روايات

رواية ساعة الانتقام الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام الفصل السادس عشر 16 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام البارت السادس عشر

رواية ساعة الانتقام الجزء السادس عشر

ساعة الانتقام
ساعة الانتقام

رواية ساعة الانتقام الحلقة السادسة عشر

حاولت التحرك لتجد يدها مُقيده بحبلٍ مربوطٍا بحديد قوي بالأرض، نظرت حولها تحاول تجميع تركيزها بالمكان الذي هي به، ثوانيٍ معدوده وقد استوعبت انها مخطوفه! اخذت تصيح وتصرخ لعل أحد ينجدها من ما هي عليه ف آخر ما تتذكره أنها كانت تتحدث مع فريد بالهاتف ثم بعد ذلك لم تعي أي شئ!
– فيه حد هناااا، ارجوووكم انا مخطوفه حدد يساعدنيي.
– اكتمييي ي بني آدمه مش عارفين ننام منك!
آتها صوت من الخارج لتحاول هي الاقتراب بذاك الحبل التي بالكاد استطاعت جره تقول مُتسائله :
– انتو مين وعاوزين مني اييه؟!!! خاطفيني لييييه انطقوووا!
– هنكون خاطفينك ليه يعني؟! علشان نِرزق من وراكي بقرشين ي بنت الراجل الطيب.
قالها شخص بسماجه لتجيبه هي وقد فهمت لِما تم خطفها الان تردف بسماجه أكثر :
– تعرفوا موضوع الخطف ده بقي بلدي اووي وموضته قدمت! انتو المبلغ اللي كنتو عاوزينه كنت هكتبلكم شيك بيه أو اللي تحبوه لكن خطفي هيسببلكم مشاكل كتير اسمعوا مني.
– اخرررسي خاااالص ي بت عمل ما نشوف هنعمل معاكي إيه، الواحد مش جايله نوم في اليوم الهباب ده!.
– مهو طبيعي حضرتك هياجيلك نوم إزاي وأنت خاطف! طبيعي قاعد بتفكر هتعمل معايا إيه وافرض هربت وطلعت أنت من المولد بلا حُمص وتعبك راح علي الفاضي هتعمل ايه صح كده؟!
قالتها بسخريه منهم لأنها تعلم وعلى يقين أن فريد سيأتي وينقذها مثل كل مره وكأن شئ لم يكن!
لكنه تأخر هذه المره قليلاً لذا قررت مراوغتهم حتى يأتى!
جلست مكانها مره ثانيه بخوف وهي تلاحظ أنها غرفه كبيره ينصفها طاوله مصنوعه من الجبس ومن الأطراف أرائك بشكل دائري مصنوعه ايضاً من الجبس ولكن يغطيها قطعاً من السجاد المقصوص ليناسب عرض الاريكه تلك، فقد شعرت إنها بمنزل ما وليست بمكان مهجور مثل كل مره اُخطتفت به.
وفجأه وجدت الباب يُفتح يتجه إليها رجلين يفكون تقييدها، يخرجون لها إلى بهو القصر التي خُطفت به! اخذت تجول بعينيها به فكان شديد الجمال حقاً لكنها تعجبت أكثر من ذلك وهي تكاد أن تردف بعدم فهم لكنها وجدت من يجلس أمام مائده كبيره ك موائد الممالكه
يأكل بطريقه ارعبتها وهو يقول بلهجه ساخره :
– إيه رأيك في قصري الفاخر ده؟! شكله عجبك.
-مين حضرتك؟!!
– محترمه زي ابوك ي بت، تعجبيني!.
قالها ذاك الرجل الفظ بضحك ينهض مُقابلها يُكمل :
– متخافيش انا صاحب الوالد، هو بس شويه خلافات ما بينا هنحلها ودي كده وتمشي معاه ي وزه بس هو ياجي بس لأحسن اتأخر وانا مستعجل!.
قالها وهو يُعمر مسدسه بِغل وكراهيه تخرج من عينيه لكنها ابتسمت بخبث بصمت حائر تقول داخلها :
– فاكر أن بابا هيجيله هنا! ده شكله بيحلم!.. أنت فين ي فريد بقي…!
نظر لها الرجل بغيظ من ثقتها وثباتها الانفعالي ف اقترب منها عازماً على إخافتها هذه المره بمسدسه لكنه توقف بفرحه عارمه عندما سمع صوت أراد سِماعه منذ أعوام وها قد سنحت له الفرصه!
– ابعددد عن بنتي ي رفعت انا هنا اهو.
– بابا؟!!
قالتها آيه بصدمه من وجوده في مثل هذا المكان الذي يمثل خطر عليه وعدم وجود فريد معه!.
– بابا إيه جابك هنا وفين فريد؟!!
رفعت بسماجه :
– صاحبي اللي واحشني، ي جدع الواحد مشافكش من عشر سنين ليك وحشه والله!.
– انا قدامك اهو ي رفعت وجاي اخد بنتي زي ما طلبت علي الله تطلع راجل وتصدق وميهبش منك حاجه كده ولا كده!.
– اخص عليك ي سليم! انا ي راجل؟!؟ مكنش العشم ي صاحبي، طيب انا هطلع اجدع منك واقولك بنتك في الحفظ والصون اهو خدها في حضنك.
ركضت إليه آيه تعانقه بقوه وكأنه اخر عناق تودعه به!
– بابا حبيبي إيه جابك، وفين فريد مش ظاهر ليه؟!.
– اطمني ي حبيبتي انا موجود وفريد ر….
لم يُكمل جملته عندما صاح رفعت فجأه بقول :
– سلللليم!..
نظر له سليم بتعجب حتى تلقى رصاصه في صدره فوراً وهو يُكمل :
– الحمد لله إني شفتك قبل يومك ي راجل
كان ينظر له رفعت مُتلذذاً من رؤيته وسط بركه من الدماء وبنته التي كانت تصرخ بشكل هيسيتري جعله في قمه سعادته، يتركهم هو ورجالته.
– باباااا لاااااا…. باباااااا…… لااااا قوووم ي بابااا… انت هتعيييش مش هتموتتت،… مش هتموتتت ي بابا… الله يخليككك قوووم… ليييي جيييت… لييييي ي بابا.
آتي فريد في هذه اللحظه وهو مُصاباً بيديه وكدمات غريبه كانت تغطي وجهه وجسده ينظر بصدمه إلى اللوا سليم، راكضاً إليه بهلع يقول :
– سللليم بييييه حصل اييييه!!… متقلقش انا هطلب الإسعاف.
قالها فريد هو الآخر بشكل هيسيتري محاولاً العثور على هاتفه لكن لم يجده لكن آتي صوته ينادي بفريد الذي اقترب منه وهو على وشك البكاء :
– فريد ي بني انا… اعتبرتك زي ابني اللي مجبتوش ووثقت فيك وكنت قد الثقه علشان كده انا مطمن ومش خايف طول ما آيه معاك، متسيبهاش في أي ازمه خليك معاها.. اوعدني ي فريد إنك هتحميها وهتفضل معاها.
– سليم بيه متقولش كده ارجوووك… أنت هتعيييش، الإسعاف جاااي.
– اوعدنيي ي فريد، مفيش قدامي وقت خليك مع بنتي للنهايه، متسيبهاش في محنتها وانا بركاتي دايماً هتبقي معاكم.
قالها سليم وقد رحل عن هذا العالم القاسي وقد رحلت الإنسانيه والوفاء بعده.
– بابا!.
قالتها آيه بهدوء غريب وهي تحرك جسده قليلاً غير مستوعبه أنه رحل تنظر لجسده أمامها دون حركه أو رمشهُ عين حتى!
وبعد قليل جائت سياره الإسعاف يحملونه وآيه ما زالت تجلس مكانها في صمت وهي تنظر بالفراغ، اقترب فريد إليها ولا يعلم ماذا يفعل معها ف كيف سيتحدث معها وهي بهذه الحاله!
جلس مُقابلها بخوف عليها من هذا الصمت الذي قبل العاصفه كما يُقال :
– آيه هانم.. انا عارف إنك مصدومه ومقدر اللي أنتي فيه
انا مصدوم زيي زيك ومش قادر أصدق اللي حصل بس علشان خاطري بصيلي واتكلمي!
نظرت إليه بغضب كبير وهي تلقى باللوم عليه وتسبه بأبشع الألفاظ :
– اااانتتت السبب….. كننننت فيييين لما بابا جه هنا، لازمتتتك اييييه انت.
نظر لها بصدمه من نظرات عينيها المُتهمين الذي آلمته كثيراً يحاول أن يرد مُبرراً سبب غيابه لكنها لم تعطي له أي فرصه وهي تبعده بقوه عنها تضربه بصدره، تركض من أمامه ببكاء تمزق قلبه عليه!
ركض خلفها بخوف يمنعها من الرحيل بمفردها يضمها نحوه وهو يُمسد على شعرها بألم من صوت بكائها المقهور يحاول تهدئتها بكافه الطرق حتى شعر بجسدها يتثاقل فوق جسده فعبس بإستغراب وهو يبعدها عنه ليجدها تُغمض عينيها بتعبٍ وهي تفقد وعيها، جعلها تستلقي والفزع احتل كيانه، حاول إيفاقتها :
– “آيه، آيه فتحي عينك وبُصيلي”
لم تستجيب له، اخذ ينظر حوله بجنون، يحملها بسرعه رغم إصاباته يذهب بها من هذا المكان.
صرخت آيه وقتها وهي تنهض من فراشها على صوت آذان الفجر، قامت مُولجه إلى المرحاض كي تتوضأ ثم فرشت مصليتها على الأرض، سالت دموعها بغزاره على وجنتيها وهي في حاله من الإنهيار الكامل فما كان منها إلا أن سكنت بين يد الله تتضرع إليه، خارت قواها فسجدت وطال السجود وبصوت وَهِن شرعت تدعي وتشتكيه بثها وحزنها الذي يتعمق في قلبها كُل ليله وأثره الذي لا يُمحي ولا يهدأ، سقطت عَبره مُلتهبه من عينيها وارتطمت بالأرض وراحت تقول بصوت هامس مكلومٍ بعد أن فرغت من صلاتها…
-” ولا تيأسوا من روح اللهِ”.
ابتلعت غِصَّه مريره في حلقها ثم اكملت..
-صدق الله العظيم
ل
دينا أسامه ✨
نهضت وهي تحمل مصليتها، مُتجهه إلى شُرفه غرفتها تستنشق بعض نسمات الليل العطره، وهي تتأمل سطوع القمر بوجهٍ شاحب حزين تستذكر فريد وحالته وما حدث معه عند رؤيتها، لمست وجهها فهذا الوجه جاء ومعه الهم لها فمنذ تلك العمليه وهي لا ترى فريد ولا يُحدثها من الأساس
لا يُطيق رؤيتها حتى!
شعرت بوحده شديده فكان كل شئ لها بعد رحيل والدها وفقدان سمير، عاودت نظرها للسماء بألم شارعهً بالدعاء :
– ي رب انا مبقتش قادره استحمل اللي بمر بيه ده! ده كتير عليا اوي، ساعدني وساعده أنه يتجاوز اللي هو فيه ويرجع فريد بتاع زمان اللي مبيطيقش الهوا يلمسني!
اتجهت لسريرها شارعه بالنوم وهي تتقلب بعدم إرتياح.
________________________________________
لحظات وبدأت آشعه الشمس الذهبيه تخترق غرفتها، مما ازعجها ذلك فدلفت للداخل بعد أن اغلقت النافذه وشرعت في ارتداء ملابس الخروج استعداداً للذهاب للجامعه
اتجهت لتقف أمام المرآه تمشط شعرها الغجري اولاً، حررته فوصل لبعد خصرها بقليل مما جعلها تبتسم برَّضا وفخر بطوله وكثافته، لطالما أحبت الاعتناء بنفسها وجسدها وخاصهً شعرها الذي إذا رآه أي أحد من العائله ردد :
-بسم الله ما شاء الله
خرجت من وصله الغزل هذه على صوت هاتفها، فكانت ريم من ترن لترد هي، وهي تحمل اشيائها بسرعه غير مُنتبه إلى شعرها المُنسدل خلفها :
– انا نازله ي ريم معلهش آخرتك معايا.
– ي ستي انزلي بسرعه بس علشان خالد هيوصلنا في طريقه.
هنا بعدم إستيعاب :
– خالد مين؟!!
شاورت لها ريم من بعيد كي تتجه إليهم وما زالت هنا بصدمه من وجود خالد، اقتربت منهم تُلقي الصباح بينما هو نظر لها بإنبهار من جمالها الصارخ وشعرها الذي يزيدها جمالاً،
لا يعلم كيف يفكر بذلك! فمنذ رؤيتها وهو يرى كل شئ مُختلف حوله وكأنه كان يرى بمنطق والآن بمنطق آخر حتى ريم الذي كان يدَّعي بحبها شعر فجأه أن هذا كان وهم فهي إبنه عمه ليست أكثر من ذلك! وبخ نفسه كثيراً من تفكيره الأحمق والطائش مُتفادياً النظر إليها.
جلست هي بالخلف بخجل وهي تهندم نفسها حتى وقعت يديها أعلى شعرها المُنسدل لتشهق بصوت مرتفع قليلاً، نظرت إليها ريم بتعجب قائله :
– خير في إيه؟!
– أخص عليك ي ريم كده متقوليليش إن ناسيه الم شعري؟!
– معرفش والله إنك متعرفيش، افتكر إنك مجدده تسريحته مش اكتر.
– مينفعش أروح الجامعه كده معلهش ممكن ي دكتور خالد ترجعني البيت؟!
ريم بعدم فهم :
– إيه ي بنتي عادي حصل خير!
هنا وهي على وشك البكاء :
– معلهش بس مش هينفع، ده أكرم كان يموتني لو شافني كده، لو هأخركم نزلوني هنا وانا هتصرف.
عقدت ريم حاجبيها تقول لخالد :
– معلهش ي خالد رجعها تاني بسرعه
كان خالد يتابعها من المرآه يرى جيداً كم هي متوتره وهي على وشك البكاء ولا يعلم من هذا أكرم الذي تخفْ منه بهذه الطريقه.
اعادها سريعاً، تنزل هي بشُكر مُتجهه إلى البرج التي تسكن به خِفيه وهي تتلفت حولها حتى وقع بصرها على أكرم الذي كان يقترب بسيارته بطريقه افزعتها، فعلِمت بحدوث مشكله كبيره عندما اقترب منها بصدمه وغضب كارثي يهتف بصوت مرتفع :
– ايييه اللي انتي عملاااه في نفسك ددده!!
سحبت هي نفسًا عميقًا ويديها متشابكتان ببعضهما تضغط عليهما وهي تقول بخوف :
– أنت فاهم غلط ي أكرم والله، انا حتى كنت راجعه علشان المه واظبطه صدقني!
– أنتي تخرسي خالص فاهمه! وقع بصره على ريم التي كانت تجلس هي وخالد بالسياره مُنتظرين هنا يتابعون ما يحدث من بعيد.
– هو مين أكرم ده؟!
قالها خالد بتساؤل وهو يرى كيف يوبخها وكم هي خائفه منه دون داعي لترد هي قائله :
– ده أخوها بس صعب اوي ف المُعامله، ربنا يعين هنا عليه..!
وجدت أكرم فجأه جانبها ينظر لها بغضب وإستحقار بينما خلفه هنا التي كانت تبكي وتتوسله ألا يتلفظ بأي شئ خارج لكن لم يعيرها أي إهتمام عندما قال بسخريه :
– انتي بقي ريم!!
امآت له ريم بعفويه وابتسامه بسيطه ترتسم على ملامحها ليهتف هو بطريقه افزعتها :
– ابعدي عن اختي خالص، مشوفكش ماشيه معاها انتي فاهمه؟!
– ي أكرم اهدي عيب كده ميصحش
قالتها هنا ببكاء وخجل من ما يقوله أمام اعز صديقه لها، لا تعلم لِما يكرهها!
– اسكتي انتي ويلا على فوق مفيش جامعه ومشوفكيش معاها تاني
ثم نظر لخالد الذي كان يجلس يستشيط غضباً من هذا الأحمق وقد برزت عروقه بشكل مُخيف ليتحدث هو قبله بِحده :
– انت بتكلمها كده ليه؟!! أنت ملكش كلام معاها ي أخينا أنت.
أكرم بغضب وهو يعاود بصره إلى هنا التي كانت علي وشك الإغماء من ما يحدث يقول :
– انتي كمان مكتفتيش بست ريم وشايفالك شوفه تانيه!!
– ما تحاسب على كلامك ي جدع أنت انا ساكت من بدري وعامل خاطر لدكتوره هنا غير كده هزعلك!
ريم وهي تحاول تهدأته :
– خالد اهدي من فضلك.
– أكرم ميصحش كده أنت اتجننت!!
قالتها هنا دون مُقدمات ولم تشعر إلا بصفعه مدويه تلقتها وهي تنظر له بصدمه فهذه أول مره يرفع يديه عليها بل وأمام الجميع!
كشر خالد عن انيابه وهو يخرج من سيارته بغضب مُقترباً إليه مُحاولاً ضربه عن ما فعله لكن وقفت ريم أمامه عائقاً تقول بخوف حقيقي من هذه الدراما التي تحدث دون سبب :
– بلاش ي خالد ارجووك بلااش.
– أنتي مش شايفه المجنون ده بيعمل اييه؟!!!
قالها خالد بغضب.
بينما نظر له أكرم بسخط وغيظ مُحاولاً الاقتراب لكن تدخلت هنا وهي تقول بصوت ضعيف مهزوز :
– كفايه!.
قالتها ثم وقعت مغشيهُ عليها أمام أعين خالد الذي صُدم وريم التي صرخت بإسمها محاولهً لمسها لكن منعها أكرم وهو يحمل أخته يقول مرهً ثانيه بتحذير :
– متقربيش منها انا بحذذرك!
ذهب بها مُسرعاً إلى شقتهم بينما ريم انفجرت بالبكاء تقع على رُكبتيها بصدمه من ما حدث وهي تخفي وجهها بألم
حاول خالد تهدأتها مُحتضنها يُمسد على شعرها بحنان قائلاً بهدوء عكس ما بداخله من نيران تشتعل :
– اهدي ي ريم، معلهش حقكك عليا ولا كأن حاجه حصلت، وبعدين ده واحد مجنون هتاخديله علي كلام!!
كان ماهر صُدفهً يركض جوارهم فكان يقيم بهذه المنطقه وكل صباح باكر مُعتاد على هذه الرياضه قبل ذهابه إلى عمله ليري خالد الذي علِم هويته على الفور أما عن ريم التي كانت تبكي في احضانه الذي رآها مُسبقاً بالمطعم ولا يعلم أين رآها منذ قبل لكنه تذكر وقتها عندما ذهب من أجل رؤيه شهد فكان خالد يتشاجر مع هذه الفتاه بوحشيه بالاضافه انها نفس تلك الفتاه التي تحدث عنها “مُهاب” صديقه.
اقترب منهم يقول بهدوء :
– صباح الخير!
نظر له خالد ثم رد مُتأففاً :
– يااه ده انا كنت نسيتك!
أبتسم ماهر بسخريه وهو يتابع :
– بس انا منستكمش!
لمحته ريم وقتها وهي تتذكره، فقد رآته منذ يومين بالمطعم لكن لا تعلم هويته.
خرج ماهر من شروده على صوت بكائها المقهور فتنهد ناظراً نحوها وهو يهمس بثقلٍ :
– خير حصل إيه؟!
احتدت ملامح خالد ينهض ومعه ريم التي كانت تمسح دموعها بشكل عشوائي وهو يقول :
– ي عم انت مالك ومالنا!!! أما حاجه غريبه اوووي!
– مبوجهلكش كلام انت! وبعدين أنت ليك معايا ماضي قذر بلاش يبقى أقذر من كده!
قالها ماهر يزفر بحنق
ثم تابع كلامه مُوجهاً إليها :
– هو زعلك تاني ولا إيه؟!
– اللهم طولك ي روووح!!
قالها خالد بنفاذ صبر ثم أكمل :
– ي جدع أبعد عننا!!!
– مقدرش!.
قالها ماهر بسخريه وابتسامه خبيثه ترتسم علي ثغره ليُكمل :
– دانتو حبايبي مقدرش أبعد مره واحده كده
لينظر إلى ريم التي كانت تتابعه بإبهام وهي ترى تصرفاته ولا تعلم حتى الآن من هو يقول :
– ولا إيه رأيك ي آنسه.
ابتعد خالد بها عندما رآه مُقترباً منها يقول بغضب تمَّلكه يتجه بها إلى السياره يشير إليه بتحذير :
– ايااك تقرب مننا أنت فااهم!!؟
– وصل بس رسالتي دي لشهد وهي هتفهم.
قالها ماهر بضحك وهو يرحل من أمامهم بغضب مدفون ليأتي له أتصال مهم كان ينتظره ف رد ثم بعد قليل قال :
– مليزمنيش الكلام ده، قصر سمير النوبي لازم ادخله بالليل واشوفه بنفسي مفيش حاجه إسمها مقفول بأمر من عيلته! ثمُ بعدين عيلته إزاي وزياد كان بيقول أنه مقطوع من شجره!
قالها ماهر مُتوقفاً بتعجب ليرد الآخر :
– المعلومات اللي عرفتها أنه كان ليه عمه عايشه في دبي ورجعت من فتره ومتحفظه على كل ممتلكاته وقصره كمان.
– مش معايا الكلام ده، أعمل اللي بقولك عليه أنت وسيب الباقي عليا.
قالها ماهر بحيره لكن بِ بصيص أمل من هذا الخيط الذي سيمسكه وسيعلم بالتأكيد من هو قاتل سمير النوبي المُتخفي!
____________________________________________
كان فريد يستند على الحائط بشرود حتى فاق عندما تذكر اللوا سليم وأنه من المفترض رجوع مصر، فرك شعره مُتنهداً بثقلٍ وهو يتذكر آيه في هذا الوقت!
طرقت جيسي الباب وقتها وكانت معها آيه التي فضلت الوقوف بالخارج ومتابعه كل ما يحدث لتقترب منه بفرحه عندما وجدته بخير تقول :
– حمدالله ع سلامتك.
– الله يسلمك!
قالها بتعجب ثم أكمل :
– جيسي انا لازم أرجع مصر حالاً هتنزلي معايا ولا هتفضلي هنا؟!
– مصر؟!!
قالتها جيسي بعدم فهم وهي تعاود بصرها نحو آيه التي لم تفهم هي الاخره مقصده
– مينفعش اسيب اللوا سليم كل الوقت ده لازم انزل، انا كنت جاي لهدف والحمد لله إني اكتشفت حقيقتها وخرجت من حياتي.
استوعبت جيسي وآيه ما قاله بسبب فقدانه جزء من ذاكرته لترد جيسي تومأ برأسها علامه الإيجاب تنصرف من أمامه وهي تشير لآيه بالدخول.
تتنهدت آيه بتوتر وهي تقترب خطوه وتبتعد بضع خطوات بتردد، لاحظها فريد الذي احمّر وجهه وبرزت عروق وجهه من رؤيه وجهها ثانيهً، أما هي قررت التحلي بالشجاعه قليلاً مُقتربه بخطوات ثابته كي تخبره الحقيقه لكن قبل ذلك تريد معرفه شئً ما!
توقفت بشهقه مُرتفعه وتوسعت حدقتيها بصدمه عندما لمحته يقترب نحوها بغضب وكأنه يريد قتلها
جذب مرفقيها بقوه يقول بشحيح وتضجر :
– انتييي لسه ممشتيش من هنا!!! إيه عاوزاني اخلص عليكي؟!!
– مش همشي أما اتكلم معاك!
قالتها آيه بهدوء وهي تنظر بعينيه التي رأت بها لهيب الإنتقام وشراره غريبه تجاهها!
– مفيش كلام بيناا، اخرجيي برا حياتي وبرا الاوضه، كفايه لحد كده روحي للي معاه فلوس، انا آه لسه في بدايه حياتي وعلى قدي بس مش خاين ولا رخيص زيك.
كانت آيه تُجاريه رغماً عنها حتى تعرف أكثر عن علاقته بهذه عاليا وما سبب الخلاف والخيانه تلك
اقتربت وهي تلمس يديه بحنان قائله بصوت ناعم :
– بس انا بحبك وانا مش خاينه زي مانت مفكر!
ابعد يديها بقوه بعيداً عنه يرفع إصبعه بوجهها مُحذراً إياها :
– ايااكي تفكري تلمسيني ي عاليا.
– بس انا لازم اتكلم معاك! لازم افسرلك انا ليه عملت كده وايه هي وجه نظري!
ابتسم بسخريه ممزوجه بألم صائحاً :
– وجه نظرك!! هي الخيانه بقي ليها تفسير ووجه نظر اليومين دول!! غريبه اووي!
اقتربت آيه إليه قاصده استفزازه تقول :
– يعني أنت عمرك ما خنتني حتى ولو بالكلام؟!
نظر إليها بغيظ من بجاحتها يقول ساخراً على حالته ووفائه لها كل هذه السنوات يهتف :
– تعرفي انا طلعت اغبى بني آدم في الدنيا! كنت دايماً بحس بمشاعر تجاه آيه بنت اللوا سليم وكنت اكدب نفسي واحاول أبعد عنها بأي طريقه علشان مضعفش واخونك حتى ولو بنظره!
كل ده علشان كنتي على ذمتي مقبلتش إني اخونك رغم إني بعد ما اتجوزتك اكتشفت أن آيه كانت حبي الحقيقي وانتي كنتي مجرد نزوه وإعجاب مش اكتر من كده! فضلت عايش في الصراع ده وف الآخر تقومي تخونيني أنتي!!! دي جزاااتي؟!!!
صُعقت آيه من ما سمعته، فكان قلبها يدق بعنفوان ويُرفرف بنفس الوقت لكنها كانت تكذب أذنيها تحاول إستجوابه أكثر كي تتأكد من صدق مشاعره وأنه لا يقول هذا الكلام كي يضايق عاليا فقط !
– وليه طالما بتحبها أوي كده اتجوزتني انا وخلتني على زمتك لحد دلوقتي ؟!
– كنت عاوزه حارس أبوها يروح يقولها انا بحبك وعاوزك!!
آيه مش من توبي، بعيده أوي عليا وصعبه المنال، ده غير فرق السن اللي بينا، حكايتي كلها معاها مكنتش راكبه، استسلمت وبعدت لحد ما قابلتك، أُعجبت بأخلاقكك وذكائك وطلبتك للجواز ودي كانت الوسيله اللي كنت لازم أعملها علشان انسي آيه بيها، آيه كانت تستاهل حد أحسن مني! بس كنت لازم اعرف أن هياجي يوم وتعملي كده وتطلعي خاينه وندله وبتاعه فلوس.
– بس دلوقتي بقي ليك فرصه إنك تروح تعبر عن حُبك لِ ست آيه بقيت مُتحرر من العلاقه زي ما كنت بتتمني.
اقترب منها فريد بغضب يقبض بيديه على ذارعيها بقوه أكبر كلما حاولت الأفلات منهما يقول بصوت اجش :
– حسك عينك تذكري إسمها ع لسانك الوسخ ده! وتاخدي بعضك وتمشي من قدامي لأحسن اموتك ومش هتردد لحظه.
خرج صوتها بِحده في محاوله لكتم دموعها تقول بألم وهي تنظر بعينيه :
كفايه ي فريد أنت بتوجعني!.
توقف فريد وقد شعر بشئٍ غريب نحوها ف عاليا لم تنادي له مُطلقاً بإسم فريد لطالما كانت تكره هذا الإسم!
رأي الدموع تتجمع في مقلتيها، اراد إزالتهم وأن تكفى عن البُكاء لا يعلم لماذا ينظر لها بمشاعر مُختلطه بينما هي وجدته يجول بنظره حولها الحيره تملي وجهه، اقتربت وهي تضع وجهه بين كفيها بحنان تقول بثبات :
– فريد انا آيه مش عاليا!
شرد قليلاً بها ينظر بعينيها بقوه ثم ابعدها فجأه ينظر إلى الناحيه الأخرى بغضب صائحاً :
– عالياا اخرجيي بقييي بلاااش أفلام من أفلامك الهابطه حفظتهاا.
– انا مبهزرش ي فريد انا آيه سليم! آيه اللي اول مره شفتها في جنينه القصر والدنيا بتمطر وقعدت تستجوبك، آيه اللي حبِتها من وهي عندها 17 سنه..
نظر إليها بصدمه مُتذكراً تلك اللحظه وهو يمسك رأسه بقوه يشعر بدوار غريب، اقتربت هي أكثر تُكمل :
– آيه اللي ابوها وهو على فَرشِه الموت خلاك توعده إنك عمرك ما هتسيبها وهتفضل معاها وتحميها!
آيه اللي كل مره كنت بتبقي مُنقذها وملجأها، صدقني انا آيه ي فريد..!
– بب.. بس كفااايه… كفااايه…
قالها فريد بألم واضعاً يديه على رأسه وقد شعر بصداع غريب محاولاً مسك أي شئ أمامه، يرى ضباب فقط أمامه
شهقت آيه بفزع وخوف تنادي به وتنادي بالطبيب حتى سقط فريد بين يديها فاقداً وعيه وهي تصرخ فقط…!
وبشركه شادي كانت يارا قد انتهت من عملها في وقت قياسي كأمس بناءً على رغبته كعقاباً لها
لملمت اشيائها بتعب فمنذ تلك الليله ولم تنم ساعه براحه والصداع يُحالفها، لا تعلم ما هذه العلامات التي ظهرت عليها مُؤخراً لذا قررت السفر إلى أمها كي ترتاح قليلاً وتخبرها
ذهبت إلى شادي وهي تعطيه الملف الذي آتمته
التقطه من يديها ليشعر بصاعق كهربي غريب اجتاح جسده فور لمس ذاك الملف وهي ايضاً شعرت بنفس ذاك الشئ، نظروا إلى بعضهم البعض ثواني بصمت حائر داخل كل شخص منهم، لتُحمحم وهي تقول مُستئذنه :
– ممكن طلب!
نظر لها بتعجب يومأ برأسه لتردف هي :
– هو بصراحه يعني انا تعبانه شويه وكنت عاوزه اسافر اقعد يومين عند ماما وارجع.
صمت قليلاً يفكر في طلبها وهو يعلم جيداً تعبها منذ يومين لذا وافق لكنه اشترط شئ :
– انا موافق عمومًا بس بشرط!
– شرط إيه؟!
قالتها بخوف من شروطه القاسيه كعادته
– هاجي معاكي أشوف عمتي اليومين دول وهترجعي معايا!
– إيه!!!!

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى