رواية ساعة الانتقام الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الثالث والعشرون
رواية ساعة الانتقام الجزء الثالث والعشرون
رواية ساعة الانتقام الحلقة الثالثة والعشرون
– ريحاان كيف عُدت ي عزيزي؟!!!
قالتها تلك الفتاه التي كانت ترتدي ملابس غريبه، ملابس تُناسب هذا المكان حتى إنها جالت بنظرها إلى يارا التي فور سِماع إدعائها له بأسم ريحان، توقفت أنفاسها تنظر لشادي الذي نظر لها هو الآخر بصدمه
– كيف تأتي معه إلى هذا المكان ي فتاه؟!!.. ألا تخافين!
دعيه وشأنه لقد سلبتيه من احبته ومملكته وحبيبته التي كانت تنتظره مُنذ مائه عام..! لقد علِمتَ أنك ستأتي مره أخرى ي عزيزي، مرحبًا بك بعالمك الخاص.
انتهت عندما لمست يديه بسعاده وهي تتطالع بعينيه بينما هو اشاح يديها عنه بفزع من هيئتها وما قالته لتنظر له بغضبٍ كارثي ثم نظرت إلى يارا التي ما زالت تقف تتابعها في صمت دون وعي، حتى امسكت بيديها بقوه تقول بتهديد ووعيد :
– ماذا فعلتي به تحدثيي!.. ماذا القيتي عليه بسحرك هذا؟!!…لم استطع قتلك وقتها لكن الآن لن تنجو مني عاطِفه.
وفور ذكرها لهذا الأسم اخذت يارا تتحسس رأسها بألم ودوار وهي تتذكر مشاهد كثيره لفتاه ترتدي ملابس غريبه وهي تتجول بمكان ساحر للغايه لكن لا تستطيع رؤيه وجهها حتى أنها كادت أن تقع فاقده وعيها لكن ايقظتها صرخه شادي يُقربها إليه بخوف ثم نظر لهذه الفتاه التي كانت تنظر بغيره شديده يقول بتحذير :
– ابعدييي عننا احسنلك.
– أتُريد قتلي ريحان؟!.. أتُريد قتل معشوقتك وحبيبتك؟!!.. أخبرني لمِا هَرِبت في هذا اليوم معها وخرجت من عالمنا؟!!.. لمِا فعلت ذلك في نفسك! لقد كنُا سنتحد وقتها.. أتتذكر ؟!..
– ابعدييي عنناااا… انا مش فاهم انتي بتقوولي ايه ومين ريحان ددده.
– أسلبت هذه الساحره عقلك!!؟ جعلتك تنسي من أنت؟!
وجدت يارا أن هذه الفرصه كي تعلم من هو ريحان الذي آتي في حلمها منذ عِده أيام وكان بهيئه شادي.
لتقول :
– انتي عااوززه مننا ايييه!!! انتي مييين اصلااا!
– انا شيراز معشوقته لريحان واليوم سنتحد، وانتي سأتخلص منكِ فوراً
هل تفهميين؟!!
قالتها بغضب وعينيها قد بدأت تتلون لنفس ذاك اللون الذي يظهر بأعين شادي، ارتجفت يارا بخوف وهي ترتد للخلف بعدما شعرت أن يوجد علاقه بينها وبين شادي بينما شادي راقبها بتعجب واندهاش فهي تمتلك نفس قوته!
– انتي مين؟!
قالها شادي دون وعي ينظر إلى تلك الفتاه بغرابه بينما هي اقتربت منه وهي تحاوط جسده بيديها التي كانت تلتف حول عنقه تقول بلهجه مُستاءه :
– قُلت لك شيراز، ألم تتذكرني بعد؟! أذهب معي كي اُريك وجهتك عزيزي.
لم يشعر بقدميه التي تحركت معها بإستسلام وخضوع وكأنها تتحكم به جيدًا حتى رأت ذلك يارا، ف ركضت إليه تصيح به كي يفيق :
– شااادي فوووق…. انت بتعمللل اييييه…. دي متحكمه فيك ي شااادي فوووق.
ظلت تركض خلفه وتلك شيراز تبتسم بشر وشادي ما زال مُستسلم خاضع لقوتها إلى أن وقعت يارا في حفرهُ عميقه أسفل الأرض لتصرخ بخوف وبكاء فوصل صوت نحيبها إليه، توقفت قدميه عن السير ينظر خلفه بإندهاش ثم نظر إلى شيراز التي كانت تجذب يديه ليُبعدها عنه بقوه يُنادي بيارا التي فور سماعها لصوته، صرخت به بإستنجااد :
– شااادي انا هناااا… طلعنييي بسرررعه…. انا مخنوقه هنا.
كاد أن يخطو خطوهً للأمام لكن شيراز كان لها رأي آخر عندما صدمت رأسه بأحد الأحجار السحريه ثم أخذته معها إلى مكان ما وهي تقول بلهيب :
– سآخذك بالقوه ريحان… انت لي أسمعت؟! أما هي سأقتلها دون رحمه.
**********************
– فريد.
في كل مره تستنجد به وبأسمه، وكأنه المُنقذ الذي يُنجيها من غرقٍ في محيطٍ بارد مليء بالجليد، كأنها تجد فيه الأمان والنجاه كمَن يخلصها من بستان مليء بالشوك.
اقترب ناحيتها يُلبى نداءها المُتوجع، جذبها من كتفها ناحيته وهو يهمس لها بنبره خافته هادئه تبث بعض الطمأنينة بقلبها :
– متخافيش انا معاكي ومش هسمح لحاجه تأذيكي ي آيه.
ابتسمت هي تقول بمرح :
– مانت حلو اهو وبتعرف تقول آيه بس؟!
حمحم بخجل ثم قال :
– مقصدش ي آيه هانم انا بس ك.
– انا عاجبني كده ي فريد! متقوليش غير ي آيه من هنا ورايح اتفقنا؟
نظر في عينيها بشغف وحب ليقول بصوت عاشق :
– اتفقنا.
ثواني وفاق وهو يضيف :
– صحيح نسيت اقولك إننا هنرجع مصر بكره.
شعرت بسعاده أضفت على ملامحها وهي تقول :
– ده احلى خبر اسمعه، تعرف ي فريد نفسي ارجع بيتي تاني وانام في اوضه بابا!
– مينفعش ي آيه، احنا هننزل في مكان سياحي بكره، بالتحديد الغردقه مينفعش ترجعي قصرك دلوقتي.
– لحد ايمتي ي فريد هفضل هربانه كده؟!
– لحد ما القاتل الحقيقي يتعرف، اكيد قاتل محترف لدرجه أن الشرطه كلها مش عارفه تعرفه وملفه قرب يتقفل.
تذكرت آيه وقتها عندما هرب بها ثم قال أن شهد هي من قتلته لتنظر له مُتسائله بحيره :
– فريد انت وقتها قولتلي أن شهد هي اللي قتلته! إيه خلاك تقول كده وشهد اصلآ متعرفهوش كويس.
– شهد بالفعل كانت هناك في وقت الجريمه لما كنتي مع سمير، ووقت ما سابك جاله إتصال، كنت وقتها مُنتظرك برا من غير ما تعرفي، بصراحه كنت براقبك مكنتش عاوز اسيبكم لوحدكم في أي مكان وفجأه لقيت سمير خارج وظهرت شهد وقتها ف اضطريت اختفى علشان اعرف إيه بيدور بينهم.
فلاااش بااااك.
– إيه منزلك في الوقت المتأخر ده ي شهد؟! موضوع إيه اللي منزلك كده!
كانت تنظر له بألم وضيق وهي تقول :
– انت بتحبها صح؟! طيب لما بتحبها ولسه مكمل معاها لي عشمتني وخليتني أحبك؟!.
– شهد ي حبيبتي انتي عارفه كويس إني بحبك انتي وهتجوزك انتى، مين بس مسلّطك عليا ومفهمك كده؟! انا عمري ما حبيت آيه غير اني اعتبرتها اختي ومن ساعه ما سليم بيه توفي بدأت اعتني بيها أكتر كأخ.
– بطللل كدددب بقيييي…. هو انااا عبيططططه علشان تضحك عليا بكلمتيييين هاااا؟!!… تقدر تقولي أنت خارج معاها لي في وقت زي ده؟! ولا تقول ليه ما الموضوع باين اوي نازلين حب في بعض وانا العبيطه اللي مصدقاك ومكدباه وبقعد اقوله ده بيحبني انا وكل ده كان تمثيل وخطه، بس فييين ده ما ابوهااا مااات ولسه أنت مكمل معاها وكمان أعلنت جوازك منها.
نظر لها بصدمه يقول :
– بتقولي لميين؟!!… مييين ده!!! شهد هو في حد مقويكي عليااا؟!… انطقييي بتتكلمي عن ميييين!!
قالها بغضب وغيره اعمته عندما جذب مرفقيها بقوه لتحاول هي إبعاده وهي تقول :
– ملكشش فيه هو حلووو ليك وكُخه ليااا، ابعددد عنييي بقي ومن هنا ورايح مفيش تواصل بينا وخليك معاها وابعد عني لأني معنديش إستعداد اخسرها علشان واحد ندل وخاين زيك.
– انطقييي ي شهد مين ده اللي بتتكلمي عنه!! اكيد حد بيكرهني وملموم عليكي علشان يوقعنا في بعض
ريحيني وقوليلي ميين ده.
– لو مسبتنيش هقتلللك ي سميررر… ابعددد عنييي
“ايدي وجعتني.
قالتها بغضب من تصرفه الأحمق حتى انطفأت الانوار فجأه وما ثواني إلا وسمع فريد صوت رصاصه ثم بعد قليل فُتحت الأنوار ووجد آيه مُسطحه على الأرض جواره وهو قد اصابته رصاصه في قلبه ومات على الفور، انقبض قلبه حتى ولم يشعر بنفسه إلا وهو يحملها بعيدًا عن هذا المكان، هذا ما فكر به وقتها.
باك.
تبلورت عيناها بصدمه بعدما أنهى ما قاله حتى تسطحت أعلى فراشها بخوف وعدم فهم وهي تقول :
– يعني انا فعلا اللي كنت مقصوده؟!
اقترب يجلس جانبها يقول بعدم فهم :
– مقصوده إزاي؟!
– يعني اللي قتله كان عاوز يلبسني التُهمه!
– ده اللي فكرت فيه علشان كده هربتك، لكن اللي مش فاهمه طالما شهد مش هي القاتله، ازاي هي اختفت في الوقت ده؟! معقوله كانت متقفه مع حد يموته؟!
– انت بتقول إيه!! شهد مستحيل تعمل كده!!. بس انا مستغربه حاجه اكتر… طالما هي كانت علي علاقه بيه من قبل ما يعرفني حتى، ليه مجابتش سيره قدامي في أي مره؟!
– الموضوع كبير ي آيه وكبير على شهد، في حد تاني معاها واعتقد راجل، اكيد هي على علم بالموضوع إن مكانتش عارفه مين اللي قتله!
– انا خايفه!
قالتها آيه مُنكمشه تنظر بالفراغ بشرود ليحاوطها بين يديه تستند أعلى صدره، يُقبل رأسها قائلاً بحنوٍ بالغ :
– أوعدك كل اللي جاي خير ومش هيحصل حاجه تاني طول مانا معاك، انا هنزل اجيب أكل دلوقتي وانتي حاولي ترتاحي ي حبيبتي.
ابعدت رأسها عنه وهي تقول بإبتسامه هائمه :
– حبيبتك؟!.. اممم كنت احسبك مبتعرفش تقول الكلام ده! طلعت عكس ما اتوقع.
– لأ ده انا أعجبك اوي بس انتي جربي!
قالها بضحك وغزل يقترب منها بينما هي ابعدته بيديها تقول بضحك :
– جربتك خلاص كده، يلا روح شوف مصالحك علشان جعانه فعلا.
امآ لها ثم طبع قبله أعلى رأسها ورحل لتجلس هي تتنهد براحه وهي تحاوط وجهها بخجل من ما حدث الصباح وهي تتذكره، لا كانت تتوقع أنه بهذه الرومانسيه العجيبه فكان يُظهر لها بالشخص الجامد عديم المشاعر لكن ما شعرت به معه لم تشعر به من قبل.
**********************
في ذلك الوقت خرجت شهد وبرفقتها هنا عندما دلفت ريم إلى المرحاض وطلبت منهم أن يخرجوا هم وهي ستلحق به وعندما خرجوا، تجمدت شهد مكانها وهي ترى ماهر الذي فور ظهورها إبتسم بخبث ثم قام يقول بلهجه خبيثه :
– إزيك ي آنسه شهد.!
نهض مُهاب هو الآخر بإنبهار لتلك الفتاتين المُثيرتان من وجه نظره لكن أخذ يتفحص ويدقق بواحده منهم بإنبهار وإعجاب واضح ثم اخذ يهمس لماهر جانبه بقول :
– مين فيهم شهد! ي رب ما تطلع اللي في بالي.
قالها بهيام وهو يتابعها بينما ركله ماهر في قدمه حتى يتوقف عن تلك النظرات وهو يقول بجديه :
– بصراحه اتفاجئت لما جيت مع مُهاب وشفتكم، صدفه حلوه.
قالها ماهر ثم جلس وأشار لمُهاب الهائم يجلس هو الآخر يقول في نفسه :
– شكلك هتفضحنا الله يخربيتك.
– بسم الله ما شاء الله، مين الحلوين دول ي ورد قرايبك؟!
قالتها سوازن بإعجاب لترد هي :
– دي شهد بنت عم ريم ودي هنا صاحبتها.
قالتها وهي تشير إليهم ليُتابعها مُهاب بصدمه عندما عَلِم أنها شهد يبتلع ريقه مُتنهداً يقول هامسًا :
– يادي المُصيبه! هو الواحد كده ملوش في الطيب نصيب.
سمعه ماهر الذي كان يستشيط غيظًا من أفعاله وشعر أنه سَيُكشف كل شئ حتمًا.
خرجت ريم وقتها بضيق بعض الشئ تتجه إلى سوازن وهي تصافحها بإحترام وحب.
– ما شاء الله ي ورد دي ريم طلعت أجمل من الصوره كمان، ربنا يخليهالك ي حبيبتي.
– تسلمي ي طنط، ده من زوق حضرتك.
قالتها ريم مُتصنعه الخجل وهي تريد أن تنهض حتى وقع نظرها على ماهر الذي كان ينظر إليها هو الآخر نظرات صاخبه
ابعدت نظرها عنه بصدمه من وجوده تنظر لمُهاب الذي كان يُتابع شهد التي كانت تجلس متوتره أمامهم.
في هذا الوقت تقدمت ناهد وسوسن بالسلام يجلسون معهم بترحاب حتى آتي خالد هو الآخر بتعجب من هذا التجمع، لتتوقف قدميه فجأه عندما لاحظ هنا التي فور رؤيته نهضت مُتجهه إليه وهي تقول :
– اهلا ي دكتور، كويس إني قابلتك.
– إزيك عامله إيه.
قالها بتوتر مُتفاجئاً بوجودها لترد هي :
– انا الحمد لله كويسه، انا بصراحه عاوزه اعتذرلك عن اللي حصل، هو أكرم أخويا كده عصبي اوي بس هو طيب والله وعرف خطأه وحابب كمان يعتذر.
– ولا يهمك انا مش زعلان، المهم إنك بخير.
ابتسمت هي بإمتنان لتلاحظ ذلك شهد التي فور رؤيته نهضت إليه وهي تشير بوجود ماهر.
اتجه إليهم لتقوم ورد بتعريفه إليهم قائله :
– ده الدكتور خالد إبن عمها وزي اخوها بالظبط.
نهض مُهاب كي يصافحه، بادله خالد ذلك على مضض وتبعه ماهر الذي كاد يموت ضحكًا عليه بعدما رآه.
– طبعاً ده دكتور خالد ده عز المعرفه، ده حبيبي.
– وده ماهر بيه زميل مُهاب.
قالتها ورد بعدما اخبرتها سوازن بذلك.
تركهم خالد غير عابئاً لمِا يحدث يخرج إلى أحد الشرفات وتبعته شهد التي حاولت الفرار من أعين ماهر التي كانت تترصدها.
– تفتكر ماهر ده عاوز إيه تاني، هو البني آدم ده مش هيسبني في حالي بقي؟!
قالتها شهد بضيق من رؤيته وهي تكاد أن تبكي تتذكر زياد وتعلم جيدًا أنها لم تستطع أن تخبره بأي شئ حتى إن أرادت.
– متقلقيش هو اكيد زميله فعلا وجاي عادي، حاولي انتي بس تباني طبيعيه.
“انا في آخر سنه في كليه العلاج الطبيعي، دعواتك معايا بقي اتخرج على خير.
قالتها ريم إلى سوازن التي كانت تنظر لها بإنبهار ثم اعادت بصرها إلى مُهاب تقول :
– وده ابني مُهاب مُهندس قد الدنيا شغال برا بس الحمد لله ربنا فتحها عليه وهيستقر هنا.
– اهلا وسهلاً.
قالتها ريم بتوتر ثم اكملت :
– هقوم اجبلكم العصير.
نهضت بتوتر من نظراتهم وخاصهً من نظراته هو الذي كان يجلس يُتابعها في صمت حتى هو لم يعلم ذلك، كادت أن تتعثر وتقع لكنها تفادت ذلك سريعاً عندما سمعت صوته يقول :
– “حاااسبي”
نظرت إليه ثواني بتعجب ثم رحلت سريعًا إلى غرفتها تجلس أعلى سريرها بتوتر لا تعلم مصدره.
شعر ماهر وقتها ما يفعله ومراقبته لتلك ريم دون سبب! فهو الآن هُنا من أجل شهد وليست هي، نهض ومعه مُهاب يقول :
– نسيبكم انتو ع راحتكم، هنخرج نتكلم معاهم شويه.
قالها ماهر كي يتجه إلي تلك الشرفه التي هي به تنظر له سوسن بخوف من أن يُزعج ابنتها مثل كل مره.
بينما هنا كانت لا تعلم ماذا تفعل في هذا الوقت إلى أن قررت أن تتجه إلى ريم للداخل بعدما شعرت بالخجل هي الأخرى.
– ي مساء الفل، عاملين إيه طمنوني عليكم.
قالها ماهر قاصدًا استفزازهم، لتنظر شهد إلى الجانب الآخر بضيق تتذكر جيدًا مُراقبه زياد لها وسيسمع ما يدور بينهم الآن، بينما خالد نظر له بضيق يقول :
” ومستني يعني نرد عليك؟!”
– ي جدع أنت لسه زعلان مني؟! احنا بقينا أهل بقي مينفعش البعُد، أصل البُعد جفا.
– مفيش أحسن من القُرب والله.
قالها مُهاب ينظر إلى شهد بإنبهار يتفحص كل تفصيله بها حتى هي لاحظتها لتتنهد بضيق وما زالت صامته.
– أنت عاوز إيه ي ماهر أخلص؟!
قالها خالد بثبات وحزم يضع يده في سرواله ليقابله الآخر بنفس الطريقه قائلاً :
– عاوزك تهدي وتعقل كده، وبلاش دماغك تسرح لبعيد.
– ي أخي لولا عامل ليهم احترام لكنت فرجت عليك الشارع هنا.
قالها خالد والغضب قد تملك منه، تدخلت شهد وقتها كي لا تحدث أي مشكله تنظر إلى الداخل:
– خلاص ي خالد اهدي، يلا بينا ندخل مش عاوزين مشاكل .
– إيه ي جماعه حصل إيه يعني لكل ده، خلينا واقفين هنا نتعرف أحسن.
نظرت له شهد بغيظ من نظراته التي لاحظتها وهي تقول قبل أنت ترحل :
– وفر نظراتك دي لحد تاني.
ذهب خالد خلفها بتضجر من كليهما، بينما نظر ماهر في اثرهم بغيظ وضيق أكثر من صديقه الذي سيُدمر كل شئ.
– ده انا حتي عامل فورمه، إزاي ملفتتش الإنتباه؟!
قالها مُهاب بضيق وحزن من ردها وعدم إنتباهها إليه من الأساس ليُقابله ماهر الذي كان ينظر له بغضب يقول بصرامه :
– ” مُهاب اخرررس خالص”
-ما تحسن ملافظك ي جدع أنت!.
“أعملك إيه، انا شكلي غلطت لما وثقت إنك هتساعدني، جاي كمان تبصبص هنا لبنات الناس! وي زين ما اختارت والله”
– اعمل إيه طيب ي ماهر، قلبي اللي اختارها!
– قلبك برضو ولا فراغه عنيك؟!
قالها ماهر بملل من صديقه ومن تصرفاته الحمقاء مثله يردد بإصرار :
– انت تدخل دلوقتي معايا وتحاول تتكلم مع ريم وتبان طبيعي وبطل عادتك المُقرفه دي بقي.
************************
تحرك بسيارته مُندفعًا بحيرهٍ لم تستمر معه كثيرًا حيث حدد وجهته أخيرًا وقرر الذهاب إلى هُناك حيث هو، تواجده هُناك أكثر ما يحتاج إليه حاليًا خاصهً بعد مكوثه في ذلك البيت حتى ولو لمجرد ساعاتٍ لكنها كافيهً حتى تُثير استياءه وحنقه.
نسائم الليل البارده وسكونه مع الصمت الدائر بالمكان، الطبيعه الهادئه في ذلك الليل لم يظهر منها سويٰ صوت بعض الحيوانات كما مواء القطط ونباح الكلاب في الليل، خالط ذلك الهدوء صوت الابتهال لُِيُعبر عن نفوسٍ أكلتها وحشة الدُنيا، ومزقتها أنياب الواقع لتكون تلك الكلمات بمثابه السكينه وهي تعبر عن أنفسهم يرجون من الله أن يُديم لُطفه عليهم حيث صدح صوت الآتي :
_
_
_
_
_
_
كانت تلك الكلمات تَصدح عاليًا، تشق سكون الليل كما الثلج يُضاف على الحروق فيخمدها تمامًا، ويزول أثرها كُليًا، جلس “مدحت” يستند بجسده على العمود الرخامي في المسجد ثم أرجع رأسه خلفًا يتنهد بعمقٍ وقد لمعت العبرات في عينيهِ، لم يشعر بنفسه إلا وهو آتيٍ إلى هُنا بعدما شعر بالضعف والهوان .
لاحظه أحد الرجال الذي كان يُتابعه منذ أن دلف المسجد
اقترب منه يجلس أمامه وهو يقول :
– طمني عليك فيك إيه؟!
نظر إليه مدحت وما زالت العبرات تتجمع في مقلتيه يقول بصوت فاتر :
– فيا اللي مكفيني والله.
– احكيلي ممكن أساعدك.
أبتسم مدحت ساخرًا وهو يقول :
– مفيش حد هيقدر يساعدني.
– بس ربنا يقدر!.
نظر إليه بصمت ثواني وبدأت القطرات تتساقط كالنهر ثم قال :
– هيساعدني إزاي وانا عامل كل حاجه وحشه تغضبه.
– تقدر تتوب، باب التوبه مفتوح للي زيك.
– انا عملت كل حاجه وحشه في حياتي وخايف اموت وانا كده وتبقى نهايتي وخيمه.
– لأ الموضوع مش كده، اللي بيموت على ذنوب ده اللي نقول عليه عمله وحش.. ربنا يكتب للكل حسن الخاتمه.. بس برضو ملناش الحق نقول عليه هيخش النار… ربك إسمه الغفور الرحيم.. ربنا قال باب التوبه مفتوح للإنسان لحد ما ييجي يموت وتقفل باب توبته.
– صدقني لو كانت ذنوبك كعدَّ قطرات الماء وذرّات الهواء، ولو بلغتْ عنان السماء ثم أتيت خالقك الكريم تائبًا منيبًا ورجعت نادمًا مُنكسرًا لغفرها لك الرحيم ولا يُبالي.
– الكلام ده سمعته في درس من دروس الدين اللي كنت بحضرها وانا صغير ومش هنساه ابداً وفي آيات بتأكد الكلام ده :
في سوره الزمر الآيه 53 في قوله تعالي: قُلْ يَا عِباَدِي الذين اَسْرَفُوا على أنُفْسهمْ لا تقنطُوا من رحْمِه الله، أن الله يغفرُ الذنوبُ جمِيعًا إنه هو الغفُورُالرَّحيمُ.
وفي سوره النساء الآيه 48 قوله تعالى : إنّ اللهِ لا يغْفرُ أن يُشركَ به ويغْفرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشاءُ
صدق الله العلي العظيم.
قالها ذلك الرجل ليُرددها مدحت بأمل وراحه لحديثه الذي آتي في وقته المُناسب كما يُقال.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)