رواية سارقة العشق الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سحر أحمد
رواية سارقة العشق الجزء الحادي والعشرون
رواية سارقة العشق البارت الحادي والعشرون
رواية سارقة العشق الحلقة الحادية والعشرون
لحظات من الحياة تمر دون ان نشعر لحظات تسرقها من الدنيا دون ان ندرك ان العمر تقدم وان الحياة كانت قاسية علينا لدرجة ان اعز اشخاص علينا قد فارقونا
ذكريات مؤلمة من هذه اللحظات تمر علينا رغم مرور السنين عليها الا اننا نشعر انها كانت بالأمس القريب ذكريات نقشت داخل قلوب وكانها نقش ثمين اثرى يا لها من ذكريات تمر بطيف البشر تجعلهم يتألمون ويتضرعون وجع كل لحظة
اه كبيرة اخرجه جمال من صدره نتيجة لكثرة الالم الذى يشعر به نتيجة مرور هذه الذكريات داخل مخيلته وكان عقله وقلبه اتفق على عدم النسيان لكى يوجعه اكثر وكأنهم اجتمعوا ليجعلوه يتذكر الالم والفراق كل لحظة
اخذ نفس من سيجارته وحبسه انفاسه لثواني ثم اخرجها وهو يتمنى بانه لو بمقدوره نسيان واخراج هذا الالم كما يخرج هذه الانفاس ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق
داخل مكتب الفخم وبخلال هذه الدقائق الذى يسرقها من العمر لكى يستريح او ربما يريد ان يوهم نفسه انه يستريح من عب العمل ولكن فى الحقيقة ان هذه الدقائق ما هي الا دقائق وجع والالم تمر به لكى تجعله يدرك انه لا يجب ان ينسى او لا يجب ان يغفر او ربما لا يغفر لها هي فقط ما فعلتها او ان صح التعبير لن يغفر لها بعدها عنه باى ثمن وبانه عليه ان يذكر قلبه الخائن انه عند اقتراب موعد لقائها لا يحن وينبض لها او يشعر بالشفقة عليها هو الان يتعلم كرهها ونسيانها للابد ضرب جمال بقبضته على زجاج النافذه وهو يتطلع باحتراق الى صورتها القابعة الان بين يديه يراها وهى تضحك وتمرح ولا يرى على ملامحها الحزن ابدا فانها وبكل بساطة انهت حبه من حياتها بكل سهولة وكانه لا يمثل لها شى ابدا
تطلع مرة اخرى بحسرة الى الصورة ربما اخطى عقله وصور له هذه الصورة انها تمرح ونسيت حبه ولكن هو لم يخطى
نفس تورد وجنتيها
نفس ضحكتها المهلكة
نفس تألق لون الزمرد فى عينيها
لم يخطى ابدا انها غير حزينة فى بعدها عنه وليته اخطى وكم تمنى ان يلمح الحزن فى عينيه لكى يترك كل شى وينسى وعده لها وينسى نفسه ويسبق حتى الريح ليصل اليها ويطلب منها المغفرة وبل ايضا يعتذر لها فهو اشتاق لها وشوقه لن ينتهى الا بها
داخل قاعة المحاضرات كان يقف يلقى محاضراته لطلابه وهم ينتبهون له بشدة كل عيون الطلاب عليه وهو عينه على الجنية التى سرقت قلبه وعقله منذ ان رائها فى اول يوم له فى السنة الدراسية الجديدة عندما دخل لكى يلقى محاضراته لفتت نظره بالذهب الذائب فى عينيها لانه لاسف لما يرى الا عينيها لانه ترتدى النقاب فهو لا يراها الا ترتدى الاسود فقط ولكن لفتت نظره رغم وجود فتيات اخريات ربما اجمل منها ولكن نظرة الحزن فى عينيها عندما تلتقى عيونه بعيونها صدفة او ربما للثانية تفعل به الاعاجيب وقلبه ينتفض بين ضلوعه لها وكانه تحت سيطرة التنويم المغناطيسى ينظر فقط لها ويتامل جمالها وهو يؤنب نفسه على النظر اليها بهذه الطريقة الفجة ولكنه يحاول سريعا ان يتجاهل عيونها ويسيطر على حالته تلك
ولكن ما هو بفاعل ونظراتها قاتلة حزن وبكاء وخوف ووجع ليس له حدود
حاول قدر الامكان ان ينهى محاضراته سريعا لكى يهرب ويحاول ان يسيطر على نفسه بعيدا عن تلك العيون وايضا عليها ان يشحن نفسه جيدا لكى يستطيع ان لا يتأثر بعيونها تلك الاسبوع القادم فهو لم يعرف ما يحدث به ابدا فهو لم تسيطر تلك الحالة الغريبة عليها ابدا من قبل
انهى كلماته سريعا وهو يحاول الا ينظر لها ثم سريعا ما تذكر البحث الذى سوف يكلف به طلابه فقال لهم عن موضوع البحث وعن تقسيم الطلاب الى فرق صغيرة لكى يتم البحث بسهولة اكبر ثم قال كلمته الاخيرة الشهيرة فى كل محاضرة: فى اى حاجة فى الشرح مش مفهومة
رد الطلاب عليها بالنفى فاخذ اغراضه وهرب سريعا من المكان
التفت الى رفيقتها المجاورة لها تسالها عن اذا كانت تعرف البنات التى سوف تفعل معهم البحث
كان يزيد يمشى عائدا الى مكتبه فوقف فجاة عندما سمع صوت رقيق وكانه نسمة ربيع رقيقة تلمس وجهك اثناء الصيف الحار تجعلك تشعر بالانتعاش سمع صوت رقيق يناديه :لو سمحت يادكتور
وقف يزيد وهو يلتفت اليها بهدوء وجدها تضع عيونها بالارض لا تنظر اليه ابدا ارتسمت على ثغر يزيد ابتسامة عابثة فها هو يقف مثل طفل صغير امام هذه التى ترتدى الاسود وهو يشعر انه طفل صغير امامها وهى تضع عيونها تنظر لارض يالتيها تعلم ما تفعله هذه العنين به حقا لكانت لا تضع عيونها منخفضة اصلا عيونها سلاح فتاك يقتلها ببرود وهو مستلم تماما لها
لاحظ يزيد انه لا تنظر له ابدا وكانه لا يستحق عطف سيدته بان تحن عليه بنظرة من عينيها الذهبتين
يزيد فهو شاب فى اوائل الثلاثين ذو وسامة مدمرة شعر داكن شديد النعومة ملابس غاية فى الاناقة والرقى لاءمت جسده الرشيق تماما ولكن اكثر ما يميزه هو لون عيونه الرمادي التى تخطف الانظار بسهولة فهو معشوق جميع فتيات الجامعة كما انه ايضا فتى احلامهم جميعا فهو مقياس للزوج المستقبل الاتي يحلمن به
تنحنح يزيد بخفوت وهو يجلى صوته ويقول بهدوء : نعم
ردت عليه وهى مازالت تخفض بصرها وهى تقول بخفوت : لو سمحت يادكتور ممكن يعنى اعمل البحث لوحدى
استغرب يزيد من طلبها ولكن الان وفى هذه اللحظة كل ما يريد ان يستغل الفرصة ويعرف اسم صاحبه عيون الذهب التى سرقت لبه
ارخى اهدابه وهو يقول بهدوء متنافى مع براكين الذى تتفجر داخله الان : هو انا ممكن اعرف اسمك الاول
احمرت وهى ترد بخفوت وكانه تهمس باسمها لكى لا يسمعه: رقية
لاحت على وجه ابتسامة وهو يتحدث داخل نفسه انه لا يمكن ان يكون اسمها غير ذلك فهتف قلبه بخفوت : بل ملكة الرقة
وعقله المسكين يردد: يا لها من مصيبة اصبحنا عبيد لكى يا ملكة الرقة
فتحت شباك غرفتها بهدوء مع اقتراب طلوع اول اشعة الشمس معلنة بدء يوم جديد
تمد يدها من خلال شباك غرفتها المنخفض وترمى بعض حبات القمح لكى يلتقطها الحمام وهى تبتسم بهدوء وراحة بال لا مثيل لها وكانها لا تحمل هموم ابدا فى هذا العالم
ظلت تراقب طلوع اشمس بخفوت وهى تتأملها وهى شاردة عن الذى يراقبها فى اخر الشارع بينما هو يمشى لكى يذهب الى عمله المبكر ولكن قبل ان يذهب عليه ان يقف مثل العادة لكى يرى فاتنته الصغيرة وهى تتأمل شروق الشمس وتداعب حبات الندى وتطعم الحمام الى اصبح مؤخرا يغار منه لا نه يلمسها بينما هو لا
تنهد بثقل وتبع طريقه بعد ان رائها تختفى خلف شباكها وهو تعبس ملا محه بشدة وكانه كانت ليس هي من تبتسم منذ ثواني معدودة اثقل قلبه وفاض العشق منه للحب مستحيل المنال فهو يرى انه اقل منه بكثير فهو جاهل بينما هي جميلة بل هي اميرة البنات ومتعلمة الفروق بينهم كثيرة
اكرم ودرة حلم مستحيل ان يتحقق بالنسبة له
فى ظلمة ليل متوحش وغرفة كئيبة للغاية تجلس تبكى وليس عيونها ى من تذرف الدموع بل قلبها هو من يذرف الدموع دموع وجع وحسرة على ذنب لم ترتكبه على حب ضائع منها وكان الدنيا تكره ان تراها سعيدة تكره ان تجعلها تظل سعيدة مع الراجل الوحيد الذى احبته بجنون الرجل الذى علمها ابجديات العشق رجل علمها كيف ان تكون انثى
رجل احبها وهى احبته رجل قلبها الاول والاخير
مصطفى كل حرف من حروف اسمه عذاب بالنسبة لها عشق بالنسبة لها
تمسك بيدها ورقة صغيرة بهت لونها جراء مرور السنوات عليها تقرا ما بها وكانه كان امس واكانه لم يعد على هذه الورقة سنوات وكانه غير تعلم ما محتوى الرسالة تقرأها كل ليلة لعلها ترى به شى جديد يدل على امل انها مخطئة او ربما تتمنى ان تتغير محتوى الرسالة ولكن القدر لا يتغير
قدره هو الوجع والصمت والبكاء على اطلال ذكريات حبها واشتياقها لحبيها الاول والاخير
وقعت عيونها على هذه الجملة ورغم قراءتها لها كثيرا الا نها عندما تقرأها تزداد الدموع فى عيونها كثيرا
( سامحينى يا مليكة روحى غصب عنى بعدك )
ما ان وقعت عيونها على اخر كلمات الرسالة حتى القتها بعصبية مفرطة وهى تترمى على سرير ها الوثير تبكى بحرقة وهى تتمتم بحرقة: مش هسامحك يا مصطفى مش هسامحك حتى لو رجعت لى راكع
فستان ابيض وطرحة وفرحة شاب بزوجته الجميلة المثقفة التى تناسبه من كل النواحى زواج صالونات ولكن فى فترة الخطوبة تحول للعشق مزعوم مثل حال كل الخاطبين خجل ورقة وكذب وخداع وكل شى متاح فى هذه الفترة
عروسة خجولة وجميلة تحسدها كل الفتيات الاتى حضرن العرس على زوجها الوسيم المتعلم ذات الاصول الصعيدية المهندس عصام باهر زواج تقليدي لكن عريس بمواصفات لا يرفض
مثل العادة
ترشيح
لقاء
كلمة
اعجاب
اتقاف
زيارة
خطوبة
ثم زواج
وها هم الان فى داخل بيتهم الانيق وعش الزوجية السعيد
نظر عصام لها بانبها ر فزوجته والحق يقال جميلة حد الهلاك جمال فتاك وخطير ولكن هادى جمال يعرف كف يجذب الرجال
امسك يدها وهو يلثمها بحب : مبروك يا حبيتى
غامت عيناها بالخجل لتقول له برقة : وانت كمان يا حبيبى
طوق خصره بيدها وهو يردف لها: النهاردة اجمل فى يوم يا حياتى وده لان اخيرا ربنا حققلى حلمى وبقيت مراتى وحبيتى ونور عينى
علت حمرة الخجل خديها وهى تخفض اهدابها ولم ترد عليها
اردف قائلا بحنان: لا وربنا انا ما اقدر على كده ابدا بصى احنا نخزى الشيطان ونصلى كده بسرعة علشان انا طاقة الصبر قربت تنفذ
ابتسمت ابتسامة خجلة وهى تحترك امامه بهدوء لكى تذهب لتغير ثيابه ولكن شعرت بانفاسه خلفه فالتفت ببطى لتقول بصوت رقيق :انت رايح فين
ليغمز لها بوقاحة: داخل اساعدك يا قلبى علشان تخلصى بسرعة
شهقت بخجل لتقول له : لا مش هينفع
رد عليها وهو يرقص حجابيه باستمتاع : ليه بس ده انا حتى معاى ورقة بتقول انك مراتى يعنى كله شرعى وفى السليم ايه بقى اللى مش هيخليه ينفع
ضحكت على مزاحه الخفيف لتضيف: انا يعنى
عصام: يعنى ايه
ردت بخجل طبيعي : مكسوفة
رفع حاجبه وهو يرد عليه بمرح: فى حد برضه ينكسف من جوزه
ردت عليه بغنج :عصومى بس بقى
جحظت عيونه باستغراب وهو يفتح فمه ببلاهة ثم اقترب منه وحملها فجاة دون سابق انذار وهى تتضحك بصوت عالى اقترب منها ليسكتها بقبلة طويلة وعاصفة جعلته يشعر ان الحلال اجمل بكثير فرد عليه بصوت لاهث : احنا نصلى بعد شوية بقى
اردت ان ترد عليه لتقول له لا يصح وكانه سمع كلمته ليرد عليه وهو يقترب منها : انتى السبب اسكتى بقى احسن ليكى
بعد وقت ليس بكثير ابتعد عصام عن زوجته وهو يقف بعيدا عن السرير ويهتف بغضب وتساؤل وهو يشير لها وهى تنظر باستغراب شديد له بسبب بعده عنها فجاة واكنها لدغته افعى سامة
لتجحظ عيونه بغضب وهو يقول لها بصوت لاهث : اية ده
نظرت له نظرات تعجب واستغراب شديد لترد عليه وهى تغطى جسدها : فى اية يا عصام
عصام بغضب بعد ان ارتدى بنطاله ليقول بعصبية : انتى
انتى …..
نظرت ندى ب استغراب قهى حقا لا تفهم ما يحدث : فيه ايه يا عصام ارجوك اتكلم
صمت عصام لفترة وهو يشد شعره بغضب ثم التفت اليه ليقول بغضب واستنكار قبل ان يخرج من باب الغرفة تاركا ايها فى حيرة وخوف
: انتى خداعيتينى يا انسة
لم تفهم ندى ما ذنبها وما ارتكبت لكى يغضب بذلك الشكل وظلت الدموع تنزل من عيونها بغزارة بينما هي تستعيد كلماته الحانقة منها وتتسائل اذا كانت مازالت مثل ما خلقها ربها كما قل اذا ما اغضبه ولما تركها لا نه اذا كان اكتشف انها غير شريفة او سيئة السمعة لكن قتلها بدل ان وجه اليها كلماته الغاضبة ونظراته الساخطة اذا ما هو السبب؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سارقة العشق)