رواية ساعة الانتقام الفصل العشرون 20 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت العشرون
رواية ساعة الانتقام الجزء العشرون
رواية ساعة الانتقام الحلقة العشرون
عَلِمتْ هنا هويته جيدًا لتحاول تهدأه ريم التي تسطحت مكانها بصدمه ولم تتحرك، حتى لاحظ ذلك ماهر الذي نظر لها بإبهام يُتابع ملامحها المُرتبكه والقلق والانكماش الذي تمّلك منها فجأه.
– قرايبك دول ؟!
قالها مدحت بخبث وحيره ليرد ماهر :
– حاجه زي كده
– ريم إحنا اتأخرنا علي محاضرتنا يلا بينا.
قالتها هنا وهي تسندها تحاول بقدر الإمكان أن تُبعدها عنه قبل أن تنهار وبالفعل نجحت في ذلك عندما نهضت ريم تحمل شنطتها وهي ترحل في صمت حائر يراقبها ماهر وهي ترحل بشكل عشوائي وبداخله يعلم جيدًا أن بها شئ، نظر لمدحت بترّقب يقول :
– أنت تعرفهم؟!
أبتسم مدحت يجلس جانبه وهو يقول :
– وانا هعرفهم منين؟! المهم طمني عليك أخبارك.
جلس ماهر هو الآخر يقول وبداخله يشعر أن ما يقوله ليس بالحقيقه :
– انا في نعمه الحمد لله، طمني أنت عليك وعلى عزام بيه.
نظر مدحت جانبًا مُشمئزًا من ذكر إسمه لكنه تنهد بقوه قبل أن يقول :
– زي الفل بيسلم عليك.
تحولت ملامح ماهر تدريجيًا عندما رأي زياد يتجه إليهم.
زفر بقوه وهو يقول بترحيب زائف :
– اهلاً ي زياد بيه.
جلس زياد بتعجب وشك من تلقيه إتصال منه بعدما علم بشأن توليه لهذه القضيه فيعلم جيدًا أن ماهر سيفعل المستحيل من أجلها :
– خير ي ماهر قلقتني على الصبح.
راقب مدحت الوضع ونظرات ماهر الغامضه ليُحمحم، ينهض من مكانه وهو يقول :
– طيب أنا استأذن ي ماهر بيه، سعيد إني شفتك النهارده، فرصه سعيده ي زياد بيه.
صافحه ماهر بإبتسامه بشوشه بينما عندما رحل، نظر لزياد الذي كان يجلس بإرتباك حاول جاهدًا إخفاءه :
– تشرب إيه الأول ي زياد.
– أي حاجه بس طمني مالك.
قالها زياد بمكر ليرد ماهر بنفس ذاك المكر :
– مبرووك عليك القضيه الجديده، فرحتلك ي شيخ، أهم حاجه اشتغل عليها بكل طاقتك وانا موجود في اي وقت تحتاجني فيه، مش عارف ليه حاسس إنك هتعرفلنا مين القاتل وده يبقى أكبر إنجاز ويتحسبلك ي زياد.
نظر له زياد بعدم إرتياح من لهجته وكلامه الذي يعلمه جيدًا، لم يستسلم ماهر بهذه السهوله فهو يخطط لشئ أكبر.
أراد مراوغته بسذاجه يقول :
– بجد فرحان ي ماهر؟! يعني مش زعلان انها اتبعتتلي!
أبتسم ماهر بخبث وهو يشرب من مشروبه الخاص قبل أن يردف :
– إحنا الاتنين واحد ي زياد، وأنت كنت معايا فيها من البدايه وانا بإذن الله مش هسيبك ومعاك في أي وقت، ابدأ انت بس.
قابله زياد بإبتسامه مُصطنعه يرد :
– بيني وبينك انا قلقت من الموضوع، قولت ماهر بجلاله قدره معرفش يصل لحاجه، انا بقي هعرف!
حك أنفه مُقهقهاً :
– ما سمعتش المثل اللي بيقول يوضع سره في أضعف خلقه!.
اشتعل زياد غيظاً من لهجته الساخره وطريقته ليرد كاظمًا غيظه :
– تقصد أنا أضعف خلقه!
– تشرب إيه صحيح؟!
قالها ماهر مُحاولاً تلطيف الأجواء بينما اردف زياد بغضب :
– ماهر انت جايبني هنا تسخر مني؟!! انا مش فاهمك ولا فاهم طريقتك!
– اخص عليك! مكنش العشم ي صاحبي.
روق كده ده انا مبسوط بالخبر من كل قلبي وكمان عازمك النهارده اِبسط.
أخذ زياد ينظر له بغيظ وضيق وبداخله يحمل كل الكره والحقد تجاهه.
***********************
دعني أرحب بكَ عزيزي هُنا حيث الغابات البشريه، التي لا حاجه لوجود الحيوانات المفترسه بها، يكفي وجودك رفقه إنسان قاتل، بلا قلب أو شفقه..
هذه هي الحياه الآن، شئت أم أبيت فأنت بداخل غابه من بها ينهب بغيره.
– عاوزني في إيه ي سمير تاني! إيه جاي تقولي سقطي الطفل! من غير ما تقول انا استحاله كنت اشيل طفل في بطني منك بعد اللي عملته، اطمن ي سمير بيه انا سقطت الطفل.
– بتقولييي ايييه!! انتي اتجننتتتي!!! إزاي تعملي كده من غير ما ترجعيلي!! هاا ردي عليااا.
قالها سمير بعصبيه جاذبًا مرفقيها بقوه، تبعده عنها بتضجر وغضب وهي تقول :
-بلاااش تمثيل.. كفااايه كدب لحد كده، إيه فاكرني عبيطه ولسه هصدقك بعد اللي عملته فيا!.
تنهد سمير بألم مُحاولاً استرجاع أحداث هذا اليوم وما حدث بينهم لكنه لم يتذكر أي شئ، اقترب منها يحاول الاستفسار وهو يقول :
– شهد ارجوكي حاولي تفتكري أي حاجه من اليوم ده، انا مش فاكر أي حاجه تقريبآ! انا استحاله اعمل فيكي أي حاجه وحشه حتى لو كُنت مُغيب صدقيني.
شعرت شهد بخزي والدموع تتجمع في عينيها بعدما شعرت في كلامه بإتهام لتقول بألم وحزن :
– تقصد إيه!
عَلِم ما فهمته وتطرق إلى عقلها لذا حاول أن يهدأها بثبات بعدما وجد الدموع بعينيها التائهتين :
– متفهميش كلامي غلط انا مقصدش طبعًا حاجه بس انا تايه من اللي بيحصل ومن اللي عملتيه ده.
مسحت دموعها الخائنه دائمًا وهي تقول قبل أن ترحل :
– سمير بيه انا آه نزلت ابني اللي هو منك بس ده مش معناه إني استسلمت للي عملته وعاوز تتهرب منه وتشيلني الموضوع، صدقني مش ههنيك على حياتك ولو اضطرني الموضوع إني اقتلك مش هتردد.
كان يتابعها بصدمه من ما تفوهت به وملامحها التي كانت تبدو وتنوي على الشر :
– تقتليني!!
كانت تنظر للجانب الآخر لا تود رؤيه وجهه حتى لا تضعف لتركض من أمامه دون رد يتابعها هو بصدمه من ما قالته وتحولها أمامه، فهذه لم تكن شهد الذي عشقها وما زال يفعل!
وصلت إلى الخارج واتجهت إلى سياره يقودها شخص تشمئز هي من وجوده، جلست رفقته وهي تقول :
– انا قولتله إني سقطت.
خلع نظارته الشمسيه في غضب وهو يقول :
– بتقولييي اييه!!
– زياد انا سمعت كلامك وقولتله أني حامل منه وهو صدق بس انا مقدرتش أكمل التمثيليه دي، مقدرتش اكدب عليه لحد كده.
– وانتي كده مكدبتيش عليه لتاني مره وفهمتيه إنك قتلتي أبنه بإيدك وهو مكنش موجود من الأساس!!
قالها زياد بعنف وضيق من فِعلتها دون استشارته
– اهو اللي حصل وبعدين مقدرش اشوفه كده ي زياد، انا بحبه!
قهقه هو على الجانب الآخر يقول ساخرًا :
– بتحبيه!!! وهو الراجل مقصرش قام خطب صاحبتك وكلها شهر ويتجوزوا، هتتبسطي انتى أما يتجوزها قدامك وتتأكدي أنه لا بيحبك ولا غيره!.
– قولتلك دي كلها خطه وخطوبه شكليه، كفااايه بقييي.
– انتي مصدقه نفسك؟!!.. ولما واثقه كده انها خطوبه أي كلام روحتي قولتيلو إنك حامل ليه ها؟! خفتي لأحسن يروح منك.
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول :
– زياد ممكن افهم أنت إيه مصلحتك من اللي بتعمله معايا؟!!!
نظر زياد جانبًا يقول بتمثيل :
– انتى صاحبتي ي شهد وعامل عليكي، مقدرش اشوف حد بيضحك عليكي.
– صاحبتك منين! بلاش كدب على بعض، ده انا اعرفك من كام يوم.
قالتها شهد بعدم إقتناع وهي على وشك أن ترد لكنه فتح هاتفه وهو يريها شئ ما قائلاً بمكر :
– شوفي كده الخبر الحصري ده، زواج رجل الأعمال سمير النوبي وابنه اللواء سليم دويدار، سمير بيه قالك على الخبر ده ولا لسه؟!
نظرت للهاتف بألم وصوره آيه برفقته بعدما علمت بشأن زواجهم بعد شهر واحد ليُكمل زياد مكره وهو يقول :
– هو ده النسب اللي يشرف!.
– تقصد إيه؟!.
قالتها شهد وهي على وشك البكاء ليزيل هو تلك الدمعه التي سقطت رغمًا عنها هاتفًا :
– بلاش دموع دلوقتي! الموضوع باين ي شهد، سليم وسمير مُستفيدين من بعض واكيد دي صفقه ما بينهم يعني الجواز هيبقي بشكل رسمي، اللوا سليم عمره ما هيفوّتْ سمير النوبي من ايده وكذلك سمير ميقدرش يستغني عن سلطه سليم، وانتي لسه مش مصدقاني، انا بحاول أساعدك ي شهد انتي زي أختي ولو أختي حصل فيها حاجه زي كده عمري ما كنت هسيبها ولا هسيبه.
قالها زياد بغل وكراهيه تجاه ذاك الشخص التي لم تفهمها شهد حتى الآن.
استيقظت من نومها مُتحركه نحو المرحاض تغسل وجهها وعقلها مُغيب من ما تتذكره هذه الأيام، خرجت من المرحاض بل من الغرفه بأكملها بعدما عَلِمت بذهاب ريم إلى الجامعه لتجد ورد تجلس برفقه أمها يتحاكون، اقتربت منهم وهي تُلقي تحيه الصبح تجلس جوارهم بتعب
– إيه ي حبيبتي مالك.
– صدااع ي ماما رهيببب.
– استني هشوفلك مُسكن ولا حاجه
نهضت ورد وقتها كي تجلب لها ذاك المُسكن بينما هي كانت شارده الذهن تفكر فقط فيما حدث وما يحدث وماذا سيحدث!.
***********************
– إيه بتفكري تدخلي ولا لأ؟!
امآت في صمت بينما هو دلف تلك الغرفه وتركها وحدها، ابتلعت لعابها بتوتر وهمست لنفسها مُتسائله في قلق :
– هو ناوي ع إيه؟!!..
لم تعطي لنفسها فرصه للتفكير أكثر ودلفت الغرفه تضع حقائبها جانبًا ثم توجهت للشرفه تفتحها على مصراعيها، دخلت وهي تنظر لأسفل تحاول استنشاق الهواء الهليل.. فشعرت بالدوران الطفيف وعادت رهبه خوفها من المرتفعات تسيطر عليها لذا عادت للخلف خطوه حتى اصطدمت بِ فريد الذي يراقبها لتقول هي مُتسائله :
– فريد أنت مش مصدقني أن الشخص اللي ورتهوني هو ده اللي شفته واستنجدت بيه؟!
– آيه هانم ممكن يكون اختلط عليكي الأمر لأنهم بالاداره تحت قالوا أنه واخد اجازه من أسبوع ومجاش من وقتها!
– صدقني ي فريد فيه حاجه غلط وحياه بابا انا شفته وكان جاي ينقذني بس بعدين اختفى!
– المهم دلوقتي إنك في آمان، إيه رأيك في الاوضه هتعرفي تنامي هنا؟
ابتلعت ريقها لأنها لا تفضل الأماكن التي تقع بالمرتفعات هكذا لكن ما باليد حيله لذا امآت بإستلام رغم توترها :
– الاوضه جميله حبيتها أوي.
رفع هو حاجبه الايسر مُستنكرًا حديثها، فهو يعلم تمام العلم أنها تكذب عليه حتى وإن لم تنطق بذلك فيكفيه رجفه كفها ورفرفه أهدابها لذا زفر هو الآخر مُستسلمًا يقول بنبره هادئه :
– طيب تقدري ترتاحي دلوقتي.
– هو أنت رايح فين!؟.
قالتها بخوف وهي تراقب ملامحه ليرد هو مُبتسمًا بخبث :
– إيه خايفه!!..
تداعت نظراتها محاوله استجماع شتات نفسها والكلمات تنزلق وتهرب منها فلا تجد ما تجيبه به سوي صمتًا مُطبقًا فوق صدرها وخوف يطل من عينيها ليتوسله ألا يتركها وحيده بهذه الغرفه.
– متقلقيش هو اصلاً مفيش غير الاوضه دي مُتاحه ف هضطر أشاركك فيها لأني مقدرش اسيبك لوحدك.
قالها وهو يجلس على أحد الكراسي مُستندًا عليه يتنهد بقوه وبداخله صراع من كل شئ يحدث حوله، شعر ب ِخطب في فندقه وأن شئ يدور وراء ظهره بعد ما قالته آيه ورؤيتها لهذا الشخص.
اقتربت آيه تقف أمامه بتوتر وهي تقول :
– طيب هو مفيش غير سرير واحد، أنت هتنام فين؟!
استقام في وقفته ثم أمسكها من كتفيها لتقف أمامه مُباشرًه قائلاً :
– متشغليش بالك بيا، انا هنام في أي حته، انا عارف أنه مينفعش أشاركك في نفس الاوضه بس إنتي عارفه الظروف وكلها كام يوم ونرجع مصر تاني.
امآت له مُبتسمه بهدوء تترجل من أمامه لكنها توقفت وهي تُعيد بصرها إليه تبتلع ريقها قبل أن تقول :
– فريد هو أنت جبتني هنا فعلاً لأنك خايف عليا وعاوز تحميني؟!
طال صمته وهي تحدق به، تحاول البحث داخل عينيه الغامضه عن شعاع حبه لكنها وجدت ملامح جامده وخاليه من أى شئ حتى جعلتها تشعر بالوحدة والحزن.
– آيه هانم أيوه خايف عليكي وواجبي احميكي.
ابتسمت لحظيًا من جملته لكن اختفت ابتسامتها سريعًا عندما أكمل :
– سليم بيه وعدته إني هفضل احميكي واساندك وانا مقدرش اخلي بوعدي.
– فيك الخير.
قالتها بحزن وهي تبتعد، تقترب من حقائبها كي تُخرج بعض ثيابها من أجل الاستحمام.
بينما هو لم يشعر بنفسه إلا وهو يقول :
– طيب انا نازل اجيب بعض الحاجات الناقصه اللي هنحتاجها، خلي بالك من نفسك وخلي تليفونك جنبك.
امآت له بعدم إهتمام وهي تدلف للمرحاض لتجده يعيق طريقها ونظراته تتفحصها يهتف بثباب :
– خدي تليفونك معاكي.
– نعم!
قالتها تنظر له بسخريه بينما هو تابع بجديه :
– مبهزرش أسمعي الكلام.
– ولو مسمعتش؟!.
قالتها بتحدي وضيق من جديته ورسميته معها في الحديث، أرادت إثاره غيظه، علم هو مخططها وما في نيتها نحوه لكنه حزم الأمر وقال بهمجيه دون شعور :
– آيه هانم بلاش شغل الأطفال ده، انا عارف إنك بتبقي قاصده تخليني أخرج عن شعوري وعاوزه تجريني في الكلام بلاش الطريقه دي علشان هتتعبي على الفاضي!.
– تقصد إني مدلوقه عليك!.
قالتها بسخريه مقصوده ثم أكملت :
– وانا هدلق عليك ليه؟!!.. أنت مجرد حارس يعني شفاف بالنسبالي ي فريد، انا فين وانت فين!.. ثم بعدين تعالي هنا ابقي روح شوف نفسك في المرايه بتبقي عامل إزاي سعت بتشوفني!
للمره الثانيه على التوالي في نفس اليوم يرفع معدل احتراق الدم في جسده كما احتراق الوقود في السياره، فهل ستستمر تلك الحرب العاطفيه بينهما؟ رفع فريد سبابته في وجهها ينطق محذرًا لها :
– احفظي كلامك ي آيه وخليكي فاكره أن صبري ليه حدود وأنتي اتخطيتي كل الحدود معايا وتجاوزك ده مش هستحمله كتير.
– آيه هانم.
قالتها آيه بلهجه انثويه ساحره وبداخلها تنوي أن تفضح مشاعره المكبوته نحوها لكنها لا تعلم أنها ستُلقي بنفسها إلى التهلكه.
اقتربت منه ترفع يدها وهي تتحسس وجهه بحنان، تنفس فريد بقوه ثم قبض على يدها بشده دون وعي منه حتى آلمتها قبضته فرمقته بحيره، أما فريد لم يهتم لنظراتها التي أصابته كالسهام في قلبه ولكنه تظاهر باللامبالاه حتى لا ينجرف أكثر من ذلك ويطيح بها وبنفسه للتهلكه.
حرر فريد يدها من حوله ثم أبعدها بقوه حتى ظنت أنه يُلقي بها غير مُكترثًا.
حاولا ألا ينظر إليها ويغوص بمقليتها ولكن عيناه تمردت، فألقي عليها نظره سريعه ثم اشاح ببصره ليقول بصوت غاضب :
– أنتي واعيه للي بتهببيه دلوقتي؟!… أنتي عايزه إيه بالظبط؟!!.
صمتت آيه للحظات تتأمله بدهشه لم تضع ببالها أن المقابله ستكون هكذا!، لم تصدق أن رده فعله ستكون هجوميه وحاده لها.
إذن هو لم يحبها، هو بالفعل كما قال سابقًا أن عاليا هي حبه الحقيقي وأنه مجرد حارس لها.
قالت آيه بهدوء بعد أن مسحت دموعها بظهر يدها :
– مكنتش أعرف إنك هتعاملني كده… أنا عملت كده علشان اتأكد من حبك ليا علشان قلت إنك بتحبني..!
قصدت آيه من جملتها الأخيره أن تستشعر مشاعره تجاهها
فاجابها فريد بإستشاطه وغضب :
– سبق وقولتلك أن عاليا حبي الحقيقي دي الحقيقه اللي انتي مش قادره تصدقيها ي آيه هانم وده مش زنبي، انا بقوم بواجبي تجاهك متفهميش اهتمامي بيكي غلط.
– عنيك بتقول غير كده!.
قالتها آيه بوجع اثر كلامه الجامد ليصرخ هو في وجهها مُتخطيًا كل الحواجز :
– أنتي مبتفهميييش!!!…جرااالك ايييه…!
ابتلعت ريقها برعب من هيئته وما هي إلا لحظات واستجمعت شجاعتها، لأنها تدرك جيدًا أنه مهما صرخ ومهما فعل لن يؤذيها
“أيؤذي المُحب حبيبه!”
انتهزت فرصه استطاعتها جعله يضعف أمام أنوثتها وعينيها الساحره، لتصرخ بعِناد قاصده استفزازه :
– لو كلامك صح احلف بحياتي إنك عمرك ما حبتني وأنك بتحبها.
قالتها وهي تضع يده أعلى رأسها لتجد عينيه تحولت للون الأحمر الدموي وهو يجذب مرفقيها بقوه آلمتها وهو يقول دون وعي :
– انتييي طماااعه ي عاليااا… انا بكرهككك… انتي عاوزه منييي ايييه تانييي كفايه خيانتك… جايييه لييييه… امشييي ابعدي عنييي…. مش عاوز اشوف وشك…
كانت آيه تتابعه بصدمه وهي تبكي خوفًا من ما سيفعله معها مثلما فعل قبل لذا حاولت أن تفلت منه بقوه كي تهرب من عينيه التي كانت لا تُبشر بالخير، لكنها فجأه وجدت نفسها أُلقت على الحائط بقوه، مُنقضًا هو عليها بنظرات شهوانيه غريبه لم تفهمها هي.
– كنتي بتضايقي لما أقرب منك أو المسك صح، كنتي بتأرفي مني علشان فقير…..! ودلوقتي لما عرفتي أني بقيت غني ومعايا فلوس تشتريكي انتي وأهلك إذا كان ليكي أهل ي خااينه… دلوقتي بقي انا هعرفك مين فريد الجِداوي اللي قدرتي تخونيه وتبعيه بالطريقه دي.
صرخت آيه به كي يفيق من تلك الحاله التي تنتابه مرارًا منذ أن تغير وجهها، تمنت في هذه اللحظه لو أنها ماتت بتلك الطائره ولم تُوضع بهذا الموقف :
– فريد اهدددي ارجووك أنا آيه…. الله يخليك أبعد… أنا السبب..مكنش ينفع اضايقك بكلامي.
وجدت ملابسها تتمزق بوحشيه، لم يكنْ هذا فريد أمامها فلم يكنْ سوي وحش كاسر أراد الانقضاض على فريسته، حاولت أن تُلملم أطراف ثيابها وهي تبكي بتوسل ألا يفعل ذلك.
– فريد فوووق… أنا آيه الله يخليك متعملش فيا حاجه وحشه… فريددد.
قالتها بصراخ وهي تصفعه بقوه عده مرات كي يفوق حتى وقع أرضًا بينما هي تراجعت للخلف وهي تحتمي بفرش السرير كي يستر جسدها.
تصلب هو مكانه يتأملها بصدمه وعدم تصديق من ما فعله معها، حاول النهوض وعقله يرفض ما فعله معها بوحشيه، كيف مزق ملابسها وكاد على وشك أن ينتهك عرضها بهذه السهوله…!
حاول استجماع شتات نفسه ثم بدأ يهلوس بالحديث، يترجل يمينًا ويسارًا أمامها وهي تكاد أن تفقد وعيها من هول الصدمه حتى صرخت بقوتها به كي يخرج من تلك الغرفه ولا يُريها وجهه
لم يتحمل رؤيته لها بهذا الضعف والتعب بسببه،
اقترب مُحاولاً تهدأتها بعدما وجد جسدها يتشنج وهي تبتعد بفزع منه، ثوانيٍ قليله وابتعد بعينين باكيتين وهي تصرخ بهيستيريه كي يخرج، ركض من الغرفه قبل أن تفعل شئ بنفسها ثم جلس خلف الباب من الخارج، يلوي شعره بعنف ينظر بالفراغ بصدمه وعدم وعي من بشاعه ما فعله معها لمجرد رؤيته لوجه هذه الفتاه الحقيره.
بينما بالداخل وقعت آيه أرضًا تجهش ببكاء أخرجت به كل الأوجاع التي مرت بها.. تبكي وتبكي فقط.. تحاوط نفسها بيدها وكأنها تستمد الدفء التي افقتدته فجأه، تشعر بخواء يقتل روحها.. وخوف يداهم عقلها بشراسه، لم تعرف ما الخطوه القادمه، ولم تحاول التنبؤ بمستقبلها المجهول بعدما تغير وجهها بالكامل، بل حياتها وكُنيتها لم يَعِدوا مثلما كانوا… تركت نفسها للأيام حتى وإن كانت مليئه بعواصف تسحق هيكل تماسكها…!
*******************************
إن كان الإنتقام سيريح صدرك من العذاب فإنتقم، وإن كان الإبتعاد عن الأذى سيجعلك تتعافي فابتعد، ولكن لا تؤذي شخصًا أنت لن تتحمل منه دعوه قد تصيبك وتُنهي أجلك!
نهض زياد متحركًا من الفراش نحو المرحاض يغسل وجهه، ولكن عقله اليوم مُغيب بمكانٍ بعيد لا يعلم أين هو، يشعر كأنه مُقيد ومُلقي في الظلام، يشعر بدوارٍ شديدٍ يجتاح رأسه، خرج مُستندًا على الحائط ليصادف خروجه حركتها من المطبخ ورأته بهذا الشكل، اقتربت سريعًا نحوه وهي تسانده في وقفته :
– مالك ي زياد انت كويس؟..
امآ لها رغم تعبه البادي علي ملامحه بعد رجوعه من مُقابله ماهر :
– أنا كويس ي تُقي، انتي واقفه في المطبخ بتعملي إيه؟!..
– بحضر الأكل، كفايه بقي دليفري لحد كده الواحد معدته باظت.
أبتسم يأخذها بين احضانه بخوف كبير وهو يقول :
– ربنا يخليكي ليا ي أحسن اخت في الدنيا
نظرت له بحب لطالما رأت الحب والحنيه عليها منذ الصغر، فهو أفضل اخ رأته، تعتبره أمها وابيها وكل شئ في حياتها، شعرت بأنه يريد الحديث معها لذا حمحمت بقول :
– أنت عاوز تقولي حاجه صح؟!
– بصراحه ايوه بس خايفك تزعلي.
قالها بتردد يراقب نظراتها لترد هي بالمقابل :
– لو الموضوع مستاهل زعل فهزعل آه لكن زعلت أو مزعلتش في الحالتين هتقولي.
– انا عاوزك تسيبي شغلك وتقعدي في البيت، انتي الحمد لله مش محتاجه حاجه وموفرلك كل حاجه وأي حاجه بتطلبيها وهتطلبيها بلبيهالك ف إيه لازمه الشغل؟!
توسعت عيناها بصدمه لتردف بضيق :
– زياد أنت سبق وكلمتني في الموضوع وانا رفضت، أيوه الحمد لله انتي موفرلي كل حاجه، بس انا مش بشتغل علشان الفلوس قد ما بشتغل علشان شهادتي ودراستي ومجهودي طول السنين دي في الهندسه علشان أنجح في حياتي وابقي مُستقله مش علشان اقعد في البيت ي زياد.
– ي تُقي انا خايف عليكي.
قالها زياد بخوف حقيقي من أن يمسها أي ضرر ولم يستطع إنقاذها وفقدها!
– ي حبيبي خايف عليا من إيه بس، اهدي أنت بس وتعالي انا محضرالك شويه أكل إنما إيه.
جذب يديها بحنان وهو يقول :
– خايف اخسرك وتبعدي عني زي عاليا!
تعكر مزاجها فور ذكر إسمها لتقول وهي تتنهد بقله حيله :
– زياد انا مش صغيره علشان تقارني بعاليا! عاليا كانت تستاهل اللي يجرالها، ربنا يرحمها.. الميت ميجوزش عليه إلا الرحمه.
– حرام عليكي دي أختك.. لي بتتكلمي عليها كده.
– علشان انا مش زيها ولا عمري هبقي زيها ي زياد.. عاليا كانت إنسانه طماعه وانانيه.. خانت جوزها بسبب طمعها في الفلوس وجريت ورا واحد وهي ست متجوزه وفي الآخر سابها ولا سأل فيها… ده كان عقابها وارجوك متفكرنيش بيها تاني.. مش عاوزه افتكر الماضي.
– ليه بتسميهااا خيااانه هااا؟!! عاليا حبت الشخص ده وبلغت جوزها بالحقيقه يعني مخدعتوش، ثم بعدين لو هو فعلاً كان بيحبها كان سامحها لما راحتله وقعدت تتوسله أنها ترجعله وطردها وف الآخر انتحرت بسببه ي تُقي!… هو السبب في موتها.
– انت مصدق نفسك ومصدق اللي بتقوله؟!!.. دي أقل حاجه كان ممكن يعملها بعد اللي عملته فيه عاليا بعد ما ضاعت منها الفلوس اللي كانت طول عمرها بتحلم بيها وعايشه علشانها وعرفت في النهايه انها متحبتش ولا حد قبلها بعيوبها إلا فريد وفي الآخر عاوزه يرحب بيها ويرجعها على زمته بعد خيانتها!!!.
– انتى مع اختك ولا معااه!
– انا مع الحق ي زياد وانت عارفه كويس وبتكابر ومُصر تطلع فارس قاتل أختك وتدمره، انسي عاليا وانسى موضوعها وابدأ صفحه جديده.
– انا مش هيهدالي بال إلا لما ادمر كل اللي كان سبب ولو بسيط في موتها ي تُقي.. انا وعدتها وهي بتتكفن إني هجبلها حقها منهم كلهم وانا قد وعدي ليها.
قالها زياد بحقد وغل يتذكرهم واحداً تلو الآخر. بينما هي صاحت به بضيق وعدم تصديق من الحقد التي تمّلك منه واعماه عن الحق :
– ده انت خلاص اتجننت رسمي…! عالياااا انتحرت محدش موتها افهم بقيييي ي أخي، بلاش الحقد والغل اللي ماليك تجاه الناس بدون سبب.
قالتها تُقي مُنفجره من تصرفات أخيها هذه الأيام وهي تشعر بغرابه وكأنه يُخفي عنها الكثير ثم رحلت من أمامه في غضب بينما هو كان أشد غضبًا كلما تذكرها فكانت هي أخته المُفضله التي طالما راعاها واهتم بها كأبيها ثم فجأه يفقدها بهذه السهوله لذا مُنذ ذاك اليوم وبداخله الإنتقام يتولد تجاه كل من مسها بضرر يتوعد لهم جميًعا.
*****************
حملت شنطتها الخاصه ثم نزلت بأمر منه ثم جاء خلفها بِ شنطتها التي تحمل بها ملابسها ليقول بمرح مُحاولاً تخفيف توترها :
– كل ده لبس ليومين تلاته؟!… إيه ناويه تكملي قعده عند عمتي..!
ابتسمت يارا ترد بمرح أكثر :
– عاوزه أقولك دول مش هيكفوني اليومين تلاته اللي بتتريق عليهم دول!
– ليه بتعملي إيه في اللبس!
– بلبسه فوق بعضه.!
قالتها بضحك على هيئته ثم أكملت :
– يلا بينا دلوقتي قبل الليل.
امآ لها ثم قاد سيارته وهي بجانبه تتفحص هاتفها كل خمسه دقائق بتوتر ليلاحظ هو ذلك.
– مالك متوتره ليه؟!
– الساعه 7 من ساعه ما ركبنا ي شادي ومش راضيه تتغير!.
– وايه اللي موترك عادي يعني! اكيد في مشكله في تليفونك.
امآت بالرفض وهي تقول :
– لأ فيه حاجه غلط، قبل 6 كان تمام من ساعه ما جات 7 وهي واقفه، ممكن تشوف الساعه كام في فونك معلهش.
امآ لها بتعجب حائر يحمل هاتفه ثم نظر لها يحاول كتم توتره هو الآخر ليقول بإندهاش :
– الساعه 7.
– ازااي ده!! أول ما ركبنا العربيه كانت 7 يا شادي صدقني..!
واحنا ماشيين بقالنا ساعه في العربيه شادي انا خايفه اوي فيه حاجه غلط
حاسه بخطر وأن حاجه هتحصل.
قالتها يارا وهي تبكي ثم شهقت بفزع أكثر وهي تنظر للخارج من شباك السياره لتجد مكان غريب يقود به.. مكان لا تعلم أين يُوجد على الخريطه.
– شااادي بص كده.
نظر شادي حوله بصدمه من هذا المكان ثم قال وهو يحاول إيقاف سيارته مُتوقعًا أنه قد أخطأ بالطريق لكن وجد سيارته تسير ولم يستطع التحكم بها وكأن أحد آخر يقودها، رأت ذلك يارا لتصرخ وهي تحاول فتح باب السياره ولم تنجح في ذلك :
– انا قولتلك ي شااادي فيه حاجه غلط… فيه حاجه هتحصلنااا ي شادي انا خاايفه اوووي.
ف شادي رغم خوفه الواضح هو الآخر لأن هذا لم يحدث معه من قبل فهذه أول مره يتعرض لهذه الأحداث جذب يدها التي كانت تتحرك عشوائيًا نتيجهً لخوفها يقول بهدوء عكس ما بداخله :
– متخافيش أنا معاكي…شش اهدي كفايه عياط.
قالها ثم اُغلقت عيناه فجأه وبدأ يرى أشياء غريبه وأُناس.. صوره مُشوشه لم يتعرف عليهم، صرخت يارا به مُعتقده بأنه قد غفي لتصطدم به وهو يقول :
– متخافيش انا مش نايم.. فيه حاجه بشوفها بس مش عارف مين دول.
– مين دول إيه!!… بتشوف مين…! أنت بتقووول إيه ي شادي.. انا مش فاهمه حاجه..!
قالتها بإنهيار وهي ترى ذاك المكان المليئ بالاشجار ومُحاط بالمياه من جميع الاتجاهات حتى توقفت السياره فجأه ليُفتح باب السياره ثم وقع شادي أعلى حجر ضخم كان يوجد على مقربه منهم
صرخت يارا بفزع وهي لا تعلم ما هذا الذي يحدث حتى لم تشعر بنفسها إلا وهي تخرج تركض إليه تجثو على ركبتيها تحاول إيفاقته ببكاءٍ :
– شادي فووق حرام عليك.. متسبنيش لوحدي هنا… شااادي.
قالتها برعب وهي تجول بنظرها بهذا المكان الذي يشبه الجزيره ولم يوجد بها أي شخص سوي هم حتى انتفضت من مكانها بفزع عندما وجدت رجلاً مُسن يقف أمامها ويحمل عصاه تُضئ في يديه وهو يقول بصوت اجش ورخيم :
– من أنتم وكيف آتيتُم إلى هُنا…!!
اتوقعتوا أن زياد أخو عاليا؟! 🙈👀
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)