رواية ساعة الانتقام الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الحادي والعشرون
رواية ساعة الانتقام الجزء الحادي والعشرون
رواية ساعة الانتقام الحلقة الحادية والعشرون
ما هي نظريه التضخم الكوني؟
– فهي النظريه الأكثر شيوعًا وتقوم فكرتها على أنه عندما حدث الإنفجار العظيم منذ حوالي 13,8 مليار سنه.. توسع الكون بسرعه مذهله لجزء من الثانيه، مما خلق العديد من الأكوان ( التي قد تكون لا نهائيه) إلى جانب الكون الذي نعيش فيه حاليًا.
شهقت يارا بفزع وهي تهز جسد شادي المُلقي ولم يستجيب لها حتى ارتعدت اوصالها عندما عاد سؤاله بصوته الرخيم الغليظ :
– هيا تحدثي
كيف آتيتم إلى جزيرتي ومن سمح لكما!
جالت عينيها الباكيه إلى تلك الجزيره التي تحدّث عنها، فكان مكان غريب لم ترى مثله من قبل حتى أنها شعرت بأنه ليس عالمهم وكأنهم آتو إلى عالم اخر من هيئه ذلك الشخص وملابسه الغريبه.
– يا شاادي الله يخليك قوم متسبنيش مع الراجل ده كتير.
قالتها بصوت خافت توقعت أنه لم يصل إليه حتى أنها وجدته يردف بتهكم تحذير :
– احذري ي فتاه من غضبي الذي سيحّل بكم إن لم تُخبريني من أنتم وكيف آتيتم إلى هُنا.!
– هو حضرتك مش عارف غير الجملتين دول تقولهم علشان توترني بيهم!
– ماااذا!!
قالها ذلك الرجل بغيظ من فذلكتها وطريقتها التي لم يفهمها لترد هي، وهي تخبط رأسها ببكاء :
– يادي المصيبه.. انت كمان مش فاهمني!!
ابتلعت ريقها ثواني ثم تحلت بالهدوء وهي تقول مُتسائله :
– حضرتك تطلع مين!.. اقصد يعني أسمك إيه!
– كيف تتحدثي معي بهذا الأسلوب السخيف ي فتاه!
مسحت جبينها الذي امتلئ بالعرق من الخوف ثم راحت تقول :
– اعتذر سيدي… ماذا تُدعي؟!
– انا الساحر العظيم دراكو مالفوي.
قالها بكبرياء وشموخ لكن ما زال مُنزجع من وجودهم دون علمه ومن الواضح انهم لم ينتموا لهذا العالم.
وفور ذكر هويته شعرت يارا بغثيان وهي تردد داخلها :
– سس.. س.. ساحر!
– نعم ساحر وليس كأي ساحر… بل أنا الاعظم قادرًا على تحويلك إلى حشره صغيره إذا أردت.
– ابوس ايدك متعمل كده ده احنا غلابه.. احنا منعرفش جينا هنا إزاي كنا مسافرين بعربيتنا وفجأه لقينا العربيه وقفت بينا هنا ومنعرفش إيه المكان ده.. مكان غريب اوي.. شكله غريب علينا.
تفحصها هي وذاك الشاب جيدًا ليقول وقتها بتساؤل :
– ما اسمائكم ؟!
– انا يارا وهو شادي بس ارجوك هو تعبان ومغمي عليه… حضرتك تقدر بقوتك تفوقه؟!
– اتسّتخفين بقدراتي ي فتاه؟!
امآت له رافضه بخوف لينظر الي ذاك المُلقي على الأرض ثم أدار تلك العصاه التي كان يحملها إليه حتى أنها برزت نورًا ساطعاً وفور انطفاء النور…بدأ شادي يفوق وكأنه كان نائماً ينظر لذاك المكان بصدمه ثم وجد يارا التي فجأه احتضنته بفرحه وهي تقول :
– الحمد لله إنك فوقت… انا كنت خايفه يجرالي حاجه لوحدي.
ورغم صدمته بهذا المكان وذاك الرجل الضخم الذي كان يقف أمامهم يُتابعهم بشموخ أبتسم من جملتها وهو يزيد من احتضانها يُهدأها حتى أنها بعدت عنه بخوف وهي تُعرفه علي هذا الرجل الذي ظهر لهم ثم انهت حديثها وهي تقول بقله حيله :
– بيقول أنه ساحر واسمه غريب اوي ي شادي. وحتى المكان ده أغرب.. انا مش عارفه يطلع ايه ده.
– هذا ليس عالمكم
هذه الجزيره الجوراسيه تقع في عالم موازي لعالمكم.
توسعت عينان شادي بصدمه وهو يقول :
– وايه اللي جابنا هنا؟!
– لا أدري.. لكن طالما آتيتم إلى هُنا فهذا العالم يُريد أخباركم بشئ ولم تستطيعوا الخروج حتى إن أُذن لكم.
– يعني اييه… يعني هنفضل محبوسين هناااا!!
لأ مش ممكن يا شادي
اتصرف ابوس ايدك.
– طيب مش حضرتك ساحر، تقدر تخرجنا من هنا بكل سهوله…!
– هذا مُستحيلاً! … سبق واستخدمت سحري في إخراج فتاه وشاب مثلكم من هُنا وبالفعل نجحت في ذلك لكن بعد ذلك عُوقبت بالسجن لمده مائه عام.. لكن الفرق الوحيد بينكم أنتم وهم أنهم كانوا ينتمون لهذا العالم لكنهم أرادوا أن يتحرروا ويتجولوا بالعوالم الموازيه.
لم تستطع يارا إدراك او إستيعاب كل ما يقوله حتى أنها تعبت وفقدت وعيها بين يدين شادي الذي شهق بفزع يربت على وجهها كي تفيق لكنه أعاد بصره لذاك الساحر يقول بتوّسل :
– ارجوك ساعدنا.. احنا منعرفش حاجه هناا وبعدين اللي اتكلمت عنهم ده كان عالمهم وانت اتعاقبت علشان خرجتهم برا عالمهم لكن احنا ده مش عالمنا… عايزين نطلع من هنا.
– ليس في مقدرتي أن أفعل ذلك… الآن لا بُد أن تتصرفوا مثل سُكان هذه الجزيره…سأريكم وجهتكم ثم بعد ذلك تجولوا وستعلموا بمفردكم لِما آتيتم إلى هُنا.
شعر شادي بأن هذه ستكون حياتهم لا مفّر ولن يخرجوا من تلك الجزيره أو هذا العالم مُطلقًا.
*******************
“لا تكسر أحداً، حتى لا يؤلمك دعاؤه.”
بينما بعد رحيل زياد، كان يجلس ماهر بذاك المطعم بمفرده إلى أن طلب من صديقه مُهاب أن يأتي على الفور، استجاب له وقد آتي بالفعل، اتجه إليه يجلس أمامه بتعجب وهو يقول :
– مالك ي ماهر صوتك مكنش عاجبني، خير فيه حاجه في شغلك؟!
نظر له ماهر بمشاعر مُختلطه، جانب منه يُود أن يحكي له عن كل ما في قلبه والجانب الآخر يرفض بشموخ كعادته لكنه بالأخير استسلم مُقررًا أن يحكي له، فهو صديقه الوحيد والذي يثق به إلى أبعد الحدود وبعدما أكمل حديثه توقف مُتنهداً يقول :
– طيب وشهد اللي بتتكلم عليها دي ما تحاول تهددها بأي حاجه علشان تتكلم، دي مش جديده عليك برضو ي ماهر، الموضوع سهل أنت اللي مكبره!
أبتسم ساخرًا من صديقه ليقول :
– متهيألك ي مُهاب، مش شهد اللي حد يهددها انا قابلتها كذا مره وعرفت أنها مش سهله ومش بتخاف حتى، وفي حاجه مقوياها إيه هي مش قادر اعرف تخيل؟!!.. تخيل ماهر الطوخي بعد كل السنين والنجاح اللي حققته في مجالي ياجي عليا يوم قضيه تضيع من إيدي علشان مش عارف احلها وأمشي فيها!!!
راقبه مُهاب بتعجب وحزن قليل من ملامحه الحزينه لأول مره، شعر بحزنه وتوتره وقله حيلته ليقول مُحاولاً التخفيف عنه :
– متقولش كده ي ماهر أنت قد الدنيا وهتفضل قد الدنيا، لو أنت نسيت أنت مين، انا مش ناسي ولا الداخليه كلها ناسيه مين ماهر الطوخي، أنت بس حاول معاها تاني طالما مستاجبتش بالذوء يبقى أستخدم العنف صابر عليها ليه؟!
– مقدرش اعمل كده ده مش أسلوبي في التحقيق ي مُهاب وبعدين يوم ما حاولت فشلت بسبب اللوا جمال.
-ليه حصل إيه؟!
– طلع يعرف والدها، والدها كان العقيد خالد عبد الرحمن الجبالي بصراحه كان حد مهم وكويس جدًا ف منعني وقتها ومن بعدها وانا مش عارف مالي تايه ي مُهاب تايه.
قالها ماهر يحاوط رأسه بتضجر وحيره لكن عندما اردف مُهاب بشئ نظر له بُرهه بتفكير ثم هتف بحماس :
– اكيد ليها سكه البنت دي، شوف حد من خلاله توصلها، أنت مكبر الموضوع حبتين، وانا معاك في أي حاجه.
– تعرف ي مُهاب كانت الفكره دي تايهه عني اوى!.
– فكره إيه؟!
– فاكر البنت اللي كنت أنت وطنط معزومين عندهم اللي عجبتك ي مُهاب؟
– آه تقصد ريم بنت طنط ورد؟.
– أيوه هي دي بعينها.
– طيب ودي إيه علاقتها بشهد؟!
قالها مُهاب بتعجب ليرد ماهر علي الناحيه الأخرى :
– بنت عمها وحاليًا هما قاعدين مع بعض في نفس العماره يعني سهل اوي نوصلها من خلالها.
– من خلالها إزاي؟ تقصد إيه!!
– مش البنت دي كانت عجباك وعاوز تخطبها؟ حاول تعّجل بالموضوع ده الله يكرمك دنيا وآخره وتبقى عملت معايا الواجب واكتر.
– ايوه بس.
قالها مُهاب بحيره وتردد ليرد ماهر بعدم فهم :
– بس إيه؟!..
– اصل انا بصراحه يعني بقيت مش ميّال ليها، قابلت واحده إمبارح عجبتني.
– نعم ي اخويااا…!
قالها ماهر بصدمه ليرد هو :
– مش عارف والله بس انا كل ما بشوف بنت بتعجبني عن اللي قبلها معرفش ده إسمه إيه!
– ده إسمه قله أدب وفراغه عين ي مُهزء
أنت صاحبي أنت!.
– ماهر مش بهزر معاك بجد، انا فعلاً عندي مشكله، ده مش حب لأني كل ما بشوف بنت بتعجبني، مش عارف اكون أسره بسبب الشعور اللي جوايا ده.. خايف اتجوز ويحصل مشاكل بعدين بينا ونطلق بسببي.. عارف انا بقيت متأكد إني مينفعش اتجوز اصلاً مين هيقدر يستحمل العاده دي فيا!
راقب ماهر ملامحه بحزن وقله حيله فهو يعلم صديقه جيدًا وأن بالفعل هذه عاده به منذ الصغر لذا اردف :
– بص انا بصراحه مش عارف أقولك إيه في مشكلتك دي بس كل اللي هقدر اقولهولك أن لسه أنت كده محبتش وحد لمس قلبك، نصيبك لسه مجاش ومتستعجلش لسه العمر قدامك… حاول تشغل نفسك بأي حاجه عمل ما تلاقي شريكه حياتك.
إنتهى من حديثه مُبتسمًا ليرد مُهاب بتعجب من حديث ماهر :
– تعرف ي ماهر إيه اللي مخليني اعزب لحد دلوقتي؟
– إيه ي حيلتها؟!..
– إنك صاحبي..!
قالها مُهاب مُنفجرًا من الضحك على هيئة ماهر التي تبدلت عيونه للون الأحمر ينظر له بعصبيه وغضب يلكمه في وجهه :
– ي أخي الواحد كان مُشتاق إنه يضربك ضرب من اللي قلبك يحبه.
– ي جدع اتهد بقي… علي ايمتى والاقي واحده تهدّك علشان استريح.
– معاش ولا كان، ده بُعدك.
– خلينا بس في موضوع ريم انت تقصد إيه من كلامك؟
أعاد جسده إلى الخلف مُستندًا علي الكرسي يقول بعمق :
– تروح أنت والحاجه تقعدوا معاهم وابدأ في مشروع الخطوبه ومن هنا انا أعرف اصل لشهد.
– هتعرف إزاي!.. ي جدع انا مش فاهم منك حاجه..!
– أنت تتفق معاهم وتروح أنت والحاجه وتاخدني معاك في اليوم ده ومن هنا هتبدأ القصه.
– واخدك معايا بمناسبه إيه لا مؤاخذه؟!.
– بمناسبه إني اخوك في الرضاعه!.
انت هتستعبط فوّوق كدده… صديقك الصدوق اللي مش بتعرف تخطو أي خطوه من غيره… ودي حقيقه مش هتكدب فيها وسيب الموضوع عليا، ها رأيك إيه؟!.
– رأيي إني اتبري منك ومن دماغك ي ماهر… أنت ناوي ع إيه؟!.
قالها بحيره من أمر صديقه عندما يبدأ في وضع الخطط ليبتسم ساخرًا، حاملاً كوبًا من المياه يقول قبل أن يرتشف منها :
– كل خير ي صاحبي.
***************************
ماذا لو أحبّكِ متردد وكُنتِ أنتِ قراره؟.
ل
دينا أسامه ✨
بينما كانت شهد تتجول بشقه عمها حتى تصل ريم فهي حقًا خائفه بعدما عَلمت بشأن وجود اجهزه تصّنت بشقتها وخوفها الأكبر أن تكون مُرشقه بكل العماره، شعرت بخوف وظلت تُعنف نفسها على كل ما فعلته وكذبها كل مره، تمنت لو تُخبر أحد بكل الحقيقه وما تعلمه لكن هذا زياد يقف عائق كل مره!
انقبض قلبها واخذت ترتعش عندما سمعت صوت خالد الذي كان يراقبها منذ أن آتي وهي بهذه الحاله حتى أنها لم تلاحظه بتاتًا :
– مالك ي شهد؟.. متوتره من إيه!
– حرام عليك ي خالد مغيرتش عاده إنك تخضني كل مره كده!
– علفكرا انا هنا من بدري وانتي ولا داريه بيا، اهدي كده واقعدي فهميني مالك.
– صدقني مفيش.. هو بس كل المشكله حلمت حلم مش أحسن حاجه.
تنهد بعدم إقتناع لكنه لم يريد أن يضغط عليها، ليتسطح أعلى أحد الكراسي بحيره لاحظتها شهد التي اقتربت تجلس أمامه وهي تقول بتعجب :
– أنت اللي مالك؟!
– شهد كنت عاوز اتكلم معاكي شويه… أنتي اكتر حد هيفهمني.
تسرب القلق داخلها من لهجته ثم امآت على الفور وهي تقول :
– أكيد طبعًا ي خالد، هقوم اعملنا شاي.
منعها خالد يقول :
– مش عاوز اتكلم معاكي هنا، برا أفضل، انا هنزل استناكي في العربيه عمل ما تجهزي نفسك.
قالها ثم رحل من أمامها تنظر له بإندهاش من ما يود قوله.
استأذنت من امها التي كانت تجلس جوار ورد لترد هي :
– طيب متتأخروش علشان عاوزه اتكلم معاكي شويه.
امآت لها ثم اتجهت إلى شقتهم ترتدي على السريع وبعدما أنتهت، سارت إليه تركب جواره ليصل بها إلى أحد الكافيهات، جلسوا سويًا بعدما طلبوا فنجانين من القهوه لتبدأ هي الحديث وقتها بعدما لاحظت تردده :
– ها ي خالد انا سمعاك… شكلك مش مريحني
طمني من فضلك.
احتسي بعض من القهوه يحاوطها بين يديه وهو يقول وما زال مترددًا في لهجته :
– بصي ي شهد انا مش هخبي عليك حاجه.. انا طول عمري بعتبرك زي أختي ومصدر ثقه واكتر حد بيفهمني من غير ما اتكلم فعلشان كده حبيت احكيلك عن حاجه شاغله بالي وأشوف رأيك.
امآت له بتوتر أكثر ليحكي هو وقتها وهي تسمع بأذن صاغيه :
– انا من زمان أوي وانا حاسس بشعور غريب تجاه ريم، عارفه شعور اللي هو خايفه على حد أوي وبتغيري عليه وعايزاه دايماً جنبك، طول عمري بحس بالاحساس ده وكنت بقنع نفسي أن ده ما هو إلا إهتمام وأنها بالنسبالي زي اختي لكن انا لحد قريب وانا حاسس بالمشاعر دي تجاهها بس من ساعه ما قابلت صديقه ليها إسمها هنا ومشاعري دي اختفت ليها وحسيت أنها عادي وبقيت مش بركز معاها زي الأول ف الرايحه والجايه وحاليًا بقيت اكنّ المشاعر دي لهنا حاسس إني عاوز أشوفها اتكلم معاها أكتر، حتى لما شفت اخوها بيضربها قدامي مسكت نفسي بالعافيه وكان هاين عليا امسكه اديله علقه موت بس منعت نفسي، انا مش فاهم ده تفسيره إيه؟!.. انا كده بحب مين فيهم.. انا حاسس إني بحب الإتنين!..ررغم إني مقابلتش هنا غير مرتين تلاته لكن حاسس إني اعرفها من زمن..!
– مفيش حاجه إسمها كده ي خالد، مفيش حاجه إسمها تحب اتنين، ممكن يكون خوفك وغيرتك على ريم ما هو إلا حب أخوي أنت فهمته غلط طالما الشعور ده اختفى بعد ما شفت صاحبتها.
قالتها ريم بتمّعن بعد سِماع ما قاله تنظر له بحيره من أمره ليرد هو بنفس تلك الحيره :
– طيب ما ممكن تكون هنا نزوه في حياتي ومجرد إعجاب؟!
– أنت عارف أنت حبيتها ليه او اُعجبت بيها لي؟.
امآ بالرفض لتقول هي :
– يبقى ده الحب ي خالد، أصدق حب إنك تحب حد ومتعرفش أنت حبيته ليه، والأيام الجايه هتبين مين فعلاً حُبك الحقيقي فيهم.
– ي ريتني كنت واخد الأمور ببساطه زيك ي شهد.
ابتسمت بسخريه وبداخلها خلافات ونزاعات لا تُعد تدفنها فقط لا تعلم متى ستتحدث وتخبر الجميع بكل ما يشغل بالها لكنها تشعر بأن ذلك قريبًا جدًا.
***************
عاد فريد من الخارج بعد عِده ساعات حتى تهدأ قليلاً ويتحدث معها، دلف يخطو بهدوء ينظر بكل الغرفه لكن لم يجدها، انقبض قلبه وهو يترجل إلى المرحاض حتى وقع بصره عليها جانب السرير فاقده الوعي وما زالت بملابسها المُمزقه بسببه، ركض إليها وقلبه يعتصر خوفًا يجثو على ركبتيه مُحاولاً إيفاقتها التي باتت بالفشل، أسرع بإحضار كوب مياه لينثره على وجهها، ثم أحضر زجاجه عطره الخاص وقربها من انفها، وبعد دقائق من محاوله إيفاقتها، فاقت وهي تهذي بهذه الكلمات التي مزقت قلبه :
“ي ريت كنت موتت… ي ريت كنت موتت ف الطياره…”
ضمها إلى صدره يلتقط أنفاسه، يقول بنبره صوت عاطفيه، حنونه صادقه هذه المره :
“انا بحبك”
-ليه أنا؟.
قالتها آيه بعدم وعي وهي تظن بأنه ليس إلا حلمُ جميل لم يتحقق
” لأنِك أنا”
– من امتى؟
تنفس بعمق وهو يقترب منها رغمًا عنه، كما لو أنه يشعر بقوه ما أو جاذبيه في عينيها الغزاليه، تشبه المغناطيس تجعله يتيه فيها دون وعي.
“لا أعلم، ولكني أحببتُك وحسم الأمر”
ساد الصمت لدقائق، ليعلو صوت أنفاسه المضطربه بعد اعترافاته، وكأنه يحاول استيعاب ما باح به للتو، بينما آيه كانت تنظر له بعدم وعي حتى وقعت بين يديه ثانيًا مُبتسمه، حملها بين يديه بهلع بعدما ستر جسدها ببعض الملابس يقف يترجل أمامها بتوتر لا يعلم ماذا يفعل حتى شرد قليلاً يعود بذاكرته إلى الوراء :
فلاش باك
– استحاله أكل حاجه النهارده ي بابا بعد اللي عملته، أنت زعلتني منك اووي!.. أنت ضربتني ي بابا!.
– ي بنتي حرام عليكي انتي مأكلتيش حاجه من الصبح بلاش تعاقبيني بالطريقه دي، انا اهو قدامك اعملي ما بدالك بس كُلي وريحيني.
– انا مصدومه فيك ومش قادره اتخيل إنك تعمل فيا حاجه زي كده.. تجبرني إني اتخطب لشخص معرفوش ولا بحبه كل ده ليييه هااا؟!… علشان شغلك؟! في داهيه الشغل لكن ليه تعمل فيا كده!
– سمير هيحافظ عليكي وحد مهم وهترتاحي معاه ي آيه انا أدري، انا ابوكي وأكتر حد عارف مصلحتك فين.
– يعني مش مصلحتك أنت؟!.. عاوز تفهمني إنك مش مُستفيد من الخطوبه دي؟!
قالتها ساخره وهي تبعد بصرها عنه بألم تحاول كبت دموعها التي ملأت وجهها.
– هيطلعولك الأكل ي آيه كُلي علشان خاطري الأول وبعدين نتكلم.
قالها مُتفاديًا الرد عليها حتى رحل ثم بعد دقائق جلب لها خادم القصر طعامها الخاص يقول بإحترام :
– آيه هانم سليم بيه منبه عليا إنك تاكلي ومنزلش إلا لما تاكلي قدامي.
– خد الأكل معاك لأني مش هدخل حاجه في بطني النهارده وي ريت تسيبني لوحدي.
– طيب لو قولتلك علشان خاطري؟!
آتها صوت فريد من الخلف الذي كان يتابع هذه الأحداث بهدوء لتنظر هي إليه وهي تقول بثبات :
– قولت مش هااكل يعني مش هاكل.
اقترب منها بعدما شاور لذلك الخادم بأن يرحل لتبعد هي وجهها عنه تقول بعصبيه :
– فريد سيبني دلوقتي مش عاوزه اشوف حد ولا اتكلم.
– اهدي ي آيه هانم، الموضوع بسيط متعقدهوش.
– ما طبيعي حضرتك تقول كده مانت شغال عنده مين يشهد للعروسه..!
قالتها بلهجه ساخره ثم اقتربت من تسريحتها وهي تجلس تبدأ في نزع مجوهراتها التي كانت ترتديها ثم حملت ذاك العُقد المُرصع بالالماس الذي جلبه أبيها إليها حتى القته بعنف ثم بعد ذلك اشاحت كل ما يوجد على تسريحتها بإنهيار صائحه :
– اخرج براا ي فريد… ارجوك اخرج دلوقتي مبحبش حد يشوفني بالحاله دي.
اقترب منها بصدمه من ما فعلته وتهورها ليقول بهدوء :
– آيه هانم بلاش تكبري الموضوع، أنتي من شويه كنتي مُتفهمه الوضع، جرالك إيه تاني!
– جرالي اللي جرالي.. أنت مااالك أنت هااا… أنت تطلع مين….!
– مطلعش حد ي ستي بس اللي بتعمليه ده غلط وجنان.
– لو مطلعتش دلوقتي هوريك الجنان اللي علي أصوله… اخررررج.
طال النظر إليها بعدم فهم لِما تفعله حتى وجدها تكسر كل ما في غرفتها بتهور حتى أنها كانت تؤذي نفسها فقدمها قد انغرست بالزجاج المكسور وبدأ الدماء يسيل وهي لا تعي ذلك، ينظر هو بصدمه من حالتها الجنونيه التي لم يشهدها من قبل، اقترب بضع خطوات إليها كي يحملها من ذلك المكان بعدما وجد قدميها المُصابه لكنها منعته بالقوه بعد أن لكمته في صدره بعنف أصدر عنه تآوه بسيط لكنه زفر بقوه يحاول السيطره عليها، فكانت تتملص منه وهي تصرخ وكأنه يريد قتلها، لا تريد رؤيته هو أو غيره حتى توقفت عن ما تفعله بعدما صفعها بقوه جعلتها ترتمي أعلى فراشها.
– اهدييي بلاش جنون بقي..!
أنهى صفعته بهذه الكلمه التي لم تعيها هي بعد فِعلته الشنعيه بحقها، فكيف تجرأ على رفع يديه أمامها بهذه السهوله وبأي حق؟!.
كان داخلها شُعله تلتهب وتود قتله هذه المره لكن حدث عكس ذلك عندما بدأت تبكي بصوت مرتفع، ابتلع تلك الغصه المريره بحلقه بعدما شعر ببشاعه ما فعله ولا يوجد له أي حق بضربها أو لمسها حتى، تيبست قدميه يراقب حالتها بوجه مصدوم، كان يتمنى وقتها أن تنشق الأرض وتبتلعه قبل أن يفعل ذلك بها،لم يفق من شروده وتأنيبه لنفسه إلا عندما وجدها تمسك زجاجه جانبها ثم القتها عليه بقوه دون تفكير.. فاصابت جسده ووقعت على الأرض فصارت قطع زجاجيه صغيره.. لكنه لم يشعر بالألم نظراً لصلابه وضخامه جسده.
– اهدي ي آيه هانم.. انا مُتأسف جدًا… حقيقي معرفش ازاي عملت كده بلاش تأذي نفسك أكتر من كده.
انفجرت آيه صارخه ببكاء :
-انا بكرهكك… أنت تطلع مييين علشان ترفع إيدك عليااا هااا؟!.
قالت جملتها تلك ثم هرولت راكضه من أمامه إلى أحد الغرف ثم اغلقتها ورائها وظلت تشهق بنحيب وصل لاذانه.. فهرول ورائها خوفاً من أن تؤذي نفسها.
طرق الباب بخفه مُردفاً بهدوء :
– آيه هانم افتحي الباب.. ارجوكي عاوزه اتكلم معاكي.
– انت مبتفهمش بقوولك ابعد عني بقاااا.. غووور من هنااا.
ارخي فريد جبهته على الباب ثم هتف بنبره حزينه :
– مش همشي ي آيه هانم… مش همشي غير لما تبطلي عياط.
كورت آيه قبضه يدها لتضرب الباب بقوه وهي تصرخ :
– انت مالك.. غوور من هنااا.. متبقاش زي اللازااقه كده.. امشي بقاااا… انا بكرهكك خلي عندك دم وامشي بدل ما اموت نفسي.
تنهّد فريد بعمق ثم همس بضعف وخوف :
– هعمل كل اللي قولتي عليه بس بالله عليك تهدي ومتعملي حاجه في نفسك..
ساد الصمت لدقائق.. فتسرب الخوف داخله
طرق على الباب بخفه وهو يهتف بخوف :
– آيه… آيه هانم!!
زاد خوف فريد فطرق بقوه هاتفًا بهلع :
– آيه هاانم افتحييي الباااااب… عشااان خاطري افتحي الباااب… والله العظيم اوعدك مش هتشوفي وشي تااني بس افتحي البااب.. آيه هاانم..!
كاد أن يدفع بجسده تجاه الباب كي يفتحه بالقوه..ولكنه فوجئ به، يُفتح ببطء فاتسعت عينيه وشهق بدهشه شديده من هول ما رأي.
وجدها قد غابت عن الوعي بطريقه ارعبته، لم يستطع السيطره على نفسه أكثر، ركض إليها مُحاولاً إيفاقتها بخوف حقيقي، كان يختنق وقلبه يعتصر قلقًا بسبب فعلته، وجد سليم يصيح بصوت مرتفع وهو يضم آيه إليه :
– فررريد..اااانت عملللت إإيه!.
لا يعلم كيف يخبره بأنه ضربها وتطاول عليها!..ظل مكانه ثابتًا ينظر لها فقط حتى وجد سليم يحمل ابنته وهو يقول قبل أن يرحل بلغه جامده لم يسمعها من قبل :
– فررريد انا مسافر وهاخد آيه معايا لمده شهر…تقدر دلوقتي تشوفلك مكان تاني الفتره دي عمل ما ارجع.
قالها ثم رحل من أمامه بخوف عليها بينما وقع هذا الخبر عليه كالصاعقه بأنه لن يراها بعد الآن ويرحل من هذا القصر الذي تعلق به كثيراً! كيف يتركها هذه المده وهي تشعر بالغضب والحنق منه بعد فعلته!
مرت ليلتان عليه وقلبه حزين، يريد رؤيتها لكنها ترفض ذلك.. ترفض حتى رؤيته قبل سفرها!.
وبعدما سافرت… لم يجد أي ضروره لوجوده بالقرب من هذا القصر.. حتى حمل حقائبه وتواصل مع صديقته التي تُدعي جيسيكا كنديه الأصل لكنها تقيم في مصر مُنذ مده حتى بالصدفه وجدها تقترح عليه أن يُسافر معها كندا هذا الشهر، وافق على الفور دون تفكير فهذا كان حلاً كي ينسى آيه قليلاً ولم يعلم أن هذا ما فعله ما يسبب آلام له في الوضع الحالي.
عاد من تلك الذكريات، يبتسم ساخرًا وما زال يقف أمامها وهو يقول بألم :
– تعرفي لو مكنتيش سافرتي في اليوم ده وبعدتي عن عنيا.. مكنتش هعرف عاليا من الأساس ولا كنت فكرت اتجوزها.
– أيوه انتى السبب… انتي السبب ي آيه، بعدتي عني من غير حتى ما تقابليني ولو لثانيه اعتذرلك عن اللي عملته… حالتي بقت اسوء بعد ما سافرتي، مقدرتش اعيش في مكان يفكرني بيكي ويفكرني إنك حب مستحيل بالنسبالي، كان نفسي الظروف كانت تبقي وقتها أحسن من كده ومكنتش هتردد لحظه إني اعترفلك بحبي ومن وانتي عندك 17 سنه… كتمت حبي ومعاه قفلت قلبي بعدك ويوم ما اتجوزت عاليا كان بسببك علشان ابدأ حياه جديده وانساكي واتوقعت كده إني مش هشوفك ولا حتى هرجع لشغلي تاني مع سليم بيه لكن عدي أقل من شهر وطلبني وعرفت أنكم رجعتوا.. حاولت أرفض كتير لكن هو كان مُصر وجابلي طياره مخصوص تاني يوم جوازي من عاليا نزلت بيها مصر ومن اليوم ده وانا حاسس بمشاعر متلغبطه ما بينكم… ما بين حبي ليكي وأني خلاص بقيت لواحده تانيه حتى لو مش قادر احبها بس واجبها عليا اني احافظ عليها
ومخونهاش حتى لو بالنظر، بعدت عنك، عاملتك بكل قسوه علشان انساكي اكتر وطلعت انا العبيط، كل ما كنت بجرحك او بأذيكي بكلمه.. كنت بموت من جوايا وحُبك بيزيد في قلبي أكتر وطلعت عبيط أكتر لما اتجوزت واحده خاينه زيها حافظت عليها واحترمتها وحاولت اعاملها بكل حُب وموده وف الآخر تخوني وتهين رجولتي!… مبحبش سيرتها ولا إسمها ولا شكلها قدامي مجرد إني بفتكرها بيصعب عليا نفسي وبستحقر نفسي اوي ي آيه…. مكنتش لسه تعافيت ولقيتك قصاد عيوني البنت اللي حبيتها فجأه وشها اتحول لاكتر حد كرهته في حياتي!
تعرفي ي آيه يوم ما سألتيني أنت حبيت قبل كده!
ورديت عليكي وقتها وقولتلك إني حبيت اووي وكرهتت اوووي..!
كنت اقصدك بحُبي! انا حبيتك اوييي وكرهت عاليا اويي.
مشفتش أبشع من قدري ي آيه، يوم ما أخلص منها أشوف وشها كل يوم قصادي تاني، انا خايف عليكي من شر نفسي مبقتش قادر افرق بينكم.. خايف اخسرك تاني…لتاني مره عاليا العائق ما بينا حتى ولو بوشها.. مش قادر اشوف وشها عليكي… بقيت عاجز ومقروف من نفسي اوي.
كان يُحدثها وكأنها أمامه تسمعه وتنصت له جيدًا لكن ما كان يُريحه أنها لم تسمع عن ما تفوه به، اقترب منها يزيل تلك الخصله عن وجهها يتخيل فقط وجه آيه الحقيقي مُبتسماً بحب وحنان مُتحسسًا وجهها الصغير بين يده حتى فجأه نهض من مكانه بعدما رأي وجه عاليا، أدار وجهه، يُحاوط رأسه بين يديه وداخله شعوران مُتناقضان كلما رآها… لا يعلم إلى أي مُده سيظل هكذا يحاول تعنيفها وتجاهلها حتى أنه حاول أكثر من مره أن يؤذيها ولم يعي ذلك.. شعر بخوف حقيقي عليها من أن يفقدها بسبب جنونه كل مره.
“***************”
في ذلك الوقت كانت تُقي في غرفتها تتصفح ايميلها الخاص لتجد رساله من الشركه التي تعمل بها فيها تنبيه للمهندسين الجُدد، فتحتها تُقي فوجدت أنه يجب على المهندسين والمهندسات الجُدد في الشركه التوجه إلى الغردقه للبدء بتخطيط مشروع عمراني جديد عباره عن قريه سياحيه.
تنهدت في نفسها بتوتر وهي لا تعلم كيف تُخبر أو تقنع أخيها بهذا الموضوع.
– ي رب انا ما صدقت خلصت مشروع الدور التاني من المبنى الزفت ده علشان يطلعلي مشروع تاني محتاج سفر ونوم برا البيت..!
وجدت زياد وقتها يدق بابها حتى سمحت له بالدخول وهي تعتدل في جلستها تُحاول أن تتحلى بالصبر والهدوء كي تخبره.
جلس أمامها بعدما شعر بأنها تريد قول شئ من ملامح وجهها المضطربه :
– مالك وشك اصفر ليه كده!
– هو بصراحه انا عاوزه اكلمك في موضوع بس بليز متمنعنيش زي كل مره وسيبني أكمل كلامي للاخر.
عَلِم وقتها ما تود قوله لذا حاول أن يعيق حديثها بأي طريقه لكنه فشل عندما تحدثت بحماس عن ذاك المشروع وتلك الفرصه التي توّد أن تثبت نفسها بها ثم انهت وهي تقول بخوف من أن يرفض مثل كل مره :
– صدقني ي زياد المشروع ده هيفرق معايا ومحتاجاه في بدايتي علشان اقدر اثبت نفسي متخافش عليا كذا زميله ليا رايحين كلنا هنبقي سوا.
توقعت رفضه عندما رآته صامتًا ينظر بالفراغ بتفكير حتى مالت رأسها للأسفل بحزن ولم تشعر به إلا عندما وجدته احتضن كف يدها بين يديه بإبتسامه صافيه يقول :
– وانا موافق ي تأتأ ي قمر.
– احلف كده!.
قالتها وهي تنظر له بصدمه من رد فعله حتى امآ لها بضحك لتحتضنه وهي تقول بحفاوه :
– ربنا يخليك ليا ي أحسن أخ في العالم بحبكككك اويييييي.
ضمها إليه بحب، يربت أعلى شعرها بحنان وهو يقول :
– وانا بحبك اكتر.
وافقها لكن بداخله يُرتب لفعل شئ كي يحميها بهذه السفريه، فلن يتركها بمفردها بهذه السهوله.
**********************
بينما قد حلّ الليل بشكل فعلي، كان يركض أكرم قاصدًا تلك الحديقه التي كانت بالقرب من منزله، كان يضع سماعات الأذن يستمع لبعض الموسيقى الهادئه، رغم سماعه للأغاني خاصهً القديمه، إلا أنه يحرص على الصلاه.. وليس معنى أنه ينتظم في الفروض أي أنه مُتدين!
الصلاه واجبه ومفروضه على كل مسلم ولا علاقه لها بالدين.
ظل يجوب الحديقه ركضًا وبعد ساعه شعر بالتعب فجلس على أحد المقاعد الخشبيه يشرب المياه في تلك اللحظه التي رفع رأسه ليشرب، وقع بصره على فتاتان تجلسان تحت شجره ظلها مُمتد وعده كُتب أمامهم، يبدو انهم منهمكون في المذاكره بجِد.. ما لفت انتابه تلك الفتاه التي كانت تضحك بصوت مسموع وصل لاذانه وهي تضع كفً فوق الآخر… حتى وجد شاب مُتجه إليهم مُحاولاً مُضايقتهم وارتفعت أصواتهم، تابع ذلك من بعيد حتى وجد تلك الفتاه تصفعه بقوه ترفع سبابتها أمامه وكأنها تحذره من شئ.
تنهد هو من حال الفتيات هذه الأيام… يفعلوا ما يحلو لهم ثم يقعون باللوم على الشباب وهم من يثيروا فِتنتهم وغوثهم.!
ثم رحل بعد ذلك إلى منزله قاصدًا غرفه هنا يطرقها بِخفه ثم بعد ذلك ولج بإبتهاج وهو يقول :
– الجميل عامل إيه دلوقتي.
ابتسمت له رغم انزعاجها من ما فعله مع ريم ولم يُراعيها هي حتى ثم قالت :
– الحمد لله، إيه كنت ف النادي النهارده ولا إيه؟!.
– آه زي كل يوم المهم عاوز اقولك ع خبر حلو.
نظرت له بحماس واهتمام تقول :
– إيه هو؟!
– طالع الغردقه كمان يومين..مشروع مهم اووي اووي ي هنا انا والمُهندسين الجُداد وانا طبعًا رئيس المشروع ده هبقي معاهم خطوه بخطوه، إيه رأيك تيجي معايا تغيري جو الأسبوع ده؟
– ي حبيبي ألف مُبارك ان شاء الله يبقى أعظم مشروع وتنجح فيه… انا لو عليا والله موافقه طبعًا بس مقدرش بسبب أن عندي الاسبوع الجاي كويزات، ي خساره بجد كان نفسي.
– متقوليش كده تتعوض بإذن بعد ما تخلصي وهدلعّك.
– متحرمش منك ي أكرم.
حمحم وقتها وهو يقول بخجل طفيف :
– كنت عاوز اعتذرلك عن اللي عملته وأني مديت أيدي عليكي… صدقيني ندمان وزعلان من نفسي اني عملت كده بس اعذريني.
– بص ي أكرم انا مش زعلانه علي نفسي قد ما زعلانه على ريم واللي اتعرضتله هي وقريبها، ريم صديقه ليا من 5 سنين وعمري ما شفت منها حاجه وحشه وبجد نعمه الصديقه وأنت جرحتها وهنتها وكل ده ملهوش سبب ولا مُبرر مهما تقنعني لأنك عارف ومتأكد أن كل الفديوز اللي كانت بتنتشر ليها علي النت كانت مُفبركه وفي حد حاططها في دماغه وبيتمني الشر ليها ومع ذلك بتقاوح.!
اخذ يؤنب نفسه قليلاً وهو يعلم جيدًا أنها مثل ما قالت له أخته لكنه لا يعلم لِما لا يرتاح لها مُنذ عده سنوات دون سبب فهذا ما يجعله يُعنفها دون سبب ليقول :
– بصي انا مستعد عادي اعتذرلها هي وقريبها معنديش مشكله طالما ده هيريحك.
– بجد ي أكرم؟؟.
قالتها بفرحه وهي تمسك يديه ليؤما لها علامه الإيجاب وهو يقول :
– بس بإذن الله لما ارجع من سَفريتي دي على خير.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)