روايات

رواية سجينة ابتزازه الفصل الأول 1 بقلم هدير نور الدين

رواية سجينة ابتزازه الفصل الأول 1 بقلم هدير نور الدين

رواية سجينة ابتزازه الجزء الأول

رواية سجينة ابتزازه البارت الأول

سجينة ابتزازه
سجينة ابتزازه

رواية سجينة ابتزازه الحلقة الأولى

#المقدمة

=بس انا مش مطمن انك تبقى لوحدك فى البيت يا ضي انا قاعد قلقان….
اجابته ضي قائلة بهدوء محاول بث الطأنينة بداخله
=يا حبيبى والله ما تخاف مفيش حاجة هتحصل مش اول مرة ابات فيها لوحدى و زمان بابا جاى…
قاطعها أيوب بحدة والقلق يظهر بوضوح بصوته
=ما هو انا مش قلقانى غير ابوكى ده… زمانه سكران طينة…
شعرت بغصة فى قلبها فور سماعها كلماته تلك لكنها غمغمت بهدوء و هى تتحسر بداخلها على حال والدها
=متقلقش هايجى وهينام على طول وهو مش بيبقى قادر يفتح عينه حتى….
زفر أيوب بحدة فاركاً وجهه بغضب محاولاً إخماد القلق الذى ينهش قلبه
=عمتاً انا هفضل معاكى على التليفون لحد ما يجى واطمن انه نام..
همهمت بالموافقة قبل ان تهتف بحماس فى محاولة منها لتغيير مجرى الحديث
=عارف اشتريت ايه النهاردة لجهازى…
اجابها أيوب بخبث بصوت اجش مثير
=ايه قميص نوم احمر…
شهقت صارخة بفزع و قد اشتعل خدييها بحمرة الخجل
=ما تحترم نفسك يا أيوب فى ايه…. هو انت تفكيرك زفت دايماً كدة
انفجر ضاحكاً ضحكة رجولية رنانة جعلت ضربت قلبها تزداد بقوة فور سماعها اياها
=طيب جبتى ايه…؟؟
زفرت بحنق قبل ان تجيبه بحدة
=مش قايلالك حاجة… ويلا روح نام
غمغم قائلاً بهدوء محاولاً مراضتها
=خلاص خلاص… يا حبيبتى بهزر معاكى و الله قوليلي يا ستى جبتى ايه؟؟
اجابته فرحة و عينيها مسلطة على صندوق كرتونى كبير فوق خزانة الملابس الخاص بها
=جبت طقم حلل تيفال…
هتف قائلاً بمرح
=اوعى يا دودو…يعنى هتطبخيلى بقى و تظبطينى
اجابته ضي بخجل يتخلله الحماس
=ايوة طبعاً…..
فى ذات الوقت….
دلف شاكر الى المنزل وهو يترنح اثر سكره الشديد كانت حركاته خرقاء غير متزنة مشى بخطوات مترنحة نحو غرفته لكنه توقف امام باب غرفة ضي عند سماعه صوت ضحكتها اقترب بخطوات غير متزنة من باب الغرفة ليصل الى سمعه صوتها و هى تتحدث مع شخصاً ما
=لا انا بحبك اكتر…. بحبك اكتر من روحى واى حد فى الدنيا دى….
=بتخونينى… بتخونينى يا بنت الكلب
همس بانفس محتقنة و قد صور له عقله السكير الغائب بانها زوجته الخائنة فلم يشعر بنفسه الا وهو يتجه نحو المطبخ يجذب احدى السكاكين الحادة مقتحماً الغرفة على الضي و هو يصرخ بغضب مشتعل….
=بتخونيني يا عزيزة… بتخونيني بعد كل اللى عملته علشانك
صرخت ضي بفزع ملقية الهاتف من يدها و هي تنتفض واقفة و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهها الذى شحب كشحوب الأموات ركضت لأقصى الغرفة فور رؤيتها له يقترب منها بخطوات مترنحة نحوها و هو يحمل سكين بيده و الشر يلتمع بعينيه همست بصوت مرتجف متلعثم وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=عزيزة مين يا بابا… انا ضي… ضي بنتك
لم تصل كلماتها الى عقله المغيب و المشبع باثر الخمر فلم يكن يرى امامه سوى زوجته عزيزة اقترب منها وهو يحمل السكين صائحأً و هو اشبه ببركان ثائر
=هموتك يا عزيزة… هندمك على اليوم اللي فكرتى فيه تخونينى و تدوسى على شرفى
هجم عليها محاصراً اياه بزاوية الغرفة يرفع السكين عالياً فى محاولة منه لطعنها به
صرخت ضي بذعر و خوف وهى تحاول مقاومته تدفعه بقوة في صدره و هى تصرخ بهستيرية بانها ابنته لعله يفيق من غيبوبته تلك…
اخذت تقاومه لكنه و رغم حالته من السُكر كان اقوى منها بكثير كان يحاول طعنها بالسكين فى صدرها لكنها حاولت دفعه بعيداً لكن فشلت محاولاتها تلك و اصابتها سكينه فى الحال لتسقط غارقة بدمائها

كانت ضَي واقفة امام موقد الغاز تحرك الطعام و هى تدندن اغنية بصوت منخفض عندما جائت بجانبها عمتها ماجدة قائلة بتحذير
=خلى بالك يا ضي اول ما اللحمة تدخل فى السوا تطفى عليها اصل أيوب مبيحبش اللحمة مهرية
ابتسمت ضي فور سماعها اسم أيوب قائلة
=متخافيش يا عمتى.. انا عارفة أيوب بيحب ايه كويس…
لوت ماجدة شفتيها بامتعاض قائلة بسخرية
=كدة… طيب ياختى خالى بالك من الاكل عقبال ما اروح اصلى العصر…
لتكمل و هى تخرج من صدر عبائتها مبلغ من المال و تضعه بيد ضي
=امسكى دول…
نزعت ضي يدها بحدة متراجعة للخلف برفض و قد شعرت بحالة من الاختناق فور ادراكها ما تفعله عمتها
=لا يا عمتى… انا مش هاخد حاجة
امسكت ماجدة بيدها واضعة المال بها قائلة بتهكم
=امسكى يا بت انتى عايزة ابوكى يفتح زوره علينا… بقى تيجى تساعدينى فى البيت و متاخديش حاجة…
احتقن وجه ضي بالدم شاعرة برغبة بالبكاء فبالفعل والدها اذا لم تأتى له بالمال فسوف يقوم بتعنيفها.. فهو من يجبرها على ان تأتى الى هنا لمساعدة شقيقته باعمال المنزل حتى يحصل على المال منها و يستطيع شراء الخمر الذى اصبح مدمناً عليه
تراجعت ضي للخلف و هى تهز رأسها قائلة برفض
=ابقى ادهومله انتى يا عمتى… انا مش هاخد حاجة..
نظرت اليها ماجدة بامتعاض قائلة بحدة و هى تعيد وضع المال داخل صدرها
=كدة… ماشى ياختى هبقى ادهومله انا…
لتكمل و هى تخرج من المطبخ
=هروح اصلى العصر و اكلم عمتك زينات اشوفها كانت عايزانى فى اية..
اومأت ضي رأسها و قد تغضن وجهها بالغضب و النفور فور ذكرها لاسم عمتها زينات…
تنهدت براحة فور خروج ماجدة من المطبخ واخذت تغنى بصوت منخفض باستمتاع و هى تدير الطعام بالطنجرة وابتسامة مرتسمة على شفتيها و هى تتخيل بانها بمنزلها الخاص تطبخ الطعام لأيوب بعد زواجهم..
لكنها انتفضت فى مكانها فازعة و هى تطلق شهقة مرتفعة فور ان شعرت بيد تلمسها من الخلف..
استدارت تنظر خلفها ليشرق وجهها بابتسامة مشرقة فور رؤيتها لأيوب الذى كان يقف خلفها بوجه متجهم قائلاً بحدة
=بتعملى ايه هنا يا ضى…
ليكمل بحدة و هو يقبض على ذراعها بقوة مبعداً اياها عن موقد الغاز
=انا مش قايلك 100 مرة متجيش هنا الا و انتى ضيفة…
اجابته بتلعثم و هى تحاول تهدئته حتى لا يصل صوته الى زوجة والده بالخارج
=وطى صوتك يا أيوب… مرات ابوك هتسمع… بعدين ابويا اللى غصب عليا اجى اساعدها..
قاطعها بحدة و غضب و النيران تشتعل بعينيه
=انتى مش خدامة علشان تيجى و تساعديها… مرات ابويا تروح تجيبلها واحدة تانية تساعدها… و عم شاكر انا هتكلم معاه لانه زودها و اللى بيعمله ده ميصحش
امسكت ضي بيده قائلة برجاء و خوف
=لا… بالله عليك يا أيوب ما تكلمه فى حاجة هيشك ان فى حاجة بنا… انت عايزه يموتنى…
زفر أيوب بحدة فاركاً وحهه بضيق
=يبقى انا هفاتحه فى موضوعنا… و لما تبقى خطيبتى محدش هيقدر يمشى كلمة عليكى
اشرق وجهها بابتسامة فرحة فور سماعها كلماته تلك ضاربة كتفها بكتفه قائلة بدلال..
=بجد هتكلمه…
ارتسمت ابتسامة على وجهه و قد اختفى غضبه متأملاً اياها بشغف
=شهرين بالظبط و تبقى مراتى حلالى… يا ضي قلبى..
اتسعت ابتسامتها اكثر فى فرح و قد ازدادت ضربات قلبها بجنون فور تصورها ذلك لكن ذبلت ابتسامتها مقضبة حاجبيها قائلة بقلق
=بس عمتى و ابوك…اكيد مش هيوافقوا. وهيعملوا مشكلة…
قاطعها بصرامة و حدة
=يعملوا اللى يعملوه.. محدش له حاجة عندى…
ليكمل وهو يحيط خصرها بيده جاذباً اياها نحوه لتصطدم بصدره
=انا شاريكى و لو مين وقف قدامى يمين بالله ما يفرق معايا….
انحنى على اذنها هامساً بشغف
=بحبك يا شعنونتى… و عندى استعداد اقف قصاد اي حد علشان عيونك
انهى جملته و هو يخفض رأسه مقرباً شفتيه من شفتيها وعينيه مسلطة عليها بشغف لكنها وضعت راحة يدها فوق فمه دافعه اياه بصدره بيدها الاخرى بعيداً متخذة عدة خطوات للخلف جاعلة بينهم مساحة جيدة قائلة باضطراب وحدة
=احترم نفسك يا أيوب فى ايه..
رفع يديه عالياً قائلاً ببراءة كاذبة
=ما انا محترم اهو و انا عملت حاجة….
زجرته ضي بحدة قائلة بتهكم
=لا والله هتستعبط
اقترب منها مرة اخرى قائلاً برجاء
=طيب اعتبرينى بستعبط و ادينى حتى بوسة صغيرة
احمر وجهها بشدة لكنها رفعت حاجبها قائلة بحدة و هى تحاول الا تظهر له مدى تأثرها
=انت هتحترم نفسك…
لتكمل بصرامة ضربة كتفه بقبضتها بقوة
=ولا اصوت و الم البيت عليك… انت عارفنى مجنونة و ممكن اعملك فضيحة و لا يهمنى…..
انفجر أيوب ضاحكاً ممسكاً بيدها محاولاً تقبليها فوق راحتها
=عارف انك مجنونة و شعنونة..و تعمليها عادى…
جذبت يدها بعيداً فى رفض قبل ان تلمسها شفتيه مرمقة اياه بحدة قائلة بغضب و امتعاض
= احترم نفسك بقى قولتلك… بعدين ما تبطل كلمة شعنونة اللى على طول بتقولهالى دى… فى واحد بيحب واحدة يقولها كدة… ده بدل ما تدلعنى باسم حلو كدة
ابتسم قائلاً بمرح محاولاً إغاظتها اكثر و اشعال غضبها
=طيب اعمل ايه ما انتى اللى مجنونة و شعنونة و مطلعة عينى معاكى…كل يوم الاقيكى ماسكة فى خناق ست من ستات الحارة
زجرته ضي بغضب و حدة لكن انحبست انفاسها عندما قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير
=بس على قلبى زى العسل…شعنونة قلبى…اضربى و كسرى اللى يعجبك و انا اصلح و اجبس وراكى
اخفضت رأسها وقد اصبح وجهها مثل الجمر من شدة الخجل مما جعل قلبه دقاته تزداد بعنف و هو يراها على حالتها الرائعة تلك فقد كان يعشقها منذ ان كان بالثامنة عشر من عمره فعيناه لم ترى سواها منذ ذلك الحين…
تنحنحت ضى رافعة رأسها و هى تحاول استجماع نفسها قائلة بارتباك و هى تدرك ان معه كل الحق فهى تتشاجر كثيراً مع نساء الحى و تقوم بضربهم لكنهم من بدئوا الأمر عندما اخذوا يسخرون و يتهكمون عليها مذكرين اياها بان والدتها هربت والدها مع عشيقها تاركة اياها طفلة رضيعة مما جعلها تتشاجر معهم و تضربهم ضرباً مبرحاً لكن و مع مرور الوقت اصبحت نساء الحارة تهابها و تخافها لذا لم يذكروا امر والدتها هذا مرة اخرى لكن هذا لم يمنعها من التشاجر معاهم و لو على اتفه الاشياء و عندما تضرب اياهم يأتوا الى أيوب يشتكوا اليه اعمالها لكنه يقف بصفها دائماً
=يعنى انا بتخانق معاهم لله فى لله كدة… ما هما اللى ستات قليلة الادب وبيقعدوا يجرجروا فيا يستاهلوا كسر رقبتهم …
اومأ أيوب قائلاً بموافقة
=ايوة يستاهلوا كسر رقبتهم….
ليكمل وهو يمسك بيدها بين يديه
=حبيبى يعمل اللى على كيفه.. و اللى يضايقك منهم طلعى عين اللى جابوه و ميهمكيش انا وراكى….
امسكت بيده بين يديها قائلة بصوت اجش ممتلئ بالعاطفة
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبى و ميحرمنيش منك ابداً
ضغط أيوب على يدها برفق قائلاً بحنان
=ويخاليكى ليا يا شعنونة قلبى
ليكمل سريعاً وهو يضحك عندما رأى الغضب يلتمع بعينيها فور نطقه لكلمة شعنونة تلك مخرجاً مبلغ من المال من جيبه و وضعه بيدها قائلاً
=امسكى يا حبيبتى مصروف الشهر بتاعك…
سحبت ضي يدها بعيداً رافضة اخذ المال قائلة برفض
=لا علشان خاطرى يا أيوب .. انا مش عايزة حاجة..
امسك بيدها واضعاً المال براحتها قائلاً باصرار و صرامة
=امسكى يا ضي… انا قولتلك انك مسئولة منى.. بعدين انا عارف ان عم صلاح مبيدكيش مصروف و فلوس شغلك كلها بياخدها علشان يصرفه على القرف اللى بيشربه..
اخذت منه المال و هى تشعر بالخجل و الحرج مما جعله يحيط وجهها بيديه و هو ينظر اليها باعين تلتمع بالحنان
=مكسوفة من ايه يا حبيبتى مش احنا الاتنين واحد…
هزت رأسها ببطئ و عينيها مسلطة بعينيه
=يبقى فلوسى فلوسك..
ضغطت ضي على يده بقوة وضربات قلبها تعصف بجنون لا تدرى ما تقول له فقد كان يغرقها دائماً بحنانه وكرمه
اخرج أيوب هاتفه من جيب بنطاله قائلاً و هو يحاول تغيير الموضوع و تشتيها عن أمر المال
=صحيح كنت هنسى..
ليكمل و هو يفتح الهاتف على صفحة مليئة بالالوان
=كنت عايز اخد رأيك فى لون اوضة الصالون علشان الصنايعية هيشتغلوا فيها بكرة عايزة لون ايه يا حبيبتى؟؟
اجابته و عينيها مسلطة بقلق نحو باب المطبخ..
=طيب خليها بعدين… عمتى زمانها خلصت صلاة و زمانها جاية..و لو شافتنا هتعمل مشكلة….
قاطعها أيوب بحدة و هو يدفع الهاتف بين يديها
=تعمل اللى تعمله مالهاش حاجة عندنا اها هى اللى ربتنى و بعتبرها امى التانية بس لا هى ولا غيرها له يقولى اعمل ايه ومعملش ايه بعدين الكل عارف انى بحبك و مفيش قشاية فى الشقة اتعملت الا وانتى مختاراها بنفسك…
ابتسمت له وعينيها تلتمع بشغفها به قبل ان تبدأ بتفحص الهاتف و تبدأ باختيار الالوان المناسبة لغرفة الصالون..
فى ذلك الوقت…
وقفت ماجدة بباب المطبخ بجسد متصلب وعينيان يشتعل بهما غضب عاصف فور رؤيتها لأيوب يقف بالقرب من ضي يريها شيئاً على هاتفه و هم يتبادلان النظرات و الضحك سوياً مما جعل الغضب يحترق بداخلها كبركان فقد كانت دائماً تشك بان بينهم شيئاً ما لكنها الان تأكدت ظنونها مما جعلها ترغب بالهجوم عليها و خنقها بيديها…
خرجت من افكارها تلك هاتفة بنبرة جافة بينما تكمل طريقها لداخل المطبخ
=خير بتعملوا ايه…؟؟
اجابها أيوب بهدوء و هو يستدير نحوها
=مفيش ضي بتختار لون اوضة الصالون… علشان الرجالة هاتيجى تشتغل فيها بكرة…
زجرته بغضب مزمجرة بقسوة من بين اسنانها المطبقة
=و دخل ضي ايه ان شاء الله … علشان تختار …
شعرت ضي بالارتباك و اخذت تتلملم بمكانها بحرج بينما احاط أيوب كتفها بيده قائلاً بحدة و صرامة
=علشان الشقة دى هتبقى شقتها قريب و مين غيرها هيختار الألوان و العفش غيرها…
ازداد احتقان وجه ماجدة و هى تستمع الى كلماته تلك و قد اخذت عروق عنقها تتنافر بعنف هامسة من بين اسنانها بغضب
=بقى..كدة…..
هم أيوب الرد عليها لكن قاطعه رنين هاتفه مما جعله يبتعد عدة خطوات عنهم و يجيب على الهاتف انتهزت ماجدة الفرصة واقتربت من ضي تهمس بفحيح لاذع بالقرب من اذنها
=ده بعينك يا بنت عزيزة..
لتكمل بنبرة يملئها القسوة و النفور
= صحيح حرباية زى امك….
شحب وجه ضي فور سماعها كلماتها القاسية تلك و قد فرت الدماء من جسدها و مادت الارض تحت قدميها
ابتعدت عنها متجهه نحو الباب قائلة بصوت مختنق لأيوب الذى كان لايزال يتحدث بالهاتف
=انا… انا همشى بقى…..
عقد أيوب حاجبيه قائلاً و هو يبعد الهاتف عن اذنه
=استنى يا ضي لسه مستقرناش على اللون اللى عجبك
اجابته بصوت مختنق بينما تحاول الا تظهر له شئ
=بكرة يا أيوب
ثم اكملت طريقها للخارج لكن اوقفها صوت ماجدة التى هتفت من خلفها بصوت يملئه السخرية
=صحيح استنى يا بت يا ضى…ما اجبلك بواقى الاكل بتاعنا تتعشوا بيه…
اهتز جسد ضي بعنف شاعرة بألم حاد يمزق صدرها بينما صدح بالارجاء صوت أيوب يهتف بشراسة بزوجة والده
=ايه اللى بتقوليه ده… ما تحاسبى على كلامك ياما…
هزت ماجدة كتفيها قائلة ببرود
=وانا عملت ايه يا بنى مش بدل ما يترمى الاكل ده حرام…. اهو تاخده و ياكلوه… هى يعنى اول مرة
التفت اليها ضى قائلة بقسوة و قد بدأت تفقد تحكمها على اعصابها …
=ما بناكلش بواقى حد يا عمتى …
لتكمل و عينيها تلتمع بالنيران و القسوة
=لو خايفة اوى يترمى كليه انتى… ما انتى كنت متعودة زمان تاكلى الاكل البايت بالاسبوع و التلاتة كمان ولا ايام العز نستك ايام ابوكى الله يرحمه كان اشطر واحد يلمع الجزم
انهت جملتها تلك وهى تصنع بيدها حركات تشير الى ان والدها كان يقوم يقوم بمسح وتلميع الاحذية
انفجرت ماجدة بصوت عاصف
و كامل جسدها ينتفض من شدة الغضب
=اها يا ام لسان طويل….. يا زبالة ما صحيح طالعة لامك سافـ…..
=اما…..كفاية
قاطعها أيوب الذى كان هناك تهديد مشؤوم في الهدير العاصف الذى صدر منه مما جعلها تصمت على الفور لكن نظراتها المشتعلة بالغضب العاصف مسلطة على تلك الواقفة امامها بوجه محمر محتقن بالغضب تبادلها النظرات العاصفة
قبض أيوب على ذراع ضي دافعاً اياها امامه لخارج المطبخ و هو يتمتم بغضب
=و انتى اتنيلى قدامى….
حاولت التحرر و الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته عليها دافعاً اياها للخارج معه حتى اصبحوا بالمدخل الخارجى للمنزل نفضت ذراعها من قبضته هاتفة بغضب
=سيب ايدى فى ايه…
لتكمل بقسوة و هى تضرب بيدها فوق صدره
=طبعا ما ستحملتش انى ارد على مرات ابوك… و عايز تسمعنى كلمتين مش كدة….
اردفت بانفعال دون توقف
=اها ما انا الحيطة الواطية بتاعتكوا كله يلطش فيها و يديها بالجزمة.. ما انا بنت شاكر الخمورجى و عزيزة اللى هربت من جوزها…..
زمجر من بين اسنانه بغضب مقاطعاً اياها و هو يحكم قبضتيه فوق كتفها يعتصرها بقسوة
=تعرفى تكتمى خالص و مسمعش ليكى صوت….
دفعت يديه بعيداً بحدة و هى تصرخ بغضب
=لا مش هتكتم يا أيوب….
لتكمل هامسة بصوت مرتجف و اعين تلتمع بالدموع و قد اختفى اعصار غضبها ليحل محله شعور بالإنكسار و الألم
=مش كل شوية تقللوا منى… وانا اسكت و اكتم فى قلبى لحد ما فى يوم هطق و هموت بسببكوا…
اختفى غضب أيوب فور رؤيته لدموعها و سماعه كلماتها المنكسرة تلك اطلق زفرة غضب قبل ان يحيط و جهها بيديه قائلا بصوت منخفض
=بعيد الشر عنك يا حبيبتى… و ماعاش ولا كان اللى يقلل منك يا ضي… هى متقصدش
ليكمل و هو يحتضن يدها بين يده واضعاً اياها فوق صدره موضع قلبه
=بعدين تقلل منك ازاى.. ده انتى ست البنات كلهم….
همست بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها
=بس عمتى و عيلتنا كلها مش شايفة كدة… شيفنى ضى بنت شاكر اللى على طول معمى من الزفت اللى بيشربه ليل نهار و بنت عزيزة اللى هربت مع عشيقها و سابت بنتها و جوزها
قاطعها على الفور وهو يمسح دموعها بابهامه محاولاً تهدئتها
=بطلى هبل و بلاش الكلام ده يا ضي..
انتى ست البنات كلهم غصب عن اى حد فيهم…
ليكمل وهو ينظر اليها بحنان محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً
=بكرة تبقى مراتى… و محدش فيهم هيقدر يرفع عينه فيكى
اشرق وجهها فور سماعها كلماته تلك هامسة بصوت حالم…
=امتى بقى يا أيوب.. ياما نفسى اغمض عين وافتحها والاقينى بقيت مراتك و معاك
فى بيت واحد…
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش محاولاً اغاظتها
=مش اكتر منى…. طيب انتى عارفة ايه اللي هعمله اول ما تبقى مراتى و يتقفل علينا باب واحد..
دفعته بعيداً هامسة بحياء و صوت مرتعش
=احترم نفسك يا أيوب… بلاش قلة ادب
هز كتفيه قائلاً بتعجب مدعياً البراءة
=قلة ادب…!!! فى ايه يا بت مالك انا كنت هقولك هصلى ركعتين شكر لله…
ليصمت عدة لحظات و هو يتأمل وجهها المشتعل بالحمرة قبل ان يغمغم و كأنه استوعب افكارها اخيراً
=ايه ده… يخربيت عقلك انتى كان فكرك انى هقول حاجة قليلة الادب…..
ليكمل و هو يضرب يديه ببعضها البعض قائلاً بحزن و أسف
=هو انتى يا بنت الحلال دايماً تفكيرك زفت عنى كده…
قاطعته و هى تشعر بالحرج و الخوف من انها قد احزنته لاعنة نفسها لأسائتها التفكير به
=لا والله يا أيوب… انا مقصدش حقك عليا بالله عليك ما تزعل منى…
زفر بغضب مخفضاً رأسه بحزن مما جعلها تقترب منه ممسكة بذراعه تسترجى اياه
=خلاص يا حبيبى و الله فهمت غلط
لكنها اطلقت صرخة منخفضة عندما فاجئها و قام بعقد ذراعه حول خصرها جاذباً اياها نحوه مقرباً شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش
=لا فهمتى صح… بس انا بحب اشتغلك..
دفعته بصدره هاتفة بصوت مرتجف و قد احتقن وجهها بجمرة الخجل
=اقسم بالله انت سافل يا أيوب .. و انا غلطانة انى بصدقك زى الهبلة كل مرة وافضل اصالح فيك
=عندك حق انا سافل… بس بحبك و مجنون بيكى..
قاطعها ضاحكاً و هو يحاول جذبها نحوه مرة اخرى لكنها دفعت يديه بعيداً هاربة منه نحو مخرج المنزل الخارجى هاتفة و هى تنطلق
=طيب ما انا كمان بحبك و بموت فيك…
حاول اللحاق بها لكنها انطلقت خارجة الى الشارع الخارجى تلاحقها ضحكاتها المشاغبة مما جعله يتوقف مكانه يتأمل اثرها وعلى وجهه ابتسامة مشرقة بالحب و الشغف
༺༻༺༻༺༺༻༻
اتجهت ضي الى منزلها الذى كان يقابل مباشرة منزل الحاج فهيم والد أيوب لكن كان الاختلاف بين المنزلين كبيراً فقد كان منزل الحاج فيهم العميرى كبيراً و فخماً يظهر عليه الثراء بينما منزل والدها والذى هو بالاساس كان منزل جديها اى منزل العائلة رث يظهر عليه الفقر..
دلفت الى المنزل الابتسامة لازالت على وجهها لكنها اختفت فور ان سمعت صوت والدها يأتى من خلفها قائلاً بصوته السكير
=انتى شرفتى… ايه اللى انتى هببتيه ده يا بت مع عمتك ……
استدارت نحو والدها لتجده جالساً على الإريكة التى بنهاية ردهة المنزل و كعادته كان بجانبه زجاجة من الخمر منتهى نصفها
=هى لحقت تبلغك….
انهت جملتها متراجعة للخلف و قد انتفض جسدها بالخوف فور ان رأت والدها يتقدم نحوها و هو يهتف بشراسة فقد كانت تعلم انه ليس بوعيه الان و عندما يكون سكيراً يصبح شخصاً مختلفاً تماماً
=تبلغنى بايه يا بنت الكلب…. بتقلى ادبك عليها ليه… انتى دايما بلسانين و بتجرجرى مع الناس
هزت رأسها قائلة بصوت مرتجف يملئه الخوف و هى لازالت تتراجع الى الخلف فى خوف
=ابداً والله ما حصل…
صاح بغضب عارم بينما يقبض علي معصمها بقسوة جاذباً اياها نحوه ينظر اليها بعينين تلتمع بالوحشية مما جعلها ترتجف من شدة الخوف فدائماً ما كانت تخاف منه وتهابه كثيراً عندما يكون بحالته تلك من السكر لكن عندما يكون فى حالته و ذلك قليلاً جداً يكون شخص حنون و هادئ عكس الان تماماً
=اومال ايه اللى حصل….؟!
بللت شفتيها بطرف لسانها بتوتر بينما تهمس مجيبه اياه بصوت يمتلئ بالذعر
=ابداً…كانت عايزانى اخد بواقى اكلهم و انا رفضت
هتف بقسوة بينما قبضته تزداد قسوة حول معصمها مما جعلها تصرخ متألمة
=و ترفضى ليه….. خير وجايلنا ترفضيه ليه يا وش الفقر….
قاطعته بانفعال وغضب متناسية خوفها منه
=ده مش خير ده ذل.. و من امتي عمتى ماجدة بتحب الخير كدة
=طبعا بتحب الخير… و خيرها عليكى وعلى اللى خلفك كمان يا بنت شاكر
قاطعتها شقيقة والدها الصغرى زينات مما جعل ضي تتفاجئ من وجودها فنادراً ما كانت تأتى لزيارتهم
وقفت زينات تزجرها بنظرات ممتلئة بالامتعاض و الكره كعادتها مما جعل ضي تهتف بغضب و حدة بها
=خيرها عليكى انتى يمكن .. لكن مش عليا
التفت زينات الى شقيقها قائلة بانفعال و غضب
=شايف… شايف بنتك و قلة ادبها شغالة تقل فى ادبها علينا… مرة عمتها الكبيرة و دلوقتى انا….. بعديت انا مش محتاجة خير حد يا حبيبتى ده انا مرات الحاج متولى الأتربى اكبر تاجر خضار فى مصر….
لتكمل بخبث وهى تعلم نتيجة كلماتها تلك و تأثيرها السلبى على شقيقها
= بس صحيح هستنى ايه من بنت عزيزة الفا..جرة اللى طفشت من جوزها مع عشيقها
صرخت ضي بغضب مقاطعة اياها و قد اشتعلت النيران بعروقها فور سماعها كلماتها تلك
=احترمى نفسك و متجبيش سيرة امى على لسانك.. فاهمة
انهت جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما قام والدها بصفعها بقسوة علي خدها مما جعل رأسها يرتد الي الخلف بقوة
=اقفلي بوقك بدل ما اموتك بايديا……
ليكمل وهو يمسك بذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوة مما جعلها تصرخ متألمة بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته القاسية تلك صاح بها من بين اسنانه المطبقة
=محدش مالى عينك.يا بنت الكل.ب. شغالة قلة ادب فى الكبير و الصغير….
تروحى دلوقتى لعمتك ماجدة دلوقتى وتحبى على ايدها و تعتذريلها
هتفت وهي تحاول جذب ذراعها من بين قبضته القاسية وقد بدأت في البكاء بهسترية شاعره بألم حاد يضرب ذراعها التي بين قبضته
=قسماً بالله ما هيحصل…. انا مش هذل نفسى علشان اختك و جوزها يرضوا عنك و و يديكوا فلوس تجيب الزفت اللى بتشربه كل يوم
صاح شاكر بصوت عاصف و قد جن جنونه عند سماعه كلماتها تلك ممسكاً بشعرها يجذبه منه بينما جسده يترنح للخلف بعدم اتزان و سكر واضح
اندفعت نحوهم زوجة والدها أمل التى وصلت للمنزل للتو محاولة تخليصها من قبضته محاولة تهدئته
=صلى على النبى يا ابو ضي و سيب البت البت هتخلص فى ايدك حرام عليك… سيبها انت مش فى وعيك
=سيبيه يربيها و يعلمها الادب… بدل ما هى محدش مالى عينها كده
قاطعتها ببرود زينات الجالسة على الاريكة واضعة قدماً فوق الاخرى تشاهد ما يحدث بنظرات ممتلئة بالتشفى و الرضا
زجرتها أمل بنظرة ممتلئة بالغضب قبل ان تلتف الى زوجها قائلة بصوت منخفض محاولة تهدئته وتحرير ضي من بين قبضته
=اهدى يا شاكر… دى ضي يا راجل اول فرحتك فى الدنيا…
التمع الادراك قليلاً بعينه قبل ان يتركها متراجعاً للخلف متناولاً زجاجة الخمر يرفعها الى فمه متناولاً محتوياتها بشراهة قبل ان يسقط منهاراً على الإريكة مما جعل ضى تستغل الفرصة و تهرب الى غرفتها تحتمى بها
༺༻༺༻༺༺༻༻
فى صباح اليوم التالى….
كانت ضي نائمة بغرفتها عندما شعرت بيد تهزها برفق فتحت عينيها ببطئ و النعاس لايزال يتغلب عليها لكنها انتفضت جالسة متراجعة للخلف بخوف و ذعر عندما رأت والدها جالساً على طرف فراشها
=اهدى يا ضي… اهدى يا بنتى
غمغم شاكر محاولاً تهدئتها عندما رأى حالة الذعر التى عليها…
ليكمل مقترباً منها ليصبح جالساً بجانبها جاذباً اياها يحتضنها بين ذراعيه مغمغم بصوت مختنق
=حقك عليا يا نور عين ابوكى…
ليكمل وهو يربت فوق ظهرها بحنان غافلاً عن حالة الصدمة التى عليها ضي الأن
=لما أمل حكتلى على اللى عملته فيكى امبارح مكنتش مصدق ….بس اعمل ايه انا مش ببقى فى وعى و انا شارب الزفت ده….
ابتعدت عنه ضي قائلة برجاء وهى تمسك بذراعه
=طيب ما تبطله يا بابا… بطله علشان خاطرى و خاطر اخواتى….
اخفض رأسه هامساً بصوت منكسر يملئه الالم
=ياريت كان بايدى يا بنتى… بس انا لو بطلته اموت….
ليكمل و عينيه تلتمع بالدموع
=لو فضلت صاحى و فى وعي و مسلم نفسى لعقلى والافكار والذكريات اللى جوايا اخرتها هموت نفسى
قاطعته ضي بصوت يملئه الذعر و اللهفة
=بعيد الشر عنك يا بابا متقولش كدة
هز شاكر رأسه وعينيه ممتلئة بالدموع قائلاً بصوت مرتجف
=انا مطلعتش من الدنيا الا بيكى و باخواتك الصغيرين…علشان كدة مش عايزك تزعلى منى لما اكون فى حالتى دى ادخلى اوضتك و تجنبنى حاولى متتعامليش معايا خالص… انا مش عايز أأذيكى…
صمت قليلاً ثم احتضنها مقبلاً اعلى رأسها
بحنان
=يلا يا حبيبتى قومى افطرى مع اخواتك قبل ما تروحى شغلك
اومأت برأسها مشاهدة اياه و هو يغادر الغرفة بهدوء قبل ان ترتمى فوق الفراش مرة اخرى دافنة وجهها بوسادتها شاعرة بغصة بقلبها و هى تفكر لما لا يظل والدها دائماً بحالته الهادئة الوديعة تلك فعندما لا يشرب الخمر يصبح أحن شخص قد تقابله فى حياتك على عكس حالته عندما يشرب ذلك يتحول الى شخص عدوانى عنيف… لكنها تعلم السبب فى حالته تلك فمنذ هروب والدتها مع عشيقها و هو اصبح مدمن علة الكحول يحاول ان ينسى والدتها التى كان يعشقها حد الجنون اخذ يشرب كل ليلة محاولاً ان ينساها و يهرب من نظرات و كلمات اللاذعة و الشماتة التى كانت تلاحقه حتى اصبح مدمناً على هذا المشروب السام الذى يحوله الى نسخة سيئة منه.
خرجت ضي من المنزل متجهه الى عملها لكنها توقفت عندما رأت أيوب يقف امام المنزل بجانب سيارته مما جعلها تندهش فهو يذهب الى عمله دائماً بوقت مبكر و الساعة الأن العاشرة اتجهت اليه قائلة بابتسامة
=صباح الخير يا حبيبى…
اجابها أيوب بوجه متجهم
=صباح النور ..
اقتربت منه حتى اصبحت تقف امامه قائلة بقلق
=فى حاجة ولا ايه.. مروحتش الشغل ليه لحد دلوقتى؟؟؟
اجابها وعينيه تمرر على وجهها يتفحصها بقلق
=كنت مستنيكى… علشان اطمن عليكى انتى قافلة تليفونك من امبارح ليه…؟؟؟
اجابته بهدوء كاذب حتى لا يعلم ما حدث بالامس من والدها وضربه لها و هو فى حالة سكره المعتادة
=اصله فصل شحن و انا اول ما روحت من عندكوا نمت على طول…
قاطعها بغضب و حدة
= متتكررش تانى يا ضي موبيلك تشحنيه على طول انتى عارفة انى مبعرفش انام ولا بتغمضلى عين الا لما اتصل بيكى و اطمن انك بخير…
ليكمل و هو يفرك وجهه بعصبية
=انتى عارفة وجودك مع ابوكى اللى كل يوم بيبقى سكران طينة ده بيبقى مخلينى هتجنن ببقى عايز اطمن عليكى…
هزت رأسها قائلة بلهفة محاولة تطمئنته
=حاضر والله مش هتكرر….
وقف ينظر اليها بصمت عدة لحظات وعينيه تنطلق منها شرارت الغضب فور ملاحظته لما ترتديه
=انا مش قولت البنطلون ده ضيق عليكى و ميتلبسش تانى…
اخفضت نظرها الى بنطالها قائلة بتلعثم
وهى تحاول جذب بلوزتها
=ما البلوزة طويلة يا ايوب و مداريه كل حاجة……
قاطعها بحدة و صرامة مشيراً نحو باب منزلها
=روحى غيريه…..
ليكمل بغضب عندما وجدها لازالت واقفة تنظر اليه محاولة جعله يتراجع عن قراره
=هتتحركى تغيريه ولا قسماً بالله يا ضي مافى شغل خالص….
تأففت ضي بغضب ضاربة بقدمها الارض هاتفة بحدة
=خلاص… خلاص هتنيل ادخل اغيره….
فى ذات الوقت مرت امرأة امامهم تزجرهم بنظرات رافضة مما جن جنون ضي التى هتفت بها بغضب و حدة
=بتبصى على ايه يا وليه… ما تبصى قدامك
جتك ستين نيلة فى شكلك العكر….
وقفت المرأة امامها هاتفة بها بحدة
=جرى ايه يا بنت عزيزة… هو حد كان داسلك على طرف
اندفعت نحوها ضي تهم ضربها وهي تزمجر قائلة بشراسة فور سماعها تذكر اسم والدتها فهى تعلم مقصدها تماماً
=داسك قطر رايح جاى يا وليه يا حيزبونة طيب و ربنا لأجيبك من شعرك……..
اسرع أيوب بالامساك بها يمنعها من الهجوم على المرأة هاتفاً بقسوة و شراسة بالمرأة الاخرى
=اتكلى على الله… يا ام سعيد و اصطبحى وقولى يا صبح احسنلك
غمغمت ام سعيد بصوت مرتجف وخوف فور سماعها تهديده هذا
=و انا عملت حاجة يا ايوب باشا.. هى اللى دايماً ماشية تجر فى شكل خلق الله
قاطعتها ضي وهى تحاول دفع بعيداً يد أيوب التى تمسك بها
=ليه ياختى شيفانى ماشية بشد فى شعرى ولا بشد فى شعرى… انتوا اللى ستات لتاتة و عايزين الحر.ق…
همت المرأة بالرد عليها لكن هتف بها أيوب بغضب عاصف
=امشى شوفى انتى راحة فين يلا….
اسرعت المرأة باكمال طريقها وهى تهمهم بكلمات غاضبة مما جعل ضي تهتف بغضب من خلفها
=برطمى… برطمى ما انتوا مش فالحين غير فى قلة الادب و الكلام فى اعراض الناس
شدد أيوب يده حول ذراعها قائلاً بتحذير
=خلاص لمى نفسك بقى احنا فى الشارع…
عقدت ذراعيها فوق صدرها قائلة
=هدخل اغير هدومى و هركب مواصلة من على اول الشارع… مش عايزاك توصلنى انا مش ناقصة حد يجيب سيرتى….
قاطعها بحدة و غضب و عينيه تلتمع بالشراسة
=ما عاش ولا كان اللى يجيب سيرتك ده انا اقطع لسانهم نفر نفر…..
ليكمل و هو يهز رأسه قائلاً بهدوء كما لو يحدث نفسه
=بس عندك حق… معتش ينفع نأجل الموضوع اكتر من كدة.. اخر الاسبوع ده هطلبك من ابوكى
اشرق وجهها فور سماعها ذلك قائلة بحماس وعينيها تلتمع بالفرح و السعادة
=بجد يا ايوب….؟؟؟
اومأ قائلا بابتسامة و هو يشاهد حماسها هذا
=ايوة بجد… فى عيد ميلاد اختى شروق هطلبك من عم شاكر …
اخذت ضي تقفز فى مكانها و هى تصفق بيديها بفرح لكنه امسك بذراعها محاولاً تثبيتها بمكانها قائلاً بنبرة حادة صارمة
=اثبتى و بطلى هبل… احنا فى الشارع و فى رجاله واقفة… اظبطى كده
هزت رأسها قائلة بحماس و عينيها لازللت تلتمع بالفرح والسعادة
=هروح اغير هدومى و اطلع على الشغل علشان اتأخرت… المحل زمانه مقفول
انهت جملتها مبتعدة لكنه امسك بيدها يمنعها من الابتعاد قائلاً
=اعملى حسابك.. اول ما هطلب ايدك مفيش شغل فى المحل ده تانى انا وافقت بس علشان انتي قولتى ان ابوكى ضاغط عليكى علشان تشتغلى….
اومأت برأسها قائلة بفرح
=انا اصلا مش عايزة اشتغل… و ما هصدق هو انا غاوية بهدلة يعني
لتكمل و هى تسرع مبتعدة عنه
=معلش يا أيوب…هدخل اغير بسرعة علشان اتأخرت
راقبها أيوب وهى تبتعد ظل واقفاً حتي اختفت داخل منزلها قبل ان يصعد الي سيارته و ينطلق بها بعيداً…
༺༻༺༻༺༺༻༻
ذهب أيوب الى وكالة الخشب الخاصة بوالده فقد كان فى البداية اليد اليمنى لوالده
فى العمل لكن والده قرر ترك إدارة الوكالة واثقاً به و بزكاءه فقد كان يكن له معزة و محبه خاصة دوناً عن باقى اولاده و كان الحميع يعلم ذلك….
استمر أيوب فى إدارة العمل بشكل جيد و اصبحت الوكالة تربح اضعاف مضاعفة مما كانت تحت إدارة والده مما جعله فخورآ به ..
كان كل شئ فى العمل و الوكالة يسير بشكل جيد لكن اختلف كل شئ منذ فترة قصيرة عندما تم فتح وكالة خشب اخرى امام وكالته و كان صاحبها والذى كان يدعى صلاح الوكيل يحاول دائما سرقة المناقصات منه… حتي العمال لم يسلموا منه حاول اغرائهم بمرتبات اكبر بكثير حتى يتركوا وكالة الحاج فهيم و يأتون للعمل لديه لكن رفض العمال… متمسكين بوكالتهم…
و لم يكتفى هذا المدعو صلاح بذلك فقد كان يحاول مؤخراً سرقة التجار الذين يتعاملون مع الوكالة مما زاد جنون أيوب…
وصل أيوب اخيراً الى الوكالة ليجد سيارة صلاح الوكيل تقف مكان سيارته مما جعل الغضب ينفجر بعروق أيوب الذى خرج من سيارته صائحاً بغضب باحدى رجال امن وكالته
=ايه جاب المخروبة دى هنا….؟؟
اجابه رجل الأمن بصوت مرتبك و قد شحب وجهه
=والله يا أيوب باشا انا دخلت الحمام خرجت لقيتها هنا… روحت لصلاح بيه علشان يشيلها طردني وقال اعلى ما فى خيلك انت واللى مشغلك اركبوه….
اشتعل الغضب كبركان ثائر بداخل أيوب فور سماعه ذلك اومأ برأسه قائلا و هو يجز على اسنانه بقسوة
=بقى كدة…. طيب وحياة امه لأوريه اعلى خيلى عامل ازاى
انهى جملته صاعداً الى سيارته و التى ساقها مندفعاً بها نحو الامام.. نحو سيارة صلاح التى كانت ذات ثمناً غالى ليصطدم بها بقسوة من الخلف مما ادى الى دفع سيارة صلاح للامام بقوة وتصطدم بعنف بالجدار الذى كان امامها وتتحول الى حطام فى اقل من ثانية…
ركن أيوب سيارته بمكانها المعتاد ثم خرج منها وقف يتأمل بأعين تلتمع بالرضا سيارة صلاح التى تحول الجزء الامامى لها بالكامل الى حطام…
دخل الى وكالته قائلاً بهدوء لرجل الأمن
=ابفى خليه بقى يجى يشيل الخردة بتاعته دى… ويبعها فى كالة البحل..
اومأ رجل الأمن برأسه بينما لا يصدق ما فعله أيوب العميرى للتو
༺༻༺༻༺༺༻༻
بعد مرور يومين…..
كانت ضي فى غرفتها ليلاً مستلقية فوق فراشها تتحدث بالهاتف الى أيوب مستغلة ان المنزل خالى فقد ذهبت زوجة ابيها و اطفالها الى منزل والدها المريض
=بس انا مش مطمن انك تبقى لوحدك فى البيت يا ضي انا قاعد قلقان….
اجابته ضي قائلة بهدوء محاول بث الطأنينة بداخله
=يا حبيبى والله ما تخاف مفيش حاجة هتحصل مش اول مرة ابات فيها لوحدى و زمان بابا جاى…
قاطعها أيوب بحدة والقلق يظهر بوضوح بصوته
=ما هو انا مش قلقنى غير ابوكى ده… زمانه سكران طينة…
شعرت بغصة فى قلبها فور سماعها كلماته تلك لكنها غمغمت بهدوء و هى تتحسر بداخلها على حال والدها
=متقلقش هايجى وهينام على طول وهو مش بيبقى قادر يفتح عينه حتى….
زفر أيوب بحدة فاركاً وجهه بغضب محاولاً إخماد القلق الذى ينهش قلبه
=عمتاً انا هفضل معاكى على التليفون لحد ما يجى واطمن انه نام..
همهمت بالموافقة قبل ان تهتف بحماس فى محاولة منها لتغيير مجرى الحديث
=عارف اشتريت ايه النهاردة لجهازى…
اجابها أيوب بخبث بصوت اجش مثير
=ايه قميص نوم احمر…
شهقت صارخة بفزع و قد اشتعل خدييها بحمرة الخجل
=ما تحترم نفسك يا أيوب فى ايه…. هو انت تفكيرك زفت دايماً كدة
انفجر ضاحكاً ضحكة رجولية رنانة جعلت ضربت قلبها تزداد بقوة فور سماعها اياها
=طيب جبتى ايه…؟؟
زفرت بحنق قبل ان تجيبه بحدة
=مش قايلالك حاجة… ويلا روح نام
غمغم قائلاً بهدوء محاولاً مراضتها
=خلاص خلاص… يا حبيبتى بهزر معاكى و الله قوليلي يا ستى جبتى ايه؟؟
اجابته فرحة و عينيها مسلطة على صندوق كرتونى كبير فوق خزانة الملابس الخاص بها
=جبت طقم حلل تيفال…
هتف قائلاً بمرح
=اوعى يا دودو…يعنى هتطبخيلى بقى و تظبطينى
اجابته ضي بخجل يتخلله الحماس
=ايوة طبعاً…..
فى ذات الوقت….
دلف شاكر الى المنزل وهو يترنح اثر سكره الشديد كانت حركاته خرقاء غير متزنة مشى بخطوات مترنحة نحو غرفته لكنه توقف امام باب غرفة ضي عند سماعه صوت ضحكتها اقترب بخطوات غير متزنة من باب الغرفة ليصل الى سمعه صوتها و هى تتحدث مع شخصاً ما
=لا انا بحبك اكتر…. بحبك اكتر من روحى واى حد فى الدنيا دى….
=بتخونينى… بتخونينى يا بنت الكلب
همس بانفس محتقنة و قد صور له عقله السكير الغائب بانها زوجته الخائنة فلم يشعر بنفسه الا وهو يتجه نحو المطبخ يجذب احدى السكاكين الحادة مقتحماً الغرفة على الضي و هو يصرخ بغضب مشتعل….
=بتخونيني يا عزيزة… بتخونيني بعد كل اللى عملته علشانك
صرخت ضي بفزع ملقية الهاتف من يدها و هي تنتفض واقفة و قد ارتسم معالم الارتعاب على وجهها الذى شحب كشحوب الأموات ركضت لأقصى الغرفة فور رؤيتها له يقترب منها بخطوات مترنحة نحوها و هو يحمل سكين بيده و الشر يلتمع بعينيه همست بصوت مرتجف متلعثم وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=عزيزة مين يا بابا… انا ضي… ضي بنتك
لم تصل كلماتها الى عقله المغيب و المشبع باثر الخمر فلم يكن يرى امامه سوى زوجته عزيزة اقترب منها وهو يحمل السكين صائحأً و هو اشبه ببركان ثائر
=هموتك يا عزيزة… هندمك على اليوم اللي فكرتى فيه تخونينى و تدوسى على شرفى
هجم عليها محاصراً اياه بزاوية الغرفة يرفع السكين عالياً فى محاولة منه لطعنها به
صرخت ضي بذعر و خوف وهى تحاول مقاومته تدفعه بقوة في صدره و هى تصرخ بهستيرية بانها ابنته لعله يفيق من غيبوبته تلك…
اخذت تقاومه لكنه و رغم حالته من السُكر كان اقوى منها بكثير كان يحاول طعنها بالسكين فى صدرها لكنها حاولت دفعه بعيداً لكن فشلت محاولاتها تلك و اصابتها سكينه فى الحال لتسقط غارقة بدمائها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينة ابتزازه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى