرها يا سعد ، دارين …. هى اللى هتخلينى اتنازل و احط ايدى فى ايده .
حاول تهدئه ثورته فهو لا يريد ان يتنبه الخائن لما هو آتٍ فيتخذ حذره فردد يئازره
_ انا هخليه يتمنى الموت من اللى هيشوفه ، بس الاهم اننا لازم نبقا ايد واحده و الكل جاى و عارف دوره و انت لازم تمسك اعصابك عشان ميحسش بحاجه .
اماء بصمت و هتف
_ تمام ، متخافش .
لم يمر الكثير حتى حضر الجميع و جلسو جميعا امام الشاسه العملاقه لعرض الاوراق او ما يعرف ب ( البروچيكتور ) و تحدث سعد بعمليه
_ انا لقيت مستندات مهمه جدا هتساعدنا نخلص حكايه شهاب دى نهائى .
لمعت عين الجميع بلهفه و استعجال لمعرفه ما هو اتٍ فعرض صور لتلك المعاملات البنكيه الشبه منتظمه لحساب بنكى يُرسل عن طريق احد الممولين لشركات شهاب البدرواى الى الحساب الشخصى للواء حامد الاسيوطى فتجهمت ملامح الجميع بعد ان فهموا تماماً ما يعنيه ذلك ليقف هو مبتعدا عن مقعده محاولاً الهرب من المواجهه و المغادره ، فوقف له وائل بالمرصاد و امسكه من تلابيبه فصرخ به الاول محذرا
_ نزل ايدك انا رئيسك المباشر و ….
قاطعه طلعت بحده و غضب
_ و ايه كمان يا خاين ؟ ده انت فضيحتك هتبقا بجلاجل فى الداخليه .
ابتلع لعابه بصعوبه و وقف مدهوشا من تجمعهم حوله و نظراتهم التى احرقته حياً فحاول ان يشرح موقفه هاتفا برجاء
_ بلاش تحكمو عليا من غير ما تعرفو انا مريت بإيه ؟
صاح به طلعت و ردد
_ مريت بإيه يا حامد ؟ ابنى الوحيد فى خطر و انت بتتجسس لصالح الكلب ده !
هدر به الاول موضحا
_ و انا برده اللى خبيت عليه حكايه ان موته كان مزيف و قلت فرصه اهرب من طلباته اللى ملهاش علاقه لا بالشغل اللى بينا و لا بالعقل ، بس ابنك هو اللى استعجل عشان يرجع لحياته و شغله من قبل ما اقدر انهى كل حاجه ، يعنى كنت بحاول احمى ابنك يا طلعت .
اقترب منه سيف و نظر له بغضب و ردد
_ و حضرتك بقا يا سياده اللوا شايف ان بكده تبقا عداك العيب و لازم نسامحك عشان من وسط كل الخيانه دى مردتش تقوله اننا عايشين و ممتناش مش كده ؟
حاول شرح موقفه و لكن غضبهم جميعاً منه حال دون ذلك ليقترب سعد مردداً بعمليه
_ سيبونا دلوقتى من الكلام ده و خلينا فى المفيد .
رمقع وائل بحده و غضب و سأله
_ اللى هو ايه بقا ؟
اجاب بإيجاز
_ موضوع سيف و دارين لازم يخلص لانه بدء يهدده باهله .
التفت الجميع ناظرين لحامد و سعد يردد
_ اللوا حامد هيساعدنا مقابل اننا منقدمش المستندات دى لمعالى الوزير .
قوس حاجبيه و ردد بثقه
_ الورق اللى معاك ملوش اى نفع و …
قاطعه سيف مؤكدا
_ بس ليه اضراره يا فندم … بمعنى ان لو القانون ميقدرش يثبت عليك الكلام ده ففى الاخر العيار اللى ميصيبش يدوش و الوزير هيبقا عارف و متاكد انك خاين .
علت انفاسه و بح صوته و ردد بتودد
_ بلاش فى اواخر ايامى تأذونى بالشكل ده .
ابتسم سيف و ردد بعد ان تأكد ان رسالته المحذره قد وصلته
_ يبقا تنفذ اللى هيطلب منك من غير رفض .
اماء بصمت فجلس معهم و هم يتواردون افكارهم عن كيفيه الايقاع بشهاب و محاوله انقاذ سيف و عائلته من براثن ذلك الذئب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفت تتلفت حولها و هى تقف امام البوابه بتردد و لكنها بالنهايه تشجعت و دلفت بخطاً ثابته تجاه المصعد حتى وصلت للطابق المنشود .
فى نفس الوقت تعجباً رجلى المراقبه عندما لمحاها تدلف للفندق فردد احدهما للاخر
_ مش دى مرات سيف باشا ؟
اجابه اﻻخر بالإيجاب
_ ايوه هى ، ايه اللى جايبها هنا ؟
رفع اﻻول كتفيه بدهشه و ردد
_ مش عارف … تفتكر نبلغ المتر و لا نسكت ؟
تنهد بحيره و هتف
_ لا طبعا لازم نبلغه ، هو امرنا بكده … اى كبيره او صغيره بتحصل لازم يعرفها .
امسك هاتفه على الفور و حدث سعد باحترام
_ ايوه يا متر .
اجاب الاخير
_ خير !
اخبره بإيجاز عن تواجد دارين بمحيط الفندق بل و دلوفها داخل ابوابه فتجعدت ملامحه و هو يردد بهدوء مصطنع
_ طيب خلى بالكم و بلغونى بأى تطورات .
اغلق الهاتف فإستشف سيف وجود خطب ما فسأله متوجساً
_ ايه اللى حصل ؟
ابتلع لعابه و تلعثم و ردد ببحه مختنقه
_ ا . ااص .. صل .
انزوى ما بين حاجبيه و اقترب منه و اشار بيده بمعنى هات ما عندك و ردد
_ قول فى ايه ؟
اجاب اخيرا بعد ان استجمع شجاعه زائفه
_ اصل دارين راحت لشهاب الفندق .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقت بأنامل مرتعشه على الباب الذى يحمل نفس ارقام الجناح الذى ارسله لها على الهاتف ففتح لها احد حراسه و نظر لها من رأسها لاخمص قدميها فتنحنحت بحرج هاتفه بوجل
_ شهاب بيه موجود ؟
استمع لصوتها من الداخل فاقترب من الباب و رحب بها بشده و سحبها من يدها لتدلف لذلك الجناح الواسع فترى تلك الفتاه التى تستعد للرحيل و تبدو نسخه مشابهه لها فنظرت له بحيره ليبتسم لها هاتفا بغزل
_ بحاول اعوض غيابك عنى ، بس و لا واحده قادره تاخد مكانك فى قلبى .
غادرت الفتاه و هى تنظر لدارين بحيره فهى لاول مره تستمع لغزل صريح من ذلك الرجل القاسى الذى يتعامل معهن على انهن سعله رخيصه تباع و تشترى .
اغلق الحارس الباب فاتنتفضت دارين بفزع و نظرت خلفها لتجد حارسيه لا زالا معهما بالجناح فتنفست اخيرا الصعداء ، فهى ليست بمفردها معه .
اقترب منها احد الحراس و حاول تفتيشها فهدرت بهم بحده
_ محدش يلمسنى ، محدش يقرب منى .
ابتسم شهاب و اشار لهما بيده بالابتعاد و اقترب منها هاتفا بصوت هامس
_ صح … معاكى حق ، محدش من حقه يلمس الجسم ده غيرى انا و بس ، حتى سيف باشا مش من حقه .
رفعت بصرها على اعقاب جملته اﻻخيره لتتجمد اطرافها خوفا مما ينتويه فهتفت بتوتر
_ احنا اتفقنا انك هتسيبه فى حاله هو و اهله !!
اماء مؤيدا و ردد بحده
_ بس تضمنيلى منين انه ميلمسكيش تانى ؟ انا مبحبش حد يلمس حاجه بتاعتى .
ابتلعت غصه جرحت حلقها و ادمته نزيفاً فماذا ظنت هى فاعله بهذا المكان برفقته ؟ هل كون رجاله معه سيمنعه من اﻻقتراب منها او التحرش بها جسدياً و لفظياً ؟ الم تدلف منذ ثوانٍ و تجد تلك الفتاه بالداخل بوجودهما ؟
لعنت غباءها و تهورها و لكنها عادت تؤكد لنفسها ان كل ما تفعله فى سبيله هو و تضحيتها حتى و ان لم يتقبلها فبالنهايه هى له ، و له وحده .
عاد احد الحراس يحمل جهازاً اسود اللون بيده معروف بالكشف عن وجود اسلحه و قام بتمريره على جسدها و حقيبه يدها فاصدرت ازيزاً عالياً ليتعجب شهاب و نظر لها بمعاتبه و سحب حقيبتها بالقوه و اخرج منها السلاح الذى بحوزتها و ردد باسف و حزن
_ كده برده يا قطه ؟ عايزه تقتلينى ؟
اطرقت رأسها و عادت تنظر له و هتفت بحده
_ انت عايز مننا ايه ؟ حرام عليك سيبنا فى حالنا .
نظر لحارسيه و امرهما بغمزه من طرف عينه ان يغادرا ففعلا على الفور بطاعه عمياء فتوجست خوفاً و رهبه و عادت للوراء بجسدها فابتسم بقراره نفسه من منظرها المرتعد و ردد بمشاكسه
_ ايه الخوف ده كله ؟ ده انا حتى سمعت انك بطله فى الفنون القتاليه ! يعنى بحركه واحده منك تقدري تجبينى اﻻرض .
اقترب منها اكثر بعد ان حاصرها بين جسده و الحائط و امسك خصله من شعرها المجعد و لفها على سبابته و ردد بفحيح كفحيح اﻻفعى
_ انا عايزك برضاكى مش غصب …. و مش هقبل باقل من كده ، يعنى باختيارك تسلميلى نفسك و انتى راضيه و موافقه .
استجمعت انفاسها الهاربه و هتفت بحده تسأله
_ و اﻻ ؟
ابتعد عنها خطوات قليله و ردد بزهو وهو واضعا يديه بداخل جيب سترته
_ و اﻻ هتترحمى على الباشا و تحضريله الجنازه فى عمر مكرم انهارده بعد صلاه الظهر .
تعجبت من طريقته الساخره و كأنه يملك بيده زمام الامور و مفاتيح الموت و الحياة فهدرت بضيق و غضب
_ حرام عليك … ابعد عننا .
لم يهتم و ادار وجهه عنها و ردد بضيق
_ قدامك دقيقه عشان تاخدى قرارك و لو عايزه تمشى انا مش همنعك .
تنفست بصوت مسموع و كان واضحا للعيان ان ما تعانيه من تخبط افكارها لا يوجد له حل لتقرر بالنهايه ان الله قادرا على حمايتهم جميعا من ظلم هذا الذئب فهتفت معلنه
_ لا مش موافقه ، انا ماشيه .
التفت ينظر لها بنظره خبيثه و اماء دون تعقيب و لكنها وقفت تردد بحده
_ هات المسدس .
ضحك و ضحك و اقترب منها و امسكها بحده من ساعدها هاتفا
_ انتى فكرانى غبى ؟ عايزه المسدس ليه ؟
اجابته بتوتر
_ عيزاه … و متخافش مش هموتك بيه ، انت متستحقش تموت موته سهله كده .
اماء مجددا ببسمه غاضبه و نادى على حارسه هاتفا
_ هات المسدس ده وريهولى !
ناوله اياه فنظر لها بتمعن و ردد متعجباً
_ سلاح ميرى !! يا ترى بتاع مين ؟
نظر بعمق عينها و ابتسم بانتصار هاتفاً
_ جايه تقتلينى بسلاح جوزك الميرى ؟ انتى متعرفيش انك لو عملتى كده هو اللى هيلبس القضيه حتى لو بصماتك على المسدس ؟
لم تعى تماماً ما القاه على مسامعها للتو فصرخت به هادره
_ انت عايز ايه ؟ هات المسدس خلينى امشى .
ظل يقلبه يمينا و يسارا و كأنه يشاهد قطعه فنيه لا مثيل لها و تحدث باعجاب
_ جميل اوى و شكله نوع محترم تسعه ملم ، معظم الظباط بيفضلو النوع ده عشان دقيق فى التصويب و النيشان .
شد صمام اﻻمان و سحب رصاصه بداخل خزنته و هو يردف
_ يعنى من غير الواحد ما يحتاج يركز ممكن بسهوله يصيب بيه الهدف على طول من غير تفكير .
رفع السلاح للجانب و اخرج طلقه سريعه منه فاصابت احد الحارسين الخاصين به فى جبهته فسقط صريعا على الفور ليبتلع الحارس اﻻخر بوجل و ظل ناظرا للارض لجثه زميله الغارقه بدماءه و شهاب يستطرد
_ زى ما شوفتى كده مش محتاج نيشان .
كتمت صرخه كادت ان تخرج منها و هى تراه قد قتل احد رجاله بدم بارد دون ان يرف له جفن فابتلعت بذعر و بكاء واضعه يدها اعلى فمها تكتم شهقاتها فاقترب منها و انحنى يقبل عنقها غير عابئا لا ببكاءها و لا بذهول حارسه من فعلته تلك .
لم تكن بوعيها مما حثه على المواصله بسحب عبيرها و استنشاقه و هو يقبل كل انش من وجهها و عنقها حتى تيقظت حواسها للمساته المقززه فصرخت و ابتعدت عنه ممسكه اناء الزهور الموضوع على المنتطده و كسرته و امسكت بنصله غارزه اياه بشريانها النابض على رسغها اﻻيسر و صرخت بانهيار
_ لو قربت منى هموت نفسى .
ارتعد قليلا من تهديدها و لكنه عاد لثباته و اقترب منها و هو يهتف بتحذير
_ و تفتكرى لو موتى نفسك انا هسيبه يعيش بعدك يوم واحد ؟
بكت بانهيار فوجدته يتحرك ناحيتها و هو ممسكا بسلاح سيف و ردد بتوضيح
_ موتى نفسك و انا هخليه يتمنى الموت و ميطلهوش يا دارين و تأكدى انى اقدر على ده .
زاد من اقترابه حتى اصبح شبه ملاصق لها و مد راحته و سحب منها النصل الزجاجى بقوه لدرجه جرحت يده و يدها على حد سواء و القاه بعيداً ، ثم رفع سلاح سيف امام وجهها و هتف بتهديد
_ ده سلاح سياده المعاون .
و اشار لجثه الحارس الملقاه ارضاً و ردد
_ و دى جثه الراجل اللى هو قتله بسلاحه الميرى من غير وجه حق .
مسح بصماته من على السلاح و القاه ارضا بجوار الجثه و ردد
_ و هو كده و من غير بصمات محدش هيلبسها غير حضره المعاون .
رفعت يدها امامه بتضرع فاكمل بتشويق
_ الا لو … ؟
رأى ملامحها المذعوره فاكمل زعزعتها هاتفا
_ لو وافقتى تبقى ليا اعتبرى مفيش اى حاجه حصلت و لا قتيل اتقتل و الجثه هخفيها بمعرفتى .
سحبها من خصرها اكثر و اقترب من اذنها هاتفا بصوره مخيفه
_ لكن لو رفضتى هيلبسها و لو على الاثباتات …
نظر لحارسه المذعور و متسمر امام جثه رفيقه و امره
_ انزل امسح تسجيلات الكاميرات و وقفها كلها .
اماء الاخير بطاعه و هرب من امامه على الفور لينفذ مطلبه فعاد شهاب محدثا اياها
_ يعنى عشان لو مفكره انك ممكن تثبتى حاجه بالقانون و اﻻدله مثلا !
بكت و انهارت فسحبها داخل احضانه و ربت على ظهرها يهدءها و هتف باذنها
_ انا عايزك اوى … و عشان تبقى ليا مستعد احرق العالم ده كله و احرقك انتى اولهم .
ابتلعت غصتها الباكيه و هو يكمل
_ خدى قرارك بسرعه و حالا مبقاش فى صبر خلاص .
مسحت وجهها باناملها و رددت بنهيار
_ حاااضر … موافقه ، بس ادينى وقت ارجوك مش هقدر اعمل حاجه حرام عشان خاطرى .
ردد بنبره ظن انها مثيره لحواسها و لكنها بالحقيقه كانت مقززه لها
_قوليها تانى .
نظرت له بحيره فاقترب منها و ردد
_ قوليلى تانى عشان خاطرى يا شهاب ، عايز اسمع اسمى منك .
بكت و رددت بصوت ضعيف
_ عشان خاطرى يا شهاب .
اعاد رأسه للخلف و كأنه تناول لتوه جرعه من الخمر المسكر و عاد ينظر لها بإثاره هاتفا بتأكيد
_ اتطلقى منه و هتجوزك .
اماءت موافقه فردد
_ بس عايز عربون على اتفاقنا ده عشان تثبتيلى حسن نيتك .
نظرت له بوجل فاعقب مفسرا
_ مش هقدر اصبر لحد ما تتطلقى ، على الاقل ادوق شفايفك .
اماءت موافقه فاتسعت ابتسامته على الفور و اقترب منها اكثر و احكم قبضته على خصرها و ازاح شعرها المجعد بعيدا عن عنقها الذى اسكره حد الثماله لمجرد استنشاقه فشعر بتخمه من اﻻنتشاء لمجرد سحب عبيرها بداخله و بدء بتوزيع قبلاته على طول عنقها وسط بكاءها المرير و استسلامها له .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)