رواية ساعة الانتقام الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الحادي والثلاثون
رواية ساعة الانتقام الجزء الحادي والثلاثون
رواية ساعة الانتقام الحلقة الحادية والثلاثون
لا يعلم كم مرّ عليه من الوقت وهي بين يديه مُحاوطًا جسدها المُرتجف بِرقه مُتنافيه مع طبيعته، استفاق من تلك اللحظه التي لم يحظي بها مُنذ قبل أثر ارتجافه جسدها مُبتعده عنه تقول بعينين تظهر الخوف :
” ابعد عني”
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب مُردفًا :
” اهدي الأول، متقلقيش أنتي كويسه دلوقتي”
_ أنت عاوز مني ايييه!! عاوزييين منييي ايييه.
قالتها بِلا وعي مُبتعده عنه بخوف تعود بذاكرتها لكل ما حدث معها من مواقف مُماثله والسبب الوحيد ثيابها كما تعتقد.
لأول مره يشعر بالشفقه على حالتها بل اقترابه إلى هذا الحد كان بمثابه صدمه عن ما بدر منه، لأول مره يلمس فتاه غريبه ويشعر هذا الشعور، حمحم بخجلٍ من فِعلته وكاد أن يتفوه لكنه توقف يُتابعها ببلاهه عندما أردفت بتهكم وعصبيه :
” أنت زيك زييييه … كلكم صنف واحد عاوز الحرق، ابعدووو عنييي”
_ باشمهندسه اهدي ممكن.!
قالها “أكرم” بنفاذ صبر وضيق من جملتها
انتابها الجزع حينما اختصر المسافه بينهما في لحظه، فارتجف جسدها بعنف وكأن هناك عاصفه عاتيه هاجمتها فجأه، رفعت بصرها بترقب حينما اشتدت انفاسه وقست ملامحه فظهر طيف الغضب في عينيه، عادت لرُشدها ترمقه بخجلٍ من حديثها تلتقط أنفاسها ثم أردفت :
” انا.. أنا آسفه ي باشمهندس، حقيقي شكرًا على اللي عملته”
عقد حاجبيه بتذمر مُتابعًا خوفها البادي ليردف وهو على مقربه منها :
” انا طبعًا مقدر انفعالك بسبب اللي حصلك، بس اللي عاوز اقولهولك إن مش كل الرجاله صنف واحد زي مانتي فاهمه”
_ ومش كل الستات زي بعض! ومش اللبس اللي يحكم على الست في ادبها واخلاقها.
قالت جملتها بقصدٍ وحِده ثم اضافت بعدما سنحت لها هذه الفرصه :
” مش حضرتك برضو من أنصار الناس دي؟! الناس يعني اللي بتحكم علي الواحده من خلال شكلها الخارجي! ”
اشتم رائحه السخريه ينظر إليها بغضبٍ واضح بعد إنتهاء جملتها، أخذ يُهدأ من روعته هذا الوقت خاصهً بعد ما حدث لها ، لأول مره يفعل ذلك لكن كان ما يتوجب عليه فعل ذلك والا سيؤلمها بطريقته، اقترب أكثر مُقابلاً لها ينظر في عينيها بتمعّن وإندهاش ثم أضاف بصرامه وجرأه :
” ايوه بالظبط أنا من أنصار الناس دي”
لاحت إبتسامه ساخره أعلى وجهها، تزيل بقيه دموعها المُنسابه ثم أردفت :
” والله احييك على الإعتراف بالحق”
_ لا والله!
وأي كمان كملي، خليني ماشي معاكي على الخط كده لحد ما تجيبي اخرك.
_ للأسف نسيت الكلام+ لو مفيش إحراج يعني ممكن تسيبني أرتاح شويه ومينفعش تفضل كتير هنا.
_ ده على أساس إن مكنش معاكي راجل هنا!
قال جملته بغيظٍ من برودها وتحولها معه في الحديث يُضيف بلهجه مُهينه قاصده :
” إيه هيدخل شاب في أوضه بنت نص الليل والباب مقفول من جوه!”
_ أنت تقصد اييه أنت!
أنت مسطول ومش واعي أنت بتقول إيه؟!!
_ احترمي نفسك.
_ احترم نفسك أنت والزم حدودك معايا من هنا ورايح واتفضل أخرج من غير مطرود.
_جيت على الجرح شكلي معلهش أصل الحقيقه بتوجع.
قال جُملته بسخريه واستهزاء يُلقي نظره اخيره أعلى ثيابها التي تكشف الكثير ثم ترجل إلى الباب عازمًا على الخروج، لكنها لا تعلم كيف ركضت إليه تجذب يديه بقوه ثم هوت بصفعه أعلى وجهه بشراره غريبه برزت من عينيها التي قد التمعت بالدموع وهي تقول صائحه :
” أنت إنسان مُقزز وتافهه، أنت فاااكرنيي اييييه هااا! فاكرني واحده رخيصه زيك! أنت اللي زيك المفروض يتعالج من تفكيره العقيم ده، أنا أشرف من الشرف نفسه ومسمحش لواحد معندوش بربع جنيه رجوله واحترام أنه يكلمني أنا بالأسلوب ده، واضح إني غلطتت اوي”
_ بلاش أنا ي مها، بلاش علشان مزعلكش، أنا عامل إحترام لمكان شغلي لولا كده كنت عرفتك قيمتك.
قال جملته بصوت مرتفع جاذبًا مرفقيها بقوه يرمقها بنظره غاضبه.
تراجعت للخلف وهي تحاول إفلات يدها من قبضته بينما كانت يده تقبض على ذراعيها بِحده أكبر كلما حاولت الأفلات منهما حتي أردفت تصرخ :
” أنت إنسان قليل الأدب ومتستاهلش اللي أنت فيه ربنا ينتقم منك على كل كلمه قلتها في حقي مش صح”
_الإنسان القليل الأدب ده برضو عمل بِقله أدبه وجه أنقذك من اللي كان هيحصلك.
قال جملته ثم ترك يديها بقوه مُتطلعًا إليها بإشمئزاز يذهب من الغرفه تاركها تستند على الحائط بصدمه من ما حدث.
**********************
_ أنت هنا إزاي!
قالتها “شهد” بخوف منه أكثر تحاول جاهده إبعاد نظرها عن عينيه التي كانت تتفحصها بطريقهٍ اثارت توترها، ابتلعت لعابها في توتر وهي تتراجع إلى الخلف بإضطراب تُضيف :
” انا.. أنا كنت جايه هنا علشان يعني قولت…”
_ علشان إيه كملي!
قالها بإبتسامه ترتسم ملامحه لأول مره عليها بعدما راقب توترها الذي بدي مُضحك، لم ترى هي إبتسامته الماكره بينما كانت عينيها تنظر إلى الأسفل حتى وقعت أعلى شئٍ اثار ضوضاء بالغرفه بل بالمنزل بأكمله، من شِده صدمتها وتوترها صرخت صرخه دوت المنزل بأكمله وهي تقول بعدما تربعت أعلى ذاك الجهاز التي تجهله :
” أنا قاعده على إيه!”
“جهاز هينفجر بيكي لو مقومتيش دلوقتي ي أكبر مُصيبه”
قال جملته بعدما تنهد بِقله حيله مُساهيًا بها مُتذكرًا أول لقاء جمعهم دون عِلمها.
فلاش باك.
في نفس ذاك يوم الإحتفال أي خُطبه سمير النوبي وآيه سليم بعدما عَلِمت “شهد” بشأن خطوبته المفاجئه للجميع وفقدت وعيها بين يديه حملها من أمام الجميع مُتجهًا إلى الجهه الأخرى من القصر يُجلسها أعلى أحد الكراسي مُحاولاً إيفاقتها وبعد خمسه دقائق دق اللواء سليم بِه كي يذهب إلى الحفل سريعًا، لم يأتي بِباله سوي “رجائي” الذي كان يُوجد بالحفل هو الآخر، دق بِه يدعوه بالمجئ.
_ إيه اللي بتعمله هنا ي سمير!
قالها “رجائي” مُراقبًا المكان من حوله ليرد هو عليه بعدما نهض :
” مش وقته ي رجائي المهم خليك معاها هنا لحد ما تفوق وتطمني عليها”
” اخليني معاها هنا إزاي ي سمير! أنت عارف إني مش فاضي ولازم أدخل الحفله تاني.”
_ معلهش ي رجائي كلها خمس دقايق لحد ما تفوق وسيبها بس متسيبهاش إلا لما تفوق، علشان لازم أمشي أنا.
أنهى جملته ثم رحل سريعًا من أمامه، ينظر هو إليها مُتنفسًا الصعداء ثم اردف وهو يقترب منها :
” أنتي فوقي!.. ده انا حتى نسيت إسمك كان إيه. ”
ظل لثواني يُراقبها بِعنايه إلى أن آته مُكالمه هامه جعلته ينصرف بعيدًا، بينما هي في هذه اللحظه استفاقت وهي تنظر حولها بصدمه تهمس من بين شفتيها بِحسره :
” يعني مكنتش بحلم وده كان حقيقي!”
انهت جملتها مُجهشه بالبكاء بعدما حاولت النهوض وهي لا تعلم كيف آتت إلى ذاك المكان تخرج من القصر.
عاد هو بعد عِده دقائق إليها ثم ترنح مكانه يقول وعينيه تتفحص كل إنش بهذا المكان :
” هي راحت فين المجنونه دي!”
باك.
خرج من عمق تفكيره الهادئ على صوت صراخ منبعث منها وهي تقول ببكاء :
” البتاع اللي قاعده عليه ده سخن أوي، هو هينفجر ولا ايييه! انتت شغال في إيه بالظبط ي جدع أنت!”
لم يشعر بنفسه إلا وهو جاذبًا يديها بين يديه يُساعدها على النهوض يُغلق هذا الجهاز بعدما حرر أسلاك توصيله.
” مقولتليش برضو إيه دخلك اوضتي اللي المفروض أهلي نفسهم مش بيقربوا منها! ”
” ابدًا أنا قولت ادخل اريح شويه عمل ما تيجي وكنت هقوم علشان يعني مزعجش ميسون وهي نايمه جوه”
قالتها بِتنحنح وما أن إنتهت جملتها حتى صدر صوت طلقات ناريه بالخارج، صرخت هي وقتها تدفن وجهها في صدره مُحاوله الفرار من تلك الأصوات التي تأبي سِماعها منذ الطفوله.
لم يفكر كثيراً وقتها، مال نحوها يضمها إلى صدره في عناق كبير حار فيما يفرك كفوفه فوق جذعها العلوي يقربها منه شاعرًا بالسعاده والأمان وتلك الألوان الوهميه المنبثقه من حراره مشاعرها تلتف من حوله وتحتويه من جديد.
لم تتردد وقتها وهي تبادله العناق، تلف ذراعيها بقوه وهي تبكي، مال نحوها أكثر يقول في أذنها بنبره حنونه هادئه :
” اهدي، أنا عارف إنك بتخافي من المسدسات والنار.”
رفعت بصرها إليه بطريقه اثارت شئ داخله جعلته في لحظه ضعف مُقتربًا من وجهها لكنه فاق عندما اردفت هي بتعجب وهي تبعد قليلاً :
” وأنت عارف منين!”
_ انا أعرف عنك كل حاجه ي شهد.
قال جملته بعدما أعاد لِ رئتيه قليلً من الهواء ثم أضاف بنبره تحمل الشوق الذي كان يُخفيه منذ اللقاء الأول :
” أنا أعرف عنك اللي أنتي متعرفوش، مانا بقولك إنك تعبتيني أوي”
” انا حاسه أن جملتك دي بتتردد في وداني وكأني سمعتها قبل كده!”
قالتها وهي تعود بذاكرتها إلى مشهدٍ ما لم تنساه حتى الآن.
فلاش باك.
كان يجلس أعلى أحد الكراسي صوبها يُتابع تلك الحركات الهوجاويه بعدما جلبها من النادي الليلي في حاله سُكر ولم تعي أي شئٍ حتى الآن.
في تلك اللحظه تابع انفعالاتها وحركات جسدها وكأنها على وشك الرقص وبدأت بالفعل تتمايل برشاقه وهي تتمتم آخر أغنيه سَمِعتها بالنادي الليلي :
” ي صيف.. يا صيف، دهب يا صيف..”
ضرب ساقيه بقوه دلالهً عن عدم صبره لتحمّلها، فعادت تضحك بدلال ثم فجأه ارتمت جانبه بجسدها، توسعت عيناه وكأنه اُلقيت فوقه قنبله فجرت مشاعره المكبوته أثر قُربها بهذا الشكل المُهلك له، كانت ترمقه بهيام والرؤيه ضبابيه أمامها فقط ترى أمامها حبيبها ” سمير النوبي”، لم يخطأ بنظراتها لقد كانت تحمل مشاعر.. حب! فاق من صدمته على شئ لم يتوقعه حتى في أحلامه، كانت تغمض عينيها وتمط شفتيها للأمام وكأنها على وشك تقبيله، هُنا انتفض بهياج من جانبها يُجاهد فرط مشاعره المتأججه الطالبه بأمورٍ لا تُصح يقول بلهجه حاده وقويه :
” بت أنتي فوقييي أنتي تعبتيني معاكي اوي! أنا مش عارف إيه اللي وقعني الوقعه السوده دي”
كانت تفترش مكانه مُغمضه العين تبتسم بهيام ثم بعد ذلك غفت مكانها يرمقها هو بغضبٍ يزفر بقوه بعدما دبت حراره غريبه تسري في جسده ثم حك أنفه بطريقه يفعلها عندما يشعر بمثل هذا الشعور.
باك.
_ انا شفتك قبل كده صح؟!
قالت جملتها بثقه ترمقه بتعجب ولم تُكمل حديثها بسبب همس خفيض آتي من فمه قائلاً في محاولة كتم ضحكاته :
” أيوه أنا بتاع ي صيف ي صيف”
شهقت بصدمه وخجلٍ في آنٍ واحد ثم اردفت بعدما ابتعدت بشكلٍ كلي ومازالت الأنوار مُطفاه فقط يُنير هاتفه :
” يعني كنت أنت مش سمير!”
” اها، شوفتي بقي إني استحملتك كتير ومعايا حق في اللي بقوله”
” أنا مش فاهمه حاجه! أنت مين وعارفني إزاي! ”
قالتها مُستفسره بإندهاش وهي لا تفقه أي شئ يدور حولها إلى أن اردف هو :
” مش وقته كلها ساعات وتعرفي كل حاجه وعلفكرا قريب هترجعي بيتك”
نظرت إليه مُتعجبه رغم سعادتها بعد جملته تقول بإكتراث والفضول يقتلها كي تعلم ما كل هذه الأحداث الغامضه التي تحدث فجأه :
” بس انا عاوزه أفهم! عاوزه أفهم كل حاجه، انا حاسه إني بحلم! مش قادره أصدق كل الحاجات اللي بتحصل في حياتي دي حتى بدون عِلمي! ”
رمقها بنظرهٍ حائره يعلم كيف تشعر بدايهً من خذلانِها وفقدانها لحبيبها إلى صمتها طِيله هذه المُده واستِغلالها بسبب هذا المدعوّ “زياد” طالت نظرته أعلاها حتى صدر صوت أمه من الخارج ومن الواضح أنها عادت من الحِنه التي كانت بها، شهقت” شهد” بصدمه وتوتر وهي تقول :
” هعمل اييه! هخرج إزاي دلوقتي يادي المُصيبه”
وبخطٍ مرتجفه توجهت إلى باب الغرفه وقامت بفتحه بأنامل مُرتعشه يحكي هول ما يعتمل بداخلها تُراقب الوضع بالخارج حتى أنها كادت أن تصرخ عندما جذبها إليه بينما كتم فمها وهو يقول بصوتٍ منخفض :
” إيه اللي بتعمليه ده أنتي عاوزه تفضحيني وتفضحي نفسك! ”
شعر بإرتجافه جسدها وخوفها البادي وعينيها التي قد اوشكت علي البكاء، تذكر هو وقتها فِعلته ثم اشاح يده بتوتر مُحمحمًا بقول :
” أقصد يعني هتطلعي إزاي قدامها في الوقت ده من عندي”
التقطت انفاسها التي تسارعت وهي تمسح وجهها تومأ له بخجلٍ بينما هو توجه ناحيه الباب يفتحه ببطئٍ مُتابعًا من بالخارج حتى أنه فجأه وجد أمه تتجه ناحيه غرفته، اغلقها فوراً بصدمه وهو يقول :
” الحجه جايه على هنا ”
” يعني إيه! ”
قالتها بصدمه أكبر بينما لم يُمهلها أكثر للحديث عندما اخذ بيديها ذاهبًا بها إلى دولابه ثم اجلسها بِه وأغلقه مُتناسيًا تمامًا أمر تلك الفوبيا التي تُعاني منها من الأماكن المُغلقه وهي بالداخل كانت تُجاهد نفسها كي لا تخرج حتى وإن ماتت، دلفت أمه فوراً دون حتى الطرق بملامحٍ قلقه وهي تقول :
” الحقني ي بني ملقتش شهد في البيت”
” إزاي بس ي أمي أنا لسه شايفها من شويه قاعده في الصاله! ممكن تكون في أوضه ميسون”
” ي بني انا دورت عليها في البيت كله ملهاش أثر، هتكون راحت فين يعني في الوقت ده!”
قالتها “فردوس” بخوف وقلق ليرد “رجائي” مُسرعًا بقول :
” ممكن تكون خرجت قاعده برا شويه في الهوا تعالي نشوفها ”
قال جملته بصوتٍ مرتفع قاصدًا ذلك ثم خرج ومعه أمه بينما” شهد” ترجلت فوراً من ذاك الدولاب بجسدها المُرتجف تذهب إلى الخارج وهي تلتقط انفاسها بتفاوت حتى أنها صرخت بفزع عندما اردفت “ميسون” من الخلف بعدما خرجت ولاحظت خوفها :
” مالك ي شهد فيه حاجه! ”
” لأ لأ ابدًا”
قالتها دون وعي حتى لاحظت “ميسون” وجهها بالكامل الذي كان يتصبب عرقاً وكأنها كانت تُجاهد شيئًا ما، كادت أن تردف مُتسائله حتى ولجت “فرودس” ومعها “رجائي” إلى المنزل ثانيهً، اقتربت منها بخوف وهي تقول بلهجه حنونه :
” كنتي فين ي بنتي ده انا قلبت البيت عليكي”
” أنا.. أنا كنت..”
“شكلك كنتي برا؟! ”
قالها “رجائي” يُساعدها على الرد لترد هي بعدما أدركت مقصده تقول :
” آه فعلاً كنت بتجول برا شويه بشوف الأجواء ”
امآت لها “فرودس” رغم تعجبها تقول :
” بس ماله وشك كده وإيه العرق ده؟! ”
” اصل… أصلي شوفت كلب قام جري ورايا وفضلت اجري لحد ما رجعت هنا تاني”
” كلاب! غريبه بس مفيش كلاب في القريه هنا”
قالتها “ميسون” بإندهاش بينما نظرت” شهد” إليها بتوتر ثم أردفت :
” لأ إزاي ده انا شوفت كلب حتى كان لونه أسود ”
امآت لها فرودس هي الأخرى بعدم إقتناع لكن كانت تحمد الله على عودتها تقول :
” المهم إنك كويسه وبخير ي بنتي”
” ماما عندها حق المهم إنك كويسه وعرفتي ترجعي هنا تاني، بعد كده لو عوزتي تخرجي ابقي قوليلي ونخرج سوا علشان انتي متعرفيش حاجه هنا ”
امآت لها ” شهد” مُتنهده براحه بينما دلفت “فرودس” إلى الداخل كي تستريح وتبعتها “ميسون” التي قالت قبل أن تذهب :
” عاوزه أقعد معاكي شويه ي شهد نتكلم ”
امآت لها ثم بعدما ذهبوا زفرت بقوه وهي تخبط رأسها لتجده يقول بلهجه ساخره :
” كلاب! ملقتيش إلا الكلاب تجيبي سيرتهم! دول أبرياء منك ي شيخه”
” أومال عاوزني أقول ايييه!! وأنا إيه هيعرفني أن قريتكم الراقيه دي مفهاش كلاب! غريبه دي”
” دانتي اللي غريبه ومُصيبه متحركه”
“أنا!!”
قالتها بصدمه وغضبٍ وهي تُكاد أن تردف بصوت مرتفع لكنه منعها عندما اتجهه غرفته ثم اغلقها بينما هي دبت الأرض بضيقٍ طفولي ثم ذهبت هي الأخرى إلى” ميسون”.
********************
كانت” آيه” تجلس بأحضان أبيها وهي تقول :
” بابي أنا خايفه أكون بحلم”
” ي ستي مش حلم مش حلم إيه هنكون بنحلم كلنا سوا!”
قالها “فريد” بضحكٍ يذهب إليهم بعدما انتهوا من الطعام لتقاطعه هي قائله بغضبٍ وضيق :
” أنت تسكت خالص علشان أنت اكتر بني آدم كداب شفته في حياتي، تخيل كدبت عليا كام مره لحد دلوقتي ولسه بكتشف فيك حاجات ”
” رد عليها أنت ي سليم بيه علشان دي آيه صعبة التفاهم ”
قالها وبيديه ثمره التفاح التي كان يأكلها مما جعلها تشعر بالغيظ وهي تُلقي عليه بأخرى صائحه :
” هيرد يقول إيه هاا! انتو الاتنين مخادعين ومبتحبونيش ولا عمركم فكرتوا فيا اصلاً”
قالتها مُبتعده عن والدها بذعرٍ بعدما حاولوا بصعوبهٍ تهدأتها ليردف اللواء سليم بحنان مُمسدًا أعلى شعرها :
” متقوليش كده ي حبيبتي، انا مش هعاتبك ولا هزعل منك على اللي بتقوليه لأني مقدر صدمتك وده حقكك بس خليكي متأكده أن محدش بيحبك قدنا ”
” قولها ي سليم بيه وقولها كمان إني أكتر واحد اتعذبت بسبب شكها فيا في الرايحه والجايه”
أنهى جملته مُمتثلاً الحزن مُقتضمًا التفاح لترد هي بالمُقابل بغيظٍ :
” أنت كمان مكنتش عاوزني أشك فيك! دانت كل تصرفاتك كانت توحي إنك قاتل سمير وبتحاول تخفي ده”
” خلاص حصل خير وانا مش زعلان وانتي كمان متزعليش مني علي كل اللي عملته معاكي في لحظه غضب كان غصب عني صدقيني”
اردفت وقتها بعدم فهم تتحسس وجهها :
” وبالنسبه للي حصل في الطياره كان مُخطط ليه برضو؟! ”
” اللي حصل كان مُقدر محدش ليه دخل فيه لكن الوش الجديد اللي اخدتيه كانت لعبه كبيره اوى ومقصوده”
_ أيوه أنا عارفه.
قالتها ثم أكملت بضيقٍ بعدما تذكرت فِعلتها الأنانيه :
” جيسيكا صاحبتك هي اللي عملت كده”
_ عرفتي منين!
قالها بتعجب لترد هي تحكي له عن ما قالته جيسي لها ثم انتهت بقول :
” الله يسامحها بقي على اللي عملته”
_ جيسيكا عميله لزياد وكل ده كان متخططله كويس وكمان هي اللي حاولت تقتلك.
_ إيه!
_ كنت هتوقع منها إيه وهي صاحبه عاليا! حاولت كتير أكدب نفسي لكن اتأكدت أنها خاينه وبتساعد زياد يوم ما قولتيلي على أن فيه واحد شافك في الفندق وبعدين اختفى، هو كمان كان تبعهم وقدرت بطريقتي اجيبه لحد عندي أعرف منه كل اللي انا عاوزه.
_ معقوله فيه ناس بالشر ده!
قالتها بإشمئزاز ثم تابعت :
” ربنا المُنتقم وأن شاء الله دم سمير مش هيروح هدر”
نظر إليها “فريد” لثواني بتعجبٍ فبرغم حزنه هو الآخر لكنه اردف بتساؤل :
” آيه أنتي حبيتي سمير؟”
_ أيوه حبيته!
قالتها دون تردد بينما هو وجدت عينيه كالصقر تكاد تأكلها من تفحصها، اهتزت اوصالها تردف مُصححه :
” الحب أنواع ي فريد، أنا حبيت سمير حب أخوي، كان نفسي دايماً يبقى عندي أخ ولد بس محصلش للأسف ومن وقت ما اتعرفت على سمير وانا حساه أخويا حتى لآخر يوم وإحنا على وشك إننا نتجوز على إعتبار طبعًا أنها كانت خطه فكنت مكمله حتى لو الوضع والظروف كانوا أقوى واضطريت اتجوزه كنت هتجوزه عادي، سمير مليون بنت كانت تتمناه، بعد غياب بابا أنت بعدت عني أوي ي فريد وسمير قرب مني وحسسني بالأمان في غيابك شارك معاكم في الخطه على حساب نفسه وحياته وأنه كان بيحب واحده تانيه علشان يحميي بابا ويحميني دي أقل حاجه اقدمهاله وهي الحب ”
” طيب ربنا يهني سعيد بسعيده”
_ الفاتحه ليه ي ولاد.
بدأ يقرأ له ثم بعدما إنتهى كاد على وشك النهوض لكن منعته” آيه” تقول بعدم فهم :
” أنا مش فاهمه ده معناه إيه بقي؟!! ”
_ شكل نقاشاتكم هتطول، اروح أنا أنام.
قالها اللواء سليم ثم رحل وحرب النظرات مُشتعله بينهم.
تنهد بثقل وهو يربت فوق يدها بلطف :
” تعالي يلا علشان تطلعي تنامي”
_هتسيبني!
همست بالقرب من وجهه، فتراجع للخلف برأسه يجاهد التحكم بنفسه، فعادت تكرر همسها بنعومه أشد ذابت عاطفته بسببها، ظلت تكرر بِلا انقطاع فهز رأسه بنفي والكلمات تعرقلت على طرف لسانه، يغمض عينيه يخشى النظر لملامحها القريبه منه، حتمًا سيسقط صريعًا فاعلاً تلك الأشياء التي يأبي حدوثها وهي مُغيبه تهذي بكلمات لا تدركها ولكن صوتها الهامس جعله يفتح عينيه بدهشه :
” بس أنت اللي اختاره قلبي يكون شريك ليه”
حثها بنظراته وبأنفاسه المشتعله حتى أنه سنحت له الفرصه بالاقتراب منها، بينما هي اقتربت بجسدها لتلتصق في صدره وهي تمسك يده بين يديها تضغط عليها بقوه وتحدثت بلوعه :
” أنت إزاي مش شايف نفسك في عنيا!”
_علشان شايفك أنتي.!
أنهى جملته بهيامٍ وابتسامه مُحب ترتسم ثغره حتى أنهما لم ينتبهوا عما حولهم إلى أن اردف “سليم” بضحك عندما كان يُتابعهم :
” الله الله.. في بيتي وعلى سريري!”
انتبهت “آيه” لوجوده لذا ابتعدت فورًا بخجلٍ وهي تُعيد خصلاتها إلى الخلف مُتجهه إليه وهي تقول :
” كده ي بابي تكسفني بالشكل ده”
” قولها ي عمي مش عارف أعمل فيها إيه وفي دلعها ده”
قالها ” فريد” بعدما ضرب يدًا فوق الأخرى ثم ذهب إلى أحد الغرف بينما هي همست بصدمه وضيق من جملته :
” عمك!”
بقي كده ي فريد!
جذبها “سليم” بإبتسامه حنونه ثم قال :
” تعرفي أن مش جايلي نوم النهارده تعالي عاوز احكي معاكي للصبح ”
امآت له بسعاده تحتضنه ثم غادرت معه.
بينما بذاك الفندق وبالأخص بغرفه “تُقي” كانت تتقلب أعلى الفراش وهي لا تشعر بالنعاس بتاتًا، نهضت في محاوله كي تنير تلك “الأباجوره” التي كانت جانبها وما أن وضعت يدها حتى شعرت بيد تقبض أعلى يدها ثم شعرت بغمامه حولها عندما فقدت وعيها بالكامل وحملها ذاك الشخص بتخفيٍ يذهب بها بعيدًا عن الفندق.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)