روايات

رواية ساعة الانتقام الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام البارت الرابع والثلاثون

رواية ساعة الانتقام الجزء الرابع والثلاثون

ساعة الانتقام
ساعة الانتقام

رواية ساعة الانتقام الحلقة الرابعة والثلاثون

_ لسه بتيجي هنا ي شهد كل ما بتضيق بيكي الدنيا؟!
قالها “خالد” مُربتًا أعلى يدها لتنظر إليه وقد انفجرت في البكاء تضع رأسها فوق صدره وهي تقول بلهجه مُثيره للشفقه :
” أعمل إيه ي خالد، أنا مش قادره استوعب اللي سمعته، مش قادره اتخيل أن بعد العمر ده كله اطلع بنت حد تاني وعايشه مع واحده خاينه!”

_ أنا مقدر اللي أنتي حاسه بيه ي شهد، بس صدقيني رغم الصدمه اللي اتصدمتها من الحج الله يرحمه لماما سوسن لكن ده كله في كفه وأني اكتشفت إنك أختي ده في كفه لوحدها، أنتي مش متخيله أنا حاسس بأيه دلوقتي، حاسس بشعور مُتناقض، كان نفسي يبقى عندي أخت بنت كانت أمنيتي في الحياه وطلعتي أنتي الأمنيه دي وفي نفس الوقت مش قادر أستوعب ده.
قالها “خالد” مُحاوطًا رأسها بيديه بحنوٍ بالغ بأعين مصدومه.

_ وأيه الجديد ي خالد؟! ماحنا طول عمرنا بنعتبر بعض أخوات يعني مجدش جديد لكن اللي جد اللي سمعناه، أنا حاسه إني بحلم وي رب أقوم بسرعه ي رب فوقني من الحلم البشع ده.

_ اهدي ي شهد كله بالهدوء، الحقيقه خلاص بقت أمر واقع لازم نتجاوزها ونحاول نفهم أكتر عن الموضوع ده علشان انتي ترتاحي وانا وكذلك أمي اللي مش عارف حالتها إيه دلوقتي بعد اللي سمعته.

_ أكيد زينا يعني هتبقي حالتها إيه بعد العمر ده كله وتكتشف أنها عاشرت راجل خاين وواحده مُخادعه وخطافه رجاله.
قالتها تبعد رأسها بتضجر وبدأت بلملمه شعرها على هيئه كحكه عشوائيه ثم أزالت دموعها المُرتجفه وهي تقول بحزم لأمرها :
” انا مكنش ينفع أرجع هنا تاني، تقريباً الحاجه الوحيده اللي عملتها صح إنها بعدتني عن هنا، أنا مبقتش أقدر أكمل عيشه هنا “

_ يعني إيه ؟! تقصدي إيه بكلامك!
قالها بخوفٍ من تفكيرها وما تُخطط له لتجيبه بثبات عكس ما يتأجج داخلها :
” يعني هرجع بيتي اللي عيشت فيه حياتي كلها مع أبويا الحقيقي خالد الجبالي بس المرادي هقعد لوحدي ومش عاوزه أشوفها مقربه مني ولو بالغلط. “

_ بس انا مش هسيبك ي شهد تاني، مش هتخلي عنك أكتر من كده، أنتي لازم تكوني معانا، مهقدرش أعيش من غيرك.
قالها بلهجه قويه ضعيفه في آنٍ واحد لترد هي مُتمثله الثبات :
” أنت لو بتحبني فعلاً هتسيبني أروح المكان اللي هرتاح فيه ي خالد وللأسف عمري ما هقدر أرتاح هنا بعد اللي حصل “

_ حتى لو قولتلك علشان خاطري؟! علشان خاطر اخوكي اللي اتحرم منك سنين!
قالها ولأول مره تظهر الدموع في مقلتيه كما الأطفال حتى أصدرت هي آنين كان ينهش بقلبها ثم هتفت :
” هنشوف بعض علطول، عمري ما هبعد عنك، أنت الوحيد اللي ممكن اثق فيه بعد بابا خالد الله يرحمه، أنت ضهري وسندي ي خالد، يوم ما هعوزك هلاقيك في ضهري بس ريحني وسيبني أمشي لأحسن هنفجر لو فضلت دقيقه زياده عن كده “

_ أنا هسيبك اليومين دول تريحي نفسيتك فيهم ي شهد لكن مش هسيبك هفضل معاكي لحد ما تتجاوزي كل حاجه وحشه حصلتلك وترجعي شهد بتاعه زمان.

_ أنا نفسي نسيت شهد القديمه من سعت ما رجعت هنا وانا في دوامه ومش عارفه أخرج منها كل ما أحاول أخرج أقع تاني لحقيقه أصعب!

_ مش هقدر اسيبك كده طيب هاجي معاكي اوصلك.

_ مفيش داعي ي خالد خليك أنت هنا جنب ماما ناهد الله يعينها وانا عارفه طريقي كويس.

_ بس شقتكم بقي فيها ساكنه جديده ي شهد هتروحي على فين؟!

_ إن شاالله اقاسمها فيها، محتاجه أقعد فيها وافصل عن الدنيا كلها.

_ اللي يريحك أنا مش هجبرك على حاجه بس اوعديني وقت ما تعوزي حاجه مش هتترددي تتصلي.

_ أوعدك ي أحلى أخ ي مكسبي الوحيد في الدنيا دي.
قالتها ثم احتضنته بكل حبٍ وتوجهوا إلى الأسفل قاصده شقتها كي تجلب منها ثيابها، كان بابها مفتوح لتدلف هي مُتجهه إلى غرفتها تجذب شنطتها ثم بدأت بلملمه اشيائها حتى انتهت وحملتها إلى الأرض كي تسير بها، اوقفتها “سوسن” التي نظرت إليها بصدمه بأعين ممتلئه بالدموع وهي تحاول عِناقها بقول :
” أنتي رايحه فين ي شهد؟! رايحه على فين وسيباني! هو انا لحقت أشبع منك ي بنتي.”

_ بنتك! ابعدي عني من فضلك.

_ ايوه بنتي وبنت قلبي كمان مش هقدر اسيبك تبعدي عني لحظه.

_ سيبيني في حالي بقي أنتي إيه ي شيخه كفايه بقييي.

_ أنتي لازم تقعدي تسمعيني متحكميش عليا كده ي بنتي متظلمنيش.

_ مظلمكيش! سيبيني في حالي الله يسهلك.

_ حقكك عليا ي بنتي صدقيني خبيت عليكي خفت من اليوم ده واهو جه وهم وانزاح من على قلبي.

_ والهم ده جالي أنا وخلاص اللي بينا إنتهى مبقتش طايقه أشوفك ولا اسمع صوتك.

_ علاقه الأم بولادها مش بتنتهي ي شهد متقوليش كده ي بنتي وتزوديها عليا.

_ يبقى خلاص تسيبيني اعيش مع نفسي وانتي من سكه وانا من سكه علشان نرتاح.

_ وتفتكري دي هيريحني؟!

_ هيريحني أنا وده المهم اللي بقيت أدور عليه، راحه بالي بس.

_ أنتي شايفه كده؟!
قالتها “سوسن” ببكاء لتجيبها هي مُسرعه :
” أيوه ومش هشوف غير كده ”
انهت “شهد” جملتها ثم سارت بشنطتها إلى الأسفل وسط شهقات أمها التي ارتفعت بألم وحزن، توقفت شهد مكانها عندما وجدت
” فردوس” أمام شقتهم وجانبها رجائي وميسون التي اردفت فوراً بصدمه عندما لاحظت ما تحمله :
” أنتي رايحه فين ي بنتي؟!”

_ رايحه زي مانا رايحه ي طنط ارجوكي بلاش تحاولي تمنعيني لأني خلاص مش هقدر أكمل هنا.

_ طنط ؟! أنا خالتك ي بنتي، تعرفي من أول يوم رجائي جابك فيه البيت وانا حبيتك حسيتك حته مني زيك زي ميسون كنت لازم احس إنك من ريحه الغاليه.

_ أنا كمان حبيتك يعلم ربنا بس صدقيني مش هقدر اتقبل كل ده في وقت واحد لازم أمشي من هنا.

_ خالد عرّفنا إنك عاوزه تمشي وتسيبي خالتو بصي انا كميسون مش من حقي امنعك بس هقترح عليكي اقتراح هيريح جميع الأطراف.
قالتها “ميسون” بلهجه حائره تُراقب نظراتها التي تبدلت للتعجب وهي تقول بأعين تائهه :
” معلهش ي ميسون أنا عارفه المكان اللي هرتاح فيه “

– إحنا بيتنا الأساسي هنا زي ما قولتلك وهتيجي تقعدي معانا يومين وصدقيني هتنسي اللي حصل.
قالتها بحماس وهي تتطلع إليها عندما وجدتها تنظر إلى “رجائي” الذي يراقبهم في صمت قد خرج منه عند إقتراح اخته ينظر إليها بتعجب وتوتر لترد “شهد” كي تخمد توتره الذي رآته :
” كده هتخليني افتكر أكتر ي ميسون، سيبيني على راحتي معلهش ولما احس إني بقيت كويسه أنا بنفسي هبقي اجي ازوركم”

_ ده بقي بيتك ي شهد، أنتي بنت أختي الوحيده يعني زي بنتي ومرضاش إنك تبعدي عننا كلنا، علشان خاطري تيجي معانا.

حمحمت “شهد” من لهجتها الحنونه، ابتلعت لعابها بتوتر لتنظر إليها مره أخرى عندما اكملت :
” علشان خاطر ابوكي الراجل الجدع توافقي ولو معجبكش المكان ابقي امشي “

وسط إلحاحها المستمر هي وميسون وافقت بإعجوبه وسط توتر “رجائي” البادي رغم شعوره بالسعاده لوجودها معهم، اردفت ” فردوس” وقتها :
” انزلوا إنتو مع رجائي وهحصلكم”
نظرت إليها “شهد” وهي تراقب أعينها المُصوبه تجاه شقتها وكأنها تريد الدلوف لذا أضافت هي مُبرره :
” مقدرش اسيبها وهي زعلانه مني، انا ظلمتها ي بنتي انا وجدك الله يرحمه مهبقاش أنا والزمن عليها كفايه اللي حصلها “

تعجبت “شهد” منها وقد بدأت تشعر باللين لكنها رفضت ذلك سريعًا عندما ولجت أمامهم إلى الأسفل عندما تذكرت ما قالته، وصلوا إلى السياره ليقول رجائي بعدما أغلق الهاتف :
” فيه حد عاوز يشوفك ي شهد “

_ حد مين؟!
قالتها وهي ترمقه بتعجب ليرد بالمُقابل :
” هتعرفي لما نروحله “

***************

توقف “شادي” بِ يارا في جزيره تبعد عن جزيرته الكثير وبعدما استقروا في مكانهم بدأ يشعر بالصداع الشديد الذي جعله يصرخ بطريقه ارعبتها وهي تحاوط وجهه بين يديها بخوف تقول :
” شادي مالك حصلك إيه؟ ”
وفور إنتهاء جملتها وجدته يحتضنها والصدمه تتقسم وجهه يردف :
” يارا الحمد لله إننا خرجنا من هناك الحمد لله “

امآت هي مُبتسمه لتتوسع عيناها بصدمه أثر ما تفوه بِه تبعده بقول :
” يارا! أنت عرفتني؟! “

_ أيوه ي يارا قدرت اشوف كل حاجه حصلتلي، الحمد لله إني مأذتكش وإلا مكنتش هسامح نفسي ابدًا.

_ ده بجد!! يعني خلاص المجنونه دي مبقاش ليها تأثير عليك وافتكرتني.
قالتها بفرحه عارمه ثم ارتمت في حضنه تجهش بالبكاء وهي تقول :
” تعرف أنا حسيت بأيه لما لقيتك متغير ومش فاكرني؟! تعرف إني خفت منك اوي وخفت تأذيني وتمشي وراها بس أنت معملتش كده ي شادي الحمد لله “

استجاب لها يحاوطها بذراعيه وقد تحول ذاك العناق إلى شئً آخر عندما بدأت هي تستجيب لِ لمساته الذي بدرت منه دون شعور وبعد قليل ابتعدت هي بخجلٍ مُحاوله الإبتعاد عن عينيه التي رأت بها شراره غريبه تجاهها، وجدته يقترب منها بشكل ملحوظ وعينيه تجول بها، توترت وهي ترتد إلى الخلف تهمس بصوتٍ منخفض :
” فيه إيه ي شادي؟! “

_ أنا اكتشفت حاجه مهمه ي يارا.
قالها بلهجه هائمه ثم جذبها إليه وذاكرته تتعلق بالماضي يرى الماضي وكيف نشأت علاقتهم إلى أن فاق عندما ابعدته هي بقوه تقول :
” اكتشفت إيه مش فاهمه! “

_ إننا ملناش إلا بعض مهما حصل.
قالها وهي تنظر إليه بإبهام لِما يقصده ليُكمل هو بتوضيح :
” أقصد أن مصيرنا واحد ومهما نبعد هنرجع نقرب تاني لأن مكتوبلنا كده “

_ تقصد بأيه كلامك ي شادي؟! أنت عاوز تقرب مني؟! أنت مجنون صح!
قالتها بتوتر وهي تنظر بكل إنش حولها بعدما شعرت بالخوف تجاهه تريد الفرار من ما يود فِعله لكنه أدرك خوفها لذا اقترب بهدوء يحاوط ذراعيها بحنوٍ يقول :
” متخافيش مني أنا عمري ما هجبرك على حاجه أنتي مش عاوزاها “

_ طيب وهنخرج من هنا إزاي!!
قالتها مُتسائله بتضجر ليجيبها هو بثبات عكس ما بداخله :
” نخرج بقي وقت ما نخرج معدتش فارقه، المهم إننا نلاقي مكان آمن نقعد فيه دلوقتي”

وافقته الرأي بحزن لِما يمروا به لتسير معه بخوف من تلك الأماكن التي تراها لأول مره حتى استوقفها صوت هي تعلمه جيدًا جعلتها تنظر إلى الخلف فجأه وهي تقول :
” أنتي!! “

_ اهلاً بكِ عزيزتي.

نظر شادي إليهم بتعجب وهو يقول :
” أنتي مين؟! “

_ دي أمي ي شادي.
قالتها يارا بتلقائيه وهي تجول بوجه تلك السيده التي كانت تشبهها إلى حد كبير ليرد “شادي” بصدمه :
” أمك!! أمك إزاي”

_ أمي ي شادي في العالم ده زي ما دراكو أبويا إيه مستغرب أوي اللي بتسمعه؟!

_ أيوه وانتي ليه واثقه كده أنها أمك يعني؟!
قالها “شادي” بتعجب لترد تلك السيده كي تخمد ذاك الشك بداخله :
” نعم كما قالت لك، عاطِفه فتاتي ولن أسمح أن يحدث معها شئ لذا آتيت “

_ أنا قبل ما اجي هنا حلمت حلم، شفتها فيه وكنت بقولها ي ماما مكنتش فاهمه طبعًا اللي هيجرالي والحقيقه اللي مكناش على علم بيها.
قالتها ” يارا” بتقبل لتلك الفكره فقد ضاق صدرها من تلك الحقائق وعن كُنيتها وماهيه ما هي عليه الآن، استوقفتها أمها بحنان مُبتسمه :
” لا تخافي عزيزتي سأساعدكم كي تخرجوا من هذا العالم “

انفرجت أسارير وجهها وهي تجذب يديها بقول :
” بجد!! يعني تقدري تخرجينا؟ ارجووكي بجد أنا عاوزه أخرج من هنا مبقتش قادره أكمل”

_ لكن هُناك شئ لم تعلموه حتى الآن.
قالتها تلك السيده بشموخ تنظر إلى كليهما ليرد
” شادي” بإستفهام ولهفه :
” إيه هو؟! إحنا المهم نخرج من هنا “

_ سأُخرجكم، سأفعل ذلك بالتأكيد لكن ما لا تعلمونه أن بعد مماتكم ستُولدوا مره أخرى وهذا العالم سيدعوكم كل مره كي تنجبوا ذاك الطفل.

_ مش مهم المهم إني أخرج وبعدين حتى لو كلامك ده صح اللي هياجوا بعدنا، مش هنكون لينا علاقه بيهم.

_ خطأ عزيزتي، أرواحكم واحده ستظل أرواحكم مُقيده وستأتوا من جديد، ها قد ابلغتكم بكل شئ وأنتم من ستقرروا مصيركم الآن.

_ إحنا موافقين بس خرجينا الله يخليكي.
قالتها “يارا” بلهفه ينظر إليها ” شادي” بقلق من ما قالته رغم سعادته من ذاك الخبر لكن بعدما رأي السعاده تغمرها من جديد وافق هو الآخر، امآت لهم تلك السيده بهدوء ثم تقدمتهم في السير ولحقوها حتى وصلت بهم إلي بوابه كبيره سحريه تُظهر أضواء غريبه، رمقتهم مره أخيره قبل خروجهم وهي تحتضن يارا التي شعرت بشعور غريب دبّ بها لتُحمحم وهي تقول :
” طيب احنا لما نخرج، أنتي هيبقي مصيرك إيه؟! مش هتتعاقبي على اللي عملتيه زي بابا؟! ”
قالتها “يارا” بقلقٍ لتبتسم هي في سعاده وهي تقول :
” لا تقلقين بشأني، نعم سأُعاقب مثل أبيكِ لكن كل ما يهمني أنتي عزيزتي”

بادلتها يارا إبتسامه حنونه ثم ودعتها واتجهت بِرفقه شادي إلى تلك البوابه التي فور دلوفهم اختفت سريعًا وسط سعاده أمها وهي تزيل دموعها بأنها الآن في آمان وهذا ما يهمها.

وبمجرد دلوفهم إلى تلك البوابه قد وصلوا بآمان إلى عالمهم بجانب ذاك البرج الذي يمكثون به، صرخت “يارا” وقتها وهي تدور حولها بصدمه ثم بعد ذلك احتضنت “شادي” وهي تقول بصوت مرتفع يغمره السعاده :
” رجعنااا ي شادي رجعنااا أخيراً الحمد لله ي رب”

_ أنا مش قادر أصدق! انا خلاص كنت فقدت الأمل إني أرجع تاني وأعيش حياتي الطبيعيه.
قالها “شادي” بأعين مُبحلقه بكل إنش حوله، عقله لا يستوعب ما حدث سريعًا في غمضه عين ويديه تحاوطها بِشده، عناق طويل وقوي كاد أن يحطم صدورهم وبكاء حار صدر منهم جعل الماره يتلفتون إليهم ولكنهم لم يأبهوا لذلك، فقد طال الشوق وتعاظم بالصدور حتى أضناها ولكن همسات الناس من حولهم جعلتهم يتراجعون يقول هو بتوجس :
” تعالي ندخل البرج “

_ شادي أنا عاوزه اعترفلك بحاجه.
قالتها “يارا” وعينيها مُصوبه تجاه خاصته بجرأه جعلته يعقد حاجبيه بتعجب من ما تفعله لكن اتسعت مقلتيه بصدمه من اعترافها الحاد :
” شادي أنا بحبك “

_ بتحبيني؟!.
قالها بعدم فهم ثم بدأ بلمس وجهها لعل حرارتها قد ارتفعت، لكزته بغيظٍ وهي تقول :
” بتعمل إيه أنت؟!! “

_ مهو أصل كلامك وأفعالك متناقضين مبقتش فاهمك.

_ بس دي الحقيقه اللي فضلت كتماها في قلبي من سعت ما شفتك لأول مره كنت بكدب نفسي إنه مجرد إعجاب يمكن علشان شركتك وأنك حد ناجح لكن بعد كده..

_ إيه القط أكل لسانك كملي!
قالها بخبثٍ لتستدير هي بخجل ثانيهً ثم كادت أن تدلف البرج لكن منعها هو عندما حاوطها من الخلف بحبٍ يهمس بصوت هائم :
” أنا حبيتك غصب عني زي مانتي حبتيني، يمكن ظروفنا وحياتنا هي السبب في مشاعرنا دي؟! “

_ يمكن!
قالتها هي بسعاده وهي تلتف إليه ثم تخصرت قائله بعدما لاحظت الجميع يرمقهم :
” يلا ندخل علشان الناس بتبصلنا بطريقه غريبه”

_ طيب مهو من حقهم.
قالها بضحكٍ لتنظر إليه بغيظٍ مره أخرى ثم وقع بصرها أعلى سيارتها، صرخت بفرحه وهي تقول :
” عربيتي عربيتي، ده انا قولت مش هشوفك تاني ي حبيبتي “

_ طبعًا مانتي مش خسرانه حاجه عربيتك وفي الحفظ والصون.
قالها بوجل بعدما تذكر سيارته وأنه فقدها لتقترب هي بضحكٍ على حالته تردف :
” معلهش ولا تزعل نفسك وبعدين أنت صاحب شركه الله أكبر يعني تقدر تجيب غيرها اتنين وتلاته “

_ محسساني إنك غلبانه يعني ومش لاقيه الجنيه؟!
قالها رافعًا أحد حاجبيه بتذمر لتجيبه بغرور :
” ربنا مرضليش بالخساره زي ناس “

_ أنا نفسي أفهمك، أنا مبقتش فاهمك، كنتي خايفه أقرب منك بقالك شويه وعملالي فيها المحترمه اللي مبتحبش، اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفك قبل كده بنص ساعه.
قالها بحيرهٍ لأمرها ثم عقد حاجبيه أكتر بعدما انفجرت بالضحك ليقول هو بغضبٍ :
” فيه إيه بتضحكي على إيه؟! “

_ عليك أصل شكلك يضحك اوى.

_ تسلمي كلك ذوق يلا بينا ندخل لأحسن لو فضلنا واقفين كده هيطلوبولنا بوليس الآداب وما شاء الله لبسك يهيئ لكده.

تبدلت ملامحها واختفت إبتسامتها سريعًا من جملته ثم استدارت في صمت تدلف البرج حتى قابلها العم عبدالله بترحيب فتجاهلته تمامًا عندما وقفت أمام باب شقتها ليأتيها ثم أعطاها المفتاح بعدم فهم لحالتها، تبعها “شادي” يُعنف ذاته ثم قابل العم عبدالله الذي قال :
” اهلا ي باشمهندس نورتوا الدنيا، خير الباشمهندسه مالها “

_ أهلا ي عمي عبدالله، معلهش شويه وراجعلك.

اقترب شادي منهم ثم دلف خلفها قبل أن تغلق الباب في وجهه يقول بأسف :
” يارا انا مقصدش حاجه بكلامي “

_ ممكن متكلمنيش بالأسلوب ده تاني؟ ملكش دعوه بلبسي ومتتدخلش في خصوصياتي من فضلك.

_ إيه اللي حصل طيب لكل ده! صدقيني مقصدتش حاجه ويا ستي بعد كده مش هتكلم عن لبسك تاني أنتي حره.

_ بالظبط أنا حره ي ريت تفهم.
قالتها بجمود ثم ابعدت بصرها عنه ليُقربها إليه يرفع وجهها صوبه يقول على مقربه منها :
” أنتي شكلك نسيتي اللي لسه معترفالي بيه “

_ أيوه نسيته ومش هحب حد تاني زيك بعد كده.
قالتها بضيقٍ ثم أكملت :
” أنا عاوزه ارتاح شويه”

_ طيب.
قالها بتعجب ثم رحل يتركها تنظر في اثره بغيظٍ.

***************

_ ي حبيبتي ي آيه مريتي بكل ده!

_ مش أكتر باللي مريتي بيه ي شهد، فريد حكالي كل حاجه وبجد مش قادره أصدق إنك مريتي بكل ده طول فتره غيابي.

_ ي ولاد انسوا اللي فات بقي وفكروا في حياتكم ومستقبلكم مش جايز كل اللي حصلكم ده كان اختبار من ربنا والحمد لله كنتو قده.
قالها اللواء سليم لترد “شهد” بالمُقابل :
” تعرف ي عمو أنا مبسوطه أوي أن حضرتك عايش بجد دي من أحسن الحاجات اللي حصلتلنا”

_ وانا مبسوط منك ي شهد إنك عديتي كل ده وكنتي قويه للنهايه.

_ بس انا مش مبسوط منها.
قالها “فريد” يقترب منهم يجلس أمامهم ثم أكمل :
” بقي تخبي عني موضوع زياد طول الفتره دي؟! “

_ أعمل إيه بجد ي فريد! كان مهددني بأهلي بس صدقني انا معملتش حاجه غلط واتبعت كل اللي قولتهولي من يوم الجريمه.

_ رغم إني لسه زعلان وغيري اتنين هيولعوا منك بس سماح علشان خاطر بس آيه.
قالها “فريد” مُقهقهًا لتضحك آيه هي الأخرى بصوتٍ مرتفع، نظرت إليهم” شهد” بعدم فهم وهي تقول :
” اتنين؟! مين دول”

_ ماهر ورجائي بيه، بجد الله يعينهم على اللي شافوه.

_ بجد ي فريد دول كانوا متخلفين بشكل! أنا مش فاهمه هما إزاي كده بجد.
قالتها مزفره بضيقٍ لترد “آيه” بضحك :
” ي شيخه ده بعد اللي حكوه بجد احييهم على أنهم اتحملوكي، دانتي ورتيوهم النجوم في عز الضهر “

_ أنا ي آيه!
قالتها “شهد” بلومٍ ليردف في هذا الوقت اللواء سليم :
” المهم دلوقتي إننا كلنا بخير، فرح آيه وفريد يوم ٨ في الشهر ده ي شهد ولازم تبقي جنبها الفتره دي “

إبتسمت” شهد” بسعاده تنظر إليهم ثم قالت :
” ي حبيبتي ألف مليون مبروك بجد فرحتلك اوى ربنا يهنيكم “

_ عقبالك ي شوشو أنتي واللي في بالي ي رب يااه لو تفكري تعملي فرحك معايا هتبقي أحلى فرحه بجد.

_ اللي في بالك؟!! وده مين بسلامته!

قهقهت هي على الجانب الآخر تردف :
” متاخديش في بالك، المهم دلوقتي لازم تنزلي معايا عاوز اشوف فستان فخم كده “

_ أصل رجائي كان قايلي أنه هيرجع ياخدني، ثواني أتصل عليه أفهمه اللي هيحصل.

_ متتصليش قومي معاها وأنا هبلغ رجائي.
قالها “فريد” ثم حمل هاتفه لتومأ هي له رغم ما بداخلها لكن رؤيتها لهم واهتمامهم جعلوها تتعافي إلى حد كبير.

سارت معها وسط إبتسامتهم ليردف ” فريد” وقتها إلى رجائي على الجانب الآخر :
” متقلقش أن شاء الله هتبقي كويسه وتنسي اللي حصل، شهد زي أختنا ي رجائي متقلقش عليها “

_ ي ريت ي فريد، أنت متعرفش هي قد إيه اتصدمت بعد اللي عرفته، أنا نفسي أقدر أبعد عنها كل الحزن ده ومش عارف أعمل إيه.

_ تقدر ي صاحبي مش أنت بتحبها؟
قالها “فريد” بضحك يتخيل حالته ليردف” رجائي بصدمه وتوتر :
” أنت بتقول إيه! “

_ بلاش نخبي على بعضنا ي صاحبي أنت من أول ما شفتها وأنت متغير وبتخاف عليها من نفسك حتى، إيه مش فاكر سعت ماهر كان ناوي يخطفها كنوع من التهديد وأنت وقفت قصاده؟!

ابتلع “رجائي” لعابه بتوتر وظل صامتًا لا يعلم بِما يرد ليأتيه صوته عندما قال :
” بلاش تعند وعيش حياتك مع اللي قلبك اختارها ومتفكرش كتير، هسيبك دلوقتي ومستنيك بكره ي صاحبي”

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى