رواية سارقة العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم سحر أحمد
رواية سارقة العشق الجزء الثلاثون
رواية سارقة العشق البارت الثلاثون
رواية سارقة العشق الحلقة الثلاثون
منذ ما يقرب من يومين عادت رقية بعد انتهاء الامتحانات الخاصة بها الى حيث قريتها الصغيرة حيث عائلتها بعد ان حققت اول خطوة من خطوات حياتها وهى اتمامها لتعليمها وخروجها من ذلك الاسر التى وضعت به دون رغبة منها وهى لا تعرف عنه شى
وقفت رقية فى مطبخ منزلهم الصغير وهى تحضر الطعام بذهن مشتت بين اسر الماضي وكلام يزيد التى فتح لها جروح الماضى والالم كانت اغلقتها منذ زمن
اغلقت رقية عيونها بالألم وهى تسترجع كلمات يزيد فى ذهنها وتوقفت للحظة وهو يعترف لها بالحب
فهمست لنفسها بحرقة: اللى زيي ميستحقش الحب
ابتسمت رقية بسخرية لنفسها وهى تقول : هو ميعرفش حاجة لو يعرف مكانش هيقول الكلام ده
نعم هى محقة فيزيد لم يعرف من هى رقية ابدا
انتهت رقية بسرعة وفتحت عيونها لتلاحظ ان الطعام كان سوف يحترق ولكنها ادركت الموضوع بسرعة ثم اغلقت الغاز وخرجت من المطبخ وجلست فى تلك الصالة الصغيرة الخاصة بمنزلهم
فى تلك اللحظة عادت امها من الخارج حيث انها كانت فى احدى طقوس الزواج المتعارف عليها فى الريف حيث كان عرس ابنة احد الجيران
دخلت والدة رقية المنزل واغلقت الباب خلفها ثم جلست على الاريكة بجوار رقية وهى تحاول ان تلتقط انفاسها من شدة التعب
نظرت رقية الى امها التى يبدو عليها التعب فقالت لها: شكلك تعبانة
ردت عليها امها بوهن: خلاص الواحدة كبرت ومش بقيت قادر على شغل الافراح ده
ردت عليها رقية بعبوس: وبتروحى ليه يا امى مدام بتتعبى
تحدثت سعاد بوهن ك علشان يوم ما اجوز أخواتك البنات كل الجيران اللى ساعدتهم هيردوا لى الجميل
فضلت رقية الصمت ولم ترد فأمها تفكر بتزويج اخواتها البنات التى اكبر واحدة فيهم 14 سنة
لاحظت سعاد صمت رقية لتقول لها بخبث: او يعنى ممكن يساعدوني فى فرحك انتى قريب
جحظت عين رقية بخوف وهى تردد الكلمات داخلها فرح!
وانا العروس!
لالا مستحيل لا تريد وللحظة تطرق عقلها الى منطقة ان يكون يزيد فعلها وتقدم لها
فهتفت داخل نفسها بقوة : لالا مستحيل يزيد لا اريده ان يعرف
ولكن بسرعة عقلها عاد لطبيعته وهو يهتف بها: ان يزيد لن يعرف اين هى تسكن لذلك ليس هو بالتاكيد
لاحظت امها صمتها فتحدثت بصوت على: اية يا رقية روحتى فين
ردت عليه رقية بشرود: ولا حاجة يا امى مفيش انا داخلة اوضتى
زمت امها شفتيها بقلة حيلة وهى تقول لها : استنى هنا قوليلى رايك فى العريس الاول
وقفت رقية وهى تهتف بغضب: عريس اية انا مش هتجوز
نظرت لها امها باستياء وهى تهتف بعصبية : وهتقعدى طول عمرك من غير جواز انتى لا اول واحدة ولا اخر واحدة تتطلق وبعدين احمدى ربك ان بعد فضيحتك جوازك حد اتقدملك
صمتت رقية وهى تنظر لامها وعيونها امتئلت بالدموع
رات امها الدموع بعيونها فأشاحت بوجهها بعيد بغضب ثم نظرت لها بحنان وهى تقول : معلش يا رقية انتى اللى عصبيتنى انا خايفة عليكى يا بنتى وعايزاكى تنسى بقى وتعيشى حياتك
لم ترد رقية وظلت على صمتها لتكمل امها وهى تستقيم وتنهض عن الاريكة : انا هروح اريح شوية فى اوضتى على العموم فكرى كويس يارقية العمر بيجرى على فكرة العريس ارمل وعنده 3 اولاود ومبسوط وهو مش من بلدنا من البلد اللى جنبنا وعايزة واحدة تربى العيال وتاخدها بالها منه فكرى وابقى قولى رايك
انسحبت والدتها لتغادر الى حيث غرفتها بينما رقية ظلت واقفة بضع لحظات لا تقدر على ان تذهب الى غرفتها ولكن بعد دقائق كانت تجر اذيال الخيبة وتعود حيث صومعتها الصغيرة واغلقت على نفسها وبعدها جلست على سرير ها الصغير وهى تضم ركبتيها وتضع حولهم ذراعيها وتبكى بحرقة على رقية وليس غيرها
بعد وقت طويل هدات رقية وتوقفت دموعها عن الهطول وها هى تمسك دفترها الصغير وتحكى له سبب وجعها الجديد
بدات رقية تكتب ببطى وكانت اول كلمة كتبتها
الزواج!
انا لا اعرف ما هو الزواج ولا اعرف ولا ادرى باختصار ان زوجة فاشلة هذا هو لقبى يا دفترى
رقية الزوجة الفاشلة !
وبعدها اصبحت زوجة المطلقة!
والان يريدون منى ان اعود مرة اخرى رقية المتزوجة ولكن للسيد اخر غير سيدى الاول مجردة عبدة لدى رجل انفذ كل تعليماته دون ان اتحدث او حتى يحق لى التفكير فى الرد
يريدون منى الزواج مرة اخرى حتى اتخلص من لقب مطلقة
لم يكيفهم لقب زوجة وانا كنت مجرد طفلة !
الم يكيفهم وجعي وخوفي وذلي
نعم وجع كان الاول وجع جسدي تحول الى وجع نفسى
انا لا انسى ابدا ذلك اليوم حيث كان اليوم التالى للزواجي حين افقت من النوم على وجع بكل جسدي
ما ان فكرت ان انهض كنت أتأوه بخفوت من شدة الالم حتى وجدت ذلك الرجل المسمى زوجي ينظر لى بخبث ويضحك وهو يقول لى : اية تعبانة بكرة تتعودي
وجاء الغد وبعده وانا لم اعتاد بل اكره واكره واكره
كان منى ان اعتاد على ماذا على الاهانة على الخوف على الذل على لسانه الاذع لى وهو يشتمني بكل السباب الغير لائق ما ذنبي انى كنت طفلة واخاف منه
هو السبب اليس كذلك يا دفتري لما لم يشعرني بالحنان او حتى الحب
كانت نظراته دائما تخفيني
ليس مثل نظرات يزيد ابدا نظرات يزيد يوجد بها الامان قلبى اخبرني ان نظراته كلها امان كلها حنان
اه منك يا يزيد لما قولت ذلك الكلام انت لا تعرفني ابدا ولن تستطيع ان تعرفني ايضا
انت لن تكون ابدا لفتاة تزوجت وبعد 3 اشهر تطلقت
فضيحة فى قريتي جميعا وانا عروس اتطلق بعد 3 اشهر زواج
وما السبب؟
وما العلة؟
اكيد ليس العيب فى زوجي بكل تأكيد العيب من رقية؟
رقية التى حملت لقب مطلقة بعد 3 اشهر زواج
لماذا؟ وبكل بساطة الإجابة لم اعرف ان اكون زوجة!
فذهب زوجي ليبحث عن زوجة وليس كتلة من الثلج يعيش معها
امى تقول لى انسى
من يريدون منى ان انسى
انسى ان زوجة فاشلة!
او انسى انى لست انثى كما قال زوجي!
او انسى انى مطلقة !
او انسى انى فضيحة لابي !
انسى انى عار كما يقولون اهل قريتي !
او انسى انى كنت ام فاشلة ايضا!
ام مات ابنها الوحيد وهى لم تعرف ان تكون له ام
محمد وجع رقية الأزلي
محمد ابن رقية مات دون ان تسمع منه كلمة امى !
وكيف يقول لها امى وهى نفسها لم تشعر ان تكون ام
بالله عليكم كيف لفتاة بعمر السادسة عشر ان تتطلق وبعد 3 اشهر تتطلق وهى حامل ان تشعر انها ام ومسئولة حتى لو كانت الانثى لديها غريزة الامومة بالفطرة
كيف تحمل طفل صغير ! كيف تطعمه! كيف تحممه !!
كيف والف كيف نتسأل بها يوميا ولا شى يتغير ما زالنا كما نحن نعتقد ان البنات عار علينا ان نستره بسرعة ما ان تبلغ الفتاة عليها ان تتزوج حتى لا تكون عار
بل العار الحقيقي فى عقولنا العقيمة
يمكن ان رقية ارتحت ومات محمد وتركها وحيدة فى الدنيا الا انها كانت تحبه بجنون كانت تشعر انه امه او اخته او اى شى ولكن محمد كان لعبة رقية الخاصة بها
ولكن لعبتها ضاعت مبكرا عندما اراد الخالق ان يسترد امانته عندما اكمل محمد بضعة اشهر قليلا من عمره مات بسبب عيب خلقي فى قلبه
ترك رقية وحيدة صديق رقية وابنها مات
لن تصدقني يا دفتري لو قولت لك كل ليلة كنت احمله وابكى وانا احكى له وجعي وكنت ارى عيونها تنظر لى بأمان وحنان افتقدهم فى حياتي من بعد ان رحل وتركني
ولكن عادوا الى الحنان والامان فى عيون يزيد من جديد
وها هو نفس مصيري مثل ما تركني محمد بعد ان حكيت له قصتي ووجعي لو علم يزيد سوف يتركني
لذلك لن ادعه يعلم ابدا يا دفتري
يزيد هو دواء قلبى الجديد ولن اتخلى عنه ابدا
هو فرصتي فى الحياة وانا اريد هذه الفرصة حتى لو اضطر الامر ان اكدب او اخدع ولكن من حقي الحياة وفرصة اخرى
وبعد دقائق كانت يد رقية تسطر حروف فى صفحة بيضاء
يزيد انت لى لأخر العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظلت مليكة خارج غرفتها بعد ان قبلها مصطفى لم تستوعب انها استلمت بكل تلك البساطة ما ان اقترب منها لم تستطيع ان تبعده عنها
اقترابه كان كالسحر كان هائم بحبها لم ندرى كم من الوقت وهى ضائعة بدفي قربها المميت لقلبها
كيف لقربه منها بهذه الطريقة ان تشعرها بالضعف والعجز والقوة والحنان وايضا الغضب كما هى غاضبة الان بعد قبلته تلك لها كيف استطاع قلبها الخائن ان يستلم له بكل بساطة
ولكن هى تعرف ان قلبها ما هو الا عاشق لحبيبها ورجلها الاول
تنهدت مليكة بحزن كما تريد الان ان تدخل الغرفة ولديها ميول شريرة كثيرة ان تدخل وتضربه وتشبعه ضرب لكل لحظة تركها فيها
لكل ليلة نامت تشتاق لحضنه
لكل لحظة وجع شعرت بها وهو غير موجود
لكل دمعة سقطت من عيونها وهو ليس بجوارها يمسح تلك الدموع
الم يقول لها” دموعك اغلى من دمى سمرائى” تنهدت مليكة بحزن وهى تقف فى شرفة غرفة الصالون المطلة على الشارع الرئيسي وليس مثل شرفة غرفتها المطلة على البحر وهى تفكر بحزن انه مع اول ابتعاد مصطفى عنها كانت موجوعة منه لا قصى الحدود رغم ان الجرح لم يخف بمرور الايام ولكن اكتشفن حقيقة مهمة وهى ان وجع مصطفى اكبر من وجعها وجع مصطفى هو فى رجولته! هو وجع انه لا يستطيع ان يمنحها طفل صغير
وجعه هو خوف من حبها هو خوف من ان يأتي يوم تطلب فيه ان تبتعد
وهنا لأول مرة سالت مليكة نفسها بخفوت : لو كانت مرت السنين كنت هرضى اعيش من غير اطفال ؟
وقبل ان تجيب مليكة نفسها تنفست عطره الذى ياسر انفاسها وهو يقف بجوارها بهدوء دون ان يتحدث وهو ينظر مثلها الى الشارع والى المارة
ظل هما الاثنين بعض اللحظات الصمت سائد بينهم ولكن بعد دقائق قطع مصطفى الصمت وهو يقول لها : لو مضيقة من وجودى انا ممكن امشى
تنهدت مليكة بحزن وهى ترد عليه بصوت مخنوق: رجعت ليه يامصطفى
تنهد مصطفى بوجع وحزن وهو يقول لها بخفوت: اشتقت لا سمى اللى بيكون بنكهة بالشكولاتة من بين شفافيتك يا سمرة
اغمضت مليكة عيونها بوجع فهى اشتاقت اكثر منه لكل حرف ينطق به ولكن فضلت مليكة الصمت ليرد عليها مصطفى بعد دقائق من الصمت : رجعت ليكى
فتحت مليكة عيونها وهى تنظر له بغضب وتقول له: رجعت لى انت متأكد انا انتهيت ليك فى اللحظة اللى مشيت فيها
اخذ مصطفى نفس عميق وهو يرد عليها بخفوت : ابدا انا وانتى لا يمكن ننتهى ابدا يا مليكة ابدا
غامت مليكة عيونها بحزن فها هو ينطق اسمها مجرد عندما يكون غاضب او حزين فأجفلت وهى تنظر لها بتساؤل: بلاش اسالك رجعت ليه قولي بعدت ليه وسبتني عملت اية انا علشان تبعد عنى
تنهد مصطفى بحرقة وهو يقول لها: انتى عارفة انا بعدت ليه
ردت عليه مليكة بغضب: لا معرفش وانا محتاجة اسمع منك انت قولي يالا بعدت ليه
حدق بها مصطفى وهو يقول بحزن: كنت غلطان يامليكة حسبتها غلط افتكرت ان حبك زى اى حب عادى هعمل زى اى حد وانسى مجرد ما ابعد يمكن هقدر انسى
صمت مصطفى قليلا وهو ينتفس بصعوبة ليكمل لها: مكنتش اعرف ان حبك مش عادى مكنتش اعرف ان حبك مش هخلص منه الا بطلوع روحى من جسمى مكنتش اعرف ان عنيا هتكرهنى لدرجة انها مش عايزة تنام طول ما هى بعيدة عنك انا كرهت نفسى لانى بعدت كل لحظة كنت بكره نفسى اكثر فى بعدى
هدرت مليكة بعصبية: ولم انت كنت تعبان كده مرجعتش ليه ها ولا هو كلام بس اى كلمتين اضحك بيهم عليها وخلاص وهى هبلة بقى هتصدق
امسك مصطفى معصمهم بعنف وهو يقول لها: انا بقول كلام وخلاص ها انا اللى كنت كاره نفسى لانى حاسس انى انانى لانى مخليكى مربوطة بيا افتكرت انى لما بعد يمكن تقدرى تنسى وتطلبى الطلاق وساعتها هيبقى اسهل ولكن عايزنى اعمل اية رجعت يا مليكة وهرجعك لى برضاكى او غصب عنك انتى لى لاخر العمر ولو مش عجبك ابقى اخبطى راسك فى اكبر حيطة
ترك مصطفى يدها وخرج من المنزل باكمله وتركها تجلس على الكرسى الوجود فى الشرفة تبكى بحرقة على كل شى تنتمى لو ان شخصيتها كانت ضعيفة لكانت عادت اليها بدون حتى سؤال مدام تحبه
ولكن ما اصعب حب اجتمع مع الكبرياء غمن منهم سوف يخسر ومن سوف يربح !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهبت تالا الى حيث مطعم خالد لكى تبدء معه اول دروس تعلم الطبخ كما اتفقت معه
دخلت تالا الى حيث المطعم الذى هو اجازة اليوم لدى العاملين ما ان دلفت تالا الى داخل المطعم حتى لاحظت سكون المكان تماما والهدوء التى يعم بداخله
اثار ذلك الهدوء خوف تالا قليلا فهى رغم جرائتها واندفاعها فى اوقات كثيرة الا انها تتمسك جيدا بكل الاشياء الذى علمها لها والدها اثناء سفرهم بالخارج
ما ان دلفت تالا الى الداخل حتى خرج لها خالد الى كان فى مكتبه ويعلم انها وصلت عندما رائها وهى تدخل الى المطعم فى اثناء وقوفه فى الشرفة الخاصة بمكتبه
وقف خالد امام تالا بعد ان القى عليها التحية وهى ردت عليه كذلك
فقالت له بقلق : هو ليه المكان هادى كده
كان خالد يضع يديه داخل جيب بنطاله فرد عليها بهدوء: علشان النها ردة اجازة للمطعم
رفعت تالا حاجبها وهى تنظر لها بتساؤل: ومدام اجازة بقى انا وانت بنعمل اية هنا
ابتسم خالد ابتسامة مستفزة وهو يقول لتالا : اية انتى نسيت ان النهاردة اول دروس علشان تتعلمى الطبخ
عقدت تالا ذراعيها امام صدرها وهى تقول له بتحفز: عارفة بس مكنتش اتوقع ان المكان هيبقى فاضي كده انا مش هينفع افضل هنا معك لوحدنا
نظرة استغراب ودهشة احتلت معالم وجه خالد وهو ينظر لها فهو لم يتوقع ان تلك الفتاة محبة الاكل والتى يبدو عليها عدم المسئولية ومن خلال ما عرفه عنها انها كانت تعيش فى الخارج فلذلك هو توقع فتاة متحررة
بالرغم ان مظهر تالا وذوقها فى ملابسها لا يعنى الا التحرر بشى بتلك الكنزة التى دائما يراها ترتديها ولا بد ان تكون مغلقة الى اقصى حد رغم اختلاف الالوان الكنزة وايضا التصميم الا نها دائما بأكمام طويلة ومغلقة جيدا وذلك البنطال من الجينز التى دائما مصرة ان ترتديه وتلك الخصلات السوداء التى دائما يراها تعقدها على شكل كعكة انيقة ولكن ولا مرة راى تلك الخصلات السوداء حرة ومطلقة ابدا
فقال خالد لنفسه وهو ينظر لها نظرة اعجاب انها حقا فاجأته برفضها ان تتواجد معه فى مكان واحد مغلق عليهم
لاحظت تالا انه ينظر لها بتمعن فاجلفت من نظراته لتقول فى نفسها بخوف: نهار اسود هو مش بيعد عينيه عنى كده
ثم فجاة اجفلت وهى تفكر بخوف: يالهوى ليكون بيفكر فى قلة ادب
وعقل تالا لا يصمت ابدا وهى ترتعش بخوف بينما خالد مازال محدق بها وهى تكلم نفسها : لا لا مش معقولة الواد مؤدب لا لا بس نظراته دى مش مؤدبة خالص عايز يغرر بيا الوحش الندل الواطى
لاحظ خالد مدى تغير تعبير وجه تالا وكانها تشتم احد وتالا مازالت تحدث عقلها بخفوت وهى تقول: اه الغشاش الكذاب خلانى افتكرته كيوت يطلع ذئب بشرى بانياب مفترسة
تحدث خالد لها وهو مذهول من تعبيرات وجهها التى تتغير فى لحظة فقال لها بهدوء: طيب تعالى نروح نبدء
لم ترد عليه تالا ولكن تحدثت داخل نفسها: يا مصيبتى عايز يبدء هو مفكرنى اية ده انا بنت عيلة ومحترمة
ارتفع صوت خالد وهو ينادى عليها بصوت عالى: تالا
اجفلت تالا وهى ترد عليه بخوف: اية
تحدث اليها بعصبية احتلت ملامحه من تلك المجنونة وانفعالاتها الصامتة فقال لها: يالا خلينا نبدء فى اليوم ده بس تعالى الاول نشرب شاى
شهقت تالا وهى تحدق بصدمة وهى تقول بتمتمة وصلت الى خالد جيدا: عايز يشربنى حاجة اصفرة
حدق بها خالد هذه المجنونة فى ماذا تفكر عرف الان سبب انفعالات وجهها انها مجنونة بحق
فقال لها خالد بهدوء: بتقولى اية مين قالك انى هشربك حاجة اصفرة
ارتبكت تالا وهى ترد بدون وعى : كل الافلام بيعملوا كده وبعدها يغرر بالبطلة واهلها يقتلوها انتى عايزانى اموت
خالد باستغراب ونبرة استهزاء: انا اغرر بيكى انتى
رفعت تالا حاجبها وهى تقول له بينما وضعت يدها فى خصرها: ومالها بقى انا يا حضرة وحشة ولا وحشة
زم خالد شفتيها ليقول لها بمرح: لا بس طفلة اوى الصراحة
فتحت تالا فمها ببلاهة وهى تنظر لها بدهشة
ضحكة خالد كما لم يضحك من قبل لدرجة ان تالا نسيت كل شى وهى تحدق بابتسامته وتقول بخفوت: يالهوى على جمال ضحكته دى ضحكة دى ولا اغنية اخرب بيت جمال ضحكتك
نظر لها خالد بتمعن وهو يبتسم لتقول له تالا بغضب: كفاية بطل تبتسم بقى
قال لها بدهشة ليه: ليه بقى
ردت عليه تالا بغضب: لانها حرام
التوى جانب فم خالد هو يقول لها : هى اية اللى حرام ياست الشيخة
ردت عليها تالا بخفوت: لانها حرام على قلبى اللى ضحكة تانى زى دى وانا هطلب ايدك كفاية بقى
نظر لها خالد وهو يقول لها : انتى بتكلمى نفسك كتير ليه
رفعت تالا حاجبها لتقول لها: ليه بقى اكلم نفسى حد قالك عنى انى مجنونة
ابتسم خالد ليقول لها: محدش محتاج يقولى لانى عرفت لوحدى
ردت عليها تالا بغضب: تقصد اية بقى
رفع خالد يده وهو يقول لها: ولا حاجة ممكن بقى نشوف شغلنا ولا اية
هزت تالا راسها بالنفى وهى تقول له بغموض: مش هينفع الحقيقة انا مش هعرف افضل معاك هنا لوحدى ومفيش حد
نظر لها خالد بتفهم وهى فعلا اعجب بموقفها ذلك ليقول لها: طيب انا ممكن احدد ليكى يوم فى الاسبوع احاول انى افضى فيه نفسى علشان يكون فى حد المطعم
شهقت تالا وهى تقول بدون تفكير: نعم يوم واحد فى الاسبوع ليه بقة ده انا هدفعلك 500 جنية فى الشهر
جلس خالد على الكرسى المجاور وهو يقول لها : يادي 500 جنية بتاعتك يابنتى بلاش جنان انا بس بعمل كده لانى بعتبر الوقت ده كترفيه شوية مش اكثر
رمت تالا شفتيها باستياء لتقول له: ليه حد قالك انى موجة كوميدي علشان ترفه عن نفسك
ابتسم خالد ببطي وهو يقول لها: انتى احلى من موجة كوميدى على الاقل مشفوتش بنت قبل كده بترفع حواجبها بالجمال ده زيك
خجلت تالا لتقول له بتصنع: انت معجب بقى
رد عليها خالد بعملية: قولتلك انتى شبه الطفلة اصلا يابنتى
زمت تالا شفتيها باستياء من طريقة حديثه راى خالد كيف زمت شفتيها فتاكد بالفعل انها طفلة ولكن بشكل أنثوى
نظر لها خالد وقال لها : يالا بقى قوليلى عايزة تتدربي فين انا عرضت عليكى المطعم وبتقولى مش ينفع انتى عندك مكان
هزت تالا راسها بالنفى ليردف خالد مكملا : طيب اية رايك فى الفندق رغم انه صعب يعنى
عبست تالا لتقول له: اكيد مش هتسلم من طلبتهم فى الفندق
تحدث خالد وهو يفكر : عندك حق
ثم صمت قليلا وهو يقول لها : طيب ممكن بيتك على فكرة
شهقت تالا وهى تقول بنبرة صوت عالية: اية بيتى
وقف خالد وهو يقول لها بغضب: بت انتى صوتك ده ميعلاش تانى انتى فاهمة وبعدين يامتخلفة انا كنت هقولك لو حد من عائلتك عايش معاكى
اجفلت تالا من صوت خالد العالى لتقول له بهدوء: مقصدش حاجة على فكرة بس يعنى مش هينفع اخدك عند سمية دى تقتلنى دى مش بتتفاهم ياعم
ردد خالد وراها بعصبية: عم
ثم حاول ان يتمالك اعصابه وهو يسلها ببرود: ليه بقى هى تبقى مين دى مامتك
هزت تالا راسها بالنفى وهى تقول له بهدوء: بص هى العلاقة ما بينى وبين سمية صعبة ومش تفهمها تمام ولكن اقوالك ان سمية لو قولتها انى هجيب راجل البيت هتعلقنى زى الجاموسة انا عرفها ده غير الواد جمال ده بقى هيشحنى فى اول طائرة عند بابا على طول لانه مش هيقبل يسمع منى اصلا انى ادخل راجل غريب البيت ويشوف فراشته الست مكة هو مفيش غير سونة حبيبى اللى ممكن يقف معاى
اندهش خالد وهو يقو ل لها: مين دول مين الناس دى
رفعت تالا حاجبها وهى تقول لها باعتراض: انت مخك تخين على فكرة
شهق خالد بعصبية بينما تالا تكمل بقلق من وجه خالد العصبى : بص جمال ده ابن خالتى ماشى والفراشة دى مكة مراته هم متجوزين جواز نص نص و……
قاطعها خالد وهو يسال بحيرة: يعنى اية جواز نص نص ده كمان
ضربت تالا كف بكف وهى تقول له : وبتزعل لما اقوالك مخك تخين يابنى اقصد هم كتابين الكتاب لكن مش متجوزين ماشى بقالهم سنين كتابين الكتاب والحمد لله البت مكة ناوية تربى جمال وكلام فى سرك علشان دى اعترافات خطيرة مش مكة اللى عايزة تربيه دى كارهة الرجال والمنتقمة ربنا يهديها هى اللى عايزة تربى الواد
اعتلت الدهشة وجه خالد وهو يقول لها ك ومين كمان دى كارهة الرجال
اسرعت تالا تقول له : بس بس متجيبش سيرتها ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها بس لتتفتكرنا وتخلينا نكره بعض ومش بعيد نطلق
خالد بدهشة: نطلق هو احنا اتجوزنا امتى
ردت عليها تالا بخفوت: ياراجل انت قلبك خفيف كده ليه باعتبار ما سيكون يعنى
تحدث خالد بتحفز: انتى كارثة متحركة
رفعت تالا راسها بغرور وولم ترد عليها ليقول لها : بقولك اية انا منسحب بصى روحى شوفى حد غيرى
شهقت تالا بصوت عالى وهى تقول بتصنع: عايز تخلف بوعدك يعنى بعد ما عملت كل حاجة علشانك عايز تسبنى اه يا قاسى اه منك كان لازم اعرف انك ملكاش امان وتغدر بيا منك لله
نظر لها خالد بدهشة وهو يقول لها ك هو انا وعدتك بالجواز وخليت بيك اية الدراما دى
ثم اكمل بعد ان اخذ نفس عميق وهو يقول لها: صدقينى مش هينفع طول مفيش مكان كان نفسى بس
التفت خالد لكى يعود الى مكتبه وهو يرى وجه تالا الطفولى الحزين وزمت شفتيها التى تشبه الاطفال ليعود يقف ويقول لها : طيب اية رايك فى بيتى ينفع
شهقت تالا وهى تنظر له بدهشة ليقول خالد بسرعة قبل ان تتكلم تالا: وقبل ما عقلك المتخلف ده يصورلك حاجات عبيطة وانى ممكن اغرر بيكى ومش عارفة اية انا هاخدك عند امى مش بيتى انا خالص ماشى وربنا يعينى بقى لما تتجمعى انتى وامى فى مكان واحد
لتقول له تالا بخفوت: مش هينفع
ضمت خالد بياس فهو لا يعرف حقا لم يتمسك بتلك الفتاة ولا يعرف لماذا يساعدها كل الذى يعرفها انها رغم غباوها ولسانها الطويل وانها تاكل كثير كثيرة الكلام الا انه لا يريد ابدا ان يجعلها حزينة بها شى مميز ولكن لا يدرى ما هو
هنا استغلت تالا الحديث لتقول له باحراج: فى حل واحد
تطلع لها خالد بحماس ليقول لهاك اية هو
لترد عليها تالا باندفاع: انك تخطبني
فى المساء بعد ان نامت زينات وجيهان دلفت مليكة الى غرفتها حيث ان مصطفى لم ياتى حتى الان منذ ان تشاجرت معه صباحا وهو لم يأتي حتى الان جلست مليكة بشرفتها تنتظره مثل ما كانت تقعل ايام زواجهم الاولى تنتظره حتى ياتى وتطمئن عليه غير انها كانت ما ان تراها حتى تجرى على الباب تستقبله ولم يكن يتركها الا اذا قبلها وهو يردد على اذنها: وحشتنى الشكولاتة يا مستبدة
ضمت مليكة يدها الى صدرها وهى تنتظره وبعد مدة راءته مليكة ينزل من سيارته فدخلت من الشرفة الى حيث الغرفة وقفت مليكة متحيرة هل تفتح له الباب وتستقبله ولا تدخل الى غرفتها ولا تعطى له اى اهتمام وبعد مدة رن مصطفى جرس الباب
فتأففت مليكة وهى تذهب الى الباب وتفتحها بدلا ان تزعج امها او حماتها
كانت مليكة تفتح الباب وهى متوقعة ان مصطفى مثل عادته عندما يغضب منها يتهجم وجهه ويكون غاضب للغاية ولا يحدثها ابدا
لذلك فتحت الباب ورائته يقف امامها بكل قوة فتقدم من الباب لكى يدلف فابتعدت هى بدورها وما ان دخل حتى تنفست الصعداء لانها اخيرا ابتعدت عن عيونه وعن نظراته التى ينظر لها بها
نظراته مربكة لها جدا ومن انا غلقت الباب والتفت خلفها لتشاهده مازال هنا لم يبتعد فهى اعتقدت انه غادر الى الغرفة او انه غاضب منها لذلك لن ينتظرها ولكن فاجئها انه مازال يقف خلفها
لم تفق مليكة من صدمتها حتى راته يقترب ويقترب منها بخطوات بطيئة وحذرة حتى وجدته يطبع قبلة على خدها وهو يقول لها بهمس: وحشتنى الشيكولاته يامستبدة
ثم ابتعد عنها وهو يغمز لها بوقاحة ثم دخل الى داخل الغرفة ومليكة تقف مكانه مصدومة من ردة فعله انه ليس مصطفى ابدا هذا ابدا الذى كان عندما يغضب يبتعد عنها نهائيا ولكن هذا لا لم يبتعد بل غمز لها بوقاحة
شحنت مليكة نفسها بالغضب وهى تدلف الى داخل الغرفة بغضب ثم فتحت الباب بغضب لتجد مصطفى يخلع قميصه ويلتفت لها بدراما مسرحية وهو يقول لها: يافضحتى
رفعت مليكة حاجبها باستغراب وهى تقول له : نعم
تقدم منها مصطفى حيث فى لحظة واحدة كان يمسك بيدها وهو يشدها لى داخل الغرفة ويغلق الباب وينظر لها نظرات لا تمت للخير بصلة
فتحركت مليكة بتوتر لتقول له : ابعد ايدك عنى
فرد عليها مصطفى بهمس: لا ابعد ازاى ده انتى جيتى برجيلك
زمجرت مليكة بعنف واطلقت صوت غاضب
ليقول لها مصطفى بغمزة: براحة على صحتك يا وحش
لتنظر لها مليكة بغضب وهى تقول : دى اوضتى على فكرة وابعد بقى
ليبتسم مصطفى وهو يرد عليها : لا للجملتين مش هبعد ودى مش اوضتك لوحدك وبعدين انتى اللى دخلتى وانا بقلع هدومى يبقى نيتك وحشة رغم انى الصبح قولتلك انى بتكسف
رفعت مليكة حاجبها وهى ترد عليها باستهزاء: بتكسف وده من امتى ان شاء الله
غمز لها مصطفى وهو يقول: من زمان يامستبدة
تنهدت مليكة وهى تحاول ان تبتعد عن مصطفى وهى تقول له بعنف: مكنتش اعرف الصراحة على ما افتكر انك كنت قليل الادب على طول
شدها مصطفى اكثر لحضنه ليقول لها: وشكلك اتعديتى وبقيتى قليلة الادب زىى
ثم غمز لها بطرف عينه وهو يقول لها بوقاحة: اكيد وحشتك الشكولاتة زيي
شهقت مليكة بغضب وهى تنظر له بعصبية: لا طبعا اية اللى انتى بتقولو ده
ليرد عليها مصطفى بهمس: بس انا وحشتنى متبقيش بقى بخيلة يا مستبدة
ضربته مليكة على صدره ضربات خفيفة وهى تقول له: ابعد يامصطفى
ليتركها مصطفى وهو يقول لها : بعدت ارتحتى يا اختى وربنا فعلا انا حاسس انك اختى
ابتسمت مليكة من عصبية مليكة لتقول له : بس احنا كل اخوات فعلا يامصطفى
رد عليها مصطفى وهو يلتقط منشفة لكى يدلف الى الحمام : ماشى بس انتى مراتى ولو نسيتى هكون اكتر من مبسوط انى افكرك
لم ترد عليها مليكة وجلست على السرير بينما هو تطلع اليها وهو يدلف الى الحمام بعصبية
بعد مدة قصيرة خرج مصطفى من الحمام وهو يرتدى بنطال بيتى اسود دون ان يرتدى الجزء العلوى وكان يمسك منشفة بيده يزيل قطرات الماء عن جسده بينما مليكة كانت تتطلع اليه بدهشة فهو كل ما تقدم فى العمر ازداد جذبيه وذلك الجسد الرياضي الذى يملكه لا يوجد له مثيل
نظر مصطفى نحو مليكة الذى تخصب وجهها بلون الاحمر القانى بسبب تلك الحمرة التى يعرفها جيدا عندما تخجل منها لو عرف احد ان زوجته مازالت تخجل من النظر اليها لضحك عليه وسخر منه وضع مصطفى المنشفة على الكرسى وهى رطبة وهو يعرف كم هذا الفعل يضايق مليكة جدا
وفعلا ما ان وضعها حتى وجدها تحولت فجأة وهى تقف تصرخ به: اية الف مرة اقول الفوطة المبلولة مكانها مش هنا
رد عليها مصطفى بهدوء: نسيت
ضغطت مليكة على اعصابها وهى تقول له: كل مرة نسيت نسيت ياربى منك
جلس مصطفى على السرير ثم اتكأ عليه بأريحية لتعود مليكة من الحمام بعد ان دخلت الى الحمام لتضع المنشفة وعندما خرجت ووجدت مصطفى
لتجد مصطفى يعبث بهاتفه وهو يغنى بصوت فظيع:
اسيبك يومين القيك احلى من الاول
جمالك حبيبتي لا ليه لأخر ولا اول
خلصت كل كلام الشوق ومقدميش غير انى اقوله من الاول
احترت من كتر الجمال بقى عقلي مش فيا
مش كل يوم تحلوي فيه
مش قصة بقى هى
انا قلبى بقى بالشكل ده عمره ما هيطول
لى كل حاجة فيكى اجمل واحلى من التانية
الرحمة حلوة انا حد لسه يدوب داخل دنيا
وبقول يا هادى فى الحياة وصعب اتحمل
تنهدت مليكة بغضب بسبب ذلك القابع فى سريرها بأريحية كبيرة ولا ايضا يغنى فقالت بصوت غاضب: مصطفى
ولكن مصطفى لم يعيره اى اهتمام لانها اكمل وهو يغنى وهومندمج:
اسيبك يومين القيك احلى من الاول
جمالك حبيبتى لا ليه اخر ولا اول فاقتربت منه مليكة وهى تهتف بجواره بغضب: مصطفى
ليتلفت لها مصطفى وهو يقول بابتسامة: عايزة حاجة يا روحى
احتلت الدهشة وجه مليكة وهى تقول له بعصبية: اولا بطل الكلام ده تمام
رد عليها مصطفى باستفزاز: طلبك مرفوض
اعتصرت مليكة كفيها بعصبية وهى تقول له: ممكن بقى تبعد علشان عايزة انام
رد عليها بنفس البرود: السرير واسع يا حبى تعال يالا خلينا ننام
هتفت مليكة به بغضب: مصطفى عزيز انا مش هنام معاك على سرير واحد ابدا
رد عليها مصطفى بنفس البرود: اوك يا حبى براحتك نامى على الارض
اندهشت مليكة وهى ترد عليه: انا انام على الارض
رد عليه مصطفى باستفزاز: انتى اللى مش عايزة تنامى جنبي فنامى على الارض براحتك خالص لكن انا مينفعش انام على الارض انا جسمى يوجعنى ممكن يحصل تشنج لرقبتى لا قدر الله طبعا مينفعش انا نجم ولازم انام مرتاح علشان اعرف اروح التمرين
لم ترد عليه مليكة بل اخرجت غطاء من الدولاب واخذت وسادة وافترشت الارض ونامت على الارض
بينما مصطفى ترك الهاتف من يده وواخذ وضيعة النوم على سرير مليكة وشد عليه الغطاء واطفا النور بجواره
ثم قال لمليكة بصوت هادى: تصبحى على خير ياحبى
لم ترد عليه مليكة فهى كانت غاضبة منه جدا توقعت انه لا يسمح لها بالنوم على الارض ولكن هذا الرجل يخلف جميع توقعاتها
بينما هى كانت غارقة فى افكارها فسمعت صوت مصطفى يقول لها بتساول: انتى هتنامى بالأسدال ليه كده الدنيا حر
فرد عليه مليكة بقلة ذوق: ملكشى فيه
تحدث لها مصطفى باستفزاز: انا كنت خايف عليكى لان الجو حر وبعدين الاسدال مش هيعرف يخليكى تنامى وكان فى الدولاب حتة قميص دهبى اكيد هيبقى خرافة عليكى
صمتت مليكة ولم تفضل ان ترد عليها لا نها ربما كانت سوف تطلق سباب بسبب ذلك الرجل هو بروده واستفزازه
مضت بعد دقائق وسمعته ينادى بصوت منخفض: مليكة انتى نمتى
فردت عليه مليكة بقلة حيلة: عايز اية
رد عليها مصطفى بنبرة حنونة: مرتاحة عندك
ولكن مليكة لا تصمت فردت عليه بقلة ذوق: ميخصكش
مرت دقائق اخرى وبعدها ناداها مصطفى مرة اخرى لتأفف مليكة وهى ترد عليه بحنق: عايز اية
ليقول لها مصطفى بهمس: ابقينى صاحينى فى صلاة الفجر
لتؤمى له مليكة بالموافقة
ومرت دقائق اخرى ومصطفى لا يصمت فنادى عليها مرة اخرى وهذه المرة نهضت مليكة بعصبية وهى تقول له بغضب: فى اية بقى مش عارفة انام يعنى
ليعتدل مصطفى فى فراشه وهو يقول لها بهمس: كنت عايزة اقوالك
صمتت مليكة وهى تسمع نبرة صوته المغوية وهو يهمس لها بهذه الكلمات ثم لثم خدها الايمن بقبلة وهو يقول لها : هتوحشينى لحد الصبح
ثم لثم خدها الاخر وهو يقول لها: علشان ميغرش من اخوه
ثم امسك يدها وهو يجعلها تستلقى على فراشها الاراضى وهو يقول لها : احلمى بيا بقى زى ما انا هحلم بيكى يا سمرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
دق اكرم باب الحاج عبد الكريم فى الصباح الباكر لكى ياخذ مفاتيح الورشة لان الحاج مريض واكرم هو من يفتح الورشة منذ مرض الحاج
انتظر اكرم عدة دقائق وهو يدعو فى نفسه انها اميرته هى من تفتح الباب يريد ان يراها الان ان يوسيها ان يطمئنها حتى فقط لو بالنظرات انه معها وانه دائما سوف يكون سند لها فى هذه الدنيا يريد ان يمحى تلك النظرة الحزينة عن وجهها الذى رائها فى يوم مرض والدها منذ عدة ايام
وكان الله سمع دعائه فى هذا الوقت ففتحت اميرته الباب بوجه حزين لا ليس يشبه حزنها على والدها انما حزن اكبر يوجع قلبها ويوجع قلبه معاها لحزنها بذلك الشكل
نظرت له وكانها تنظر له برجاء ولهفة تريد قول شى ولكن لا يستطيع ان يفهم ما هو ذلك الشى
نظرات قاتلة لقلبه لا نه يرى نظرات اميرته حزينة ولا يعرف سبب حزنها وقبل ان يسالها على سبب حزنها كانت امها تنادى عليها
فسمحت له والدتها بالدخول وهى ترحب به
دخل اكرم الى حيث غرفة الحاج عبد الكريم وبعد ان القى التحية عليه سأله اكرم بحب: عامل اية النها ردة يا حاج
رد عليه الحاج بوهن: نحمده ونشكر فضله يابنى
سعل الحاج عبد الكريم سعلة صغيرة وبعدها قال لاكرم: معلش بقى بتعبك معاى يا اكرم يابنى
رد عليها اكرم بحب ومودة: متقولش كده يا حاج انت خيرك مغرقنى
ثم اردف باحراج عندما دخلت اميرته الى غرفة والدها :
استئذان انا بقى يا حاج علشان متاخرش
سمح له الحاج ان يغادر لكى يذهب الى عمله خرج اكرم من باب المنزل وقبل ان يصل الى ذلك الباب الخشبي للحديقة نادت عليه بصوتها الرقيق الذى يشبه صوت العصافير فى رقته
فالتفت اليها ببطي وهو يلتقى بعيون القهوة الذى يدمنها اكرم بل شك راى فى نهر القهوة حزن دفين ودموع حبيسة على وشك الخروج بسبب وجع عميق يقتل القلب بل شك وخصوصا قلبه هو العاشق لاميرته
تنتحح اكرم وهو يسالها فى خفوت : فى حاجة
لم ترد فقط فضلت الصمت وهى تنظر له برجاء ان ينقذها ولكن لا يعرف من اى شى ينقذها
ردت عليه بنبرة حزينة وقلب مفطور على عشق ليس لها به يد فقالت بنبرة حزينة ودموع تتساقط من عيونها: انا هتجوز
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب هي الدنيا
لكن سماءك ممطرة وطريقك مسدودٌ مسدود
فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصرٍ مرصود
من يدخل حجرتها، من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها، من حاول فكّ ضفائرها
يا ولدي مفقودٌ مفقودٌ مفقود يا ولدي
هل مات الان ام انه يتوهم هذا الوجع حقيقي ام هذا الوجع خيال
اه محرقة اطلقها بصراخ وصمت داخل قلبه وهو ينظر لها بوجع ودموع حبيسة داخل عيونه ترفض الخروج
اه من وجع القلوب يكسر الكرامة والكبرياء ويقتل النفس وهى على قيد الحياة
لقد فعلوها اختطفه منه حبه حياته وما ذنبه ؟
هل العشق ذنب؟ لذلك عاقبوه عليها ام انها هو من عشق خاطي من الاول لو كان بيده لم يكن قد عشقها ابدا
ولكن عشقها مثل الماء والهواء تسرب اليه دون ان يشعر حتى لم يدرك انه سوف ياتى اليوم الذى سوف يفقدها وهو غير واعى انها تركته
سوف تظل صورتها وكل احلامه التى حلم بها تعيش معه كذكيرات شاهدة على عشقه
ذلك الالم كان اقوى منه كان قلبه يقطر دم ببطي وكيف لا ينزف القلب حزنا على حبية قلبه التى داعبت اوتاره منذ زمن
كان يريد يصرخ
يريد ان يبكى
قلبه يعنف عقله فى هذه اللحظات يأمره ان يخطفه الان وياخذها بالقوة وهى لن تمانع لا لا تلك النظرة القاتلة فى عيونها تتطالبه بان يحبها
تطالبه ان يصرخ بها ويقول لها انتى ملكى
انتى لى حتى اخر نفس
ولكن هو ضعيف نعم ضعيف كل الدنيا اقوى منه وعشقها لن يصمد امام هذه القوة
نظر اكرم لها بوجع وقلب مفطور يرى تلك الدموع بعينها على وشك السقوط
ظل ينظر لها يملا عقله بصورتها فبعد الان سوف يصبح النظر لها محرم عليه
اطلق صرخة حزينة بصمت وقلبه يردد بوجع: حتى النظر اليها سوف تحرموني منه كنت مكتفى بالنظر اليها وها انتم حرموتنى منها !
لم تكن درة اقوى منه بل كانت تموت وهى تراها امامها يتعذب بكل تلك الصمت لا يستطيع ان يتكلم حتى
كان مكبل بقيود تمنعه من البوح بعشقه لها وهى ايضا مكبلة مثله بقيود اقوى منها
كلا هما قصة حب لا بل قصة عذاب يحاكيها الحب على قبر عشقهم الذى فى هذه اللحظة انكتب له الموت
يالك من حب ملعون تختار القلوب المكبلة بالقيود وتذهب اليها لكى تتلذذ بوجعها
نظر لها اكرم نظرة استنكار جعلت درة تجفل وتشعر بمدى وجعه ولكن كان نظرة عتاب !
نعم عتاب العشاق
عشاق اختاروا ان يسكن الحب قلبهم فى السر
وكان عشقهم اذا خرج الى العلن سوف يكون عار يلحقهم مدى الحياة
تنهدت درة بصمت وهى لا لن تستطيع ان توجعه ذلك الوجع لذلك قالت بصوت به نبرة الالم: اكرم انا بح………
قاطعها سريعا وهو يقول لها بالالم : مبروك
قالها وغادر سريعا ظل يمشى بسرعة واقصى الحدود حتى يبتعد عنها ظل يمشى بسرعة حتى ابتعد عنها ثم فجأة قدمه لم تعد بها تمشى سريعا لم تستطيع ان يمشى بنفس السرعة جرح قلبه كان اقوى من قدرة قدمه على المشى ظل يمشى بتخبط وهو يشعر بجرحه يزداد الالم
رغم جرحه ووجعه وانا حبيبة قلبه كانت على وشك اعطاها تريق الشفاء ولكن لم يستطيع ان يكبلها به
من هو بل مستقبل
بل مسكن
بل اشياء كثيرة
ما يستطيع ان يقدمه له هو
حتى يستحق منها ان تقول لها تلك الكلمة نعم سمعها بقلبه ورائها فى عنينها حتى قبل ان تفكر ان ينطقها لسانه
كانت تريد نطقها وقطع عليها الطريق بكل انانية ورعونة هو لن يستطيع ان يبتعد عنها لو سمع منها سوف يتصرف تصرفات طائشة كثيرة لن يستطيع اى احد ان يقف فى وجهه
هو عارف ومتقين انها ليس من نصيبه لذلك قرر ان يكتفى بعشقها يعيش عليها كذكرى جميلة الباقي من عمره
نعم هذه المرة عقله غلب قلبه وهو يخبره ان ذلك افضل لها سوف تتزوج من يعطيها حياة ورفاهية ويستطيع ان يوفر لها طلباتها
ولكن هو لن يستطيع ان يوفر لها اى حياة
اخذت اقدامه الى حيث حديقة عامة وتحت ظل شجرة جلس يحتمى بها بعيد عن الناس يريد ان يستعيد توازنه وان يضمد جرح قلبه الذى سوف يظل ينزف عمر بأكمله
للحظة تذكر اكرم حلمه الذى كان يورقه دائما هو ان هناك امل صغير ان يمكن ان تكون له فى يوم من الايام
منذ صغر اكرم عندما كان يعمل فى الورشة كان يأخذ راتبه كامل ويعطيها لامه كاملا
ولكن كان هناك بعض الزبائن الذى يعطوه اكرامية ” بقشيش”
كان يأخذها ويخبها جيدا حتى يشترى بها ما يريد وكان اول شى اشتراه هو عروسة بشعر اسود وعيون بلون البنى جميلة جدا
اعطاها لدرة الصغيرة كأول ذكرى لحبه لها او انه يشعر انها تنتمى له كصديقة محببة لقلبه وكان هذا اول سر صغير لهم لا يعرفه احد ابدا وهو يقول لها بطفولية ” عروسة ليكى لحد ما نكبر وتبقى انتى عروستي ”
كلمات طفولية وحب طفولى مازالت كلماته عالقة حتى الان حلم كما يتمنى كلا منهم تحقيقه ولكنه حلم صعب المنال
هى خبأت العروسة جيدا ولم تخبر احد وهو ايضا
مرت السنوات والسنوات وبدا اكرم يعرف معنى تغلل حبها لقلبه ومنذ ذلك بدا يجمع كل قرش على الاخر حتى يحقق حلمه
وحتى الان راتب اكرم كاملا بعد ان يخرج منه بعض مصاريف للمنزل وايضا علاج امه ياخذ الباقى منه ويضعه فى البنك
حرم نفسه من كل شى وكل رفاهية من الحياة حتى يستطيع ان يفتح له ورشة خاصة به تكون ملكه
وفى ذلك الوقت يستطيع بقلب قوى ان يتقدم لها ويطلب يدها من والدها ولكن ها هو حلمه تحطم لانه لم يفتتح له ورشة خاصة به وبالتالى لن يستطيع ان يطلبها من ابيها
كانت ببعض شهور قليلة وسوف يكون اكمل المبلغ المطلوب لكى يستأجر الورشة وايضا يعرف ان يشترى بعض الماكينات ولكن المبلغ لم يكتمل حتى الان رغم ان امه تعمل بعض الجمعيات مع الجيران بمبلغ بسيط ولكن كان سوف تقبضها مبلغ يستطيع ان يساعده ايضا ولكن ها هى الدنيا حطمت حلمه قبل ان يبدء ولم تصبر عليه تلك الشهور القليلة
بعد مده قليلة وقف اكرم وغادر المكان متوجها الى محل عمله لكى يقوم بعمله فخسارة يوم واحد له سوف يخصم من راتبه وهو فى امس الحاجة الى المال
بتصميم وارداه قرر اكرم انه سوف يحقق حلمه حتى لو لم تكن اميرة البنات جزء منه
اما درة بعد ان رحل اكرم ظلت تنظر له وهو يغادر كانت على وشك ان تعترف له بحبها ولكنه كسر قلبه حطمه بلا هودة
لا يريد ان يسمعها منه كسر قلبها مثل ما فعلت هى
بدموع وانكسار جرت درة تدخل البيت وتدلف الى غرفتها وتغلق الباب عليها وتذهب نحو الخزانة الخاصة بها تخرج تلك الذكرى الوحيدة منه وهى تنظر لها كقشة كانت تعلقت به وكانت املها الوحيد فى ان ياتى يوم وتحقق تلك الكلمات وتصبح عروسة اكرم وملك له لاخر العمر
وضعت درة العروسة بجوارها وهى تبكى على سريرها بحرقة
هى تعشقه بجنون من وقت كانو ا صغار تعشق هو فقط
فكيف بحق الله يريدون منها ان تتزوج وتصبح لغيره
كيف يطلبون منها هذا الطلب ولكنها مجبرة على الموافقة هى لا تستطيع ان ترفض
فكرت ربما عندما تخبره ان سوف تصبح لغيره ان يصرخ بها ان يقول لها انه ملكه هو فقط ولكنه خذلها ولم يفعل شى
قال لها كلمة مبرووك حطمه على الاخر
يبارك لها على انها سوف تصبح لرجل غيره
تتساءل والدموع تتدفق من عيونها: كيف هنت عليك اكرم كيف قتلتني بكل برود
ياترى من منهم قتل الاخر هو ام هى؟
هى تحبه افتكرت فى ايام طفولته انه ربما تعلق طفول او تعلق بصديق يخاف عليها ويحميها ولكن تحول ذلك لحب الى حب مراهقة كانت تغير كثيرا عندما تسمع البنات فى حارتهم او فى مدرستها يحكون عند مدى وسامته او حتى مدى رجولته وشهامته
كانت نيران تفتك بها عندما تسمع فتاة تتكلم عنه
لم تدرى كيف او باى طريقة تحول حب الطفولة والمراهقة الى حب العمر كله حب هى لا تستطيع ان تستغنى عنه
رغم بعد اكرم عنها الا انه كان زرع حبه فى قلبه فى ايام الطفولة ليتركها هى ترعى تلك النبتة وترويها بعشقها
بكت درة بحرقة وهى تتذكر ما حدث منذ بعض الايام السابقة حين قبل مرض والدها بكام يوم
جاء اخوها زاهر من الخارج بعد زيارة له عن خطبيته اتى الى البيت مبكرا كانت تجلس درة وابيها الحاج عبد الكريم وامها الحاجة امال يتناولون العشاء
دخل زاهر وجلس معهم وبعد تناول بعض الحديث كانوا انتهوا من الطعام ذهبت درة الى حيث المطبخ حتى تصنع لهم بعض الشاى
استغل زاهر ذلك الوقت حيث ان اباه يبدو مزاجه رائق فتنتحح بصوت منخفض وهو يقول له: كنت عايز اتكلم معاااككك فى موضوع ياحاج
انتبه اليها الحاج عبد الكريم الذى كان يشاهد الاخبار فى التلفاز وهو يقول له : فى اية يازاهر
وتابعته زوجته امال وهى تقول بخوف: خير يابنى فى اية
رد عليها زاهر بابتسامة : خير ياحاجة فى عريس للدرة
انتبهت امال له جيدا حيث انها ام تريد ان تزوج ابنتها وتراها بفستان زفافها تزف الى زوجها
فقالت له امال باهتمام: مين ده يازاهر حد نعرفه
رد عليها زاهر وهو يرى فضول لمه وانه سوف يتعامل جيدا مع ذلك الفضول لكى يكسب امه فى صفه: نعرفه عز المعرفة يا احاجة محمود ابن عمى
ابتسمت الام ابتسامة عريضة وهى تنادى على درة لكى تزف اليها لاخبار المفرحة فزمجر الحاج عبد الكريم بغضب وهو يقول لزوجته استنى يا امال مش تنادى على درة ردت عليه زوجته بتهجم: ليه بس يا حاج خلينا نقولها ونعرف رايها هو محمود يتعيب برضه ده راجل مفيش زيه
اردف زاهر مكملا على حديث امه : ايوة يا حاج محمود راجل بجد وشايل كل شغله ابوه ده غير ظروفه كويسة جدا وهيخلى درة مبسوطة وتعيش زى الملكات وبعدين الصراحة محمود قالى بقى على انك رفضته من كام يوم
شهقت امال بفزع وهى تنظر الى زوجها نظرات لائمة: ليه يا حاج بس كده هو محمود فيه زيه ده ربنا استجاب لدعوتى وجاه لبنتى اللى يهنئها ويعشيها طول عمرها مبسوطة
رد عليهم الحاج عبد الكريم بوجوم: انا مرفضتش حد انا قولت لما تخلص تعليمها الاول
ردت عليه زوجته: ياحاج ما هى خلاص اخر سنة
فاكمل زاهر باصرار: وخلاص يا حاج كمان السنة هتعدى بسرعة وبعدين محمود عايز خطوبة بس
هنا اتت درة وهى تسمع اخر كلمات اخوها زاهر بلقب مقبوض وخائف
فوضعت الشاى وكانت سوف تغادر الى غرفتها حتى نادت عليه امها وهى تقول: استنى يا درة يابنتى
ردت درة على امها بقلق: فى حاجة يا ماما
ابتسمت لها امال وهى تقول لها: ايوة ياحبيتى واخيرا ربنا هيفرحنى بيكى واشوفك عروسة
ليقول لها زاهر بمزاح: براحة عليها يا حاجة
لتقول درة بخوف: هو فى اية انا مش فاهمة حاجة
لتضحك امال بصوت عالى وهى تقول : شوف البت مكسوفة ازاى على العموم يا ستى محمود ابن عمك طلب ايدك اية رايك بقى
انقبض قلب درة عريس ومحمود بالخصوص ماذا سوف يكون سبب الرفض هذه المرة كيف سوف ترفض لن تستطيع الرفض الان هى رفضت عرسان كثير كانت امها تكلمهم بخصوصهم وكانت الحجة تعليمهم
اجفلت درة على صوت اخيها وهو يقو ل لامها: راى اية بس يا امى محمود احسن الشباب ويابخت بنتك بيه بقى
فاكملت امال على ابنها وهى تقول : ايوة يا بنى دى اختك لو وافقة ان شاء الله كل بنات الحى هيحسدوها عليه ده عريس تتمناه الف بنت
صمتت امال على صوت الحاج عبد الكريم وهو يقول بصوت عالى : كفاية انتى وابنك مفيش حد ليه راى غير درة
ثم امسك يد درة بحنان وهو يقول لها : قولى يا حبيتى رايك اية
ردت عليه درة بصوت مهزوز: انا عايزة اكمل تعليمى يابابا
وقفت زاهر بعصبية وهو يقول لها : وحد قالك مش هتكملى تعليمك دى بس خطوبة
زمجر الحاج عبد الكريم بعصبية وهو يقول له: متزعقش فى اختك طول ما انا عايش محدش يقدر يجبرها ابدا على حاجة
حاولت الام ان تلطف الاجواء لتقول له بصوت هادى: ياحاج زاهر ميقصدش بس يعنى عنده حق محمود شاب ميترفضش ومفيش حد يمكن يتقدملها زيه وبعدين دى خطوبة مش جواز وممكن نتفق معاه على ان الجواز بعد الجامعة
رد زاهر ماكدا على كلام امه بهدوء: اهو يا حاج حل تمام كده ايه اكلم محمود بقى
رد عليها الحاج عبد الكريم وهو يقول له: اختك هتفكر وتقول رايها واللى فيه الخير يقدمه ربنا
كانت درة وقتها اخذت القرار وحسمت رايها بالرفض
ولكن الظروف عاندتها حيث مرض والدها بشدة ورغم الايام العصبية التى مر بهم الا ان ذلك لم يمنع اخوها وامها من ان يفتحوا الموضوع وخصوصا بعد ان اقنع زاهر والدته ان حان الوقت ليفرح والدها الحاج عبد الكريم قبل ان يموت
مما ادى الى ان الام رضخت لابنها لكى تتولى اقناع درة
التى بدا والدتها واخوها زاهر يحاولون اقناعها بكل الطرق
واستخدموا الجملة التى جعلت درة توافق غصبا عنها
عندما قالت لها امهاك لولا بتحبى ابوك فكرى يابنتى كويس
مما جعل زاهر يقول بحزن مصطنع: بابا تعبان اوى يادرة واحنا لازم نفرحه قبل يعنى بعد الشر ما تحصله حاجة انتى لو بتحبى ابوكى هتوافقى على محمود وخصوصا ان بابا معجب به محمود بس هو عايز يسمع رايك
وبعد ليلة طويلة من البكاء وبعد تفكير طويل فى كل احلام امها بعريس ابنتها
وخوف على والدها الذى يعتبر محمود ابن له
واحتراما لاخيها
قررت درة ان تنسى قلبها ومن احبت وتتزوج زواج العقل وتلغى القلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كانت مكة فى غرفتها التى فى الجنينة رغم ان الغرفة تغيرت كثيرا عن اخر مرة حيث انها الاول كانت عبارة عن بيت صغير ومطبخ وغرفة واحدة وصالة صغيرة وحمام
ولكن الان تغيرت الغرفة كثيرا حيث اصبحت تتكون من طابقين وبها اثاث احدث من الاول وضعت مكة ثيابها بالغرفة الصغيرة التى توجد فى الدور الاول ولم تصعد الى اعلى بعد ان قضت وقت كثير مع تالا وسمية
واتت لكى تبدل ثيابها وتصلى فروضها كانت مكة تصلى وما ان انهت صلاتها كانت مازلت ترتدى اسدال الصلاة حين خرجت لكى تشرب واذا بها تقف فجاة وهى تنظر لجمال القابع على الاريكة فى الصالة بكل اريحية يضع قدم فوق الاخرى ببساطة وهو ينظر لها بكل برود
تفاجئت مكة لتقول له بقلق: انت دخلت هنا ازاى
رد عليها جمال بكل برود: بيتى ادخل وقت ما انا عايز
جحظت مكة بعيونها وهى تقول له بتساول: بس انا قفلت الباب كويس
ابتسم جمال ابتسامة رجولية مهلكة وهو يرد عليها: حتى لو قفلتى بمليون قفل هقدر ادخل
ثم غمز لها وهو يقول لها: لى طريقتى الخاصة يازوجتى العزيزة
عقدت مكة ذراعيها امام كتفيها وهى تقول بغضب: طيب ممكن تطلع برة بقى
هز جمال راسه بالنفى لتنظر له مكة بغضب وهى تقول له: اية يعنى ده بقى
رد عليها جمال وهو يقف وينهض عن الاريكة وهو يقول لها بينما يضع يده داخل بنطاله وهو يقول ببرود: يعنى ده بيت الطاعة يافراشتى
تاففت مكة وهى تقول له بعصبية: اولا كده متقولش فراشتى دى ماشى وثانيا بقى انا مش هفضل معاك فى مكان واحد
تقدم جمال منها بضع خطوات بيقول لها: ليه بقى مقولش فراشتى انتى تفضلي فراشتى عمرى كله
ثم صمت قليلا ليردف وهو يقول لها: وبعدين انتى مش بس هتفضلى معاى فى مكان واحد انتى هتنامى معاى فى مكان واحد يا فراشتى
حدقت به مكة بذهول وهى تقول له : كده عيب على فكرة الكلام ده ميصحش
نظر لها جمال بابتسامة وهو يقول لها : انتى ماشاء الله كبرتى فى كل حاجة ولسه عقلك صغير زى ما هو ولسه طفلة زى ما انتى
عبست مكة بوجهها وهى ترد عليه: على فكرة انا مش طفلة ماشى
اقترب منها جمال وهو يمسك بذقنها ويقول : ماشى ياطفلة
ثم ابتعد عنها وهو يقول لها بينما يصعد السلالم: انا رايح اغير هدومى ياريت تجهزي حاجتك علشان تنقليها فوق مفهموم ياطفلة
صعد جمال وهو على وجهه ابتسامة وهو متقين انها ما الا ايام بسيطة وسوف تكون مكته سامحته ونسيت كل شى وربما بعد اسبوع يكون عرسهم واخيرا يتحقق حلمه
ولكن احلام جمال هذه لم توافق ابدا على احلام مكة هذه ابدا فهى لديها مخطط اخر وسوف تنفذه
صعد جمال الى الغرفة وبدل ثيابه وودلف الى الحمام بكلا يستحم وبعد مدة خرج من الغرفة وهو يرتدى بنطال بلون اسود وتيشرت بلون الابيض بيتي ونزل تلك السلالم القليلة لكى يصل ويرى تلك الفراشة ماذا تفعل بدونها
ما ان خطى جمال اخر درجة من ذلك السلم الخشبي حتى وقعت عينه على صغيرته وهى تجلس على الاريكية بكل اريحية وبل ايضا تتحدث بالهاتف وهى تجلس بذلك البيجاما الضيقة التى تظهر جسدها الرشيق بذلك اللون الازرق الذى يليق بها تماما وكان هذا اللون خلق لها
كان جمال ينظر لها بانبهار حتى سمعها تضحك بصوت رقيق فى الهاتف ثم تقول بكل بساطة : ان شاء الله بكرة هبقى عند حضرتك
جمال كان على وشك ارتكاب بجريمة لالا هو سوف يرتكبها ويذهب اليها ويقتلها ويخلص نفسه من حبها
هذه الغبية تتحدث بالهاتف وتكلم رجل وبل ايضا تضحك لها
لقد قضت على نفسها الليلة
ذهب اليها جمال بكل رعونة وهو يأخذ الهاتف منها ويلقيه على الارض بعد ان اغلقه وهو يقول لها بعصبية: بتكلمي مين
لتقف وهى ترد عليها بغضب: انت ازاى تعمل كده اصلا
ليرد عليها جمال بغضب وعصبية: انا بقولك كنتى بتكلمى مين
لتعقد مكة يدها امام صدرها وهى تزم شفتيها بغضب وهى لا ترد عليه
ليغضب جمال وهو يسحق اسنانه وهو يقول لها بعصبية: انا مش بكلمك ردى عليا
بتقول له مكة ببرود: طول ما انت بتكلمنى باسلوب الاتهام ده انا مش هرد
ليردف جمال بغضب: انا اتهمتك دلوقتى انا بسال بس ردى عليا كنتى بتكلمى مين
لتنظر له مكة بتحدى: لا انت اسلوبك مش اسلوب سوال وانا مش هسمحلك تكلمنى كده
ليعصر جمال يده بعصبية وهو يرد عليها بغضبك انا لما اسالك تردى على طول فاهمة
لتصمت مكة وهى لم ترد عليها وهى تنظر له باستفزاز
ليبتعد عنها جمال وهو يمسك قطعة من الزجاج صغيرة على شكل فراشة ويلقيها على الارض بعصبية لتجفل مكة بخوف وتجلس على الاريكة تبكى وعيونها تذرف دموع
ليتنهد جمال بخفوت ثم ياخذ نفس طويل وهو يقتر ب منها ويجلس بجوارها على الاريكة ويمسك يدها ويرتب على ظهرها وهو يقول لها: متبكيش بقى يا مكتى خلاص ماشى
لتبعد مكة يدها منه كدليل على الغضب لتقول له: متمسكش ايدى كده عيب ليحاول جمال ان يبتسم وهو يقترب منها لكى يزيل دموعها ويحاول ان يحتضنها فتبعد مكة بسرعة وهى تقف بعد ان مسحت دموعها وهى تقول له: وكمان عايز تحتضني اية قلة الادب دى
رفع جمال حاجبه ليقول له ببرود: قلة ادب على حضن اية انتى جالك الزهيمر ولا ايه ده انا كنت بعمل اكثر من الحضن
لترد عليها مكة بعصبية مزيفة: على فكرة قولتك ميصحش كده وميصحش تكلمني كده
ليقترب جمال منها وهو يقول لها : مكة انتى مراتى لو نسيتى يعنى
لترد عليه مكة ببرود: لا انا مش مراتك طول ما انت مش بتثق فيا
رد عليها جمال بتساول : مين اللى قالك انى مش بثق فيكى
نظرت له مكة بتحدى وهى تقول له: اللى عملته من شوية
ليقترب جمال وهو يقول لها بصوت منخفض : انا لو مش بثق فيكى مكنتش سمحتلك تبعدى عنى وانا بموت فى كل للحظة فى غيابك بعيد عنى
ثم نظر لها نظرة تملك وهو يقول لها بهمس: انا بغير بغير وغيرتى محنونة زى جنانى بيكى انا هفضل اغير عليكى لحد ماتكبرى وشعرك يبقى ابيض وسنانك توقع انتى لى انا ماشى يا مكتى
ردت عليه مكة بخفوت : لا انتى مش بتثق فيا وكمان مش بتحبنى
ليشدها جمال من ذراعها ويقربها منه : اسالى الليل عن سهري وانا بفكر فيكى
اسالى القمر عنى وانا بحكيله عن شوقى ليكى
خلى حيطان اوضتى تحكيلك عن وجعى فى بعدك
ومخدتى تحكيلك عن كل حلم حلمته وانا بتخيلك جمبى
اسالى جفوني عن صورتك اللى كانت محفورة جواها علشان اول ما اغمض عيوني اشوفك
اسالى جسمي كله عن وجع دقات قلبى الحزينة وانتى مش معاى
اسالى عقلى عن كل لحظة كنت بفكر فيكى فيها
اسالى قلبى عن دقاته اللى مكانتش تهدء الا وطيفك يمر عليها
اسالى روحى عن عاشق ليكى يا مكتى هيموت ويعيش عاشق ليكى اسالى الدنيا كلها عن عاشق مجنون بيشوف صورتك فى كل مكان وكل للحظة
اسندت راسها على كتفه وهى تهمس له بوجع: كل الحب ده وبتخونى
ابعد راسها عن كتفه بعنف وهو ينظر الى عينيها بوجع: مخنتش انا مخنتش والله من يوم ما اسمك بقى على اسمى وانا مخلص ليكى عمرى ما خنتك ولا هخون صدقينى
صممت للحظات طويلة كاد قلبه ان يتوقف وبعدها ردت عليه بهمس : مهم طلبت وعود منك انك مش هتخونى مش هصدقك انا محتاجة ارجع اثق فيك خلينى اثق فيك علشانك وعلشانى
اتسعت عيناه بدهشة وهو كاد لا يصدق ان فراشته لا تثق به اى ذنب ارتكبه جعله يفقد ثقته بهذه الطريقة
فرد عليها جمال بخفوت وهو ينظر الى عينيها: خدى كل الوقت وثقى فيا زى ما انتى عايزة بس وانتى هنا فى حضنى وجمبى
ردت عليه مكة بثقة: هحاول اثق فيك لكن لا جمبك ولا فى حضنك
رفع جمال حاجبه وهو يقول لها: ازاى بقى ده
همست له مكة بخفوت: قولنا عيب ماشى
همس لها جمال بصوت متهدج : مش فاهم الصراحة
ابتعدت عنه مكة وهى تقول له بتحدى بينما تنظر الى عينه: يعنى انت دلوقتى هتطلع برة ماشى وهتنعرف على بعض زى اى حد وممكن نعجب ببعض ونتخطب وبعدها نقرا فاتحة وناخد فترة خطوبة طويلة ياجى سنة او اتنين وبعدها نفكر نتجوز ولا لا
هب جمال واقفا وهو ينظر لها بغضب: نعم يا اختى نفكر اية انتى مراتى يا هبلة
ردت عليه مكة بتحدى: يا كده يا اما هرفع قضية طلاق وهنفصل عنك واشوف حياتى مع غيرك
نظر لها جمال بغضب : بتقولى اية
اجفلت مكة من نبرة صوت جمال العالى وهى تقول له: علشان خاطرى يا جيمى
صمت جمال لفترة وهو يفكر انه سوف يفعل اى شى لكى تعود له وبعد دقائق هز راسه بالموافقة
ليقول لها ولكن انا كمان عندى شروط
فنظرت له مكة بتساؤل ليردف جمال قائلا: هتعرفى شروطى فى وقتها
ثم هم لكى يغادر ويخرج خارج الغرفة نهائيا تاركا المكان لها
لتنادى عليه مكة بصوت هامس ليتنهد جمال وهو يعود الى الخلف ليراها تقترب منه ببطي شديد فوقفت امامه وهى تقول له بنبرة مغرية: متمشيش
ليرفع جمال حاجبه وهو يقول لها : انتى مش حالا وقلتى امشى
لتقول له مكة بهمس: بس انا هخاف لوحدى خليك معاى
ليصدم جمال من طريقته هذه ليست طريقة طفلة التى تقول له عيب منذ بضع ثوانى بل طريقة انثى واى انثى بل انثى تعرف كيف تلعب به بحق وكيف لا وهى تملك قلبه وكل جوارحه
ثم يسمعها تهمس له مرة اخرى : انا بخاف وكان نفسى تفضل معاى
وامام هذا السحر المغوي لم يقول جمال شى غير انه هز راسها ليقول لها بهمس : مكتى
لتهز مكة راسها وهو يقترب منها اقتراب خطر
بينما هو يردد اسمها عدة مرات متعاقبة
فابتسمت له ابتسامة ساحرة وهى تقول له: بتعمل اية
اشتعلت عيناه بنظرات تعرفها مكة جيدا
عندما همس لها بخفوت: بحاول اشبع من حلاوة اسمك اللى وحشنى
ثم اكمل بهمس: انا بعشق
صمت للحظة وهو يكمل: حتى اسمك
ابتسمت له مكة ابتسامة مغوية وهى تقول له بهمس وهى مقتربا من اذنه: وانا كمان
ليرد عليه جمال بنفس الهمس: بتعشقى اسمى
لتهز مكة راسها بالنفى وهى تقول له: لا بعشق اسمى منك
ليقترب منها بإغواء خطر وهو يهمس امام شفتيها: وحشتينى شقاوتك يا فراشتى
ثم صمت واكمل بعدها: طعم الكريز وحشنى
لتبعده مكة عنها وهى تهمس له بينما يدها تفتح الباب الذى كان خلف جمال تمام: كان نفسى تفضل معاى علشان بخاف لكن ميصحش بقى ياجيمى
ثم دفعته خارج الغرفة وهى تغلق الباب سريعا وهى تقول له بعد ان اغلقت الباب: تصبح على خير واحلام سعيدة ياجيمى
ليضغط جمال على شفتيه بغيظ كيف دفعته وكيف فعلت ذلك لم يدرى ليقول لها من خلف الباب : ماشي يا مكة لسه الايام اللى جاية كتير وهنشوف شقاوتك دى هتوصلك لفين ليلة سعيدة ياطفلتى
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سارقة العشق)