روايات

رواية ساعة الانتقام الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام البارت الثالث والثلاثون

رواية ساعة الانتقام الجزء الثالث والثلاثون

ساعة الانتقام
ساعة الانتقام

رواية ساعة الانتقام الحلقة الثالثة والثلاثون

بينما بذلك القصر الذي يمكث بِه اللواء سليم، كان يجلس متوترًا وجانبه اللواء جمال وأمامهم على الجانب الآخر “فريد، ماهر و رجائي”
_ جمال بيه كان معانا أول بأول، كان الجندي المجهول في الحرب دي.
قالها “فريد” بتوضيح ليرد “ماهر” في هذه الاثناء بصدمه من ما سمعه يردف بلهجه بدت عليها التوتر :
” أنا شكيت فيه يوم ما حول القضيه لزياد بشكل مفاجئ وده مكنش مرسوم ليه في الخطه ”
_ دي كانت خطه بديله.
قالها “اللواء سليم” ليرد “ماهر” بعدم فهم وإكتراث :
“بمعنى؟!”
_ بمعنى أن مكنش ينفع أنت بالذات ي ماهر تعرف عنها حاجه وكنا قاصدين نخليكم تشكوا فيه، كان لازم زياد وأعوانه يحسوا بالأمان من ناحيته، وكنت عارف إنك ذكي ي ماهر ومش هتبوظ علينا حاجه وهتكمل معانا رغم شكوكك.
_ أيوه بس ي سليم بيه كان ممكن بسبب الموضوع ده الخطه تروح علينا لقدر الله.
قالها “رجائي” بتعجب ليردف “سليم” يهز رأسه بالنفي مُصححًا :
” دي كانت الخطه البديله اللي اتفقنا نحطها لو حسينا بحاجه وفعلاً اللوا جمال حس أن فيه حاجه بتحصل وكبيره أوي، اضطر يقرب منهم ويحسسهم بالأمان في كل خطوه حتى لو كانت على حساب الداخليه لحد ما وصلنا لبر الأمان اللهم لك الحمد”
اعتدل” ماهر” في جلسته بإحراج من تفكيره يردف بإعتذار :
” حقيقي مُتأسف ي جمال بيه إني شكيت فيك وفي ولائك ”
تبعه “رجائي” مُتأسفًا، ليومأ هو برأسه بإبتسامه بشوشه يردف :
” متتأسفوش، عمومًا ده كان لازم يحصل علشان ننجح كلنا، انا عاوز اشكركم على تعبكم معانا الفتره دي، اشتغلتوا أحسن شغل ي رجاله الداخليه كلها فخوره بيكم”
_ ده كان واجبنا ي جمال بيه والحمد لله أنه قدّر ولطف.
_ الحمد لله ي ماهر والنهارده هيتكلل نجاحنا بشكل فعلي.
قالها “جمال” ثم نهض واضعًا يديه في سرواله ثم أكمل :
” زياد واخد اخته وسايبين البلد كمان ساعات ودي مهمتكم ي رجاله، عاوزينه حي وهنتعامل معاه بطريقتنا”
_ زي ما جمال بيه قالكم، وخلوا بالكم زياد ذكي وأكيد عارف إننا مش هنسيبه يخرج بالسهوله دي.
_ متقلقوش، زياد انا قاري كل أفكاره السخيفه اللي زيه ومش هسيبه.
قالها “ماهر” بثقه ليتبعه “رجائي” عندما قال بخوف :
” طيب كده الحجه وكلهم مُعرضين للخطر في مكانهم ده!”
_ عيب عليك ي رجائي ودي هتفوتنا، العماره كلها مرشقه كاميرات مراقبه والمنطقه كلها مخبرين تبعنا يعني في أمان.
قالها “فريد” مُربتًا أعلى يديه، إبتسم هو وقتها براحه ثم اردف بتعّهد :
” زياد النهارده هيكون في أقذر زنزانه فيكي ي مصر اطمنوا ”
ابتسموا جميعًا بعد إنتهاء جملته لينهض ثلاثتهم بإستعداد، مردفًا “سليم” :
” إحنا واثقين فيكم ي رجاله، لا إله إلا الله ”
_ محمد رسول الله، بإذن الله خير.
قالها “ماهر” بينما كان يحمل مسدسه واضعًا إياه في سرواله.
خرجت ” آيه” في هذا الوقت بتوتر تقول مُصوبه بصرها تجاه “فريد” :
” أنت رايح فين!”
إبتسم “فريد” مُقتربًا منها وهو يقول بهدوء كي يطمأن قلبها :
” أن شاء الله خير وهنرجع كلنا سالمين ونرتاح”
_ ايوه بس أنت كده حياتك في خطر! أقصد يعني كلكم بتعرضوا نفسكم للخطر ما تسيبوه يسافر هو أكيد خايف وهيسيبكم في حالكم بعد كده.
_ آيه ي حبيبتي أهدى الموضوع أبسط من كده، إحنا تقريباً عرفنا مكان أعوان زياد وقواتنا محاصراهم مبقاش غير زياد اللي بيحاول يهرب وده مش هنسمح بيه لازم نخليه فُرجه للناس الخسيس الخاين.
قالها “سليم” ثم نهض يربت أعلى يديها بينما هي ما زالت تشعر بالقلق، هزت رأسها على مضضٍ بقله حيله تنظر في عينيه وهي تقول :
” خلي بالك من نفسك، لا إله إلا الله ”
_ محمد رسول الله، ادعيلي أنتي بس نخلص علشان نتجوز بقي لأحسن الموضوع طوّل والواحد مبقاش مستحمل.
تهلهلت أسارير وجهها بسعاده من جملته ثم أبعدت عينيها بخجل عنه تقول :
” هدعيلكم ”
_ ي ابويا على النحنحه بتاعتك.
قالها “رجائي” بصوت أشبه للهمس بينما لكمه “فريد” في معدته يقول :
“هدي الفولت ي جدع أنت”
قهقه “رجائي” متأوهًا ثم خرجوا سريعًا، ليردف فريد بضيقٍ :
” يعني أنت عاوز تفهمني إنت وهو محبتوش قبل كده؟! ”
دبت مشاعر غريبه في جسده يتذكرها فور إنتهاء جملته، يتذكر اللقاء الأول إلى واقعه الحالي الذي ظنه ليس إلا وهم فلطالما لم يشعر تجاه أي فتاه بتلك الاحاسيس والمشاعر لكنها الوحيده التي تسللت كعدو خفي داخله.
راقب” فريد” وجهه وملامحه الشارده الهائمه ليقول بإبتسامه خبيثه :
” الله الله شكل في حد وقع ماهر الطوخي ولا سمي عليه ”
_ بتقول إيه! ركزوا الله يهديكم في اللي رايحين ليه الأول.
قالها “ماهر” مُتنحنحًا بتوتر ثم تقدمهم إلى السياره بينما “فريد” ضحك في اثره وقد تأكد من ظنونه هذه اللحظه لكن السؤال من هي تلك الفتاه التي سلبت عقل”ماهر الطوخي” بهذه السهوله؟!
***********************
كانت تجلس مُنكسه الرأس تضم ساقيها بقوه وخوفٍ إلى أن صُدر صوت شعرت بأنها تعلم صاحبته عندما قالت :
” عزيزتي عاطِفه لا تحزني، تستطيعي خوض هذه المعركه بمفردك، لا تستسلمي”
رفعت بصرها صوب هذا الصوت بصدمه وهي تراقب المكان الذي لم يوجد بِه أحد سواها، شعرت بالتوتر أكثر، تمسك رأسها وهي على وشك البكاء لكنها نظرت مره ثانيه عندما قالت :
” لا تخافين عزيزتي، أنا معكِ في كل مكان وأشعر بكِ، تماسكي قليلاً وستنجحي ”
_ مين اللي بيكلمني!! أنتي ميين وإزاي مش شايفاكي.
_ أنا امكِ عزيزتي عاطِفه، جئت كي أساعدك.
شعرت بالتشويش وهي تتذكر ذاك الحلم التي حلمت بِه عندما رأت امرأه غريبه تدعوها بأمها لذا اردفت وهي تنهض ناحيه ذاك الصوت :
” انا شفتك قبل كده في حلمي! ”
_ أعلم صغيرتي، أنا من جئت إليكِ.
_ ولما أنتي تقدري تساعديني ليه مخلياني قاعده هنا في المكان الغريب ده! مستنيه شادي يقتلني!
_ أهدأي حبيبتي، ريحان لن يستطيع قتلك حتى إذا اُرغم على ذلك.
تذكرت “يارا” وقتها كيف انقذها من تلك الشريره شيراز بل سمح لها بأخذ اسورتها وذهب بها كي لا تراها وتأخذها لكن قلبها يشعر بالخوف منها فهي تستطع السيطره عليه لذا قالت :
” شيراز بتعرف تسيطر عليه وممكن في أي لحظه تخليه يقتلني! إيه الحل من فضلك انا عاوزه أطلع من هنا وأروح للعالم بتاعي وأعيش حياتي ”
_ نعم أعلم إنها ساحره قويه لكنها لم تستطع أن تقف أمام سطوه الحب.
_ يعني أعمل إيه؟! إيه المطلوب مني علشان أخرج من هنا، أنا مستعده أعمل أي حاجه.
_ هل تستطيعي التقرب منه؟!
_ من مين!
قالتها ” يارا” بتوتر لترد عليها :
” ريحان، وتجلبي ذاك الساحر الصغير فقط إن فعلتي ذلك ستخرجي رِفقته من هذا العالم للأبد”
دق قلبها بعنفٍ وهي تمسح وجهها بقوه من ذاك الحل التي لم تستطع فِعله لذا قالت :
” مفيش حل غير ده! ”
_ هذا الحل الوحيد في حالتِكم تلك، أنا اُخبرك فقط بِما سيحدث حتى إن لم تُريدي ذلك، المشاهد ستُعاد عزيزتي، فقط تذكري أن ريحان يعشقككِ إبنتي وسيُخرجكِ من هذا المكان وستجلبي هذا الطفل حتمًا كما فعلتي سابقًا لكن الفرق ستظلي هُنا كي يصل سالمًا ونأخذه وتسطيعي وقتها الرحيل.
كادت أن تردف بصوتٍ مرتفع وقد تحولت ملامح وجهها للذعر من ما قالته لكن منعها ذلك عندما وجدت “شادي” يأتى إليها مهرولاً ينظر إليها نظرات لم تفهمها حتى كادت أن تركض من أمامه لكن جذبها إليه يهتف بصوتٍ فاتر اثار تعجبها :
” أهدأي سأُخرجكِ من هُنا لا تقلقين”
تاهت بملامحه ونظراته حتى أنها كادت على وشك الانصياع دون وعي منها لكنها تفادت ذلك سريعًا مُحاوله الإبتعاد وهي تقول :
” أنت عاوز إيه؟! أنت كداب وبتضحك عليا وعاوز تأذيني بأمر منهم واكيد دي خطه منك بس على مين انا مش هسمحلك تمسني أنت فاهم! ”
_ لا تقولي هذا عزيزتي، لقد أشعر بالضعف بسببكِ وها أنتِ الآن تتهميني بهذه الأشياء؟! حقًا أهذا عدل؟!
قال جملته مُحسسًا على وجهها بِرقه وحنان لا يعلم مصدرهما فقط يشعر هذا الشعور تجاهها ولا يستطيع إيذائها.
_ يعني مش هتأذيني وهتخرجني من هنا وهترجعلي شادي ؟!
إبتسم هو مُداعبًا شعرها بهيامٍ ثم اقترب وطبع قُبله عميقه أعلى ثغرها وهو يقول :
” لن أستطيع حتي إن كلفني ذلك حياتي، ومن هذا شادي التي تهذين بإسمه مرارًا؟! ”
توهج خديها اثر فِعلته تنظر إليه بصدمه وهي تقول دون وعي :
” أنت بوستني! ”
ضحك هو يقول مُتابعًا حالتها :
” ماذا! تقصدين أني طبعت قُبله أعلى خديكِ؟”
_ هي فرقت يعني ما الاتنين واحد! المهم إنك اتزفتت، بص متكررهاش تاني.
_ اعتذر عزيزتي.
قالها مُداعبًا أنفها حتى أنها تذكرت هذا المشهد الذي جمعهم من قبل، توترت عندما استعادت وعيها وهي تتذكر جملتها ” المشاهد ستُعاد” فهي الآن تشعر بالضياع والخوف من هذا الاقتراب.
_ سأُخرجك الآن.
_ دلوقتي!
قالتها بتعجب وفرحه في آنٍ واحد لكن لم تدوم فرحتها كثيرًا عندما شعرت بإقتراب ما تآباه.
_ نعم هذا الوقت المناسب، فقط اغمضي عيناكي.
قال جملته وقد شعر بخوفها البادي لذا أضاف :
” لا تخافين فقط اغمضي عيناكي وسأخذك من هُنا بسحري”
امآت له بعدما تنهدت بإرتياح، حتى اغضمت جفونها بهدوء لتجد يديه تلف حول خصرها بتملك، اسبلت عيناها عِده مرات بتوتر من اقترابه حتى هو شعر بإرتجافه جسدها بين يديه، ولا يعلم لِما إبتسم من هذا الشعور، اغمض عيناه هو الآخر ثم لف بها عِده مرات إلى أن اختفوا من هذا المكان.
**********************
بينما كان زياد يقود سيارته وجانبه ” تُقي” التي كانت تعنفه بأبشع الألفاظ لكنه لم يُبالي.
_ أنا مش عاوزه اسافر أنت مبتفهمش! سافر أنت واهرب انا واثقه إنك عامل مُصيبه ي ظابط ي محترم.
_ بطلي رغيي ي تُقي، صددعت منك.
_ مش هبطل إلا لما تنزلني، وبعدين أنت بتاخذ قرار نيابهً عني ليه أفهم بس؟! هو انا مش موجوده وليا قراري اللي أنت ولا غيرك يقدروا يغيروه؟! ليه بتتحكم في كل حاجه بعملها زي ما كنت بتعمل مع عاليا؟! تقدر تقولي إيه آخره اللي عملته معاها؟ ماتت وكمان ماتت كافره، يعني أنت السبب في موتها وهتكون السبب في موتى ي زياد علشان ترتاح.
انهت جملتها مُنفجره بالبكاء، ليردف هو وقتها بألم وضيقٍ من ما قالته :
” أنا عمري ما اجبرتكم على حاجه ولا اخدت قرار يخصكم بالعكس انا دلعتكم أوي ويمكن دلعي اللي عمل كده في أختك الله يرحمها، مش عاوز اخسرك أنتي كمان علشان كده لازم تسمعيني ي تُقي وصدقيني كل اللي عملته علشانكم، انا وعدت عاليا إني هنتقملها يمكن لسه موفتش بوعدي كله لكن حاولت ومش هستسلم وانتى دلوقتي بقيتي مصدر ضعفي، لازم ابعدك عنهم انا مش هقدر اخسرك أنتي كمان ”
_ أنت قتلت؟
قالتها بصدمه وخوف وهي تهز يده حتى إنها لم تتخيل أن يُجيبها بهذه السرعه بقلبٍ من حجر :
” أيوه قتلت ي تُقي، قتلت اللي رفض أختك وخلاها تفكر تروح تعتذر لفريد اللي هو كمان رفضها واتصرف نفس تصرفه ”
لم تستطع السيطره على ذاتها بعد ما سمعته منه بكل تبجح وجرأه لذا حاولت إيقاف سيارته بالقوه وهي تصرخ بإنهيار، يحاول هو منعها لكن ما صدمه أن سيارته توقفت فجأه رغم أنه يقودها، نظر جانبه بصدمه وقد أدرك وقتها أن هذا لم يكن سوي ملعوبِهم.
بينما هي سنحت لها هذه الفرصه كي تخرج وتهرب منه ومن جبروته، خرج هو بصدمه وركض صوبها يمنعها بقوه وهو يقول :
” متبعديش ي مجنونه، ده فخ معمولي”
بينما كان هناك أحد في إحدى السيارات وبأذنيه سماعات بلوتوثيه يقول بتحذير :
” متأذوش أخته بأي طريقه هي ملهاش زنب احنا عاوزينه هو ”
رد “ماهر” وقتها :
” متقلقش ي فريد ”
خرج ماهر ومعه رجائي بأسلحتهم يُتابعهم ” فريد” من زجاج سيارته على الناحيه الأخرى
_ سيبني ي زياد انا مش عاوزه اشوفك تاني انا بكرههك، ربنا ينتقم منك.
قالتها ” تُقي ” بغضبٍ وقسوه حتى لكمت صدره ثم ركضت لكن ما منعها تلك الأصوات الناريه التي أُطلقت في عنان السماء وصوت رجولي يقول :
” إيه ي زياد بتجبر أختك تهرب معاك؟! ”
تيبست قدمين “زياد” بعدما علم هويه صاحب ذاك الصوت ليُخرج مسدسه مُقربًا أخته إليه بخوفٍ ثم وجه المسدس في كل إنش يقول شزرًا :
” أبعد عني ي ماهر لأحسن أنت عارفني كويس وعارف إني خلاص مش باقي على نفسي حتى أبعد علشان مبعتكش للي خلقكك ”
وصل إليه صوت ضحكاته المُرتفعه الساخره وهو يقول :
” نفسي أفهم ثقتك دي جايبها منين؟! ”
قال ” ماهر” جملته ثم ظهر أمامه مُباشره مُوجهًا مسدسه صوبه، ضحك زياد وقتها بعدما رآه حتى هُيئ له أشياء كثيره لذا قام بتعمير مسدسه بإبتسامه ساخره يهتف :
” اتشاهد على روحك علشان على الأقل تكون ميت شهيد ي ماهر ي طوخي ”
وجده قد بدأ بالضحك الهيستيري على حالته وهو يقول :
” وتفتكر ماهر هيموت بالسهوله دي؟! لأ وعلي ايدين مين! ايديك أنت ي زباله! ”
_ قوله ي ماهر لأحسن ده شكله نسي نفسه ونسي العلقه اللي عطتهاله آخر مره.
جاء هذا الصوت من الخلف لينظر” زياد ” بصدمه خلفه وقد بدأ عقله بالتشويش والارتباك ليُضيف رجائي بسخريه :
” كنت حابب تعرف أنا مين صح؟! وصلت لحاجه ي حبيب قلبي ولا لسه؟ ”
_ أنتو الاتنين والله لاندمكم على اليوم اللي جيتو الدنيا فيه.
_ إحنا التلاته تقصد!
قالها ” فريد” هو الآخر يظهر أمامه بضيقٍ وغل اتضح من عينيه، نظرت إليه ” تُقي” بصدمه وهي تقول :
” فريد! ”
_ أيوه فريد ي تُقي، كان نفسي أشوفك في ظروف أحسن من كده بس هنعمل إيه في اخوكي الخاين عديم الدين والوطنيه.
_ انا عاوزه أفهم إيه اللي بيحصل، هو في إيه!
فريد أنت اللي هتقولي الحقيقه، قولي وريحني فيه إيه.
_ اخرسي أنتي لسه بتتكلمي معاه وهو قاتل أختك!
قالها ” زياد” بجنون لتدفعه هي بغضبٍ تقول :
” أنت مجنون وعاوزه مصحه، عاليا انتحرت افهم بقييي”
انهت جملتها ثم تذكرت شيئاً لتقول بإستفسار وإبهام :
” بس انا شفتها في الفندق! هي إزاي عايشه ”
_ دي مش عاليا ي تُقي، دي آيه سليم اللي بسبب مُخطط اخوكي الرخيص خلي ناس تغير وشها ليها، اخوكي قاتل وعميل للأرهابيين، حاول قتل اللوا سليم دويدار بمساعده الجبان رفعت اللي كان هدفهم واحد هو نهب البلد لولا ستر ربنا لأ ومكتفاش بكده
قتل رجل الأعمال سمير النوبي اللي أنتي أكيد تسمعي عنه ولسه قضيته متقفلتش لحد دلوقتي كل ده ليه علشان رفض حب وطمع أختك الخاينه.
_ لأ كمان نسيت تقولها إني حاولت اقتلك أنت وآيه مانتو كمان سبب في موتها ومش هيهدالي بال إلا لما اخلص عليكم.
قالها ” زياد ” بإستشاطه وقد بدت عليه امارات الغضب، تطلعت إليه بإستياء وهي تبتعد بفزع من تحول أخيها إلى شخص بِلا قلب أو رحمه.
_ سلم نفسك ي زياد وكفايه لحد كده لأنك ميت ميت.
_ عندك حق ي ماهر أنا ميت ميت مجتش على دي بقي.
أنهى جملته ولم يفهم “ماهر” مقصده حتى وجه مسدسه وأطلق طلقه ناريه صوبه.
هُنا قد تدخلت ” تُقي” تعترض تلك الطلقه تقف أمامه حتى اخترقتها وأصابت قلبها، وقعت بعينين باكيه وهي تلتقط اخر انفاسها تقول :
” مش مسامحاك ي زياد ”
سقط ” زياد” ارضًا في مشهد مأساوي من كان يراه سيشفق على حالته حتمًا، ظل على هذه الوضعيه إلى أن اغلقت هي عينيها بإستسلام وقد صعدت روحها إلى خالقها ليبدأ هو بالصراخ بأسمها حتى بدأ يتحدث بشكل هيسيتري آثار شفقتهم جميعًا ومن بينهم ” فريد ” الذي ادمعت عيناه لأجل ما حدث لتلك المسكينه التي ضحت بحياتها من اجلهم.
اتجهه ” ماهر” وتبعه رجائي يمسكون زياد وقد بدي عليهم الحزن من ما حدث واخذوه معهم وهو في غايه الاستسلام هذه المره بينما “فريد” لم يستطع كبح دموعه عندما حملها وبدأت ملابسه تتلطخ بدمائها النقي مثلها تمامًا وسط صوته بالكاد الذي خرج لا يحمل الثبات :
” إن لله وإن إليه راجعون”
********************
توهجت عيناه بنيران ساطعه، وبدت أنفاسه ثقيله للغايه، بينما ملامح وجهه كفيله بإثاره القلق في نفس “مها” التي كانت تراقب إنفعالاته عن كثب من خلف غلاف رقيق من الدموع احتل عينيها وذلك بعد أن أخبرته بكل شئ حتى أدق التفاصيل، كانت تتحدث.. تتحدث فقط أما هو لا يصدر عنه كلمه واحده ولا إنفعال خارجي واحد بل كانت تعابيره مكتومه رهن انفجار وشيك، ارتجف قلبها المسكين وهي ترى إنقباض يده وكأنه مصارع يقوم بتحفيز عضلات جسده قبل المعركه، تراجعت بالمقعد الخشبي الصغير للخلف من هيئته وهي تقول :
” انا حكيتلك عن كل حاجه كنت بعملها زمان بس من.. من ساعه ما قابلتك وانا اتغيرت والله”
وجدته ينهض في صمت من مقعده ولم ينظر إليها ولو نظره واحده يرحل من أمامها، نهضت هي الأخرى بحزن تعطيه ظهرها مُتأهبه الرحيل وهي تبكي بصوت مُرتفع وصل إليه، توقف هو يزفر بقوه وكلماتها في أذنيه حتى أنه نظر إليها بضيقٍ ونيران صدره تشتعل إلى أن رمقها بصدمه عندما كانت تسير بِلا وعي وهذه القطعه الصغيره التي كانت ترتديها بجزعها العلوي كادت على وشك أن تسقط، ركض إليها وأنفاسه تتفاوت حتى جذبها إليه وقام بربط ذاك الرباط من الخلف ثم تنهد بقوه قائلاً قبل أن يرحل :
” أبقى اطلعي غيري اللي أنتي لبساه ده ”
وفي منزل ” ريم” كانت “فردوس” ما زالت مُسطحه فاقده لوعيها منذ ليله أمس وجانبها إبنتها التي قد فاقت مُنذ قليل تُحاول إيفاقتها :
” ماما بالله عليكي قومي، هو إيه حصلها خلاها يغمى عليها كده ي جماعه! ”
اقتربت ” شهد ” من أمها وهي تقول مُستفهمه :
” ماما أنتي تعرفيها أو هي تعرفك؟! ”
بينما “خالد” خرج من تلك الغرفه مُتجهًا إلى فادي وهو يقول :
” فادي ي حبيبي بقولك اطلع ذاكر فوق عمل ما الجو يهدي علشان تركز ”
_ هو إيه اللي بيحصل ي خالد؟! انا من إمبارح وانا حاسس بدوشه وناس كتير عندنا!
_ مفيش ي حبيبي، أطلع بس خد حاجتك وذاكر.
امآ له فادي ليخرج “خالد” يقف جانب شهد التي كانت تستعلم من أمها :
” ماما أنتي ساكته لييي!! ”
وعند ريم بالمطبخ كانت تُحضر بعض الفواكه لهم وهي تقطعهم بتلك السكينه إلى أن أصابت يديها مما جعلتها تصرخ صرخه مكتومه عندما وجدت الدماء تغطي يديها، دق الباب حينها وخرجت دون وعي وهي تفتح، ابتلعت ريقها بتوتر عندما رآته وهي تقول :
” أهلًا ازي حضرتك ي ماهر بيه ”
كاد أن يرد بإبتسامه ظهرت عليه عندما وجدها أمامه لكن ما منعه يدها التي كان يُسقط منها الدماء بغزاره، جذب يدها بقوه بعدما دلف وخلفه رجائي الذي اندهش من فِعلته وهو يقول :
” إيه اللي عمل فيكي كده! إزاي ايديكي مليانه دم كده وانتي ولا على بالك! ”
تصنمت مكانها وهي تنظر في عينيه التي رأت بها الخوف والاضطراب تجاهها، ابعدت يدها بتوتر وهي تقول :
” ابداً كنت بقطع تفاح والسكينه جات فيها ”
انهت جملتها ثم نظرت إلى رجائي وهي تقول :
” حضرتك إبن طنط فردوس صح؟ ”
امآ لها ثم اردف سريعًا بلهفه :
” هي فين لو سمحتي”
_ جوه في الاوضه دي.
قالتها وهي تشير بإصبعها ليتجه هو فورًا تجاهها بينما هي نظرت إلى “ماهر” الذي كان مُحملق النظر بها بطريقه اثارت ريبتها وتوترها لذا حاولت الذهاب من أمامه لكن وجدته يجذبها ناحيته بطريقه لأول مره يفعلها ينظر في بحر عينيها الخصراوتين بشرود.
وقبل أن يمد يده لسرواله همست تجذب أنتباهه والتوتر يلتهم ثباتها :
” ممكن حضرتك تبعد شويه ”
انهت جملتها في محاوله للابتعاد عن نظراته لكن منعها عندما أخرج منديل قطني ثم قام بلفه أعلى يدها في صمت، تأوهت هي اثر ربطه القوي مما جعله ينظر إليها ثانيهً بوهنٍ واشتعال في صدره يهمس بِلا وعي :
” كفايه ”
لم تفهم كِلمته وهي تعقد حاجبيها بتذمر ثم ابتعدت مُتجهه إلى المطبخ ثم دلفت وعندها
صرخت بخوف وهي ترتد إلى الخلف عندما وجدت نيران تنبش بتلك القماشه التي تحمل بها الطعام، ركض هو إليها بفزع إلى أن قام بإخماد تلك النيران على الفور بينما هي أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تضع يدها أعلى قلبها، توتر يُراقب حالتها بخوف وهو يقول :
” أنتي كويسه؟ ”
_ طيب اهدي، حاولي تاخدي نفسك بهدوء.
قالها ثم جلب لها كوبًا من المياه لترتشفه بيد مُرتجفه، حاول هو حملها كي تشرب ثم قال :
” انتي بتخافي من النار؟”
امآت له ثم زفرت بقوه بعد أن هدأت قليلاً إلى أن سمعوا صوت صياح آتي من الداخل، ركضوا هما الاثنان إلى الغرفه التي كانت تصرخ بها
” شهد” كالمجنونه وهي ترى أمها تبكي فقط :
” هو انا مجنونه مش بتردي عليااا!! ردييي عليا ي ماما انتي تعرفيهاا! ”
حاول خالد تهدأتها محاوطها من الخلف وهو يقول :
” اهدي ي حبيبتي اديها فرصتها وهي هتجاوب بلاش تعملي كده ”
نظر “رجائي” إليه بغضبٍ لم يعلم مصدره وعينيه مصوبه أعلى يديه التي تلمسها بينما تنهدت
“سوسن” بإرتجاف وهي تزداد في البكاء ثم اردفت :
” فرودس تبقي أختي “

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى