رواية سجينة ابتزازه الفصل الثاني 2 بقلم هدير نور الدين
رواية سجينة ابتزازه الجزء الثاني
رواية سجينة ابتزازه البارت الثاني
رواية سجينة ابتزازه الحلقة الثانية
=بتخونيني يا عزيزة… بتخونيني بعد كل اللى عملته علشانك
صرخت ضي بفزع ملقية الهاتف من يدها و هي تنتفض واقفة و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهها الذى شحب كشحوب الأموات ركضت لأقصى الغرفة فور رؤيتها له يقترب منها بخطوات مترنحة نحوها و هو يحمل سكين بيده و الشر يلتمع بعينيه همست بصوت مرتجف متلعثم وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=عزيزة مين يا بابا… انا ضي… ضي بنتك
لم تصل كلماتها الى عقله المغيب و المشبع باثر الخمر فلم يكن يرى امامه سوى زوجته عزيزة اقترب منها وهو يحمل السكين صائحأً و هو اشبه ببركان ثائر
=هموتك يا عزيزة… هندمك على اليوم اللي فكرتى فيه تخونينى و تدوسى على شرفى
هجم عليها محاصراً اياه بزاوية الغرفة يرفع السكين عالياً فى محاولة منه لطعنها به
صرخت ضي بذعر و خوف وهى تحاول مقاومته تدفعه بقوة في صدره و هى تصرخ بهستيرية بانها ابنته لعله يفيق من غيبوبته تلك…
اخذت تقاومه لكنه و رغم حالته من السُكر كان اقوى منها بكثير كان يحاول طعنها بالسكين فى صدرها لكنها حاولت دفعه بعيداً لكن فشلت محاولاتها تلك و اصابتها سكينه فى الحال لتسقط غارقة بدمائها
صرخت ضى من الألم منهارة ارضاً تمسك بذراعها الذى اصابته طعنة والدها هم شاكر بتسديد طعنة اخرى لها لكن تم دفعه فجأة بعيداً من قبل أيوب الذى سمع كل شئ من خلال الهاتف و ركض كالمجنون حتى يصل الى هنا و ينقذ ضي من يدى والدها السكير اقتحم المنزل كاسراً بابه ليصل الى هنا جفت الدماء بعروقه فور رؤيته لضى المنهارة ارضاً تمسك بذراعها و عبائتها المنزلية غارقة بدمائها اصابه الذعر فور رؤيته لوالدها يرفع يده التى تحمل السكين و يهم بطعنها مرة اخرى اندفع نحوه على الفور يدفعه بعيداً عنها وهو يصرخ به بغضب
=بتعمل ايه… يا راجل يا مجنون هتقتل بنتك…
نهض شاكر الذى كان قد سقط ارضاً اثر دفع أيوب له وهو لا يزال يحمل السكين بين يده محاولاً بحركات خرقاء غير متوازنة تجاوز أيوب و الوصول الى ضي و هو يصرخ بهستيرية
=هقتلك يا عزيزة… هقتلك…
لكمه أيوب بقوة في وجهه الذي ارتج من شدة الضربة فإندفعت الدماء بقوة من انفه وفمه و تراجع جسده للخلف بعنف من شدة الضربة ليسقط ارضاً مغشياً عليه…
اتجه أيوب على الفور نحو ضي التى كانت جالسة ارضاً بوجه شاحب غارق بدموعها انحنى عليها يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الخارج لكنها تشبثت بقميصه هامسة بصوت مرتجف
=لا يا ايوب علشان خاطرى… متخرجنيش وانا بالمنظر ده… انا مش ناقصة فضايح
هتف بحدة و عصبية و هو يكاد يفقد اعصابه من منظر دمائها التى تغطى ذراع عبائتها
=وده وقته ما يو.لعوا الناس
قاطعته صارخة بشهقات بكاء ممزقة
=مش هخرج بمنظرى ده… مش عايزة حد يعرف ان ابويا عمل فيا كده انا مش هستحمل فضايح تانى…
لتكمل هامسة بصوت مرتجف يملئه الرجاء متشبثة برقبته
=علشان خاطرى يا حبيبى… علشان خاطرى…
اومأ ايوب مستسلماً قبل ان يخفضها ارضاً ويلتقط سريعاً من فوق المقعد عبائتها السوداء ساعدها فى ارتدائها حتى يخفى الدماء التى تغرق عبائتها الاخرى ثم تناول وشاح و وضعه فوق رأسها يستر به شعرها ثم حثها للخروج برفق جاعلاً اياها تتكئ عليه حتى وصلوا الى سيارته و انطلق مسرعاً كالمجنون نحو المشفى…
فور وصولهم الى المشفى قام الطبيب بفحصها و اخبر ايوب ان الجرح بذراعها سطحى و ليس خطيراً او عميقاً لكنه يحتاج بان يتم تطهيره جيداً ثم كتب لها عدة ادوية تساعد على سرعة شفاء جرحها…و عندما سأل الطبيب عن سبب الجرح
ارتعبت ضي من ان يخبره أيوب بالحقيقة لذا اسرعت باخباره انها من جرحت نفسها بالسكين عن طريق الخطأ…
نظر اليها أيوب بنظرة يملئها اللوم والغضب فهى تعلم انه لو ترك الامر له فسوف يخبر الطبيب عن طعن والدها لها حتى يسجن لكنها لاتستطيع فعل ذلك بوالدها..
فى السيارة كان أيوب يقود السيارة بوجه متجهم يظهر عليه الغضب بينما ضي جالسة بجانبه بصمت تعلم مدى غضبه منها…
همست بصوت منخفض
=مكنتش اقدر ابلغ عنه يا أيوب… ده مهما كان ابويا
استدار اليها هاتفاً بقسوة و يديه تضغط بقوة على موقد السيارة
=ابوكى…!!! ابوكي مين اللي كان عايز يموتك….
ليكمل و شرارت الغضب تتقافز من عينيه
=كان هيحصل ايه لو مكنتش معاكى فى الوقت ده على التليفون و سمعت كل حاجة…. كان زمانك ميتة
انتفضت عروق عنقه تتنافر بغضب بينما يزداد وجهه احتقاناً فور نطقه تلك الكلمات
بينما اخفضت رأسها صامتة لا تعلم ما تقوله فقد كان معه كل الحق.. لكنه لايزال والدها ولا يمكنها ان تتسبب بسجنه خاصة من اجل اشقائها الصغار .
ظلوا صامتين طوال الطريق حتى اوقف أيوب سيارته امام منزله نزلت ضي من السيارة متجهة نحو منزلها لكن اوقفها ايوب الذى امسك بذراعها الاخر قائلاً بحدة
=راحة فين…؟؟
اجابته و هى تنظر اليه بارتباك مشيرة نحو منزلها
=هدخل البيت…
زمجر بغضب مقاطعاً اياها
=بيت ايه اللي هتدخليه و مفيش فيه غير ابوكى…. انتى عايزة تجننينى
ليكمل وهو يدفعها نحو منزله
=انتى هتباتى عندنا النهاردة….
تصلب جسدها فور سماعها ذلك ممتنعة عن التقدم معه قائلة بحدة
=لا… مش هبات عند عمتى ماجدة……
قاطعها بغضب وقبضته تشتد على يدها التى يمسك بها
=اومال عايزة تباتى فين… ما هو مفيش قدامك لأما هنا عند عمتك ماجدة… لأما عند عمتك زينات…. اختارى
قاطعته بقوة و رفض فور سماعها اسم زينات
=لا كله الا الحرباية دى…
هز أيوب رأسه و قد ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيه متناسياً غضبه
=انتى… انتى مالكيش حل قسماً بالله…
ليكمل دافعاً اياها برفق امامه
=قدامى….
فتح أيوب باب ليدلف الى الداخل و تتبعه بخطوات مترددة انتفض جسدها متراجعة للخلف فور ان رأت فهيم والد أيوب و عمتها ماجدة يجلسون على الاريكة التى بردهة المنزل …
نهض فهيم متجهاً نحوهم قائلاً بقلق
=فى ايه يا ايوب… ايه اللى حصل اتصلت بيا وقولت ان اصحى و استناك…
ليكمل بصوت يملئه الصدمة فور رؤيته لضي الواقفة خلف أيوب
=ايه ده… بتعملى ايه يا ضي هنا فى ساعة زى دى…..
انتفضت ماجدة واقفة مقتربة منهم قائلة بحدة
=ضي….!!!! ايه جابك يا بت.. فى حاجة حصلت لأبوكى..؟؟؟
اجابهم أيوب قائلاً و هو يمسك بضي الواقفة خلفه تشعر بالخجل من زوج عمتها يحثها على التقدم و الوقوف امامهم مشيراً نحو ذراعها المصاب
=اخوكى كان هيموتها… ولولا ساتر ربنا انى لحقتها فى اخر لحظة
رفعت ماجدة حاجبها قائلة بتهكم و عينيها تلتمع بشماتة واضحة
=كان هيموتك ليه يا مضروبة على عينك… قفش حد معاكى فى اوضتك ولا ايه….
انفجرت نيران الغضب بعروق أيوب فور سماعه كلماتها تلك هتفت بها بغضب
=…ايه اللي بتقوليه ده عيب كده..
قاطعته ضي و هى تطلع الى عمتها بنظرات يملئها الاشمئزاز و الغضب
=لا سيبها يا أيوب تطلع سمها… احسن تبلعه تموت فيها…
صاحت ماجدة بحدة وهى تضرب يدها فوق صدرها
=سم… انا سم…..سم لما ياخدك يا بعيدة شايفين قلة ادب اللى تتقصف رقبتها
قاطعها أيوب بغضب و حدة
=اما ماجدة….انتى اللى غلطتى فى حقها….بعدين اخوكى كان سكران طينة و افتكرها عزيزة وحاول يموتها
لوت ماجدة شفتيها قائلة بسخرية لاذعة
=طبعاً… انا اللى غلطانة انا و اخويا من يشهد للعروسة يا عين امك..
هتف فهيم بحدة و هو يشير بيده نحوها كاشارة لكى تصمت
=خلصنا.. بقى… عيب كدة يا ماجدة
ليكمل و هو يقترب من ضي قائلا بقلق
=انتى كويسة يا بنتى…؟؟
اومأت ضي برأسها قائلة بينما تتحسس برفق ذراعها المصاب
=الحمد لله يا عمى الحاج
وضعت ماجدة يدها حول خصرها قائلة بتهكم
=هيكون مالها ما هى زى القرد اهها… ايه جابك هنا… بقى يا عين عمك الحاج ايه جاية اخد بالى من الواوا اللى فى دراعك
نظرت ضي الي ايوب بلوم قائلة بصوت مرتجف
=شايف… قولتلك بلاش…
تجاهلها أيوب قائلاً بحدة و صارمة الى ماجدة
=ضي هتبات هنا النهاردة مش هينفع ترجع البيت و ابوها هناك لوحده سكران طينة
هزت رأسها قائلة بهدوء وهى لازالات تلف ذراعيها حول خصرها
=على عينى والله… بس مش هينفع تبات هنا
قاطعها فهيم بغضب قائلاً بحدة
=ايه اللي بتقوليه ده يا ماجدة.. عيب دى مهما كان ضي زى بنتنا
=والله على عيني يا حاج بس انت عارف ان البيت فيه شابين أيوب و اخوه طارق… وانت عارف كلام الناس…
هتف فاهيم باضطراب و قد تأثر بكلماتها فقد كان يخاف كلام الناس كثيراً
=هيقولوا ايه يعني…
اقتربت منه قائلة بمكر
=انت عارف ان الناس مبترحمش و هيقولوا كتير…….
انهت جملتها مربتة على ذراعه كنوع من انواع التحذير..
هتفت بها ضي و قد اشتعلت نيران الغضب بعروقها قائلة بسخرية لاذعة
=و مين قالك اصلاً… ان انا عايزة اقعد فى بيتك…. أيوب هو اللي غصب عليا….
وقف أيوب يشاهد بغضب والده الذى من الواضح عليه انه قد اقتنع بكلام زوجته امسك بذراع ضي الغير المصاب قائلاً
=يلا يا ضي…
هتفت ماجدة بحدة من خلفه وهى تشاهده باعين تلتمع بالغل و هو يتجه نحو باب المنزل ساحباً مع ضي
=على فين يا أيوب….؟؟؟
اجابها بشراسة دون ان يستدير لها
=ميخصكيش… ولا يخص حد
ثم خرج مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان التفت الى زوجها قائلة باستياء
=شايف… جالك كلامى البت مأثرة عليه ازاى وكله بعقله حلاوة….
تركها فاهيم و جلس علي الأريكة مرة اخرى قائلاً بلامبالاة
=براحته… أيوب راجل و عارف مصلحته كويس…. و ضى بت محترمة
جلست بجانبه تبخ سمها قائلة بقلق كاذب
=محترمة…!! ما ده اللى كنا بنقوله على امها لما جيما نجوزخا لأخويا شاكر ولا ناسى…
لتكمل ممسكة بذراعه تديره نحوها قائلة بمكر
=ايه عايز يحصل لأبنك اللى حصل لشاكر….. عايز سيرته تبقى على كل لسان و يدمن السم المحروق علشان ينسى كرامته اللي هيداس عليها من خلق الله كلهم
اسود وجه فاهيم فور سماعه ذلك و قد بدأ القلق و الخوف على ولده يغرزان مخالبهم بقلبه…
༺༻༺༻༺༺༻༻
كانت ضى واقفة مع أيوب بمدخل منزلها قائلة باستياء و نبرة يملئها الألم
=عجبك… قولتلك بلاش… انا عارفة اللي فيها
لاحظ أيوب شحوب وجهها و الألم يلتمع بعينيها شاعراً بضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه بألم وعينيها مغرورقتين بالدموع
مال للامام ممسكاً بيديها بين يديه قائلاً
=حقك عليا…. يا حبيبتى
ليكمل بصوت مختنق عندما رأى دموعها تنساب فوق خدييها
= والله كل ده ليتغير اول ما هتلبسى دبلتى فى ايدك… كل واحد فيهم هيعرف حدوده و مقامه كويس…
همست بصوت منكسر
=هى قاصدة تقل مني……
قاطعها وهو ينظر اليها بحنان يحيط وجهها بيديه برقة قائلاً و هو يمسح دموعها
برفق
=سيبك منها…هى مقلتش منك هى قلت من نفسها لما تطرد بنت اخوها انصاص الليالى كدة…
دفعت يده بعيداً هاتفة بغضب و قد تحولت نبرة صوتها الى نبرة حادة غليظة
=بس قسماً بالله لولا ان ابوك كان واقف لكنت جيباها من شعرها الحرباية دى و عرفتها مقامها…..
اهتز جسد أيوب وهو يضحك قائلاً بمرح
=اهدى يا شعنونة….. ايه عايزة تضربى عمتك….
زجرته ضي بغضب ضاربة قبضتها فى ذراعه
=مش قولتلك متقوليش شعنونة دي تاني بتنرفزني….
=شعنونة قلبى….
انهى جملته منحنى عليها مقبلاً مقدمة انفها صرخت دافعة اياها فى صدره هاتفة به
=ايه اللي بتعمله ده….انت اتجننت
ابتسم أيوب هامساً باذنها بصوت اجش
=مجنون بيكى… يا ضي القلب
تسارعت ضربات قلبها فور سماعها كلماته تلك وقد اصبح وجهها محتقناً بحمرة لكنها هزت رأسها قائلة سريعاً و هى تتراجع للخلف بعيداً عنه
=انجز يا أيوب… هنام فين فى ام الليلة دى…
عكف وجهه قائلاً بجدية كاذبة
=يا ستار يا رب عليكى و على لسانك…
ليكمل و هو يدفعها نحو باب منزلها
=هتباتى فى اوضتك و هحبس ابوكى فى اوضته… لحد ما الليلة دى تعدى
تراجعت للخلف رافضة التقدمة شاعرة بالخوف
=لا بلاش يا أيوب….
امسك بذراعها يديرها نحوه قائلاً مطمئناً اياها
=متخافيش يا حبيبتى هقفل عليه كويس و انا هفضل قاعد فى مدخل البيت لحد ما الصبح يطلع و ابوكى يصحى و يفوق و نحمد ربنا ان البيت بيت عيلة ومفيش حد غريب ساكن فيه والا كنت هبات فى المدخل ازاى
اومأت برأسها بتردد قبل ان تتقدم لفتح باب المنزل دخل أيوب اولاً الى داخل المنزل حمل شاكر الذى كان لا يزال مستلقياً فاقد الوعى بغرفة ضي ونقله الى غرفته الخاصة مغلقاً بابها بالمفتاح ثم خرج لضي و ادخلها غرفتها مغلقاً بابها عليها بالمفتاح ثم خرج من المنزل و بقى بالخارج فى المدخل الخارجى للمنزل الذى كان لا يسكنه سوى شاكر و عائلته فقط…..
فى الصباح…
كان أيوب لايزال جالساً فى مدخل المنزل امام باب شقة ضي الذى تركه مفتوحاً على مصراعيه كانت عينيه تغلق ببطئ لكنه كان يهز رأسه بقوة محاولاً بصعوبة مقاومة النعاس
انتفض جالساً و قد تشدد جسده فور سماعه صوت طرقات حادة نأتي من باب غرفة شاكر الذى سمعه يصيح هاتفاً بغضب
=مين اللى قفل عليا الباب…افتحوا الباب يا ولاد الكلب…..افتحوا…….
فتح أيوب الباب له ليندفع شاكر خارجاً من الغرفة صائحاً بشراسة و هو يمسك برأسه الذى كان يعانى من ألام ما بعد السكر…
=مين اللى قفل عليا…. بت يا…..
لكنه ابتلع باقى جملته فور ان وقعت عينيه على أيوب يظهر على وجهه علامات الدهشة
=أيوب…!!! بتعمل ايه هنا….
اجابه أيوب بهدوء يعاكس الغضب الذى يثور بداخله
=ابدا يا عم شاكر كنت بايت بره فى المدخل احسن تكمل اللي عملته امبارح و تموت بنتك
هتف شاكر بحدة و عقله لا يستوعب كلامه
=بنتى مين اللي اموتها…. انت بتقول ايه
ليكمل صائحاً بصوت مرتفع و هو يتلتفت حوله بينما يدلك جانب رأسه محاولاً التخفيف من ألام رأسه
=ضي…. بت يا ضي…….
اتجه أيوب نحو باب غرفة ضي طرق بابها عدة طرقات كتنبيه لها بانه سيقوم بفتح الباب قبل ان يقوم بفتحه بالمفتاح..
وجد ضي واقفة امام باب الغرفة تلتمع الدموع بعينيها فقد استيقظت مبكراً و سمعت صوت طرقات والدها و صياحه
خرجت من الغرفة لمقابلة والدها الذى ما ان شاهدها اندفع نحوها قائلاً بقلق و خوف فور ان رأي الضمادة التى حول ذراعها..
=ايه ده.. ماله دراعك…. يا ضي ايه اللى حصل….
وقفت ضي تنظر اليه بصمت و وجه شاحب
ليجيبه أيوب قائلاً بسخرية لاذعة مانعاً نفسه من ان يخنقه بيديه
=لا متشغلش بالك الحكاية بسيطة… انت كنت سكران طينة كعادتك و حاولت تدبحها بالسكينة علشان افتكرتها مراتك عزيزة….
شحب وجه شاكر ملتفاً الى ضي هامساً بصوت مختنق
=اللي بيقوله ده حصل يا ضى….؟!!
هزت ضي رأسها بالايجاب قبل ان تخفضه
انهار شاكر جالساً على المقعد يضرب يديه برأسه قائلاً بعويل و حسرة و هو ينفجر فى البكاء
=كنت هتموت بنتك يا شاكر… كنت هضيعها… كنت هتضيعها…. كنت هتضيعها
اقتربت منه ضي التى لم تتحمل ان تراه فى حالته تلك جالسة امامه على عقبيها
=علشان خاطرى يا باب تبطل الهباب اللي بتشربه ده…
احتضنها شاكر بقوة و هو يبكى بقوة بصوت ممزق متمتماً من بين شهقات بكاءه الممزق
=مش هحطه فى بوقى تانى… يحرم عليا… انا مش هستنى لما تضيعي منى انتى او حد من اخواتك…
احتضنته ضي بقوة متمنية من الله ان يصدق هذة المرة فى وعده لها..
بينما وقف أيوب يشاهد هذا المشهد والامتعاض مرتسم على وجهه غير مصدقاً اى من وعوده تلك…
༺༻༺༻༺༺༻༻
بعد مرور يومين…
كانت ضي جالسة على فراشها مع شروق ابنة عمتها و شقيقة أيوب و التى كانت ايضاً صديقتها المقربة كانتا جالستان يتثماران كعادتهم
قالت ضي و هى تخبرها عن مشاجراتها أمس مع احدى الجيران
=الولية بقى يا بت يا شروق قعدت تصوت وتصرخ ان اسيب شعرها وانا ابداً مسكت فى شعرها مسيبتهوش الا و هو طالع فى ايدى…
هتفت شروق بأسف وقد ظهر على وجهها ملامح الامتعاض
=يا دى النيلة عليا و على حظى كنت فى الكلية.. و مشوفتش الخناقة
لتكمل سريعاً بحماس و إثارة و هى تتناول من بذور اللب التى امامهم كأنها تشاهد فيلمها المفضل
=كملى.. كملى… ضربتيها ليه…هى عملتلك ايه…
اشارت ضي بيدها لها ان تقترب منها حتى لا يسمع احد حديثهم لتفعل ذلك شروق على الفور همست ضي بصوت منخفض
=بنت الملزقة دى كانت عينيها على أيوب فى الراحة والجاية و كل ما كان بقى ايه.. يعدى من الشارع تندهله قال ايه تسأله عن اي حاجة وتعقد تتمرقع عليه
لتكمل و هى تقف على الفراش جامعة الجزء الأمامى من عبائتها المنزلية بين يديها لتضيق على خصرها و تظهر و توضح و منطقتها الخلفية
=وتقوم بقى يا بت شروق لمه العباية كده قال اي يعنى بتبينله امكانيتها بنت الورمة المأفعة… قال يعنى بتغريه
ارتمت شروق على الفراش منفجرة فى الضحك وهى تشاهد غيرة صديقتها الجنونية
جلست ضي على الفراش مرة اخرى بجانب صديقتها و هى تكمل
=انا عديتهالها مرة واتنين بس قولت لا بقى كفاية و روحت متلككلها لقتها بيعالى الطماطم بايظة روحت مديها كلمتين ردت عليا بكلمتين هوب قومت جايبها من شعرها….
هزت شروق رأسها قائلة باعجاب و هى لازالات بتأكل البذور
=جدعة يا بت….
لتكمل و هى تضرب كتفها بكتف صديقتها
=بكرة عيد ميلادى يا بطة… و اهو البيه هيتقدملك و تبقى خطيبته رسمى و تكيدى الاعادى…
اشرق وجه ضي و قد ارتسمت على شفتيها ابتسامة مشرقة و هى ترفع يدها اليمنى تنظر الى اصبعها
=ايوة….اخيراً هلبس دبلته…
احتضنتها شروق قائله بسعادة
=ربنا يتمم عليكوا بخير يا حبيبتى…أيوب بيحبك و بيعشقك .
ابتسمت ضي و هى تطلق تنهيدة طويلة مسندة رأسها فوق كتف صديقتها
=ما انا كمان بعشقه… ده انا لو فى حاجة واحدة مصبرانى على الدنيا اللي انا عايشها دى فأيوب هو اللي مصبرنى….
لتكمل بصوت مختنق و قد اختفت سعادتها السابقة و يحل محلها القلق
=خايفة من ردة فعل امك و عمتى زينات مش هيسكوتوا… خصوصاً عمتك زينات اللى هتموت و تجوزه لبنتها أروى….
مررت شروق يدها بحنان على شعر صديقتها محاولة تطمئنتها
=اعلى ما فى خيلهم يركبوه .. أيوب بيحبك و مهما عملوا هيقف فى وشهم….
رفعت ضي رأسها قائلة بحماس و قد اختفى قلقها
=أيوة أيوب هيشوف شغله معاهم… انا اقلق نفسى… انا دلوقتي المفروض اشوف هلبس ايه بكرة…
اسرعت شروق نحو حقيبتها مخرجة فستان متواضع واضعة اياه بين يدى ضي
=بصى يا ضي الفستان ده…..
اتسعت عينين ضي بالدهشة و هى تشاهد الفستان الذى وضعته بين يديها
=ايه ده يا شروق ده فستانك الجديد… انتى حتى ملبستهوش….
هزت شروق كتفيها قائلة بلامبالاة
=طيب و ايه يعنى ما انا و انتي واحد…
اعادت ضي الفستان اليها مرة اخرةى قائلة برفض
=لا يا ستى مش هاخده… مش هينفع….
القت شروق الفستان اليها قائلة بحدة و صرامة
=قسماً بالله لا انتي وخداه يا ضي… و ما فى حد هيلبسه غيرك
لتكمل بحدة و صرامة كاذبة و هى تعيد لها الفستان
=ما انا باخد منك كل حاجة… ولا نسيتى الساندوتشات اللى بتعمليها كل يوم و بسرقهم وانت راحة الشغل و بسرقهم منك و انا راحة الكلية..ولا أقلمة الروچ الاحمر الملعلعة اللى بسرقها منك كل مرة… يا بت احنا واحد
ابتسمت ضي قائلة بتهكم
=متفكرنيش بالروچ الاحمر… اخوكى ده قرفنى دايماً كل ما اجيب واحد ميهنينش عليه ويخلينى محطش منه… وانتى تاخديه
غمزت لها شروق قائلة بمرح و هى تتراقص
=بيغير عليكى يا مزة…ده هيطلع عينك بعد الجواز ده…..
هزت ضي رأسها بالموافقة قائلة
=من ناحية هيطلع عينى فهيطلعها
ارتمت مستلقية على الفراش و هى تطلق تنهيدة طويلة
=بس اتجوزه بس…
استلقت بجانبها شروق قائلة بمزاح
=هتتجوزيه… ياختى و انا هبقى عمتو الحرباية لعيالك
ضحكت ضي قائلة بتهكم وهى تحرك حاجبيها لها
=هتبقى حرباية زى امك و خالتك زينات
نكزتها شروق فى ذراعها قائلة و هى تضحك بمرح
=بعيد الشر.. مش هى امى… بس و ربنا ما لها حل لا هى ولا اختها… عاملين زى ريا و سكينة
انفجرت ضي ضاحكة لتتبعها شروق هى الاخرى ليستمر حديثهم و تخبر كل منهما الاخرى باحداث يومهما…
༺༻༺༻༺༺༻༻
بيوم الجمعة….
كانت ضي واقفة مع شروق عندما وصل أيوب من عمله و الذى فور ما ان رأها اتجه نحوها قائلاً باعجاب و هو يتأملها باعين تلتمع بالشغف
=اوعى…. ايه الجمال ده يا ضي…
احتقن وجهها بالخجل متمتمة بخجل وهى تمسح بيدها فوق فستانها
=بجد عجبك….
ابتسم قائلاً وهو يتأملها باعجاب
=عجبنى… و اللى لبساه عجبانى اكتر…
هتفت شروق قائلة بمرح و هى تلوح بيديها بينهم
=اييييه….انت و هى حيلكوا شوية…. انا واقفة
ابتسم أيوب محتضناً اياها قائلاً بحنان
=كل سنة و انتي طيبة يا شوشو….
احتضنته شروق فى المقابل قائلة
=و انت طيب يا أيوب.. ربنا يخاليك ليا…
ابتعد عنها أيوب موجهاً حديثه الى ضي مشيراً الي نهاية الغرفة حيث يقف والده مع زوج زينات وعدة رجال اخرين
=هروح أسلم على الرجالة…
اومأت له متبسمة عندما غمز لها بعينه قبل ان يبتعد اطلقت تنهيدة طويلة وهى تتابعه باعين تلتمع بالشغف والعشق لكنها انتفضت خارجة من عالمها عندما سحبتها شروق من ذراعها قائلة
=تعالى معايا… اوضتى اظبط المكياج…
فور دخولهم الردهة الداخلية للمنزل و التى كانت خالية من الضيوف هتفت شروق
=يا دى القرف…. أروى واقفة عند الحمام..
أنتبهت ضي الى أروى ابنة عمتها زينات التى خرجت من الحمان للتو و هى ترتدى ملابس فاخرة كعادتها تحمل حقيبة ذات ماركة غالية فقد كان والدها من اغنى اغنياء الحى
هتفت فور ان اقتربت منهم و هى تتفحص ضي من الاعلى الى الاسفل
=ايه ده… ضي والله ما عرفتك…
لتكمل موجهه حديثها الى شروق
=والله برافو عليكى يا شروق انك ادتيها حاجة تلبسها من لبسك
انفجر الغضب بداخل ضي فور سماعها كلماتها المهينة تلك ضيقت عينيها عليها تحدق بها و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
بينما هتفت شروق بها بحدة مقاطعة اياها بغضب
=انا مدتش حاجة لحد… ده فستان ضي…
اطلقت أروى ضحكة ساخرة قبل ان تقول بإزدراء بينما تشير باصبعها نحو ضي
=فستانها!!! بقى عايزة تقنعينى ان ضي بنت خالى شاكر تقدر تشترى فستان من براند زى اللى هى لبساه ده…..
لوت شفتيها قائلة بتهكم وهى ترفع كتفيها
=يمكن…
همت ضي الهجوم عليها لكن اسرعت شروق الامساك بذراعها هامسة لها و هى تضرب بيدها فوق صدرها فى رجاء فقد كانت تعلم صديقتها جيداً و ما تستطيع فعله بها
=بالله عليكى لتهدى….
اكملت اروى التى كانت غافلة عن حالة ضي مخرجة من حقيبتها فستان قديم باهت اللون واضعة اياه بين يدى ضي
=والله انا برضو كنت عاملة حسابى… وكنت جيبالها فستان قديم من عندى خوفت تكون لابسة الهلاهيل اللى بتلبسهم دايماً وتفضحنا وسط الناس
رفعت ضي الفستان رفعته عالياً تتفحصه قائلة بابتسامة واسعة
=الله ده جميل اوى…..
ابتسمت أروى برضا ملتفة الى شروق تنظر اليها بتشفى لكنها اطلقت شهقة مرتفعة و قد شحب وجهها بخوف فور ان قامت ضي و دون سابق انذار بتمزيق الفستان الى نصفين ملقية اياه بوجهها هاتفة بحدة
=الفستان ده بقى يا روح امك زينات بقى تديه لأمك… تمسح به وساختكوا… جتك القرف فيكى و فى امك….
لتكمل بشراسة من بين اسنانها المطبقة و الغضب ينطلق من عينيها كشرارت
=غورى من وشى بدل ما اجيبك من شعرك و اطلعه فى ايدى نصين زى الفستان اللى فى ايدك ده بالظبط…. غورى..
هربت أروى من امامها مسرعة وهى تحمل بين ذراعيها فستانها الممزق بينما اقتربت شروق من ضي قائلة
=حقك عليا…. متزعليش نفسك… دى انسانة مريضة
هزت ضي رأسها قائلة بلامبالاة كاذبة عكس الألم الذى بداخلها
=سيبك دى بت بصورم… مش جديد عليا حركاتها….
جذبتها ضى خارج الغرفة وهى تقول محاولة تغيير مجرى الحديث
= يلا علشان تطفى الشمع…
ضحكت شروق ناكزة اياها بمرح
=ايوة مستعجلة انتى على طفى الشمع علشان حبيب القلب يطلب ايدك
ابتسمت ضي وعينيها تلتمع بالحماس و الفرح
=ايوة مستعجلة ارتحتى…. و انجزى بقى وحياة ابوكى وقولى لأمك انك عايزة تطفى الشمع دلوقتي خالينا نخلص
اومأت لها شروق وهي تبتسم محتضنة اياها بقوة قبل ان تتركها و تذهب الي والدتها كى تخبرها…
༺༻༺༻༺༺༻༻
بعد الانتهاء من طفى الشمع كان جميع العائلة والاصدقاء جالسين وقفت ضي خلف مقعد والدها و شروق بجانبها بينما أيوب يجلس فى مقعده نظر اليها مبتسماً لتبادله ابتسامته وقلبها يخفق بجنون من شدة التوتر و الحماس فى ذات الوقت فقد حانت اللحظة التى كانت تنتظرها منذ اكثر من ثلاث سنوات…
تنحنح أيوب قبل يتحدث قائلاً موجهاً حديثه للجميع…
= كنت حابب اعرفكوا انى نويت اخطب…
النهاردة طلبت ايد أروى من الحاج متولى … وهى وافقت
ذبلت ابتسامة ضي شاعرة بالبرودة تتسلل الى جسدها بينما هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها هزت رأسها وهى لا تستوعب ما قاله الأن… اقال حقاً انه طلب يد أروى اما انها تخيلت ذلك…
لتسمعه يكمل و هو ينظر اليه باعين تلتمع بقسوة و كراهية لأول مرة بحياتها تراهم بها
=و ان شاء الله الخطوبة هتكون يوم الخميس
تعالت الزغاريط من حولها بينما امسكت هى بظهر المقعد الذى امامها و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها
شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها..
تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى فى انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينة ابتزازه)