روايات

رواية سارقة العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سحر أحمد

رواية سارقة العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سحر أحمد

رواية سارقة العشق الجزء السادس والعشرون

رواية سارقة العشق البارت السادس والعشرون

رواية سارقة العشق
رواية سارقة العشق

رواية سارقة العشق الحلقة السادسة والعشرون

تتولى الايام دون ان ندرى او نشعر لقد مر شهران الان نفس الحال ونفس الوتيرة كل يوم مثل الاخر لا يوجد اختلاف من العمل الى المنزل تقضى وحدتها في غرفتها وتعيش مع ذكريتها الحبيبة تغضب وتثور منها تارة وتضحك عليها تارة اخرى الزمن يمر دون توقف ولم يبقى غير الذكريات
انهت مليكة عمله للتو وغادرت مقر العمل لكى تعود الى بيتها مثل العادة
بهدوء فتحت باب الشقة والديها لكى تدلف الى الداخل ولكن قبل ان تدلف الى داخل غرفتها وقفت مكانها في صالة المنزل تنظر بصدمة هل ما تراها حقيقة هل هى ترى الان فعلا ام انها تتوهم او ربما انها تحلم الان
رباه عقله مشتت وقلبه توقف عن النبض وعيونها خرجت من مقلتيها من كثرة التحديق لا تصدق ولا تريد ان تصدق
يتمتم قلبها بخفوت اجعله حلم او وهم او اى شى يالله لا اريده الان لا اريده وانا بهذا الضعف عند لقائه لا اريد قلبى الذى ينبض بحبه ان يفضح امامه لا اريد رؤيته ابدا وانا ضعيفة لو كان هو فعلا فاخبرها يالله ان يذهب ويعود عندما اكون محوت عشق منى ان يعود وانا قوية واكرهه وليس وانا ضعيفة تعشقه
لم تبكى ولم تنزل دمعة منها لم تصرخ حتى به فقط تنظر له والى ملامحه لو كان يتحدث فأنها لا تسمعه بل انها حتى غير قادرة على التنفس عشقها الأزلي متجسد امامها الان بعد غربة وهجر
ظلت تحدق به تريد ان تقنع عقلها انه هو نعم هو ولكن هل تغير؟ هل اصبح الان في عمر الثلاثين
نظرت له بلهفة ربما كانت تتوهم ملامحه ولكنها هى ملامحه هو شعره الكثيف الناعم الاسود التى اعطته مظهر جذاب يمكن اكثر من الاول هو بسحر عينيه وبشرته الفاتحة التى لوحتها الشمس وزادت من جاذبيته ساحر نعم كان ساحر يخطف قلوب الفتيات اينما ذهب
بينما كانت تنظر له بإمعان شديد ودقيق لم يكن هو اقل منها تحديق بها ها هى مليكته تقف امامه بعد عذاب طويل من الليالي الجفاء والحرمان يريد ان يضمها الان اليه ليعشر بحق انه عاد لوطنه
تنهد مصطفى بحرقة وهو يقول داخل نفسه: اه ياسمرة من وجع الشوق لوطن بين يديكى
ظل يلعن نفسه كثير وهو يراها امامه الان كيف تحمل بعدها ؟ كيف طاوعها قلبه على الاستماع الى عقله وكبرياءه وكرامته الاغبياء الذين امروه بالبعد عنها !
اتسعت عيون مصطفى وهى تحاول ان ترى ملامحها بوضح هل تغيرت في بعده ؟ هل ازدادت جمال بعيد عنه ؟
للحظة اراد مصطفى بعد ان امعن النظر بها ان يذهب ويأخذها في عناق طويل حتى لو غصبا عنها لكى يثبت ملكيته لها وهى بذلك الجمال الفاتن
جمالها يخطف القلوب بنظرة من قال ان السمرة لا تمتلك جمال فاتن يبهى العين من مجرد نظرة اليه
بل يكفى طابع الحسن في ذقنها الذى يعطيها مظهر مهلك
حسن طبع اللي فتني علم القلب الغرام
والجمال اللي أسرني لو تشوفه يا سلام
تنهد مصطفى بحرقة اه كما اشتاق ان يلثم ذلك الطابع بقبلته المجنونة
لقد ازدادت سمرته جمال اكتسبت بعض الوزن اصبح جسدها فتنة متحركة عليه ان يعمل على ان يخبئها بعيدا عن العيون الحاسدة لها
افاق مصطفى من شروده اللحظي على صفعة تهوى على خده بعنف جعلت راسه تلتف الى الناحية الاخرى
اعتدل مصطفى بعد ان هوت الصفعة على خده ليرى مليكة تقف امامه بكل قوة وعنف وجرأة وعيونها تطلق الشرار كانت تنظر له بنظرة فرس جامحة لا يقوى احد على تروضيها ابدا
نظرت له بقوة بعد ان فجأة اقتنعت مليكة انه امامها الان موجود وكان روح شريرة تلبست بها لتنطلق نحوه بشر وفعلت ما كانت تحلم به عندما تراه قالت له مليكة بغضب وحرقة: برة
قدر مصطفى مدى جرحها الان ولم يرد لها صفعتها وظل ينظر الى غضبها الذى يريد ان يحتضنها الان ليهدئها كما كان يفعل عندما تغضب او تحزن ولكن تمالك مصطفى نفسه ليقول لها بقوة: مش قبل ما نتكلم
دت عليه مليكة بعصبية: كل اللى الكلام اللى كان ممكن اسمعك منك خلص عارف ليه لانك انتهيت من حياتى
امسك مصطفى ذراعها بعصبية وهو يحاول ان يتمالك نفسه: انا لا يمكن انتهى من حياتك ابد انا هفضل كل حياتك لحد اخر نفس فيكى
ضحكت مليكة بسخرية : قولتلك قبل كده ان غرورك ده مرض لازم تتعالج منه
ترك مصطفى ذراها ليرد عليها بثقة: ده مش غرور دى ثقة في حبك لى
اشتعلت عين مليكة بالغضب لتقول له: قصدك اكبر وهم عشته في حياتى ودلوقتى اطلع برة ومش عايزة اشوفك تانى ابدا
وقف مصطفى امامها وهو يقول لها بإصرار: انا هسيبك تستوعبى وتفكرى ولكن هرجع تانى لانى مش ناوى اضيعك تانى
لم ترد عليها مليكة بل تركته يغادر ولكن قبل ان يصل مصطفى الى باب الشقة ويغادر عاد مرة اخرى اليها وهو يقف بجوارها بقرب شديد ويقول لها بهمس: واحشتينى اوى يامستبدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل ذلك المصعد الانيق فى احدى الفنادق الشهيرة كانت تالا تستقل هذا المصعد وهى شاردة تماما تفكر فى ذلك “التمثال الملون” كما تطلق عليه منذ ان التقت به فى ذلك العرس من شهرين وهى لا تكف عن البحث عن المعلومات عنه وها هى جمعت جميع المعلومات وكل الادلة الكافية لكى تجعل من هذا الكائن زوج لها فهو بحق سريع لقطة بامتياز
ويكفى انه شيف
فتح المصعد فى احدى الادوار ولم تنتبه ابدا للركاب فهى مستغرقة وبشدة فى التفكير
فجاة لوح لها عقلها ان تستعيد مواصفات ذلك العريس المتعوس وتقدر نسبة نجاحه كزوج لها
اخذت تتمم داخل نفسها بالصفات لتقول: محترم
لترد على نفسها: يعنى مش هيعمل زى الروايات ويبوسنى بالغصب وانا اعمل نفسى زعلانة واقواله انت قليل الادب وهو يرد عليا ويبوسنى تانى بس يالا مفيش مشكلة هتغاضى عن الصفة دى مع انى كان نفسى انه يبقى قليل الادب زى ابطال الروايات
اخذت تردد صفة اخرى: عايش لوحده
لترد على نفسها: يعنى فلاتى وبتاع نسوان بس معلش ربنا هيديه بعد الجواز او يخده وارتاح منه
ثم اكملت الصفات: طيب
عبست تالا بوجهها وهى ترد داخل نفسها: يعنى خرع مش ناشف مش زى ابطال الروايات هيضربنى بالقلم كده اروح انا ابكى يقولى دموعك غالية متبكيش ويروح يبوسنى هييح
ثم اخذت تردد : بس كل ده مش مهم المهم انه شيف يعنى بيطبخ يعنى اقعد بقى اتامر عليه بما انه خرع ومش قاسى واقوله قوم اطبخ وكل كام ساعة اكل اكلة جديد ويا اها بقى لو غسل الصحون يا اها وكما ن يا اخد فم غسيل ويكنس ويمسح يا اها ده انا طلعت محظوظة اوى هبقى السيد سيد وهو امينة
وهنا ظلت تالا تضحك بصوت عالي وهى تتخيل خالد الرجل الملون يرتدى مريلة المطبخ ويغسل الصحون ويعد الطعام
ثم فجاة وضعت تالا يدها على ذقنها لتقول بصوت مسموع وواضح: الله يهدنى ده انا مفترية بس يعنى هيكون فاضل اية يعنى غير انه يحمل ويولد ويخلف هو بقى
ليشهق الواقف امامها بصوت مسموع لتنظر له تالا بصدمة وهى تفتح فمها من اثر الدهشة
ليقول لها خالد بصرامة: هو مين ده اللى هيخلف
ليفتح باب المصعد ليصل للدور المطلوب لتمسك تالا حقيبة يدها وتخرج بسرعة ووهى تجرى بعد ان كانت على وشك السقوط على وجهها
وخالد يبتسم ابتسامة خفيفة على تلك المجنونة فهى مجنونة بحق هذه ثانى مرة يراها فيها ولكن منذ ان دخل المصعد وهو يراها تبتسم تارة وتعبس تارة فهى مجنونة بحق واخيرا يسمعها تخطط ان تجعل رجل ينجب لابد لها انها مختلة بحق
خرج خالد من المصعد ليمشي احد الممرات الطويلة لكى يذهب الى حيث عمله لكى يرى قاعة الفندق ويشرف على البوفيه
وبينما هو كان يسير ويقترب من القاعة راى المجنونة تقف هناك وتحاول ان تأخذ انفاسها فتعمد تجاهلها مر امامها وماهى الا ببعض ثوانى قبل ان يدلف الى داخل القاعة كانت تنادى عليه
فالتف لها وهو يرد عليها
فاقتربت منها لتقول ببعض الصرامة لا تليق بها: ممكن افهم بترقبنى ليه
استغرب خالد بشدة ليقول لها بلامبالاة: مين انتى علشان ارقبك
ردت عليه تالا ببعض الفتور: انا اللى حضرتك قلت عليها بكبوظة وابقى اشفطى كرشك
التوى فم خالد ليقول لها: اه افتكرت كانت رد فعل ليكى يا انسة علشان تنقدينى ودلوقتى انا عندى شغل
قالت له تالا بدون وعى: تصدق انك متعرفش ازاى تكلم بنت رقيقة من كتر ما انت موجود مع الحلل والاطباق
رد عليها خالد باستفزاز: رقيقة معلش بس حضرتك فاهمة الرقة غلط
تنهدت تالا بغضب انت مستفز
رد عليها خالد ببرود: وانتى واحدة مدلعة ودماغك فاضية
ردت عليها حنق: وانت واحد خنيق ومستفز وكئيب
تنهد خالد بغضب وهو يكتم سباب كان على وشك اطلاقه ولكن تلك المجنونة لا تكف عن اهدار طاقته فقالت ببرود: معلش هسالك سوال محرج شوية
فتطلع اليها بنظرة غاضبة فقالت له: هو انت مكشر على طول ليه
نظر لها خالد بعدم تصديق من دقيقة كانت تسبه والان تحاول ان تحدثه انها حقا مجنونة
راءت تالا تعبير وجه خالد لتقول له: بس بس يا راجل مكانش سؤال ده يعنى انا كنت خايفة عليك هتعنس بسبب التكشيرة دى
رحل خالد من امامها وهو يتمت ببعض الكلمات التى لم تفهمها تالا فقالت بمرح: ماشى يا مستفز انا وانت والزمن طويل ياتمثال الكابة انت وربنا لاتجوزك وهتشوف حتى لو اضطريت اتجوزك غصب عنك زى الروايات هو انا يهمني ده انا تالا والاجر على الله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد اكرم الى الغرفة البسيطة التى يسكنها مع والدته فوق بيت قديم يتكون من اكثر من طابق هو ملك للحاج عبد الكريم والد درة والذى يعمل عنده اكرم
فاتخذ اكرم الغرفة الواسعة التى توجد فى سطح هذا البيت كمنزل صغير له ولامه كان يسكن هذه الغرفة مع امه وهو صغير وما ان كبر واصبح رجل اقام حائط من الخشب فى صالة بحيث قسمها الى غرفتين صغيرتين جدا واحدة لامه بها سرير من الحديد القديم صغير جدا لامه وصندوق قديم به ملابسها والغرفة الاخرى اريكة من الخشب لايوجد عليها مرتبة حتى فقط يضع عليها بعض الورق من الكرتون كحماية له من الخشب وغطاء قديم وايضا صندوق اخر يوجد به ملابسه
وكان الحمام خارج هذه الغرفة نهائيا بل يوجد على السطح منفرد ولكن بما ان لا يسكن احد غيره هو وامه السطح فلم يكن مشكلة
واما المطبخ الصغير المكون من بوتجاز من شعلة واحدة مسطح وبعض الحلل الصغيرة كانت ام اكرم تضعهم على السطح فى الهواء الطلق خارج الغرفة حياة صعبة جدا ولكن كان دائما اكرم يردد كلمة واحدة احمدك ربى انا حالى افضل من ناس اخرين
كان راضى ومقتنع مثل ما علمته امه تماما
فتح اكرم ذلك الباب الخشبى القديم الذى وضعه اكرم على السطح دلف منه ثم اغلقه بهدوء وترجل بعض الخطوات الصغيرة حتى وصل الى باب الغرقة التى يسكنها مع امه فتحها ودخل الى الداخل وجلس على هذا الكرسى المتهرى القديم جدا وهو ينادى على امه
فاتت امه من غرفتها الصغيرة وهى ترد عليه: انا هنا يا اكرم استنى انا جاية اهو
سكت اكرم قليلا ثم انتظر بعض دقائق لتخرج امه من غرفتها الصغيرة وهى تحاول ان تضع ايشارب صغير على شعرها الذى غزاها الشيب وهى تقول له : حمد على سلامتك يا بنى يالا قوم استحم وانا هعملك الاكل بسرعة
رد عليها اكرم بغضب: كنتى فين يا امه
ردت عليها سعاد امه وهى تقول : مالك يابنى فى ايه ما انت عارف رحت عند مرات الحاج اساعدها علشان عندهم عزومة النهاردة ده حتى انا الست ربنا يباركلها ادتنى اكل لحمة ياواد خليك ترم عضمك يا ضنايا تعال يالا علشان تاكل
هب اكرم واقفا وهو يهتف بعصبية : تانى يا امه روحتى تانى انا مش قولتك مفيش خدمة تانى عند حد ولا كمان جايبة اكل من عندهم هو احنا شحاتين علشان نقبل اللقمة منهم
ردت عليه سعاد بغضب مماثل: قطع لسان اللى يقول عنى بشحت انا بشتغل بعرق جيبنى واذا كان على الاكل فده ثمن تعبى وشقائى وانا واقفة اطبخ النهار كله انا محدش بيتجامل عليا يا واد بطنى والا خلاص يا اكرم استعاريت من امك اكمن هى خدامة
انزل اكرم بصره للارض وهو يرد عليها بسرعة: لا والله يا امه قطع لساني قبل ما اقول انى استعر منك انتى فهمتى غلط يا امه انا خلاص يا امه كبرت وجه الوقت اللى اشيلك فيه واريحك من التعب والشق ده انا مبقاش راجل لما اسيبك تتعبى وتتمرطي وانا على وش الدنيا
رتبت امه على ظهره وهى تقول له: ما عاش اللى يقول عنك انك مش راجل يا ابن بطنى ده انت راجل وسيد الرجالة كمان بس انا صعبان عليا تعبك وشقائك يابنى واديك شايف اللى رايح على قد اللى جاى ده غير مصاريف دواء السكر بتاعى اللى انت مصر مش عارفة على اية انى اخده …….
قاطعها اكرم قائلا: كله الا دواء يا امه انتى اخدتيه ولا لا
ابتسمت سعاد عليه وهى تقول له: اخدته متخافش انت بس انا اهو يا بنى بحاول ادبر نفسى من هنا ومن هناك على مرتبك من شغلك عند الحاج بحاول احوشلك فلوس يسندوك فى الزمن توشفلك اوضة تانية غير دى تتجوز فيه
ضحك اكرم بشدة وهو يقول بسخرية: انا اتجوز والله ضحكتينى يا امه ودى مين المتعوسة اللى توافق بيا
لكزته امه بشدة فى كتفه وهى تقول: اه يابنى تتجوز وبعدين ده انت اللى هتتجوزك امه دعايلها فى ليلة القدر ده كفاية شهامتك وجداعتنك اللى مفيش منهم دلوقتى
رد عليها اكرم بغبطة : وهم الشهامة والجدعنة بيفتحوا بيت برضه يالا سيبك قومى بقة حضريلى العشاء الا انتى كنتى هتعشينى اية قبل ما تجيبى الاكل من بيت الحاج
ردت عليه امه: فول
استقام اكرم وهو يقول لها: خلاص على ما استحميت يكون انتى حضرتيلى طبق فول من ايديكى الحلوة دى
ردت عليها بعبوس: واللحمة يابن الفقرية
ضحك اكرم وهوي قول لها بينما يخرج من الغرفة متوجه الى الحمام: اديها للمحتاج يا امه انا يا اكل لحمة من فلوسى وعرق جيبنى يا ام لا طعم الفول يا امه وهو من فلوسي احلى من طعم اللحمة من فلوس غيرى
فى الصباح الباكر خرج اكرم كعادته لكى يذهب الى عمله وكانت معذبته تقف فى الشرفة تطعم الحمام وهى ترمى الحبوب لهم رائها
وتنهد بخفوت وهو يكمل السير فى طريقه ويهمس لنفسه :
لو أن الحب كلمات تكتب،
لانتهت أقلامي..
لكن الحب أرواح توهب..
فهل تكفيك روحى
يا اميرة البنات حتى يحسك قلبك بعذاب قلبى
اه من حبك يا بنت السلطان
حبك نار اتكتبت على قلبى المسكين
اكمل اكرم طريقه هو يوعد نفسه بهجر هذا الحب المؤلم شهرن منذ ذلك اليوم الذى يعتبر انها اهانته فيه وهو يسير كل يوم فى الطريق الى عمله ويراها مثل عاداته ترمى الحبوب للحمام يمر ويراها ويوعد نفسه بان ينساها ولكن ما ان يأتي اليوم الثاني حتى يراها وينسى الوعد ويرجع ويكرر الوعد وما ان يراها ينسى الوعد هو يعرف نفسه ضعيف غير قادر على بعدها وترك حبها ولكن ماذا يفعل حبها اكبر خطيئة ارتكبها فى حياته واه من عقوبة هذه الخطيئة التى تعاقب قلبه كل ليلة وهى تداعب احلامه بخفوت وتجعله يعيش اسير لتلك الاحلام
اكمل اكرم طريقه وهو يسير ببطى ولكن توقف فجاة عندما سمع همس ينادى با سمه فالتفت الى الخلف وهو تجحظ عيونه من الدهشة وقبل ان يتحدث كانت هى تقترب منه وهى ترتدى اسدال الصلاة وتقول له: اكرم انا……
ولكن قبل ان تكمل كان اكرم يقاطعها وهوي هتف بغلاظة : انتى بتعملى اية هنا
ردت عليه درة بخفوت: انا جيت وراك
نظر لها اكرم بغلظة: انتى مجنونة اخلصى ارجعى بيتكم فورا انتى عارفة لو حد شافك معاى دلوقتى هيقول ايه
اخفظت درة بصرها لا سفل وهى تقول : عارفة بس انا كنت عايزة….
قاطعها اكرم بسرعة وغضب وهو يهتف بصرامه: انتى لسه هتقفى اخلصى ارجعى البيت
درة بخوف من صرامة اكرم: بس يعنى انا
صرخ بها اكرم بدون وعى: انتى لسه هتقولى بس
ثم نظر لها نظرة وعيد جعلت درة تلتفت وتعطى ظهرها الى وهى تسير ببطى
فنظر لها اكرم بحدة وهو يقول لها: امشى بسرعة بلاش مشى الاطفال ده
فالتفت له درة بغضب وهى تقول: على فكرة بقى انا مش طفلة وانا كنت جاية اعتذر منك واقولك متزعلش منى مكانش قصدى لكن انت مش تستاهل علشان زعقت فيا يااكرم والله لأشتكيك لخالتي سعاد واخليها تضربك زى زمان بس ماشى يا كرملة
التفت تسير درة بسرعة واكرم يشتعل من الغضب فمشى خلفها حتى اقتربت ان تدخل الى المنزل ولكن كان فى بعض الاشجار التى زرعهم والدها الحاج عبد الكريم وتلك الارجوحة امام المنزل فامسك اكرم درة من ذراعها وهو يسحبها بعيد عن المارة الذين من الممكن ان يمروا فى الطريق الان رغم انه نادر لان الناس مازالوا نايم وهو يهتف بها بغضب : عارفة لو قلتى اسم التافه ده تانى هضربك فاهمة
اجفلت درة من مسكت اكرم لها وارتشعت فادرك اكرم ذلك فابتعد عنها فنظرت له درة وهى تقول: ملكش دعوة انا ااقول اللى انا عايزاه
اعتصر اكرم قبضه يده وهو يرد عليها بغضب: بقولك اية انا اسمى اكرم فاهمة
ثم تركها اكرم وغادر بغضب فنظرت له درة وهو يغادر فهتفت بمرح: بس انا بحب كرملة
فى فترة ما بعد الظهيرة حيث ان الجامعة تقريبا فارغة ليس بكثير خصوصا هذه الفترة التى تسبق الامتحانات التى كلها ايام وتبدء كانت رقية تجلس مع دكتور يزيد وهى تحاول ان تنهى مشروع تخرجها الذى تأخر بسبب سفرها وبعدها مدة عن الدراسة بسبب مرض والدة رقية
كان يزيد يجلس مع رقية فى المكتبة فهو قرر ان يساعدها فى المشروع حتى تقدمه ولكى لا تخسر دراجتها فرقية متفوقة جدا ولكن هى قالت له سبب تأخرها فلذلك سمح لها ان تتأخر فى تسليم المشروع ورغم ان ذلك ليس من مبادائه ان يجلس مع الطلبات ولكن رقية حالة خاصة جدا فكيف لا تكون حالة خاصة وهو ادارك ان يمر به معها فى الايام الاخيرة لا يكون له مسمى الا حب فهو نعم يعترف لنفسه ان وقع بحب تلك الفتاة الغامضة الفتاة التى يجدها مختلفة جدا عن الكثير من نوعيات البنات الأخريات التى تحاول وبشدة ان يستدرجوه الى فخ الزواج ولكن الان هو متيقن انه سوف يكمل طريقه مع رقية هو الان بانتظار انتهاء الامتحانات بفارغ الصبر لكى يعرض عليها الزواج وسوف تكون له ملكه وحبيبة قلبه
افاق يزيد على صوت رقية وهى تنادى عليه بصوتها الرقيقة: دكتور انت معاى
تنتحح يزيد وهو يقول لها: ايوة خلصتى خلاص كتابة الملاحظات
ردت عليه رقية بهدوء: ايوة خلاص انا متشكرة جدا لحضرتك انا بتعبك معاى
ابتسم لها يزيد وهو يقول لها: ياريت كل التعب زى كده
ثم اسدل اهدابها وهو يكمل: تعبك راحة يارقية بس انتى خلصتى الكتب اللى ادتهمولك
اؤمئت رقية براسها وهى تخرج الكتب من حقيبتها وتقول له: انا اخدت منهم حاجات كتير حطيتها فى المشروع شكرا ليك يادكتور
مد يزيد يده لكى يأخذ منها الكتب وهو يقول: مفيش داعى للشكر
ثم رفع احدى الكتب الذى يتحدث عن الحب كان قد وضعه بين الكتب بالقصد لكى تقرأها رقية وكان هو يضع تحت جمل معينة فى الكتاب خطوط مميزة لكى تعرف ان هذه الجمل اعجبته جدا
فاصطنع يزيد المفاجأة وهو يقلب فى الكتاب ويقول: اية ده هو الكتاب جاك عندك وانا كنت بدور عليه
ردت عليه رقية: اه لقيته وسط الكتب
فابتسم يزيد هو يقول: واية رايك فيه
تنهدت رقية وهى ترد: مش قرايته
تهجم وجه يزيد وهو يقول بتساؤل: ليه
ردت عليها رقية بحزن : لان الكتاب بيتكلم عن الحب وانا مش بأمن بالحب الحب وهم كبير ملهوش لزمة يعنى كدبة بنكدبها ونصدقها وبعدين بنكتشف ان كنا بنكدب على نفسنا بس بيكون الوقت فات ومش بيفضل غير الندم
نظر لها يزيد بتهجم وغضب: افهم انها قصة حب فاشلة السبب فى رايك ده
ابتسمت رقية لتقول له: الحب ملوش مكان فى حياتى علشان يبقى فى قصة حب فاشلة
اعتلى وجه يزيد التساؤل وهو يحاول ان يفهم: اومل ليه وجه النظر الغريبة دى من الحب
ردت عليه رقية بتفهم: لان بساطة بنحب وبعدها نتجوز وبعد الحب بيكون الحب ضاع ومفيش حب واللى بيحبوا وقصتهم مش بتكمل بالجواز كل واحد بينسى التانى وبيكمل حياته فعلشان كده بقولك الحب وهم ملهوش اساس المصالح بس هى اللى ليها لازمة فى حياتنا كل حب فى الدنيا كذب وخداع
تنهد يزيد بخفوت وهو يقو للنفسه: حتى حبى ليكى يارقية وهم مش معقول اسمك اللى محفور فى قلبى وهم وعقلى اللى بتخييل صورتك وهم ودمى اللى بيجرى فى عشقك وهم لما تتوقّف روحي عن عشق روحك سيتوقّف قلبى عن التنفس ياملكة الرقة
قام يزيد لكى يخرج هو ورقية من المكتبة وعندما اقتربوا من الباب لكى يخرجوا كانت رقية هى التى في الامام فاقترب منها يزيد وهو يهمس : الحب يارقية هو الحب اللى مش يبهرنا من اللقاء الأول، بل من يتسلل داخلنا دون أن نشعر، وكأنك فجأة تكتشف أنّه هو الهواء الذي تنتفسه
غادر يزيد وترك رقية تعيد الكلمات داخل عقلها وتفكر فيها بحيرة
عادت رقية الى حيث سكنها الجامعى لكى ترتاح وتذاكر دروسها وفى وقت متأخر من الليل بعد ان نامت شريكتها بالغرفة اخرجت ذلك الدفتر الاصفر اللون وهى تنظر له بحزن فتحت اول ورقة فيه واغلقته سريعا ونزلت منها دمعة حزينة مسحتها بشرود وهى تسترجع كلمات يزيد عن معنى الحب
فأمسكت القلم وهى تتحدث الى دفترها الحبيب : دفترى يا موطن أحزاني يامن تحمل كل أسراري هل تعتقد ان كلامه صحيح ؟ هل هذا هو معنى الحب الذى حرمت انا منه ؟ لماذا يادفترى لما احب
ليه يا دفترى حرموني من الحب حرموني ان اشعر انى فتاة مرغوبة
حرموني من كل شى يادفترى فقط بجرة قلم على ورقة زواج وانا بعمر السادسة عشر
كنت العب مع اصدقائى في الشارع الحجلة بضفائري المعقودة خلف ظهري وذلك الفستان القديم الذى كان يصل الى قبل كاحل القدامى كنت العب وامرح مع الفتيات وانا سعيدة كنا نتخاصم انا وهم على من سوف تكون الاولى في اللعب ونرجع سريعا لكى نتصالح يا ليتهم تركونى العب وامرح ولم يجعلوني اعيش الحزن والمرار لبقية عمرى
لكى يتخلص ابى الفلاح الفقير الذى لا يملك الا تلك القطعة الارض الذى كان يزرعها فيستخرج منها قوت يومنا فنحن يا دفترى سبعة اخوة انا اكبرهم يا دفترى انا كنت الضحية الاولى والاخيرة لهم
انا كنت فار التجارب لهم اذا نجحوا في اغتيالى فليكموا باغتيال باقى اخواتى البنات واذا فشلت فيستوقفوا اغتلونى بدون ضمير
لم يكفيهم انهم اخرجونى من تعليمى بعد اتمام شهادة الإعدادية لا لا لم يكتفوا ابدا بذلك
لكى يخفف ابى المصاريف فهو يرتكب الغلطات وينجب الاطفال وهو لايملك اطعامهم فالاطفال عزوة لديه ويجعل اسمائه ممتد في الدنيا هو ينجب وادفع انا الثمن بان لكى يخفف من مه فليزوجنى نعم يزوجنى
فانا كبرت وتدورت واتى الى خراط البنات وخرطنى كما يقولون في الارياف بمعنى انى اصبحت جميلة وظهرت لدى المنحيات الانثوية فاصبحت من طفلة لانثى ولكن غفلوا انى لم اكمل انوثتى يا دفترى لم اكملها
اخذونى من لعب الشارع الى لعب الكبار وانا لا ادرى ما تفعله بى امى وهى تقول لى سوف اجهزك يا بنتى لعريسك
ضحكت وفرحت وصرت اصفق بيدى وانا اقول : يعنى انا هلبس فستان ابيض زى بتاع العرايس
ابتسمت الام وهى تقول: ايوة هتلبسى وتبقى احلى عروسة
عبست بوجهى وانا اقول: بس انا عايزة فستان احلى من فستان بنت فاطمة بنت صاحب الدكان البقالة بقى
قالت امى بمرح : فاطمة دى وحشة لكن انتى جمالك مفيش زيه
صرت اضحك واقفز وبينما قفز قالت امى: خلاص يارقية بطلى شغل العيال ده انتى خلاص بكرة فرحك لازم تكونى عاقلة كده وراسية ولما تروحى تعيشى عند بيت جوزك كونى مؤدبة علشان يقولوا انى عرفت اربى
اؤمئت براسى وانا اقول بحزن: بس انا مش عايزة اروح اعيش عن حد انا عايزة افضل هنا معاكى ومعا ابويا واخواتى انا خلاص بطلت مش عايزة اتجوز
ابتسمت الام لها وهى ترد عليها: متخافيش انا هاجى ازورك على طول واخواتك كمان مش هنخليكى تعيشى لوحدك وبعدين انتى هيكون عندك بيت كبير غير البيت ده وهدوم كتير وحاجات حلوة كتير
ضحكت رقية عليها ضحكة فرحة بتلك الاشياء لتقول لها بفرحة: يعنى انا عروسة وأحط احمر هنا في بوقى زى العرايس
ابتسمت الام لها ففرحت رقية جدا لتقول لها: خلاص ماشى انا هبقى عروسة واروح اعيش في البيت التانئ مدام هحط احمر ويبقى عندى حاجات كتير العب بيها
ضحكوا عليا بأحمر شفاه والعاب وثياب لكى اواقف ولكن هل انا فعلا يادفترى كنت املك حق الاختيار ام انهم قادوني لكى يذبحوني وانا مجبرة ؟
لالا لن انكر انى لم اكن فرحة لم انكر انى رقصت كثير في هذا اليوم لن انكر انى حبيبت فستانى وزيتني التى كانت جعلت منى مثل عروسة لعبة جميلة وبرئية للغاية
كنت فرحة ولكن لم اكن افهم او اعى ما هو الزواج لما اكن اعرف ما يعنى كلمة زواج
لم اكن اعرف كيف لى انا اتواجد مع راجل لوحدى والمسمى زواجى
لم اكن اعرف ولم يفهمونى يا دفترى قالوا لى هو سوف يعلمك ويفهمك
هم يا دفترى يخجلوا من ذكر الامر لى لانهم يخجلوا ويتركونى للمصيري كى اوجه بنفسى فهن ايضا لم يعرفهم احد وعلمهم ازواجهم
مصير وكان لابد ان اعيشه
اخد منه عروستي اللى كنت بلعب بيها بكيت وصرخت وناديت على امى بوجع: انا عايزة عروستي
ردت على بفرحة: انتى النهاردة احلى منها
في لحظة لحظة فقط وهم يعطونى ذلك الخاتم لا ضعه بيدي شعرت بان روحى البرئية تنزف بالم من دون وجع وكأنهم قيدوني بتلك الدبلة التى تلمع
كنت ارقص ياد فترى قالوا لى اجلسي انتى عروس لابد ان تكوني مهذبة كنت اريد ان اخرج واكل مع اصحابى في العرس
قالوا لى اجلسى انتى عروس
كل شى انتى عروس
وكأنى وانا عروس اصبحت ملعونة لا استطيع ان اشارك باي شى
ظللت طوال العرس وانا بمكاني سكانه ولا اتحرك الناس تاتى وتذهب وانا لا اتحرك الكل يشاهدني بعين تلتهمني بقوة
للحظة واحدة تمنين ان اخلع هذا الثوب وامحى هذه الزينة واذهب البس فستانى القديم والعب وامرح وانسى كل شى
نظرت لامى نظرة لن انساها وانا اترجاها واقول لها خذينى يا امى من هنا
نظرت امى لى بشفقة وهى ترد عليا غصب عنى يا قرة عينى
اخذونى من يدى ليزفوني الى عريسي
ادخلونى غرفة من اربعة حيطان وامى تقول لى: كونى مطيعة واسمعى الكلام هيحبك زوجك
ردت عليها بخوف ودموع: لالا انا خايفة خدينى من هنا يا امى علشان خاطري
نزلت دموع امى وهى تقول لى: ارفعى راس ابوكى في البلد لا تخافي ولا توتري قولي حاضر ونعم وجوزك مش هياذيكى
ظلت تردد قولي حاضر ونعم وجوزك مش هياذيكى
خرجت امى وتركتني وانا انتحب وابكى ودموعي تبكى لا جلى
دخل من باب الغرفة يا دفتري انا رايته كان طويل جدا واصلع ولديه كرش صغير لم اعرفه انتفضت وبكيت ولكن دموعى لم توقفه
كان كالوحش دمرني ودمر طفولتي اكره اكره وسوف اظل عمرى كله اكره
لم اكره هو فقط بل كرهت امى وابى ونفسى كيف يطلبون منى ان لا اخلع ملابسي امام رجل وفى لحظة يضعون مع رجل يريد منى خلع ملابسي
كيف يقولو ا لى انتى فتاة لا تدعى رجل يلمسك والان يريد هو لمسى
يمكن لا يكون ذنبه انه اراد ان يتمم زواجه منى فبالأخير هو شاب في 33 من عمره وكما قالوا لم يقرب الحرام يريد الان ان يجرب الحلال
ولكن كيف يكون الحلال مع طفلة لا تفقه شى
ذنبه انه اختارني نعم ذنبه انه اختار طفلة ولم يختار فتاة تعرف كيف هو الزواج
في هذه الليلة كرهت كل شى حولي كرهت زوجى وابى وامى وكرهت جسدي وكرهت حياتي كرهت ضعفي والعابئ التى جعلتني اتزوج كرهت ثيابي واحمر الشفاه وفستاني الابيض الذى جعلني اتزوج واكون اسيرة وذليلة كرهت كل الابيض في حياتي التى لم يبقى فيها غير الاسود
انقضى الليل بكل ما فيه وجاء الصباح الذى اصبحت فيه ليست انا رقية لم اصبح رقية كنت اخرى انا لا اعرفها ولم اعرفها حتى الان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغداً ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
غدا ويخوف جمال من الغد
صباحا ولكن ليس باكرا غدا سوف ينهى عذاب 3 سنوات شوف ينهى شوق لا ينهى ابدا غدا سوف يرى محبوبته غدا سوف يلقاها
غدا موعد اللقاء المنتظر من3سنوات وهو كل يوم يأتي عليه يعتقد ان ربما يكون اليوم المنشود لوكن يلقاها يوم عادى ل1لك يا خوفه من يوم غد
من ان ينجلي ظلام الليل وتشرق الشمس وتنير كل السماء سوف يلقاها
من 3سنوات تواعد هو وهى على للقاء الغد
اشتاق لها حد الهلاك واشتياقه لها تنفس جمال بوجع وحرقة وهو يقول
حبها. وحنيني يزداد لها.
أغزل كلام الهوى بعشقها
..ومن أشعار الهوى أسمعها.
.لا بل لأجلها أنا حفظتها.
.فاحترت بم أوصفها.
. قلبي. لا فسوف اظلمها
.حبي….ملكتي….صغيرتي
….فكل هذا لا يكفي
فأنا في الحب أعبدها.
.فروح روحي أسكنتها.
.ومعبودتي في الحب جعلتها
..فيا طيور الحب اوصلوا لها..سلامي..حبي
..وبأني أنتظرها.
.يا كل العالم احكوا لها..عشقي..وهيامي..وكم اشتقت لقلبها..
وها هو يعد الدقائق القادمة لكى بل الثواني وهو ينتظر ان يشرق الصباح لكى يروى ظمأ اشتياقه لها
لقد انهت مكة امتحاناتها بالأمس وما ان خرجت من الامتحان كان يرسل لها رسالة قصيرة يقول لها: ميعادنا بكرة العربية والسواق هينتظرك قدام الجامعة
بهذه الكلمات القليلة التى ارسلها لها كان يذكرها بوعده الذى اخذه على نفسه من 3 سنوات بانهم سوف يلتقوا بعد انتهاء اخر امتحان لها فى السنة الدراسية الاخيرة لها
وعد قاطعه وكان عليه ان يتحمل متاعب هذا الوعد ولكن متاعب الوعد ولا انه كان نفذ لها ما طلبته منه قبل رحليها
انه الى الان لا ينسى ذلك اليوم التى اتت فيه ابدا
تذكر جمال انه كيف كانت هى فاقدة الوعى بعد ان اخرجها من وانقذها من ذلك الرجل المجنون تماما انه ظلت فى المستشفى لأيام قليلة مرت عليه كسنوات كانت تعانى من غيبوبة مؤقتة كانت ترفض العالم والرجوع اليه من الصدمة
ظل ايام وليالي لا ينام خوفها عليه جعل دموعه تنزل بل توقف
كان خائف عليها كان يتمنى الموت ولكن هى فقط لتفيق وتصبح بخير
وما ان فاقت بعد 4 ايام كان فرح جدا لانها عادت اليها مرة اخرى ولكن لم يستطيع ان يدخل اليها لكى يعتذر منها لم يستطيع انه ان يضع عيونه بعيونها لقد اكتشفت حقيقته وبكل برود كيف الان يذهب ويواجهها هرب من المستشفى ومن البيت وظل معتكف فى شركته حالته سيئة للغاية ينام ليستيقظ على كوابيس انه فقدها
عادت مكة للبيت ولم تكن تتحدث مع احد ابدا كان ملتزمة الصمت فاخبرهم الطبيب انه من اثر الصدمة ولكنها سوف تفيق وتتحدث فليتركوها ولا يضغطوا عليها
ظلت ايام وليالي معتكفة غرفتها لا تخرج منها وهو معتكف بشركتها لا يأتي للمنزل ابدا
يخاف نعم كان يخاف من رد فعلها اذا راءته
مر اسبوعين وكل واحد منهم لا يرى الاخر
حتى علمت مكة بموت امها لم تبكى ولم تصرخ قال لهم الطبيب اخبروها يمكن ان تفيق من صدمتها ولكنها لم تفعل فقط طلبت منهم طلب كتبته على الورق هو ان تزور قبر امها
ارتدت الثياب السوداء وذهبت هى وحسن وسمية وتالا الى المقابر
رائت قبر امها وما ان رائته حتى ظلت تصرخ وتبكى وتنادى على امها وتتمنى الموت وحسن وسمية يحاولون تهدئته بل فائدة فاتصلت تالا بجمال لتخبره
بينما مكة فقدت الوعى
حملها حسن الى السيارة وذهبوا الى القصر مرة اخرى واتى الطبيب واعطها مهدئ ونامت مكة بهدوء وهو بجوارها ظل ممسك لها يدها طوال الليل
حتى جاء اخر صباح لهم معا قبل الفراق
استقيظت مكة وجدت نفسها وحيدة فى الغرفة عرفت انه كان موجود فرائحة الغرفة وكذلك رائحة ثيابها كلها تحمل رائحة عطره المميز تناولت مكة الهاتف من جوارها وهى تطلب ارقام معينة
فى ذلك الوقت كان جمال للتو وصل الى شركته واستغرب بشدة عندما رن هاتفه وكان رقمها هى ولكنه فتح التليفون ليأتيه صوتها الجميل العذب تقول: عايزة اتكلم معاك دلوقتى حالا ياريت ساعة واحدة وتكون هنا
وقبل ان يرد عليها كانت اغلقت الخط بوجهه
دلفت الى الحمام وبدلت ثيابها الى ثياب كانت ترتديها يوم وفاة جدتها ثياب لم يأتي بها جمال بل كانت من فلوس جدتها
اتت بشنطة صغيرة ووضعت بها بعض الملابس القليلة التى اتت بها الى هنا لم تاخذ أي غرض من دفع ثمنه جمال كل شى وضعته مكانه حتى فراشته الرقيقة التى اعطاها لها يوما خلعتها والهاتف
وضعت الشنطة بجوارها على السرير فى انتظار ان يصل
وصل جمال الى الفيلا بينما كانت سمية وحسن بالأسفل وكإنو شاهدوا جمال وهو يخرج من المنزل فاستغربوا بشدة لماذ اتى مرة اخرى
فسالته سمية باستغراب: اية اللى رجعك
رد عليها جمال بهدوء: مكة اتصلت عايزانى بتقول فى حاجة مهمة
استغربت سمية بشدة لتقول له بينما هو يصعد الدرج: براحة عليها ياجمال اللى شافته برضه مش قليل
هز جمال راسه بالموافقة وبينما هو يكمل صعود الدرج حتى وصل الى غرفتها فتح الباب ودلف منه واغلق الباب خلفه
ما ان لاحظت مكة وصله حتى وقفت بدورها وابتعدت عن السرير
لينظر لها جمال باستغراب من ثيابها والحقيبة التى بجوارها فقال لها بخفوت: ايد ده
ردت عليه مكة بقوة وهى تنظر له: طلقنى
لم يستوعب جمال ما يسمع ابدا فقال لها بنبرة هادئة: مكة اقعدى نتكلم وبعدها انا……
قاطعته مكة وهى تهتف بصرامه: مفيش كلام هى كلمة واحدة طلقنى
رد عليها جمال وهو يحاول ان يأخذ نفس لكى يهدئ: مكة انا مش هطلقك انا…..
قاطعته مكة مرة اخرى وهى تتجه الى تلك الحقيبة تحمله وهى تقول: يبقى انت اللى اختارت طريق المحكمة
التفت مكة لكى تغادر فامسك جمال بيدها فأزاحت مكة يده بكل قوة وهى تقول: متلمسنيش انا بقرف من لمستك
وقف جمال مصعوق من الكلمة يحدق بها فقط وهى يتمتم بوجع: انا يامكة بتقرفي منى
لم ترد عليها مكة فضلت الصمت لينظر لها جمال بتوسل: بصى يامكة لو كنتى عايزة تتطلقى علشان انتى زعلانة من الكلام اللى انتى سمعتيه انا …….
وقبل ان يكمل كانت مكة تقاطعه مرة اخرى وهى تضحك بوجع: زعلانة دى كلمة قليلة على اللى انا حاسة بيه انت عارفة انا حاسة بايه ها حاسة انى مخدوعة وانى اكتر انسانة غبية فى العالم شوفت الفزورة طلعت متزوجة واحد وانا بحب واحد تأنى يعنى انا طلعت اعرف شخصين
تطلع اليها جمال بدهشة وهو يقول : مكة بلاش جنان انا جمال اللى بتحبيه انا جمال جوزك
صرخت به مكة بصوت على: لا انت مش هو انا بحب جمال اللى كان بيعطف عليا جمال اللى كان بيخاف عليا حتى من نفسه جمال اللى حبيته ببراءة طفلة وقلب مراهقة وكان نفسى اكمل معاه حياتى مش انت جمال اللى كان بيصلى فى المسجد مش انت جمال الحنين مش انت واحد تأنى
هتف بها جمال بحرقة: لا انا
نظرت له مكة بعصبية: لا انت انسان انانى وتافه انسان ربنا عطاه الفلوس والعز والجاه وهو كان يرتكب الزنى والفواحش وبيشرب خمرة ازاى كان بيجايلك قلب تعمل كل ده وتاجى تقرب منى ها ازاى كنت تقولى قلبى مش حب غيرك وانت كل يوم مع واحدة تعرف انا بكرهك ايوة بكرهك كل لحظة قلبى حس فيها انه بيحبك دلوقتى بيكرهك ومش بس كده انا بكره نفسى قبلك لانى فى يوم حبيت واحد زيك
ثم اخذت مكة نفس لتكمل بوجع وحرقة: انت فاكر نفسك احسن حد فى الدنيا وانت ولا حاجة فلوسك وكل حاجتك عندك انا مش عايزة منك حاجة واذا كان على الفلوس اللى صرفته من فلوسك اظن الثمن اللى انت اخدته منى كفاية اوى ليها رغم انه قليل ولكن اظن انك كنت بتستمتع بجهلى وقلة خبرتي ودلوقتى بقى وقبل ما اخرج من هنا علشان اتخلص من لعنة حبك الكادب واتخلص من ذلي وضعفي طلقنى لانى دلوقتى مبكرهش فى حياتى قدك هفضل طول عمرى اكرهك ولا يمكن اسامحك ابدا
نظر لها جمال بغضب: مش هطلق
هتفت به مكة بعصبية: انت لو راجل وعندك كرامة طلقني
رفع جمال يده وضرب مكة بالقلم على وجهها وهو يمسك بذراعها يهزها بقوة: ده علشان تعرفي انى راجل وعندي كرامة وطلاق مش هطلقك لحد ما اوفى ديني لجدتك بانك تكملي تعليمك وبعدها هعملك اللى انتى عاوزاها
كانت مكة تحاول ان تبعد عن جمال فقال لها ببرود: متحاوليش مش هسيبك اقرفي براحتك بقة
هتفت به مكة بعصبية: ابعد عنى وانا مش عايزة منك حاجة انا هصرف على نفسى وأشتغل ومش عايزة منك حاجة
فى هذه اللحظة كان جمال يشد الضغط على ذراع مكة وكانه يؤلمها انتقام لكلامها التى تفوهت به
ولكن دلف كلا سمية وحسن الذين استمعوا للحوار بسبب صراخ مكة وجمال ليبعدوا جمال عن مكة وتهتف به سمية بغضب ليتركها
ترك جمال ذراع مكة وخرج من المنزل جميعا ليسير بسيارة بسرعة فائقة ويصل الى شركته وينفس عن غضبه بان يحطم كل شى فى المكتب
ومكة ظلت سمية تهدئ فيها
وقفت سمية بجوار مكة من اجل ان تردع جمال وتربيه لذلك اتفقت معه ان تظل بالمنزل حتى تنهى الفصل الدراسي الاول لها وبعدها تنقها الى جامعة الاسكندرية وتسكن فى شقة حسن هناك وسوف تظل سمية معها
ولكن مكة رفضت ان تقيم فى القصر فصارت تبيت فى غرفة فى الجنينة بعيدة عن القصر وترفض طعام القصر كانت تذهب الى الجامعة سير على الاقدام وتعمل فى مطعم صغير جدا لكى تصرف على نفسها رغم رفض سمية وحسن لذلك الذين اتفقوا مع جمال ان يتركوا مكة تتصرف كما يحلو لها
وجمال كان مجروح منها فلم يعترض طريقها حتى النوم استجار لنفسه شقة كان ينام بها ويظل بها ولم يأتي الى القصر ابدا
استمر الحال على ذلك حتى انهت مكة امتحاناتها
ونقلت ورقها الى جامعة الاسكندرية ورفضت المكوث فى شقة حسن بل فضلت ان تمكث فى المدنية الجامعية
وقبل السفر بساعات ذهبت الى شركة جمال وطلبت مقابلته وهو تفاجا بها
فقال لها بصرامة وهو يجلس على كرسي مكتبه: جاية ليه
وقفت مكة وهى تقول له بكل قوة وصرامة: الحكاية انتهت وخلاص وقت الفراق حان وعلشان كل الدفاتر القديمة تقفل واعرف ابدء حياة جديدة لازم تطلقني
اعتصر جمال قبضة يده وهو يفكر انها تفكر فى بدء حياة جدية مع غيره فقال لها بغضب: انا قولت مفيش طلا ق غير لما اوفى بوعدي لجدتك وفى اخر امتحان ليكى فى سنة رابعة اليوم اللى بعده هيكون ميعادنا وساعته ابقى نشوف
ردت عليه مكة بقوة: اتفقنا وساعتها هتوفى بوعدك وهكون حرة منك لابد
وها هو حان الميعاد ولكن هل سوف يتم الوفاء بالوعد اما ان جمال زيدان لم يقول كلمته بعد.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سارقة العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى