رواية ساكن الضريح الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم ميادة مأمون
رواية ساكن الضريح الجزء الحادي والأربعون
رواية ساكن الضريح البارت الحادي والأربعون
رواية ساكن الضريح الحلقة الحادية والأربعون
وقفت امام خازنتها ترتب ملابسها وتجلب من بينهم ملابس مريحه،
لتستعد لأخذ حمام طويل بعد أن يذهب الرجال من البيت، لتشهق من الرعب حين انفتح الباب عنوه
و دلفت منه ابنتها الشقية تضحك و تناديها بصوتها المرتفع.
-بتعملي ايه عندك يا جوجو؟
-اخص عليكي يا شذى خضتيني، حد برضو يدخل على الناس كده.
-هههههه طول عمرك قلبك خفيف يا ماما.
ألقت ما بيدها على الطاولة الصغيرة، و جلست على الفراش متنهدة.
-و هو اللي احنا كنا بنشوفه كان شوية يا شذى، دا احنا كنا بنموت من الرعب كل يوم و لا انتي ناسية.
جلست بجانبها و احتضنت ذراعها متذكرة ما عنوه هم الاثنتان و معهم ابيها.
-طبعاً يا ماما فاكره، و فاكرة بابا كان بيخاف علينا ازاي، دا كان بيحبنا اوي يا ماما فاكره كان بيحبك انتي ازاي يا ماما.
نظرت إليها مطولاً نظرة طويلة، ثم تحدثت بهدوء حتى لا تشعل غضب ابنتها مره اخرى.
-باباكي الله يرحمه كان طول عمره بيحبني دا ياما حارب اهله و بعد عنهم عشاني، بعد عنهم كتير في اول جوازنا، بس لما ملقاش فايدة من الخناق،
و ابوه مش سايبنا في حالنا و مصمم يرجعه ليه تاني حتى لو كان عن طريق انه يتخلص مني، قرر ساعاتها اننا نرجع ليهم عشان يحميني من شرهم.
انتفضت شذي من الخوف و ابتعدت عنها
تحاول أن لا تصدق ما تهزي به والدتها.
-بتقولي ايه ي ماما، اكيد مش للدرجة دي طبعاَ.
-لاء للدرجة دي و اكتر كمان يا شذى، و عارفة ابوكي مارديش يخليني اخلف بعدك ليه، عارفة انا لما كنت بحمل كنت باخد البرشام و انزل البيبي ليه،
عشان جدك لما انا ولدتك، غضب انك بنت و قاله انا عايز ولاد عشان يكبر بيهم العيلة،
عاير اخوه السيد انو خلف بنت، رجع عاير ابوكي كمان و قالة هتبقى زيه، و أن البنات ما بيعرفوش يحمو نفسهم، و بيجبو العار لعيلتهم.
-كلام فارغ و متخلف هو ازاي كان بيفكر كده.
-ما انتي عارفة العيلة ماكانوش بيفكروا غير في الاجرام يا شذى، و ابوكي قالي انا مش هاخلف ولد و أرميه بأيدي في التهلكه بعد كده، كفاية عليا خوفي عليكم انتو الاتنين.
ربنا رزقنا بشذي و نحمده و نشكر فضله عليها لكن مش هنجيب عيال تاني،و انا وافقته الرأي ساعتها.
-ياه يا ماما اد كده كان بيحبنا و يخاف علينا.
-طول عمره كان حنين، كان بيحبنا و يخاف علينا اوي انا و انتي، كان بيبقى بره البيت واحد و لما بيدخل البيت واحد تاني خالص.
-كنتي بتحبيه يا ماما.
-طبعاً كنت بحبه والا ماكنتش هربت معاه و سيبت بيت اهلي عشانه.
-طب ليه عايزة تتجوزي بعد كل الحب ده.
-مين قالك اني عايزة اتجوز عشان الجواز نفسه ، اذا كنت بفكر في حاجة زي دي فعشان ماكنش عالة على حد يا شذى.
-عالة!
-ايوه يا بنتي انا دلوقتي عالة على اختي و جوزها و جوزك كمان، يعني انتي مش شايفة انا قاعدة فين و مين اللي بيصرف عليا.
-لاء يا ماما لو انتي بتحسبيها كده يبقى تعالي نروح بيتي و اقعدي معايا انا و مالك.
-طب ماهي هي يا شذى هبقي في نفس الوضع برضو، و بدل جوزك مايصرف عليا هنا هايصرف عليا في بيته،
لكن لما اكون في عصمة الدكتور عبدالرحمن هاكون ساعتها مسئولة منه و هيبقى ليا بيت و حياة خاصة بيا انا فهمتي بقي.
-فهمتك يا ماما.
-طب و رأيك ايه.
-خلاص يا حبيبتي ان كان عليا انا موافقة الف مبروك يا جوجو.
-يعني مش زعلانة يا شذى.
-لاء طبعاً انا طول مانتي مبسوطة انا هبقي فرحانه عشانك يا ماما.
❈-❈-❈
اما في كرموز تحديداً في بيت العسال، قام الضابط مصطفى بحملة هجومية لتفتيش المنزل بأكمله، و على باب المقهى قابلته السيدة ام اشرف.
-خير يا باشا بدورو على مين تاني، هو الواد مش محبوس عندكم، جايين تاخدو مين تاني بس.
-جاين نفتش علي دليل إدانة او براءة ابنك يا حاجة.
في هذه اللحظة، ترجل سيد العسال من منزله يرتجف مهرولاً الي شقيقته.
-تفتشو على ايه تاني بس يا باشا، ما انتو فتشتو البيت كله، و مالقتوش حاجة يبقى لزمتها ايه بس كل شوية البهدلة وقلة القيمة دي.
رفع الضابط راحة يده و قبض بها على كتفه قاصداً ارباكه .
-أهلاً عم سيد العسال وحشتنا يا راجل ماحدش بيشوفك ليه.
تلجج الرجل في الحديث و أصبح يواري عينه منه و يثبت عينه على شقيقته التي كانت تناظره بعين جامدة.
-اااااانا تتحت النظر والأمر يا باشا هو حضرتك طلبتني و انا اعترضت.
-لاء الشهادة لله يا عم سيد انت كده جيبت الحق عليا و عداك العيب كمان، بس معلش خليها عليك المره دي و بعد اذنك هانفتش القهوة و البيت تاني.
-متأخذنيش يا باشا، البيت كله حريم، انت معاك امر بالتفتيش تاني.
-طبعاً يا عم سيد وهي دي برضو تفوتني امر التفتيش اهو و ان كان على الحريم اللي في البيت دول إخوتنا و بناتنا و اظن احنا اللي بنحميهم مش كده ولا إيه.
ليغمز له بطرف عينه ليذكره بالماضي.
و بخزي اومئ له العم سيد دليل على نجاحه في ازلاله.
-إحنا تحت امرك يا باشا اتفضل فتش زي مانت عايز.
-تمام يا عم سيد و انت بقى تعالي معانا.
بدأً التفتيش من المقهى حتى سطح المنزل مروراً بالشقق الداخلية، و ابقي أسفل الدرج اخر شئ سيبحث فيه حتى لا يلفت الانظار
لم يجد اي شئ كما توقع و ترجل من البيت بخيبة امل كما يظنون، لتردف السيدة ام اشرف.
-هاهئ نورت يا باشا المره الجاية ابقى عرفنا انت بتدور على ايه عشان نبقى نحطه ليك في المكان اللي انت عايزه..
التفت إليها بوجه ساخر مستهزأً بها و هتف.
ماتستعجليش يا معلمه مش هيبقى فيها مره جايه اصل المره دي لسه مخلصتش.
ليأمر هؤلاء الجنود الجالسين بالسيارة الخاصة بالشرطة، بالنزول بالكلاب البوليسية المدربة جيداً.
و التي بمجرد ان وطئت أقدامهم ارض المقهى والمنزل الا و جرو نحو ما يبحث عنه و ما لا يبحث عنه.
حيث اخرجو من المقهى، اجولة معبأة بالفحم و داخلها تدث لفائف لبعض اللفائف المخدرة لنبات البانجو.
ليدفع بتلك السيدة اللعوب امامهم زاجرها بقوه.
-و دول ايه بقى انشألله يا معلمه، اوعي تقوليلي انك كنتي بتنشفي ملوخيه.
صرخت و تشبثت بقدمه، في محاولة فاشلة لخداعه.
-مش بتوعي تلاتة بالله العظيم ماعرف حاجه عنهم، حرام عليك يا باشا هاتخدو الواد و امه يا ظلمه.
ليأمر الجنود بالأمساك بها، و تحريز تلك الأجولة و هو مازال متحفظاً على شقيقها الذي كان يقف تحت يده يلطم خديه.
كما جرت بعض الكلاب الاخري تحت درج المنزل و بدأت تنبش في ذاك البلاط المتهم.
و كانت المفاجئة بدل السكين اثنان، ليلتف الي هذا الذي بدء يقر له بالحقيقة كاملة قبل أن يسأله او حتى يتحرك من مكانه.
-ابوس ايدك يابني اني هنقولك على كل حاجه، بس اني مش حمل بهدله ولا اهانة.
التف اليه برزانة و هتف.
-ما انت هتقول على كل حاجة فعلاً بس مش هنا، عندنا و في محضر رسمي عشان لو ماتكلمتش وقولت الحقيقة كاملة هاتشيل بدل قضية القتل اتنين يا عم السيد.
-مش اني يا باشا و عهد الله مااني يا عالم دا الولا اشرف هو اللي قتل خاله بالغلط في الأول و السكينة التانية هي اللي قتل بيها الولا محمود.
ابتسم الضابط و اطمئن فقد انهي تلك القضية التي أرهقته و عانى منها كثيراً و على ما يبدو أنه سيجازي و ينال ترقية بعد اتمامها على أكمل وجه.
-كده طب يلا بينا يا راجل يا طيب ونشوف مين اللي دث الحاجات دي هنا و ماتخافش كل واحد هايخد عقابه.
❈-❈-❈
علمت بما حدث لعائلة ابيها من زوجها و علي قدر فرحتها بأن زوجها لم يهمل شأنهم، على قدر ما حزنت بأنها أسأت الظن به و اتهمته بالجبن و كتم الشهادة.
فحاولت التدلل عليه و التلاعب بمشاعره كما تفعل به دائماً.
صعد الي غرفتهم بعد أن القى عليهم هذا الخبر ، تاركهم وسط سعادتهم ليسرق بعد الوقت و ينعم بالراحة قبل أن تأتي اليه معذبته و تثرثر داخل اذنه، أو حتى تطير النوم من عينه كنا تفعل دائماً.
اظلم الغرفة بالكامل بعد أن بدل ملابسه و القي بجسده على الفراش، و ما لبس ان غفى قليلاً الا و شعر بمن تسرق ثباته منه دائماً.
انزلقت أسفل الغطاء بجانبه، و تمسكت براحة يده و بدئت تمسد بها على تكويرة بطنها ضئيلة الحجم.
فتح عينه مبتسم على طفلته واعتدل على ظهره مجتذبها بين يديه ضاممها الي صدره.
-كنت عارف انك مش هتسبيني ارتاح.
غمرت وجهها في ثنايا عنقه و همست بتودد محبب له.
-ليه بس يا حبيبي، ده انا مايهمنيش غير راحتك.
-انتي! هاههه دانتي بقيتي سبب كل تعبي.
-طب انا اسفة حقك عليا انا عارفة، اني تعبتك و كمان طولت لساني عليك كتير بس انت عودتني انك ديماً بتسامح.
-و هاتفضلي كده لحد امتى.
بدئت تزيد من دلالها عليه اكثر.
-طول عمري هافضل أدلع عليك، وانت هاتفضل طول عمرك تسامح و تحبني.
-واثقة من نفسك انتي اوي.
-طبعاً دا انا مرات الدكتور مالك الرفاعي و أم ابنه الجاي كمان.
-ههههههههه اه ابني اهو دا بقى احلى مكافأة بعد كل التعب اللي تعبناه ده.
-فرحان يا مالك.
-فرحان و بس، انتي مش ملاحظة انا بحب عيال حسام صاحبي اد ايه.
-ملاحظة طبعاً و عارفة انك حنين اوي عشان كده ربنا رزقك بيا و بالبيبي كمان ههههههههه.
-هههههههه و ده احلى رزق يا قلبي.
❈-❈-❈
اليوم هو يوم العرس المعهود.
سيتم عقد قران والدتها على الطبيب عبدالرحمن في بيت الرفاعي و ستذهب بعده معه إلى بيت الزوجية.
تجمعت نساء البيت مع العروس في غرفتها، و قررت شذى ان تشاكسها.
-يلا يا عروسة عشان أزوقك بأديا.
-بس يا بنت بطلي هزار.
ضحكت الحاجة مجيدة، و تدخلت في الحديث هي الاخري.
-هزار ليه بقى، انتي مش عروسة ولازم تتزوقي لعريسك.
-لاء طبعاً زواق ايه يا مجيدة، هو انا لسه عيلة صغيرة.
-هههههه لاء يا مامتي انتي احلى عروسه يلا بقي عشان تجهزي خلينا نفرح و النبي لانا مزغرطه لولولولي.
دق مالك على باب الغرفة و فتحه بعد أن سمحو له بالدخول، و عند ولوجه لهم تفاجئ بصراخ ماجدة.
-مالك خد مراتك من هنا لو سمحت.
-الله زعلانة ليه بس دانا سامع زغاريط و حاجات حلوة كده بقالنا كتير مسمعناهش.
-يا سيدي افرحو براحتكم، بعيد عني، خد البت دي من هنااااا.
-ههههههه اهدي بس يا ماجدة مش كده، خليكي ريلاكس شوية عشان المأذون جيه تحت ولو انتي جاهزة يا ريت تتفضلي بقى معايا.
اعترضت شذى طريقها قبل أن تقف معه، متصدرة لها ببطنها الذي بدء يرتفع قليلاً.
-و الله ابداً، لازم ازوقك الاول مش هاتخرجي من هنا غير و انا حاطه ليك روج على الاقل.
زمجرت ماجدة بغلاظة وقد نفذ صبرها.
-ابعدي عني يا شذى، احسن و الله اضربك في كرشك ده.
ليتدخل مالك سريعاً ساحب تلك الفظه خلف ظهره، ليبعدها عن بطش والدتها.
-لاء بالله عليكي مالكيش دعوة بكرشها، و انتي يا ستي بطلي تهور و ابعدي عنها بقى الله يهديكي.
وضعت الحاجة مجيدة ذراعها على كتف شذى لتتكئ عليها متبعينهم للخارج.
-خلاص بقى يا بت يا شذى هي عروستنا محتاجة روج بردو داحنا جمالنا جمال رباني.
ضحكت شذى بصوت مرتفع، و تقدمت أمام زوجها مترنحه بدلال هاتفه.
-و الله و فرحت بيكي و شوفتك عروسه يا ماجدة لولولي.
انزعج مالك من دلعها الزائد و امسك رسغها مجبرها على التوقف، ملقي عليها اوامره التي لا نهاية لها.
-شذيييييى وطي صوتك، ونزلي نقابك ده على وشك، وعلله اسمع صوتك تحت، عارفه يا شذى و الله هاطلعك تقعدي هنا لوحدك.
رفعت كفها بجانب اذنها معطيه له التمام مثل الجنود.
-علم وينفذ يا فندم. ليضحكو جميعاً و يترجلو سوياً الي الاسفل.
❈-❈-❈
و بعد مرور ستة أشهر كانت مترجلة للأسفل تشعر بألم يقتحم أسفل بطنها،
لكنها تحملت على نفسها، حتى لا تقلق والدتها التي أتت لها منذ يومين لتجلس معها لحين ياتيها موعد الولاده،
كما حضر الشيخ حسان و الحاجة مجيدة و جلسو معهم ايضاً.
وبعد أن ترجلت إليهم و تفاجئو بنزولها، صاحت والدتها.
-الله نزلتي ليه بس يا حبيبتي كنتي خليكي نايمة فوق.
-تعبت من كتر الرقدة يا ماما قولت انزل اقعد معاكم هنا شوية.
كان وجهها تملؤه حبيبات العرق، أثر حرارة الجو و الألم الذي تكتمه بداخلها.
لكن خالتها قد شعرت بتغير لونها ولمحت انقباض اصابعها على الوسادة الصغيرة بجانبها لتحدثها بريبة.
-شذى انتي حاسة بحاجة يا حبيبتي.
التفتتو جميعاً نحوها و وقف الشيخ حسان متأهباً لكلامها.
-ايه مالك يا بنتي اوعي تكوني تعبانة، ومش عايزة تقولي.
ضمت شذى حاجبيها بألم و تمسكت بيد والدتها من جانب و خالتها من الجانب الاخر.
-من الصبح و انا تعبانة بس ماكنش الوجع كده هو كل شوية بيزيد عن المره اللي قبله.
-يا لهوي دي تبقي ولاده يا شذى، اتصلي بمالك يا مجيدة خليه يجي و نوديها المستشفي.
-اهدي شوية يا ماجدة ماتخوفيش البت، و هي لسه في اول الوجع.
ليهتف الشيخ بقلق.
-و لزمته ايه بس نسيبها تتألم كده، انا هاروح اجيب مالك بنفسي من الضريح.
وضعت الحاجة مجيدة يدها على بطن شذى و كأنها تقياسها.
-قولتلكم اصبرو لسه بدري دي بطنها عاليا خالص اها يعني مش هينوبكم من مشوار المستشفى ده غير الفرهده.
لتصرخ شذى بوجع.
-الحقوووووووووني.
جري الشيخ حسان مندفعاً للخارج أثر صراخها، ليأتي لها بزوجها، غير عابئ بزوجته التي حاولت إيقافه بقصد التروي.
و عنده فضل مالك الإبتعاد و الاختلاء بنفسه في مكانه المفضل داخل الضريح، يصلي و يشكر ربه على استجابته لدعواه و يخبر صديقه عن مدى سعادته بها.
ليحضر اليه والده يلهث محاولاً ضبط أنفاسه، يناديه بعلو صوته.
-مالك قوم يابني بسرعه.
هب واقفاً منتبهاً الي ابيه، و جري نحوه خوفاً من ان يكون قد حدث مكروه لأحدهم.
-خير يا ابويا في حاجه حصلت.
-الحق يابني شذى بتولد.
-بتولد ايه بس يا حج دي ماعديتش غير يومين بس في التاسع.
صاح فيه والده منفعلاً بضجر.
-يا بني يومين و لا عشرة، البنت بتتألم في البيت وعماله تصرخ من الوجع، هانقولها احنا اصبري لما تعدي التاسع كله.
-لالالاء انت عندك حق يا حج انا بعد اذن حضرتك هاسبقك و حصلني على مهلك.
جري سريعاً و لم ينتظر رده، ليهتف والده حتى يسمعه قبل أن يرحل.
-انا هاقعد اصلي و استناك هنا، و ادعيلها تقوملي بالسلامه و لما يحصل تعالي فرحني.
اومئ له برأسه و ذهب بارحاً ساحة المسجد وهو يدعي ربه همساً.
يارب تقومي بالسلامه يا شذى.
و في المشفى.
كانت تصرخ بشده على الفراش النقال، تحاول جذب وشاح وجهها من عليها و زوجها مصمم الا يظهره و يمسكه بيده.
لتصيح فيه والدته مزمجرة.
-يا بني حرام عليك، ماتسيب البت في اللي هي فيه بقى و تشيل البتاع ده من علي وشها.
-لاء يا أمي و لو سمحتي ماتدخليش.
حاولت ماجدة ابعاده هي الاخري و زجه بجانب والدته.
-اوعي يا واد انت سيب بنتي.
ليصدها مالك منفعلاَ و يدفعها نحو زوجها الذي كان يقف مصدوماً من تصرفه.
-ابعدي انتي عن مراتي ماحدش له دعوه بينا بقى.
لتصرخ شذى فيهم.
-ارحموني حرام عليكم كلكم، منك لله يا ابن مجيدة انت السبب في اللي انا فيه دلوقتي.
-احترمي نفسك و بلاش طولة لسان يا شذى وبدل ما تقلي أدبك اقري قرآن يلاااا.
لتهتف شذى بصراخ.
-يا رب وريه نفس وجعي و حسسه بتعبي يا رب.
ليهمس لها في اذنها بشماته.
– ادعي دعوه تانية، الرجالة مابتولدش يا اختي.
و هنا ولجت إليهم الممرضة طالبة من الجميع الخروج لتحضيرها لغرفة العمليات.
لكنها رفضت ترك يده و بعين دامعه امرته.
-رايح فين وحياتي عندك ماتسبني ادخل لوحدي يا مالك.
ربت على راحة يدها مبتسماً، و اردف لها ليطمئنها.
-مش هاسيبك يا قلب مالك انا بس هاروح البس لبس العمليات و قبل انتي ما تدخلي هاكون انا جوه، و مش هاخرج الا بيكم انتو الاتنين قولي يا رب.
-يا رب يا حبيبي
و بعد مرور اكثر من ساعتين، استعادت وعيها بعض الشيء، و كان هو في أقصى درجات السعادة، حيث استمع منها الي وصلة عشق جعلته يحلق في السماء،
يريد أن يصيح بصوتٍ جاهور، انا متيم بعشق شذى.
-اد كده بتحبيني يا شذى.
-اه بحبك اوي انت جوزي وحبيبي و ابني و اخويا و ابويا و كل حاجة ليا في الدنيا.
-طب مش هاتخلى شوية حب لحُسين.
-مين حسين؟
-حُسين ابننا يا حبيبتي حمدلله على السلامه انتي ولدتي خلاص.
-هتسميه حسين يا مالك.
-اه على اسم حبيبي و صاحبي و صاحب الضريح سيدنا الحُسين رضي الله عنه ايه رأيك.
-حلو اوي يا حبيبي
-حُسين مالك الرفاعي ابن ساكن الضريح.
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساكن الضريح)