رواية ساكن الضريح الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميادة مأمون
رواية ساكن الضريح البارت التاسع عشر
رواية ساكن الضريح الجزء التاسع عشر
رواية ساكن الضريح الحلقة التاسعة عشر
لحق بهم و وقف موصود اليدين، منتظراً ردها على والدتها…
لكنها التزمت الصمت، حين لاحظت وجود خالتها أيضاً.
مدت والدتها يدها، رفعت نقابها عن وجهها،
ارتدت خطوه للخلف بفزعة على ابنتها، حين وجدت وجهها احمر بالكامل، والدموع تفيض من عيناها بشدة.
جذبتها ماجدة الي صدرها بخوف عليها
-في ايه، قلب امك يا حبيبتي عملت ايه في البت يا مالك؟
مازال محتفظاً ببرودة قلبه، متماسكاً كجبلٍ ساكن.
لتنحيه والدته جانباً، تدخلت على الفور لهم، تحثهم للصعود للأعلى، قبل أن تلاحظ احد النساء ما يحدث بينهم.
-مالكم في ايه، اطلعو قدامي كلكم على فوق، قبل ما واحدة من الستات اللي جوه تسمعكم.
صعدو جميعاً للأعلى، اتجهو الي غرفة الام مجيدة، وبعد أن ادخلتهم اغلقت الباب، وتوجهت لأبنها بحدة.
-مراتك بتعيط ليه يا دكتور، جايبها يوم فرحها معيطة يا مالك
لم يحتد او ينفعل في الحديث، بل ابتسم لها ونطق بكل هدوء.
-ما تتكلمي، انطقي يا شذى قوليلهم بتعيطي ليه، اخلصي عشان عايز اروح شغلي.
تلك الكلمة كانت هي المنجية لها، اطرقت اهدابها سريعاً وهي تجمع الكلمات.
شذي بشهقات عاليا موارية عيناها منه
-اهو قالكم اهو قال عايز يروح شغله طب بزمتك يا خالتو في عريس برضو يروح شغله ليلة فرحه
وضعت كلاً من ماجدة و مجيدة يدهم على قلبهم يتنفسو الصعداء، بينما جحظت عينه مندهشاً من تلك الشقية المدعوة بزوجته،
لقد وجدت لنفسها مخرجاً من هذا المأزق دون أن ترتاب اي منهن فيها.
لتهم والدته بالضحك و تضمها لاحضانها
-هههههه يا شيخة خضتينا، احنا قولنا انتو زعلانين مع بعض لا سمح الله.
وجهت والدتها الحديث له
-طب والله معاها حق يا مالك، ما هو صحيح ازاي تروح شغلك يوم فرحك.
مالك وقد بدي الغضب يتملك منه موجهاً حديثه الي زوجته
-فرح ايه اللي بتتكلمي عنه ده، انتي صدقتي نفسك ولا ايه، عايزانى اتأخر عن عمليات المرضى اللي ورايا، واقعد جانبكم هنا.
تفاجئت ماجدة برده وحاولت تهدئة الموقف
-براحة بس يا مالك، شذي اكيد ماتقصدش بس هي فعلاً معاها حق، النهاردة بالذات لازم تبقى موجود دي ليلة فرحك يا بني.
-فرح ايه انتي كمان، انتو بتكدبو الكدبة وتصدقوها، احنا بقالنا اسبوع متجوزين يا هوانم….
قالها مالك وهم بالخروج من الغرفة متوجهاً نحو غرفته.
ماجدة بعصبية
-شايفة ابنك يا مجيدة….
وقفت الام مرتابة في أمر أبنها، هي متأكدة ان هناك امر اخر يعصبه، خصوصاً بعد أن صدمو بصياحه عليها بصوتٍ جهور.
-شذيييييييي
جرو نحو غرفته، ليجدوه يقف واضعاً يديه بخصره، تقدمتهم والدته حتى تفهم ما به.
-مالك يا بني من ساعة ما طلعت، وانت متعصب علينا ليه؟
رفع يده عن خصره، أشار لهم بوجه محتقن:
-ممكن توضحولي ايه المتعلق ده، و مين اللي جابه هنا…
كانت آخر من دلفت الغرفه، لترى امامها، فستان ابيض مرصع بالألئ الماسية، يشبه فساتين الاميرات،
انه فستان عرس، لقد احبته كثيراً، اي فتاة مكانها حين ترى فستان عرسها سترقص من شدة الفرحة، لكن شذى كانت صدمتها اكبر من اي فرحة…
فضلت الصمت، لترى والدتها تواجهه بشراسه
ماجدة مجيبة سؤاله بتحدي
-يعني مش عارف ايه ده، دا فستان فرح و انا اللي جبته لبنتي، اللي المفروض انها عروسه يا عريس….
انفعل من جملتها اكثر، واذا به يجذب ذلك الفستان بقوة، ليتمزق بين يديه ويتمزق قلبها معه.
-و بنتك العروسة مش هتلبسه.
اغتاظت ماجدة من فعلته، صرخت بوجهه هي ترى وجهه ابنتها تزداد حمرته، وعيناها تزرف الدمع بغزارة.
-ايه اللي انت عملته ده، لما انت رافض الفرح، كنت بتتجوز بنتي ليه، و بتاخدها وتمشي من البيت ليه.
مالك بطريقة فاظة.
-مين قالك اني رافض بس دي مراتي، انا اللي اقول تلبس ده و ماتلبسش ده،
وبعدين مين قالك اننا عاملين فرح، احنا قولنا ليلة نطعم فيها اهل الله، مش فرح جايبنلي فيه فستان عريان، وعايزين تلبسوها وتفرجولي الناس عليها.
ماجده بصوتٍ مرتفع بعض الشئ
-وانا امها ومن حقي افرح بليلة بنتي، ماكنتش عارفة اني بهرب بيها من القهر والهم هناك، عشان ارميها هنا في استبداد و تحكم.
قالت جملتها و هي تجذب ابنتها، تاركة لهم الغرفة بأكملها.
جلس على الفراش، ضامماً حاجبيه منحني بجزعه للأمام، مستنداً برسغيه على فخذيه.
❈-❈-❈
#
كل ما حدث كان امام عيناها، مازالت متحفزة بصمتها، تحاول أن تلتقط خيطاً رفيعاً يهديها لتعصبه هذا دون رجي.
مجيدة بهدوء :ليه يا مالك؟
مالك بعصبية :مراتي وانا حر فيها.
مجيدة مغلقة الباب عليهم
-تقوم تكسر فرحتها، و متقوليش انها كانت مبسوطة معاك، انت اصلاً راجع بيها معيطة، و واضح اوي انها زعلانة من حاجه.
-ما قالتلك انها بتعيط عشان مش عايزانى اروح شغلي، ها رأيك ايه انتي كمان اسيب شغلي، واقعد جنب بنت اختك عشان افرحها!
مجيدة بضجر من فعلته
-لأ ازاي تكسر فرحتها هي و امها، تقطعلها فستان فرحها اللي كانت جايباه ليها وعايزة تعملها مفجأة بيه، كان نفسها زي اي ام تشوف بنتها فيه يا شيخ مالك….
اغمض عينيه بحزن لما فعله بهم، هو ليس بشرير لهذه الدرجة، لم يكن يريد أن يحزن خالته، لكن لقد سبق السيف العزل….
وقف مقترباً من خزانة ملابسه، تحدث بصوتٍ متحشرج…
-لو كانت قالتلي واخدت رائي، كنت عرفتها اني مش عايز حد يشوف مراتي، لكن هي راحت اتصرفت من دماغها، وكمان جايبه ليها فستان مكشوف وعايزها تلبسه…..
-ايه ده!!
صرخ بها مالك، وهو يرى أمام عينه ملابس للنوم تخص العرائس، منامات حريرية وشفافة تملئ خزانته، معلقة بجانب ملابسه.
مجيدة ساخرة منه متحدية نظرته
-مش عارف دول ايه يا عريس، دانت حتى لسه متجوز جديد، و لا يكون لسه ماحصلش، و انت بتكدب علينا يا شيخ مالك….
مالك بغضب
-هو ايه اللي ماحصلش، تحبي اثبتلك انه حصل ازاي بقى يا ام مالك، ممكن لو سمحتي تناديلي مراتي…
-و عايزها ليه بقى انشاء الله؟
مالك مندفعاً للخارج
-عايزها معايا وتحت عيني، فيها حاجة دي كمان يا امي.
وقف أمام باب غرفته يناديها
-شذي يا شذيييييي…
لكنها لم تجيبه، تملك منه الغضب الان، التفت الي والدته، محاولاً الا يعلو صوته عليها
-لو سمحتي روحي هاتيها من جوه، انا مش عايز ازعل امها مني اكتر من كده.
تمسكت بذراعه وجذبته للداخل.
-طب ادخل يا حيلة، كفاية فضايح، زمان الستات اللي تحت سمعو كل حاجه.
عاد الي جلسته ينتظرها، حاول أن يهدئ نفسه، ويرتب أفكاره المشتتة.
❈-❈-❈
حلت لها نقابها، ازاحت حجابها وحررت شعرها أيضاً، جلست بجانبها ضمتها إليها بحب، تحاول ان تخفف عنها ما حدث.
ماجدة مجففه دموع ابنتها
-قولتلك من الاول بلاش يا شذى، قولتلك كبير عليكي وطبعه غير طبعك ، و هيبقي صعب تتفاهمي معاه.
بعد كل هذا الألم الذي سببه لها، الا انها مازالت تعشقه، لم تزيد كسرة قلبها الا حباً له، كل ما يفعله ليظهر أمام الجميع انه بغيض، يجعلها تريده اكثر، وتعشق امتلاكه لها اكثر واكثر.
شذي بضعف لوالدتها
-لاء يا ماما اوعي تقولي كده، مالك بيحبني، هو بس بيغير عليا، حتى طريقة تعبيره عن حبه، غير اي حد يا ماما، بحس انه عايز يخبيني من الناس.
-ودا بقى اللى خلاه يعورك فوق حاجبك كده؟
فجائتها والدتها بالحديث، بحركة لا إرادية لمست بأصابعها جبهتها، اعتصرت الامها بداخلها ورسمت ابتسامه خادعه على وجهها…
شهقت والدتها عندما رأت آثار حرق على اصابعها، فانفجرت فيها سائلة.
-ايه ده كمان، هو ماكتفاش انه يضربك، حرقلك ايدك كمان.
تزكرت شذي وقت حدوث هذا الحرق في اصابعها، فاهرولت بأمساك والدتها قبل أن تذهب اليه.
-استنى يا ماما رايحه فين، مش مالك اللي عمل فيا كده، تعالي بس وانا هاحكيلك.
ماجدة محاولة فك حصار ابنتها
-انتي لسه هتداري عليه، لسه هاتخترعي كدبه عشانه.
شذي متعلقة بها
-لاءه يا ماما صدقيني، طب بصي حتى هو في واحد بيكره مراته وبيضربها، يجيبلها خاتم جواز حلو و غالي اوي كده!
نظرت ماجده الي يد ابنتها معلقة بأنبهار ده
-الماس اصلي ده يشذي
شذي بحب
-اصلي يا ماما، مالك اشتراه ليا يوم ما مشينا على شقتنا، ولبسه ليا و قالي مش عايز اشوف ايدك منغير ما تكون دبلتي فيها
ماجده بحيرة
-اومال ايه اثار الضرب اللي انتي فيها دي بس؟
-يا ماما دي مش آثار ضرب و لا حاجه، دانا كنت بغلي اللبن، وانتي عرفاني لما ببقى لسه صاحيه من النوم بقى، المهم اللبن غلي
قومت بدل ما اطفي النار، مسكت اللبانه بأيدي، صوابعي اتلسعت، سيبتها وقعت مني في الأرض، وطيت عشان اجيبها، اتخبط في حرف الرخامه،
بس مالك جيه انقذني بقى قبل ما يحصل حاجه تانية….
-المفروض اني أصدق بقى مش كده؟
انفزعت شذي أثر سماع صوته بالخارج، كانت ستذهب له، لولا يد والدتها المتمسكة بها جيداً…
-رايحة فين اقعدي هنا، خلي عندك كرامه شوية، دا لسه قاطعلك فستان فرحك.
سيبيها تروح لجوزها يا ماجدة.
قالتها مجيدة، وهي تدلف لهم لتشاركهم الحوار.
ماجده متحدية اختها بحزن
-جوزها اللي كسر فرحتها وفرحتي بيها، ماكنش العشم يا مجيدة يا اختي.
مجيدة بحزم
-جوزها و من حقه يغير عليها، ولا انتي مش واخده بالك هو ملبسها ايه، قومي يا شذى شوفي جوزك عايزك ليه،
وماتزعليش يا بنتي احنا اللي غلطنا، كان لازم ناخد رأيه في حاجه زي كده.
اومئت لها برأسها و تحركت بهدوء للخارج، تحاول أن تجبر دموعها الا تتساقط لكنها لا تستجيب.
❈-❈-❈
وقفت داخل الغرفه، عيناها على هذا الفستان الممزق تحت اقدامه، لم تحدث اي غلبه فقط صوت شهقاتها يتصاعد ليمزق قلبه عليها.
لاحظ هو مراقبتهم لهم و هم بالخارج، فقرر ان ينهي هذه الدراما بسط ذراعه، فاتحاً كفه، أمراً لها بكلمه واحده.
-تعالي…
هزت رأسها يميناً و يسارً، دون أن تتحدث.
همس لها برقه
-بقولك تعالي ليا يا شذى..
كانت تظنه قد رق قلبه بالفعل لها، جرت نحوه سريعاً دون أن تلاحظ وجود والدتهما خلفها، توقفت لتضع كفها الرقيق بين يده،
ليفاجئها بجذبه لها، اجلسها على قدمه، ملس على شعرها بيد ، وباليد الاخري حاول تكفيف دموعها،
مالك مراقبهم بجانب عينه
-قلعتي نقابك ليه!
لم تجيبه بلسانها، بل اجابته بشعورها بالأحتياج له، انه حقاً يحتويها و يمتلك قلبها بمجرد لمسه رقيقة منه، زادت شهقاتها وعلى صوت نحيبها، ألقت برأسها على كتفه ولفت
يدها حول خصره بتملك.
مالك مبتسماً من طفولتها
-خلاص ياحبيبي ماحصلش حاجه لدا كله.
شذي ببكاء مثل الاطفال
-خلاص ازاي انت قطعت الفستان..
-هاجبلك الف فستان!! بس ماتعيطيش كده
رفعت رأسها من علي كتفه مندهشة مما قاله
-بجد..
مالك ضاحكاً
-اه بجد بس مش فستاين فرح و مش هتبقى عريانه كده،
عادت نظرة الحزن تسيطر على عيناها، ليكمل هو…
-زعلانه ليه دلوقتي، احنا مش متفقين من لما كنا في البيت، انك مش هاتنزلي تحت خالص، ولما تعوزي تتفرجي على حلقة الذكر، هاتتفرجي من الشباك.
ضمت حاجبيها بعدم فهم، هم لم يتحدثو بذلك الأمر نهائي،
غمز لها بعينه ليتضح لها الأمر كله، هو يفعل كل هذا أمامهم هم، فأومئت له رأسها، وحلت وثاق يده من حولها ناهضة من علي قدمه.
-طب ممكن بقى تحضريلي هدوم نضيفه، عشان اروح شغلي، واوعدك يا ستي بعد أذان العصر هاكون موجود هنا.
اقتربت والدته منها ضمتها اليها
-خلاص بقى يا شذى ماتزعليش، واسمعي كلام جوزك أدام متفقين سوي،
يبقى احنا اللي اتسببنا في الغلط ده من غير ما نقصد، يلا يا حبيبتي، حضري لجوزك لبسه عشان ما يتأخرش،
يلا بينا احنا كمان يا ماجدة.
ماجدة مستشاطة غيظاً من ابنتها
-خلاص وافقتيه على كلامه، هاتحبسي نفسك في الاوضة عشان خاطره.
فاض به الكيل، نهض من جلسته سريعاً، نزع قميصه من داخل بنطاله، وشرع في حل ازراره.
مالك بهدوء
-يلا بسرعة يا شذى.
طرقت ماجدة يديها على فخذيها بقلة حيلة، ترجلت خارج الغرفه بغضب، تهمهم ببعض السباب لأبنتها وله ايضاً.
رفع مالك حاجبه، وأشار بسبابته لوالدته
-دي بتشتمنى!
الحاجة مجيدة ساخرة
-احمد ربنا انها مامسكتش في زمارة رقبتك، يا قلب امك.
❈-❈-❈
وقف خلف باب الغرفة الذي اوصده عليهم منفعلاً، لكنه تحلي بالصبر، هو الآن ينفرد بها وحدهم، لذلك عليه أن يأخذ حظره، من تلك الشقية، ذات الصوت العالي، والتفكير السريع.
التفت لها وهو يشلح قميصه من عليه، ليجدها تمسك حُلته بيد و باليد الاخري تتمسك بذاك الفستان الممزق.
اقترب منها، اخذ الفستان بعنف مجبرها على تركه، القاه ارضاً داعساً بقدمه عليه، واضعاً بيدها مكانه قميصه الملبك بالعجين، وجذب ملابسه من يدها.
-بتفكري في ايه، اصلاً ولا تحلمي، اللي زيك ماتستهلش انها تلبس فستان فرح يا مدام.
-كفاية بقى….
صرخت بها شذي، القت بقميصه جانب فستانها، ابتعدت عنه، جلست ارضاً بجانب الفراش تواري وجهها عنه.
مالك ضاغطاً عليها أكثر
-كفاية ليه يا شذى كلامي بيوجعك اوي، اوعي تكوني كنتي حاطة امل انك تلبسي فستان فرح و تبقى عروسه،
ماينفعش يا شذي، مافيش عروسة بيتعمل ليها فرح بعد دخلتها.
شذي بقهرة
-قولتلك اللي في دماغك ده ماحصلش، عايز تصدق صدق مش عايز خلاص، انت اصلاً رأيك عني مايهمنيش في حاجة،
بس يا ريت طلاما في نيتك اننا ننفصل، يبقى بلاش طريقتك دي في التعامل معايا، أو حتي بلاش تعامل بينا اصلاً.
كان قد ارتدي ملابسه، جلس على الفراش بجانبها يرتدي حذائه الكلاسيكي.
-اسف و الله يا شذى هانم، مش هقدر أحقق ليكي طلبك ده، طول مانتي لسة على زمتي، يبقى عليكي انك تطيعي امري….
مافيش خروج من باب الأوضة دي لحد ما ارجع، نظر اليها صامتاً منتظراً ردها.
شذي معاندة له :
-لاء هانزل و هاقف مع ماما وخالتو و مش هلبس النقاب كمان.
لا تعلم كيف انتشلت هكذا، كيف ركعت امامه،
ضغط بيده على رأسها من الخلف، مجبرها على الانحناء.
-عيدي كده كنتي بتقولي ايه.
شهقت بعين دامعة، و لم تجيبه.
-النقاب هاتلبسيه ومش هيتقلع من علي وشك.
شذي ببكاء و خوف منه
– حاضر
-مافيش خروج من باب الاوضه، اللي عايزك يطلعلك هنا.
-حاضر
مالك بأبتسامة نصر:
-برافو عليكي شطورة، انا ماشي دلوقتي و هاجي بعد العصر بأذن الله ويا رب اجي الاقي حاجه من اللي قولتها ماتنفذتش.
رفعت رائسها لتسحر قلبه بنظرة عينها وهمست
-هاتعمل ايه يعني
مالك بنظرة جامدة
-ماتستعجليش يا شذى العقاب هاتعرفيه في وقته.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
رواياتنا الحصرية كاملة
الفصل التاسع عشر
لحق بهم و وقف موصود اليدين، منتظراً ردها على والدتها…
لكنها التزمت الصمت، حين لاحظت وجود خالتها أيضاً.
مدت والدتها يدها، رفعت نقابها عن وجهها،
ارتدت خطوه للخلف بفزعة على ابنتها، حين وجدت وجهها احمر بالكامل، والدموع تفيض من عيناها بشدة.
جذبتها ماجدة الي صدرها بخوف عليها
-في ايه، قلب امك يا حبيبتي عملت ايه في البت يا مالك؟
مازال محتفظاً ببرودة قلبه، متماسكاً كجبلٍ ساكن.
لتنحيه والدته جانباً، تدخلت على الفور لهم، تحثهم للصعود للأعلى، قبل أن تلاحظ احد النساء ما يحدث بينهم.
-مالكم في ايه، اطلعو قدامي كلكم على فوق، قبل ما واحدة من الستات اللي جوه تسمعكم.
صعدو جميعاً للأعلى، اتجهو الي غرفة الام مجيدة، وبعد أن ادخلتهم اغلقت الباب، وتوجهت لأبنها بحدة.
-مراتك بتعيط ليه يا دكتور، جايبها يوم فرحها معيطة يا مالك
لم يحتد او ينفعل في الحديث، بل ابتسم لها ونطق بكل هدوء.
-ما تتكلمي، انطقي يا شذى قوليلهم بتعيطي ليه، اخلصي عشان عايز اروح شغلي.
تلك الكلمة كانت هي المنجية لها، اطرقت اهدابها سريعاً وهي تجمع الكلمات.
شذي بشهقات عاليا موارية عيناها منه
-اهو قالكم اهو قال عايز يروح شغله طب بزمتك يا خالتو في عريس برضو يروح شغله ليلة فرحه
وضعت كلاً من ماجدة و مجيدة يدهم على قلبهم يتنفسو الصعداء، بينما جحظت عينه مندهشاً من تلك الشقية المدعوة بزوجته،
لقد وجدت لنفسها مخرجاً من هذا المأزق دون أن ترتاب اي منهن فيها.
لتهم والدته بالضحك و تضمها لاحضانها
-هههههه يا شيخة خضتينا، احنا قولنا انتو زعلانين مع بعض لا سمح الله.
وجهت والدتها الحديث له
-طب والله معاها حق يا مالك، ما هو صحيح ازاي تروح شغلك يوم فرحك.
مالك وقد بدي الغضب يتملك منه موجهاً حديثه الي زوجته
-فرح ايه اللي بتتكلمي عنه ده، انتي صدقتي نفسك ولا ايه، عايزانى اتأخر عن عمليات المرضى اللي ورايا، واقعد جانبكم هنا.
تفاجئت ماجدة برده وحاولت تهدئة الموقف
-براحة بس يا مالك، شذي اكيد ماتقصدش بس هي فعلاً معاها حق، النهاردة بالذات لازم تبقى موجود دي ليلة فرحك يا بني.
-فرح ايه انتي كمان، انتو بتكدبو الكدبة وتصدقوها، احنا بقالنا اسبوع متجوزين يا هوانم….
قالها مالك وهم بالخروج من الغرفة متوجهاً نحو غرفته.
ماجدة بعصبية
-شايفة ابنك يا مجيدة….
وقفت الام مرتابة في أمر أبنها، هي متأكدة ان هناك امر اخر يعصبه، خصوصاً بعد أن صدمو بصياحه عليها بصوتٍ جهور.
-شذيييييييي
جرو نحو غرفته، ليجدوه يقف واضعاً يديه بخصره، تقدمتهم والدته حتى تفهم ما به.
-مالك يا بني من ساعة ما طلعت، وانت متعصب علينا ليه؟
رفع يده عن خصره، أشار لهم بوجه محتقن:
-ممكن توضحولي ايه المتعلق ده، و مين اللي جابه هنا…
كانت آخر من دلفت الغرفه، لترى امامها، فستان ابيض مرصع بالألئ الماسية، يشبه فساتين الاميرات،
انه فستان عرس، لقد احبته كثيراً، اي فتاة مكانها حين ترى فستان عرسها سترقص من شدة الفرحة، لكن شذى كانت صدمتها اكبر من اي فرحة…
فضلت الصمت، لترى والدتها تواجهه بشراسه
ماجدة مجيبة سؤاله بتحدي
-يعني مش عارف ايه ده، دا فستان فرح و انا اللي جبته لبنتي، اللي المفروض انها عروسه يا عريس….
انفعل من جملتها اكثر، واذا به يجذب ذلك الفستان بقوة، ليتمزق بين يديه ويتمزق قلبها معه.
-و بنتك العروسة مش هتلبسه.
اغتاظت ماجدة من فعلته، صرخت بوجهه هي ترى وجهه ابنتها تزداد حمرته، وعيناها تزرف الدمع بغزارة.
-ايه اللي انت عملته ده، لما انت رافض الفرح، كنت بتتجوز بنتي ليه، و بتاخدها وتمشي من البيت ليه.
مالك بطريقة فاظة.
-مين قالك اني رافض بس دي مراتي، انا اللي اقول تلبس ده و ماتلبسش ده،
وبعدين مين قالك اننا عاملين فرح، احنا قولنا ليلة نطعم فيها اهل الله، مش فرح جايبنلي فيه فستان عريان، وعايزين تلبسوها وتفرجولي الناس عليها.
ماجده بصوتٍ مرتفع بعض الشئ
-وانا امها ومن حقي افرح بليلة بنتي، ماكنتش عارفة اني بهرب بيها من القهر والهم هناك، عشان ارميها هنا في استبداد و تحكم.
قالت جملتها و هي تجذب ابنتها، تاركة لهم الغرفة بأكملها.
جلس على الفراش، ضامماً حاجبيه منحني بجزعه للأمام، مستنداً برسغيه على فخذيه.
❈-❈-❈
#
كل ما حدث كان امام عيناها، مازالت متحفزة بصمتها، تحاول أن تلتقط خيطاً رفيعاً يهديها لتعصبه هذا دون رجي.
مجيدة بهدوء :ليه يا مالك؟
مالك بعصبية :مراتي وانا حر فيها.
مجيدة مغلقة الباب عليهم
-تقوم تكسر فرحتها، و متقوليش انها كانت مبسوطة معاك، انت اصلاً راجع بيها معيطة، و واضح اوي انها زعلانة من حاجه.
-ما قالتلك انها بتعيط عشان مش عايزانى اروح شغلي، ها رأيك ايه انتي كمان اسيب شغلي، واقعد جنب بنت اختك عشان افرحها!
مجيدة بضجر من فعلته
-لأ ازاي تكسر فرحتها هي و امها، تقطعلها فستان فرحها اللي كانت جايباه ليها وعايزة تعملها مفجأة بيه، كان نفسها زي اي ام تشوف بنتها فيه يا شيخ مالك….
اغمض عينيه بحزن لما فعله بهم، هو ليس بشرير لهذه الدرجة، لم يكن يريد أن يحزن خالته، لكن لقد سبق السيف العزل….
وقف مقترباً من خزانة ملابسه، تحدث بصوتٍ متحشرج…
-لو كانت قالتلي واخدت رائي، كنت عرفتها اني مش عايز حد يشوف مراتي، لكن هي راحت اتصرفت من دماغها، وكمان جايبه ليها فستان مكشوف وعايزها تلبسه…..
-ايه ده!!
صرخ بها مالك، وهو يرى أمام عينه ملابس للنوم تخص العرائس، منامات حريرية وشفافة تملئ خزانته، معلقة بجانب ملابسه.
مجيدة ساخرة منه متحدية نظرته
-مش عارف دول ايه يا عريس، دانت حتى لسه متجوز جديد، و لا يكون لسه ماحصلش، و انت بتكدب علينا يا شيخ مالك….
مالك بغضب
-هو ايه اللي ماحصلش، تحبي اثبتلك انه حصل ازاي بقى يا ام مالك، ممكن لو سمحتي تناديلي مراتي…
-و عايزها ليه بقى انشاء الله؟
مالك مندفعاً للخارج
-عايزها معايا وتحت عيني، فيها حاجة دي كمان يا امي.
وقف أمام باب غرفته يناديها
-شذي يا شذيييييي…
لكنها لم تجيبه، تملك منه الغضب الان، التفت الي والدته، محاولاً الا يعلو صوته عليها
-لو سمحتي روحي هاتيها من جوه، انا مش عايز ازعل امها مني اكتر من كده.
تمسكت بذراعه وجذبته للداخل.
-طب ادخل يا حيلة، كفاية فضايح، زمان الستات اللي تحت سمعو كل حاجه.
عاد الي جلسته ينتظرها، حاول أن يهدئ نفسه، ويرتب أفكاره المشتتة.
❈-❈-❈
حلت لها نقابها، ازاحت حجابها وحررت شعرها أيضاً، جلست بجانبها ضمتها إليها بحب، تحاول ان تخفف عنها ما حدث.
ماجدة مجففه دموع ابنتها
-قولتلك من الاول بلاش يا شذى، قولتلك كبير عليكي وطبعه غير طبعك ، و هيبقي صعب تتفاهمي معاه.
بعد كل هذا الألم الذي سببه لها، الا انها مازالت تعشقه، لم تزيد كسرة قلبها الا حباً له، كل ما يفعله ليظهر أمام الجميع انه بغيض، يجعلها تريده اكثر، وتعشق امتلاكه لها اكثر واكثر.
شذي بضعف لوالدتها
-لاء يا ماما اوعي تقولي كده، مالك بيحبني، هو بس بيغير عليا، حتى طريقة تعبيره عن حبه، غير اي حد يا ماما، بحس انه عايز يخبيني من الناس.
-ودا بقى اللى خلاه يعورك فوق حاجبك كده؟
فجائتها والدتها بالحديث، بحركة لا إرادية لمست بأصابعها جبهتها، اعتصرت الامها بداخلها ورسمت ابتسامه خادعه على وجهها…
شهقت والدتها عندما رأت آثار حرق على اصابعها، فانفجرت فيها سائلة.
-ايه ده كمان، هو ماكتفاش انه يضربك، حرقلك ايدك كمان.
تزكرت شذي وقت حدوث هذا الحرق في اصابعها، فاهرولت بأمساك والدتها قبل أن تذهب اليه.
-استنى يا ماما رايحه فين، مش مالك اللي عمل فيا كده، تعالي بس وانا هاحكيلك.
ماجدة محاولة فك حصار ابنتها
-انتي لسه هتداري عليه، لسه هاتخترعي كدبه عشانه.
شذي متعلقة بها
-لاءه يا ماما صدقيني، طب بصي حتى هو في واحد بيكره مراته وبيضربها، يجيبلها خاتم جواز حلو و غالي اوي كده!
نظرت ماجده الي يد ابنتها معلقة بأنبهار ده
-الماس اصلي ده يشذي
شذي بحب
-اصلي يا ماما، مالك اشتراه ليا يوم ما مشينا على شقتنا، ولبسه ليا و قالي مش عايز اشوف ايدك منغير ما تكون دبلتي فيها
ماجده بحيرة
-اومال ايه اثار الضرب اللي انتي فيها دي بس؟
-يا ماما دي مش آثار ضرب و لا حاجه، دانا كنت بغلي اللبن، وانتي عرفاني لما ببقى لسه صاحيه من النوم بقى، المهم اللبن غلي
قومت بدل ما اطفي النار، مسكت اللبانه بأيدي، صوابعي اتلسعت، سيبتها وقعت مني في الأرض، وطيت عشان اجيبها، اتخبط في حرف الرخامه،
بس مالك جيه انقذني بقى قبل ما يحصل حاجه تانية….
-المفروض اني أصدق بقى مش كده؟
انفزعت شذي أثر سماع صوته بالخارج، كانت ستذهب له، لولا يد والدتها المتمسكة بها جيداً…
-رايحة فين اقعدي هنا، خلي عندك كرامه شوية، دا لسه قاطعلك فستان فرحك.
سيبيها تروح لجوزها يا ماجدة.
قالتها مجيدة، وهي تدلف لهم لتشاركهم الحوار.
ماجده متحدية اختها بحزن
-جوزها اللي كسر فرحتها وفرحتي بيها، ماكنش العشم يا مجيدة يا اختي.
مجيدة بحزم
-جوزها و من حقه يغير عليها، ولا انتي مش واخده بالك هو ملبسها ايه، قومي يا شذى شوفي جوزك عايزك ليه،
وماتزعليش يا بنتي احنا اللي غلطنا، كان لازم ناخد رأيه في حاجه زي كده.
اومئت لها برأسها و تحركت بهدوء للخارج، تحاول أن تجبر دموعها الا تتساقط لكنها لا تستجيب.
❈-❈-❈
وقفت داخل الغرفه، عيناها على هذا الفستان الممزق تحت اقدامه، لم تحدث اي غلبه فقط صوت شهقاتها يتصاعد ليمزق قلبه عليها.
لاحظ هو مراقبتهم لهم و هم بالخارج، فقرر ان ينهي هذه الدراما بسط ذراعه، فاتحاً كفه، أمراً لها بكلمه واحده.
-تعالي…
هزت رأسها يميناً و يسارً، دون أن تتحدث.
همس لها برقه
-بقولك تعالي ليا يا شذى..
كانت تظنه قد رق قلبه بالفعل لها، جرت نحوه سريعاً دون أن تلاحظ وجود والدتهما خلفها، توقفت لتضع كفها الرقيق بين يده،
ليفاجئها بجذبه لها، اجلسها على قدمه، ملس على شعرها بيد ، وباليد الاخري حاول تكفيف دموعها،
مالك مراقبهم بجانب عينه
-قلعتي نقابك ليه!
لم تجيبه بلسانها، بل اجابته بشعورها بالأحتياج له، انه حقاً يحتويها و يمتلك قلبها بمجرد لمسه رقيقة منه، زادت شهقاتها وعلى صوت نحيبها، ألقت برأسها على كتفه ولفت
يدها حول خصره بتملك.
مالك مبتسماً من طفولتها
-خلاص ياحبيبي ماحصلش حاجه لدا كله.
شذي ببكاء مثل الاطفال
-خلاص ازاي انت قطعت الفستان..
-هاجبلك الف فستان!! بس ماتعيطيش كده
رفعت رأسها من علي كتفه مندهشة مما قاله
-بجد..
مالك ضاحكاً
-اه بجد بس مش فستاين فرح و مش هتبقى عريانه كده،
عادت نظرة الحزن تسيطر على عيناها، ليكمل هو…
-زعلانه ليه دلوقتي، احنا مش متفقين من لما كنا في البيت، انك مش هاتنزلي تحت خالص، ولما تعوزي تتفرجي على حلقة الذكر، هاتتفرجي من الشباك.
ضمت حاجبيها بعدم فهم، هم لم يتحدثو بذلك الأمر نهائي،
غمز لها بعينه ليتضح لها الأمر كله، هو يفعل كل هذا أمامهم هم، فأومئت له رأسها، وحلت وثاق يده من حولها ناهضة من علي قدمه.
-طب ممكن بقى تحضريلي هدوم نضيفه، عشان اروح شغلي، واوعدك يا ستي بعد أذان العصر هاكون موجود هنا.
اقتربت والدته منها ضمتها اليها
-خلاص بقى يا شذى ماتزعليش، واسمعي كلام جوزك أدام متفقين سوي،
يبقى احنا اللي اتسببنا في الغلط ده من غير ما نقصد، يلا يا حبيبتي، حضري لجوزك لبسه عشان ما يتأخرش،
يلا بينا احنا كمان يا ماجدة.
ماجدة مستشاطة غيظاً من ابنتها
-خلاص وافقتيه على كلامه، هاتحبسي نفسك في الاوضة عشان خاطره.
فاض به الكيل، نهض من جلسته سريعاً، نزع قميصه من داخل بنطاله، وشرع في حل ازراره.
مالك بهدوء
-يلا بسرعة يا شذى.
طرقت ماجدة يديها على فخذيها بقلة حيلة، ترجلت خارج الغرفه بغضب، تهمهم ببعض السباب لأبنتها وله ايضاً.
رفع مالك حاجبه، وأشار بسبابته لوالدته
-دي بتشتمنى!
الحاجة مجيدة ساخرة
-احمد ربنا انها مامسكتش في زمارة رقبتك، يا قلب امك.
❈-❈-❈
وقف خلف باب الغرفة الذي اوصده عليهم منفعلاً، لكنه تحلي بالصبر، هو الآن ينفرد بها وحدهم، لذلك عليه أن يأخذ حظره، من تلك الشقية، ذات الصوت العالي، والتفكير السريع.
التفت لها وهو يشلح قميصه من عليه، ليجدها تمسك حُلته بيد و باليد الاخري تتمسك بذاك الفستان الممزق.
اقترب منها، اخذ الفستان بعنف مجبرها على تركه، القاه ارضاً داعساً بقدمه عليه، واضعاً بيدها مكانه قميصه الملبك بالعجين، وجذب ملابسه من يدها.
-بتفكري في ايه، اصلاً ولا تحلمي، اللي زيك ماتستهلش انها تلبس فستان فرح يا مدام.
-كفاية بقى….
صرخت بها شذي، القت بقميصه جانب فستانها، ابتعدت عنه، جلست ارضاً بجانب الفراش تواري وجهها عنه.
مالك ضاغطاً عليها أكثر
-كفاية ليه يا شذى كلامي بيوجعك اوي، اوعي تكوني كنتي حاطة امل انك تلبسي فستان فرح و تبقى عروسه،
ماينفعش يا شذي، مافيش عروسة بيتعمل ليها فرح بعد دخلتها.
شذي بقهرة
-قولتلك اللي في دماغك ده ماحصلش، عايز تصدق صدق مش عايز خلاص، انت اصلاً رأيك عني مايهمنيش في حاجة،
بس يا ريت طلاما في نيتك اننا ننفصل، يبقى بلاش طريقتك دي في التعامل معايا، أو حتي بلاش تعامل بينا اصلاً.
كان قد ارتدي ملابسه، جلس على الفراش بجانبها يرتدي حذائه الكلاسيكي.
-اسف و الله يا شذى هانم، مش هقدر أحقق ليكي طلبك ده، طول مانتي لسة على زمتي، يبقى عليكي انك تطيعي امري….
مافيش خروج من باب الأوضة دي لحد ما ارجع، نظر اليها صامتاً منتظراً ردها.
شذي معاندة له :
-لاء هانزل و هاقف مع ماما وخالتو و مش هلبس النقاب كمان.
لا تعلم كيف انتشلت هكذا، كيف ركعت امامه،
ضغط بيده على رأسها من الخلف، مجبرها على الانحناء.
-عيدي كده كنتي بتقولي ايه.
شهقت بعين دامعة، و لم تجيبه.
-النقاب هاتلبسيه ومش هيتقلع من علي وشك.
شذي ببكاء و خوف منه
– حاضر
-مافيش خروج من باب الاوضه، اللي عايزك يطلعلك هنا.
-حاضر
مالك بأبتسامة نصر:
-برافو عليكي شطورة، انا ماشي دلوقتي و هاجي بعد العصر بأذن الله ويا رب اجي الاقي حاجه من اللي قولتها ماتنفذتش.
رفعت رائسها لتسحر قلبه بنظرة عينها وهمست
-هاتعمل ايه يعني
مالك بنظرة جامدة
-ماتستعجليش يا شذى العقاب هاتعرفيه في وقته.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
رواياتنا الحصرية كاملة
الفصل التاسع عشر
لحق بهم و وقف موصود اليدين، منتظراً ردها على والدتها…
لكنها التزمت الصمت، حين لاحظت وجود خالتها أيضاً.
مدت والدتها يدها، رفعت نقابها عن وجهها،
ارتدت خطوه للخلف بفزعة على ابنتها، حين وجدت وجهها احمر بالكامل، والدموع تفيض من عيناها بشدة.
جذبتها ماجدة الي صدرها بخوف عليها
-في ايه، قلب امك يا حبيبتي عملت ايه في البت يا مالك؟
مازال محتفظاً ببرودة قلبه، متماسكاً كجبلٍ ساكن.
لتنحيه والدته جانباً، تدخلت على الفور لهم، تحثهم للصعود للأعلى، قبل أن تلاحظ احد النساء ما يحدث بينهم.
-مالكم في ايه، اطلعو قدامي كلكم على فوق، قبل ما واحدة من الستات اللي جوه تسمعكم.
صعدو جميعاً للأعلى، اتجهو الي غرفة الام مجيدة، وبعد أن ادخلتهم اغلقت الباب، وتوجهت لأبنها بحدة.
-مراتك بتعيط ليه يا دكتور، جايبها يوم فرحها معيطة يا مالك
لم يحتد او ينفعل في الحديث، بل ابتسم لها ونطق بكل هدوء.
-ما تتكلمي، انطقي يا شذى قوليلهم بتعيطي ليه، اخلصي عشان عايز اروح شغلي.
تلك الكلمة كانت هي المنجية لها، اطرقت اهدابها سريعاً وهي تجمع الكلمات.
شذي بشهقات عاليا موارية عيناها منه
-اهو قالكم اهو قال عايز يروح شغله طب بزمتك يا خالتو في عريس برضو يروح شغله ليلة فرحه
وضعت كلاً من ماجدة و مجيدة يدهم على قلبهم يتنفسو الصعداء، بينما جحظت عينه مندهشاً من تلك الشقية المدعوة بزوجته،
لقد وجدت لنفسها مخرجاً من هذا المأزق دون أن ترتاب اي منهن فيها.
لتهم والدته بالضحك و تضمها لاحضانها
-هههههه يا شيخة خضتينا، احنا قولنا انتو زعلانين مع بعض لا سمح الله.
وجهت والدتها الحديث له
-طب والله معاها حق يا مالك، ما هو صحيح ازاي تروح شغلك يوم فرحك.
مالك وقد بدي الغضب يتملك منه موجهاً حديثه الي زوجته
-فرح ايه اللي بتتكلمي عنه ده، انتي صدقتي نفسك ولا ايه، عايزانى اتأخر عن عمليات المرضى اللي ورايا، واقعد جانبكم هنا.
تفاجئت ماجدة برده وحاولت تهدئة الموقف
-براحة بس يا مالك، شذي اكيد ماتقصدش بس هي فعلاً معاها حق، النهاردة بالذات لازم تبقى موجود دي ليلة فرحك يا بني.
-فرح ايه انتي كمان، انتو بتكدبو الكدبة وتصدقوها، احنا بقالنا اسبوع متجوزين يا هوانم….
قالها مالك وهم بالخروج من الغرفة متوجهاً نحو غرفته.
ماجدة بعصبية
-شايفة ابنك يا مجيدة….
وقفت الام مرتابة في أمر أبنها، هي متأكدة ان هناك امر اخر يعصبه، خصوصاً بعد أن صدمو بصياحه عليها بصوتٍ جهور.
-شذيييييييي
جرو نحو غرفته، ليجدوه يقف واضعاً يديه بخصره، تقدمتهم والدته حتى تفهم ما به.
-مالك يا بني من ساعة ما طلعت، وانت متعصب علينا ليه؟
رفع يده عن خصره، أشار لهم بوجه محتقن:
-ممكن توضحولي ايه المتعلق ده، و مين اللي جابه هنا…
كانت آخر من دلفت الغرفه، لترى امامها، فستان ابيض مرصع بالألئ الماسية، يشبه فساتين الاميرات،
انه فستان عرس، لقد احبته كثيراً، اي فتاة مكانها حين ترى فستان عرسها سترقص من شدة الفرحة، لكن شذى كانت صدمتها اكبر من اي فرحة…
فضلت الصمت، لترى والدتها تواجهه بشراسه
ماجدة مجيبة سؤاله بتحدي
-يعني مش عارف ايه ده، دا فستان فرح و انا اللي جبته لبنتي، اللي المفروض انها عروسه يا عريس….
انفعل من جملتها اكثر، واذا به يجذب ذلك الفستان بقوة، ليتمزق بين يديه ويتمزق قلبها معه.
-و بنتك العروسة مش هتلبسه.
اغتاظت ماجدة من فعلته، صرخت بوجهه هي ترى وجهه ابنتها تزداد حمرته، وعيناها تزرف الدمع بغزارة.
-ايه اللي انت عملته ده، لما انت رافض الفرح، كنت بتتجوز بنتي ليه، و بتاخدها وتمشي من البيت ليه.
مالك بطريقة فاظة.
-مين قالك اني رافض بس دي مراتي، انا اللي اقول تلبس ده و ماتلبسش ده،
وبعدين مين قالك اننا عاملين فرح، احنا قولنا ليلة نطعم فيها اهل الله، مش فرح جايبنلي فيه فستان عريان، وعايزين تلبسوها وتفرجولي الناس عليها.
ماجده بصوتٍ مرتفع بعض الشئ
-وانا امها ومن حقي افرح بليلة بنتي، ماكنتش عارفة اني بهرب بيها من القهر والهم هناك، عشان ارميها هنا في استبداد و تحكم.
قالت جملتها و هي تجذب ابنتها، تاركة لهم الغرفة بأكملها.
جلس على الفراش، ضامماً حاجبيه منحني بجزعه للأمام، مستنداً برسغيه على فخذيه.
❈-❈-❈
#
كل ما حدث كان امام عيناها، مازالت متحفزة بصمتها، تحاول أن تلتقط خيطاً رفيعاً يهديها لتعصبه هذا دون رجي.
مجيدة بهدوء :ليه يا مالك؟
مالك بعصبية :مراتي وانا حر فيها.
مجيدة مغلقة الباب عليهم
-تقوم تكسر فرحتها، و متقوليش انها كانت مبسوطة معاك، انت اصلاً راجع بيها معيطة، و واضح اوي انها زعلانة من حاجه.
-ما قالتلك انها بتعيط عشان مش عايزانى اروح شغلي، ها رأيك ايه انتي كمان اسيب شغلي، واقعد جنب بنت اختك عشان افرحها!
مجيدة بضجر من فعلته
-لأ ازاي تكسر فرحتها هي و امها، تقطعلها فستان فرحها اللي كانت جايباه ليها وعايزة تعملها مفجأة بيه، كان نفسها زي اي ام تشوف بنتها فيه يا شيخ مالك….
اغمض عينيه بحزن لما فعله بهم، هو ليس بشرير لهذه الدرجة، لم يكن يريد أن يحزن خالته، لكن لقد سبق السيف العزل….
وقف مقترباً من خزانة ملابسه، تحدث بصوتٍ متحشرج…
-لو كانت قالتلي واخدت رائي، كنت عرفتها اني مش عايز حد يشوف مراتي، لكن هي راحت اتصرفت من دماغها، وكمان جايبه ليها فستان مكشوف وعايزها تلبسه…..
-ايه ده!!
صرخ بها مالك، وهو يرى أمام عينه ملابس للنوم تخص العرائس، منامات حريرية وشفافة تملئ خزانته، معلقة بجانب ملابسه.
مجيدة ساخرة منه متحدية نظرته
-مش عارف دول ايه يا عريس، دانت حتى لسه متجوز جديد، و لا يكون لسه ماحصلش، و انت بتكدب علينا يا شيخ مالك….
مالك بغضب
-هو ايه اللي ماحصلش، تحبي اثبتلك انه حصل ازاي بقى يا ام مالك، ممكن لو سمحتي تناديلي مراتي…
-و عايزها ليه بقى انشاء الله؟
مالك مندفعاً للخارج
-عايزها معايا وتحت عيني، فيها حاجة دي كمان يا امي.
وقف أمام باب غرفته يناديها
-شذي يا شذيييييي…
لكنها لم تجيبه، تملك منه الغضب الان، التفت الي والدته، محاولاً الا يعلو صوته عليها
-لو سمحتي روحي هاتيها من جوه، انا مش عايز ازعل امها مني اكتر من كده.
تمسكت بذراعه وجذبته للداخل.
-طب ادخل يا حيلة، كفاية فضايح، زمان الستات اللي تحت سمعو كل حاجه.
عاد الي جلسته ينتظرها، حاول أن يهدئ نفسه، ويرتب أفكاره المشتتة.
❈-❈-❈
حلت لها نقابها، ازاحت حجابها وحررت شعرها أيضاً، جلست بجانبها ضمتها إليها بحب، تحاول ان تخفف عنها ما حدث.
ماجدة مجففه دموع ابنتها
-قولتلك من الاول بلاش يا شذى، قولتلك كبير عليكي وطبعه غير طبعك ، و هيبقي صعب تتفاهمي معاه.
بعد كل هذا الألم الذي سببه لها، الا انها مازالت تعشقه، لم تزيد كسرة قلبها الا حباً له، كل ما يفعله ليظهر أمام الجميع انه بغيض، يجعلها تريده اكثر، وتعشق امتلاكه لها اكثر واكثر.
شذي بضعف لوالدتها
-لاء يا ماما اوعي تقولي كده، مالك بيحبني، هو بس بيغير عليا، حتى طريقة تعبيره عن حبه، غير اي حد يا ماما، بحس انه عايز يخبيني من الناس.
-ودا بقى اللى خلاه يعورك فوق حاجبك كده؟
فجائتها والدتها بالحديث، بحركة لا إرادية لمست بأصابعها جبهتها، اعتصرت الامها بداخلها ورسمت ابتسامه خادعه على وجهها…
شهقت والدتها عندما رأت آثار حرق على اصابعها، فانفجرت فيها سائلة.
-ايه ده كمان، هو ماكتفاش انه يضربك، حرقلك ايدك كمان.
تزكرت شذي وقت حدوث هذا الحرق في اصابعها، فاهرولت بأمساك والدتها قبل أن تذهب اليه.
-استنى يا ماما رايحه فين، مش مالك اللي عمل فيا كده، تعالي بس وانا هاحكيلك.
ماجدة محاولة فك حصار ابنتها
-انتي لسه هتداري عليه، لسه هاتخترعي كدبه عشانه.
شذي متعلقة بها
-لاءه يا ماما صدقيني، طب بصي حتى هو في واحد بيكره مراته وبيضربها، يجيبلها خاتم جواز حلو و غالي اوي كده!
نظرت ماجده الي يد ابنتها معلقة بأنبهار ده
-الماس اصلي ده يشذي
شذي بحب
-اصلي يا ماما، مالك اشتراه ليا يوم ما مشينا على شقتنا، ولبسه ليا و قالي مش عايز اشوف ايدك منغير ما تكون دبلتي فيها
ماجده بحيرة
-اومال ايه اثار الضرب اللي انتي فيها دي بس؟
-يا ماما دي مش آثار ضرب و لا حاجه، دانا كنت بغلي اللبن، وانتي عرفاني لما ببقى لسه صاحيه من النوم بقى، المهم اللبن غلي
قومت بدل ما اطفي النار، مسكت اللبانه بأيدي، صوابعي اتلسعت، سيبتها وقعت مني في الأرض، وطيت عشان اجيبها، اتخبط في حرف الرخامه،
بس مالك جيه انقذني بقى قبل ما يحصل حاجه تانية….
-المفروض اني أصدق بقى مش كده؟
انفزعت شذي أثر سماع صوته بالخارج، كانت ستذهب له، لولا يد والدتها المتمسكة بها جيداً…
-رايحة فين اقعدي هنا، خلي عندك كرامه شوية، دا لسه قاطعلك فستان فرحك.
سيبيها تروح لجوزها يا ماجدة.
قالتها مجيدة، وهي تدلف لهم لتشاركهم الحوار.
ماجده متحدية اختها بحزن
-جوزها اللي كسر فرحتها وفرحتي بيها، ماكنش العشم يا مجيدة يا اختي.
مجيدة بحزم
-جوزها و من حقه يغير عليها، ولا انتي مش واخده بالك هو ملبسها ايه، قومي يا شذى شوفي جوزك عايزك ليه،
وماتزعليش يا بنتي احنا اللي غلطنا، كان لازم ناخد رأيه في حاجه زي كده.
اومئت لها برأسها و تحركت بهدوء للخارج، تحاول أن تجبر دموعها الا تتساقط لكنها لا تستجيب.
❈-❈-❈
وقفت داخل الغرفه، عيناها على هذا الفستان الممزق تحت اقدامه، لم تحدث اي غلبه فقط صوت شهقاتها يتصاعد ليمزق قلبه عليها.
لاحظ هو مراقبتهم لهم و هم بالخارج، فقرر ان ينهي هذه الدراما بسط ذراعه، فاتحاً كفه، أمراً لها بكلمه واحده.
-تعالي…
هزت رأسها يميناً و يسارً، دون أن تتحدث.
همس لها برقه
-بقولك تعالي ليا يا شذى..
كانت تظنه قد رق قلبه بالفعل لها، جرت نحوه سريعاً دون أن تلاحظ وجود والدتهما خلفها، توقفت لتضع كفها الرقيق بين يده،
ليفاجئها بجذبه لها، اجلسها على قدمه، ملس على شعرها بيد ، وباليد الاخري حاول تكفيف دموعها،
مالك مراقبهم بجانب عينه
-قلعتي نقابك ليه!
لم تجيبه بلسانها، بل اجابته بشعورها بالأحتياج له، انه حقاً يحتويها و يمتلك قلبها بمجرد لمسه رقيقة منه، زادت شهقاتها وعلى صوت نحيبها، ألقت برأسها على كتفه ولفت
يدها حول خصره بتملك.
مالك مبتسماً من طفولتها
-خلاص ياحبيبي ماحصلش حاجه لدا كله.
شذي ببكاء مثل الاطفال
-خلاص ازاي انت قطعت الفستان..
-هاجبلك الف فستان!! بس ماتعيطيش كده
رفعت رأسها من علي كتفه مندهشة مما قاله
-بجد..
مالك ضاحكاً
-اه بجد بس مش فستاين فرح و مش هتبقى عريانه كده،
عادت نظرة الحزن تسيطر على عيناها، ليكمل هو…
-زعلانه ليه دلوقتي، احنا مش متفقين من لما كنا في البيت، انك مش هاتنزلي تحت خالص، ولما تعوزي تتفرجي على حلقة الذكر، هاتتفرجي من الشباك.
ضمت حاجبيها بعدم فهم، هم لم يتحدثو بذلك الأمر نهائي،
غمز لها بعينه ليتضح لها الأمر كله، هو يفعل كل هذا أمامهم هم، فأومئت له رأسها، وحلت وثاق يده من حولها ناهضة من علي قدمه.
-طب ممكن بقى تحضريلي هدوم نضيفه، عشان اروح شغلي، واوعدك يا ستي بعد أذان العصر هاكون موجود هنا.
اقتربت والدته منها ضمتها اليها
-خلاص بقى يا شذى ماتزعليش، واسمعي كلام جوزك أدام متفقين سوي،
يبقى احنا اللي اتسببنا في الغلط ده من غير ما نقصد، يلا يا حبيبتي، حضري لجوزك لبسه عشان ما يتأخرش،
يلا بينا احنا كمان يا ماجدة.
ماجدة مستشاطة غيظاً من ابنتها
-خلاص وافقتيه على كلامه، هاتحبسي نفسك في الاوضة عشان خاطره.
فاض به الكيل، نهض من جلسته سريعاً، نزع قميصه من داخل بنطاله، وشرع في حل ازراره.
مالك بهدوء
-يلا بسرعة يا شذى.
طرقت ماجدة يديها على فخذيها بقلة حيلة، ترجلت خارج الغرفه بغضب، تهمهم ببعض السباب لأبنتها وله ايضاً.
رفع مالك حاجبه، وأشار بسبابته لوالدته
-دي بتشتمنى!
الحاجة مجيدة ساخرة
-احمد ربنا انها مامسكتش في زمارة رقبتك، يا قلب امك.
❈-❈-❈
وقف خلف باب الغرفة الذي اوصده عليهم منفعلاً، لكنه تحلي بالصبر، هو الآن ينفرد بها وحدهم، لذلك عليه أن يأخذ حظره، من تلك الشقية، ذات الصوت العالي، والتفكير السريع.
التفت لها وهو يشلح قميصه من عليه، ليجدها تمسك حُلته بيد و باليد الاخري تتمسك بذاك الفستان الممزق.
اقترب منها، اخذ الفستان بعنف مجبرها على تركه، القاه ارضاً داعساً بقدمه عليه، واضعاً بيدها مكانه قميصه الملبك بالعجين، وجذب ملابسه من يدها.
-بتفكري في ايه، اصلاً ولا تحلمي، اللي زيك ماتستهلش انها تلبس فستان فرح يا مدام.
-كفاية بقى….
صرخت بها شذي، القت بقميصه جانب فستانها، ابتعدت عنه، جلست ارضاً بجانب الفراش تواري وجهها عنه.
مالك ضاغطاً عليها أكثر
-كفاية ليه يا شذى كلامي بيوجعك اوي، اوعي تكوني كنتي حاطة امل انك تلبسي فستان فرح و تبقى عروسه،
ماينفعش يا شذي، مافيش عروسة بيتعمل ليها فرح بعد دخلتها.
شذي بقهرة
-قولتلك اللي في دماغك ده ماحصلش، عايز تصدق صدق مش عايز خلاص، انت اصلاً رأيك عني مايهمنيش في حاجة،
بس يا ريت طلاما في نيتك اننا ننفصل، يبقى بلاش طريقتك دي في التعامل معايا، أو حتي بلاش تعامل بينا اصلاً.
كان قد ارتدي ملابسه، جلس على الفراش بجانبها يرتدي حذائه الكلاسيكي.
-اسف و الله يا شذى هانم، مش هقدر أحقق ليكي طلبك ده، طول مانتي لسة على زمتي، يبقى عليكي انك تطيعي امري….
مافيش خروج من باب الأوضة دي لحد ما ارجع، نظر اليها صامتاً منتظراً ردها.
شذي معاندة له :
-لاء هانزل و هاقف مع ماما وخالتو و مش هلبس النقاب كمان.
لا تعلم كيف انتشلت هكذا، كيف ركعت امامه،
ضغط بيده على رأسها من الخلف، مجبرها على الانحناء.
-عيدي كده كنتي بتقولي ايه.
شهقت بعين دامعة، و لم تجيبه.
-النقاب هاتلبسيه ومش هيتقلع من علي وشك.
شذي ببكاء و خوف منه
– حاضر
-مافيش خروج من باب الاوضه، اللي عايزك يطلعلك هنا.
-حاضر
مالك بأبتسامة نصر:
-برافو عليكي شطورة، انا ماشي دلوقتي و هاجي بعد العصر بأذن الله ويا رب اجي الاقي حاجه من اللي قولتها ماتنفذتش.
رفعت رائسها لتسحر قلبه بنظرة عينها وهمست
-هاتعمل ايه يعني
مالك بنظرة جامدة
-ماتستعجليش يا شذى العقاب هاتعرفيه في وقته.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساكن الضريح)