رواية سأنال مرادي الفصل الثلاثون 30 بقلم بسنت جمال
رواية سأنال مرادي الجزء الثلاثون
رواية سأنال مرادي البارت الثلاثون
رواية سأنال مرادي الحلقة الثلاثون
يا مظلوم ارتاح، عمر الحق ما راح
ليك يا ظالم يوم، تشرب أسى وجراح
ياللي اتظلمت خلاص، مستني إيه مالناس؟
ده زمن مالوهش أمان فيه الغلبان عليه ينداس
ولا شكوى غير لله، ما تخافشي وأنت معاه
صبرك ده رب كبير عليم وبصير ولا بينسى
ومسيرنا فـ يوم هنتحاكم نيجي مظلوم وظالم
وملايكة وربنا الحاكم وهتترد المظالم
كل اللي زرعته في حياتك تجنيه قصاد الناس
ويشوف الكل مأساتك وأنا أبقى عالي الراس
لك يوم يا ظالم، لك يوم يا ظالم
لك يوم يا ظالم، تندم على اللي كان
فى مشفى الهندى
يقف الكل أمام غرفة الفحص فى المشفى الذى توجد به نور بعد الإصابات البالغة التى أصيبت بها، حيث نزفت كثيرا فتم نقلها على الفور لسوء حالتها.
كانت كريمة تبكى بدموع كثيرة، تبكى على ولدها وعلى ما فعله، تبكى على نور التى توجد بالداخل بين الحياة والموت.
كان عاصم منفعلا بشدة على ما جرى، يتذكر صراخ ابنة أخيه وهى تستنجد بهم، يتذكر منظرها وهى تنزف، يتذكر وحشية ابنه معها، يتذكر ما قاله مراد وآه مما قاله.
و كان الحج عمران أكثر المتواجدين هدوءا، فهذا الهدوء يشبه الهدوء الذى يسبق العاصفة، يفكر فيما حدث وفيما قاله مراد، إنه لا يشك لحظة فى أخلاق نور ، يفكر كيف يحميها من بطش مراد؟ يفكر كيف يرد لها كرامتها أمام الكل وأمام نفسها أولا، ولكن المهم الآن هو إنقاذ حياتها.
وصل مراد للمشفى لكى يرى ما حدث، قلبه لا يطاوعه على تركها بمفردها ولكن عقله كان أشد وأقوى، لمحه والده من بعيد فجرى عليه مسرعا.
عاصم بحدة: أنت إيه اللى چابك؟
مراد : ماتت ولا لسه؟
عاصم منفعلا بشدة: أنت إيه يا أخى، حيوان ولا چنسك إيه؟ ده حتى الحيوان بيحس؟ كيف تعمل كده فى مرتك وبنت عمك؟
مراد بعصبية: بقولك مش ابنى، أنا مبخلفش.
عاصم: وعرفت منين، ربك إدالك علمه إياك.
مراد: التحاليل والأشعة وكلام الدكاترة، كل دول أكدوا إنى مبخلفش.
عاصم: كل الكلام ده ميلزمنيش، عارف ليه؟ لإن فى حاچة اسمها جدرة ربنا اللى يجول للشئ كن فيكون،مسمعتش عن ناس كتير جعدوا سنين وبعد اكده ربنا رزجهم، ولا أنت تعرف ربنا منين ؟
مراد: أستغفر الله العظيم، متقولش كده.
عاصم: لو تعرف ربنا بصحيح مكنتش افتريت عالبت اليتيمة اللى چوه من غير دليل.
مراد بانفعال: يا حج….
عاصم مقاطعا: ماسمعش حسك واصل، لو بنت عمك چرالها حاچة آنى اللى هجتلك بيدى، تارها هيبجى عندى.
ثم تركه عاصم وذهب كى يقف مع والده التى حالته لا تبشر بأى خير على الإطلاق.
بعد فترة، خرج الطبيب كى يطمئنهم، فجرى عليه الكل ما عدا مراد الذى يقف يتابع من بعيد.
الطبيب: مع الأسف هنضطر ندخل عمليات دلوجت.
كريمة وقد شهقت من هذا الخبر : ليه يا دكتور؟
الحج عمران مقاطعا الكل: مش عاوز كلمة واحدة، لو سمحت يا ابنى عاوزك فى كلمتين فى مكتبك بعيد عن الكل.
الطبيب: أمرك يا حچ، اتفضل.
بعد خمس ساعات
هدأت الأجواء نسبيا بعد خروج نور من غرفة العمليات واطمئنان الكل عليها، تنام نور فى غرفتها، تجلس بجانبها كريمة تراعيها مثل والدتها، أما عاصم فيقف فى الخارج حتى يمنع ولده من الدخول عندها خشية عليها، أما الحج عمران فهو مختفى لبعض الوقت.
مراد : هو جدى فين؟
عاصم: ……….
صمت مراد فقد علم بعدم رغبة والده فى الحديث معه.
مراد واقفا: أنا مروح.
” استنى عندك”
كان هذا الأمر من الحج عمران الذى عاود الظهور مرة أخرى .
مراد : أفندم يا جدى.
الحج عمران بحدة: جبل ما تعاود بلدك تطلج نور.
مراد بصدمة: أطلقها؟
الحج عمران باستهزاء: امال فكرك إيه؟ هتفضل على ذمتك العمر كله، أنت شخص غدار ملكش أمان.
مراد منفعلا: افهموا بقى دى واحدة خاينة…
عاصم دافعا مراد فى كتفه: بنات عيلة الهندى أشرف من الشرف، تعرف لو كنت جلت كده على مرتك المصراوية كنت صدجتك، إنما بنت أخوى زى الچنية الدهب، الخاين هو أنت عشان اتچوزتها وأنت زى ما بتجول مابتخلفش وداريت عليها ، غور بجى من وشنا.
الحج عمران بحزم: زى ما جلت لك، روح عند مأذون البلد طلجها.
مراد بتنهيدة: حاضر.
الحج عمران بحزن: والبلد دى متدخلهاش تانى ، سوا كنت حى أو ميت، ومتاخودش عزايا ولا تجف على جبرى، مفهوم؟
نظر مراد لجده بأسى وحزن وحسرة، ثم نظر لأبيه الذى ينظر له بغضب وقسوة كبيرة، لم يجد شيئا يقال فذهب إلى حيث أتى.
الحج عمران لعاصم: تعالى عاوزك ضرورى.
رجع مراد حزينا مكسورا للقاهرة، ترك قلبه فى البلد مع نور حتى وإن لم تستحق من وجهة نظره، عاد لسوزان ولحضنها ولحياته معها، ذهب لمنزل نور وجلس وحيدا يعيد ما جرى مرة أخرى.
مراد لنفسه : معقول اللى حصل ده، معقول الدنيا تتشقلب بيا كده، بقى نور يطلع منها كل ده؟ طيب إزاى؟ دى كانت بتتكسف منى لو قلت لها كلمة حلوة تقوم تروح تخونى، آآآه يا قلبي، ليه تعملى فيا كده؟ ده أنا كنت هطلق سوزان عشانك، سوزان كنت هضيعها عشان واحدة متستاهلش ، سوزان اللى استحملت منى سوء معاملة ومنطقتش، طيب امتى خانتنى وفين ومع مين؟ دى مكنتش بتخرج من البيت أساسا، ممكن تكون كانت بتجيبه هنا البيت؟ لااااااا، البيت ده يتهد مش عاوزه هنا.
عند نور
الحج عمران: فهمتى إيه اللى هيحصل؟
نور ببكاء: أيوة.
عاصم: متجلجش يا بوى كل شئ هيتم زى ما أنت عاوز.
نور: أنتوا مصدقينى أهم حاجة؟
الحج عمران بحدة: عيب لما تسألى السؤال ده يا بنتى.
عاصم: لو شاكين فيكى كنت موتك بيدى.
نور ببكاء: كان نفسي مراد يصدقنى كده.
الحج عمران : مفيش وقت للكلام ده، شدى حيلك أنت وكل الأمور هتتظبط، خليكى مع عمك فى كل خطوة ، هو خابر هيعمل إيه.
نور: قبل أى حاجة عاوزة أزور بابا وماما.
فى ألمانيا، فى مشفى كبير معروف عالميا، داخل مكتب خاص للأطباء المتخصصين فى جراحة القلب، نجد طبيبة تجلس على مكتبها، تنظر لصورة موضوعه أعلى المكتب، شاردة فيها، تفكر فى الشخص الموجود بها، تتذكر أفضاله عليها وعلى ما وصلت إليه الآن، هذه الطبيبة هى نور، لقد مر أربع سنوات على ما حدث، تركت مصر وما بها من مشاكل وفرت هاربة لإنجلترا.
نور بتنهيدة: الله يرحمك يا جدى 😢
قطع تفكيرها دخول زميلها الطبيب معتز، مصرى الجنسية ، أكبر من نور بحوالى سنتين، توجد مشاعر حب تجاه نور التى لا تبادله إلا مشاعر الأخوة والزمالة وهو يحترم هذه المشاعر .
معتز: إيه يا دكتور، سرحانة فى إيه؟
نور: كنت بفتكر شريط حياتى من أول وفاة بابا وماما لحد هروبى من البلد.
معتز: يااااه، كل ما صورة جدك قدامك كده عمرك ما هتنسي اللى حصل.
نور: ومين قالك إنى عاوزة أنسى، الماضي بتاعى ده هو السبب فى مكانتى دى دلوقت.
معتز مشاكسا: أيوة يا عم، مين قدك؟ بقيتى المساعد الأول لدكتور جيمس نفسه.
نور: هههههه، يلا عقبالك.
معتز بحب: نفسي تقوليلى عقبالك على حاجة تانية.
نور: لاااا، بتحلم.
معتز : أوووف بقى.
نور: أنت كنت جاى ليه؟
معتز متذكرا: آه صحيح، دكتور جيمس عامل اجتماع لطقم المساعدين كلهم بما فيهم أنا طبعا.
نور مستغربة: خير، ياترى فى إيه؟
معتز: كلها ساعة ونعرف.
فى القاهرة، فى شركة مراد
نجد مراد وقد تغير كثيرا، يقضي كل وقته فى العمل أو الرياضة حتى يعود لمنزله متعبا فينام سريعا ولا يفكر فيما حدث ولكن دون فائدة ، يحاول أن يتناسى كل شئ حدث ولكن دون فائدة، الماضي محفور فى قلبه وعقله، معاملته مع سوزان تغيرت للأفضل، حيث انتصرت سوزان فى النهاية كما قالت.
شرد مراد قليلا فى حدث مر عليه ثلاث سنوات.
فلاش باك
يقف عاصم يتلقى العزاء فى والده حزينا مهموما على فراق والده، يقف بدون ولده وسنده فى الحياة، تلقى العزاء من آخر المعزيين وصعد لغرفته.
كريمة: وحد الله كده وادعيله بالرحمة.
عاصم بحزن: لا إله إلا الله، ربنا يرحمه برحمته الواسعة.
كريمة : اللهم آمين.
عاصم: عارفة اللى مزعلنى أكتر إنى حاسس إنى لوحدى برغم وچود البلد كلها معايا، بس كان ناجصنى مراد.
كريمة: هنعمل إيه، دى وصية عمى.
عاصم بتنهيدة : أيوة.
قطع حديثهم صوت طرقات على الباب.
كريمة : أيوة يا سعاد.
سعاد: سى مراد بيه تحت.
انتفض عاصم وقام مسرعا نحو ولده كى يرى لما أتى.
عاصم بحدة: إيه اللى چابك؟
مراد: جاى أقف معاك فى عزا جدى.
عاصم: لسه فاكر إن عندك چد وأهل؟
مراد: يا حج ما أنت عارف جدى كان مانعنى.
عاصم : وچاى دلوجت بعد ما مات، فكرك هخالف وصيته إياك؟ اتفضل خد واچبك وامشي.
ثم تركه وصعد لغرفته.
كريمة: معلش يا ولدى، أنت عارف طبع أبوك جاسي، بكرة يلين ويرضى عنك.
مراد مبتسما: عادى بقى، مش فارقة.
ثم سكت قليلا وبحث بعينيه عنها، عن حبيبته التى مزقت قلبه، عن معشوقته التى طعنته فى ظهره.
مراد بتساؤل: هى فين؟
كريمة : والله ما عارفة، زى ما تكون فص ملح وداب، ده أنا جلت حتى هتاچى تاخد العزا بس لا حس ولا خبر.
مراد بشر: هترجع، أكيد هيجي يوم وهترجع، وساعتها هاخد بتارى منها.
بااااااك
مراد: راحت فين بس؟
دخل مروان ووجده يتحدث مع نفسه بصوت عال.
مروان: إيه أنت اتجننت ولا إيه؟ بتتكلم مع نفسك.
مراد : هتجنن فعلا لو ملاقتهاش.
مروان: نفسي أعرف إيه اللى حصل لكل ده؟ عمرى ما كنت أتخيل إنك تسيبها، كان ممكن أتخيل فعلا إنك تسيب سوزان إنما نور لا.
مراد : هو فى زى سوزان، ربنا يبارك لى فيها.
مروان : مفيش فايدة ، المهم متنساش النهاردة عيد ميلاد مراد الصغير وحضرتك طبعا مش محتاج عزومة.
مراد : بلاش أنا، مفيش مزاج لحفلات والله، وبعدين بحس إن هنا مش طايقانى.
مروان: ليها حق بصراحة، ما أنت طول القعدة بتبقى مكشر فى وشنا.
مراد: عشان كده بقولك بلاش.
مروان بتنهيدة: بص يا صاحبي، أيا كان السبب فى طلاقك من نور ، متوقفش حياتك بالشكل ده، أنت بتموت نفسك بالبطئ.
مراد: سيبها على الله.
فى فيلا مروان وهنا
هنا: يعنى مش جاى؟
مروان: حاولت معاه مفيش فايدة، متهيألى هو شاكك إنك تعرفى مكانها .
هنا: يااااريت، ده أنا هموت عليها من القلق.
مروان: أنا لحد دلوقت مش مصدق يطلق نور ويسيب سوزان على ذمته ، لا وإيه عاملها توكيل عام عشان تقدر تسحب الفلوس اللى هى عاوزاها فى أى وقت من غير ما ترجعله.
هنا: يسلاااااام.
مروان: آه، شوفتى.
هنا : شفت يا خويا شفت، شايف الستات، مش هتلاقى زى مراتك قنوعة وقاعدة فى البيت تربى لك ابنك.
مروان مقتربا منها: هو فى زى مراتى، وعقل مراتى، وحنية مراتى، وجمال مراتى.
هنا: مروااان، ابعد شوية احنا مش فى أوضتنا.
مروان بمراوغة: أفهم من كده إنك عاوزة نطلع أوضتنا.
هنا بصدمة: مروااااان، أنت بتقول إيه؟
مروان : قولى قولى، متتكسفيش، أنا فاهم كل حاجة، وأنا اللى فاكرك مؤدبة.
هنا :يالهوى عليك، أنا هقوم أشوف تجهيزات حفلة النهاردة.
مروان ضاحكا: براحتك، اهربي اهربي، هتروحى منى فين؟
فى فيلا النجار، تجلس سوزان مع والدتها.
سوزان: مش قلت لك أنا اللى هكسب فى الآخر.
ناريمان: مصدقتكيش بصراحة فى الأول.
سوزان: عيب عليك، بس واضح إنها عملت عمله سودا، ده حالة اتشقلب من بعدها، دايما ساكت حزين بيفكر، بيقضي يومه فى الشركة وبعد كده فى الچيم.
ناريمان: يعنى هتكون عملت إيه؟
سوزان: مش عارفة، ده هد البيت اللى قاعدة فيه، وهدومها حرقها.
ناريمان: مش مهم المهم إنك طلعتى كسبانة ورجع تانى زى الخاتم فى صباعك.
سوزان بضحك: أيوة صح، المهم أنا.
فى انجلترا
انتهى الاجتماع الذى عقده الدكتور جيمس بحضور كل الطاقم الطبي الخاص به، خرج كل الأطباء ومنهم نور ومعتز وعلى وجههما علامات الصدمة.
معتز : تعالى ننزل نشرب حاجة فى الكافيتريا.
مشت معه نور ولم تتحدث فآثار الصدمة ألجمت لسانها وعقلها.
معتز: هتعملى إيه؟
نور: مش عارفة، المفاجأة كبيرة.
معتز: متوقعتش إنه يقول كده، ده نازل ست شهور فى مصر ، يعنى مش مجرد عملية مستعجلة وراجع، دى هتبقى إقامة كاملة.
نور: المصيبة إنه عاوزنا معاه.
معتز: وهتعملى إيه لو قابلتى مراد؟
نور: يمكن الأربع سنين دول يكونوا نسوه شوية اللى حصل.
معتز: أنت حكيتى لى كل حاجة إلا سبب
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)